المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌سبب ذكر ابن كثير الفتنة التي وقعت بين الصحابة - فتاوى منوعة - الراجحي - جـ ٢٤

[عبد العزيز بن عبد الله الراجحي]

فهرس الكتاب

- ‌فتاوى منوعة [24]

- ‌سبب ذكر ابن كثير الفتنة التي وقعت بين الصحابة

- ‌الفرق بين الإسلام والإيمان

- ‌حكم الاستدلال بالآيات في غير موضعها

- ‌حكم قصر الذاهب إلى بستانه ونحوه

- ‌من يقال له: (السلام على من اتبع الهدى)

- ‌معنى الكلام النفسي عند المتكلمين

- ‌المراد بكفر دون كفر

- ‌عدة المتوفى عنها قبل الدخول

- ‌حكم السلام على القريبات من غير المحارم

- ‌حكم الهجر بين الزوجين

- ‌الجمع بين حديث: (يأتي النبي وليس معه أحد) وحديث: (ما من نبي إلا وله من أمته حواريون وأصحاب)

- ‌حكم القنوت للدعاء لإخواننا في فلسطين

- ‌عقيدة الجعد بن درهم

- ‌ساعة الإجابة يوم الجمعة

- ‌معنى القضاء والقدر

- ‌حكم العمل في البنوك الربوية

- ‌حكم الخطبة بقراءة سورة (ق)

- ‌حكم التداوي عند المشعوذين والصلاة خلفهم

- ‌حكم استعمال الجن

- ‌ضابط الصف الأول في المسجد الحرام

- ‌الجمع بين قوله تعالى: (وما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً) وحديث: (أبي وأبوك في النار)

- ‌حكم إلحاق الأمراض الوبائية بالطاعون في أحكامه

- ‌المراد باليهود وبني إسرائيل

- ‌وقت قبض أرواح المؤمنين

- ‌نجاسة السباع وكل ذي ناب

- ‌حكم قبول الهدية من شخص يعمل والده في بنك ربوي

- ‌حكم صلاة سنة المغرب قضاء مع سنة العشاء

- ‌كيفية صلاة الرواتب

- ‌الفرق بين القمار والميسر

- ‌حكم المسابقات التجارية بشرط الشراء

- ‌حكم الصلاة في الاستراحات القريبة من المساجد

- ‌معنى (كان) في قوله تعالى: (إنه كان تواباً)

- ‌حكم إقامة صلاة الاستسقاء في المدارس

- ‌الحكمة من صيام يومي الإثنين والخميس

- ‌حكم أخذ الوكيل في الصدقة المال بنية إسقاط دين له عن عاجز عن أدائه

- ‌حكم الاستثمار في صندوق المضاربة الشرعية في الأسهم الدولية

- ‌حكم التأجير المنتهي بالتمليك

- ‌السنة في كيفية وضع القدمين في السجود

- ‌حكم صلاة من يدافع الأخبثين

- ‌مشروعية صلاة الاستخارة عند كل أمر مشكل

- ‌حكم صلاة الجماعة في السفر

- ‌حكم المداومة على القنوت في الوتر

- ‌حكم المقاطعة لسلع الأعداء

- ‌حكم الترحم على الميت بقول: (سقى الله قبره المطر)

- ‌اختصاص المسجد بنزول السكينة عند الاجتماع لذكر الله

- ‌وقت دفع العاجز عن الصيام كفارة الإطعام

- ‌أثر سحب الدم على الصيام

- ‌وعيد من لبس الحرير وشرب الخمر في الدنيا

- ‌حكم صلاة الجماعة في حق من يسمع النداء ومن يعلم به

- ‌حكم عقد النكاح على امرأة لا تصلي

- ‌حكم صلاة المرأة جماعة

- ‌حكم زيارة النساء المقابر

- ‌حكم وصف الشخص بأنه ذو الكمال

- ‌حكم سماع الأناشيد التي فيها دف

- ‌معنى حديث: (كلتا يديه يمين)

- ‌حكم تشبيه الخالق بالمخلوق

- ‌حكم صيام النوافل ممن عليه صيام من رمضان

- ‌حكم قول: (إنك لا تخلف الميعاد) بعد الأذان

- ‌حكم قول: (ما غريب إلا الشيطان)

الفصل: ‌سبب ذكر ابن كثير الفتنة التي وقعت بين الصحابة

‌سبب ذكر ابن كثير الفتنة التي وقعت بين الصحابة

‌السؤال

إذا كان مذهب أهل السنة في الفتنة التي وقعت بين الصحابة هو السكوت عنها وعدم ذكرها والتعرض لها، فلماذا ذكرها الحافظ ابن كثير رحمه الله في البداية والنهاية؟

‌الجواب

ذكر ابن كثير ما شجر بين الصحابة من كتب التاريخ، ولكنه كان يبين أن الصحابة إنما فعلوا ذلك عن اجتهاد، وأنهم بين مجتهد مصيب له أجران، وبين مجتهد مخطئ له أجر واحد.

والنصوص دلت على الخلاف الذي حصل بين الصحابة، فقد دلت النصوص على أن علياً رضي الله عنه ومن معه مصيبون، وأن معاوية ومن معه مخطئون، ولهذا انضم الصحابة إلى علي رضي الله عنه، واستدلوا بقول الله تعالى:{وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا فَإِنْ بَغَتْ إِحْدَاهُمَا عَلَى الأُخْرَى فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي} [الحجرات:9]، فقالوا: إن علياً رضي الله عنه هو الخليفة الراشد، وتمت له البيعة، وأهل الشام ومعاوية بغاة، فيجب قتالهم حتى يخضعوا، فانضم جمهور الصحابة مع علي رضي الله عنه، عملاً بهذه الآية:{فَقَاتِلُوا الَّتِي تَبْغِي حَتَّى تَفِيءَ إِلَى أَمْرِ اللَّهِ} [الحجرات:9].

ومما يدل على أن أهل الشام ومعاوية بغاة قول النبي صلى الله عليه وسلم لـ عمار: (تقتلك الفئة الباغية) فسماهم بغاة.

وقال عليه الصلاة والسلام: (تمرق مارقة على حين فرقة من الناس تقتلهم أولى الطائفتين بالحق)، فخرجت الخوارج وقتلهم علي رضي الله عنه، فدل على أنه أولى بالحق من معاوية.

لكن معاوية وأهل الشام كانوا لا يعلمون أنهم بغاة، فهم مجتهدون يطالبون بدم عثمان، فلهم أجر الاجتهاد وفاتهم أجر الصواب، وعلي ومن معه لهم أجر الصواب وأجر الاجتهاد.

وهناك بعض الصحابة أشكل عليهم الأمر ولم يعرفوا المصيب، فلم يقفوا مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، واعتزلوا الفريقين، ومنهم ابن عمر، وسلمة بن الأكوع، فإنه ذهب إلى البادية واعتزل الفريقين وتزوج، وقال: أذن لي النبي صلى الله عليه وسلم في البدو، ومنهم أسامة بن زيد، في جماعة أشكل عليهم الأمر، حتى سماهم بعض الناس مرجئة الصحابة، أخذاً من الإرجاء وهو التاخير؛ لأنهم أخروا الفريقين، وأرجئوا أمرهم إلى الله؛ لعدم تبين الأمر لهم.

فعلى المسلم أن يترحم على الجميع، ويعرف أن لهم من الحسنات ما يغطي ما صدر عنهم من الهفوات.

ص: 2