الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
نظم مقدِّمة الرِّسالة
…
ظم مقدِّمة الرِّسالة
للشيخ أحمد بن مشرَّف الأحسائي المالكي المتوفى سنة (1285هـ)
نقلاً من ديوانه (ص: 17) .
الحمدُ لله حمداً ليس مُنْحَصرَا
…
على أياديه ما يخفى وما ظهرَا
ثم الصلاةُ وتسليمُ المهيمنِ ما
…
هبَّ الصَّبَا فأدرَّ العارضَ المَطرَا
على الذي شاد بنيانَ الهُدى فسَما
…
وساد كلَّ الوَرَى فخراً وما افتخرَا
نبيِّنا أحمد الهادي وعَتْرَته
…
وصحبِه كلِّ مَن آوى ومَن نصرَا
وبعدُ فالعلمُ لَم يظفر به أحدٌ
…
إلَاّ سَمَا وبأسباب العُلَى ظفرَا
لا سيما أصل علم الدِّين إنَّ به
…
سعادةَ العبد والمَنْجَى إذا حُشرَا
باب ما تعتقدُه القلوب وتنطق به الألسنُ من واجب أمور الديانات
وأوَّلُ الفرض إيمانُ الفؤاد كذا
…
نُطْقُ اللِّسانِ بما في الذِّكر قد سُطرَا
أنَّ الإلهَ إلَهٌ واحدٌ صَمد
…
فلا إله سوى مَن للأنام برَا
ربُّ السموات والأرضين ليس لنا
…
ربٌّ سواه تعالى مَن لنا فطَرَا
وأنَّه مُوجدُ الأشياء أجمعِها
…
بلا شريك ولا عَوْن ولا وُزَرَا
وهو المُنَزَّه عن ولد وصاحبة
…
ووالد وعن الأشباه والنُّظَرَا
لا يبلغن كُنْهَ وصف الله واصفُه
…
ولا يحيط به علماً مَن افتَكَرَا
وأنَّه أوَّل باق فليس له
…
بدءٌ ولا منتهى سبحان من قدرَا
حيٌّ عليمٌ قديرٌ والكلام له
…
فردٌ سميعٌ بصيرٌ ما أراد جَرَى
وأنَّ كرسيَّه والعرشَ قد وَسِعَا
…
كلَّ السموات والأرضين إذ كبرَا
ولم يزل فوق ذاك العرش خالقُنا
…
بذاته فاسأل الوحيين والفِطَرَا
إنَّ العلوَّ به الأخبارُ قد وَرَدَتْ
…
عن الرَّسول فتابِع مَن رَوى وقرَا
فالله حق على المُلك احتوى وعلى
…
العرش استوى وعن التكييف كُن حَذِرَا
والله بالعلم في كلِّ الأماكن لا
…
يخفاه شيءٌ سميعٌ شاهدٌ ويَرَى
وأنَّ أوصافَه ليست بمُحدَثة
…
كذاك أسماؤه الحُسنى لِمَن ذكرَا
وأن تنْزيلَه القرآنَ أجمعَه
…
كلامُه غيرُ خلق أعجز البشَرَا
وَحْيٌ تكلَّم مولانا القديمُ به
…
ولم يزل من صفات الله مُعْتبَرَا
يُتلَى ويُحمل حفظاً في الصدور كما
…
بالخطِّ يُثبِتُه في الصُّحف مَن زَبَرَا
وأنَّ موسى كليمُ الله كلَّمه
…
إلَهُه فوق ذاك الطور إذ حضرَا
فالله أسمعه مِن غير واسطة
…
من وصفه كلمات تحتوي عِبَرَا
حتى إذا هام سُكراً في محبَّته
…
قال الكليم: إلَهي أسأل النَّظَرَا
إليك. قال له الرحمن موعظة
…
أنَّى ترانِي ونوري يُدهشُ البَصَرَا
فانظر إلى الطور إن يثبت مكانته
…
إذا رأى بعضَ أنواري فسوف ترَى
حتى إذا ما تَجلَّى ذو الجلال له
