المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌حرف (الشين) (ش) الشّاب: [في الانكليزية] Young [ في الفرنسية] - كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم - جـ ١

[التهانوي]

فهرس الكتاب

- ‌[مقدمة المؤلف]

- ‌المقدّمة في بيان العلوم المدوّنة وما يتعلّق بها

- ‌التقسيم

- ‌اجزاء العلوم

- ‌‌‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌فائدة

- ‌الرءوس الثمانية

- ‌العلوم العربية

- ‌علم الصرف:

- ‌علم النحو:

- ‌علم المعاني:

- ‌علم البيان:

- ‌علم البديع:

- ‌علم العروض:

- ‌ علم القافية

- ‌العلوم الشرعية

- ‌علم الكلام:

- ‌فائدة علم الكلام وغايته

- ‌ شرفه

- ‌ مسائله

- ‌ وجه تسميته

- ‌علم التفسير:

- ‌ وجه الحاجة إليه

- ‌ شرفه

- ‌فائدة

- ‌فائدة:

- ‌علم القراءة:

- ‌علم الإسناد:

- ‌علم الحديث:

- ‌فائدة

- ‌علم أصول الفقه:

- ‌ تعريفه

- ‌تنبيه

- ‌علم الفقه:

- ‌موضوعه

- ‌مسائله

- ‌علم الفرائض:

- ‌علم السلوك:

- ‌فائدة

- ‌العلوم الحقيقية

- ‌علم المنطق:

- ‌ المنطق من العلوم الآليّة

- ‌ الغرض من المنطق

- ‌مرتبته في القراءة

- ‌ الحكمة

- ‌ المنطق من العلم أم لا

- ‌الموضوع:

- ‌ الحكمة العملية

- ‌ فائدة الحكمة

- ‌توصيفها بالأولى

- ‌ أقسام الحكمة النظرية

- ‌ موضوع الحكمة النظرية

- ‌العلم الإلهي:

- ‌العلم الرياضي:

- ‌فائدة

- ‌العلم الطبعي:

- ‌علم الطب:

- ‌علم البيطرة والبيزرة:

- ‌علم الفراسة:

- ‌‌‌‌‌علم تعبير الرؤيا:

- ‌‌‌علم تعبير الرؤيا:

- ‌علم تعبير الرؤيا:

- ‌علم أحكام النجوم:

- ‌علم السحر:

- ‌علم الطلسمات:

- ‌علم السيميا:

- ‌علم الكيمياء:

- ‌علم الفلاحة:

- ‌علم العدد

- ‌ الحساب العملي

- ‌علم الهندسة:

- ‌ علم عقود الأبنية

- ‌علم المناظر

- ‌علم المرايا المحرفة

- ‌علم مراكز الأثقال:

- ‌علم المساحة:

- ‌علم إنباط المياه:

- ‌علم جر الأثقال:

- ‌علم البنكامات:

- ‌علم الآلات الحربية:

- ‌علم الآلات الروحانية:

- ‌علم الهيئة:

- ‌ موضوع كل من العلمين

- ‌فائدة

- ‌علم المواقيت

- ‌ علم الزيجات والتقاويم

- ‌علم كيفية الأرصاد:

- ‌علم تسطيح الكرة:

- ‌علم الآلات الظلية:

- ‌علم السماء والعالم:

- ‌علم الطبّ:

- ‌علم النجوم:

- ‌فصل في بيان العلوم المحمودة والمذمومة

- ‌حرف الألف

- ‌حرف الباء

- ‌حرف التاء

- ‌حرف الثاء

- ‌حرف الجيم

- ‌[حرف الجيم الفارسي]

- ‌حرف الحاء

- ‌حرف الخاء

- ‌حرف الدال

- ‌حرف الذال

- ‌حرف الراء

- ‌حرف (الزاي)

- ‌حرف السين

- ‌حرف (الشين)

الفصل: ‌ ‌حرف (الشين) (ش) الشّاب: [في الانكليزية] Young [ في الفرنسية]

‌حرف (الشين)

(ش)

الشّاب:

[في الانكليزية] Young

[ في الفرنسية] Jeune

بتشديد الموحدة لغة من يكون سنه ما بين الثلاثين إلى أربعين، والشيخ هو المسنّ بعد الكهل وهو الذي انتهى شبابه. والشّاب شرعا من خمس عشرة سنة أي من حدّ البلوغ إلى ثلاثين ما لم يبلغ عليه الشيب، والكهول من ثلاثين إلى خمسين.

والشيخ شرعا ما زاد على خمسين، كذا فيّ البرجندي ناقلا من المغرب. وفي جامع الرموز في بيان الصلاة بالجماعة: الشّابّة بالتشديد لغة الزائدة من تسع عشرة سنة إلى ثلاث وثلاثين سنة؛ وشرعا من خمس عشرة سنة إلى تسع وعشرين سنة. وفيه في كتاب الإيمان الشّاب لغة من تسع عشرة سنة، والكهل من أربع وثلاثين، والشيخ من أحد وخمسين إلى آخر العمر كما في التتمة «1» .

وذكر في القاموس أنّ الكهل من إحدى وثلاثين والشيخ من خمسين إلى آخر العمر.

الشّاذ:

[في الانكليزية] Singular ،strange ،abnormal .irregular

[ في الفرنسية] Singulier ،etrange ،anormal .irregulier

بتشديد الذال لغة المتفرّد. وعند أهل العربية كالصرفيين والنحاة ما يكون مخالف القياس من غير أن ينظر إلى قلّة وجوده وكثرته في الاستعمال نحو قوله: وأمّا ما قلّ وجوده فيسمّى وجوده نادرا سواء خالف القياس أو لا، كخزعال. وما يكون في ثبوته كلام يسمّى ضعيفا كقرطاس بالضم، فإنّ الفصيح بكسر القاف كذا في الجاربردي شرح الشافية في بحث تعبير الزائد بلفظه. وفي بحر المواج «2» في تفسير قوله تعالى: كَذلِكَ يُبَيِّنُ اللَّهُ لَكُمُ الْآياتِ «3» الكلام الوارد قبل وضع القواعد النحوية إن خالف قاعدة الكلّ أو الجمهور يسمّى شاذا على الصحيح، بخلاف ما ورد بعده فإنّه إن خالف الكلّ يسمّى ممنوعا، وإن خالف الجمهور يسمّى شاذا انتهى. وعند المحدّثين حديث رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه، وهذا هو المعتمد، ويقابله المحفوظ وهو ما رواه أولى من ذلك الراوي المقبول، ويقرب منه ما قيل الشّاذ ما خالف الراوي الثقة فيه جماعة الثقات بزيادة أو نقص. وبالجملة فراوي الشّاذ قوي وراوي المحفوظ أقوى منه بمزيد ضبط أو كثرة عدد، لأنّ العدد الكثير أولى بالحفظ من الواحد، أو غير ذلك من وجوه الترجيحات، وبهذا عرّفه الشافعي وجماعة من العلماء. وقال

(1) التتمة (فقه حنفي) تتمة الفتاوي الخيرية لنفع البرية، للشيخ ابراهيم بن سليمان بن محمد بن عبد العزيز الحنفي الجغميني (- 1108 هـ). البغدادي، هدية العارفين، 1/ 36. سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، ص 729.

(2)

بحر المواج (تفسير وبلاغة). البحر المواج والسراج الوهاج في تفسير القرآن للقاضي شهاب الدين أحمد بن شمس الدين بن عمر الزاولي الدولت آبادي الهندي الحنفي (- 848 هـ). البغدادي، إيضاح المكنون، 1/ 166.

(3)

البقرة/ 219.

ص: 1000

الخليلي «1» : وعليه حفّاظ الحديث الشّاذ ما ليس له إلّا إسناد واحد شذّ به أي تفرّد به شيخ ثقة أو غيره، فما كان من غير ثقة فمتروك لا يقبل، وما كان عن ثقة توقّف فيه ولا يحتجّ به، فلم يعتبر المخالفة وكذا لم يقتصر على الثقة. وقال الحاكم: الشاذ هو الحديث الذي يتفرّد به ثقة من الثقات وليس له أصل متابع لذلك الثّقة فلم يعتبر المخالفة ولكن قيّد بالثقة. قال ابن الصلاح أمّا ما حكم عليه بالشذوذ فلا إشكال فيه وأمّا ما ذكراه فمشكل بما يتفرّد به العدل الحافظ الضابط كحديث «إنّما الأعمال بالنيات» «2» هكذا يستفاد من شرح النخبة وشرحه ومقدمة شرح المشكاة والقسطلاني.

اعلم أنّ النسبة بين الشّاذ والمنكر هي العموم من وجه لاجتماعهما في اشتراط المخالفة وافتراق الشّاذ بأنّ راويه ثقة أو صدوق والمنكر راويه ضعيف. وابن الصلاح سوّى بينهما وقال: المنكر بمعنى الشّاذ فغفل عن هذا التحقيق كذا في شرح النخبة. وفي شرحه: اعلم أنّ النسبة تارة تعتبر بحسب الصدق وتارة بحسب الوجود وتارة بحسب المفهوم، والأخير هو المراد هاهنا «3» .

اعلم أنّ في بعض الحواشي المعلّقة على شرح النخبة قال: الشاذ له تفاسير: الأول ما يخالف فيه الراوي لمن هو أرجح منه. والثاني ما رواه المقبول مخالفا لمن هو أولى منه، والمقبول أعمّ من أن يكون ثقة أو صدوقا هو دون الثّقة. والثالث ما رواه الثّقة مخالفا لما رواه من هو أوثق منه، وهذا أخصّ من الثاني، كما أنّ الثاني أخصّ من الأول. والرابع ما يكون سوء الحفظ لازما لراويه في جميع حالاته، فإن كان سوء الحفظ عارضا يسمّى مختلطا. والمراد «4» بسوء الحفظ ترجّح جانب الإصابة على جانب الغلط والخامس ما يتفرّد به شيخ. والسادس ما يتفرّد به ثقة ولا يكون له متابع. والسابع وقد ذكره الشافعي ما رواه الثّقة مخالفا لما رواه النّاس انتهى. وفي الإتقان الشّاذ من القراءة ما لم يصحّ سنده كقراءة ملك يوم الدين بصيغة الماضي ونصب يوم وإياك تعبد بصيغة المخاطب المجهول.

الشّاعر:

[في الانكليزية] Poet

[ في الفرنسية] Poete

عند أهل العربية من يتكلّم بالشعر أي الكلام الموزون المذكور. وعند المنطقيين من يتكلّم بالقياس الشعري وسيجيء ذكرهما. قالوا شعراء العرب على طبقات: جاهليون كامرئ القيس «5» وطرفة «6» وزهير، ومخضرمون وهو أي

(1) هو خليل بن عبد الله بن أحمد بن ابراهيم بن الخليل القزويني، أبو يعلى الخليلي. توفي عام 446 هـ/ 1054 م. قاض، من حفاظ الحديث. له عدة كتب. الأعلام 2/ 319، الرسالة المستطرفة 97، معهد المخطوطات 2/ 11.

(2)

ورد سابقا.

(3)

المقصود (م، ع).

(4)

والمقصود (م، ع).

(5)

هو امرؤ القيس بن حجر بن الحارث الكندي، من بني آكل المرار. ولد نحو 130 ق. هـ/ نحو 497 م وتوفي نحو 80 ق. هـ.

نحو 545 م. من أشهر شعراء العرب في الجاهلية. وهو صاحب المعلقة المشهورة. كان سكيرا حتى بلغه نبأ مقتل أبيه، فأقلع عن الشرب وقضى بقية حياته يطلب المعونة ليثأر له. كتب الكثيرون عنه. وله ديوان شعر. الأعلام 2/ 11، الأغاني 9/ 77، تهذيب ابن عساكر 3/ 104، الشعر والشعراء 31، الخزانة 1/ 160. وغيرها.

(6)

هو طرفة بن العبد بن سفيان بن سعد البكري الوائلي، أبو عمرو. ولد نحو 86 ق. هـ/ نحو 538 م وتوفي شابا نحو 60 ق. هـ/ نحو 564 م. من مشاهير شعراء الجاهلية ومن الطبقة الأولى. له معلقة مشهورة. وله ديوان شعر. الأعلام 3/ 225، الزوزني 28، الشعر والشعراء 49، سمط اللآلئ 319، جمهرة أشعار العرب 32، الخزانة 1/ 414.

ص: 1001

المخضرم من قال الشّعر في الجاهلية ثم أدرك الإسلام كلبيد «1» وحسّان «2» . وقد يقال لكلّ من أدرك دولتين وأطلقه المحدثون على كلّ من أدرك الجاهلية وأدرك حياة النبي صلى الله عليه وسلم وليست له صحبة، ولم يشترط بعض أهل اللغة نفي الصحبة. ومتقدمون ويقال الإسلاميون وهم الذين كانوا في صدر الإسلام كجرير والفرزدق، مولّدون وهم من بعدهم كبشّار «3» ، ومحدثون وهم من بعدهم كأبي تمام والبحتري، ومتأخرون كمن حدث بعدهم من شعراء الحجاز والعراق ولا يستدلّ في استعمال الألفاظ بشعر هؤلاء بالاتفاق كما يستدلّ بالجاهليّين والمخضرمين والإسلاميين بالاتفاق. واختلف في المحدثين فقيل لا يستشهد بشعرهم مطلقا واختاره الزمخشري ومن حذا حذوه. وقيل لا يستشهد بشعرهم إلّا بجعلهم بمنزلة الراوي فيما يعرف أنّه لا مساغ فيه سوى الرواية ولا مدخل فيه للدراية. هذا خلاصة ما في الخفاجي وغيره من حواشي البيضاوي في تفسير قوله كُلَّما أَضاءَ لَهُمْ مَشَوْا فِيهِ «4» الآية.

الشّاقول:

[في الانكليزية] Plumbline

[ في الفرنسية] Fil a plomb

هي قطعة من الخشب لدى الفلّاحين من أهل البصرة وفي رأسها قطعة حديد مطوية. وفي كتب أهل الهندسة: هو حجر معلّق بخيط يعرف بواسطته استواء سطح الأرض. كما في المنتخب. وفي شرح خلاصة الحساب يقول:

هو خيط يعلّق في أحد طرفيه شيء ثقيل كحجر أو غيره «5» .

الشّأن:

[في الانكليزية] State ،position ،affair

[ في الفرنسية] Etat ،position ،affaire

بالفتح وسكون الهمزة الأمر والشئون الجمع. والشئون عند الصوفية هي صور العالم في مرتبة التعيّن الأول. وفي التّحفة المرسلة:

للعالم ثلاث مواطن: أحدها التعيّن الأول ويسمّى فيه شئونا. وثانيها التعيّن الثاني ويسمّى فيه أعيانا ثابتة. وثالثها التعيّن في الخارج ويسمّى فيه أعيانا خارجية انتهى.

الشّاهد:

[في الانكليزية] Witness ،example

[ في الفرنسية] Temoin ،exeniple

عند الفقهاء ما ستعرف لاحقا. وعند المحدّثين ما سيأتي في لفظ المتابعة. وعند أهل المناظرة ما يدلّ على فساد الدليل للتخلّف أو لاستلزامه المحال كذا في الرشيدية. وبهذا المعنى وقع الشاهد في تعريف النقض الإجمالي. وعند أهل العربية الجزئي الذي يستشهد به في إثبات القاعدة لكون ذلك الجزئي من التّنزيل أو من كلام العرب الموثوق بعربيتهم، وهو أخصّ من المثال وسيجيء.

(1) هو لبيد بن ربيعة بن مالك، أبو عقيل العامري. توفي عام 41 هـ/ 661 م. شاعر فارس في الجاهلية، ومن الأشراف. أدرك الإسلام ووفد على النبي صلى الله عليه وسلم. ويعدّ من الصحابة. وبعد إسلامه ترك الشعر. له معلّقة جيدة وديوان شعر مطبوع. الأعلام 5/ 240، خزانة الادب 1/ 337، مطالع البدور 1/ 52، آداب اللغة 1/ 111، الشعر والشعراء 231.

(2)

هو حسان بن ثابت بن المنذر الخزرجي الأنصاري، أبو الوليد. توفي عام 54 هـ/ 674 م. صحابي جليل. شاعر مخضرم، ومدح الرسول كثيرا. له ديوان شعر مطبوع. الأعلام 2/ 175، تهذيب التهذيب 2/ 247، الإصابة 1/ 326، ابن عساكر 4/ 125، الخزانة 1/ 111، الشعر والشعراء 104 وغيرها.

(3)

تقدمت ترجمته.

(4)

البقرة/ 20.

(5)

بالقاف چوبى كه كشاورزان بصره دارند ودر سر آن آهن خميده ميكنند ودر كتب اهل هندسه سنگى را گويند كه به ريسمان از كونيا بياويزند تا هموارى زمين بدان معلوم كنند كذا في المنتخب ودر شرح خلاصة الحساب مى گويد كه شاقول ريسمانيست كه در يك طرف او چيزى ثقيل مثل سنگ وغيره بندند.

ص: 1002

والشاهد عند أهل التصوف هو التجلّي كما في بعض الرسائل. وفي كشف اللغات يقول:

الشاهد عند السّالكين هو الحقّ باعتبار الظهور والحضور، وذلك لأنّ الحقّ يظهر بصور الأشياء. فقوله: هو الظاهر عبارة عن ذلك.

وفي العرف: الشاهد: هو الشخص الحسن الصورة انتهى.

وأمّا عند المنجمين فهو الزاعم كما سبق. «1» والشواهد عند أهل الرّمل هي أربعة أشكال في الزائجة تسمّى بالزوائد وقد سبق.

وفي الجرجاني الشاهد هو في اللغة عبارة عن الحاضر وفي اصطلاح القوم الصوفية عبارة عمّا كان حاضرا في قلب الإنسان وغلب عليه ذكره، فإن كان الغالب عليه العلم فهو شاهد العلم، وإن كان الغالب عليه الوجد فهو شاهد الوجد، وإن كان الغالب عليه الحقّ فهو شاهد الحق انتهى.

الشئون الذّاتية:

[في الانكليزية] The immanents ،immanence of God in the world .pantheism the

[ في الفرنسية] Les immanents ،limmanence de Dieu ،pantheisme

اعتبار نقوش الأعيان والحقائق في الذات الأحدية كالشجرة وأغصانها وأوراقها وأزهارها وثمارها في النواة، وهي التي تظهر في الحضرة الواحدية وينفصل بالعلم، كذا في الاصطلاحات الصوفية.

شايگان:

[في الانكليزية] Well fulled

[ في الفرنسية] Bien rempli

هو بلغة الفرس وصف للشيء بالكثرة، فمثلا يقولون گنج شايگان: أي كنز فيه مال كثير. ويقول شمس قيس رازي (صاحب أهم كتاب في نقد الشعر والعروض والقوافي واسمه المعجم في معابير أشعار العجم. وهو من رجال القرن السابع الهجري مات في شيراز زمن الاتابك سعد بن زنكي حوالي 630 هـ). يقول:

شايكان هو عمل بأمر الحاكم بدون أجر. وأما عند المحققين من الشعراء فهو عبارة عن قافية فيها إيطاء جلي.

وقال شمس قيس الرازي: كل قافية ليس فيها الروي أصليا تسمى شايكان سواء كانت مكررة أو لا. وقال إن عامة الشعراء يقولون للقافية شايكان إذا كان مستعملا فيها الألف والنون مثل ياران أصدقاء، ودوستان: محبين.

ووجود هذا في القافية يعدّ من العيوب. كذا في منتخب تكميل الصناعة. «2»

شب:

[في الانكليزية] Night

[ في الفرنسية] Nuit

بالفارسية تعني الليل. وهو عند الصوفية عالم العمى وعالم الجبروت. وهذا العالم بمثابة خط ممتد بين عالم الخلق وعالم الربوبية. وليلة القدر يعنون بها بقاء السالك في عين استهلاكه بوجود الحق.

وشب بار: نهاية الأنوار التي هي السواد الأعظم. ويقول في كشف اللغات شب رو:

(بالفارسية: الساهر ليلا) وهي في اصطلاح

(1) ودر كشف اللغات ميگويد شاهد نزد سالكان حق را گويند باعتبار ظهور وحضور زيرا كه حق بصور اشياء ظاهر شده كه هو الظاهر عبارت آز آنست ودر عرف شاهد مرد خو بصورت را گويند انتهى. ونزد منجمان زاعم را گويند چنانكه گذشت.

(2)

شايكان: بلغت فرس چيزى را گويند كه بسيار باشد مثلا گنج شايگان گنجى را گويند كه درو مال بسيار باشد وشمس قيس كفته شايگان كاريست كه بحكم حاكم كنند بى مزد ونزد محققان شعرا عبارت است از قافيه كه مشتمل باشد بر ايطاى جلي وشمس قيس گفته كه هر قافيه كه درو روى اصلى نباشد آن را شايگان گويند خواه مكرر شود وخواه نشود وگفته كه عامه شعرا شايگان ان قافيه را گويند كه الف ونون جمع درو مستعمل شود مانند ياران ودوستان وشايگان يكى از عيوب قافيه است كذا في منتخب تكميل الصناعة.

ص: 1003

السالكين كناية عن قيام الليل، وإحياء السالك ليله بالعبادة «1» .

شباط:

[في الانكليزية] February

[ في الفرنسية] Fevrier

اسم شهر في التقويم الرومي. «2»

الشّبه:

[في الانكليزية] Similitude ،analogy ،resemblance

-

[ في الفرنسية] Similitude ،analogie ،resemblance

بالكسر وسكون الموحّدة وبفتحتين أيضا المثل كما في المنتخب. وعند الأصوليين هو من مسالك إثبات العليّة. قالوا الوصف إمّا أن تعلم مناسبته بالنظر إلى ذاته أو لا، والأوّل المناسب، والثاني إمّا أن يكون مما اعتبره الشرع في بعض الأحكام والتفت إليه أولا، والأوّل الشّبه والثاني الطّرد. وعلّية الشّبه تثبت بجميع المسالك من الإجماع والنصّ والسّير، «3» وهل تثبت بمجرّد المناسبة أي تخريج المناط؟

فيه نظر، وإلّا يخرج عن كونه شبيها إلى كونه مناسبا مع أنّ ما بينهما من التقابل. ومن أجل أنّه لا تثبت بمجرّد المناسبة قيل في تعريف الشّبه تارة هو الذي لا تثبت مناسبته إلّا بدليل منفصل. وقيل تارة هو ما يوهم المناسبة وليس بمناسب. فبناء كلا التعريفين على أنّ الشّبه لا يثبت بمجرّد المناسبة بل لا بدّ في مناسبته للحكم من دليل زائد عليه، إذ لو ثبت بالنظر إلى ذاته لما كان شبيها بل مناسبا. وقيل إثباته بتخريج المناط مبني على تفسيره فمن فسّره بما يوهم المناسبة منعه لأنّ تخريج المناط يوجب المناسبة، ومن فسّره بالمناسب الذي مناسبته لذاته جوّزه لجواز أن يكون الوصف الشّبهي مناسبا يتبع المناسب بالذات وهذا فاسد لأنّ تخريج المناط يقتضي كون الوصف مناسبا بالنظر إلى ذاته. مثاله أن يقال في عدم جواز إزالة الخبث بالمائع أنّ إزالة الخبث طهارة تراد للصلاة فلا تجوز بغير الماء، كطهارة الحدث بجامع الطهارة، وهو وصف شبهي لأنّ مناسبتها لتعيين «4» الماء فيها بعد البحث التّام غير ظاهرة، لكنّ الشارع لمّا أثبت الحكم وهو تعيين الماء في بعض الصور وجودها كالصلاة والطّواف ومسّ المصحف أوهم ذلك مناسبتها. ثمّ الشّبه حجّة عند جماعة وهو مذهب الشافعي. وليس بحجّة عند الحنفية وجماعة كالقاضي أبي بكر الباقلاني لأنّه إمّا مطّلع على المناسب المؤثّر فيكون حاكما به أولا، وهو حكم بغير دليل.

اعلم أنّ لفظ الشّبه يقال على معان أخر أيضا بالاشتراك، حتى قال إمام الحرمين: لا تتحرّر في الشّبه عبارة مستمرّة في صناعة الحدود. فمنهم من فسّره بما تردّد فيه الفرع بين الأصلين يشاركهما في الجامع إلّا أنّه يشارك أحدهما في أوصاف أكثر فيسمّى إلحاقه به شبها كإلحاق العبد المقتول بالحرّ فإنّ له شبها بالفرس من حيث المالية وشبها بالحرّ، لكن مشابهته بالحرّ في الأوصاف والأحكام أكثر، فألحق بالحرّ لذلك. وحاصل هذا المعنى تعارض مناسبتين ترجّح إحداهما. ومنهم من فسّره بما يعرف فيه المناط قطعا إلّا أنّه يفتقر في آحاد الصّور إلى تحقيقه كما في طلب المثل في جزاء الصيد بعد العلم بوجوب المثل. ومنهم من فسّره بما اجتمع فيه مناطان لحكمين لا على سبيل الكمال، لكنّ أحدهما أغلب، فالحكم به

(1) شب: نزد صوفية عالم عمى وعالم جبروت را گويند واين عالم خطي است ممتد ميان عالم خلق وعالم ربوبيت وشب قدر بقاى سالك را گويند در عين استهلاك بوجود حق وشب بار نهايت انوار را گويند كه سواد اعظم اوست ودر كشف اللغات مى گويد شب رو در اصطلاح سالكان كنايت از سالك شب خيز وبيدار است.

(2)

شباط: نام ماهى است در تاريخ روم.

(3)

والسبر (م، ع).

(4)

لتعيّن (م، ع).

ص: 1004

حكم بالأشبه كالحكم في اللّعان بأنّه يمين لا شهادة وإن وجدا فيه. وقال القاضي هو الجمع بين الأصل والفرع بما لا يناسب الحكم، لكن يستلزم المناسب وهو قياس الدلالة فليس شيء من تلك المعاني معنى من الشّبه المعدود في مسالك العلّة. هكذا يستفاد من العضدي وحاشيته للمحقّق التفتازاني وغيرهما.

شبه الفعل:

[في الانكليزية] Semiverb (past and present participle ،adjective) -Semi

[ في الفرنسية] verbe (participe ،adjectif)

ويسمّى مشابه الفعل أيضا، عند النحاة هو ما يعمل عمل الفعل ويكون فيه حروفه أي حروف الفعل كاسم الفاعل واسم المفعول واسم التفضيل والصّفة المشبّهة والمصدر، ويقابله معنى الفعل وهو ما يستنبط منه معنى الفعل ولا يكون فيه حروفه كالمستقرّ من الظروف، وإن كان جارا ومجرورا وكحروف التنبيه والإشارة وكحروف النداء على تقدير كونها عاملة في المنادى بدون تقدير أدعو، وكحروف التمنّي والترجّي، وكحروف التّشبيه وكمعنى التشبيه من غير لفظ دالّ عليه نحو زيد عمرو مقبلا أي زيد شابه عمروا مقبلا، وكالمنسوب وكاسم الفعل.

