الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
ذِكْرُ مَا وَقَعَ إِلَيَّ مِمَّا وَرَدَ فِي مَنَاقِبَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ خَدِيجَةَ أُمِّ هِنْدٍ تُكَنَّى بِوَلَدٍ كَانَ لَهَا
الْحَدِيثُ الْأَوَّلُ
أَخْبَرَنَا أُسْتَاذِي الْإِمَامُ قُطْبُ الدِّينِ حُجَّةُ الْإِسْلَامِ إِمَامُ الْحَرَمَيْنِ أَبُو الْمَعَالِي مَسْعُود (12 ب) بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ مَسْعُودٍ النَّيْسَابُورِيُّ رحمه الله فِي جُمَادَى الْأُولَى سنة سبع وَسبعين وَخمْس مئة أَنَا الشَّيْخُ الْفَقِيهُ أَبُو مُحَمَّدِ عَبْدُ الْجَبَّارِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَحْمَدَ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو بَكْرِ أَحْمَدُ بْنُ الْحُسَيْنِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ مُوسَى الْبَيْهَقِيُّ الْحَافِظُ
وَأَخْبَرَنَا عَمِّي الْإِمَامُ الْعَالِمُ الْحَافِظُ الثِّقَةُ ثِقَةُ الدِّينِ صَدْرُ الْحُفَّاظِ مُحَدِّثُ الشَّامُ أَبُو الْقَاسِمِ عَلِيُّ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ هِبَةِ اللَّهِ الشَّافِعِيُّ قَدَّسَ اللَّهُ رُوحَهُ أَنَا الْفَقِيهُ الْإِمَامُ أَبُو عَبْدِ اللَّهِ مُحَمَّدُ بْنُ الْفَضْلِ الْفَرَّاوِيُّ الصَّاعِدِيُّ النَّيْسَابُورِيُّ أنَا أَبُو بَكْرِ الْبَيْهَقِيُّ أَنَا أَبُو عَبْدِ اللَّهِ الْحَافِظُ نَا أَبُو الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَعْقُوبَ نَا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ الْجَبَّارِ نَا يُونُسُ بْنُ بَكِيرٍ عَنِ ابْنِ إِسْحَاقَ حَدَّثَنِي يَحْيَى بْنُ أبي الْأَشْعَث الْكِنْدِيّ منأهل الْكُوفَةِ حَدَّثَنِي إِسْمَاعِيلُ بْنُ إِيَاسَ بْنِ عَفِيفٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ جَدِّهِ عَفِيفٍ أَنَّهُ قَالَ
كُنْتُ امْرَأً تَاجِرًا فَقَدِمْتُ مِنًى أَيَّامَ الْحَجِّ وَكَانَ الْعَبَّاسُ بْنُ عَبْدِ الطّلب امَرْأً تَاجِرًا فَأَتَيْتُهُ أَبْتَاعُ مِنْهُ (13 أ) وَأَبِيعُهُ قَالَ فَبَيْنَا
نَحْنُ إِذْ خَرَجَ رَجُلٌ مِنْ خِبَاءِ يُصَلِّي فَقَامَ تِجَاهَ الْكَعْبَةِ ثُمَّ خَرَجَتِ امْرَأَةٌ فَقَامَتْ تُصَلِّي وَخَرَجَ غُلَامٌ فَقَامَ يُصَلِّي مَعَهُ فَقلت يَا عَبَّاس ماهذا الدِّينُ إِنَّ هَذَا الدِّينُ مَا نَدْرِي مَا هُوَ فَقَالَ هَذَا مُحَمَّدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ يَزْعُمُ أَن الله تبارك وتعالى أَرْسَلَهُ وَأَنَّ كُنُوزَ كِسْرَى وَقَيْصَرَ سَتُفْتَحُ عَلَيْهِ وَهَذِهِ امْرَأْتُهُ خَدِيجَةُ بِنْتُ خُوَيْلِدٍ آمَنَتْ بِهِ وَهَذَا الْغُلَامُ ابْنُ عَمِّهِ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ آمَنَ بِهِ
