المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٥

[ابن الشعار]

الفصل: ‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

بسم الله الرحمن الرحيم

/ب 1/

[تتمة حرف القاف]

‌ذكر مفاريد الأسماء في هذا الحرف

[599]

قيصر بن عثمان بن يوسف الشاعر، أبو يوسف الواسطيّ المعروف بابن السوداء.

وهي أمه لا يعرف إلا بها.

وخبرت أنه كان شاعرًا دمثًا فصيحًا، جهوريّ الصوت، بدينّا عبل الجسم، أسود اللون شديده، مشربًا بصفرة؛ حسن المعرفة باللغة وأشعار العرب وأيامها، وتعلق بطرف قوي من الأدب؛ وكان يرجع إلي أريحية، ولطافة عشرة.

وكان يفد إلي مدينة السلام يمدح أمراءها، وأعيان سادتها؛ وتوفي بواسط سنة إحدى عشرة وستمائة كما بلغني.

أنشدني أبو الفضائل جعفر بن أحمد الخسر سابوري الواسطي؛ قال: أنشدني قيصر بن السوداء لنفسه من جملة أبيات، يرثي بها العميد محمود بن أحمد بن أمسينا، وكان ناظرّا بواسط:[من الطويل]

أيا آمن الدنيا تهيّأ لغدرها

ذر الأمن واعمل فالأمان غرور

إذا أفرحت غمّت وإن هي أقبلت

تلقّاك من ريب الزمان نذير

وأنشدني له وهو من شعره المشهور، ويغنّى به في البلدان:[من الطويل]

ص: 11

متي نسمت ريح الصّبا سحرًا صبا

مشوق بتذكار الآحبّة عذّبا

حمته الظّبى دهرًا فلّما تحمّلت

لحاظ الظّبا ذلّت لهيبته الظّبى

فأضحى رهينًا قلبه وفؤلده

أسير هوى في حبّ ساكنة الخبا

أعاذلتي لا تكثري العذل وأقللي

فقلبي متى كلّفته سلوةّ أبى

وكيف أصطبار القلب عمّن يحبّه

ويسلو وينسى حاش لله زينبا

ومنها:

سقى الله بالزوراء مغنّي لفاطم

من الغيث هطّال يجود علي الرّبى

أما ولييلات العقيق وما حوت

لنا بالحمى والنازلين على قبا

.... النهر المعلّى وجنّة المعلى وما اسلفت في زمن الصّبا

لئن قرّب الله النوى وتدانت ال

دّيار وأضحى الربع بالحبّ معشبا

] وله [: ] من البسط [

قف وأبك وادي الحمى من دمعك السرب

وخل عنك زمان اللهو والطّرب

يا عام إن سرّ سكّان القباب لقد

تحجّبوا بالقنا الخطيّة السلب

من كلّ بكر خلوب قدّها رشق

بيضاء يخجل نور الشمس عن كثب

أشاقني ذكرها الزّوراء آه علي ال

زّوراء لم اقض من لذّتها أربي

أفنيت كنز اصطبار كنتّ أدخره

وشبت طفلا ولولا الشوق لم أشب

أما ونهر المعلّى والذين سرت

بهم حداة النوى يومًا ولم تؤب

لولا أياد لعزّ الدين تنقذني

من النوائب لم أسلم من النوب

قليج بن هرون بن مودود بن عليّ بن عبد الملك بن شعيب التكريتي.

كان أبوه صاحب تكريت وأميرها، وولده هذا أقام بالموصل برهة من الزمان.

ص: 12

مختلفا إلي الإمام أبي حفص عمر بن أحمد النحوي العسفني الضرير؛ يقرأ عليه أدبًا ونحوًا ولغة.

وكان ينشدني كثيرًا من أشعاره؛ وشخص إلي الديار المصرية، ولم أقيد عنه شيئّا منه.

ونفق سوق شعره بمصر، وتداوله الناس، وسار بينهم، وغنى به المغنون.