وقيل لا حروف الاستفهام والنّفي. وإنّ من الحروف المشبّهة بالفعل لعدم ورود الاستعمال على عملها، هكذا يستفاد من العباب والموشّح شرح الكافية «1» وحواشيهما في بحث الحال وفي الفوائد الضيائية أدخل الظرف المستقرّ في الفعل أو شبهه حيث قال ما حاصله: إنّ شبه الفعل هو ما يعمل عمله وهو من تركيبه كاسم الفاعل واسم المفعول والصفة المشبّهة والظرف إن كان مقدّرا باسم الفاعل، ومعنى الفعل هو المستنبط من فحوى الكلام من غير التصريح به أو تقديره كالإشارة والتنبيه وكالنداء والترجّي والتمنّي والتّشبيه. ولا يخفى أنّه على هذا يخرج اسم الفعل من شبه الفعل ولا يدخل في معنى الفعل أيضا، فالأولى في تعريفهما ما قيل أوّلا، كذا قيل. وقد يراد بمعنى الفعل ما يشتمل شبه الفعل أيضا وسيأتي في لفظ المجاز في تعريف الحقيقة الفعلية.

الشّبهة:

[في الانكليزية] Suspicion

[ في الفرنسية] Soupcon ،suspicion

بالضم وسكون الموحدة خفاء الأمر، والإشكال في العمل مثل الأمور المشتبهة، كذا في بحر الجواهر «2» . وفي جامع الرموز في بيان حدّ الزّنا في كتاب الحدود أنّ الشّبهة اسم من الاشتباه، وهي ما بين الحلال والحرام والخطاء والصّواب كما في خزانة الأدب «3» ، وبه يشعر ما في الكافي من أنّها ما يشبه الثابت وليس بثابت، وما في شرح المواقف من أنّ الشّبهة ما يشتبهه «4» الدليل وليست به كأدلة المبتدعين.

وفي القاموس وغيره أنّها الالتباس كما عرفت

(1) الموشح شرح الكافية (في النحو) الكافية لابن الحاجب (- 246 هـ/ 1248 م). مقدمة وجيزة في النحو سمّاها الكافية في الإعراب. شروحها كثيرة، ولأبي بكر الخبيصي وهو الشيخ شمس الدين محمد بن أبي بكر بن محمد الخبيصي، شرح مختصر ممزوج سمّاه بالموشح، وعليه حاشية للسيد الشريف أيضا. حاجي خليفة، كشف الظنون، 2/ 1371.

(2)

پوشيدگي كار اشتباه پوشيده شدن كار مشتبهات كارهاي مانند كذا.

(3)

خزانة الأدب ولب لباب لسان العرب للبغدادي عبد القادر بن عمر (- 1093 هـ) وهي شرح على شواهد شرح العلامة رضي الدين محمد بن الحسن الشهير بالرضي الأسترآبادي على الكافية.

حاجي خليفة، كشف الظنون، 2/ 1370، البغدادي، هدية العارفين، 2/ 602، سركيس، معجم المطبوعات العربية والمعربة، ص 572، 20، 8، GAS .

(4)

تشتبه (م، ع).

ص: 1005

سابقا. وهي على ما في جامع الرموز وفتح القدير وغيرهما من التلويح ومعدن الغرائب أنواع. منها شبهة العقد كما إذا تزوج امرأة بلا شهود أو أمة بغير إذن مولاها أو تزوّج محرّمة بالنّسب أو الرّضاع أو المصاهرة فلا حدّ في هذه الشّبهة عند أبي حنيفة، وإن علم بالحرمة لصورة العقد، لكنه يعزّر. وأمّا عندهما فكذلك إلّا إذا علم بالحرمة. والصحيح الأوّل كما في الأوّل. ومنها شبهة في الفعل ويسمّى بشبهة الاشتباه وشبهة مشابهة وشبهة في الظّن، أي شبهة في حقّ من اشتبه عليه دون من لم يشتبه عليه، وهي أن يظنّ ما ليس بدليل الحلّ أو الحرمة دليلا، ولا بدّ فيها من الظّنّ ليتحقّق الاشتباه، فإذا زنى بجارية امرأته أو والده بظنّ أنّها تحلّ له بناء على أنّ مال الزوجة مال الزوج لفرط الاختلاط، وأنّ ملك الأصل ملك الجزء، أو حلال له، فهذه شبهة اشتباه سقط بها الحدّ لكن لا يثبت النّسب ولا تجب العدّة لأنّ الفعل قد تمحّض زنا. ومنها شبهة في المحلّ ويسمّى شبهة حكمية وشبهة ملك. وشبهة الدليل وهي أن يوجد الدليل الشرعي النافي للحرمة أو الحلّ مع تخلّف حكمه لمانع اتّصل به فيورث هذا الدليل شبهة في حلّ ما ليس بحلال وعكسه.

وهذا النوع لا يتوقّف تحقّقه على الظّنّ. ولذا كان أقوى من الشّبهة في الظّنّ أي في الفعل فإنّها ناشئة عن النصّ في المحلّ، بخلاف الشّبهة في الظّنّ فإنّها ناشئة عن الرأي والظّنّ، فإذا وطئ جارية الابن فإنّه يسقط الحدّ ويثبت النّسب والعدّة لأنّ الفعل لم يتمحّض زنا نظرا إلى الدليل، وهو قوله عليه السلام:«أنت ومالك لأبيك» «1» ، وكذا وطئ معتدّة الكنايات لقول بعض الصحابة: إنّ الكنايات رواجع. وأمّا جارية الأخ أو الأخت فليست محلا للاشتباه بشبهة فعل ولا شبهة محلّ فلا يسقط الحد.

قال في فتح القدير: تقسيم الشّبهة إلى الشّبهة في العقد والمحلّ والفعل إنّما هو عند أبي حنيفة. وأمّا عند غيره من أصحابه فلا تعتبر شبهة العقد. ثم قال: والشافعية قسّموا الشّبهة ثلاثة أقسام. شبهة في المحلّ وهو وطئ زوجته الحائض والصائمة والمحرّمة وأمته قبل الاستبراء وجارية ولده ولا حدّ فيه. وشبهة في الفاعل مثل أن يجد امرأة على فراشه فيطأها ظانّا أنّها امرأته فلا حدّ. وإذا ادّعى أنّه ظنّ ذلك صدّق [لا]«2» بيمينه. وشبهة في الجهة. قال الأصحاب: كلّ جهة صحّحها بعض العلماء وأباح الوطء بها لا حدّ فيها وإن كان الواطئ يعتقد الحرمة كالوطء في النكاح بلا شهود ولا وليّ انتهى. وقال ابن الحجر في شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس: المشتبه بمعنى ما ليس بواضح الحلّ والحرمة أربعة أقسام. الأول الشكّ في المحل «3» والمحرّم فإن تعادلا استصحب السابق، وإن كان أحدهما أقوى لصدوره عن دلالة معتبرة في اليقين فالحكم له. والثاني الشّكّ في طرء محرّم على الحلّ المتيقّن، فالأصل الحلّ. والثالث أن يكون الأصل التحريم ثم يطرأ ما يقتضي الحلّ بظنّ غالب، فإن اعتبر سبب الظّن شرعا حلّ وألغي النّظر لذلك الأصل، وإلّا فلا. والرابع أن يعلم الحلّ ويغلب على الظّن طرء محرّم فإن لم تستند غلبته لعلامة تتعلّق بعينه لم يعتبر، وإن استندت لعلامة تتعلّق بعينه اعتبرت وألغي أصل

(1) سنن ابن ماجة، كتاب التجارات، باب ما للرجل من مال ولده، ح (2292)، 2/ 769.

مسند أحمد، 2/ 204.

(2)

لا (+ م).

(3)

الحل (م).

ص: 1006

الحلّ لأنّها أقوى منه. والتفصيل يطلب منه وقد سبق بيان المشتبه في لفظ الحل.

شبهة العمد:

[في الانكليزية] Blow without criminal premeditation

[ في الفرنسية] Coup sans premeditation criminelle

في القتل أن يتعمّد الضّرب بما ليس بسلاح وضعا ولا ما أجري مجرى «1» السّلاح، هذا عند أبي حنيفة. وعندهما إذا ضرب بما يقتل غالبا كالحجر العظيم والخشبة العظيمة والعصا الكبير فهو عمد وشبهة العمد يتعمّد ضربه بما لا يقتل به غالبا كالسوط والعصا الصغير والحجر الصغير، هكذا في الهداية وغيرها.

شبيه الاشتقاق:

[في الانكليزية] Syllepsis

[ في الفرنسية] Syllepse

هو نوع من أنواع ردّ العجز على الصّدر، وذلك بأن يأتي الشاعر بلفظتين متجانستين إحداهما في صدر البيت والثانية في عجزه دون أن تكونا مشتقتين من أصل واحد، وأن يكون معناهما مختلفا، كالبيت التالي وترجمته:

لا يمكن للفلك صاحب القبة (القلعة) الزرقاء أن يحصر جفاء عشقك وبيان جمالك.

كذا في مجمع الصنائع، والشاهد في البيت الفارسي كلمتا: حصر و (حصار) وهي بمعنى القلعة «2» . كذا في مجمع الصنائع.

الشّبيه بالمعيّن:

[في الانكليزية] Parallelogram

[ في الفرنسية] Parallelogramme

هو شكل ذو أربعة أضلاع لا تكون أضلاعه متساوية ولا زواياه قائمة، ولكن يتساوى كلّ متقابلين من أضلاعه وزواياه هكذا في حدود تحرير أقليدس.

شبيهة القوس:

[في الانكليزية] Analogous arc

[ في الفرنسية] Arc analogue

عند أهل الهيئة هي القوس التي توتر زاوية عند المركز مساوية لزاوية توتّرها تلك القوس عند مركزها. والظاهر أنّه يشترط في الشبيهة أن تكون من دائرة إمّا «3» أصغر من دائرة القوس الأخرى أو أعظم منها. أمّا إذا تساوى زاويتا قوسين من دائرتين متساويتين فلا يقال للقوسين إنّهما شبيهتان بل متساويتان. ولو أطلق المتشابهتان عليهما لكان على سبيل التجوّز.

وإن قيل شبيهة القوس هي القوس التي تكون نسبتها إلى دائرتها كنسبة تلك القوس إلى دائرة نفسها يكون أعمّ منه لأنه يشتمل «4» أيضا لما إذا كان كلّ من القوسين نصف دائرة أو أكثر منه.

ولو اعتبر زاوية المحيط بدل زاوية المركز لكان أيضا أعمّ بأن يقال شبيهة كلّ قوس هي التي توتر زاوية عند محيط دائرتها مساوية للزاوية التي توترها عند محيط دائرتها. وإن شئت قلت شبيهة كلّ قوس هي التي تكون زاوية قطعتها مساوية لزاوية قطعة تلك القوس. والمراد «5» بزاوية القطعة زاوية تحدث عند نقطة من محيط تلك القطعة من خطين يخرجان من طرفي المحيط إلى تلك النقطة. هكذا ذكر في شرح الچغميني وحاشيته لعبد العلي البرجندي في آخر الباب الرابع من المقالة الأولى.

(1) مجرى (- م).

(2)

نوعى است از انواع رد العجز على الصدر وآن آوردن دو لفظ است در صدر بيت وعجز كه با هم متجانس باشند واز يك كلمه مشتق نبودند ودر معني متغاير باشند شعر.

حصر جفاي عشق وبيان جمال تو نتوان گماشت بر فلك نيلگون حصار كذا في مجمع الصنائع.

(3)

إما (- م).

(4)

يشمل (م، ع).

(5)

والمقصود (م، ع).

ص: 1007

الشّتر:

[في الانكليزية] Defect ،prosodical anomaly

[ في الفرنسية] Defaut ،anomalie ،prosodique

بفتح الشين والتاء المثناة الفوقانية في اللغة العيب والنّقصان. وعند أهل العروض هو الخرم بعد القبض في مفاعيلن، كما أنّ الثّرم هو الخرم بعد القبض في فعولن، كذا في بعض الرسائل العربي. فيبقى بعد الشّتر من مفاعيلن فاعلن، والجزء الذي فيه الشّتر يسمّى أشتر كما في عروض سيفي والمنتخب. فعلى هذا يحمل كلام عنوان الشرف حيث قال: الشّتر اجتماع الخرم والقبض وقد عرفت أيضا في لفظ الثرم.

الشّجّ:

[في الانكليزية] Surgery

[ في الفرنسية] Chirurgie

بالفتح والتشديد هي جراحة الرأس خاصة في الأصل، ثم استعمل في غيره من الأعضاء.

الشجاج الجمع. وفي شرح القانونچهـ تفرّق الاتصال إن كان في عظم الرأس يسمّى على الإطلاق شجة وشجاجا.

اعلم أنّ الشجاج عشرة أقسام. وذلك لأنّ قطع الجلد لا بدّ منه للشّجة وبعد القطع إمّا أن يظهر الدم أو لا، الثاني هو الحارثة وهي التي تخدش الجلد ولا يخرج الدّم، والأول إمّا أن يسيل الدم بعد الإظهار أو لا، الثاني هو الدامعة وهي التي تظهر الدّم ولا تسيله كالدمع في العين، والأول إمّا أن يقطع بعض اللحم أو لا، الثاني هو الدّامية وهي التي تسيل الدّم، والأول إمّا أن يكون قطع أكثر اللحم الذي بينه وبين العظم أو لا، الثاني هو الباضعة وهي التي تقطع الجلد، والأول إمّا أن أظهرت الجلدة الرقيقة الحائلة بين اللحم والعظم أو لا، الثاني هو المتلاحمة وهي التي تأخذ في اللحم، والأول إمّا أن يقتصر على الإظهار أو يتعدّى، والأول هو السّمحاق وهي التي تصل إلى السّمحاق وهي جلدة رقيقة بين اللحم وعظم الرأس، والثاني إمّا أن ينحصر على إظهار العظم أو لا، والأوّل هو الموضّحة وهي التي توضح العظم، والثاني إمّا يقتصر على كسر العظم أو لا، والأول هو الهاشمة وهي التي تكسر العظم، والثاني إمّا أن يقتصر على نقل العظم وتحويله من غير وصوله إلى الجلدة التي بين العظم والدماغ أو لا، والأوّل هو المنقّلة وهي التي تنقل العظم بعد الكسر، والثاني هو الآمّة وهي التي تصل إلى أمّ الرأس وهو الذي فيه الدماغ وهي العاشرة. وبعد هذه الشجاج شجّة أخرى وهي الدامغة وهي التي تخرج الدماغ ولا تبقى النفس بعدها عادة فكانت قتلا لا شجّة. فلهذا لا تعدّ من الشّجاج هكذا في الهداية والعناية.

الشّجاعة:

[في الانكليزية] Courage

[ في الفرنسية] Courage

هي هيئة للقوّة الغضبية متوسّطة بين التّهوّر الذي هو الإفراط والجبن الذي هو التفريط.

وقد سبق في لفظ الخلق. وشجاعة العربية عند بعض أهل البيان اسم الحذف وقد سبق.

الشّجرة:

[في الانكليزية] Tree ،perfect man

[ في الفرنسية] Arbre ،homme parfait

الإنسان الكامل مدبّر هيكل الجسم الكلّي فإنّه جامع الحقيقة منتشر الدقائق إلى كلّ شيء، فهو شجرة وسطية لا شرقية وجوبية ولا غربية إمكانية، بل أمر بين الأمرين، أصلها ثابت في الأرض السفلى وفرعها في السموات العلى، أبعاضها الجسمية عروقها وحقائقها الروحانية فروعها، والتجلّي الذاتي المخصوص بأحدية جمع حقيقتها الناتج فيها بسرّ إنّي أنا الله ربّ العالمين ثمرتها كذا في الجرجاني.

الشّخص:

[في الانكليزية] Person ،individual

[ في الفرنسية] Personne ،individu

بالفتح وسكون الخاء المعجمة كالبد تن- هو هيكل الجسم- الأشخاص والشخوص

ص: 1008

والأشخص الجمع كذا في المهذب «1» . وفي عرف العلماء هو الفرد المشخّص المعيّن.

والشخصية هي القضية المخصوصة. اعلم أنّ الشّخص في اصطلاح المنطقيين عبارة عن الماهية المعروضة للتشخّصات «2» والعارض وتقييده يكون خارجا عنها، وإنّما الاعتبار في اللّحاظ فقط دون الملحوظ. فالماهية الكلّية عين حقيقة الأشخاص. وإنّما التغاير بينهما في اللّحاظ فقط من دون أن يدخل أمر في نفس أحدهما دون الآخر. وهذا عند المتأخرين من المحقّقين. وأمّا عند المتقدّمين فالشّخص عندهم عبارة عن الماهية مع القيد دون التقييد.

والتفصيل أنّ الطبيعة الكلّية قد تؤخذ بالنظر إلى أمور محصّلة لها كالأجناس بالنسبة إلى الفصول. مثلا الحيوان إذا أخذ بالنسبة إلى الناطق يسمّى مخلوطة ونوعا، وتسمّى هذه المرتبة مرتبة الخلط، وإذا أخذ بشرط نفي الناطق تكون مادة محمولة على الأول وتسمّى مجرّدة ومعراة، وتسمّى هذه المرتبة. مرتبة التّعرية. وإذا أخذ لا بشرط شيء أي لا بشرط شيء ولا بشرط نفي شيء تسمّى مطلقة وتسمّى هذه المرتبة مرتبة الإطلاق. وقد تؤخذ بالنظر إلى العوارض الغير المحصّلة كالإنسان بالنظر إلى تشخّص «3» زيد مثلا. فطبيعة الإنسان إذا أخذ مع التشخّص الخاص مثلا تكون مخلوطة تتصوّر فيها المراتب الأربع. إحداها كون التقييد والقيد كلاهما داخلين وهذا يسمّى بالفرد.

وثانيتها كون كليهما خارجين وإنّما التقييد في اللّحاظ فقط من دون أن يجعل جزءا من الملحوظ وهذا هو المسمّى بالشخص عند المحقّقين من المتأخرين. وأمّا عند المتقدّمين فالقيد داخل في اللّحاظ دون التقييد. وثالثتها أن يكون التقييد داخلا والقيد خارجا وهذا هو المسمّى بالحصّة عندهم. ورابعها أن يكون القيد داخلا والتقييد خارجا وهذا القسم مما لا اعتبار له عندهم. ولهذا لم يسمّوه باسم. وبعضهم ضبطوها بالشعر الفارسي:

الفرد إذا كان القيد والتقييد داخلا والشخص أن يكونا خارجين أيّها الإنسان وإذا كان القيد خارجا منه فهذا يسمّى حصة وبقية الأقسام دعها عنك (فلا اعتبار لها)«4» هكذا في شرح السّلّم للمولوي حسن اللكهنوي «5» في خاتمة بحث الكلّي وغيره.

والتشخّص هو التعيّن وهو يطلق بالاشتراك على معنيين: الأول كون الشيء بحيث يمتنع فرض اشتراكه بين كثيرين، وحاصله امتناع الاشتراك بين كثيرين، وهو يحصل من نحو الوجود الذهني ويلحق الصورة الذهنية من حيث إنّها صورة ذهنية لأنّ الحمل والانطباق وما يقابلهما من شأن الصّور دون الأعيان، والاختلاف بالكلّية والجزئية إنّما هو لاختلاف الإدراك دون المدرك. فالشيء إذا أدرك بالحواس وحصل فيها كان جزئيا، وإذا أدرك بالعقل وحصل فيه كان كلّيا، ويدلّ عليه أنّ ما ذكروه في تعريف الكلّي والجزئي يظهر منه كلّية اللاشيء ونحوه، فإنّ تصوّر هذه المفهومات لا يمنع فرض «6» الشركة،

(1) المذهب (م، ع).

(2)

التشخيصات (م).

(3)

شخص (م).

(4)

چوتقييد وقيد است داخل بود فرد وگر هر دو خارج بود شخص اى مرد چوقيد است خارج ازو هست حصه دگر قسم باقي رها كن ز قصه

(5)

هو حسن بن غلام مصطفى اللكهنوئي الهندي. توفي عام 1198 هـ/ 1783 م. حكيم، منطقي. له عدة مؤلفات. معجم المؤلفين 3/ 268، بروكلمان 2/ 624.

(6)

عن فروض (م)، عن فرض (ع).

ص: 1009

وأنفسها تمنع عنه. والثاني كون الشيء ممتازا عمّا عداه. وحاصله الامتياز عن الغير وهو يحصل بالوجود الخارجي أي بالوجود الحقيقي الذي هو حقيقة الواجب تعالى على تقدير وحدة الوجود، وحقيقة ما عينه متعيّنة بنفسها على تقدير تعدّد الوجود، ولا يراد بحصول الامتياز بالوجود الخارجي أنّ الوجود ينضمّ إلى الشيء فيصير المجموع شخصا بل يراد به أنّ الشيء يصير بالوجود ممتازا عمّا عداه، كما أنّه يصير به مصدر الآثار ويمكن أن ينبّه عليه بأنّ تمايز العرضين المتماثلين يحصل من وجودهما في الموضوعين، وكذا تمايز الصورتين المتماثلتين يحصل من وجودهما في المادّتين لما تقرر أنّ وجود العرض في نفسه هو بعينه وجوده في الموضوع ووجود الصورة في نفسها هو وجودها في المادة بعينه.

وقال المعلم الثاني هويّة الشيء تعيّنه ووحدته وخصوصيّته ووجوده المتفرّد له كلّها واحدة، يعني أنّ الحيثية التي بها يصير موجودا هي بعينها حيثية بها يصير مشخّصا وواحدا، فالوجود والتشخّص والوحدة مفهومات متغايرة وما به التشخّص وما به الوجود وما به الوحدة أمر واحد، فظهر أنّ التشخّص بكلا المعنيين أمر اعتباري، وما به التشخص على المعنى الأول هو نحو الوجود الذهني الذي هو أمر اعتباري.

وعلى المعنى الثاني هو الوجود الحقيقي الذي هو موجود بنفسه فتأمل. لكنّ مذهب جمهور العلماء أنّ التعيّن «1» أمر وجودي هو موجود في الخارج. هكذا حقّق مرزا زاهد في حاشية شرح المواقف. وقال شارح المواقف: النزاع لفظي فإنّ الحكماء يدّعون أنّ التعيّن أمر موجود على أنّه عين الماهية بحسب الخارج، ويمتاز عنها في الذهن فقط. والمتكلمون يدّعون أنّه ليس موجودا زائدا على الماهية في الخارج منضمّا إليها فيه، ولا منافات بينهما. وتمام البحث يطلب منه.

قال المولوي حسن اللكهنوي في شرح سلّم العلوم: تشخّص الشيء عبارة عمّا يفيد الامتياز للشيء المعروض به من حيث إنّه معروض به، وبه يمتاز عمّا عداه، سواء كان كلّيا أو جزئيا خارجيا أو ذهنيا. ثم اعلم أنّ الشخص الخارجي لا يحصل في ذهن من الأذهان لأنّه إمّا أن يكون باقيا في الخارج أو لا، وعلى الأوّل يلزم تعدّد الشخص الواحد الخارجي في أمكنة متعدّدة وهذا محال. وعلى الثاني يلزم انعدام الشخص الخارجي عند تصوّره، وهذا ظاهر البطلان. وإذا كان كذلك فلا يحصل من زيد عند تصوّر هويته الخارجية إلّا الحقيقة الكلّية لزيد مع التشخّص الذهني الخاص الكاشف لتلك الهويّة الخارجية بحيث لا يحتمل غيره. وهذا الشخص الحاصل في الذهن مباين في الوجود للهوية الخارجية. وبهذا التقرير «2» ينحلّ الإشكال المشهور وهو أنّ الصورة الخارجية لزيد والصورة الحاصلة منه في أذهان متعدّدة كلّها متصادقة، فكانت كلّ واحدة من تلك الصور متكثّرة مع أنّها جزئيات انتهى من الشرح.

الشّخوص:

[في الانكليزية] Lethargy ،torpor

[ في الفرنسية] Lethargie ،torpeur

عند الأطباء نوع من الجمود. وقيل هو السّهر السّباتي وقد مرّ.

الشّدخ:

[في الانكليزية] Fracture ،break

[ في الفرنسية] Fracture ،brisure

بالفتح وسكون الدال المهملة هو تفرّق اتّصال في طول العصب وكسر الرأس كذا في

(1) يتعين (م).

(2)

القدر (م).

ص: 1010

بحر الجواهر. وفي شرح القانونچهـ إن كان تفرّق الاتصال في العصب طولا يسمّى شقّا وعرضا يسمّى بترا، وإن كثر عدده يسمّى شدخا.

الشّرّ:

[في الانكليزية] The evil

[ في الفرنسية] Le mal

بالفتح والتشديد ضدّ الخير وقد سبق.

الشّراء:

[في الانكليزية] Purchase

[ في الفرنسية] Achat

بالكسر والمدّ والقصر وبالفارسية: خريدن- الشراء- وفروختن- البيع- وهو من لغات الأضداد وقد سبق تحقيقه في لفظ البيع.

شراب خام:

[في الانكليزية] Unrefined drink

[ في الفرنسية] Boisson brute

عند الصوفية هو العيش الممزوج، أي المقارن بالعبودية. وشراب پخته شراب ناضج، يعني العيش الصرف المجرّد من اعتبار العبودية.

وشراب خانه: يعنون بذلك عالم الملكوت.

ويأتي أيضا. بمعنى باطن العارف الكامل الذي يشتمل على الشوق والذوق والعوارف الإلهية الكثيرة «1» .

الشّراب:

[في الانكليزية] Drink

[ في الفرنسية] Boisson ،breuvage

في اللغة كل ما يشرب من المائعات أي الذي لا يتأتى فيه المضغ حلالا كان أو حراما، والأشربة الجمع. وفي الشريعة هو الشّراب الحرام على ما في جامع الرموز، والحرام يشتمل على ما حرّم عند الكلّ، أو اختلف في حرمته. ولذا وقع في البرجندي: المتبادر من الشراب في عرف الفقهاء ما حرّم أو اختلف في حرمته بشرط كونه مسكرا انتهى.

