المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌تمام الحمد بالتوحيد - قاعدة حسنة في الباقيات الصالحات

[ابن تيمية]

فهرس الكتاب

- ‌مقدمة التحقيق

- ‌وأما تحقيق نسبة الكتاب للمؤلف:

- ‌وصف النسخة:

- ‌وأما عملنا في التحقيق:

- ‌أفضل الكلام بعد القرآن

- ‌التسبيح بحمده سبحانه في القرآن

- ‌الصلاة تتضمن التسبيح بحمده

- ‌اقتران التكبير بالتهليل في الأذان وإذا علا شرفا

- ‌التكبير على الصفا والمروة وعند ركوب الدابة وفي الأعياد

- ‌مشروعية التكبير في الأماكن العالية

- ‌التسبيح والتحميد يجمع النفي والإثبات

- ‌التهليل والتكبير وما يتضمنه كلا منهما

- ‌غلط من قال: إن أكبر بمعنى كبير

- ‌تفسيره صلى الله عليه وسلم لـ"الله أكبر

- ‌التهليل يختص بالإلهية

- ‌مشروعية التكبير عند مشاهدة ما له نوع من العظمة في المخلوقات

- ‌لا إله إلا الله أفضل الكلمات

- ‌لا إله إلا الله أساس الدين والفارق بين أهل الجنة والنار

- ‌لا إله إلا الله الكلمة الطيبة التي بعث بها الرسل

- ‌لا إله إلا الله هي الكلمة التي جعلها إبراهيم في عقبه وهي دين الإسلام

- ‌الحمد مفتاح الكلام

- ‌التكبير والتهليل والتسبيح مقدمة التحميد

- ‌كل ما يخطر بنفس العباد من التعظيم فالله أكبر منه

- ‌المحبة المأمور بها والمنهي عنها

- ‌الحب في الله إيمان والحب مع الله شرك

- ‌تسبيح الرب فيه تزكية للنفس

- ‌تفسير قوله: {لَا يُؤْتُونَ الزَّكَاةَ}

- ‌معنى الحمد

- ‌الحمد المستقل والملك المستقل

- ‌الحمد عند أهل السنة والمعتزله

- ‌تمام الحمد بالتوحيد

- ‌نوعان من الدعاء من دعا بهما فقد دعا الله باسمه الأعظم

- ‌إثبات المحامد يستلزم نفي النقائص

- ‌التحميد والتوحيد وما يتضمنه كلا منهما

- ‌تفسير قوله: {وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ}

- ‌تفسير التسبح بالصلاة

- ‌التسبيح يراد به جنس الصلاة وصلاة النافلة خصوصا

- ‌التسبيح يراد به جنس ذكر الله

- ‌التسبيح يراد به قول العبد: سبحان الله

- ‌لماذا سميت الصلاة تسبيحا

- ‌تفسير التسبيح بالكلام عند افتتاح الصلاة وعند القيام من المجلس

- ‌تفسير قوله: {وَإِدْبَارَ النُّجُومِ} وقوله: {وَأَدْبَارَ السُّجُودِ}

- ‌فائدة

الفصل: ‌تمام الحمد بالتوحيد

124-

وقال هو وابنه إسماعيل: {وَاجْعَلْنَا مُسْلِمَيْنِ لَكَ وَمِنْ ذُرِّيَّتِنَا أُمَّةً مُسْلِمَةً لَكَ} (البقرة: من الآية128) .

125-

ويحمدون الله -حمد النعمة وحمد العبادة- كما قد بسط هذا في الكلام في الشكر.

126-

وهو سبحانه جعل من شاء من عباده محمودا، ومحمدا سيد المحمودين، ومحمد تكون صفاته المحمودة أكثر وأحمد يكون أحمد من غيره. فهذا أفضل وذاك أكثر، وهو سبحانه جعل محمدا وأحمد، فهو المحمود على ذلك.

127-

وحمد أهل السماوات والأرض جزء من حمده، فإن حمد المصنوع حمد صانعه، كما أن كل ملك هو جزء من ملكه فله الملك وله الحمد.

