المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تحويل القبلة وموقف اليهود منها - فتاوى دار الإفتاء المصرية - جـ ٩

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌أذان النبى

- ‌الإعلان فى ميكروفون المسجد

- ‌الصلاة بالثياب اللاصقة

- ‌هل قدم المرأة عورة فى الصلاة

- ‌القنوت

- ‌الصلاة مع نسيان النجاسة

- ‌المرور بين يدى المصلى

- ‌هل المسجد شرط لصحة صلاة الجمعة

- ‌قضاء الصلاة والتنفل

- ‌قضاء الصلاة فى السفر

- ‌المسبحة

- ‌رفع الأيدى عند الدعاء

- ‌صلاة أربعين فرضا بالمدينة

- ‌شَدُّ الرحال

- ‌الصلاة فى مسجد فيه قبر

- ‌الصلاة على النبى بعد الأذان

- ‌سنة الجمعة

- ‌تبرع الكافر للمسجد

- ‌ختم الصلاة

- ‌الصلاة بالنعال

- ‌المرأة وصلاة الجمعة

- ‌إمامة المرأة فى الصلاة

- ‌تحريك الأصبع فى التشهد

- ‌كلام لا يبطل الصلاة

- ‌الجهر والسر فى الصلاة

- ‌الوتر

- ‌تحويل القبلة وموقف اليهود منها

- ‌عورة المرأة فى الصلاة

- ‌الطهارة لصلاة الجنازة

- ‌خطيب الجمعة والإمام

- ‌حكم النوم فى المسجد

- ‌العطاس فى الصلاة

- ‌المسافر وصلاة الجمعة

- ‌قضاء الصلاة عن الميت

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌ترجمة القرآن فى الصلاة

- ‌وقت الفجر

- ‌ترك العمل لصلاة الجماعة

- ‌صفوف الجماعة

- ‌صلاة الظهر بعد صلاة الجمعة

- ‌صلاة الاستخارة

- ‌سجدة التلاوة

- ‌سجدة الشكر

- ‌الصلاة بين موسى ومحمد

- ‌المرأة والمسجد

- ‌الصلاة الوسطى

- ‌درجات المنبر

- ‌ساعة يوم الجمعة

- ‌تكبير العيدين والإجازة

- ‌المصافحة بعد الصلاة

- ‌سجود التلاوة

- ‌صلاة الحاجة

- ‌صلاة الضحى

- ‌الإسراء وفرض الصلاة

- ‌الجمع بين صلاتين

- ‌صلاة الغائب

- ‌وقت صلاة الجمعة

- ‌تشبيك الأصابع

- ‌الزينة لدخول المسجد

- ‌مسجد الضرار

- ‌الزيادة فى الأذان

- ‌موعد ختم الصلاة

- ‌قطع الصلاة للخطر

- ‌صلاة من يسبق الإمام

- ‌تنبيه الخطيب

- ‌الجهر بالنية

- ‌إمامة اللقيط

- ‌كوب ماء لخطيب الجمعة

- ‌قراءة سورة المسد فى الصلاة

- ‌سلطة الحاكم فى تعيين الخطباء

- ‌مساجد وأسماء

- ‌الصلاة بحضرة الطعام

- ‌نسيان الفاتحة فى الصلاة

- ‌الصلاة والزينة

- ‌الترقية بين يدى الخطيب

- ‌السلام وتحية المسجد

- ‌المؤذن والمقيم

- ‌أفراح العيد

- ‌الهوى إلى السجود

- ‌الصلاة فى زيادات الحرمين

- ‌هدم المسجد

- ‌الرقابة على المساجد

- ‌إعراب الأذان

- ‌أعضاء السجود

- ‌التنكيس فى السجود

- ‌التفريج بين القدمين فى الصلاة

- ‌مخالفة الطريق إلى المسجد يوم العيد

- ‌فتح المأموم على الإمام

- ‌التبليغ خلف الإمام

- ‌متى يبدأ قصر الصلاة

- ‌نقل المسجد

- ‌المنبر النبوى

- ‌الشهيد تارك الصلاة

- ‌محاريب المساجد

- ‌النظر أثناء الصلاة

- ‌الاعتكاف

- ‌الاعتكاف فى المنزل

- ‌النوم فى المسجد

- ‌البيع فى المسجد وعند النداء للجمعة

- ‌دخول المسجد لمن بها عذر

- ‌الصلاة فى وقت العمل

- ‌عذاب المتكاسل عن الصلاة

- ‌إمامة مقطوع اليدين

- ‌اعتماد الخطيب على السيف

- ‌زمن قيام الليل

- ‌التنفل لمن عليه فوائت

- ‌الصلاة مع كشف الرأس

- ‌تسوية الصفوف فى الصلاة

- ‌قضاء الصلاة النافلة

- ‌التردد على المساجد

- ‌الأحق بإمامة الصلاة

- ‌الغفلة عن سماع خطبة الجمعة

- ‌السجود مرتان

- ‌التنافس على الأذان

- ‌العطاس والتثاؤب

- ‌خطبة الجمعة بالكاسيت

- ‌خطبة الجمعة شرط

- ‌جلسة الاستراحة

- ‌لا صلاة لحابس

- ‌البناء فوق المسجد

- ‌الدفن فى المسجد

- ‌صلاة البردين

- ‌الإمام الأبكم والأصم

- ‌قضاء الصلاة

- ‌الاستخلاف فى الإمامة

- ‌إجازة المدارس

- ‌حد السرقة

- ‌قول: فداك أبى

- ‌الطريقة الرفاعية

- ‌الغيبة والزنا

- ‌تطويل الإمام

- ‌ستر العورة فى الصلاة

- ‌صلاة الجماعة

- ‌إمامة الصبى

- ‌تغير المكان لكل صلاة

- ‌إضافات للأذان

- ‌التبليغ خلف الإمام

- ‌الدعاء فى الصلاة

- ‌صلاة الصبح

- ‌الحركة أثناء الصلاة

- ‌تعدد الجماعات

- ‌تشبيك الأصابع فى المسجد

- ‌حديث عن الجمعة

- ‌صلاة الكفارة

- ‌التسول فى المساجد

- ‌التكبير فى الصلاة

- ‌ما تعرف به القبلة

- ‌الصلاة والسلوك

- ‌علو الإمام أو المأموم

- ‌مسافة القصر