اعلم أنّ لفظ الشّراب يطلق في العرف العام على كل مائع مسكر متّخذ من العنب وغيرها من الفواكه، والحبوب وغيرها، ومثله لفظ (مي) في الفارسية كما قال قائل منهم ما ترجمته:

لا يعلم شاربوا الخمر عاقبة الشراب فهؤلاء البله إلى النار يسيرون من طريق الماء «2» . وأمّا الخمر فمختصّ بماء العنب إذا غلى واشتدّ وقذف بالزّبد بإجماع أهل اللغة، وعليه يحمل ما وقع في التنزيل. وأمّا إطلاقها على مسكر آخر فمجاز محدث بعد نزول آية التحريم، فلا يمكن أن يحمل ما أنزل سابقا على المجاز المستحدث. وهذا عند الحنفية، واستدلّوا بوجوه الوجه الأوّل إجماع أهل اللغة وأهل العلم على أنّ لفظة الخمر موضوعة لما ذكر لما في الهداية والزيلعي والطحاوي والبرجندي وغيرها. لنا أنّه اسم خاص بإطباق أهل اللغة فيما ذكرنا وهو النيء من ماء العنب إذا غلى واشتدّ وقذف بالزّبد، وهذا هو المعروف عند أهل اللغة وأهل العلم وتسمية غيرها مجاز. والوجه الثاني استعمال العرب الموثوقين بعربيتهم الذين يشهد بكلامهم ومنهم المتنبي، فإنّ شعره ناطق بأنّ أصل الخمر هو العنب حيث قال:

فإن تكن تغلب الغلباء عنصرها فإنّ في الخمر معنى ليس في العنب والوجه الثالث أنّ كنية الخمر مشعرة بأنّ العنب أصلها كما يقال بنت العنقود وبنت العنب. والوجه الرابع أنّ لفظة الخمر خاصة في ما ذكر، وغيرها من المسكرات سمّي بأسماء أخر نحو الباذق والمنصف والمثلث والنقيع

(1) شراب خام: نزد صوفيه عيش ممزوج است كه مقارن عبوديت بود وشراب پخته عيش صرف را گويند كه مجرد از اعتبار عبوديت بود وشراب خانه عالم ملكوت را گويند ونيز بمعنى باطن عارف كامل كه دران باطن شوق وذوق وعوارف الهيه بسيار باشند مىيد.

(2)

نمى دانند مى خواران انجام شراب آخر. به آتش مى روند اين ابلهان از راه آب آخر.

ص: 1011

والنبيذ وغيرها. واختلاف الأسماء يدلّ على اختلاف المسمّيات هكذا في الهداية وغيرها.

والوجه الخامس قوله تعالى: قالَ أَحَدُهُما إِنِّي أَرانِي أَعْصِرُ خَمْراً «1» . فالمراد بلفظ الخمر هاهنا العنب لا غير بإجماع المفسّرين واتفاق العلماء المتقدّمين والمتأخرين من قبيل إطلاق المسبّب على السّبب. والأصل المتفق عليه في هذا الباب أنّ السّبب يستعار للمسبّب مطلقا، أي سواء كان السّبب مختصّا بالمسبّب أو لا.

وأمّا استعارة المسبّب للسّبب فلا يصحّ إلّا إذا كان المسبّب مختصّا بالسبب «2» ، يعني لا يكون لذلك المسبّب سبب آخر كما في لفظة الخمر فإنّها مختصة بالعنب، هكذا في كلّيات أبي البقاء الحسني الكفوي الحنفي.

وفي الدرر: الشراب لغة كلّ ما يشرب مسكرا كان أو لا. وشرعا مائع يسكر، انتهى كلامه. والأصول التي تتخذ منها الأشربة هي العنب والزبيب والتمر وكالحبوب كالحنطة والشعير والذرة والفواكه كالإجاص والفرصاد والشّهد والفانيذ «3» والألبان. أمّا العنب فما يتخذ منه خمسة الخمر والباذق والمنصف والمثلث والبختج، والمتّخذ من الزبيب شيئان نقيع ونبيذ، والمتّخذ من التمر ثلاثة السّكر والنقيع والنبيذ، والمتّخذ من الحبوب والفواكه وغيرهما شيء واحد حكما وإن اختلف اسما من النقيع لنبيذ العسل، كذا في الكفاية.

والأطباء إذا أطلقوا الشراب أرادوا به الخمر.

وإذا قالوا الشراب الممزوج أرادوا به ما يمزج بالماء، وما ليس بممزوج يسمّى بالشراب الخالص والصرف.

اعلم أنّ للشراب أربع مراتب: الحديث وهو الشّراب الذي لم تمض عليه ستة أشهر ويقال له العصير. والذي مضت عليه ستة أشهر ولا يزيد على السنة يسمّى الشراب المتوسّط.

والذي مضى عليه أربع سنين يسمّى القديم والمتوسّط يسمّى العتيق. والشراب الريحاني هو الشراب الصّرف الطيب الرائحة. وقيل هو خالص الصفرة أو الحمرة أو الخضرة، متوسّط القوام عطر الرائحة جدا طيّب الطعم. قال السديدي هو الشراب الرقيق الأخضر اللون الطيب الرائحة اللطيف القوام الصّافي الصّرف والشراب المغسول هو المثلّث وشراب الحصرم وشراب الإجاص هو شربته عند الأطباء لا ربّه. والفرق بينهما أنّ الشّراب يقوّم مع السّكر والرّبّ يقوّم العصارة بلا سكر، كذا في بحر الجواهر وغيره.

فللشراب معنيان أحدهما المشروب من المائعات أي السّيّالات، وثانيهما المائع الذي يقوم مع السّكر. ولذا قال في بحر الجواهر الأشربة هي السّيالات التي يطرح فيها السّكر وما يجري مجراها، والشراب عند الصوفية هو العشق.

ويقول في كشف اللغات: الشراب عند السّالكين عبارة عن العشق والمحبة والغيبوبة والسّكر الحاصل من جلوة المحبوب الحقيقي بحيث يصير ساكتا وغائبا عن ذاته، والشراب هو سمع نور العارفين الذي يضيء في قلب العارف من أصحاب الشهود، فينوّر ذلك القلب «4» .

الشرب:

[في الانكليزية] Drinking water ،watering place

-

[ في الفرنسية] Eau potable ،abrevoir

بالكسر وسكون الراء المهملة لغة الماء

(1) يوسف/ 36.

(2)

أولا

مختصا بالسبب (- م).

(3)

الفرصاد: التوت، والفانيذ: ضرب من الحلوى.

(4)

در كشف اللغات ميگويد شراب نزد سالكان عبارت از عشق ومحبت وبى خودي ومستى است كه از جلوه محبوب حقيقي حاصل شود وساكت وبيخود گرداند وشراب سمع نور عارفان است كه در دل عارف صاحب شهود افروخته ميگردد وآن دل را منور كند.

ص: 1012

المشروب. وما قيل إنّه لغة نصيب الماء أي الحظ المعيّن من الماء الجاري أو الراكد للحيوان أو الجماد فمشير إلى هذا. وشريعة زمان الانتفاع بالماء سقيا للمزارع أو الدواب، كذا في جامع الرموز. وفي شرح أبي المكارم إنّه شرعا نوبة الانتفاع بالماء سقيا للمزارع أو الدواب والمآل واحد. وفي البرجندي المفهوم من أكثر الكتب أنّ الشّرب هو نوبة الانتفاع بالماء سقيا للمزارع والمشاجر، وأما سقي الدواب فداخل في الشّفة.

الشّربة:

[في الانكليزية] Mouthful ،sip

[ في الفرنسية] Gorgee

بالفتح والسكون قد أراد الأطباء بها التناول سواء كان المتناول متكاثفا «1» أو لا؛ ولذا يقال الشّربة من دواء كذا مثقالا مثلا، كذا في بحر الجواهر.

الشّرح:

[في الانكليزية] Commentary explanation ،interpretation

[ في الفرنسية] Commentaire ،explication ،interpretation

بالفتح وسكون الراء المهملة در لغت بمعني گشاده- مفتوح وپيدا كردن است- الاكتشاف والتوضيح- وهو عند أهل الرمل:

عبارة عن شكل يحصل من ضرب المتن في صاحب البيت، ويجيء في لفظ المتن شرح ذلك «2» .

الشّرط:

[في الانكليزية] Condition

[ في الفرنسية] Condition

بالفتح وسكون الراء المهملة وبالفارسية:

پيمان- حلف- وتعليق كردن چيزى به چيزى- أي تعليق حصول أمر على حصول أمر آخر- كذا في الصراح. وفي كنز اللغات: الشرط:

ارتباط فعل أو قول بشيء آخر. وما تعلّق به حصول فعل أو قول، انتهى «3». لكن قال المولوي عبد الحكيم في حاشية الفوائد الضيائية في القاموس: الشرط إلزام الشيء والتزامه، نقل في الاصطلاح إلى تعليق حصول مضمون جملة بحصول أخرى. وحروف الشرط هي الحروف الدالة على التعليق انتهى. ففهم من هذا أنّ التعليق معنى اصطلاحي للنحاة. والمفهوم من كتبهم أنّ الشرط هو اللفظ الذي دخلت عليه أداة الشرط يدلّ عليه قولهم: كلم «4» المجازاة تدخل على الفعلين لسببية الفعل الأول ومسبّبية الفعل الثاني، وتسمّى الجملة الأولى شرطا والثانية جزاء. وقد صرّح في التلويح في فصل مفهوم الموافقة والمخالفة أنّ الشرط في اصطلاح النحاة ما دخل عليه شيء من الأدوات المخصوصة الدالة على سببية الأوّل ومسبّبية الثاني ذهنا أو خارجا سواء كان علّة للجزاء مثل إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود، أو معلولا مثل إن كان النهار موجودا فالشمس طالعة أو غير ذلك، مثل إن دخلت الدار فأنت طالق. وهذا أي الشرط النحوي هو محلّ النزاع بين الحنفية حيث يقولون التعليق بالشرط لا يوجب العدم عند العدم، وبين الشافعية حيث يقولون بإيجابه إياه انتهى. قيل مرادهم «5» بالسّبب مجرّد التوصّل في اعتقاد المتكلّم ولو ادّعاء فيؤول إلى الملازمة الادّعائية. ألا ترى إلى قولك إن تشتمني أكرمك فإنّ الشّتم فيه ليس سببا حقيقيا للإكرام، ولا الإكرام سببا حقيقيا له، لا خارجا ولا ذهنا. لكن المتكلّم اعتبر تلك النسبة بينهما إظهارا لمكارم الأخلاق، يعني

(1) متكافئا (م).

(2)

ونزد اهل رمل عبارت است از شكلى كه حاصل شود از ضرب كردن متن در صاحبخانه ويجيء في لفظ المتن شرح ذلك.

(3)

وفي كنز اللغات شرط به چيزى وابستن قول يا فعل وآنچهـ به او وابسته باشد حصول قول يا فعل انتهى.

(4)

كلمة (م).

(5)

مقصودهم (م، ع).

ص: 1013

أنّه بمكان يصير الشّتم الذي هو سبب الإهانة عند الناس سبب الإكرام عنده انتهى.

ثم الشرط في العرف العام هو ما يتوقّف عليه وجود الشيء كذا في التلويح في فصل مفهوم الموافقة والمخالفة أيضا فهذا يشتمل «1» الركن والعلّة. وفي اصطلاح الحكماء يطلق على قسم من العلّة وهو الأمر الوجودي الموقوف عليه الشيء الخارج عنه الغير المحلّ لذلك الشيء، ولا يكون وجود ذلك الشيء منه ولا لأجله، ويسمّى آلة أيضا. والمعدوم الموقوف عليه الشيء الخ يسمّى ارتفاع المانع وعدمه.

وفي اصطلاح الفقهاء والأصوليين هو الخارج عن الشيء الموقوف عليه ذلك الشيء الغير المؤثّر في وجوده كالطهارة بالنسبة إلى الصلاة كذا في شرح آداب المسعودي «2» . وهذا اصطلاح المتكلمين أيضا. قال في التلويح في فصل مفهوم الموافقة والمخالفة الشرط في اصطلاح المتكلّمين ما يتوقّف عليه الشيء ولا يكون داخلا في الشيء ولا مؤثّرا فيه انتهى.

فبقيد «3» التوقّف خرج السّبب والعلامة، إذا السّبب طريق إلى الشيء ومفض إليه من غير توقّف لذلك الشيء عليه، والعلامة دالّة على وجود الشيء من غير تأثير فيه، ولا توقّف له عليه. فقولهم لا يكون داخلا احتراز عن الركن والقيد الأخير احتراز عن العلّة لوجوب كونها مؤثّرة. ومعنى التّأثير هاهنا هو اعتبار الشارع إيّاه بحسب نوعه أو جنسه القريب في الشيء الآخر لا الإيجاد كما في العلل العقلية. وبالجملة فالشرط أمر خارج يتوقّف عليه الشيء ولا يترتّب عليه كالوضوء فإنّه يتوقّف عليه وجود الصلاة ولا يترتّب عليه، فالشرط يتعلّق به وجود الحكم لا وجوبه. وفي العضدي وحاشيته للتفتازاني قال الغزالي: الشرط ما يوجد المشروط دونه ولا يلزم أن يوجد عنده. وأورد عليه أنّه دور لأنّه عرف الشرط بالمشروط. وأجيب بأنّ ذلك بمثابة قولنا شرط الشيء ما لا يوجد ذلك الشيء بدونه. وظاهر أنّ تصوّر حقيقة المشروط غير محتاج إليه في تعقّل ذلك. وقال الآمدي الشرط ما يتوقّف عليه المؤثّر في تأثيره لا في ذاته، فيخرج جزء السّبب وسبب السّبب، لكنه يشكل بنفس السّبب ضرورة توقّف تأثير الشيء على تحقّق ذاته. ولا خفاء أنّه مناقشة في العبارة، وإلّا فتوقّف ذات الشيء على نفسه بمعنى أنّه لا يوجد بدونه ضروري. قيل والمختار في تعريفه أن يقال هو ما يستلزم نفيه نفي أمر لا على جهة السّببية فيخرج السّبب، والفرق بين السّبب والشرط يتوقّف على فهم المعنى المميّز بينهما، ففيه تعريف الشيء بمثله في الخفاء، والمعنى المميّز هو التأثير والإفضاء واستلزام الوجود للوجود حيث يوجد في السّبب دون الشرط.

والأولى أن يقال شرط الشيء ما يتوقّف عليه صحّة ذلك الشيء لا وجوده، كالوضوء للصلاة واستقبال القبلة لها، وكالشّهود للنكاح.

وينقسم الشرط إلى عقلي وشرعي وعادي

(1) يشمل (م، ع).

(2)

ما وجدناه شبيه باسم ذلك الكتاب أو قريب له ومرجّح لدينا هو آداب الفاضل شمس السمرقندي (القرن السادس الهجري) وهو عبارة عن مناظرة، شرحه كمال الدين مسعود شرواني إبّان القرن التاسع الهجري ويقال للشرواني الرومي. يقع الكتاب في ثلاثة فصول: الأول في التعريفات، الثاني في ترتيب البحث، الثالث في المسائل التي اخترعها. وقد اشتهر هذا الكتاب كثيرا وكان موضع عناية أهل النظر والمناظرة، وعليه شروح كثيرة منها شرح مسعود الرومي وهو تلميذ الشاه فتح الله أحد أكابر العلماء. ونسبة إلى اسم مسعود أصبح الشرح، المسعودي. وزارة الثقافة الوطنية، نسخ خطي، المكتبة الوطنية، مج 8، كتب عربية ص ص 501 - 1000، إعداد سيد عبد الله أنوار، طهران- 2536 السنة الشاهية، ص 264.

(3)

فقيد (م).

ص: 1014

ولغوي. أمّا العقلي فكالحيوة للعلم فإنّ العقل هو الذي يحكم بأنّ العلم لا يوجد إلّا بحياة.

وأمّا الشّرعي فكالطّهارة للصّلاة فإنّ الشّرع هو الحاكم بذلك. وأمّا العادي فكالنّطفة في الرّحم للولادة. وأمّا اللغوي فمثل قولنا إن دخلت الدار من قولنا أنت طالق إن دخلت الدار، فإنّ أهل اللغة وضعوا هذا التركيب ليدلّ على أن ما دخلت عليه إن هو الشرط والآخر المعلّق به هو الجزاء. ثم الشرط اللغوي صار استعماله في السّببية غالبا. يقال إن دخلت الدار فأنت طالق، والمراد «1» أنّ الدخول سبب للطلاق يستلزم وجوده وجوده لا مجرّد عدمه مستلزما لعدمه من غير سببية. وفيما لم يبق للمسبّب أمر يتوقّف عليه سواه فإذا وجد ذلك الشّرط فقد وجد الأسباب والشروط كلها فيوجد المشروط. فإذا قيل إن طلعت الشمس فالبيت مضيء فهم منه أنّه لا يتوقّف إضاءته إلّا على طلوعها انتهى.

وقد قسم السّيد السّند الشرط إلى عقلي وعادي وشرعي، ويجيء في لفظ المقدمة.

اعلم أنّ الحنفية قالوا: الشّرط على أربعة أضرب: شرط محض وهو ما يمتنع بدونه وجود العلّة، فإذا وجد الشرط وجدت العلّة، فيصير الوجود مضافا إلى الشرط «2» دون الوجوب، وهو إمّا حقيقي يتوقّف عليه وجود «3» الشيء في الواقع أو بحكم الشرع حتى لا يصحّ الحكم بدونه أصلا كالشهود للنكاح، وإمّا جعلي يعتبره المكلّف وتعلّق عليه تصرفاته، فإنّه إمّا بكلمة الشرط مثل إن تزوجتك فأنت طالق، أو بدلالة كلمة الشّرط بأن يدلّ الكلام على التعليق دلالة كلمة الشّرط عليه، مثل المرأة التي أتزوجها طالق لأنّه في معنى إن تزوجت امرأة فهي طالق، باعتبار أنّ ترتّب الحكم على الوصف تعليق له به كالشرط. وشرط فيه معنى العلّة وهو الذي لا تعارضه علّة تصلح أن يضاف الحكم إليها فيضاف إليه، أي إذا لم يعارض الشّرط علّة صالحة لإضافة الحكم إليها فالحكم يضاف إلى الشرط لأنّه يشابه العلّة في توقّف الحكم عليه، بخلاف ما إذا وجدت حقيقة العلّة الصالحة فإنّه لا عبرة حينئذ بالشّبيه والخلف، فلو شهد قوم بأنّ رجلا علّق طلاق امرأته الغير المدخولة بدخول الدار وآخرون بأنّها دخلت الدار، وقضى القاضي بوقوع الطلاق ولزوم نصف المهر فإن رجع شهود دخول الدار وحدهم ضمنوا للزوج ما أدّاه إلى المرأة من نصف المهر لأنّهم شهود الشّرط السّالم عن جميع معارضة العلّة الصالحة لإضافة الحكم إليها. وإذا رجع شهود دخول الدار وشهود اليمين أي التعليق جميعا فالضمان على شهود التعليق لأنّهم شهود العلّة. وشرط فيه معنى السببية وهو الذي اعترض عليه فعل فاعل مختار غير منسوب إليه، أي الذي حصل بعد حصوله فعل فاعل مختار غير منسوب ذلك الفعل إلى الشرط، فخرج الشّرط المحض، إذ التعليق وهو فعل المختار لم يعترض على الشرط بل بالعكس، وخرج ما إذا اعترض على الشّرط فعل غير مختار بل طبيعي «4» ، كما إذا شقّ زقّ الغير فسال الماء فتلف وخرج ما إذا كان المختار منسوبا إلى الشّرط كما إذا فتح الباب على وجه يفرّ الطائر فخرج فإنّه ليس في معنى السّبب بل في معنى العلّة. ولذا يضمن كما إذا حلّ قيد عبد الغير لا يضمن عندنا، فإنّ الحلّ لمّا سبق الإباق الذي هو علّة التّلف صار

(1) والمقصود (م، ع).

(2)

الشروط (م).

(3)

وجود (- م).

(4)

طبعي (ع).

ص: 1015

كالسّبب له، إذ السّبب يتقدّم على صورة العلّة والشّرط يتأخّر عنها، فالحلّ شرط للإباق، إذ القيد كان مانعا له، ولكن تخلّل بينه وبين الإباق فعل فاعل مختار وهو العبد، وليس هذا الفعل منسوبا إلى الشرط إذ لا يلزم أن يكون كلّ ما يحل القيد أبق البتّة، وقد تقدّم هذا الحلّ على الإباق فهو في حكم الأسباب. وشرط مجازا أي اسما ومعنى لا حكما وهو أول الشرطين اللذين علّق بهما حكم إذ حكم الشرط أن يضاف [إليه]«1» الوجود وذلك يضاف إلى آخرهما، فلم يكن الأول شرطا إلّا اسما لتوقّف الحكم عليه في الجملة، كقوله لامرأته إن دخلت هذه الدار فهذه الدار فأنت طالق، فالشرط الأول شرط اسما لا حكما. فلو وجد الشرطان في الملك بأن بقيت منكوحة له عند وجودهما فلا شكّ أنّه ينزل الجزاء وإن لم يوجدا في الملك أو وجد الأول في الملك دون الثاني فلا شكّ أنّه لا ينزل الجزاء. وإن وجد الثاني في الملك دون الأول بأن أبانها الزوج فدخلت الدار الأولى ثم تزوجها فدخلت الدار الثانية ينزل الجزاء فتطلق عندنا، لأنّ المدار آخر الشرطين، والملك إنّما يحتاج إليه في وقت التّعليق وفي وقت نزول الجزاء، وأمّا فيما بين فلا. وعند زفر لا تطلق لأنّه يقيس الشرط الآخر على الأول، إذ لو كان الأول يوجد في الملك دون الثاني لا تطلق، فكذا عكسه هذا. وذكر فخر الإسلام قسما خامسا وسمّاه شرطا في معنى العلامة كالإحصان في الزنا ولا شكّ أنّه العلامة نفسها لما أنّ العلامة عندهم من أقسام الشرط، ولذا سمّى صاحب الهداية الإحصان شرطا محضا بمعنى أنّه علامة ليس فيها معنى العلّية أو السّببية. وقد يقال إنّ الشرط إن لم تعارضه علّة فهو في معنى العلّة وإن عارضه فإن كان سابقا كان في معنى السّبب، وإن كان مقارنا أو متراخيا فهو الشرط المحض. وإن شئت فارجع إلى التوضيح والتلويح.

اعلم أنّ الظاهر أن إطلاق الشرط على هذه المعاني على سبيل الاشتراك أو الحقيقة والمجاز على قياس ما مرّ في السبب وما يجيء في العلة والله أعلم بحقيقة الحال.

الشّرط:

[في الانكليزية] Favourable wind

[ في الفرنسية] Vent favorable

بالضم، وترجمتها: الريح المؤاتية، والعلامة كما في مدار الأفاضل وفي اصطلاح السّالكين: الشرطة عبارة عن النّفس الرحماني، كما أشار لذلك الرسول صلى الله عليه وسلم (إنّي وجدت نفس الرحمن من جانب اليمن). كذا في كشف اللغات «2» .

الشّرطي:

[في الانكليزية] Conditional ،hypothetical

[ في الفرنسية] Conditionnel ،hypothetique

قسم من القياس الاقتراني ويجيء في لفظ القياس.

الشّرطية:

[في الانكليزية] Conditional

[ في الفرنسية] Conditionnel

عند النحاة هي الجملة المصدّرة بآداة الشرط فنحو العدد إمّا زوج أو فرد ليس جملة شرطية عندهم، وقد سبق في لفظ الجملة. فعلى هذا الشرطية هي مجموع الشّرط والجزاء. وقد تطلق الشّرطية على جملة الجزاء وحده فإنّها يصدق عليها أنّها جملة منسوبة إلى الشّرطية، صرّح بهذا الفاضل الچلپي في حاشية المطول.

وعند المنطقيين هي القضية المركّبة من قضيتين إحداهما محكوم عليها والأخرى محكوم بها،

(1) إليه (+ م، ع).

(2)

بالضم باد موافق وعلامت كما في مدار الأفاضل ودر اصطلاح سالكان شرطه عبارتست از نفس رحماني چنانكه آن حضرت صلى الله عليه وسلم اشارت كرده.

ص: 1016

ويجيء توضيح ذلك في لفظ القضية. فالحكم في الشّرطية عندهم في «1» المقدّم والتالي بخلاف أهل العربية فإنّ الحكم عندهم في الجزاء فقط والشرط قيد له. فالجزاء إن كان خبرا فالجملة الشّرطية خبرية، نحو إن جئتني أكرمك. وإن كان إنشاء فالجملة [الشرطية]«2» إنشائية، نحو:

إن جاءك زيد فأكرمه، كما في المطول. وقد سبق تحقيقه في لفظ الإسناد. ثم الشّرطية عند المنطقيين على قسمين لأنّها إن أوجبت أو سلبت حصول إحدى القضيّتين عند حصول الأخرى فمتّصلة، وإن أوجبت أو سلبت انفصال إحداهما عن الأخرى فمنفصلة. فالمتّصلة الموجبة هي التي حكم فيها باتّصال تحقّق قضية بتحقّق قضيّة أخرى. والسالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك الاتصال. والمراد «3» من الحكم بالاتّصال أن يكون مدلوله المطابقي ذلك لئلّا ينتقض تعريف كلّ من المتّصلة والمنفصلة بالأخرى، بناء على تلازم الشرطيات.

ثم المتّصلة ثلاثة أقسام، لأنّها إن اكتفى فيها بمطلق الاتصال إيجابا أو سلبا تسمّى متّصلة مطلقة. وإن قيّد الاتصال بكونه لزوميا سمّيت متصلة لزومية موجبة كانت كقولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود أو سالبة كقولنا ليس إن كانت الشمس طالعة فالليل موجود.

وإن قيّد الاتصال بكونه اتفاقيا سمّيت متّصلة اتفاقية موجبة كانت كقولنا إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق، أو سالبة كقولنا ليس إن كان الإنسان ناطقا فالحمار ناهق.

اعلم أنّه لا بدّ في اللزومية أن يكون بين طرفيها علاقة توجب ذلك الاتّصال أو سلبه.

والمراد «4» بالعلاقة هاهنا شيء بسببه يستصحب المقدّم التالي، سواء كان موجبة لذلك الاستصحاب أو لا. فقيد توجب ذلك احتراز عمّا لا يوجبه. والعلاقة على ثلاثة أقسام الأوّل. أن يكون المقدّم علّة للتالي كما في قولنا إن كانت الشمس طالعة فالنهار موجود.