أنشدني لنفسه يصف البهار: ] من الطويل [

بهار ًا حكى كأسًا من التّبر مائلًا

جوانبه في وسط راحة كاعب

أقامت أصابيعًا بنقش كأنّه

زبرجد حول الكأس من كلّجانب

وأنشدت له قصيدة خمرية: ] من المتقارب [

تجلّت فأمست لها الكأس طورا

ولاحت فانست نارا ونورا

فلو حاول الطّرف إدراكها

لعاد بها خاسئًا أو حسيرًا

هنيئًا لشرّابها عاينوا

لجينا وتبرا ودرًّا نشيرا

أتتهم صحاف لجين حوت

نضار مذابّا وفاحت عبيرا

وحلّو أساور من عسجد

غداة سقاهم شرابّا طهورا

إذا زرت حانتهم في الدّجى

وعاينت منها صباحا منيرا

فثمّ لعمري إذا ما رأيت

} رأيت نعيمًا وملكًا كبيرا {

إذا رشقتك سهام الهموم

ولم تر عونًا عليها نصيرا

فلذ واعتصم بحمى كأسها

تجده علي كلّ همّ قديرا

تمّسك بها وتمسّك به

فإنك تلقي المنى والحبورا

غزالة كأس تصيد الأسود

توافيك أنسا وتبدي نفورا

إذا أطلقت من قيود الدّنان

غدا كلّ عقل لديها أسيرا

نصبنا شباك لئاليها

فصاح الحبابّ: النفير النّفيرا

ص: 13

حباب إذا ما طفا بالمزاج

رأيت المماتّ له والنّشورا

يصوغ لها المزج درّ

شباكا فيمنعها أن تطيرا

تصيد البدور شموس الكؤوس

دجى فتصيد الشموس البدورا

تفوق النسيم وتبري السليم

وتشفي السقيم وتجلي الصدورا

شموس الكؤوس عروس النفوس

تسوس النفوس تحل ّالعسيرا

فطف حول كعبتها إنها

تميت الهموم وتحيي السّرورا

وقل للذي لام في شربها:

رويدك قد جئت ظلما وزورا

فإن كان ذنبي عظيماّ بها

ففي عفو رّبي أراه حقيرا

شفيعي النبيّ وآل النبي

ليوم غدا شرّه مستطيرا

قيس بن عمرو بن كامل بن هبة بن عليّ بن عمرو بن الحسن بن كامل الأنصاري العربيلي الدمشقيّ.

وعربيل قرية شرقي دمشق علي بابها.

يكنى أبا سعيد مولده سنة تسع وتسعين وخمسمائة.

أنشدني لنفسه يوم الأحد سابع عشر ذي القعدة بحلب سنة أربع وثلاثين وستمائة؛ ما كتبه إلي الملك المغيث فتح الدين أبي حفص عمر بن عبد الملك الفائز إبراهيم بن أبي بكر بن أيوب: ] من الطويل [

إليك أفتح الدين منك شكايتي

وما ضرّني أن قد شكوت إلي حر

أيجمل بالجود الذي أحسب الورى

فسارت به الرّكبان في البرّ والبحر

بأن يغتدي حظي إليك مؤخّرًا .. فتهضم من حقي وتخفض من قّدري

ولي مقول أمضى من السيف صادق

جرئ له التحكيم في النظم والنّثر

لك الخير مهما كان منك فإنّه

علي الرأس محمول علي العسر واليسر

ص: 14

وأنشدني لنفسه يصف قينة، من قصيدة: ] من الطويل [

ولست أبالي بعد ليلتنا التي

تقضّت أجلّ الخطب من بعد أم دقّا

وقد أقبلت تشدو على مثل منسر ال

عقاب بصوت كالنسيم إذا رقّا

إذا أوحت الأطيار تلحين معبد

إليه حكى للشّرب ضيعته حقّا

أضلّ الورى ترجيعه لخواره

كأنّ إهاب العجل أضحى لها رقّا

وأنشدني لنفسه في المعظم صاحب دمشق: ] من الطويل [

غدا الأعور الدّجال يعقوب سالما

وأردى خلاف النصّ صاحبه عيسى

وما زال ينمي ما له ثمّ جاهه

بسحر إلي أن مزّقته عصا موسى

وقال أيضا: ] من السريع [

دعاني المقلّ إلي الجهل

فرمت فتح العقل بالقفل

فلم أصن وجهي عن باخل

كأنما صفحته نعلي

تبّت يدا قيس وسحقًا له

حيث ترجّي النّقع من نذل

يا ويحه هلاّ ثني عزمه

ما عمّه من نائل الفضل

هو الجواد بن الأعزّ الذي

يشفع حسن القول بالفعل

بذّ الورى جودًا وبأسًا كما

قد بذّ أهل العلم بالعقل

فكم يد أسدى إلي قاصد

من غير ما منّ ولا مطل

لا زال يحيي دوح إنعامه

نفوس قتلي الدهر بالبذل

ص: 15