…
تصدَّع الطورُ من خَوف وما اصطبَرَا
فصل في الإيمان بالقدر خيره وشرِّه
وبالقضاء وبالأقدار أجمعها
…
إيمانُنا واجبٌ شرعاً كما ذكرَا
فكلُّ شيء قضاه الله في أزَل
…
طرًّا وفي لوحه المحفوظ قد سطرَا
وكلُّ ما كان من همٍّ ومن فرَح
…
ومن ضلال ومن شكران مَن شَكَرَا
فإنَّه من قضاء الله قدَّره
…
فلا تكن أنت مِمَّن ينكر القَدَرَا
والله خالقُ أفعال العباد وما
…
يجري عليهم فعن أمر الإلَه جَرَا
ففي يديه مقادير الأمور وعن
…
قضائه كلُّ شيء في الورى صَدَرَا
فمَن هَدى فبمحض الفضل وفَّقه
…
ومن أضلَّ بعدل منه قد كفرَا
فليس في مُلكه شيءٌ يكون سوى
…
ما شاءه الله نفعاً كان أو ضررَا
فصلٌ في عذاب القبر وفتنته
ولم تَمُت قطُّ من نفس وما قُتلت
…
من قبل إكمالها الرِّزق الذي قُدرَا
وكلُّ روح رسولُ الموت يَقبضُها
…
بإذن مولاه إذ تستكمل العُمُرَا
وكلُّ من مات مسئولٌ ومفتتنٌ
…
من حين يوضَعُ مقبوراً ليُختبَرَا
وأنَّ أرواحَ أصحاب السعادة في
…
جنَّات عدن كطير يعلق الشَّجَرَا
لكنَّما الشُّهَدا أحيا وأنفسهم
…
في جوف طير حسان تُعجب النَّظَرَا
وأنَّها في جنان الخلد سارحةٌ
…
من كلِّ ما تشتهي تجنِي بها الثَّمَرَا
وأنَّ أرواح من يشقى معذَّبةٌ
…
حتَّى تكون مع الجُثمان فِي سَقَرَا
فصل في البعث بعد الموت والجزاء
وأنَّ نفخةَ إسرافيلَ ثانية
…
في الصُّور حقٌّ فيحيى كلُّ مَن قُبرَا
كما بدا خلقهم ربِّي يُعيدهمُ
…
سبحان من أنشأ الأرواحَ والصُّوَرَا
حتى إذا ما دعا للجمع صارخُه
…
وكلُّ ميْتٍ من الأموات قد نُشرَا
قال الإلَه: قِفوهم للسؤال لكي
…
يقتصَّ مظلُومُهم مِمَّن له قَهَرَا
فيوقَفون ألوفاً من سنينهمُ
…
والشمسُ دانيةٌ والرَّشْحُ قد كثُرَا
وجاء ربُّك والأملاكُ قاطبة
…
لهم صفوفٌ أحاطت بالورى زُمَرَا
وجيء يومئذ بالنار تسحبُها
…
خزانها فأهالت كلَّ مَن نظَرَا
لها زفيرٌ شديدٌ من تغيظها
…
على العُصاة وترمي نحوهم شَرَرَا
ويرسل الله صُحفَ الخلق حاويةً
…
أعمالَهم كلَّ شيء جلَّ أو صغُرَا
فمَن تلقَّته باليمنى صحيفتُه
…
فهْو السَّعيد الذي بالفوز قد ظفرَا
ومن يكن باليد اليسرى تناولُها
…
دعا ثُبوراً وللنيران قد حُشرَا
ووزنُ أعمالهم حقٌّ فإن ثقلت
…
بالخير فاز وإن خفَّت فقد خسرَا
وأنَّ بالمثل تُجزى السيِّئات كما
…
يكون في الحسنات الضِّعف قد وفرَا
وكلُّ ذنب سوى الإشراكِ يغفرُه
…
ربِّي لِمَن شا وليس الشركُ مُغتَفرَا
وجنَّة الخُلد لا تفنى وساكنُها
…
مخلَّدٌ ليس يخشى الموتَ والكبرَا
أعدَّها اللهُ داراً للخلود لِمَن