والثاني بالعكس كما في قولنا إذا كان النهار موجودا فالشمس طالعة. والثالث أن يكون كلاهما معلولين بعلّة واحدة كما في قولنا إن كان النهار موجودا فالعالم مضيء، فإنّ وجود النهار وإضاءة العالم معلولان لطلوع الشمس.

هكذا في شروح السلم.

وأمّا الاتفاقيات فإنها وإن كانت مشتملة على علاقة باعتبار أنّ المعية في الوجود لا بدّ له من علة لأنّها أمر ممكن إلّا أنّ العلاقة فيها غير موجبة لاستصحاب التالي المقدّم، بخلاف اللزوميات حتى إذا لاحظ العقل المقدّم حكم بامتناع انفكاك التالي بداهة أو نظرا. مثلا إذا لاحظ العقل أنّ طلوع الشمس علّة لوجود النهار يحكم بامتناع انفكاك وجود النهار عند طلوع الشمس. وإذا لاحظ نهيق الحمار عند نطق الإنسان لا يحكم بامتناع الانفكاك بينهما.

وبالجملة فاللزومية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين لعلاقة توجب ذلك أو بلا وقوع ذلك الاتصال. والاتفاقية ما حكم فيها بوقوع الاتصال بين الطرفين أو بلا وقوعه لا لعلاقة، أي من غير وجود علاقة تقتضي ذلك، أو من غير اعتبارها. فعلى التوجيه الأوّل لا تجتمع اللزومية والاتفاقية بخلاف التوجيه الثاني.

والمنفصلة الموجبة هي التي يحكم فيها بالتّنافي بين القضيتين، إمّا في الصدق والكذب معا أي في التحقّق والانتفاء معا وتسمّى منفصلة حقيقية

(1) بين (م، ع).

(2)

الشرطية (+ م، ع).

(3)

والمقصود (م، ع).

(4)

والمقصود (م، ع).

ص: 1017

كقولنا إما أن يكون هذا العدد زوجا وإمّا أن يكون فردا. وإمّا في الصدق فقط، أي من غير أن تتنافيا في الكذب بل يمكن اجتماعهما على الكذب وتسمّى مانعة الجمع كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء شجرا وإمّا أن يكون حجرا. وإمّا في الكذب فقط، أي من غير أن تتنافيا في الصدق وتسمّى مانعة الخلوّ كقولنا إمّا أن يكون هذا الشيء لا شجرا وإمّا أن يكون لا حجرا.

والمنفصلة السّالبة هي التي يحكم فيها بسلب ذلك التنافي إمّا فيهما معا، وتسمّى حقيقية كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا الحيوان إنسانا وإمّا أن يكون كاتبا، أو في الصدق فقط وتسمّى مانعة الجمع كقولنا ليس إمّا أن يكون زيد إنسانا أو يكون ناطقا، أو في الكذب فقط وتسمّى مانعة الخلو كقولنا ليس إمّا أن يكون هذا إنسانا أو يكون فرسا. ثم المنفصلة مطلقا حقيقية كانت أو مانعة الجمع أو مانعة الخلو موجبة كانت أو سالبة إن حكم فيها بالتّنافي أو بسلب التّنافي مطلقا سميّت منفصلة مطلقة. وإن قيّد التنافي أو سلبه بالعناد سمّيت منفصلة عنادية. وإن قيّد بالاتفاق سمّيت منفصلة اتّفاقية.

اعلم أنّ كلّية الشّرطية أي كونها كلّية أن يكون التالي لازما في المتّصلة اللزومية ومعاندا في المنفصلة العنادية على جميع التقادير «1» ، أي الأوضاع التي لا تنافي مقدمية المقدّم أي يمكن حصول المقدّم عليها سواء كانت محالة في أنفسها كقولنا كلّما كان الفرس إنسانا كان حيوانا، فإنّ معناه أنّ لزوم حيوانية الفرس ثابت للإنسانية على جميع الأوضاع التي يمكن اجتماعها مع إنسانية الفرس من كونه ضاحكا أو كاتبا أو ناطقا، إلى غير ذلك؛ وهي محالة في أنفسها أو لم تكن محالة كقولنا كلّما كان زيد إنسانا كان حيوانا، فمعناه أنّ لزوم حيوانية زيد للإنسانية ثابت مع كل وضع يمكن أي يجامع إنسانية زيد من كونه قائما أو قاعدا أو كاتبا إلى غير ذلك، وهي ممكنة في أنفسها. وجزئية الشّرطية أن يكون التالي لازما أو معاندا للمقدّم على وضع معيّن، وإهمالها بإهمال الأوضاع، والأمثلة غير خافية.

وبالجملة فالحكم في الشرطية إن كان على تقدير معيّن فالشّرطية مخصوصة وشخصيّة، وإلّا فإن بيّن كمية الحكم بأنّه على جميع التقادير أو بعضها فمحصورة كلّية أو جزئية، وإلّا فمهملة، والطبيعية هاهنا غير معقولة.

الشّرع:

[في الانكليزية] Law ،religious law

[ في الفرنسية] Loi ،loi religieuse

بالفتح وسكون الراء المهملة لغة مشرعة الماء، وهو مورد الشاربة والشريعة كذلك أيضا.

وشرعا ما شرع الله تعالى لعبادة من الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء صلى الله عليه وسلم وعلى نبينا وسلم سواء كانت متعلّقة بكيفية عمل وتسمّى فرعية وعملية، ودوّن لها علم الفقه، أو بكيفية الاعتقاد وتسمّى أصلية واعتقادية، ودوّن لها علم الكلام. ويسمّى الشرع أيضا بالدين والملّة، فإنّ تلك الأحكام من حيث إنّها تطاع لها «2» دين، ومن حيث إنّها تملى وتكتب ملّة، ومن حيث إنّها مشروعة شرع. فالتفاوت بينها بحسب الاعتبار لا بالذات، إلّا أنّ الشريعة والملّة تضافان إلى النبي عليه السلام وإلى الأمة فقط استعمالا، والدين يضاف إلى الله تعالى أيضا.

وقد يعبّر عنه بعبارة أخرى فيقال: هو وضع إلهي يسوق ذوي العقول باختيارهم المحمود إلى الخير بالذّات، وهو ما يصلحهم في معاشهم ومعادهم، فإنّ الوضع الإلهي هو الأحكام التي جاء بها نبي من الأنبياء عليهم وعلى نبينا

(1) التقارير (م).

(2)

لها (- م).

ص: 1018

السلام. وقد يخصّ الشرع بالأحكام العملية الفرعية وإليه يشعر «1» ما في شرح العقائد النسفية: العلم المتعلّق بالأحكام الفرعية يسمّى علم الشرائع والأحكام، وبالأحكام الأصلية يسمّى علم التوحيد والصفات انتهى. وما في التوضيح من أنّ الحكم بمعنى خطاب الله تعالى على قسمين: شرعي أي خطاب الله تعالى بما يتوقّف على الشّرع ولا يدرك لولا خطاب الشارع كوجوب الصلاة، وغير شرعي أي خطابه تعالى بما لا يتوقّف على الشّرع بل الشّرع يتوقّف عليه كوجوب الإيمان بالله ورسوله انتهى. وما في شرح المواقف من أنّ الشرعي هو الذي يجزم العقل بإمكانه ثبوتا وانتفاء ولا طريق للعقل إليه، ويقابله العقلي وهو ما ليس كذلك انتهى. ويجيء ما يؤيد هذا في لفظ الملة. وقد يطلق الشّرع على القضاء أي حكم القاضي كما مرّ في لفظ الديانة.

ثم الشّرعي كما يطلق على ما مرّ كذلك يطلق على مقابل الحسّي. فالحسّي ماله وجود حسّي فقط، والشّرعي ماله وجود شرعي مع الوجود الحسّي كالبيع فإنّ له وجودا حسّيا، فإنّ الإيجاب والقبول موجودان حسّا، ومع هذا له وجود شرعي، فإنّ الشرع يحكم بأنّ الإيجاب والقبول الموجودان حسّا يرتبطان ارتباطا حكميّا، فيحصل معنى شرعي يكون الملك أثرا له، فذلك المعنى هو البيع، حتى إذا وجد الإيجاب والقبول في غير المحلّ لا يعتبره الشّرع، كذا في التوضيح. وفي التلويح وقد يقال إنّ الفعل إن كان موضوعا في الشرع لحكم مطلوب فشرعي وإلّا فحسّي انتهى.

وقيل الشرع المذكور على لسان الفقهاء بيان الأحكام الشرعية والشريعة كلّ طريقة موضوعة بوضع إلهي ثابت من نبي من الأنبياء، ويطلق كثيرا على الأحكام الجزئية التي يتهذّب بها المكلّف معاشا ومعادا، سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعة إليه. والشّرع كالشريعة كلّ فعل أو ترك مخصوص من نبي من الأنبياء صريحا أو دلالة، فإطلاقه على الأصول الكلّية مجاز وإن كان شائعا، بخلاف الملّة فإنّ إطلاقها على الفروع مجاز. وتطلق على الأصول حقيقة كالإيمان بالله وملائكته ورسله وكتبه وغيرها، ولا يتطرّق النسخ فيها ولا يختلف الأنبياء فيها، لأنّ الأصول عبارة عن العقائد وكلّها إخبار ولا يمكن النّسخ في الإخبار، وإلّا يلزم منه الكذب، والتكذيب ولا يسوغ فيها اختلاف الأنبياء ولا يلزم كذب أحد النبيين أو اجتماع النقيضين في الواقع، بل إنّما يجري النّسخ والاختلاف في الإنشاءات، أي الأوامر والنواهي.

والشّرع عند أهل السنة ورد منشأ للأحكام. وعند أهل الاعتزال ورد مجيزا لحكم العقل ومقرّرا له لا منشأ، وقوله تعالى: لِكُلٍّ جَعَلْنا مِنْكُمْ شِرْعَةً وَمِنْهاجاً «2» عن ابن عباس رضي الله تعالى عنه: الشّرعة ما ورد به القرآن والمنهاج ما ورد به السّنة. وقال مشايخنا ورئيسهم الإمام أبو منصور الماتريدي: ما ثبت بقاؤه من شريعة من قبلنا من الرّسل بكتابنا أو بقول رسولنا صار شريعة لرسولنا فيلزمه ويلزمنا على أنّه شريعة رسولنا لا شريعة من قبلنا، لأنّ الرسالة سفارة العبد بين الله وبين ذوي العقول [من عباده]«3» ليبيّن ما قصرت عنه عقولهم من أمور الدنيا والدّين. فلو لزمنا شريعة من قبلنا كان رسولنا رسولا، من قبله سفيرا بينه وبين أمّته لا رسول الله تعالى، وهذا فاسد باطل، كذا في كليات أبي البقاء.

(1) يشير (م).

(2)

المائدة/ 48.

(3)

من عباده (+ م، ع).

ص: 1019

والعلم الشرعي هو علم صدر عن الشّرع أو توقّف عليه العلم الصّادر عن الشّرع توقّف وجود كعلم الكلام أو توقّف كمال كعلم العربية والمنطق، كذا قال ابن الحجر في فتح المبين شرح الأربعين للنووي في شرح الحديث السادس والثلاثين. وقال قبيل هذا: ومن آلات العلم الشّرعي من تفسير وحديث وفقه والمنطق «1» الذي بأيدي الناس اليوم فإنّه علم مفيد لا محذور فيه، إنّما المحذور فيما كان يخلط به من الفلسفيات المنابذة للشرائع انتهى.

يعني أنّ المنطق من آلات العلم الشّرعي والعلم الشرعي تفسير وحديث وفقه، ففهم من هذا أنّ العلم الشرعي يطلق على معنيين، والمنطق والعلوم العربية من العلم الشّرعي بأحدهما ومن الآلات بالمعنى الآخر. ثم لفظ الشّرعي يجيء لمعنيين: الأول ما يتوقّف على الشّرع أي لا يدرك لولا خطاب الشّارع كوجوب الصلاة والصّوم والزكاة والحجّ وأمثالها. ويخرج من هذا مثل وجوب الإيمان بوجود الله تعالى وعلمه وقدرته وكلامه، ووجوب تصديق النبي عليه الصلاة والسلام، فإنّ أمثالها لا تتوقّف على الشّرع لتوقّف الشّرع عليها لأنّ ثبوت الشرع موقوف عليها. فلو توقّف شيء من تلك الأحكام على الشرع لزم الدور. والثاني ما ورد به خطاب الشّرع أي ما يثبت بالشّرع سواء كان موقوفا على الشّرع أو لا، فيتناول الكلّ لأنّ وجوب الإيمان بوجود الله تعالى وأمثاله ورد به الشّرع وثبت بالشّرع، وإن كان لم يتوقّف على الشّرع هكذا في التوضيح والتلويح.

الشّرف:

[في الانكليزية] Dignity

[ في الفرنسية] Dignite

هو عند المنجّمين يطلق على قدر من الأقدار المتزايدة كما يجيء.

الشّرق:

[في الانكليزية] ? ast ،the Levant

[ في الفرنسية] Orient ،le Levant ،est

بالفتح وسكون الراء جاي بر آمدن آفتاب- مكان طلوع الشمس- مشرق كذلك. ودائرة المشرق والمغرب هي دائرة أوّل السموات وقد سبق. ونقطة المشرق هي الاعتدال الربيعي ويسمى مشرق الاعتدال أيضا وقد سبق في بيان دائرة البروج.

والكوكب المشرقي هو الذي يطلع قبل الشمس، وحين يغرب بعد غروب الشمس يدعي مغربيا.

وحدّ التشريق والتغريب ستون درجة، وحدّ الزهرة خمس وأربعون درجة، وعطارد واحد وعشرون درجة، كذا في الشجرة.

وإذا كان بعدهم عن الشمس أكثر من هذا فلا يقال لذلك تشريق وتغريب.

وبداية التشريق والتغريب هو حدّ الرّؤية، وإذا كان البعد أقلّ من حدّ الرؤية فلا يقال له أيضا تشريق وتغريب. كذا في كفاية التعليم «2» .

الشّرك:

[في الانكليزية] Polytheism ،idolatry

[ في الفرنسية] Polytheisme ،idolaterie

بالكسر وهي مصدر معناه الإشراك والاعتقاد بشريك للرّبّ الذي لا شريك له. كما في المنتخب «3» . قال العلماء: الشّرك على أربعة

(1) فقه المنطق (م).

(2)

كوكب مشرقي آن باشد كه پيش از آفتاب بر آيد وچون بعد از آفتاب فروشود او را مغربي خوانند. وحد تشريق وتغريب علويات شصت درجه است وحد زهره چهل وپنج درجه وعطارد بيست ويك درجه كذا في الشجرة واگر بعد ايشان از آفتاب زياده ازين گردد ظهور واخفاي ايشان را تشريق وتغريب نگويند وبدايت تشريق وتغريب حد رؤيت است واگر بعد كم از حد رؤيت باشد آن را هم تشريق وتغريب نگويند كذا في كفاية التعليم.

(3)

انباز شدن واعتقاد انباز به خدائى بىنباز كما في المنتخب.

ص: 1020

أنحاء. الشّرك في الألوهية، والشّرك في وجوب الوجود، والشرك في التدبير، والشّرك في العبادة. وليس أحد أثبت لله تعالى شريكا يساويه في الألوهية والوجوب والقدرة والحكمة إلّا الثنوية، فإنّهم يثبتون إلهين أحدهما حكيم يفعل الخير والثاني سفيه يفعل الشّرّ، ويسمّون الأول باسم يزدان والثاني باسم أهرمن وهو الشيطان بزعمهم. وأمّا الشّريك في العبادة والتدبير ففي الذاهبين إليه كثرة. فمنهم عبدة الكواكب وهم فريقان، منهم من يقول إنّه سبحانه خلق هذه الكواكب وفوّض تدبير العالم السّفلي إليها، فهذه الكواكب هي المدبّرات لهذا العالم، قالوا فيجب علينا أن نعبد هذه الكواكب تعبّدا لله ونطيعه، وهؤلاء هم الفلاسفة. ومنهم قوم غلاة ينكرون الصانع ويقولون هذه الأفلاك والكواكب أجسام واجبة الوجود لذواتها ويمتنع عليها العدم فهي المدبّرة لأحوال العالم السّفلي وهؤلاء هم الدّهرية الخالصة. وممّن يعبد غير الله النصارى الذين يعبدون المسيح ومنهم أيضا عبدة الأوثان.

ولا بدّ من بيان سبب عبادة الأوثان، إذ عبادة الأحجار من جمّ غفير عقلاء ظاهر البطلان، وقد ذكروا لها وجوها. الوجه الأوّل أنّ الناس لمّا رأوا تغيّرات هذا العالم منوطة ومربوطة بتغييرات أحوال الكواكب فإنّ بحسب قرب الشمس وبعدها عن سمت الرأس تحدث الفصول الأربعة التي بسببها تحدث الأحوال المختلفة في هذا العالم. ثم إنّ الناس رصدوا أحوال سائر الكواكب فاعتقدوا انبساط السعادات والنحوسات بكيفيّة وقوعها في طوالع الناس على أحوال مختلفة. فلما اعتقدوا ذلك غلبت على ظنونهم أنّ مبدأ الحوادث هو الاتصالات الكوكبية، فبالغوا في تعظيمها.

فمنهم من اعتقادها واجبة الوجود لذواتها وهي خلقت هذا العالم. ومنهم من اعتقد حدوثها وكونها مخلوقة للإله الأكبر إلّا أنها هي المدبّرة لأحوال هذا العالم؛ وهؤلاء هم الذي أثبتوا الوسائط بين الإله الأكبر وبين أحوال هذا العالم. ثم إنّهم لمّا رأوا أنّ هذه الكواكب قد تغيب عن الأبصار في أكثر الأوقات اتخذوا لكلّ كوكب صنما من الجوهر المنسوب إليه كاتخاذهم صنم الشمس من الذهب والياقوت والألماس، ثم اشتغلوا بعبادة تلك الأصنام.

وغرضهم منها عبادة تلك الكواكب والتقرّب إليها. وأمّا الأنبياء فلهم مقامان: أحدهما إقامة الدليل على أنّ هذه الكواكب لا تأثير لها البتة في أحوال هذا العالم لما قال الله تعالى: أَلا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ «1» بعد أن بيّن أنها مسخّرات.

وثانيهما أنّ بتقدير تأثيرها دلائل الحدوث حاصلة فيها فوجب كونها مخلوقة. والاشتغال بعبادة الخالق أولى من الاشتغال بعبادة المخلوق. في الكشاف في تفسير قوله تعالى:

فَلا تَجْعَلُوا لِلَّهِ أَنْداداً وَأَنْتُمْ تَعْلَمُونَ «2» . النّد المماثل في الذات المخالف في الصفات. فإن قلت كانوا يسمّون أصنامهم باسمه ويعظمونها بما يعظّم به من القرب، وما كانوا يزعمون أنّها تخالف الله وتناديه؟ قلت: لمّا تقرّبوا إليها وعظّموها وسمّوها آلهة اشتبهت «3» حالهم حال من يعتقد أنّها آلهة مثله قادرة على مخالفته ومضادّته، فقيل لهم ذلك على سبيل التّهكم.

الوجه الثاني ما ذكره أبو معشر «4» وهو أنّ كثيرا

(1) الأعراف/ 54.

(2)

البقرة/ 22.

(3)

اشبهت (م).

(4)

هو جعفر بن محمد بن عمر البلخي، أبو معشر. مات بواسط عام 272 هـ/ 886 م. عالم فلكي مشهور. له تصانيف كثيرة ومشهورة. الأعلام 2/ 127، الفهرست 1/ 277، القفطى 106، وفيات الأعيان 1/ 112، دائرة المعارف الإسلامية 1/ 404.

ص: 1021

من أهل الصين والهند كانوا يثبتون الإله والملائكة إلّا أنّهم يعتقدون أنه تعالى جسم ذو صورة حسنة وكذا الملائكة، لكنهم احتجبوا عنّا بالسماوات فاتخذوا صورا وتماثيل، فيتّخذون صورة في غاية الحسن ويقولون إنّها هيكل الإله وصورة أخرى دونها في الحسن ويجعلونها صورة الملائكة، ثم يواظبون على عبادتها قاصدين بتلك العبادة الزّلفى من الله وملائكته.

فالسبب على عبادة الأوثان على هذا اعتقاد أنّ الله سبحانه جسم وفي مكان. الوجه الثالث أنّ القوم يعتقدون أنّ الله فوّض تدبير كلّ من الأقاليم إلى ملك معيّن وفوّض تدبير كلّ قسم من أقسام العالم إلى روح سماوي بعينه، فيقولون مدبّر البحار ملك، ومدبّر الجبال ملك آخر وهكذا، فاتخذوا لكلّ واحد من الملائكة المدبّرة صنما مخصوصا، ويطلبون من كلّ صنم ما يليق بذلك الروح الكلّي. وللقوم هاهنا تأويلات أخر تركناها لمخافة الإطناب.

اعلم أنّهم اختلفوا في أنّ لفظ المشرك يتناول الكفّار من أهل الكتاب فأنكر بعضهم ذلك وقال: اسم المشرك لا يتناول إلّا عبدة الأوثان لقوله تعالى: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نارِ جَهَنَّمَ خالِدِينَ فِيها أُولئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ «1» الآية. فالله تعالى عطف المشركين على أهل الكتاب، والعطف يقتضي المغايرة بين المعطوف والمعطوف عليه.

والأكثرون من العلماء على أنّ المشرك يتناول الكفار من أهل الكتاب أيضا، وهو المختار.

قال أبو بكر الأصم «2» كلّ من جحد رسالته فهو مشرك، قال الله تعالى: إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ ما دُونَ ذلِكَ لِمَنْ يَشاءُ «3» . فقد دلّت الآية على أنّ ما سوى الشّرك قد يغفر «4» الله تعالى في الجملة. فلو كان كفر اليهود والنصارى ليس بشرك لوجب أن يغفر لهم الله تعالى في الجملة، وذلك باطل.

والجواب عن الآية بوجهين: الأول أنّ لفظ المشركين عطف على الذين الخ، والمعنى أنّ الذين كانوا مؤمنين بنبي من الأنبياء أو كانوا من أهل الكتاب ثم كفروا بمحمد صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلّم ولم يؤمنوا به فأشركوا، به، وإنّ الذين كانوا مشركين من الابتداء كلاهما في نار جهنم الخ. والثاني أنّ عطف المشركين على أهل الكتاب من قبيل عطف العام على الخاص، والمعنى أنّ الذين كفروا من أهل الكتاب وجميع المشركين سواء كانوا من أهل الكتاب كاليهود والنصارى وعبدة الأوثان كلّهم في نار جهنم. ثم القائلون بدخول اليهود والنصارى تحت اسم المشرك اختلفوا على قولين: فقال قوم وقوع هذا الاسم عليها «5» من حيث اللغة. وقال الجبائي والقاضي هذا الاسم من جملة الأسماء الشّرعية لأنّه تواتر النقل عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنّه كان يسمّي كلّ من كان كافرا بالمشرك، وقد كان في الكفار من لا يثبت إلها أصلا أو كان شاكّا في وجوده، أو كان شاكّا في وجود الشّريك. وقد كان فيهم من كان عند البعثة منكرا للبعث والقيمة، فلا جرم كان منكرا للبعثة وللتكليف، وما كان يعبد شيئا من الأوثان. وعابدوا الأوثان فيهم من كانوا لا يقولون إنّهم شركاء الله في الخلق، وتدبير العالم، بل كانوا يقولون هؤلاء شفعاؤنا عند

(1) البينة/ 6.

(2)

هو عبد الرحمن بن كيسان، أبو بكر الأصم. توفي نحو 225 هـ/ نحو 840 م. فقيه معتزلي مفسّر، فصيح اللسان. كانت له مناظرات مع العلّاف. له عدة كتب. الأعلام 3/ 323، طبقات المعتزلة 56، لسان الميزان 3/ 427.

(3)

النساء/ 48.

(4)

يغفره (م).

(5)

عليهما (م).

ص: 1022

الله. فثبت أنّ الأكثر منهم كانوا مقرّين بأنّ [الله]«1» إله العالم واحد، وإنّه ليس له في الإلهية بمعنى خلق العالم وتدبيره شريك ونظير كما يدلّ عليه قوله تعالى: وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّماواتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ خَلَقَهُنَّ الْعَزِيزُ الْعَلِيمُ «2» فإذا ثبت أنّ وقوع اسم المشرك على الكافر ليس من الأسماء اللغوية بل من الأسماء الشّرعية كالزكاة والصلاة وغيرهما وجب اندراج كلّ كافر تحت هذا الاسم. هذا كلّه خلاصة ما في التفسير الكبير في سورة الأنعام في تفسير قوله تعالى: وَإِذْ قالَ إِبْراهِيمُ لِأَبِيهِ «3» آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْناماً آلِهَةً «4» ، وفي سورة البقرة في تفسير قوله تعالى: وَلا تَنْكِحُوا الْمُشْرِكاتِ حَتَّى يُؤْمِنَ «5» . والمفهوم من الإنسان الكامل أيضا أنّ المشرك لا يتناول الكفار بأجمعهم. قال: ما في الوجود حيوان إلّا وهو يعبد الله إمّا على التقييد بمحدث ومظهر وهو المشرك وإمّا على الإطلاق وهو الموحّد، وكلّهم عباد الله على الحقيقة لأجل الوجود الحق، فإنّ الحقّ تعالى من حيث ذاته يقتضي أن لا يظهر في شيء إلّا ويعبد ذلك الشيء، وقد ظهرت في ذات «6» الوجود. فمن الناس من عبد الطبائع أي العناصر وهي أصل العالم، ومنهم من عبد الكواكب، ومنهم من عبد المعدن، ومنهم من عبد النار، ولم يبق شيء في الوجود إلّا وقد عبد شيئا من العالم إلّا المحمّديون فإنّهم عبدوه من حيث الإطلاق بغير تقييد بشيء آخر من المحدثات انتهى.

ينبغي أن يعلم أنّ العلماء قالوا: الشّرك على أربعة أوجه: حينا في العدد. وقد نفي بقوله تعالى: أحد، أي «قُلْ هُوَ اللَّهُ أَحَدٌ». وحينا في المرتبة: وقد نفي بقوله تعالى: صمد، أي «اللَّهُ الصَّمَدُ». وحينا بالنسبة (للزوجة والولد) وقد نفاه بقوله سبحانه «لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ». وحينا في العمل والتأثير وقد نفاه سبحانه بقوله:«وَلَمْ يَكُنْ لَهُ كُفُواً أَحَدٌ» . وقالوا أيضا: إن أصحاب المذاهب الباطلة ينقسمون إلى خمس فرق:

الفرقة الأولى: الدّهرية القائلون بأنّه ليس للعالم صانع، وأنّ المواد اجتمعت هكذا وتشكّلت منها الصّور الموجودة. وعليه متى ذكر المسلمون بلسانهم لفظة هو فذلك هو التبرّي من عقائد الدّهرية.