- ‌التنفل قبل صلاة العيد

- ‌وضع الإمام بعد الصلاة

- ‌صلاة التوبة

- ‌تعدد الوتر وقضاؤه

- ‌التشهد الأول

- ‌الصلاة قبل الصبح

- ‌تأخير صلاة العشاء

- ‌وضع المنبر

- ‌ثواب مساجد الحكومة

- ‌تاريخ بناء المسجد الأقصى

- ‌الصلاة وقضاء الحاجات

- ‌النية سرا أو جهرا

- ‌الصلاة المعادة

- ‌الصلاة التى لا تنهى عن الفحشاء

- ‌إمامة المفضول للفاضل

- ‌القراءة فى الصلاة

- ‌صلاة الجمعة

- ‌الكلام أثناء خطبة الجمعة

- ‌الكلام فى المسجد

- ‌تعمير المسجد

- ‌الجمع بين الصلاتين

- ‌عند وفاة الإمام

- ‌خطبة الجمعة وخطبة العيد

- ‌لماذا فرضت صلاة الصبح مبكرة

- ‌حكمة مشروعية الصلاة

- ‌ألفاظ الأذان والإقامة

- ‌وضع الأصابع على الأذنين فى الأذان

- ‌أذان المرأة

- ‌الأذان المسجل

- ‌فضل الصلاة فى المسجد البعيد

- ‌رفع الصوت فى الصلاة لطارئ

- ‌الصلاة فى وقت الدرس

- ‌حمل الصبى فى الصلاة

- ‌صلاة المحدث

- ‌صلاة المسافر لغير القبلة

- ‌الإمام ونية الجماعة

- ‌صفوف الصلاة خلف الإمام

- ‌بين الجماعة والخشوع

- ‌النافلة عند إقامة الصلاة

- ‌تقدم المأموم على الإمام

- ‌إمامة القاعد

- ‌الجلوس بين الخطبتين

- ‌الخطبة بلغة غير عربية

- ‌قضاء صلاة العيد

- ‌دعاء قيام الليل

- ‌الذكر عند الشدائد

- ‌الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تابع الابتهالات

- ‌تفريج اليدين فى السجود

- ‌التسليم من الصلاة

- ‌صلاة الجمعة فى مسجد خاص

- ‌الزكاة والضرائب

- ‌ثعلبة ومنع الزكاة

- ‌الزكاة فى مال الصبى

- ‌دفع الزكاة لغير المسلم

- ‌إخراج قيمة الزكاة

- ‌الزكاة فى سبيل الله

- ‌تعجيل الزكاة

- ‌توزيع الزكاة على فترات

- ‌الزكاة والزواج

- ‌إعطاء الزكاة للأقارب

- ‌زكاة الجنين

- ‌زكاة الزروع

- ‌الزكاة على الراتب والعمارة والسيارة

- ‌الزكاة وحكمة التشريع

- ‌الزكاة فى المضاربة

- ‌موعد زكاة الفطر

- ‌شروط هدى التمتع

- ‌الأكل من الهدى

- ‌الزواج أم الحج

- ‌الصدقة على الكافر

- ‌زكاة المال المدخر لحاجة

- ‌دفع الزكاة للمدين

- ‌إسقاط الدين من الزكاة

- ‌سقوط زكاة الفطر على الزوجة الناشز

- ‌الزكاة فى العسل

- ‌زكاة الفطر عن الزوجة غير المسلمة

- ‌دفع الزكاة لتارك الصلاة

- ‌زكاة التجارة من السلع

- ‌زكاة الماس

- ‌الزكاة لفك الأسرى

- ‌زكاة أوراق النقد

- ‌زكاة البترول والمعادن

- ‌المؤلفة قلوبهم

- ‌الزكاة للزوج

- ‌عذاب مانع الزكاة

- ‌زكاة التجارة

- ‌زكاة الخضر والفواكه

- ‌الزكاة لمن لا يستحق

- ‌الزكاة للغارمين

- ‌تقدير الزكاة بالمعايير الحديثة

- ‌زكاة الفطر

- ‌المذاكرة والامتحان فى رمضان

- ‌صوم الجنب

- ‌خطأ الظن فى عدم طلوع الفجر وغروب الشمس

- ‌متى يفطر المسافر بالطائرة

- ‌هلال رمضان

- ‌تقييد الشياطين فى رمضان

- ‌شهر رجب

- ‌صوم يوم عرفة للحجاج

- ‌عاشوراء

- ‌الأكل مع النسيان للصائم

- ‌نقط الأنف وأنبوبة الربو للصائم

- ‌الحقن فى الصيام

- ‌نقل الدم فى الصيام

- ‌صيام الأيام البيض وستة من شوال

- ‌تاريخ تشريع الصيام

- ‌صيام الصبى

- ‌السواك فى الصيام

- ‌صوم الحائض والنفساء

- ‌نية الصيام

- ‌الصيام فى رجب

- ‌تأخير قضاء الصيام

- ‌شهر رجب

- ‌كفارة الجماع فى صيام رمضان

- ‌الترفيه فى رمضان

- ‌فوانيس رمضان

- ‌كنافة رمضان

- ‌صيام الأمم السابقة

- ‌اسم رمضان

- ‌النوم فى نهار رمضان

- ‌صوم يوم عرفة للحاج

- ‌المسافر والصيام

- ‌تقديم الفطر على صلاة المغرب

- ‌نوم الصائم

- ‌القبلة فى الصيام

- ‌معنى كلمة " وحوى

- ‌صوم يوم الشك

- ‌السحور والمسحراتى

- ‌صيام رجب مع شعبان

- ‌فتح أماكن الطعام فى نهار رمضان

- ‌حبوب منع الحمل فى رمضان

- ‌حرمة الصيام مع الدورة

- ‌الصوم بمناسبة المولد النبوى

- ‌قضاء الصوم عن الميت

- ‌صيام الحامل والمرضع

- ‌يوم الجمعة ويوم عرفة

- ‌تقييد الشياطين فى رمضان

- ‌حكمة مشروعية الصيام

- ‌البلغم فى الصيام

- ‌مواقيت الصيام بين بلدين

- ‌صيام بلا صلاة

- ‌حج الأنبياء

- ‌الأضحية

- ‌الاقتراض للحج

- ‌الإحرام لدخول الحرم

- ‌الحجر الأسود

- ‌وقت رمى الجمرات

- ‌المبيت بمنى

- ‌الحج على نفقة الدولة وبجوائز المسابقات

- ‌حج المرأة بدون محرم