‌تمام الحمد بالتوحيد

128-

والحمد إنما يتم بالتوحيد، وهو مناط للتوحيد، ومقدمة له ولهذا يفتتح به الكلام، ويثنى بالتشهد، وكل كلام لا يبدأ فيه بالحمد لله فهو أجذم، وكل خطبة ليس فيها تشهد فهي كاليد الجذماء.

129-

وإذا كان الحمد كله له

(أ) بخلاف ما إذا أثبت جنس الحمد من غير استغراق؛ فإن هذا لا يثبت خصائص الرب

----------

(أ) كذا بالأصل.

ص: 41

التي بها يمتاز عن غيره؛ فإن الحمد إذا كان للجنس أوجب أن يكون لغيره أفراد من أفراد هذا الجنس كما تقوله القدرية.

130-

وأما أهل السنة فيقولون: الحمد لله كله

(أ) وإنما للعبد حمد مقيد؛ لكون الله تعالى أنعم به عليه، كما للعبد ملك مقيد، وأما الملك المستقل، والحمد المستقل، والملك العام، والحمد العام فهو لله رب العالمين لا إله إلا هو، له الملك وله الحمد وهو على كل شيء قدير.

131-

وفي "السنن"(1) عن النبي صلى الله عليه وسلم: "من قال حين يصبح: اللهم ما أصبح بي من نعمة فمنك وحدك لا شريك لك فلك الحمد؛ فقد أدى شكر ذلك اليوم، ومن قال مثل ذلك إذا أمسى فقد أدى شكر تلك الليلة".

132-

وقال تعالى: {وَمَا بِكُمْ مِنْ نِعْمَةٍ فَمِنَ اللَّهِ ثُمَّ إِذَا مَسَّكُمُ الضُّرُّ فَإِلَيْهِ تَجْأَرُونَ * ثُمَّ إِذَا كَشَفَ الضُّرَّ عَنْكُمْ إِذَا فَرِيقٌ مِنْكُمْ بِرَبِّهِمْ يُشْرِكُونَ} (النحل:53، 54) .

133-

وقال تعالى: {وَتَجْعَلُونَ رِزْقَكُمْ أَنَّكُمْ تُكَذِّبُونَ} (الواقعة:82) .

(1) أبو داود (5073) والنسائي في الكبرى (9835) من حديث عبد الله بن غنام البياضي. وضعفه الألباني في "تخريج الكلم الطيب"(26) .

----------

(أ) بياض بالأصل.

ص: 42

أي: تجعلون شكركم على نعمة الله أنكم تضيفونها إلى غيره بقولكم "مُطرنا بنوء كذا وكذا".

134-

وقال تعالى: {وَإِذَا مَسَّ النَّاسَ ضُرٌّ دَعَوْا رَبَّهُمْ مُنِيبِينَ إِلَيْهِ} (الروم: من الآية33) .

135-

وقال: {هُوَ الْحَيُّ لا إِلَهَ إِلَّا هُوَ فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65) .

136-

وفي حديث آخر: "من قال إذا أصبح: الحمد لله ربي لا أشرك به شيئا، أشهد أن لا إله إلا الله؛ ظل تغفر له ذنوبه حتى يمسي، وإن قالها حين يمسي؛ ظل تغفر له ذنوبه حتى يصبح" رواه أبان المحاربي عن النبي صلى الله عليه وسلم (1) .

137-

وقال سعيد بن جبير: إذا قرأت: {فَادْعُوا اللَّهَ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ} (غافر:14) فقل: "لا إله إلا الله"، وقل على أثرها:"الحمد لله رب العالمين" ثم قرأ هذه الآية: {فَادْعُوهُ مُخْلِصِينَ لَهُ الدِّينَ الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ} (غافر:65)(2) .

(1) رواه الطبراني في الكبير (1/231) برقم (635) .

وقال الهيثمي في "المجمع"(10/117) : "رواه الطبراني وفيه: أبان ابن أبي عياش، وهو متروك". وضعفه أيضا: الحافظ في "الإصابة"(1/18) .

(2)

"تفسير الطبري"(24/81) .

ص: 43