المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الفائدة الخامسة: السلف ليسوا مؤولة ولا مفوضة - قطف الجني الداني شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

[عبد المحسن العباد]

فهرس الكتاب

- ‌ مقدِّمة

- ‌فوائد بين يدي الشرح

- ‌الفائدة الأولى: منهج أهل السنة والجماعة في العقيدة: اتِباع الكتاب والسنة على فهم السلف الصالح

- ‌الفائدة الثانية: وَسَطيَّةُ أهل السنة والجماعة في العقيدة بين فرق الضلال

- ‌الفائدة الثالثة: عقيدة أهل السُّنَّة والجماعة مطابقةٌ للفطرة

- ‌الفائدة الرابعة: الكلام في الصفات فرعٌ عن الكلام في الذات، والقول في بعض الصفات كالقول في البعض الآخر

- ‌الفائدة الخامسة: السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة

- ‌الفائدة السادسة: كلٌّ من المشبِّهة والمعطِّلة جمعوا بين التمثيل والتعطيل

- ‌الفائدة السابعة: متكلِّمون يَذمُّون علمَ الكلام ويُظهرون الحَيرة والنَّدم

- ‌الفائدة الثامنة: هل صحيح أنَّ أكثرَ المسلمين في هذا العصر أشاعرة

- ‌الفائدة التاسعة: عقيدة الأئمَّة الأربعة ومَن تفقَّه بمذاهبهم

- ‌نص الكتاب

- ‌نصُّ مقدِّمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

- ‌نظم مقدِّمة الرِّسالة

- ‌شرح مقدمة رسالة ابن أبي زيد القيرواني

الفصل: ‌الفائدة الخامسة: السلف ليسوا مؤولة ولا مفوضة

من الصفات على وجهٍ يليق بالله عز وجل، يلزمك إثبات الباقي على هذا الوجه اللَاّئق بالله، وانظر توضيح هذين الأصلين في كتاب التدمرية لشيخ الإسلام ابن تيمية (ص: 31 – 46) .

ص: 27

‌الفائدة الخامسة: السَّلفُ ليسوا مُؤوِّلةً ولا مُفوِّضة

من المعلوم أنَّ سلفَ هذه الأمَّة من الصحابة وتابعيهم بإحسان يُثبتون لله ما أثبته لنفسه، وأثبته له رسوله صلى الله عليه وسلم من الأسماء والصفات، على وجه يليقُ بكماله وجلاله، فلا يُشبِّهون ولا يُعطِّلون ولا يُكيِّفون، بخلاف طريقة الخلف، التي هي التأويل لصفات الله عز وجل وصرفها إلى معان باطلة، وبخلاف طريقة المُفوِّضة، التي زعم المؤوِّلةُ أنَّها طريقةُ السَّلف، والتي يقولون فيها عن صفات الله عز وجل: الله أعلمُ بمراده بها، وقد أوضحَ عقيدةَ السلف في الصفات الإمامُ مالكٌ – رحمه الله – في كلامه المشهور لَمَّا سُئل عن كيفية الاستواء، فقال:"الاستواءُ معلومٌ، والكيف مجهولٌ، والإيمان به واجبٌ، والسؤال عنه بدعة".

فهم لا يُفوِّضون في المعنى، وإنَّما يُفوِّضون في الكيفية، ومَن زعم أنَّ طريقةَ السلف من الصحابة ومن تبعهم تفويضٌ في معاني الصفات، فقد وقع في محاذير ثلاثة هي: جهله بمذهب السلف، وتجهيله لهم، والكذب عليهم.

أمَّا جهلُه بمذهب السلف؛ فلكونه لا يعلم ما هم عليه، وهو الذي بيَّنه الإمام مالكٌ في كلامه المتقدِّم.

ص: 27