- ‌الحج أو الزواج

- ‌الحج وتكفير التبعات

- ‌طواف الوداع

- ‌الإطعام بدل الصوم

- ‌تغيير نية الإحرام فى الحج والعمرة

- ‌الحج والعذر الشهرى للمرأة

- ‌الأضحية

- ‌المعتدة والحج

- ‌متى يذبح هدى التمتع وأين

- ‌تكرار العمرة

- ‌متى فرض الحج

- ‌النظافة فى الحج

- ‌لقطة الحرم

- ‌أنواع الإحرام

- ‌خطبة الوداع

- ‌كم حج النبى صلى الله عليه وسلم واعتمر

- ‌الميقات الزمانى للحج والعمرة

- ‌الميقات المكانى للحج والعمرة

- ‌الحج على الفور أو التراخى

- ‌الحج المشروط

- ‌الموالاة فى الطواف

- ‌الموالاة فى السعى

- ‌الجهل والنسيان فى محظورات الإحرام

- ‌نقل تراب من الحرم

- ‌باب الكعبة مرتفع

- ‌العمرة فى رمضان

- ‌نفقات حج الزوجة

- ‌بيع الأرض للحج

- ‌تكرار العمرة

- ‌تأجير بيوت مكة

- ‌الإنابة فى الطواف

- ‌جبل الرحمة

- ‌كسوة الكعبة

- ‌دخول الكعبة

- ‌حدود الحرم

- ‌فضل مكة

- ‌العطور فى الإحرام

- ‌تأخير الحج

- ‌الطواف مع لبس الحذاء

- ‌العشر الأوائل من ذى الحجة

- ‌نقص أشواط الطواف

- ‌الإنابة فى رمى الجمرات

- ‌الجماع فى الحج

- ‌تكرار الحج

- ‌حكمة مشروعية الحج

- ‌صوم التمتع

- ‌الحج وتزويج الولد

- ‌الحج عن الغير أو للغير

- ‌المبيت بالمزدلفة

- ‌الحج بدون الزيارة

- ‌الأضحية

- ‌محظورات الإحرام وجزاؤها

- ‌ما يباح للمحرم

- ‌الحج أو الزيارة أولا

- ‌التلبية

- ‌الدعاء فى الطواف

- ‌أنواع الطواف وشروطه وسننه

- ‌المرض المعدى والحج

- ‌من الأخلاق فى الحج

- ‌التجارة فى الحج

- ‌حج الصبى

- ‌ألفاظ الذكر

- ‌الدعاء المقبول

- ‌تأجير مكان لعمل محرم

- ‌تحكم المستأجر

- ‌تجارة العملة

- ‌التعامل بالربا مع غير المسلمين

- ‌تأجير الشىء لفعل الحرام

- ‌هل النقود تتعين

- ‌لا وصية لوارث

- ‌العمل فى مؤسسات تتعامل بالربا

- ‌هل يورث عقد الإجارة

- ‌تحديد الربح فى التجارة

- ‌الاحتكار

- ‌السعر والتسعير

- ‌السمسار

- ‌التصرف فى المال الحرام

- ‌سداد الدين بعملة مغايرة

- ‌التوفير فى بنوك أجنبية

- ‌أجر تقديم الخمور

- ‌البيع بالمزاد

- ‌البيع بشرط المنفعة للبائع

- ‌زمن الإجارة والتأجير من الباطن

- ‌ميراث من حرام

- ‌اختلاط المال الحلال بالحرام

- ‌إجارة ومزارعة

- ‌الوديعة والقرض والمضاربة

- ‌خلو الرجل

- ‌استيفاء الحق

- ‌بيع التلجئة

- ‌البيع بشرط انتفاع البائع بالمبيع

- ‌بيع العربون

- ‌بيع العينة وبيع ما لم يقبض

- ‌بيع الوفاء

- ‌القرض الذى جر نفعا

- ‌القرض الحسن والقرض بفائدة

- ‌حلف التجار لترويج السلع

- ‌التوارث بين المسلم وغيره

- ‌الميراث والتحول الجنسى

- ‌بيع الثمر على الشجر

- ‌التهرب من الضرائب

- ‌الحلف على ترويج التجارة

- ‌الرجوع فى الهبة

- ‌خيار العيب

- ‌النهى عن أكل حق الغير

- ‌شركة المواشى

- ‌رواتب موظفى الضرائب

- ‌رواتب الأئمة والمؤذنين

- ‌الوصية الواجبة

- ‌التجارة فى النجاسات

- ‌المضاربة

- ‌الشركات

- ‌كتابة الوصية قبل النوم

- ‌من أعمال البنوك

- ‌نشأة البنوك الربوية

- ‌علم الفرائض والمواريث

- ‌رجوع الأب فى الهبة لوالده

- ‌النسب والتوارث فى نكاح المتعة

- ‌حرمان الابن العاق من الميراث

- ‌حرمان بعض الورثة

- ‌زكاة التجارة

- ‌نقل الزكاة

- ‌إشهار الزواج

- ‌قائمة الجهاز

- ‌الرضاع باللبن المجفف وبنك اللبن

- ‌أمهات المؤمنين

- ‌الخروج من الصلاة لدعوة الوالدين

- ‌الزواج بين الإنس والجن

- ‌الدخول بالمرأة والخلوة بها

- ‌نقل الدم والمصاهرة

- ‌طلاق المريض

- ‌طلاق الغضبان

- ‌طاعة الوالدين فى الزواج والطلاق

- ‌الطلاق المعلق

- ‌تحريم الزوج لزوجة

- ‌نكاح الحامل بغير طريق شرعى

- ‌وضع المرأة بعد وفاة زوجها

- ‌عقد القران فى المسجد

- ‌زيارة الزوجة لأهلها

- ‌العقيقة

- ‌زواج التحليل

- ‌أثر الزواج الثانى على المطلقة

- ‌تزجيج الحواجب

- ‌عمل المرأة

- ‌الشبكة عند فسخ الخطبة

- ‌صورة من زواج عرفى

- ‌أخذ الزوجة من مال زوجها

- ‌الإجهاد

- ‌حضانة البويضة أو الرحم المؤجر

- ‌خدمة الزوجة للضيوف

- ‌الفرق بين الخمار والنقاب والحجاب

- ‌تعدد الزوجات

- ‌زوجات النبى صلى الله عليه وسلم

- ‌الدليل على وجود الله ورسالة محمد (ص)