…
يخشى الإلَهَ وللنَّعماء قد شَكَرَا
وينظرون إلى وجه الإلَه بها
…
كما يرى الناسُ شمسَ الظهر والقمَرَا
كذلك النارُ لا تفنى وساكنُها
…
أعدَّها الله مولانا لِمَن كَفَرَا
ولا يخلد فيها مَن يوَحِّدُه
…
ولو بسفك دم المعصوم قد فَجَرَا
وكم يُنجي إلَهي بالشفاعة مِنْ
…
خير البريَّة من عاص بِها سجرَا
فصل في الإيمان بالحوض
وأنَّ للمصطفى حوضاً مسافتُه
…
ما بين صَنْعَا وبُصرَى هكذا ذكرَا
أحلَى من العسل الصافي مذاقتُه
…
وأنَّ كِيزَانَه مثلُ النجوم تُرَى
ولم يَرِدْه سوى أتباع سُنَّته
…
سيماهم: أن يُرى التَّحجيل والغُرَرَا
وكم يُنحَّى ويُنفَى كلُّ مبتدع
…
عن وِرْدِه ورجالٌ أحدثوا الغيَرَا
وأن جسراً على النِّيران يَعبُرُه
…
بسرعة مَن لمنهاجِ الهُدى عبَرَا
وأنَّ إيْمَانَنا شرعاً حقيقتُه
…
قصدٌ وقولٌ وفعلٌ للذي أمرَا
وأنَّ معصيةَ الرحْمن تُنقصُه
…
كما يزيد بطاعات الذي شَكَرَا
وأنَّ طاعةَ أولي الأمر واجبةٌ
…
من الهُداة نجوم العلم والأُمرَا
إلَاّ إذا أمروا يوماً بمعصية
…
من المعاصي فيُلغى أمرهم هَدَرَا
وأنَّ أفضلَ قرن للَّذين رأوا
…
نبيَّنا وبهم دينُ الهُدى نُصرَا
أعنِي الصحابةَ رُهبانٌ بليلهمُ
…
وفي النهار لدى الهَيْجَا لُيوث شَرَى
وخيرُهم مَن ولِي منهم خلافته
…
والسَّبق في الفضل للصِّدِّيق معْ عُمَرَا
والتابعون بإحسان لهم وكذ
…
أتباع أتباعهم مِمَّن قفى الأثَرَا
وواجبٌ ذِكرُ كلّ من صحابته
…
بالخير والكفُّ عمَّا بينهم شَجَرَا
فلا تَخُض في حروب بينهم وقعت
…
عن اجتهاد وكنْ إن خُضتَ معتذِرَا
والاقتداءُ بهم في الدِّين مفتَرَضٌ
…
فاقتَد بهم واتَّبع الآثار والسُّوَرَا
وتركُ ما أحدثه المُحدِثون فكم
…
ضلالة تبعت والدِّين قد هُجِرَا
إنَّ الهُدى ما هدى الهادي إليه وما
…
به الكتاب كتاب الله قد أمَرَا
فلا مراء وما في الدِّين من جدلِ
…
وهل يُجادل إلَاّ كلُّ مَن كفرَا
فهاك في مذهب الأسلاف قافيةً
…
نظماً بديعاً وجيزَ اللَّفظ مختصرَا
يحوي مهمّات باب في العقيدة من
…
رسالة ابن أبي زيد الذي اشتَهَرَا
والحمد لله مولانا ونسأله
…
غفران ما قلَّ من ذنب وما كثرَا
ثمَّ الصلاةُ على مَن عمَّ بعثته
…
فأنذر الثَّقلَين الجنَّ والبَشَرَا
ودينُه نَسَخ الأديانَ أجمَعَها
…
وليس يُنْسَخُ ما دام الصَّفَا وحِِرَا
محمد خير كلِّ العالَمين به
…
ختم النبيِّين والرُّسل الكرام جَرَا
وليس من بعده يوحَى إلى أحد
…
ومن أجاز فحَلَّ قتلُه هَدَرَا
والآلُ والصَّحبُ ما ناحت على فنَن
…
وَرْقَا ومَا غرَّدت قُمْريّة سَحَرَا