الفرقة الثانية هم الفلاسفة: وهم الذين يقرّون بوجود الصّانع ولكن لا صفة له عندهم.

أي أنّ التأثير في العوالم من الوسائط وليس من الصّانع. وفي الحقيقة: الهنود على هذا الرأي.

ومتى قال الرجل المؤمن: الله، فإنّ ذلك يعني وصفه بجميع صفات الكمال، وبذلك ينجو ويبتعد من عقائد هذه الفرق.

والفرقة الثالثة: الثّنوية: وهم القائلون بأنّ العالم لا يكفي وجود صانع لجميع ما في العالم، وذلك لأنّ العالم فيه الخير والشّرّ موجودان، فلا بدّ للخير من خالق وللشّرّ من خالق. إذن لا بدّ من صانعين اثنين. وخالق الخير يسمّى عندهم يزدان وأمّا خالق الشّرّ فهو عندهم أهرمن. فإذن، متى نطق المؤمن بلفظ، أحد، فقد نجا من شرّ شرك هؤلاء.

والفرقة الرابعة: عبدة الأوثان؛ الذين يعتقدون بأنّ عبادة الأوثان وسيلة لقضاء حاجاتهم

(1) الله (+ م).

(2)

الزخرف/ 9.

(3)

لأبيه (- ع).

(4)

الأنعام/ 74.

(5)

البقرة/ 221.

(6)

ذرات (م).

ص: 1023

الدنيوية والدينية، والمؤمن حين يقول: الله الصّمد، فإنّه يخلص من هذه العقيدة.

وهكذا الضالون من أهل الكتاب من اليهود الذين يقولون بأنّ العزير هو ابن الله، والنصارى القائلين بأنّ المسيح هو ابن الله. فإذن متى قال المؤمن: لم يلد ولم يولد فإنّه يطهّر من هذه العقيدة.

والفرقة الخامسة: المجوس القائلون بأنّ (أهرمن) إبليس له نفس القدرة الإلهية في التأثير، والمنازعة دائمة بين جنود الرحمن والشيطان. ففي بعض الأحيان: يجري حكم الله في عالم الخير ويكون هو الغالب، وحينا يتغلّب جيش إبليس. وهو يظهر في عالم الشّرّ والقبح.

إذن: فالمؤمن حين يقول: ولم يكن له كفوا أحد ينجو من شرّ هذا الاعتقاد، ولذلك سمّيت هذه السورة سورة الإخلاص.

إذن فليعلم أنّ تفصيل أنواع الشّرك في عالم الواقع هو: ثمّة فرقة تعتقد بوجود صانعين للعالم؛ أحدهما حكيم وهو مصدر الخير والفضائل، وذاك الذي يدعى يزدان، وآخر:

سفيه هو مصدر الشّرّ والرذائل وذاك ما يدعونه أهرمن. ويقال لهذه الجماعة: الثنوية. وبطلان مذهبهم بلسانهم أيضا ظاهر؛ لأنّ ذلك الصانع السفيه إذا كان من عمل الصانع الحكيم، فيلزم إذن أن يكون الشّرّ صادرا عن الحكيم أيضا.

وأمّا إذا كان ظهوره بذاته فهو إذن واجب، وتجب له حينئذ صفات الكمال كالعلم والقدرة والحكمة. إذن هذا الواجب الموجود صار سفيها وجاهلا؟

والفرقة الثانية هي التي تسمّى صابئة وتقول: على رغم أنّ صفات واجب الوجود كالعلم والقدرة والحكمة هي خاصة بالله، لكنه سبحانه جعل أمور هذا العالم مرتبطة بنجوم السماء، وفوّض إليها تدبير أمور الخير والشّرّ، فعلينا إذن أن ننظّم أرواح هذه الكواكب كلّ التنظيم حتى تنتظم أمورنا. ومذهب هؤلاء باطل بلسانهم وذلك أنّه إذا كان الله جل جلاله يعلم عبادتنا، فتكون عبادة الكواكب لغوا ولا نتيجة لها، لأنّ التّقرّب الذي يحصل لنا من عبادته يغنينا عن التوسّل بأرواح هذه الكواكب، وأمّا إذا كان الله سبحانه لا يدري بعبادتنا، فحينئذ يطرأ على علمه القصور، فلا يكون واجب الوجود، ويضاف لذلك أنّ تلك النجوم التي تسيّر أمور معاشنا إن كانت تفعل ذلك من عندها فهي إذن مساوية في القدرة لله، وصار الشّرك في القدرة الإلهية لازما. وإذا كانت تفعل ما تفعل بقدرة معطاة لها من الله. إذن فكما أنّه سبحانه جعلها واسطة لتسيير مصالحنا وأمورنا، فكذلك يمكن أن يلقي في روعها أن تفيض علينا (من بركاتها) وأيضا تصبح عبادتها مساوية لعبادة الله.

وحينئذ يكون هؤلاء (الصابئة) قد ساووا بينها وبين الله، فيحصل الشّرك في العبادة.

والفرقة الثالثة هم الهنود القائلون: بأنّ الروحانيات الغيبية التي تدبّر شئون العالم لها صور ملوّنة، وهي محجوبة عنّا بالحجب والسّتائر فعلينا إذن أن نتقدّم منها بالأشياء النفيسة كالذّهب والفضّة، لأنّ تعظيم تلك الصور في الحقيقة هو تعظيم لها، لكي ترضى عنّا تلك الروحانيات وتسيّر أمورنا.

وهذا المذهب باطل بنفس البرهان الذي تبطل به عقيدة الفرقة الثانية أي (الصابئة).

والفرقة الرابعة: عبّاد الشيوخ. القائلون:

بأنّ الرجل الكبير قد صار بسبب كمال الرياضة والمجاهدة الروحية مستجاب الدّعوة ومقبول الشفاعة، فتصل إلى روحه قوة عظيمة واسعة وفخمة جدا من هذا العالم. فكلّ من يجعل من صورته برزخا أو يتذلّل على قبره ويسجد أو يذكر مكان عبادته أو ينذر باسمه ويتضرّع له وما

ص: 1024

شابه، وحينئذ تطلع عليه روح ذلك الشيخ بسبب كمالها وتشفع له في الدنيا والآخرة.

والفرقة الخامسة وهم عوام الهنود القائلين بأنّ: الحقّ ذاته منزّهة عن أن يستطيع أحد أن يعبده، ذلك لأنّه سبحانه لا يأتي في عقلنا وذهننا، وبسبب كونه منزّها عن الجسمية أو التمكّن بمكان فلا يمكن تصوره، إذن فلا سبيل إلى عبادته إلّا بالاتّجاه إلى مخلوق من مخلوقاته المقرّبين والمقبولين لديه، فيكون توجّهنا نحو تلك القبلة هو عين التوجّه نحو الله، والمخلوق الذي هو أهل لهذا الأمر ليس مخصوصا بجنس معيّن، بل أيّ واحد مقبول لدى أعتابه، أو أي شيء مشتمل على أمر عجيب وغريب يمكن أن يكون قبلة مثل مياه نهر الغانج أو شجرة ضخمة وأمثال ذلك.

وهؤلاء الأقوام يساوون غيرهم في العبادة شركاء مع الله.

وأمّا الذين يسوّون بين الله وغيره في غير العبادة فكثيرون. فمن جملتهم، من يذكرون الآخرين مع الله كذكرهم لله، كما يقولون عن الملوك: مالك الملك ومالك رقاب الأمم، وملك الأملاك، وأحكم الحاكمين، وأمثال ذلك.

ومن جملة هؤلاء أيضا: من ينذر لغير الله أو يذبح ويقرّب القرابين تعظيما لغير الله، أو تقرّبا لغير الله، وهم بذلك يسوّون بين الله وبين مخلوقاته في تلك الأمور. كما أنّ من جملة هؤلاء من يتسمّى باسم عبد فلان أو غلام فلان وهذا نوع من الشّرك في الأسماء. كما ذكر ذلك الترمذي في الحديث وأخرجه الحاكم في تفسير قوله تعالى: وَجَعَلُوا لِلَّهِ شُرَكاءَ، فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ في سورة الأعراف؛ بما أنّه لم يعش لهود عليه السلام ولد، فتمثّل إبليس بهيئة رجل كبير وقال: إذا ولد لك غلام هذه المرة فسمّه عبد الحارث لكي يعيش. وبناء على ذلك هكذا فعلوا وعاش الغلام. ومن جملة هؤلاء أيضا:

أولئك الذي يدعون غير الله لدفع بلاء، وكذلك لجلب المنافع يتوجّهون لغير الله. ويعدّون هؤلاء عالمين بالغيب ولهم القدرة المطلقة. وهذا نوع من الشّرك في العلم والقدرة.

كذلك من جملة هؤلاء قوم يسوّون بين اسم الله وبين اسم كائن آخر في مقام العلم الشامل أو المشيئة الشاملة أو الإرادة المطلقة، وذلك كما أخرج النسائي وابن ماجة في الحديث الذي ورد فيه أنّ أحدهم قال للنبي صلى الله عليه وسلم: ما شاء الله وشئت. فقال له النبي صلى الله عليه وسلم: جعلتني لله ندّا، بل ما شاء الله وحده.

وينبغي أن يعلم هنا بأنّ عبادة غير الله تعدّ شركا وكفرا، فكذلك إطاعة غيره سبحانه على وجه الاستقلال كفر. وهذا يعني أنّه لا يعدّ ذلك الغير مبلّغا لحكم الله، فيطيعه ويرى اتّباعه لازما، ومع معرفته بأنّ حكم الغير مخالف للحكم الإلهي فإنّه يستمرّ في ضلاله، ولا ينزع عن عبادة غيره، وهذا نوع من اتخاذ الأنداد كما ورد في القرآن قوله سبحانه: اتَّخَذُوا أَحْبارَهُمْ وَرُهْبانَهُمْ أَرْباباً مِنْ دُونِ اللَّهِ وَالْمَسِيحَ ابْنَ مَرْيَمَ. التوبة: 31. ويشبه هذا من يعتقد بأنّ حكم الحاكم أو الملك الذي هو مخالف لحكم الله هو حقّ وواجب الإتباع كحكم الله. وهذا الأمر ينطبق عليه قوله تعالى: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِما أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولئِكَ هُمُ الْكافِرُونَ. المائدة:

44.

هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها «1» .

(1) بايد دانست كه علماء فرموده اند كه شرك بر چهار وجه مى شود گاهى در عدد ميباشد وآن را بلفظ احد نفي فرموده وگاهى

ص: 1025

الشّركة:

[في الانكليزية] Society ،association

[ في الفرنسية] Societe ،association

بالكسر أو الضم لغة اسم مصدر شرك في كذا بالكسر فهو شريك أي مشارك فهي كالمشاركة خلط الملكين، ويطلق على العقد كما في النهاية. وشريعة اختصاص من اثنين أو

- در مرتبه ميباشد وآن را بلفظ صمد نفي فرموده وگاهى به نسبت مى باشد وآن را بلفظ لم يلد ولم يولد نفي فرموده وگاهى در كار وتأثير مى باشد وآن را بلفظ لم يكن له كفوا احد نفي فرموده ونيز گفته اند كه ارباب مذاهب باطله پنج فرقه اند اوّل دهريه گويند كه عالم را صانع نيست كيف ما اتفق مواد مجتمع شده وصورتها پذيرفته موجود ميشود پس چون مسلمان لفظ هو بر زبان راند از عقائد دهريان بيزار شد دوم فلاسفه بر آنند كه عالم را صانعى است اما صفت ندارد يعني تأثيرات كه در عالم است از وسائط است نه از آن ذات ودر حقيقت مذهب هنود نيز همين است وچون مرد مؤمن لفظ الله خواند كه دلالت بر استجماع جميع صفات كمال دارد از عقيده اين فرقها خلاص يافت سيوم ثنويه گويند كه يك صانع تمام عالم را كفايت نمى كند زيرا چهـ در اين عالم بعضى خير وبعضى شر است وخالق خير را خير ضرور است وخالق شر را شر ضرور است لا بد دو صانع بايد خالق خير يزدان است وخالق شر اهرمن پس مؤمن از لفظ احد ازين شرك نجات يافت چهارم بت پرستان كه عبادت بتان را وسيله رواى حاجات دنيوي وديني خود اعتقاد ميكنند مؤمن بلفظ صمد ازين عقيده صاف شد وهمچنين گمراهان اهل كتاب از يهود كه حضرت عزير را فرزند ونصارى حضرت عيسى را فرزند خدا ميگويند پس مؤمن بلفظ لم يلد ولم يولد ازين عقيده پاك شد پنجم مجوسيان مى گويند كه اهرمن در قوت تأثيرات وايجاد همسر يزدان است وهميشه در جنود يزدان واهرمن منازعت مى باشد در بعضى وقت حكم يزدان جاري مى شود درر عالم خير ونيكى غالب مىيد ودر بعضى وقت لشكر اهرمن زور مى كند ودر عالم بدي وقبيح پيدا مى شود پس مؤمن بلفظ لم يكن له كفوا احد ازين عقيده خالص شد ولهذا اين سوره را اخلاص ناميدند پس تر دانستنى است كه تفصيل انواع شرك كه در عالم واقع است اين است كه فرقه دو صانع اعتقاد مى كنند يكى حكيمى كه مصدر خير ونيكوئيها است وآن را يزدان مى گويند وديگر سفيهى كه مصدر شر وبديها است وآن را اهرمن مى نامند واين جماعه را ثنويه مى گويند وبطلان مذهب ايشان هم بزبان ايشان ظاهر است زيرا كه آن صانع سفيه اگر پيدا كرده صانع حكيم است پس صادر شدن شر از حكيم لازم آمد واگر به خودى خود پيدا شده است پس واجب الوجود شد وواجب الوجود را كمال علم وكمال قدرت وكمال حكمت لازم است پس اين واجب الوجود جاهل وسفيه گرديد. وفرقه دوم كه خود را صابئين نامند گويند كه هرچند وجوب وجود وعلم وقدرت وحكمت خاص به خدا است ليكن او تعالى كارهاي اين عالم را به ستارهاى آسمانى وابسته گردانيده وتدبير خير وشر را به ايشان تفويض فرموده پس ما را بايد كه ارواح اين ستارها را بغايت تعظيم پيش آئيم تا كار روائي ما كنند ومذهب ايشان نيز بزبان ايشان باطل مى شود زيرا كه اگر خداى تعالى عبادت ما را مى داند پس اين عبادت كواكب لغو وبى حاصل شد زيرا كه تقربى كه ما را بسبب عبادت بجناب او تعالى حاصل شد مستغني خواهد كرد ما را از توسل بارواح اين كواكب واگر او تعالى عبادت ما را نمى داند پس در علم او قصور افتاد پس واجب الوجود نشد ونيز آن كواكب كه كار روائي ما ميكنند اگر به خودى خود ميكنند پس در قدرت برابر شدند وشرك در قدرت لازم آمد واگر بقدرت دادن خدا ميكنند پس چنانچهـ او تعالى آنها را وسائط كار روائي ما ساخته است همچنان داعيه فيض رسانى ما را در دلهاى آنها مىندازد وخواهد انداخت ونيز هرگاه عبادت آنها مثل عبادت خدا مى كنند پس آنها را برابر خدا كردند پس شركت در عبادت لازم آمد. وفرقه سيوم هنودند گويند كه روحانيات غيبيه كه مدبر امور عالم اند صورتهاى رنگارنگ دارند واز مايان در پرده وحجاب اند پس ما را مى بايد كه صورتهاى آن روحانيات را از اجسام خوش نمط مثل زر وسيم ساخته بتعظيم پيش آئيم كه تعظيم اين صورتها در حقيقت تعظيم آنها است تا اين روحانيات از ما راضي شوند

وكار روائيهاي ما كنند وابطال مذهب فرقه دوم عين ابطال مذهب اين فرقه است. وفرقه چهارپيرپرستانند كه گويند چون مرد بزرگى كه بسبب كمال رياضت ومجاهدت مستجاب الدعوات ومقبول الشفاعات شده ازين جهان مى گذرد در روح او قوتى عظيم ووسعتى بس فخيم بهم ميرسد هركه صورت او را برزخ سازد يا بر گور او سجود وتذلل كند يا در مكان عبادت او او را ياد كند يا به نام او نذر ونياز كند وامثال آن پس روح او بسبب كمال او بر ان مطلع مى شود ودر دنيا وآخرت در حق او شفاعت مى كند. وفرقه پنجم جماعه از عوام هنودند گويند كه حق تعالى در ذات خود منزه است از آنكه كسى او را عبادت تواند كرد زيرا چهـ او تعالى در عقل وذهن مايان نمىيد وبسبب تنزه او از جسم وتمكن بمكان تصور نمى تواند شد پس سبيل عبادت او همين است كه مخلوقى از مخلوقات او كه مقبول ومقرب او باشد آن را قبله توجه خود ساخته شود تا آنكه توجه ما به سوى آن قبله عين توجه به سوى خدا گردد ومخلوقى كه قابليت اين كار دارد خاص بيك جنس نيست بلكه هركه مقبول درگاه او باشد يا هركه بر امر عجيب واثر غريب مشتمل باشد قبله مى تواند شد مثل آب گنگ دريا ودرخت عظيم الشأن وامثال آنها واين اقوام ديگران را در عبادت با خدا برابر مى كنند. اما همسر كنندگان در غير عبادت پس بسياراند از آن جمله كسانى كه در ذكر ديگران را با خدا همسر مى كنند وديگران را مانند نام خدا ذكر ميكنند چنانچهـ پادشاهان را

ص: 1026

أكثر بمحلّ واحد كما في المضمرات، وهو قريب من المعنى اللغوي. وهي نوعان: الأولى شركة ملك أي شركة بسبب الملك وهي أن يملك اثنان فصاعدا عينا، وهي ضربان:

اختيارية بأن يشتريا عينا أو يستوليا عينا في دار الحرب أو يخلطا مالا أو غير ذلك. وجبرية بأن اختلط مالهما بحيث يتعذّر أو يتعسّر التمييز بينهما أو ورثا مالا أو غيره، وهذا باعتبار الغالب. فإنّ من الجبرية الشّركة في الحفظ كما إذا ذهب الريح بثوب في دار بينهما فإنهما شريكان في الحفظ، فلو بدّل لفظ عينا بأمر لكان أولى. والثانية شركة عقد أي بسبب العقد بأن يقول أحدهما شاركتك في كذا ويقبل الآخر، وهي أربعة أوجه: مفاوضة وهي أن يشترك اثنان بالمساواة مالا وتصرّفا ودينا وربحا، وعنان وهي أن يشترك اثنان ببعض المال أو مع التساوي في المال أو مع فضل مال أحدهما مع المساواة في الربح أو الاختلاف فيه، وهما مذكوران مفصلا في مقاميهما. وشركة الصنائع وتسمّى شركة المتحرّفة «1» وشركة التقبّل وشركة الأعمال وشركة الأبدان وشركة التضمّن أيضا كما في جامع الرموز، وهي أن يشترك صانعان كخياطين أو خياط وصبّاغ وأن يتقبّلا العمل بأجر بينهما بتساو أو بتفاوت. وشركة الوجوه وتسمّى شركة المفاليس أيضا وهي أن يشترك اثنان في نوع أو أكثر بلا مال ولا عمل ليشتريا بوجوههما ويبيعا نقدا أو نسيئة، ويكون الربح بينهما، سمّيت بها لما فيها من ابتذال الوجوه أي الوجاهة بين الناس وشهرتهما بحسب المعاملة، أو لما أنّهما إنما يشتريان بوجاهتهما إذ ليس لهما مال يشتريان بنقد، ولذا سمّيت بشركة المفاليس.

هكذا في مختصر الوقاية وشروحها. لكن في التقسيم نظرا لأنّه يوهم أنّ شركة الصنائع والوجوه مغايرتان للمفاوضة والعنان وليس كذلك فالأولى في التقسيم ما ذكره أبو جعفر الطحاوي وأبو الحسن الكرخي أنّ الشركة على ثلاثة أوجه شركة بالأموال وشركة بالأعمال المسمّاة بشركة الصنائع وشركة بالوجوه، وكلّ منها على وجهين مفاوضة وعنان، كذا في الدرر شرح الغرر.

- مالك الملك ومالك رقاب الامم وشهنشاه اعظم واحكم الحاكمين وامثال آنها گويند واز آن جمله اند كسانى كه نذر بغير خدا وذبح وقرباني به نيت تعظيم غير خدا ويا به نيت تقرب به سوى غير خدا ميكنند وايشان را دران امور با خدا همسر مى نمايند واز آن جمله اند كسانى كه در نام نهادن خود را بنده فلان وعبد فلان وغلام فلان مى گويند واين شرك در تسميه است چنانچهـ ترمذي در حديث وحاكم در تفسير قوله تعالى جَعَلا لَهُ شُرَكاءَ فَتَعالَى اللَّهُ عَمَّا يُشْرِكُونَ در سوره اعراف آورده كه چون فرزند در خانه حضرت هود عليه السلام نمى زيست پس ابليس بصورت بزرگى متمثل شد وگفت كه اين بار چون فرزندى نپيدا شود نامش عبد الحارث كن تا زنده ماند پس اين چنين كردند وزنده ماند واز آن جمله اند كسانى كه در دفع بلا ديگران را ميخوانند وهمچنين در تحصيل منافع به ديگران رجوع مى كنند وديگران را بالاستقلال عالم الغيوب وقادر مطلق مى دانند واين شرك در علم وقدرت است واز آن جمله اند كسانى كه نام ديگرى را با نام خدا در مقام عموم علم ويا شمول مشيت يا اطلاق ارادت برابر مى كنند چنانكه نسائي وابن ماجه روايت كرده اند كه شخصى آن حضرت عليه السلام را گفت كه ما شاء الله وشئت آن حضرت فرمود جعلتني لله ندّا بل ما شاء الله وحده ودرين جا بايد دانست كه چنانكه عبادت غير خدا شرك وكفر است اطاعت غير او تعالى نيز بالاستقلال كفر است ومعني اطاعت غير بالاستقلال آن است كه او را مبلغ احكام خدا ندانسته ربقه اطاعت او در گردن اندازد واتباع او را لازم شمارد وبا وجود ظهور مخالفت حكم او با حكم او تعالى دست از اتباع او بر ندارد واين هم نوعى است از اتخاذ انداد كه در آيت كريمه وارد است اتخذوا احبارهم ورهبانهم اربابا من دون الله والمسيح ابن مريم. وهمچنين است كه حكم حاكم وپادشاه را كه مخالف حكم خدا باشد آن را مثل حكم خدا حق دانند يا عدل شمارند ويا برابر حكم خدا واجب الاتباع دانند اين نيز مثل او است كه در آيت شريفه وارد است ومن لم يحكم بما انزل الله فاولئك هم الكافرون هكذا قال مولانا عبد العزيز الدهلوي في التفسير العزيزي في تفسير سورة الاخلاص وسورة البقرة وغيرها.

(1)

المحترمة (م).

ص: 1027

الشّرى:

[في الانكليزية] Urticaria

[ في الفرنسية] Urticaire

بالفتح والقصر ذكر الشيخ أنه بثور صغار مسطّحة مكربة حكّاكة. وقال السمرقندي إنه بثور صغار بعضها وكبار بعضها مسطّحة حكّاكة مكربة مائلة إلى حمرة مائية تحدث دفعة في أكثر الأمر، وقد يعرض أن تسيل منها رطوبة. وليس المراد «1» بالكبر ما لا يطلق عليه البشرة «2» حقيقة، بل المراد «3» كون بعض البثور أكبر من بعضها لا أنّها تكون متساوية، وحينئذ لا يكون بين الكلامين خلاف، حيث لم يتعرّض الشيخ لقيد الصغر والكبر وتعرض به «4» السمرقندي.

ويشتد كربها وغمّها. وسببها بخار دموي في الأكثر، وقد يكون بلغميا فيكون اشتداده ليلا أكثر. والشّري الدموي أكثر حدّة وحمرة من الشّري البلغمي. هكذا يستفاد من الأقسرائي وبحر الجواهر.

الشّريعة:

موسوعة كشاف اصطلاحات الفنون والعلوم ج 1 1028 الشريك: ..... ص: 1028

الشّريعة:

[في الانكليزية] Road ،way ،law ،religious law

[ في الفرنسية] Chemin ،loi ،loi divine

هي الايتمار بالتزام العبودية. وقيل هي الطريق في الدين، وحينئذ الشّرع والشّريعة مترادفان كذا في الجرجاني.

الشّريك:

[في الانكليزية] Partner ،associate

[ في الفرنسية] Partenaire ،associe

قد عرف معناه مما سبق، وهو عند أهل الرمل عبارة عن الشّكل المضروب فيه، ويجيء في لفظ الضرب.

الشّطح:

[في الانكليزية] Ecstasy ،illumination

[ في الفرنسية] Extase ،illumination

عبارة عن كلام غير متّزن بدون التفات أو مبالاة، كما هو حال بعض الناس في وقت غلبة الحال أو السّكر. فلا يقبل كلامهم ولا يردّ ولا يؤخذ منهم ولا يؤاخذون عليه، كقول ابن عربي:

أنا أصغر من ربي بسنتين، أو قول أبي يزيد البسطامي: سبحاني ما أعظم شأني. أو الحلاج القائل: أنا الحقّ. وأمّا علّة عدم قبول مثل هذا الكلام هو أنّ غير الأنبياء لا عصمة لهم، فربّما قالوا كلاما باطلا. وعلّة عدم الرّدّ هو كون هذا الكلام صادرا من رجال هم أهل معرفة، فلعلّ لهم معنى لم ينكشف للآخرين، فيكون الرّدّ ردّا للحق. فالأسلم إذن هو عدم القبول أو الرّد وذلك لاضطراب طرفي المسألة. كذا في مجمع السلوك «5» . وفي تعريفات الجرجاني الشّطح عبارة عن كلمة عليها رائحة رعونة ودعوى يصدر من أهل المعرفة باضطرار واضطراب، وهو من زلات المحقّقين، فإنّه دعوى حقّ يفصح بها العارف لكن من غير إذن إلهي انتهى.

الشّطر:

[في الانكليزية] Hemistich

[ في الفرنسية] Hemistiche

بالفتح وسكون الطاء المهملة عند أهل العروض نقص النصف من أجزاء الدائرة كذا في رسالة قطب الدين السرخسي. وفي عنوان الشرف المشطور ما ذهب شطره انتهى. أي هو دائرة ذهب نصفها. وإن شئت قلت: بيت ذهب نصفه أو بحر ذهب نصفه. ولذا يقال البيت مشطور

(1) المقصود (م، ع).