- ‌النكاح المؤقت فى الغربة

- ‌النساء وزيارة المقابر

- ‌تفويض الزوجة فى الطلاق

- ‌إكراه البنت على الزواج

- ‌الذبح على رجل العروس

- ‌المرأة وزوج بنتها

- ‌شبهة فى المتعة

- ‌زينة المعتدة

- ‌الولد للفراش

- ‌بيت الطاعة

- ‌عدة من استؤصل رحمها

- ‌التعامل مع الحائض

- ‌انقطاع الدم ثم عودته

- ‌الولى فى الزواج

- ‌الطلاق فى حال الحيض

- ‌خياطة ملابس النساء

- ‌حكم الزواج

- ‌تحويل الجنس إلى جنس آخر

- ‌الحجاب بين أمر الله وإرادة البشر

- ‌المرأة فى الإسلام

- ‌العلاقة بين الخطيبين

- ‌نكاح الشغار

- ‌الصداق

- ‌عطر المرأة

- ‌الإحداد على الميت

- ‌مكان العدة

- ‌من أحكام الحائض

- ‌وجه المرأة

- ‌طلاق المدهوش والسكران

- ‌تبرج الجاهلية الأولى

- ‌أسبوع المولود

- ‌ما تمسه الحائض

- ‌المرأة التى لا ترد يد لامس

- ‌عدد الرضعات

- ‌رضاع المسلم من كافرة

- ‌مرضع عجوز

- ‌الحائض وسوط اللبن

- ‌البكر والثيب

- ‌دبلة الخطوبة

- ‌عقد الزواج بالمسرة

الفصل: ‌تحويل القبلة وموقف اليهود منها

‌تحويل القبلة وموقف اليهود منها

‌المفتي

عطية صقر.

مايو 1997

‌المبادئ

القرآن والسنة

‌السؤال

ما هى المراحل التى تم بها تحديد القبلة واستقرت بها على الوضع الأخير؟

‌الجواب

روى أحمد بن حنبل عن السيدة عائشة رضى اللَّه عنها أن النبى صلى الله عليه وسلم قال: " إن اليهود لا يحسدوننا على شىء كما يحسدوننا على يوم الجمعة التى هدانا اللَّه إليها وضلوا عنها، وعلى القبلة التى هدانا الله إليها وضلوا عنها، وعلى قولنا خلف الإمام آمين ".

على عادة اليهود فى الأثرة والأنانية النابعة من العنصرية الجامحة المعروفة فيهم كانوا يحبون أن يكون كل مجد لهم، سواء فى ذلك المجد الدينى والدنيوى، كما جعل اللَّه فيهم الأنبياء وجعلهم ملوكا.

قال تعالى {وإذ قال موسى لقومه يا قوم اذكروا نعمة اللَّه عليكم إذ جعل فيكم أنبياء وجعلكم ملوكا واَتاكم ما لم يؤت أحدا من العالمين} المائدة:

20، ولما سمعوا بظهور سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم فى مكة كانوا يستفتحون به على أهل المدينة، لكنهم أبوا الانضمام إليه، لأنه من نسل عمهم إسماعيل دون أبيهم إسحاق.

وقد حدث أن الله سبحانه أمر نبيه صلى الله عليه وسلم باستقبال بيت المقدس فى الصلاة، وظل على ذلك نحو سنة ونصف السنة بالمدينة، ثم صرفه اللَّه عن هذه القبلة إلى استقبال الكعبة، فقال اليهود: اشتاق محمد إلى بلد أبيه بمكة، وهو يريد أن يرضى قومه قريشا ولو ثبت على قبلتنا لرجونا أن يكون هو النبى الذى يأتى آخر الزمان.

وهذا القول منهم يدل على أنهم انتهازيون لا يجرون إلا وراء المصلحة، دون اعتبار للعقائد والقيم، فهم كفروا بالرسول لمجرد أنه حول وجهه - بأمر ربه -إلى البيت الحرام، ناسين أن الأرض كلها لله، وأن الجهات جميعها واحدة بالنسبة لوجود اللَّه واطلاعه على عباده والتوجه إليه بالطاعة، قال تعالى {وللَّه المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه اللَّه} البقرة: 115، وقال فى حقهم {سيقول السفهاء من الناس ما ولاهم عن قبلتهم التى كانوا عليها، قل للَّه المشرق والمغرب يهدى من يشاء إلى صراط مستقيم} البقرة: 142.

وندد الله بهم فى كفرهم بمحمد صلى الله عليه وسلم على الرغم من الأخبار المبشرة به فقال: {وإن الذين أوتوا الكتاب ليعلمون أنه الحق من ربهم} البقرة: 144، وقد أيأسه اللَّه من إيمانهم به ما دامت قبلته للصلاة غير قبلتهم فقال {ولئن أتيت الذين أوتوا الكتاب بكل آية ما تبعوا قبلتك وما أنت بتابع قبلتهم، وما بعضهم بتابع قبلة بعض} البقرة: 145، ومن هنا انقطع أملهم فى ضم محمد صلى الله عليه وسلم إليهم، فجاهروه بالعداوة، وكانت له معهم التحامات وقصص مذكورة فى كتب التاريخ.

إن بيت المقدس لم يتخذه بنو إسرائيل قبلة تبعا لوحى من اللَّه، بل باختيار منهم على ما يذكره المحققون، والحديث المذكور يدل على أن الصخرة التى يستقبلونها لم يؤمروا بها من اللَّه بعينها، فإن القبلة الحقيقية هى أول بيت وضع للناس فى مكة، روى أبو داود في الناسخ والمنسوخ عن خالد بن يزيد بن معاوية قال: لم تجد اليهود فى التوراة القبلة، ولكن تابوت السكينة كان على الصخرة، فلما غضب الله على بنى إسرائيل رفعه، وكانت صلاتهم إلى الصخرة عن مشورة منهم.