قَالَ عَفِيفٌ وَلَيْتَنِي كُنْتُ آمَنْتُ بِهِ يَوْمَئِذٍ فَكُنْتُ أَكُونُ ثَانِيًا
هَذَا حَدِيثٌ صَحِيحٍ مِنْ حَدِيثِ إِسْمَاعِيلَ بْنُ إِيَاسَ بْنِ عَفِيفٍ عَنْ أَبِيهِ إِيَاسَ عَنْ جَدِّهِ عُفَيْفٍ الْكِنْدِيِّ أَسْلَمَ بَعْدَ ذَلِكَ وَحَسُنَ إِسْلَامُهُ
وَقَوْلُهُ ثَانِيًّا يَعْنِي ثَانِيَّ الرِّجَالِ
تَابَعَهُ إِبْرَاهِيمُ بْنُ سَعِيدٍ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ وَقَالَ فِي الْحَدِيثِ
إِذْ خَرَجَ رَجُلٍ مِنْ خِبَاءٍ قَرِيبٍ مِنْهُ فَنَظَرَ إِلَى السَّمَاءِ فَلَمَّا رَآهَا قَدْ مَالَتْ يَعْنِي الشَّمْسَ قَامَ يُصَلِّي ثُمَّ ذَكَرَ قِيَامُ خَدِيجَةَ خَلْفَهُ
وَقَدْ صَحَّ أَنَّهَا أَوَّلُ مَنْ آمَنَ بِهِ صلى الله عليه وسلم وَقِيلَ هِيَ أَوَّلُ مَنْ آمن من النِّسَاء
(13 ب) وَأَبُو بَكْرٍ مِنَ الرِّجَالِ وَعَلِيٌّ مِنَ الصِّبْيَانِ جَمْعًا بَيْنَ الرِّوَايَاتِ
وَقَدْ رُوِيَ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ مِنْ قَوْلِهِ مُرْسَلًا إِنَّهَا أول من آمن
ولاشك أَنَّهُ لَا يَقُولُهُ إِلَّا عَنْ رِوَايَةٍ نُقِلَتْ إِلَيْهِ وَذَلِكَ فِيمَا أَخْبَرَنَا عَمِّي الْمَذْكُورُ وَأُسْتَاذِي الْمُسَمَّى بِالْإِسْنَادِ الْمُقَدَّمِ عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ إِسْحَاقَ قَالَ
وَكَانَتْ خَدِيجَةُ أَوَّلَ مَنْ آمَنَ بِاللَّهِ وَرَسُولِهِ صلى الله عليه وسلم وَصَدَّقَ بِمَا جَاءَ بِهِ قَالَ
ثُمَّ إِنَّ جِبْرِيلَ عليه السلام أَتَى رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ افْتُرِضَتْ عَلَيْهِ فَهَمَزَ لَهُ بِعَقِبِهِ فِي نَاحِيَّةِ الْوَادِي فَانْفَجَرَتْ لَهُ عين مَاء مزن فَتَوَضَّأ جِبْرِيل ومحمدا عليها السلام ثُمَّ صَلَّى رَكْعَتَيْنِ وَسَجَدَ أَرْبَعَ سَجْدَاتٍ ثُمَّ رَجِعَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم وَقَدْ أَقَرَّ اللَّهُ عَيْنَهُ وَطَابَتْ نَفْسُهُ وَجَاءَهُ مَا يُحِبُّ مِنَ اللَّهِ فَأَخَذَ بِيَدِّ خَدِيجَةَ حَتَّى أَتَى بِهَا الْعَيْنَ فَتَوَضَّأَ كَمَا تَوَضَّأَ جِبْرِيلُ ثُمَّ رَكَعَ رَكْعَتَيْنِ وَأَرْبَعَ سَجْدَاتٍ هُوَ وَخَدِيجَةُ ثُمَّ كَانَ هُوَ وَخَدِيجَة يصليان سرا (14 أ) هَكَذَا ذَكَرَهُ ابْنُ إِسْحَاقَ وَقَالَ حِينَ افْتُرِضَتْ يَعْنِي الصَّلَاةَ
وَلَا شَكَّ أَنَّ هَذَا حِينَ فُرِضَتِ الصَّلَاةُ ابْتَدَاءً قَبْلَ مُهَاجَرِهِ إِلَى الْمَدِينَةِ ثُمَّ زِيدَتْ وَإِلَّا فَخَدُيجَةَ مَاتَتْ قَبْلَ أَنْ تُفَرْضَ الصَّلَاةَ بِخَمْسِ سِنِينَ يَعْنِي الصَّلَاةَ الْخَمْسِ لَيْلَةَ الْإِسْرَاءِ لِيَكُونَ جَمْعًا بَيْنَ الْحَدِيثَيْنِ وَاللَّهُ أَعْلَمُ