المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌[ذكر من اسمه كامل] - قلائد الجمان في فرائد شعراء هذا الزمان - جـ ٥

[ابن الشعار]

الفصل: ‌[ذكر من اسمه كامل]

/أ 5/

‌حرف الكاف

[ذكر من اسمه كامل]

[602]

كامل الحلويّ

من أهل الحلة السيفية.

خبّرت أنه كان حيًا يرزق بعد العشرين والستمائة؛ صار إلي من قبله هذه الأبيات الغزلية

فأثبتّها: [من البسيط]

حسب المعنى بما في القلب يخفيه

من حرّ نار الجوى والدمع بيديه

فالوجد يقلقه والنار تحرقه

والبعد يمرضه والشوق يضنيه

رماه ريم أغنّ أخور غنج

مقرطق ذو دلال تاه بالتّيه

الليل طرّته والصبح غرّته

والغصن قامته سبحان باريه

سهامه جفنه والقوس حاجبه

واللحظ مرهفه والأنف خطّيه

والورد وجنته حسنا لعاشقه

سبحان رازقه سبحان منشيه

يا عاذل الصّبّ رفقا بالمحبّ فما

في القلب من ألم التّبريح يكفيه

لو ذقت طعم الهوى ما كنت تعدلني

ولمت من زاد ظلما في تجنّيه

فطول ليلي لا أنفكّ من ألم

في القلب يورث من آه ومن إيه

[603]

كامل بن أبي عديّ بن طاهر بن أبي المجد بن أبي الفضل بن إسماعيل العطار الحموىّ الضرير، أبو التّمام المعروف بابن العريض الكلاعيّ الحميريّ.

من أهل حماة من بلاد الشام.

كان شاعرًا مكثرًا مداحًا، طلق اللسان؛ ينتجع بشعره الملوك والأمراء. شاهدته بحلب المحروسة في جامعها، يوم الجمعة سابع عشر صفر سنة خمس وثلاثين

ص: 17

وستمائة؛ شيخًا نقي الشيبة ربعة من الرجال، وسألته عن مولده؛ فقال ولدت بحماة في سنة أربع وستين وخمسمائة.

وامتدح الملك الناصر صلاح الدين يوسف بن أيوب بن شاذي_ رضي الله عنه_ ومن بعده الملوك الأيوبية. وزعم أنه ينتسب إلي ذي الكلاع أسميفع بن ناحور الحميري_ صاحب اليمن_؛ ثم رحل إلي حماة.

أنشدني لنفسه في التاريخ المقدم ذكره، وبلغني وفاته في شهر جمادى الأولى سنة خمس وثلاثين وستمائة: ] من المتقارب [

تذّكر نجدًا وكثبانها

وإن كان لم ينس أوطانها

وطيب ليال تقضّت بها

إذا ما الصّبا رنّحت بانها

تبدّلت الوحش بعد الأنيس

وبعد الدّمي الغيد غزلانها

فسحّت سحاب دم مقلة

جفت لذّة الغمض أجفانها

وكانت بها كل ميّاسة ال

قوام تجرجر أردانها

قتول مطول متى واعدت

وصالا تواليه ليّانها

يزين محاسنها حليها

إذا حلي غانية زانها

فما بالها هجرت وصلها

وقد واصلت فيّ هجرانها

فإن يك خيّرها كاشح

بسلوة مثلي فقد كانها

أألزم نفسي لها سلوة

وهل تغلب النّفس شيطانها

وأنشدني كامل لنفسه يمدح رجلًا يكنى ابا سالم، وجعل كنيته أول الأبيات: ] من الكامل [

أتظنني لقديم عهدك ناسي .. لا واعتدال قوامك الميّاس

بي منك داء جلّ عن تحديده

وصف وقصّر عنه كل قياس

والله لو عاينتني لرثيت لي

من عظم وجد في هواك أقاسي

سقمي لسقم جفونك المرضي التي

ملئت بسحر قاتل ونعاس

ص: 18

ألقاك كي أسلو فأبلس من هوى

وصبابة بك أيمّا إبلاس

لولاك لم أذق الغرام ولم أكن

لكؤوس صدّك في المحبّة حاسي

مالي أكابد منك لوعات الهوى

وأذوب من ولهي ومن وسواسي

جرحت لحاظي من لحاظك أسهم

ما إن لها غير التّواصل آسي

يا قاتلي بصدوده عمدًا ألم

تكن الشّكاية منك قلبًا قاسي

وأنشدتي أيضا من شعره في التأريخ: [من الكامل]