وفى البغوى عند تفسير قوله تعالى {واجعلوا بيوتكم قبلة} يونس: 87، روى ابن جريج عن ابن عباس رضى الله عنهما قال: كانت الكعبة قبلة موسى ومن معه وبه قطع الزمخشرى والبيضاوى، قال النسفى فى تفسير هذه الآية: اجعلوا بيوتكم مساجد متوجهة إلى القبلة وهى الكعبة، وكان موسى ومن معه يصلون إلى الكعبة.

وكما ضلوا عن القبلة ضلوا عن الجمعة، لأن الله فرض عليهم يوما من الأسبوع وكَلَه إلى اختيارهم، فاختلفوا ولم يهتدوا إلى الجمعة، قال الطبرى عن مجاهد فى قوله تعالى {إنما جعل السبت على الذين اختلفوا فيه} النحل:

124، قال: أرادوا الجمعة فأخطئوا وأخذوا السبت مكانه، وروى ابن أبى حاتم عن السدى التصريح بأنه فرض عليهم يوم الجمعة بعينه فقال: إن اللَّه فرض على اليهود الجمعة فأبوا وقالوا: يا موسى إن الله لم يخلق يوم السبت شيئا فاجعله لنا، فجعله عليهم، وليس ذلك بعجيب من مخالفتهم، كما وقع لهم فى قوله {وادخلوا الباب سجدا وقولوا حطة} البقرة: 58، فغيروا وبدلوا.

واستطرادًا للحديث فى شأن القبلة وتحويلها أتناول الموضوع فى عدة نقاط، تنويرًا للأذهان وعونا على الوصول إلى الحقيقة فى فهم حكمة التشريع:

1 -

كل أمة من الأمم لها مكان مقدس تتعبد فيه بكل أنواع العبادة من صلاة وحج وذبح وغير ذلك، قال تعالى {لكل أمة جعلنا منسكا هم ناسكوه} الحج: 67، وقال تعالى {ولكل أمة جعلنا منسكا ليذكروا اسم اللَّه على ما رزقهم من بهيمة الأنعام} الحج: 34، وسواء أكان هذا الجعَلْ تَشريعا من الله أراده ورضيه لعباده، أم جعْلَ تكوين لا يشترط أن يكون مرضيا عنه، كما فى قوله تعالى {كذلك زينا لكل أمة عملهم ثم إلى ربهم مرجعهم} الأنعام: 108، فإن لكل جماعة من الناس مكانا مقدسا يتقربون فيه إلى إلههم، ومن التقرب التوجه إليه عند الدعاء والصلاة.

والوثنيون كانوا يتوجهون إلى أصنامهم فى الأرض، أو إلى الكواكب فى السماء، كما توجه المصريون إلى الشمس فى بعض عهودهم فى الدعاء والمناجاة، وكما توجه البابليون إلى النجوم على ما حكاه القرآن الكريم فى محاجة إبراهيم لهم فى سورة الأنعام، حيث رأى كوكبا ثم رأى القمر ثم رأى الشمس وافترض أنها هى الإله الذى يعبدونه فلما غابت ألزمهم الحجة بأن الإله لا يجوز أن يغيب، ثم بنوا بيوتا رمزية - لآلهتهم يعبدونها فيها عند اختفائها وقت غروبها، فكانت البيوت قبلتهم ومنسكهم الذى يرتضون.

2 -

أول بيت وضع للعبادة هو بيت اللَّه الحرام فى مكة " الكعبة " قال تعالى {إن أول بيت وضع للناس. للذى ببكة مباركا وهدى للعالمين} آل عمران:

96، وكما تقول الروايات إنه موضوع من أيام آدم عليه السلام، وكانت الأنبياء تحج إليه، وكان دور إبراهيم عليه السلام إبراز معالمه التى عفى عليها الزمن أو جرفتها السيول على ما يفهم من التعبير بالرفع فى قوله تعالى {وإذ يرفع إبراهيم القواعد من البيت وإسماعيل} البقرة: 127، وقوله تعالى {وإذ بوأنا لإبراهيم مكان البيت} الحج: 26، أى البيت المعهود سابقا فى التاريخ، أو الذى سيبنى بعد، ذلك جائز محتمل.

والحديث الصحيح ورد فى أن أول بيت وضع فى الأرض هو الكعبة ثم المسجد الأقصى، وبينهما أربعون سنة، فإن كان الوضع يعنى الاختيار للعبادة - وهو الظاهر-كان ذلك الاختيار من اللَّه موجودا قبل إبراهيم بالنسبة للكعبة وقبل سليمان وداود بالنسبة للمسجد الأقصى.

وإن كان الوضع يعنى الإقامة والبناء فإن المسافة بين بناء إبراهيم للكعبة وبين بناء المسجد الأقصى وهى أربعون سنة لا تكون إلا إذا قيل: إن الأنبياء بعد إبراهيم شرعوا فى بناء المسجد الأقصى على عهد يعقوب بن إسحاق كما قال بعض الباحثين، ولم يتم إلا فى عهد سليمان الذى كان أبوه داود معتزما بناءه، لكن الله لم يوفقه لذلك، وادخره لابنه سليمان كما تحكى التوراة.

وقد تقدم فى ذلك ما نقله البغوى عن ابن جريج عن ابن عباس وما قرره المفسرون من أن الكعبة كانت قبلة موسى ومن معه، وقال أبو داود فى الناسخ والمنسوخ فى قوله تعالى {إن أول بيت وضع للناس للذى ببكة} قال: أعلم قبلته فلم يبعث نبى إلا وقبلته البيت وهذا القول قواه الحافظ العلائى فقال فى تذكرته: الراجح عند العلماء أن الكعبة قبلة الأنبياء كلهم كما دلت عليه الآثار.

قال بعضهم وهو الأصح، ويؤكد هذا الرأى حديث حسد اليهود لنا إذ هدانا اللَّه إلى القبلة وضلوا عنها، فقد كانت الكعبة قبلتهم لكنهم لم يهتدوا إليها..