(2)

البثرة (م، ع).

(3)

المقصود (م، ع).

(4)

له (م).

(5)

عبارتست از كلام فراخ گفتن بىلتفات ومبالات چنانچهـ بعضى بندگان هنگام غلبه حال وسكر وغلبات گفته اند فلا قبول لها ولا رد لا يؤخذ ولا يؤاخذ چنانكه ابن عربي گويد انا اصغر من ربي بسنتين وبايزيد گويد سبحاني ما اعظم شاني ومنصور گويد انا الحق ووجه عدم قبول آنست كه غير انبياء معصوم كسى نيست شايد كه در باطل افتاده باشد ووجه عدم رد آنست كه از اهل معرفت صادر شده شايد كه باشد نظر او بر معني باشد كه ديگران از ان محجوب اند پس رد كردن اينجا رد حق باشد پس اسلم آنست كه لا قبول لها ولا رد لاضطراب الطرفين كذا في مجمع السلوك.

ص: 1028

والرجز مشطور. ولذا وقع في بعض الرسائل المشطور بيت ذهب نصفه، ومثّل له بقوله:

يا لائمي في الهوى لو ذقته لم تلم انتهى وهذا البيت من البسيط المشطور.

الشّظية:

[في الانكليزية] Arc

[ في الفرنسية] Arc

في علم الأسطرلاب هو الطرف الرقيق للعضادة، كما يجيء «1» .

الشّعاع:

[في الانكليزية] Ray

[ في الفرنسية] Rayon

بالضم وتخفيف العين المهملة هو ضوء الشمس كما في المنتخب. وقيل هو شيء مترقرق غير ضوء وسيجيء. وتحت الشّعاع عند المنجمين عبارة عن اختفاء كوكب بسبب نور الشمس.

ويختلف حدّ تحت الشعاع وذلك لأنّ كلّ كوكب يختلف عرضه ومنظره في كلّ شهر وكلّ برج وكلّ جهة. وقد قيل: إنّ حدّ تحت الشعاع لعطارد والزهرة اثنتا عشرة درجة، ولزحل والمشتري خمس عشرة درجة وللمريخ ثلاث عشرة درجة، وإن يكن في هذا المقدار من البعد لا يختفي تحت نور الشمس، ولكن إذا كان البعد أقلّ من نصف الجرم فهو محترق. وإذا كان أقلّ من نصف القطر فهو تصميم. وحدّ الاحتراق عند الجمهور ستّ درجات، وأمّا حدّ التصميم فهو ست عشرة دقيقة. كذا في كفاية التعليم «2» .

الشّعب:

[في الانكليزية] People ،population

[ في الفرنسية] Peuple ،population

اعلم أنّ كلّ جماعة كثيرة من الناس يرجعون إلى أب مشهور بأمر زائد فهو شعب، كعدنان «3» ، ودونه القبيلة وهو ما انقسمت فيها أنساب الشّعب كربيعة «4» ومضر «5» ، ثم العمارة وهي ما انقسمت فيها أنساب القبيلة كقريش «6» وكنانة «7» ، ثم البطن وهي ما انقسمت فيها

(1) در علم اسطرلاب طرف باريك عضاده را گويند.

(2)

وتحت الشعاع نزد منجمان عبارتست از بودن كوكب زير نور آفتاب مختفي. وحد تحت الشعاع مختلف مى شود هر كوكب را بسبب اختلاف عرض واختلاف منظر در هر شهر وهر برج وهر جهت ونيز گفته كه حد تحت الشعاع عطارد وزهره را دوازده درجه است وزحل ومشتري را پانزده درجه ومريخ را سيزده درجه اگرچهـ درين مقدار بعد پنهان نشوند زير نور آفتاب ولكن اگر بعد كم از نصف جرم باشد گويند محترق است واگر كم از نصف قطر باشد تصميم است. وحد احتراق نزد جمهور شش درجه است وحد تصميم شانزده دقيقه كذا في كفاية التعليم.

(3)

عدنان أحد من تقف عندهم أنساب العرب. ويتّفق المؤرخون على أنه من أبناء إسماعيل بن إبراهيم عليهما السلام. وإلى عدنان تنسب معظم قبائل الحجاز. ومنه انحدرت سائر البطون والأفخاذ.

الأعلام 4/ 218، الطبري 2/ 191، جمهرة الأنساب 8، طرفة الأصحاب 14.

(4)

هو ربيعة بن نزار بن معدّ بن عدنان جدّ جاهلي قديم، كان مسكن أبنائه بين اليمامة والبحرين والعراق، يقال له: ربيعة الفرس. من نسله: بنو أسد، عنزة، وائل، جديلة وغيرهم، وقد تفرعت عنهم بطون وأفخاذ. الأعلام 3/ 17، جمهرة الأنساب 438، اليعقوبي 1/ 212، اللباب 1/ 458.

(5)

هو مضر بن نزار بن معد بن عدنان. جدّ جاهلي، من سلسلة النسب النبوي، من أهل الحجاز. تفرعت منه قبائل وبطون كثيرة. وبنوه كانت لهم الغلبة والرئاسة بمكة والحرم. الأعلام 7/ 249، سبائك الذهب 18، جمهرة الأنساب 9، الطبري 2/ 189، الكامل لابن الأثير 2/ 10 معجم قبائل العرب 1107.

(6)

قريش بن بدر بن يخلد بن النضر بن كنانة، من عدنان. جدّ جاهلي من أهل مكة. واختلف في اسمه. ويطلق على بني النضر أو فهر بن مالك لقب قريش. وإليه تنسب قبيلة قريش المشهورة التي تفرعت إلى قبائل وبطون وأفخاذ كثيرة، وإليها ينتسب النبي محمد صلى الله عليه وسلم، وأخبارها مستفيضة في كتب التاريخ. الأعلام 5/ 195، الروض الأنف 1/ 70. طرفة الأصحاب 20، نهاية الأرب 321، تاريخ الخميس 1/ 152، جمهرة الأنساب 433، البداية والنهاية 2/ 200 وغيرها.

(7)

هو كنانة بن خزيمة بن مدركة، من مضر، من عدنان. جدّ جاهلي، من سلسلة النسب النبوي. كان يسكن مع ذريته مكة وجوارها. وتفرعت عنه بطون وأفخاذ كثيرة. الأعلام 5/ 234، الطبري 2/ 188، اليعقوبي 1/ 212، جمهرة الأنساب 434، الكامل لابن الأثير 2/ 10.

ص: 1029

أنساب العمارة كبني عبد مناف «1» وبني مخزوم «2» ، ثم الفخذ وهي ما انقسمت فيها أنساب البطن كبني هاشم «3» وبني أمية «4» ، ثم العشيرة وهي ما انقسمت فيها أنساب الفخذ كبني عباس «5» وبني أبي طالب «6» ، والحيّ يصدق على الكلّ لأنّه للجماعة المتنازلة بمربّع منهم، هكذا في كليات أبي البقاء.

الشّعر:

[في الانكليزية] Hair

[ في الفرنسية] Cheveu

وبالفارسية: موى. والشّعر الزائد شعر زائد يخالف المنابت الطبيعية بأن يكون منبته غير موضع الأشفار بل يكون قريبا مما يلي العين.

والشعر المنقلب شعر ينبت في الجفن عند موضع الأشفار ويكون رأسه منقلبا إلى داخل العين. والعروق الشّعرية عروق دقاق كالشّعر تنبت من محدب الكبد، كذا في بحر الجواهر.

الشّعر:

[في الانكليزية] Poetry

[ في الفرنسية] Poesie

بالكسر وسكون العين لغة الكلام الموزون المقفّى كما في المنتخب. وعند أهل العربية وهو الكلام الموزون المقفّى الذي قصد إلى وزنه وتقفيته قصدا أوليا. والمتكلم بهذا الكلام يسمّى شاعرا. فمن يقصد المعنى فيصدر عنه كلام موزون مقفّى «7» لا يكون شاعرا. ألا ترى أنّ قوله تعالى: لَنْ تَنالُوا الْبِرَّ حَتَّى تُنْفِقُوا مِمَّا تُحِبُّونَ «8» وقوله تعالى: الَّذِي أَنْقَضَ ظَهْرَكَ، وَرَفَعْنا لَكَ ذِكْرَكَ «9» فإنّه كلام موزون مقفّى لكن ليس بشعر، لأنّ الإتيان به موزونا ليس على سبيل القصد، يعني ليس مقصوده تعالى أن يكون هذا الكلام شعرا على حسب اصطلاح الشعراء. ولذا قال الله: وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ وَما يَنْبَغِي لَهُ إِنْ هُوَ إِلَّا ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ «10» ، فإن الشاعر يكون المعنى منه تابعا للفظ لأنّه يقصد

(1) من عشائر قريش المشهورة تنحدر من عبد مناف بن قصي بن كلاب من عدنان، من أجداد رسول الله صلى الله عليه وسلم. وانحدرت منها بنو المطلب وبنو هاشم وعبد شمس ونوفل وغيرهم. سكنوا مكة. الأعلام 4/ 166، طبقات ابن سعد 1/ 42، الطبري 2/ 181، اليعقوبي 1/ 199، ابن الأثير 2/ 7.

(2)

عشيرة قرشية مشهورة تنحدر من مخزوم بن يقظة بن مرة بن كعب بن لؤي بن غالب، من قريش. جدّ جاهلي. إليها ينتسب خالد بن الوليد وسعيد بن المسيب وكثيرون. كان فيها شجعان أقوياء. الأعلام 7/ 193، سبائك الذهب 63، التاج 5/ 267، جمهرة الأنساب 131، معجم قبائل العرب 1058.

(3)

أشهر فروع عبد مناف تنحدر من هاشم بن عبد مناف بن قصي بن كلاب بن مرة. أحد من انتهت إليهم السيادة في الجاهلية.

ومن بنيه النبي صلى الله عليه وسلم. كان كريما جوادا. وكان بين بني هاشم وبين بني أمية بعض الحسد في الجاهلية. الأعلام 8/ 66، طبقات ابن سعد 1/ 43، ابن الأثير 3/ 6، الطبري 2/ 179، اليعقوبي 1/ 201.

(4)

عشيرة قرشية تنحدر من أمية بن عبد شمس بن عبد مناف بن قصي، من قريش. ومنها انحدر الأمويون الذين حكموا في دمشق. سكنت القبيلة مكة، وكانت لهم قيادة الحرب في قريش. الأعلام 2/ 23، سبائك الذهب 68، سمط اللآلي 674، الأزرقي 1/ 66.

(5)

نسبة للعباس بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف. من أكابر قريش في الجاهلية والإسلام. وإليه ينتسب الخلفاء العباسيون. كانوا كرام الناس محسنين، كما كانت لهم سقاية الحج وعمارة المسجد الحرام. والعباس عم النبي صلى الله عليه وسلم وابنه عبد الله من أكابر الصحابة. الأعلام 3/ 262، نكت الهميان 175، صفة الصفوة 1/ 203، ابن عساكر 7/ 226، تاريخ الخميس 1/ 165، المرزباني 262.

(6)

هم خلاصة قريش تنحدر من عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم. وإليهم ينتسب الإمام علي وبنوه. سكنوا مكة. وكانت لهم مواقف كريمة خاصة أبو طالب عم النبي صلى الله عليه وسلم الذي حماه ودافع عنه. الأعلام 4/ 166، طبقات ابن سعد 1/ 75، ابن الأثير 2/ 34، تاريخ الخميس 1/ 299، الخزانة 1/ 261.

(7)

مقفى (- م).

(8)

آل عمران/ 92.

(9)

الانشراح/ 3 - 4.

(10)

يس/ 69.

ص: 1030

لفظا يصحّ به وزن الشّعر وقافيته، فيحتاج إلى التخيّل لمعنى يأتي به لأجل ذلك اللفظ، فإذا صدر منه كلام فيه متحرّكات وسكنات يكون شعرا لأنّه قصد منه الإتيان بألفاظ حروفها متحرّكة وساكنة كذلك، والمعنى يتبعه. والشارع قصد المعنى فجاء على ذلك الألفاظ فيكون اللفظ منه تبعا للمعنى. وعلى هذا ما صدر من النبي عليه السلام كلام كثير موزون مقفّى لا يكون شعرا لعدم قصده إلى اللفظ قصدا أوليا.

كما روي أنّ النبي صلى الله عليه وسلم حين أصيبت إصبعه بالقطع والجرح عند عمل من الأعمال دون الجهاد قال تحسرا وحزنا:

هل أنت إلّا إصبع دميت. وفي سبيل الله ما لقيت وهذا لا يسمّى شعرا لعدم القصد وقد مرّ في لفظ الرجز. ويؤيّد ما ذكرنا أنّك إذا تتبعت كلام الناس في الأسواق تجد فيه ما يكون موزونا واقعا في بحر من بحور الشعر ولا يسمّى المتكلّم به شاعرا ولا الكلام شعرا لعدم القصد إلى اللفظ أولا. وهاهنا لطيفة وهو أنّ النبي عليه السلام قال إنّ من الشعر لحكمة، يعني قد يقصد الشاعر اللفظ أولا فيوافقه معنى حكمي، كما أنّ الحكيم قد يقصد معنى فيوافقه وزن شعري، لكنّ الحكيم بسبب ذلك الوزن لا يصير شاعرا، والشاعر بسبب ذلك الذكر يصير حكيما، حيث سمّى النبي عليه السلام شعره حكمة، ونفي الله كون النبي شاعرا، وذلك لأنّ اللفظ قالب المعنى والمعنى قلب اللفظ وروحه، فإذا وجد القلب لا ينظر إلى القالب فيكون الحكيم الموزون كلامه حكيما ولا يخرجه عن الحكمة وزن كلامه، والشاعر الموعظي كلامه حكيما، هكذا ذكر الإمام الرازي في التفسير الكبير في سورة يس في تفسير قوله تعالى:

وَما عَلَّمْناهُ الشِّعْرَ «1» . وبالجملة فالشعر ما قصد وزنه أوّلا وبالذات ثم يتكلّم به مراعى جانب الوزن فيتبعه المعنى، فلا يرد ما يتوهّم من أنّ الله تعالى لا تخفى عليه خافية وفاعل بالاختيار، فالكلام الموزون الصادر عنه سبحانه معلوم له تعالى كونه موزونا، وصادر عن قصد واختيار فلا معنى لنفي كون وزنه مقصودا، لأنّ الكلام الموزون وإن صدر عنه تعالى عن قصد واختيار لكن لم يصدر عن قصد أوّلي، وهو المراد «2» هاهنا، فتأمّل كذا ذكر الچلپي في حاشية شرح المواقف.

فائدة:

لا بأس بالشعر إذا كان توحيدا أو حثّا على مكارم الأخلاق من جهاد وعبادة وحفظ فرج وغضّ بصر وصلة رحم وشبهه، أو مدحا للنبي عليه السلام والصالحين بما هو الحقّ.

وكان أبو بكر وعمر شاعرين، وكان عليّ أشعر الثلاثة. ولما نزل: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ «3» الآية جاء حسان وابن رواحة «4» وغيرهم إلى النبي صلى الله عليه وسلم وكان غالب شعرهم توحيدا وذكرا، فقالوا يا رسول الله: قد نزلت هذه الآية، والله يعلم إنّا شعراء. فقال عليه السلام «إنّ المؤمن يجاهد بسيفه ولسانه، وإنّ الذي ترمونهم به نضح النبل» «5» ونزل كذا ذكر أحمد والرازي في تفسيره. وفي البيضاوي أيضا مثله حيث قال: وَالشُّعَراءُ يَتَّبِعُهُمُ الْغاوُونَ، أَلَمْ

(1) يس/ 69.

(2)

المقصود (م، ع).

(3)

الشعراء/ 224.

(4)

هو عبد الله بن رواحه بن ثعلبة الأنصاري الخزرجي، أبو محمد. توفي عام 8 هـ/ 629 م. صحابي جليل، وقائد أمير، شاعر راجز. شاهد الفتوح وشارك في كثير منها واستشهد بمعركة مؤتة بالشام. الأعلام 4/ 86، تهذيب التهذيب 5/ 212، صفة الصفوة 1/ 191، حلية الأولياء 1/ 118، ابن عساكر 7/ 378، طبقات ابن سعد 3/ 79.

(5)

أحمد، المسند، 6/ 387.

ص: 1031

تَرَ أَنَّهُمْ فِي كُلِّ وادٍ يَهِيمُونَ «1» لأنّ أكثر مقدماتهم خيالات لا حقيقة لها وأغلب كلماتهم في النسيب بالحرم وذكر صفات النساء والغزل والهجاء وتمزيق الأعراض في القدح في الأنساب والوعد الكاذب والافتخار الباطل ومدح من لا يستحقّه والإطراء فيه. ثم قال قوله إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا «2» الآية استثناء للشّعراء المؤمنين الصالحين الذين يكثرون ذكر الله، ويكون أكثر أشعارهم في التوحيد والثّناء على الله والحثّ على طاعته. ولو قالوا هجوا أرادوا به الانتصار ممن هجاهم مكافحة هجاة المسلمين كعبد الله بن رواحة وحسان بن ثابت وكعب بن مالك «3» وكعب بن زهير «4» ، وكان عليه السلام يقول لحسان «قل وروح القدس معك» «5» انتهى.

التقسيم: ذكر في بعض الرسائل العربي:

اعلم أنّ أبا الحسن الأهوازي «6» ذكر في كتاب القوافي «7» أنّ الشعر عند العرب ينقسم أربعة أقسام. الأول القصيدة وهو الوافي الغير المجزوء لأنهم قصدوا به أتمّ ما يكون من ذلك الجنس. الثاني الرّمل وهو المجزوء رباعيا كان أو سداسيا لأنه أقصر عن الأول، فشبّه بالرمل في الطواف، وقد يسمّى هذا أيضا قصيدة، الثالث الرجز وهو ما كان على ثلاثة أجزاء كمشطور الرجز والسريع سمّي بذلك لتقارب أجزائه وقلّة حروفه تشبيها بالناقة التي في مشيها ضعف لداء يعتريها. الرابع الخفيف وهو المنهوك وأكثر ما جاء في ترقيص الصبيان واستقاء الماء من الآبار. وإنّما يدعى الرامل شاعرا إذا كان الغالب على شعره القصيدة أعني القسمين الأولين فإن كان الغالب عليه الرجز سمّي راجزا انتهى كلامه.

فائدة:

الأكثر على أنّ الشعر لا يكون أقل من بيت واحد وله مصراعان، كذا في عروض سيفي «8» . والشّعر عند المنطقيين هو القياس المركّب من مقدمات يحصل للنفس منها القبض والبسط ويسمّى قياسا شعريا، كما إذا قيل الخمر ياقوتية سادة سيّالة تنبسط [لها]«9» النفس.

ولو قيل العسل مرّة مهوعة تنقبض والغرض منه

(1) الشعراء/ 224 - 225.

(2)

الشعراء/ 227.

(3)

كعب بن مالك (- م، ع).

هو كعب بن مالك بن عمرو بن القين الأنصاري السلمي الخزرجي. توفي عام 50 هـ/ 670 م. صحابي، من أكابر الشعراء.

شهد الوقائع. وعمي آخر حياته. روى بعض الأحاديث وله ديوان شعر مطبوع.

الأعلام 5/ 228، الأغاني 15/ 29، نكت الهميان 231، حسن الصحابة 43، الخزانة 1/ 200.

(4)

هو كعب بن زهير بن أبي سلمى المازني، أبو المضرّب. توفي عام 26 هـ/ 645 م. من كبار الشعراء الجاهليين. هجا النبي في أول الدعوة ثم تاب وأسلم وقال قصيدته المشهورة باسم: بانت سعاد. وهو من عائلة كلها شعراء. له ديوان شعر مطبوع وله شروحات عليه. الأعلام 5/ 226، الخزانة 4/ 11، الشعر والشعراء 61، السيرة لابن هشام 3/ 23، عيون الأثر 2/ 208، جمهرة أشعار العرب 148.

(5)

أحمد، مسند 4/ 298، بلفظ:«اهج المشركين فإن روح القدس معك» .

(6)

هو الحسن بن علي بن إبراهيم بن يزداد الأهوازي، أبو علي، وليس أبا الحسن كما ذكر المؤلف. ولعلّه وهم في اسمه فكنّاه بأبي الحسن. ولد عام 362 هـ/ 972 م. وتوفي بدمشق عام 446 هـ/ 1055 م. اشتغل بالحديث لكنه مطعون الرواية.

مقرئ الشام في عصره. له تصانيف كثيرة. الأعلام 2/ 245، ميزان الاعتدال 1/ 237، لسان الميزان 2/ 237، غاية النهاية 1/ 221.

(7)

لم نعثر على ذكر لكتاب القوافي في المراجع التي بحوزتنا.

(8)

اكثر برانند كه شعر از يك بيت كمتر نباشد وبيت دو مصراع است كذا في عروض سيفي.

(9)

[لها](+ م).

ص: 1032

ترغيب النفس، وهذا معنى ما قيل هو قياس مؤلّف من المخيّلات، والمخيّلات «1» تسمّى قضايا شعرية. وصاحب القياس الشعري يسمّى شاعرا، كذا في شرح المطالع وحاشية السيّد على ايساغوجي.

الشّعور:

[في الانكليزية] Feeling ،sensation

[ في الفرنسية] Sentiment ،sensation

بضمتين هو إدراك الشيء من غير ثبات، وهذا عند الحكماء؛ وهو أوّل مراتب وصول النفس إلى المعنى. فإذا حصل الوقوف قيل لذلك تصوّر. فإذا بقي ذلك بحيث لو أراد استرجاعه أمكنه ذلك قيل حفظه، ولذلك الطّلب تذكّر، ولذلك الوجدان ذكر. والتّذكّر من خواصّ الإنسان كالذّكر. كذا في بحر الجواهر.

وفي الخفاجي حاشية البيضاوي في تفسير قوله تعالى: وَما يَخْدَعُونَ إِلَّا أَنْفُسَهُمْ وَما يَشْعُرُونَ «2» الآية، الشعور الإحساس أي الإدراك بالحسّ الظاهر، وقد يكون بمعنى العلم. وصرّح الراغب أنّه مشترك بينهما. وذهب بعضهم إلى أنّ أصله هذا، وذاك مجاز منه، صار لشهرته فيه حقيقة عرفية. والمشاعر الحواس، ولها معان أخر كمناسك الحج وشعائره انتهى. وقد مرّ في لفظ الذهن أنّ المشاعر هي القوى الدّراكة أي النفس وآلاتها، بل جميع القوى العالية والسافلة.

الشّعيبية:

[في الانكليزية] Al -Shouaibiyya (sect)

[ في الفرنسية] Al -Shouaibiyya (secte)

بالعين المهملة فرقة من الخوارج العجاردة أصحاب شعيب بن محمد «3» ، وهم كالميمونية في البدع إلّا في القدر كذا في شرح المواقف «4» .

الشّعيرة:

[في الانكليزية] Barley ،stye

[ في الفرنسية] Grain dorge ،orgelet

بالفتح جو، وقد يطلق على وزن ستة خرادل وسيأتي في لفظ المثقال. ويطلق أيضا على ورم مستطيل يظهر على طرف الجفن يشبه الشّعير في شكله كما في بحر الجواهر.

الشّغب:

[في الانكليزية] Sophism

[ في الفرنسية] Sophisme

بالغين المعجمة يجيء في لفظ المغالطة مع بيان القياس المشاغبي.

الشّغف:

[في الانكليزية] Love ،passion

[ في الفرنسية] Amour ،passion

بفتح الشين والغين المعجمة عند السالكين هو من مراتب المحبّة كما سيجيء. ويقول في الصحائف: الشّغف خمس درجات.

الأول: امتثال أمر المحبوب طوعا ورغبة.

الثاني: حفظ الباطن عن غير المحبوب.

وفي هذا المقام يحفظ أسراره إلّا عن المحبوب. قال عليه السلام: «استر ذهبك وذهابك ومذهبك» والمذهب: عبارة عن كمال الرجل في المحبة. والذهاب: السفر نحو الحبيب، ألا ترى أنّ الرسول صلى الله عليه وسلم أظهر علم الشريعة لكل أحد. بينما مذهب العشق لم يظهره إلّا لي فهو يقول:«استرني بسترك الجميل» .

الثالث: معاداة أعداء الحبيب. قال عليه السلام: «نعادي بعداوتك من خالفك من خلقك» .

(1) والمخيلات (- م).

(2)

البقرة/ 9.

(3)

هو شعيب بن محمد، رأس الفرقة الشعيبية من الخوارج العجاردة له أضاليل وأباطيل كثيرة.

الملل والنحل 131، التبصير 55، الفرق بين الفرق 95، مقالات الإسلاميين 1/ 165.

(4)

فرقة من العجاردة الخوارج أتباع رجل اسمه شعيب بن محمد، كانت في نزاع مع فرقة الميمونية بسبب القول حول مشيئة الله تعالى. لمزيد من التفصيل، أنظر: التبصير 55، الملل والنحل 131، الفرق بين الفرق 95، مقالات الإسلاميين 1/ 165.

ص: 1033

الرابع: محبة أحباب الحبيب. قال عليه السلام: «أسألك حبّك وحبّ من أحبك» .

الخامس: إخفاء الأحوال التي تقع بين العاشق ومعشوقه، وقيل: لولا الدّموع الفاضحة فكتمان الحال من منازل الرجال انتهى «1» .

الشّفاعة:

[في الانكليزية] Intercession ،mediation

[ في الفرنسية] Intercession ،mediation

بالفتح وتخفيف الفاء هي سؤال فعل الخير وترك الضّرر عن الغير لأجل الغير على سبيل التضرّع. قال النووي هي خمسة أقسام. أولها مختصّة بنبينا محمد صلى الله عليه وسلم وهي الإراحة من هول الموقف وطول الوقوف، وهي شفاعة عامّة تكون في المحشر حين تفزع الخلائق إليه عليه السلام. والثانية في إدخال قوم في الجنة بغير حساب. الثالثة الشفاعة لقوم استوجبوا النار.

والرابعة فيمن أدخل النار من المذنبين. الخامسة الشفاعة في زيادة الدرجات لأهل الجنّة في الجنّة كذا في الكرماني شرح صحيح البخاري في كتاب التيمم. معلوم أنّ الشفاعة تنقسم إلى عدة أنواع: وكلّ أنواع الشفاعة ثابتة للرسول صلى الله عليه وسلم، وبعضها خاصّ له وبعضها بالاشتراك.