أأذوب فيك صبابة وأسى

وسواي يرشف ذلّك اللّعسا

يا من يعير الظّبي لفتته

ويعير غصن البانة الميسا

رفقًا بصبّ ذائب كمدًا

لم يبقي فيه جوى الهوى نفسا

ألبسته بالصّدّ ثوب ضنى

ما كان مثلك قبله لبسا

وغرست غصن هوى بمهجته

فنما وأثمر عندما غرسا

علّل عساك تبلّ غلّته

بلعلّ إن علّلته وعسى

لا تتلونّ أخيرا آي سبًا

دون الوصال له ولا عبسا

والله لو ساعدته لسرى

لم يخش حجّابًا ولا حرسا

جد بالرّقاد لمدنف خلست

عيناك عنه الغمض فاختلسا

وغدا خيالك نصب ناظره

لم ينأ عنه صبحه ومسا

من لي بمن أدنو فيبعدني

عنه وإن لاينته عنسا

وأنشدني لنفسه في التأريخ: [من المتقارب]

وظبي من الإنس وافي النّفور

ألنت عريكته بالمزاح

وملّيته بحديث المحال

إليّ فأمكن بعد الجماح

وواصل بعد وصال الصّدود

وقال اقترح قلت أنت اقتراحي

فبتّ وريحانتي صدغه

وخدّاه وردي والرّيق راحي

أجاذبه قبلًا دائبًا

إلي أن سمعت منادي الصّباح

ص: 19

فقام وقد نلت منه الذي

أؤمّله غير فعل السّفاح

وما كان ذلك من عفّة

ولكنّني كنت ندّ السلاح

وأنشدني لنفسه في غلام أصفر: [من المنسرح]

لا تحسبو أنّ لون صفرته

لمّا تبدّي لأجل علّته

وإنما خوف نار من قتلت

مقلته ظاهر بوجنته

وقال يمدح الملك المنصور: [من الرمل]

علّها بعد الجفا والسخط ترضى

من لها صيّرت صحن الخدّ أرضا

غادة لولا هواها لم اكن

بعد عزّي راغما بالذّل أرضى

إن يكن قد هجرت من بعد ما

وصلت واستبدلت بالحبّ بغضا

قد سلبت القلب مني فاتركي

بعض ما ابقيته يتبع بعضا

أيرجّى أن يداوى مرض

من جفون حشوهنّ السّحر مرضى

هب يعيد لي أيامًا مضت

وليال طيبها عنّي تقضّى

كان قرضا صفو عيشي بكم

وأري الأيّام لا تمهل قرضا

قل لمن يفلي الفيافي دائبًا

للمهارى القود بالإساد أنضا

زر حمى أرض حماة مادحًا

ملكًا حثّ على الفضل وحضّا

وانزلن مغناة تحظى بالغنى

وارفضن قصد ملوك الأرض رفضا

فهناك البأس تلقى والنّدى

والعلا محروزةً والمجد محضا

ملك مدح سواه سنّة

وعلينا مدحه أصبح فرضا

خير من يمّمته في أزمة

إن نبا دهرًا أو خصمك كضّا

طاهر العنصر منهلّ النّدى

لم يعوّد كفّه المبسوط قبضا

صائن بالبذل عرضا وافرًا

لا لمن يبذل دون العرض وفرا

فلكم أرضى البرايا ظاهرًا

مثل ما لله في الخلوة أرضى

أيّها المنصور يا من كفّه

لم تزل راحضة الأعدام رحضا

وغدا الساحل يعنو صاغرًا

لك لمّا جئته بالخيل ركضا

ص: 20

لم يروموا الصّلح إلا بعدما

شاهدو نقدك حدّ السيف نضّأ

ملئت بالصّلح منهم أعين

وقلوب رعتها أمنا وغمضا

وحميت الشام لمّا شمتها

عزمات من سيوف الهند أمضى

وقال وألغز في هذه الأبيات أبا سالم: ] من الطويل [

أمثلي من يصغي إلى زجر زاجرا

ويسمع هجرًا في حبيب مهاجر

وأهيف معسول الشمائل أغيد

أغنّ غرير فاتن الطّرف غادر

سلا كلّ صبّ عن هواه ولم يكن

ليخطر لي عنه السّلوّ بخاطر

أهيم بذكراه جوى وصبابة

إذا ما تناسى إلفه كلّ ذاكر

لحى الله من يسليه عمّن يحبه

مقالة لاح أو ملامة زاجر

منى الصّبّ زورا من خيال يزوره

إذا كان من يهواه ليس بزائر

/أ 9/

ص: 21