غير أن ابن العربى وتلميذه السهيلى اختارا أن قبلة الأنبياء هى بيت المقدس، وصححه بعضهم وقال إنه المعروف، لكن هذا يمكن أن يحمل على أن بيت المقدس هو قبلة الأنبياء بعد بناء الهيكل فى عهد سليمان، ارتضوها بعد أن ضلوا عن الكعبة، وأمر نبيه محمدا صلى الله عليه وسلم أول الأمر بالتوجه إلى بيت المقدس وهو ما يزال فى مكة على ما سيأتى بيانه، وقد تقدم أنهم كانوا يستقبلون الصخرة التى كان عليها تابوت السكينة حتى بنى المسجد الأقصى.

ونظرا إلى أن المسيحية مكملة لليهودية جاءت مصلحة لليهود وداعية للعودة إلى أصولها الحقيقية كانت قبلتها هى قبلة اليهود فى المسجد الأقصى.

3-

فرضت الصلاة فى الإسلام أولا بمكة، واستقرت خمس صلوات ليلة الإسراء قبل الهجرة بحوالى سنتين أو أكثر، فإلى أية قبلة كان يتجه المصلون بمكة؟ قيل: لم تكن هناك قبلة معينة، فالجهات كلها قبلة على ما فهمه البعض من قوله تعالى {وللَّه المشرق والمغرب فأينما تولوا فثم وجه اللَّه} البقرة:115، وإن كان هناك ميل إلى التوجه إلى الكعبة لأنها البيت المقدس عند العرب، وهو أثر سيدنا إبراهيم الذى قال اللَّه له فى إحدى السور المكية {ثم أوحينا إليك أن اتبع ملة إبراهيم حنيفا} النحل: 123، على ما يفيده عموم اللفظ، وكما حكت السيرة أن النبى صلى الله عليه وسلم اختار التحنث فى غار حراء، لأنه يشرف على الكعبة.

وقيل: إن قبلة المسلمين فى مكة كانت الكعبة أولا، لقوله تعالى {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها} البقرة: 143، أى حولناك فى المدينة من بيت المقدس إلى الكعبة وهى القبلة التى كنت عليها من قبل، فهذا نص على أن القبلة فى مكة كانت الكعبة، لكن ذلك كان لفترة، ويدل عليه ما أخرجه الطبرى عن ابن جريج: صلى النبى صلى الله عليه وسلم أول ما صلى إلى الكعبة ثم صرف إلى بيت المقدس وهو بمكة، فصلى ثلاث حجج، ثم هاجر فصلى إليه بعد قدومه المدينة ستة عشر شهرا، ثم وجه إلى الكعبة.

وقيل: إن القبلة فى مكة كانت بيت المقدس أولا، لحديث ابن عباس رضى اللَّه عنهما الذى رواه أحمد: كان النبى صلى الله عليه وسلم يصلى بمكة نحو بيت المقدس والكعبة بين يديه، لكن هل يدل هذا على أن بيت المقدس كان هو القبلة الأولى فى مكة وكان النبى يحب أن يستقبل معه الكعبة، فيجعلها بينه وبين بيت المقدس ليجمع بين القبلتين، أو أن بيت المقدس كان قبلة لاحقة بعد أن كانت هى الكعبة؟ ذلك كله جائز.

ولعل من التوفيق القريب بين الأحاديث التى يتضارب ظاهرها أن يقال: إن النبى صلى الله عليه وسلم صلى بمكة أولا إلى الكعبة، ثم صرف عنها إلى بيت المقدس ثلاث حجج، فكان يحب أن يجمع بينهما على النحو المذكور، ولما هاجر أمره الله بالاستمرار فى استقبال بين المقدس، وكان يشتاق لاستقبال الكعبة نحو سنة ونصف السنة فوجه بعد ذلك إليها.

4 -

هل كانت قبلته فى مكة [الكعبة أو بيت المقدس] بوحى من اللَّه أو باجتهاد منه؟ أما استقبال الكعبة فقيل إنه بوحى، على ما يفهم من قوله تعالى {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها} فالتى كان عليها هى الكعبة، لكن هل كان هذا بأمر من اللَّه أم باجتهاد من الرسول أقره عليه؟ لم يرد فى ذلك نص واضح صريح، وقيل إنه باجتهاد على ما سبق بيانه من اقتفائه أثر أبيه إبراهيم، وتقديسه للبيت الذى يقدسه كل العرب ولتحرى النظر إليه فى خلوته بغار حراء.

وأما استقبال بيت المقدس فى مكة، فقيل بوحى، على ما تفيده رواية الطبرى عن ابن جريح أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى أولا بمكة إلى القبلة، ثم صرفه الله إلى بيت المقدس. وقيل باجتهاد كما قال القاضى عياض: الذى ذهب إليه أكثر العلماء أنه كان بسنة لا بقرآن، وحكى الوجهين الماوردى فى " الحاوى ".

5 -

والصلاة التى صلاها الرسول عند مقدمه إلى المدينة متوجها إلى بيت المقدس، هل كانت بوحى أم باجتهاد؟ .

ذلك راجع إلى الكلام فى استقبال بيت المقدس بمكة، فهو مستصحب للقبلة فى مهجره.

1 -

الراجح أنه كان بوحى لما رواه ابن جرير الطبرى عن ابن عباس، قال:

لما هاجر النبى صلى الله عليه وسلم إلى المدينة واليهود أكثرهم يستقبلون بيت المقدس أمره اللَّه تعالى أن يستقبل بيت المقدس، ففرحت اليهود لظنهم أنه استقبله اقتداء بهم، مع أنه كان لأمر ربه، فاستقبلها سبعة عشر شهرا، وكان يحب أن يستقبل قبلة إبراهيم، وروى الطبرى أيضا عن ابن عباس قال: إنما أحب النبى أن يتحول إلى الكعبة، فكان يدعو ربه (كما نصحه بذلك جبريل عندما قال له: وددت أن اللَّه صرف وجهى عن قبلة يهود، فقال له جبريل:

إنما أنا عبد، فادع ربك وسله) وكان ينظر إلى السماء فنزلت {قد نرى تقلب وجهك فى السماء فلنولينك قبلة ترضاها فول وجهك شطر المسجد الحرام وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} البقرة: 144، وهذا ما عليه الجمهور كما قال القرطبى، ولحديث البراء بن عازب عند البخارى فى كتاب الإيمان: أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى قِبَلَ بيت المقدس ستة عشر شهرا أو سبعة عشر شهرًا، وكان يعجبه أن تكون قبلته قِبَل البيت، فاستقباله لبيت المقدس مع شوقه لقبلة إبراهيم دليل على أنه بأمر من اللَّه.