وأوّل من يفتح له باب الشفاعة هو رسول الله صلى الله عليه وسلم، فعليه تكون جميع أنواع الشفاعات راجعة إليه، وهو صاحب الشفاعة على الاطلاق.

النوع الأول: الشفاعة العظمى وهي عامّة لجميع الخلائق، وهي خاصة لنبيّنا وليس لأيّ نبي آخر الجرأة أو حقّ التقدّم إليها، وتلك الشفاعة من هول الموقف في العرصات والتخفيف عن الخلائق بتعجيل الحساب والحكم، وتخليص الناس من محنة الموقف وشدائده.

والنوع الثاني: وهي تتعلّق بإدخال فريق من المؤمنين إلى الجنة بغير حساب؛ وثبوت هذا النوع لنبيّنا صلى الله عليه وسلم قد وردت به النصوص، وهو عند بعضهم خاصّ به وحده صلى الله عليه وسلم.

والنوع الثالث: وهي متعلّقة بأقوام تساوت حسناتهم وسيئاتهم فيدخلون الجنة بشفاعته صلى الله عليه وسلم.

والنوع الرابع: وهي تتعلّق بفئة من الناس يستحقّون دخول النار، ولكن بشفاعته صلى الله عليه وسلم لهم يدخلون الجنة.

والنوع الخامس: تتعلّق برفع درجات وزيادة كرامات.

والنوع السادس: تتعلّق بأناس دخلوا جهنّم، ثم يخرجون منها بالشفاعة وهي مشتركة بين سائر الأنبياء والملائكة والعلماء والشهداء.

والنوع السابع: ويتعلّق باستفتاح الجنة.

النوع الثامن: وتتعلّق بتخفيف العذاب عن أولئك الذين يستحقّون العذاب الدائم في النار.

النوع التاسع: وهي خاصة لأهل المدينة.

والنوع العاشر: وهي لزوّار قبره الشريف والمكثرين من الصلاة عليه صلى الله عليه وسلم «2» . في المشكاة في باب الحوض والشفاعة عن أنس أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال «يحبس المؤمنون يوم القيامة حتى يهمّوا

(1) در صحائف گويد شغف را پنج درجه است اوّل امتثال امر محبوب طوعا ورغبة دوم محافظت باطن از غير محبوب درين مقام اسرار خود از غير محبوب نگاهدارد قال عليه السلام أستر ذهبك وذهابك ومذهبك مذهب عبارتست از كمال مرد در محبت وذهاب مسافر تست سوي دوست نه بيني كه رسول صلى الله عليه وسلم مذهب شريعت بهر كس نمود ومذهب عشق جز بر من ظاهر نكرد ميگويد استرني بسرك الجميل سيوم معادات اعداى دوست قال عليه السلام «نعادي بعداوتك من خالفك من خلقك» چهارم محبت محبان محبوب قال عليه السلام «أسألك حبّك وحبّ من أحبك» پنجم اخفاي احوال كه ميان عاشق ومعشوق رود قيل لولا الدموع الفاضحة فكتمان الحال من منازل الرجال انتهى.

(2)

دانستنى است كه شفاعت بر چند نوع است وهمه انواع شفاعات ثابت است مر سيد المرسلين را صلى الله عليه وسلم بعضى بخصوص وى وبعضي بمشاركت واوّل كسي كه فتح باب شفاعت كند آن حضرت باشد پس در حقيقت شفاعات همه راجع بحضرت وى شود واوست صاحب شفاعات على الاطلاق نوع اوّل شفاعت عظمى است كه عام است مر تمام خلائق را مخصوص است به پيغمبر ما صلى الله عليه وسلم كه هيچ كس را از انبياء عليهم السلام مجال جرأت واقدام بر ان نباشد وآن براى اراحت وتخليص از طول

ص: 1034

بذلك، فيقولون: لو استشفعنا إلى ربّنا فيريحنا من مكاننا، فيأتون آدم فيقولون أنت آدم أبو الناس، خلقك الله بيده، وأسكنك جنته، وأسجد لك ملائكته، وعلّمك أسماء كلّ شيء، اشفع لنا عند ربك حتى يريحنا من مكاننا هذا.

فيقول: لست هناكم ويذكر خطيّته التي أصاب أكله من الشجرة وقد نهي، ولكن ائتوا نوحا أول نبي بعثه الله إلى الأرض. فيأتون نوحا فيقول: لست هناكم. ويذكر خطيّته التي أصاب سؤاله ربّه بغير علم، ولكن ائتوا إبراهيم خليل الرحمن. قال: فيأتون إبراهيم، فيقول: إني لست هناكم، ويذكر ثلاث كذبات كذبهنّ، ولكن ائتوا موسى عبدا أتاه الله تعالى التوراة وكلّمه وقرّبه نجيّا. قال: فيأتون موسى فيقول:

إني لست هناكم ويذكر خطيّته التي أصاب قتله النّفس، ولكن ائتوا عيسى عبد الله ورسوله وروح الله وكلمته. فيأتون عيسى فيقول: لست هناكم ولكن ائتوا محمدا عبدا غفر الله له ما تقدّم من ذنبه وما تأخّر، قال فيأتوني فأستأذن على ربّي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني. فيقول:

ارفع محمد، وقل تسمع واشفع تشفّع وسل تعطه. قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم اشفع فيحدّ لي حدّا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة. ثم أعود الثانية فأستأذن على ربّي في داره فيؤذن لي عليه، فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني، ثم يقول ارفع محمد «1» ، وقل تسمع واشفع تشفّع وسل تعطه. قال فأرفع رأسي فأثني على ربي بثناء وتحميد يعلمنيه، ثم أشفع فيحدّ لي حدا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة ثم أعود الثالثة فأستأذن ربي في داره فيؤذن لي عليه فإذا رأيته وقعت ساجدا فيدعني ما شاء الله أن يدعني ثم يقول ارفع محمد، وقل تسمع واشفع تشفّع وسل تعطه.

قال فأرفع رأسي فأثني على ربّي بثناء وتحميد يعلمنيه ثم أشفع فيحدّ لي حدّا فأخرج فأخرجهم من النار وأدخلهم الجنة حتى ما بقي في النار إلّا من قد حبسه القرآن، أي وجب عليه الخلود» «2». ثم تلا هذه الآية عَسى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقاماً مَحْمُوداً «3» وهذا المقام المحمود الذي وعده نبيكم متّفق عليه. وعن عبد الله بن عمر بن العاص «4» أنّ النبي صلى الله عليه وسلم تلا قول الله تعالى في إبراهيم: رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيراً مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ «5» . وقال عيسى إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ

وقوف در عرصات وتعجيل حساب وحكم كردگار تعالى وبرآوردن از ان شدت ومحنت دوم از براى درآوردن قومى در بهشت بغير حساب وثبوت آن نيز وارد شده براى پيغمبر ما ونزد بعضى مخصوص بحضرت اوست سيوم در اقوامى كه حسنات وسيئات ايشان برابر باشد وبامداد شفاعت او به بهشت درآيند چهارم قومى كه مستحق ومستوجب دوزخ شده باشند پس شفاعت كند وايشان را در بهشت در آورد پنجم براى رفع درجات وزيادات كرامات ششم در گناهكاران كه به دوزخ در آمده باشند وبشفاعت بر آيند واين شفاعت مشترك است ميان سائر انبياء وملائكه وعلماء وشهداء هفتم در استفتاح جنت هشتم در تخفيف عذاب از آنها كه مستحق عذاب مخلد شده باشند نهم براى اهل مدينه خاصة دهم براى زيارت كنندگان قبر شريف ومكثرين صلوات بر آن حضرت صلى الله عليه وسلم.

(1)

رأسك (م).

(2)

صحيح البخاري، كتاب التوحيد، باب قوله تعالى: وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ، ح 66، 9/ 334.

(3)

الأسراء/ 79.

(4)

هو عبد الله بن عمرو بن العاص، من قريش. ولد بمكة عام 7 ق. هـ/ 616 م، وتوفي عام 65 هـ/ 684 م. صحابي جليل، ناسك عابد. كان يكتب في الجاهلية ثم استأذن النبي بكتابة ما يحفظ عنه فأذن له. شهد الفتوح والمواقع وأضرّ بآخره، روى أحاديث كثيرة. الأعلام 4/ 111، طبقات ابن سعد 8/ 13، حلية الأولياء 1/ 283، صفة الصفوة 1/ 270، البدء والتاريخ 5/ 107.

(5)

إبراهيم/ 36.

ص: 1035

عِبادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ «1» فرفع يديه فقال: «اللهم أمتي أمتي وبكى. فقال الله تعالى يا جبرئيل اذهب إلى محمد وربّك أعلم فسله ما يبكيه. فأتاه جبرئيل فسأله فأخبر رسول الله صلى الله عليه وسلم بما قال. فقال الله لجبرئيل: اذهب إلى محمد فقل إنّا سنرضيك في أمتك ولا نسوؤك» «2» رواه مسلم. وجاء في الروايات: أنّ النبي صلى الله عليه وسلم قال: لا أرضى أبدا إلّا إذا عفي عن أمتي فردا فردا «3» . هكذا في شرح الشيخ عبد الحق الدهلوي على المشكاة في باب الحوض والشفاعة.

الشّفّاف:

[في الانكليزية] Transparent

[ في الفرنسية] Transparent

بالفتح وتشديد الفاء هو ما لا لون له ولا ضوء كالهواء كذا قال السيد السند في حواشي شرح التجريد. وفسّره الشيخ في الشّفاء بما لا يمنع الشّعاع عن النفوذ. ولغة الصّحاح تساعده شفّ عليه ثوبه يشفّ شفوفا وشفيفا أي رقّ حتى يرى ما خلفه. وثوب شفوف وشفّ أي رقيق، كذا في بعض حواشي شرح هداية الحكمة.

الشّفة:

[في الانكليزية] Beverage ،right to water

[ في الفرنسية] Breuvage ،droit a leau

بفتح الشين والفاء في الأصل شفو فأبدل اللام بالتاء تخفيفا. شريعة شرب بني آدم والبهائم والشّرب بالضم أو الفتح مصدر من حدّ علم أي استعمالهم الماء لدفع العطش أو الطبخ أو الوضوء أو الغسل أو غسل الثياب ونحوها.

يقال هم أهل الشّفة أي الذين لهم حقّ الشّرب بشفائهم، وأن يشفوا دوابّهم. فالزرع والشجر ليسا من أهل الشّفة كما في المبسوط. والبهيمة ما لا نطق له لكن خصّ التعارف بما عدا السّباع والطير كما في المضمرات، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي.

الشّفتان:

[في الانكليزية] Labial

[ في الفرنسية] Labial

هو من تتّصل شفتاه أثناء كلامه أو قراءته.

وثمة حرفان شفويان هما الباء والميم، كما يقول الشاعر أمير خسرو الدهلوي في ما ترجمته.

شعر (حبيبنا) القمري الطيّب الرائحة بدونه أنا شعرة، وشعره لنا أفضل نحن والحبيب معنا أفضل نحن والقمر وشعر القمر معنا أفضل وأمّا واسع الشفتين فهو حينما يقرأ لا تتّصل شفتاه معا كما في الرّباعي التالي وترجمته.

يا عين، إنّ رؤية وجه الحبيب الفتان خطر ويا قلب إنّ سحب هذا السلك خطر فانتبه واحذر من أن تذوق كأس العشق حذار يا قلب، فتذوّق السّمّ خطر كذا في مجمع الصنائع وشرحه «4» .

(1) المائدة/ 118.

(2)

صحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب دعاء النبي لأمته وبكائه شفقة عليهم، ح (346)، ج 1، ص 191.

(3)

ودر روايات آمده است كه آن حضرت گفت كه من هرگز راضي نشوم تا يك يك از امتان من بمن نه بخشند.

(4)

هر دو لب شفة واحد ولام كلمه او حرف ها است كذا في القاموس. وبيت الشفتين وواصل الشفتين آنكه در هر كلمه او وقت خواندنش لب بلب بهم رسد وآن دو حرف است با وميم چنانچهـ امير خسرو ميفرمايد رباعي.

موئى مه ما به بوى ما بويا به بىو مويم وموئى ويم ما را به مائيم ومهى وآن مه با ما به ما با مه وموى مه ما با ما به وواسع الشفتين آنست كه در خواندنش لب بلب نمى رسد چنانچهـ درين رباعي است: رباعي.

اي ديده رخ نگار ديدن خطر است اي دل سر اين رشته كشيدن خطر است هان تا نچشى ز ساغر عشق دگر ز نهار دلا زهر چشيدن خطر است كذا في مجمع الصنائع وشرحه.

ص: 1036

شفط نام:

[في الانكليزية] Shifat (February in Hebrew calender)

[ في الفرنسية] Chifat (Fevrier dans le calendrier Juif)

اسم شهر في التقويم اليهودي «1» .

الشّفعة:

[في الانكليزية] Pre -emption ،priority

[ في الفرنسية] Preemption ،priorite

بالضم وسكون الفاء من الشّفع تقول شفعت الشيء بكذا إذا جعلته شفعا أي زوجا.

وقيل من الشّفاعة. وشرعا تملّك العقار على مشتريه جبرا بمثل ثمنه. فالعقار احتراز عن المنقول كالشجر والبناء فإنه منقول لم تجب الشفعة فيه إلّا بتبعية العقار كالدار والكرم والرّحى وغيرها. والمتبادر أن يتملّك ملكا طيبا فخرج الخبث، كما إذا اشترى غير الشفيع بالإكراه فإنّه تصرّف فاسد. ويشترط الصّحة للشفعة. وقوله على مشتريه أي المتجدّد الملك ظرف جبرا. وقوله بمثل ثمنه احترز به عمّا يملكه بلا عوض كما بالهبة والإرث والصدقة أو بعوض غير ثمن كالمهر والإجارة والخلع والصّلح عن دم عمد فإنّه لا شفعة في شيء منها، ودخل فيه ما وهب بعوض فإنّه شراء ابتداء وانتهاء. وقيد جبرا بناء على الأغلب فإنّ المشتري لا يرضى في الأكثر بتملّك الشفيع.

وقولنا بمثل ثمنه أي بمثل ثمن العقار المشترى به في المثلية والقيمية وما لزم بالحطّ والبناء ونحوهما فعارض، واحترز به عما إذا أخذه بأكثر أو أقلّ فإنّه بالشراء لا بالشّفعة. وبهذا اندفع ما قيل إنّه لا يشتمل «2» ما إذا كان الثمن غير مثلي وما إذا صنع المشتري المشفوعة بأشياء كثيرة فإنّ الشفيع إن أخذها فلا يأخذها بالثّمن بل بما زاد الصنع فيها وإلّا يتركها، هكذا في جامع الرموز. ثم اعلم أنّ الشّفعة على ثلاثة مراتب، الأولى كون الشفيع شريكا في عين المبيع. والثانية كون الشّفيع شريكا في حقوق المبيع كالشرب والطريق، ويسمّى هذا الشفيع خليطا. والثالثة كون الشّفيع ملاصقا ملكه بالمبيع ويسمّى هذا الشفيع جارا، فيراعى الترتيب فيها فيقدّم الشّريك على الخليط والخليط على الجار. فإن سلّم الشريك وجبت للخليط وإن سلّم الخليط ثبتت للجار هكذا في الهداية وغيرها.

الشّق:

[في الانكليزية] Fissure ،crack ،rift ،tear

[ في الفرنسية] Fissure ،faille ،dechirure

بالفتح عند الأطباء هو تفرّق اتصال في طول العصب كذا في شرح القانونچهـ.

الشّقيقة:

[في الانكليزية] Headache ،migraine

[ في الفرنسية] Migraine ،cephalalgie

كالسفينة مشتقّ من الشّق وهي عند الأطباء قسم من الصّداع وهو الوجع في أحد جانبي الرأس. وفي الصّحاح هي وجع يأخذ نصف الرأس والوجه. وقال النفيس قد تكون الشّقيقة عامة تعمّ جميع الرأس. والفرق بينها وبين البيضة أنّه إذا انضغطت الشرايين ومنعت من الضربان قلّ تصاعد الفضول، إذ الأبخرة منها تتصاعد إلى الدماغ بخلاف البيضة كذا في بحر الجواهر. وفي المؤجز هي كالبيضة إلّا أنّها تختصّ شقا من الرأس، وتدبيرها تدبيرها انتهى.

قال الأقسرائي هذا الكلام يدلّ على اشتراط الشروط المذكورة في البيضة في الشّقيقة أيضا لكن المشهور عدم اشترطها.

الشّكّ:

[في الانكليزية] Doubt

[ في الفرنسية] Doute

بالفتح وتشديد الكاف هو تجويز أمرين لا مزية لأحدهما على الآخر. وقيل اعتدال

(1) شفط نام: ماهيست در تاريخ يهود.

(2)

يشمل (م، ع).

ص: 1037

النقيضين عند الإنسان وتساويهما، وذلك قد يكون لوجود أمارتين متساويتين عنده بالنقيضين «1» أو لعدم الإمارة فيهما والشّكّ ضرب من الجهل وأخصّ منه لأنّ الجهل قد يكون عدم العلم بالنقيضين رأسا. فكلّ شكّ جهل ولا عكس. والشّك كما يطلق على ما لا يترجّح أحد طرفيه على الآخر كذلك يطلق على مطلق التردّد كقوله تعالى: لَفِي شَكٍّ مِنْهُ «2» وعلى ما يقابل العلم. قال الجويني الشّكّ ما استوى فيه اعتقادان أو لم يستويا، ولكن لم ينته أحدهما إلى درجة الظهور الذي يبني عليه العاقل الأمور المعتبرة، والرّيب ما لم يبلغ درجة اليقين وإن ظهر نوع ظهور. ويقال شكّ مريب ولا يقال ريب مشكّك. والشّكّ سبب الرّيب كأنّه شكّ أولا فيوقعه الشّكّ في الرّيب.

فالشّك مبدأ الرّيب، كما أنّ العلم مبدأ اليقين.

والريب قد يجيء بمعنى القلق والاضطراب.

وفي الحديث «دع ما يريبك إلى ما لا يريبك» «3» هكذا في كليات أبي البقاء ويجيء في لفظ الظّنّ أيضا.

الشّكر:

[في الانكليزية] Thanking ،gratefulness ،praise

[ في الفرنسية] Remerciement ،reconnaissance ،louange

بالضم وسكون الكاف لغة هو الحمد.

عرفا وهو فعل يشعر بتعظيم المنعم بسبب كونه منعما. وذلك الفعل إمّا فعل القلب أعني الاعتقاد باتّصافه بصفات الكمال والجلال، أو فعل اللسان أعني ذكر ما يدلّ عليه، أو فعل الجوارح وهو الإتيان بأفعال دالّة على ذلك، وهذا شكر العبد لله تعالى. وشكر الله للعبد أن يثني على العبد بقبول طاعته وينعم عليه بمقابله ويكرمه بين عباده، هكذا في تعريفات الجرجاني. والشكر عرفا صرف العبد جميع ما أنعم الله عليه من السّمع والبصر وغيرهما إلى ما خلق له وأعطاه لأجله، كصرفه النّظر إلى مطالعة مصنوعاته والسّمع إلى ما «4» تلقى ما ينبئ عن مرضياته والاجتناب عن منهياته. وفي الصحائف ورد في الصفحة الثامنة عشرة: إنّ شكر أهل الكمال يكون أكثر في حال المصائب والبلايا، فهم راضون بالهموم والغموم. ومن هنا ثمّة أقوام ليس عندهم خبر عن الغم أو السّرور، فهم برءاء من الغمّ والفرح والمحنة والراحة، انتهى «5» .

ثم الفرق بين الشّكر والحمد اللغويين أنّ الحمد أعمّ منه باعتبار المتعلّق، فإنّ متعلّقه النعمة وغيرها، ومتعلّق الشكر النعمة فقط؛ والشّكر أعمّ من الحمد باعتبار المورد، فإنّ مورد الشكر اللسان والجنان والأركان، ومورد الحمد هو اللسان فقط، فكان بينهما عموم وخصوص من وجه؛ وكذا الحال بين الشّكر والمدح سواء كان المدح أعمّ من الحمد أو مرادفا له، وكذا الحال بين الحمد اللغوي وبين الحمد العرفي، وكذا الحال بين الشّكر العرفي والحمد اللغوي؛ والشكر اللغوي والحمد العرفي مترادفان كما عرفت. هكذا يستفاد من شرح المطالع وحواشيه. وأمّا الفرق بين الشّكر اللغوي والعرفي فأقول إنّ الشّكر اللغوي أعمّ من العرفي لأنّ صرف العبد جميع ما أنعم الله الخ يصدق عليه أنّه فعل يشعر بتعظيم المنعم

(1) في النقيض (م).

(2)

النساء/ 157. هود/ 110، فصلت/ 45.

(3)

ورد سابقا.

(4)

ما (- م).

(5)

ودر صحائف در صحيفه هـژدهم مىرد شكر اهل كمال بيشتر در مصائب وبلايا بود از هموم وغموم كه راضي باشند از اينجا قومي باشند كه خبر از غم وشادي ندارند غم وشادي ومحنت وراحت آزاداند انتهى.

ص: 1038

بسبب الإنعام ولا ينعكس كما لا يخفى، لأنّ اللغوي كما يكون لله تعالى كذلك يكون لغيره.

قال عليه السلام: «من لم يشكر الناس لم يشكر الله» «1» بخلاف العرفي فإنّه مختصّ بالله تعالى.

وكذا الحال بين الحمد العرفي والشّكر العرفي كما لا يخفى.

الشّكل:

[في الانكليزية] Form ،figure ،aspect

[ في الفرنسية] Fonne ،figure ،aspect

بالفتح وسكون الكاف بالفارسية: مانند، أي مثل. وورد أيضا بكسر الشين وهو كلّ ما يعدّ لائقا وجديرا وموافقا لشخص ما. وصورة شيء. ويجمع على أشكال وشكول ما تقيّد به قوائم الدواب كالحبال، وحركات الإعراب التي يزول بها الإشكال. كذا في المنتخب. «2» وعند الصّوفية هو وجود الحقّ كما في بعض الرسائل.

وعند أهل العروض هو اجتماع الخبن والكفّ كحذف الألف والنون من فاعلاتن فيبقى فعلات بالضمّ، والركن الذي فيه الشّكل يسمّى مشكورا. ووجه التسمية هو أنّه لمّا كانت الألف والنون قد حذفت من كلا طرفي فاعلاتن. فلم يبق فيها مدّ الصوت السابق كما أنّ الفرس بعد تقييد قدميه لا يبقى له ذلك السّير الذي كان له.

هكذا في عروض سيفي وعنوان الشرف. «3» وعند الحكماء والمهندسين هو الهيئة الحاصلة من إحاطة الحدّ الواحد أو الحدود بالمقدار، أي الجسم التعليمي أو السّطح، فالأول كشكل الكرة فإنّها ليس لها إلّا حدّ واحد، والثاني كشكل المثلث. والمراد بالإحاطة التّامة فخرجت الزاوية فإنّها على الأصح هيئة للمقدار من جهة أنّه محاط بحدّ واحد أو أكثر إحاطة غير تامة.

فإذا فرضنا سطحا مستويا محاطا بثلاثة خطوط مستقيمة فإذا اعتبر كونه محاطا بها فالهيئة العارضة له هي الشكل. وإذا اعتبر منها خطّان متلاقيان على نقطة منه كانت الهيئة هي الزاوية، هذا هو المشهور. ويلزم منه أن لا يكون لمحيط الكرة شكل. توضيحه أنّهم صرّحوا بأنّ حدّ الخطّ أي نهايته نقطة، وحدّ السطح خطّ، وحدّ الجسم سطح. ولا شك أنّ محيط المضلّعات حدود وهي الخطوط بالفعل بخلاف محيط الكرة وأمثالها، كالشكل البيضي فإنّها سطح واحد وليس لها حدّ، إذ ليس لها خطّ بالفعل. والخط المفروض لا يجدي ثبوت الحدّ بالفعل فلا يكون لها شكل لعدم صدق تعريفه عليها.

فالأنسب أن يقال الشكل هو الهيئة الحاصلة للمقدار من جهة الإحاطة سواء كانت إحاطة المقدار به أو إحاطته بالمقدار ليشتمل ذلك محيط الكرة وأمثالها.

وهو قسمان: مسطّح إن كان ما أحاط به خطّ واحد كالدائرة أو أكثر كالمثلث. ومجسّم إن كان محيطه سطحا واحدا كالكرة أو أكثر كالمكعّب. وقد يطلق الشّكل بمعنى المشكل.

ولهذا عرف اقليدس بأنّه ما أحاط به حدّ أو حدود. ويؤيّد ما ذكر ما في شرح حكمة العين من أن الشّكل مفسّر بتفسيرين: أحدهما ما يحيط به حدّ أو حدود كالمربّع والمثلّث، وهو الشّكل الذي يستعمله المهندسون الذين يقولون إنّه مساو لشكل آخر أو نصفه أو ثلثه، ويعنون بذلك مقدارا مشكلا، وهو بهذا المعنى من مقولة الكمّ، فإنّ ما أحاط به سطح أو جسم.

وثانيهما الهيئة الحاصلة من وجود الحدّ أو

(1) سنن الترمذي، كتاب البر والصلة، باب ما جاء في الشكر لمن أحسن إليك، ح (1955)، 4/ 339.

(2)

بالفتح وسكون الكاف مانند وبكسر شين نيز آمده وآنچهـ لائق وشايسته وموافق كسى باشد وصورت چيزى اشكال وشكول جمع. وپاي چارپابر سن بستن وحرف را اعراب دادن چنانچهـ إشكال بدان برطرف شود كذا في المنتخب.

(3)

ووجه تسميه آنكه چون الف ونون از دو طرف فاعلاتن افتاد آن مد صوت كه پيش ازين بود درو نماند همچنان كه اسپ را بعد از شكيل كردن آن رفتار كه دارد نمى ماند هكذا في عروض سيفي وعنوان الشرف.

ص: 1039

الحدود كالتربيع والتثليث ونحوهما، وهو بهذا المعنى من مقولة الكيف انتهى.

فائدة:

قال الحكماء كل جسم له شكل طبيعي والجسم البسيط بمعنى ما لا يتركّب حقيقة من أجسام مختلفة الحقائق ليس له شكل إلّا الكرة.

