الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
حكاية
قال عبد اللطيف بن أبي الطاهر بن هبة البغدادي الإمام: حضرت يوما في زاوية الجنيد ببغداد يقال لها: الشونيزية مع جماعة السادة الصوفي، وبينهم شخص يقال له: محمد الطوسي ومعهم شريف ولي من أولياء الله تعالى فأحضروا قوالا ينشد: فأنشدهم: من الوافر
علاني من صدودك ما علاني
…
وعاودني هواك كما بداني
وأنت ضمنت أنّك لي محبّ
…
فديتك لم تحول عن الضمان؟
أليس الله يعلم أن قلبي
…
يحبّك أيها القلب اليماني
لقد حكم الزمان علىَّ حتّى
…
أراني في هواكم ما أراني
لقد أسكنت حبَّكَ في فؤادي
…
مكانا ليس يعرفه جناني
كأنّكَ قد حكمت على ضميري
…
فغيرك لا يمر على لساني
فقال الشيخ: إيه، وأنشد أبياتا أخر فقام الشريف الضوفي على رأسه والتفت أذياله على رجليه، وبقي قائما على رأسه إلى أن انتصف الليل، فحمل فإذا به ميت، قلت: فأين هذا الحال الصادق البعيد من غليظ الطبع. المحروم؟! فإنا لله، وإنا إليه راجعون، نعوذ بالله من حالة الطرد، وسوء الحجاب، ونحمده سبحانه على التوفيق والإيمان ونسأله الأمان، آمين.