ب - وقيل إن استقباله لبيت المقدس بالمدينة كان باجتهاد منه، كما قال الحسن البصرى، وكما قال الطبرى: كان محمد مخيرا بينه وبين الكعبة، فاختاره طمعا فى إيمان اليهود، لكن يرده سؤاله لجبريل، إذ لو كان مخيرا لاختار الكعبة دون حاجة إلى سؤال جبريل أن يصرف إليها.

6 -

كم من الزمن صلى النبى صلى الله عليه وسلم بالمدينة إلى بيت المقدس؟ جاءت الروايات مختلفة فى ذلك، وهى كلها ليست من كلام الرسول، بل من كلام الصحابة، فقيل ستة عشر شهرا، وقيل سبعة عشر، وقد جاء ذلك فى روايتين للبخارى ومسلم عن البراء بن عازب على ما سيأتى، وقيل تسعة عشر شهرا، وقيل بضعة عشر بدون تحديد لمقدار البضع، والاختلاف راجع إلى الخلاف فى تعيين الشهر الذى حولت فيه القبلة، مقيسا بشهر الهجرة إلى المدينة، وبحساب جمله من أيام الشهر شهرا، أو بغير ذلك من الاعتبارات.

7-

فى أى شهر وفى أى يوم حولت القبلة؟ هنا لك أقوال:

أ-قيل إنها حولت فى منتصف شهر رجب من السنة الثانية، وكان ذلك يوم الاثنين، وقد رواه أحمد عن ابن عباس بإسناد صحيح، قال الواقدى: وهذا أثبت، قال الحافظ: وهو الصحيح، وبه جزم الجمهور، وقاله ابن إسحاق.

ب - وقيل إن التحويل كان فى شهر جمادى الآخرة، كما رواه الزهرى عن عبد الرحمن بن عبد الله بن كعب بن مالك، قال أبو جعفر النحاس فى كتابه " الناسخ والمنسوخ ": وهو أولاها بالصواب، لأن الذى قال به أجل، ولأن رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم قدم المدينة فى شهر ربيع الأول، فإذا صرف اَخر جمادى الآخرة إلى الكعبة صار ذلك ستة عشر شهرا كما قال ابن عباس وأيضا إذا صلى إلى الكعبة فى جمادى الآخرة فقد صلى إليها فيما بعدها.

ج -وقيل فى نصف شعبان وفى يوم الثلاثاء منه، قاله محمد بن حبيب، وجزم به فى الروضة، وقاله الواقدى.

8 -

ما هى الصلاة التى صلاها النبى صلى الله عليه وسلم بقبلتين وما هى أول صلاة كاملة للقبلة الجديدة؟ .

كان النبى صلى الله عليه وسلم يزور أم بشر بن معرور بعد موته، فلما حان وقت صلاة الظهر صلى بأصحابه ركعتين، ثم أمر بتحويل القبلة، فتحول فى ركوع الركعة الثالثة، وسمى هذا المسجد مسجد القبلتين، لأن التحويل نزل فيه أولا، وكان فى بنى سلمة -بكسر اللام فى شرح الزرقانى على المواهب، وضبطت فى تفسير القرطبى بفتحها - وهى أول صلاة صلاها، وهو الأثبت كما قال الواقدى، وكانت هذه الصلاة هى الظهر على ما رواه النسائى من رواية أبى سعيد بن المعلى، وكذا عند الطبرانى والبزار من حديث أنس فهذا الحديث يدل على أن مكان التحويل هو مسجد بنى سلمة " مسجد القبلتين " وأن الصلاة هى الظهر قال ابن سعد: صلى النبى صلى الله عليه وسلم ركعتين من الظهر فى مسجده النبوى بالمسلمين.

وقال بعضهم إن الصلاة هى العصر، مستدلين برواية البراء بن عازب فى البخاري فى كتاب الإيمان: أن النبى صلى الله عليه وسلم صلى أول صلاة صلاها صلاة العصر- أى متوجها إلى الكعبة، لكن هذا لا يدل على أنها صليت بقبلتين، والأقرب أنها بقبلة واحدة هى الكعبة، وكانت أولى صلاة تامة بعد التحويل إلى الكعبة، ويبقى ادعاء أن صلاة الظهر هى التى أديت بقبلتين باقيا دون معارض.

قال ابن حجر فى كتاب الإيمان: التحقيق أن أول صلاة صلاها فى، بنى سلمة لما مات بشر بن البراء بن معرور هى الظهر، وأول صلاة صلاها بالمسجد النبوى هى العصر.

9 -

ما هى الصلاة التى صلاها المسلمون الذين لم يكونوا مع الرسول - بقبلتين، وأين كانت؟ إن خبر التحويل وصل كل جماعة فى مواعيد مختلفة، ولعل عددا من الجماعات وقع منهم صلاة لقبلتين، قد تكون هى العصر وقد تكون غيرها، ومن الثابت ما يلى:

1 -

صلاة العصر كانت بقبلتين وكانت فى بنى حارثة، دليله حديث البراء بن عازب: صليت مع النبى صلى الله عليه وسلم"إلى بيت المقدس ستة عشر شهرا-وفى رواية له سبعة عشر شهرا-حتى نزلت الآية التى فى البقرة {وحيثما كنتم فولوا وجوهكم شطره} فنزلت بعدما صلى النبى، فانطلق رجل من القوم فمر بناس من الأنصار وهو يصلون، فحدثهم فولوا وجوههم قبل البيت، رواه البخارى ومسلم.

وقوله: " بعدما صلى " فسره الشراح بأنه دخل فى الصلاة، لا أنه انتهى منها، وقالوا: إنها صلاة الظهر وقد صلى منها ركعتين، وقال بعضهم إنها صلاة العصر، كانت فى مسجد بنى سلمة، والرجل الذى نقل الخبر قيل: اسمه عبَّاد بن بشر بن قيظى " القرطبى-سيقول السفهاء " كما رواه ابن منده وابن أبى خيثمة، وقيل: اسمه عَبَّاد بن نَهيك.

والناس الذين أخبرهم هم بنو حارثة وكانوا يصلون العصر وعلى القول بأن الصلاة التى كان يصليها الرسول وحُوِّل فيها هى العصر يمكن أن ينقل خبرها بسرعة إلى جماعة آخرين هم بنو حارثة ما زالوا فى الصلاة، سواء أكان عباد بن بشر ناقل الخبر صلى مع النبى وهو الغالب -أم لم يصلِّ ورأى حاله فأبلغها إلى غيره.

2 -

صلاة الفجر أو الصبح كانت بقبلتين، وكانت فى " قباء " موطن بنى عمرو بن عوف، وقد نص عليها فى حديث ابن عمر: بينما الناس -بنو عمرو بن عوف -فى صلاة الصبح بقباء إذ جاءهم آت فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد أنزل عليه الليلة، وقد أمر أن يستقبل الكعبة، فاستقبلوها، وكانت وجوههم إلى الشام فاستداروا إلى الكعبة، رواه البخارى ومسلم.

والشخص الذى أخبرهم قيل: هو رجل من بنى سلمة كما يدل عليه حديث أنس الآتى وهو الأصح، واسمه عباد كما تقدم.

يقول أنس رضى الله عنه: كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصلى نحو بيت المقدس فنزلت {قد نرى تقلب وجهك فى السماء. . .} فمر رجل من بنى سلمة وهم ركوع فى الفجر وقد صلوا ركعة فنادى: ألا إن القبلة قد حولت، فمالوا كما هم نحو القبلة، رواه مسلم غير أن رواية أنس لا تدل على أن هؤلاء كانوا فى قباء.

3 -

صلاة الظهر، فقد ذكر أبو عمرو فى " التمهيد " عن نويلة بنت أسلم - وكانت من المبايعات - قالت: كنا فى صلاة الظهر فأقبل عباد بن بشر بن قيظى فقال: إن رسول الله صلى الله عليه وسلم قد استقبل القبلة، أو قال:

البيت الحرام، فتحول الرجال مكان النساء وتحول النساء مكان الرجال.

هذا، ولم يسم مسجد قباء ولا مسجد بنى حارثة بمسجد القبلتين لأن مسجد بنى سلمة هو الذى نزلت فيه أولا آية التحويل، وصليت فيه صلاة إلى جهتين كان النبى إماما فيها.

10-

حكمة جعل القبلة إلى الشام فى المدينة فيها آراء:

أ-رأى يقول: إن ذلك تكريم من اللَّه للنبى صلى الله عليه وسلم، ليجمع له بين القبلتين، كما عده السيوطى من خصائصه التى تميز بها على الأنبياء والمرسلين، ونظهر هذه الحكمة إذا كان استقبال الشام بوحى وهو الظاهر.

ب -ورأى يقول: كان التوجه تأليفا لليهود، كما قاله أبو العالية، وقد يكون ذلك مرادا للَّه بالوحى أو مرادا للنبى باجتهاد على الخلاف فى ذلك.

ج -ورأى يقول: إن فيه تنبيها للرسول على أن المسجد الأقصى له منزلته وقداسته، فلابد من الحفاظ على هذه المنزلة والقداسة له.

11 -

حكمة تحويل القبلة فى المدينة من الشام إلى مكة فيها وجهات نظر:

أ- امتحان المؤمنين الصادقين وتمييزهم عن غيرهم، كما قال سبحانه {وما جعلنا القبلة التى كنت عليها إلا لنعلم من يتبع الرسول ممن ينقلب على عقبيه، وإن كانت لكبيرة إلا على الذين هدى اللَّه} البقرة: 143، كما قاله ابن عباس.

ب -تنبيه للرسول على عدم طمعه فى إيمان اليهود.

ج - العودة بالدعوة إلى أصلها، وهو عالميتها القائمة على قواعد إبراهيم، درن تمييز بين أبناء إسحاق " اليهود " وأبناء إسماعيل " العرب " {ما كان إبراهيم يهوديا ولا نصرانيا ولكن كان حنيفا مسلما وما كان من المشركين} آل عمران:67.

د-الإيحاء بأن مكة لا بد أن تعود إلى الإسلام، ففيها قبلة المسلمين، وأن يجاهد أهلها حتى يخضع البيت للمسلمين، وبشارة بنصر الرسول على قريش واستخلاص البيت منهم، لتطهيره من الأصنام وجعل الدين خالصا لله.

هذا، ومن الحكمة العامة لتحديد قبلة الصلاة تجميع أهل الدين وتوحيد اتجاههم ومشاعرهم وتقوية الرابطة بينهم.

ومن الأحكام التى تتصل بالقبلة:

أ- أن النبى صلى الله عليه وسلم نهى عن الانصراف عن التوجه إليها فى الدعاء، فقد روى البخارى ومسلم عن أنس أن النبى قال:" ما بال أقوام يرفعون أبصارهم إلى السماء فى صلاتهم " فاشتد قوله فى ذلك حتى قال "لينتهن عن ذلك أو لتخطفن أبصارهم " ورواه مسلم عن أبى هريرة بلفظ "لينتهين أقوام عن رفع أبصارهم إلى السماء عند الدعاء فى الصلاة أو لتخطفن أبصارهم ".

ب - عدم بصق المصلى أمامه، فقد ورد عن ابن عمر: بينما رسول اللَّه صلى الله عليه وسلم يخطب يوما إذ رأى نخامة فى قبلة المسجد، فتغيظ على الناس ثم حكها، قال: وأحسبه قال: فدعا بزعفران فلطخت به وقال " إن اللَّه عز وجل قِبَلَ وجه أحدكم إذا صلى، فلا يبصق بين يديه " رواه البخارى ومسلم.

أما تحديد اتجاه القبلة ووضع علامات تدل عليها، والصلة بين المحاريب وبينها، فسيكون له بحث آخر إن شاء الله

ص: 27