ومعنى الشكل الطبيعي على قياس ما عرفت في لفظ الحيّز مع اضطراب كلام القوم فيه، هكذا ذكر العلمي. وعند المنطقيين هو وضع الأوسط عند الحدّين الآخرين أي الأصغر والأكبر. وهذا يستعمله الأصوليون أيضا والوضع هاهنا بمعنى المقولة. ولذا قال المحقّق التفتازاني في حاشية العضدي: الشّكل هو الهيئة الحاصلة من نسبة الأوسط إلى الأصغر والأكبر انتهى.

ثم الأشكال أربعة لأنّ الأوسط «1» إن كان محمولا في الصغرى موضوعا في الكبرى فهو الشّكل الأول كقول النبي صلى الله عليه وسلم: «كلّ بدعة ضلالة، وكلّ ضلالة في النار» ، ونتيجته كلّ بدعة في النار. وشرط إنتاجه إيجاب الصغرى وكلّية الكبرى وهو يختصّ بأنه ينتج الموجبة الكلّية وباقي الأشكال لا ينتج الموجبة الكلية بل إمّا موجبة جزئية أو سالبة، وإن كان محمولا فيهما أي في الصغرى والكبرى فهو الشّكل الثاني كقول البعض: كلّ غائب مجهول الصفة، وكلّ ما يصحّ بيعه ليس بمجهول. ونتيجته كلّ غائب لا يصحّ بيعه. وشرط إنتاجه اختلاف مقدمتيه في الإيجاب والسّلب وكلّية كبراه، ومن خواصّه أنّه لا ينتج إلّا سالبة. وإن كان موضوعا فيهما فهو الشّكل الثالث كقول البعض كل برّ مقتات، وكلّ بر ربوي. ونتيجته بعض المقتات ربوي. وشرط إنتاجه أن تكون صغراه موجبة وأن تكون إحدى مقدمتيه كلّية. ومن خواصّه أنّ نتيجته لا تكون إلّا جزئية. وإن كان عكس الأول بأن يكون موضوعا في الصغرى محمولا في الكبرى فهو الشّكل الرابع، وسمّاه البعض بالسّياق البعيد أيضا كما في شرح إشراق الحكمة كقولنا: كلّ عبادة لا تستغني عن النيّة وكلّ وضوء عبادة. ونتيجته بعض مستغن عن النية ليس بوضوء هكذا في العضدي.

وفي شرح المطالع هذا مختصّ بالقياس الحملي. ومن الواجب أن يعتبر بحيث يعمّه وغيره. فقال: الوسط إن كان محكوما به في الصغرى محكوما عليه في الكبرى فهو الشّكل الأول، وهكذا إلى آخر التقسيم انتهى. وقد يطلق الشّكل على نفس القياس باعتبار اشتماله على الهيئة المذكورة، صرّح بذلك نصير الدين في حاشية القطبي والصادق الحلوائي في حاشية الطيبي. وعند أهل الرمل هو هيئة ذات أربع مراتب حاصلة من اجتماع الأفراد والأزواج أو من اجتماع إحداهما مثل وو المرتبة الأولى من هذه المراتب هي النار والثانية الريح.

والثالثة الماء. والرابعة التراب. وتنحصر هذه الأشكال في ستة عشر شكلا، أحدها: الطريق الذي يدعى أبا بالرمل. والثاني: الجماعة وهو يحصل بمضاعفة نقاط الطريق، ويقال له: أمّ الرمل. وبقية الأشكال من المسدودات والمفتوحات والنبائر التي يقال لها متولّدات، كما سيجيء في لفظ مسدود.

وأعلم أنّ كلّ شكل مرتبته النارية والترابية فردية فإنّه يدعى المنقلب مثل وكلّ شكل مرتبته النارية والترابية شفعا فإنّه يدعى الثابت مثل وكلّ شكل مرتبته النارية فردية والترابية شفعا، فإنّه يقال له: الخارج مثل. وإذا كان عكس ذلك فهو المسمّى بالداخل مثل ويقولون أيضا:

(1) الوسط (ع).

ص: 1040

النار خارجة والريح داخلة والماء منقلب والتراب ثابت. ويقولون أيضا: إذا كانت النار في رتبة الريح أو الريح في رتبة النار فهما يعدان من قبيل المنقلب والخارج. وأمّا إذا كانت النار في رتبة الماء أو الماء في رتبة النار فإنّها تسمّى داخلة، وكذلك النار في رتبة التراب أو التراب في رتبة النار فإنّها تسمّى الثابت. والريح في رتبة الماء أو الماء في رتبة الرّيح فيسمّيان ثابتا وداخلا.

والريح في رتبة التراب أو التراب في رتبة الهواء فيسمّى منقلبا. وكلّ ما ذكر من داخلي وخارجي وثابت ومنقلب فهو في النقاط. هكذا في السرخاب. «1» .

الشّكل الحماري:

[في الانكليزية] Scalene triangle

[ في الفرنسية] Triangle Scalene

عند المهندسين هو أنّ كلّ ضلعي مثلّث فهما معا أطول من ثالث، سمّي به لظهوره.

شكل العروس:

[في الانكليزية] Right triangle

[ في الفرنسية] Triangle droit

عندهم هو: أنّ كلّ مثلث قائم الزاوية، فإنّ مربع وتر زاويته القائمة يساوي مربعي ضلعيها وإنّما سمّي به لحسنه وجماله.

الشّكل المأموني:

[في الانكليزية] Isosceles triangle

[ في الفرنسية] Triangle isocele

هو أنّ الزاويتين اللتين على قاعدة المثلّث المتساوي الساقين متساويتان، وكذا الزاويتان الحادثتان تحت القاعدة إن أخرج الساقان.

وجميع هذه الأشكال مذكورة في أشكال التأسيس وغيره. والظاهر أنّ الشّكل على هذا عبارة عن مسئلة مدلّلة من المسائل الهندسية، ويؤيّده ما وقع في شرح أشكال التأسيس من أنّ المذكور في المتن إمّا أن يكون مقصودا بالذات وهو الأشكال أو يكون المقصود متوقّفا عليه وهو المقدّمة المذكورة في المتن، نسب إلى المأمون وهو أحد الخلفاء العباسية لأنه زاد ذلك الشّكل على أكمام بعض الملبوسات لما كان يعجبه.

الشّكل المغني:

[في الانكليزية] Right spherical triangle

[ في الفرنسية] Triangle spheriqua droit

بالغين المعجمة بعدها نون عندهم هو كلّ مثلّث من قسي دوائر عظام تكون فيه زاوية قائمة وأخرى أصغر من قائمة، فإنّ نسبة جيب وتر القائمة إلى جيب وتر الزاوية الأصغر كنسبة الجيب الأعظم إلى جيب الزاوية الأول.

الشّكور:

[في الانكليزية] Grateful even in calamity

[ في الفرنسية] Reconnaissant meme en malheur

من يرى عجزه عن الشّكر. وقيل هو الباذل وسعه في أداء الشّكر بقلبه ولسانه وجوارحه اعتقادا واعترافا وعملا. وقيل الشّاكر من يشكر على الرخاء والشّكور من يشكر على البلاء. وقيل الشّاكر من يشكر على العطاء والشكور من يشكر على المنع كذا الجرجاني.

(1) ومرتبه اوّل ازين مراتب آتش است ودوم باد وسيم آب وچهارم خاك واين اشكال منحصرند در شانزده يكى از آنها طريق است كه ابو الرمل خوانند ودوم جماعت كه بتضعيف نقاط طريق حاصل مى شود واو را أم الرمل گويند وباقي اشكال از مسدودات ومفتوحات ونبائر را متولدات گويند چنانكه در لفظ مسدود گذشت. فصل دال مهمله از باب سين مهمله.

بدان كه هر شكلى كه مرتبه آتش وخاك او هر دو فرد باشند آن را منقلب خوانند مثل وهر شكلى كه مرتبه آتش وخاك او هر دو زوج باشند آن را ثابت خوانند چون وهر شكلى كه مرتبه آتش او فرد باشد وخاك او زوج آن را خارج گويند چون. واگر بعكس اين باشد آن را داخل گويند چون ونيز مى گويند آتش خارج وباد داخل وآب منقلب وخاك ثابت ونيز گويند اگر آتش در خانه باد بود يا باد در خانه آتش منقلب وخارج دانند واگر آتش در خانه آب يا آب در خانه آتش داخل نامند وآتش در خانه خاك يا خاك در خانه آتش ثابت نامند وباد در خانه آب يا آب در خانه باد ثابت وداخل نامند وباد در خانه خاك يا خاك در خانه باد منقلب نامند واينكه مذكور شد از داخلي وخارجي وثابتى ومنقلبي در نقاط است هكذا في السرخاب.

ص: 1041

الشّلجمي:

[في الانكليزية] Lenticular

[ في الفرنسية] Lenticulaire

عند المهندسين هو شكل مسطّح يحيط به قوسان متساويتان مختلفتا التحدّب، كلّ منهما أعظم من نصف الدائرة، ويسمّى عدسيا أيضا.

سمّي بذلك تشبيها له بالشلجم وهو معرب شلغم- جذر نباتي يعرف باللفت- وتشبيها له بالعدس. والشبيه بالشلجمي شكل يحيط به قوسان غير متساويتين مختلفتا التحدّب إحداهما نصف الدائرة والأخرى أعظم منه. والجسم الشلجمي والعدسي جسم يحدث من إدارة المسطّح العدسي على قطره الأصغر نصف دورة، فإنّ للشلجمي قطرين أحدهما الخطّ الواصل بين زاويتيه وهو القطر الأطول، وثانيهما الخطّ المنصّف للقوسين العمود على القطر الأطول وهو القطر الأصغر. هكذا في ضابط قواعد الحساب، وعلى فقس الجسم الشبيه بالشلجمي.

الشّمّ:

[في الانكليزية] Smell ،olfaction

[ في الفرنسية] Odorat ،olfaction

عند المتكلمين والحكماء نوع من الحواس الظاهرة وهي قوة مستودعة في زائدتي مقدّم الدّماغ مثل حلمتي الثدي. والجمهور على أنّ الهواء المتوسّط بين القوة الشامة وذي الرائحة يتكيّف بالرائحة الأقرب فالأقرب إلى أن يصل إلى ما يجاور الشّامة فتدركها من غير أن يخالطه شيء من أجزاء ذي الرائحة. وأيّد ذلك بأنّ الرائحة كلّما كان أبعد كانت الرائحة المدركة أضعف لأنّ كلّ جزء من الهواء إنّما ينفعل بالرائحة من مجاورتها. ولا شكّ أنّ كيفية المتأثّر أضعف من كيفية المؤثّر. وقال بعضهم سببه انفصال أجزاء من ذي الرائحة تخالط الأجزاء الهوائيّة فتصل إلى الشّامة فتدركها. وردّ بأنّ المسك القليل يعطر مواضع كثيرة ويدوم ذلك مدة بقائه ولا يقلّ وزنه ولو كان ذلك بتخلّل منه لامتنع ذلك. وقيل إنّه يفعل ذو الرائحة في الشّامة من غير استحالته في الهواء ولا بتجزّؤ وانفصال. وردّ بأنّ المسك قد يذهب به إلى المسافة البعيدة ويحرق بالكليّة مع أنّ رائحته مدركة في الهواء أزمنة متطاولة. ثم اعلم أنّ ما يدرك بالشّمّ يسمّى مشموما، ولا اسم له عند المتكلّمين إلّا من وجوه ثلاثة: الأول باعتبار الملائمة والمنافرة فيقال للملائم طيّب وللمنافر منتن. الثاني بحسب ما يقارنها من طعم كما يقال رائحة حلوة أو حامضة. الثالث بالإضافة إلى محلّها كرائحة الورد والتّفاح كذا في شرح المواقف وغيره.

الشّمائل:

[في الانكليزية] Characters ،natures

[ في الفرنسية] Characteres ،natures

عند الصوفية هي امتزاج الجماليات والجلاليات كما وقع في بعض الرسائل.

الشّمراخية:

[في الانكليزية] Al -Shamrakhiyya (sect)

[ في الفرنسية] Al -Chamrakhiyya (secte)

گروهىند از خوارج- شعبة من فرق- أصحاب عبد الله بن شمراخ «1» . كذا في الصّراح، ويجوزون وطئ النّساء برضاهن بلا نكاح، ويمثّلون بالريحان كذا في تذكرة المذاهب «2». وقال في توضيح المذاهب:

الشمراخية فرقة من فرق المتصوّفة المبطلة القائلين: إنّه متى قدمت الصحبة يرتفع الأمر والنهي عن العبد، وهم يطربون لصوت الطبل والغناء، ويبيحون الزّنا، ويطوفون أنحاء العالم

(1) عبد الله بن شمراخ رأس الفرقة الشمراخية من الخوارج.

(2)

تذكرة المذاهب (عقيدة وكلام): بيان ملخص عن العقائد الاساسية لتابعي السنة وتشعب آرائهم في الاسلام، لابن السراج، سلسلة فهارس المكتبات الخطية النادرة، فهرست المخطوطات العربية، بالمكتب الهندي، اعداد ستوري، آربري، ليفي، لندن، 1930 - آكسفورد 1936، لندن 1937 - لندن 1940. مج 2، ص 379.

ص: 1042

بلباس الصّلاح والتقوى ويفسدون في الأرض وقتلهم مباح «1» .

الشّمس:

[في الانكليزية] Sun

[ في الفرنسية] Soleil

بالفتح وسكون الميم في اللغة آفتاب.

وعرّفها أهل الهيئة بأنّه جرم كروي مصمت مستنير بالذات مركوز في جرم الخارج المركّز مغرق فيه بحيث يساوي قطره ثخن الخارج المركّز ويماسّ سطحها بسطحيه، ويجيء توضيحه في لفظ الفلك. وعند أصحاب الكيمياء تطلق على الذّهب كما أنّ القمر يطلق عندهم على الفضة. وعند الصوفية هي النور أي الحقّ سبحانه. وفي كشف اللغات: الشمس في اصطلاح السالكين كناية عن الروح؛ ذلك لأنّ الروح في البدن بمنزلة الشمس (للدنيا) والنفس بمنزلة (القمر البدر). ولهذا السبب قالوا: متى رأى السّالك نورا مثل القمر فليعلم أنّه نور الروح، انتهى «2» . وطريقة الشّمس ومجرى الشّمس والدائرة الشّمسية هي دائرة البروج وقد سبق.

الشّمع:

[في الانكليزية] Wax ،candle ،ray ،divine light

[ في الفرنسية] Cire ،bougie ،rayon ،chandelle ،lumiere divine

بالميم عند الصوفية هو النور الإلهي كما وقع في بعض الرسائل. ويقول في كشف اللغات: الشمع في اصطلاح السّالكين إشارة إلى الشّعاع الإلهي الذي يحرق قلب السّالك ويبدو في أطوار (متعددة). وهو أيضا إشارة إلى نور العرفان الذي يضئ قلب العارف من أصحاب الشهود فيجعله منوّرا. ويقولون: الشمع الإلهي هو القرآن المجيد وكذلك الشمس والقمر «3» .

الشّهادة:

[في الانكليزية] Testimony

[ في الفرنسية] Temoignage

بالفتح والهاء المخفّفة لغة خبر قاطع كما في القاموس. وشرعا إخبار بحقّ للغير على آخر عن يقين، وذلك المخبر يسمّى شاهدا. فقولنا بحقّ أي بمال أو غيره مما يثبت ويسقط فيشتمل حقّ الله تعالى وحقّ العبد، إلّا أنه يستعمل في العادة في حقّ مالي لا غير كما في إقرار الكرماني. وقولنا للغير أي حصل لغير المخبر من كلّ الوجوه كما هو المتبادر، فيخرج عنه الإنكار فإنّه إخبار لنفسه في يده، وكذا دعوى الأصل لأنّه إخبار لنفسه على غيره، وكذا دعوى الوكيل فإنّه ليس إخبارا للغير من كلّ الوجوه.

وقولنا على آخر يخرج الإقرار فإنّه إخبار للغير على نفسه. وقولنا عن يقين يخرج الإخبار الذي هو عن حسبان وتخمين. ولا بدّ من قيد آخر وهو قولنا في مجلس الحكم أي مجلس القضاء، كما في فتح القدير ليخرج ما ليس في مجلس الحكم، فإنّه لا يسمّى شهادة، كذا في جامع الرموز والبرجندي وغيرهما. وعند الصوفية هي عالم الملك كما في كشف اللغات.

(1) ودر توضيح المذاهب گفته شمراخيه فرقه است از فرق متصوفه مبطله ميگويند چون صحبت قديم شود امر ونهي از بنده مى خيزد ونيز به آواز طبل وسرود خوش دل شوند وزنا مباح ميدارند وبصورت صلاح وتقوى در اطراف عالم ميگردند وافساد ميكنند وقتل ايشان مباح است.

(2)

وفي كشف اللغات آفتاب در اصطلاح سالكان كنايت از روح است زيرا كه روح در بدن به منزله آفتاب است ونفس به منزله ماهتاب وازين سبب گفته اند كه چون سالك نورى مثل ماهتاب بيند بداند كه اين نور روح است انتهى.

(3)

ودر كشف اللغات ميگويد شمع بالفتح در اصطلاح سالكان اشارت از پرتو إلهي است كه ميسوزد دل سالك را باطوار مينمايد ونيز اشارت از نور عرفان است كه در دل عارف صاحب شهود افروخته ميگردد وآن دل را منور كند. وشمع إلهي قرآن مجيد را گويند وآفتاب وماهتاب را نيز.

ص: 1043

شهادة الأصول:

[في الانكليزية] Confirmation by resorting to principles

[ في الفرنسية] Confirmation par le recours aux principles

عند أهل الأصول هي مقابلة الوصف الملائم بقوانين الشرع لتحقّق سلامته عن المناقضة والمعارضة كما يقال: لا تجب الزكاة في ذكور الخيل فلا تجب في إناثها بشهادة الأصول على التسوية بين الذكور والإناث.

وأدنى ما يكفي في ذلك أصلان. وأمّا العرض على جميع الأصول كما ذهب إليه بعض أصحاب الشافعي فمتعذّر أو متعسّر. وصاحب التنقيح فسّر شهادة الأصل بأن يكون للحكم أصل معيّن من نوعه يوجد فيه جنس الوصف أو نوعه. مثاله الولاية على الثّيّب الصغيرة قياسا على الولاية على البكر الصغيرة. والعلّة الصّغر وهي علّة ملائمة، وشهادة الأصل موجودة هاهنا فإنّ له أصلا معيّنا وهو الولاية على البكر الصغيرة يوجد في ذلك جنس الوصف أو نوعه وهو الصّغر. وقال الشافعي يجب العمل بالملائم بشرط شهادة الأصل. والتوضيح يطلب من التوضيح والتلويح.

الشّهر:

[في الانكليزية] Month

[ في الفرنسية] Mois

وبالفارسية: ماه، وقد سبق في لفظ السنة مع بيان أقسامه من الشهر الشّمسي والقمري والحقيقي والوسطي والاصطلاحي.

شهريور:

[في الانكليزية] Shaheryor (persian month)

[ في الفرنسية] Chaheryor (mois perse)

اسم شهر في التاريخ الفارسي (هو الشهر الثالث من أشهر الصيف)«1» .

الشّهوة:

[في الانكليزية] Desire ،envy ،appetite

[ في الفرنسية] Desir ،envie ،appetit

بالفتح وسكون الهاء هي توقان النّفس إلى المستلذات. وقد تطلق على الجوع أيضا.

والشّهوة الكلبية هي زيادة الشّهوة وامتدادها والحرص على المأكولات كما هو في طبع الكلاب، كذا في بحر الجواهر.

الشّهود:

[في الانكليزية] Witnesses of the True

[ في الفرنسية] LES Temoins du Vrai

روية الحق [بالحق]«2» .

شهود المجمل:

[في الانكليزية] Perception of the unity in the multiplicity

[ في الفرنسية] Perception de l'unite dans la multiplictie

في المفصّل رؤية الأحدية في الكثرة كذا في الاصطلاحات الصوفية.

شهود المفصّل:

[في الانكليزية] Perception of the multiplicity in the unity

[ في الفرنسية] Perception de la multiplicite dans l'unite ou l'unicite

في المجمل رؤية الكثرة في الذات الأحدية.

الشّهيد:

[في الانكليزية] Martyr

[ في الفرنسية] Martyr

هو في الشرع يطلق على الشّهيد في أحكام الدنيا مثل عدم الغسل وغيره وهو الشهيد الحقيقي شرعا. ويطلق أيضا بطريق الاتساع على الغريق والحريق والمبطون والمطعون والغريب والعاشق وذات الطّلق وذي ذات الجنب وغيرهم مما كان لهم ثواب المقتولين، كما أشير إليه في المبسوط وغيره، فهم شهداء في «3» أحكام الآخرة. والشّهيد في الأصل من الشهود أي

(1) شهريور نام ماهى است در تاريخ فرس.

(2)

[بالحق](+ م، ع).

(3)

في (- م).

ص: 1044

الحضور أو من الشهادة أي الحضور مع المشاهدة بالبصر أو البصيرة، ثم سمّي به من قتل في سبيل الله تعالى، إمّا لحضور الملائكة إيّاه تنزل عليه الملائكة، وإمّا لحضور روحه عنده تعالى كما في المفردات. فهو على الأوّل بمعنى المفعول وعلى الثاني بمعنى الفاعل.

وعرّف الشّهيد في أحكام الدنيا صاحب مختصر الوقاية بأنّه مسلم طاهر بالغ قتل ظلما ولم يجب به مال ولم يرتثّ. فالمسلم احتراز عن الكافر فيغسل كذا قيل. وفيه إنّه لا يجب غسل كافر أصلا، وإنّما يباح غسل كافر غير حربي له وليّ مسلم كما في الجلالي «1» . فالحقّ أنه جنس فلا يحترز به عن شيء. والطاهر من ليس به جنابة ولا حيض ولا نفاس ولا انقطاع أحدهما كما هو المتبادر فإذا استشهد الجنب يغسّل وهذا عند أبي حنيفة خلافا لهما. وإذا انقطع الحيض والنفاس فاستشهدت فهو على هذا الخلاف.

وإذا استشهدت قبل الانقطاع تغسّل على أصحّ الروايتين عنه كما في المضمرات. وقيد البالغ احتراز عن الصبي فإنّه يغسّل عنده إذ الشهادة صفة مدح يستحقّ «2» الإنسان بعقل ولا عقل له يعتدّ به، فإذا قتل المجنون غسّل أيضا عنده خلافا لهما. فعلى هذا خرج المجنون أيضا بهذا القيد فلا حاجة إلى قيد عاقل كما ظنّ. ولو قيل بدل بالغ مكلّف يكون حسنا. وقوله قتل ظلما أي بأن يقتله أهل الحرب أو البغي أو قطّاع الطريق أو المكابرون عليه في المصر ليلا بسلاح أو غيره أو نهارا بسلاح أو خارج المصر بسلاح أو غيره. فإذا قتل في قتال هؤلاء لم يغسّل. وإنّما قال قتل لأنّه إذا مات ولو في المعركة غسّل. وإنّما قال ظلما لأنّه لو قتل برجم أو قصاص أو تعزير أو افتراس سبع أو سقوط بناء أو غرق أو حرق أو طلق أو نحوها غسّل بلا خلاف، كما لو قتل لبغي أو قطع طريق أو تعصّب. وقوله ولم يجب به مال أي لم يجب على القاتل أو عاقلته به، أي بنفس ذلك القتل مال أي دية فلا تضرّه الدية الواجبة بالصّلح أو لصيانة الدّم عن الهدر كما إذا قتل أحد الأبوين ابنه إذ يجب فيهما القصاص إلّا أنّه أسقط بالصّلح وحرمة الأبوة مثلا، على أنّ في شهادته روايتين كما في الكافي. وقوله ولم يرتثّ أي لم يصبه شيء من مرافق الحياة، هكذا يستفاد من جامع الرموز والبرجندي. اعلم أنّ الشهيد نوعان. الأوّل: هو الشهيد الحقيقي وتعريفه بالتفصيل قد مرّ. الثاني: الشهيد الحكمي وهؤلاء كثيرون. وقد اختلف حالهم في كتب الفتاوي والأحاديث. ولهذا من أجل الضبط والإحاطة فقط أوردت معظم ما كتب في كتب الفقه والفتاوى والأحاديث ما حولهم في هذا المقام لكي أخفّف العناء عن كلّ من يبحث في أمرهم في المراجع المختلفة والله مسهّل كلّ أمر. اعلم بأنّ الشخص المسلم الذي يموت في الوباء والطاعون أو بحرارة الحمى أو بسبب الإسهال أو الاستقاء أو انتفاخ البطن أو بسبب غرق السفينة فيغرق في الماء أو يسقط السقف فوقه أو يقع عليه الجدار أو شجرة أو حجر وأمثال ذلك فيموت، أو في حال الولادة أو الألم الذي يصيب المرأة أثناء الولادة لعدم خروج الولد من بطنها، أو عقب الولادة إثر صدمة الولادة، أو موت الولد، أو في طريق الحج، أو السفر لأمر صالح كزيارة روضة النبي صلى الله عليه وسلم، أو زيارة بيت المقدس، أو السفر لزيارة

(1) الأرجح أنه تحفة جلالية لمحمد جعفر بن محمد صفي، فارسي (- 1208 هـ) أهداها لجلال الدولة السلطان محمد حسين ميرزا. فراهم آورنده،- أعدها- سيد عبد الله أنوار، فهرست نسخ خطي، كتابخانه ملي ايران،- المكتبة الوطنية في إيران-، كتب فارسي، از شماره ص ص 1، 5 تا 1000 مج 8/ ص 355.

(2)

يستحقها (م).

ص: 1045

الصالحين أو الشهداء والعلماء، أو في السفر لطلب العلم الديني، أو للسّياحة الروحانية لسلوك أهل الطريق أو في ليلة الجمعة، أو في النار، أو القحط من شدة الجوع أو العطش، وأمثال ذلك فيموت، أو أن يفترسه حيوان مفترس كالسبع والذئب وأمثال ذلك أو لسعته أفعى أو عقرب أو قتله ظالم لقيامه بالأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، أو قتله أحد قاطعي الطريق أو اللصوص، أو قتيل الخطأ أو ما يشبه الخطأ، أو بالتسبّب وكل فعل يوجب أداء الدية، أو المقتول بالسّمّ، أو خوفا من البرق بحيث مات رعبا من شدة لمعان البرق أو صوت الرعد أو بالصاعقة، أو شهيد العشق الطاهر من لوثة الفسق، فمات ولم يفش سرّه، وكذلك الشخص الذي يحافظ على الوضوء حتى مماته أو يموت أثناء الصلاة، كلّ هؤلاء يعدّون من جملة الشهيد الحكمي ولهم يوم القيامة جزاؤهم جزاء الشهيد بفضله سبحانه وتعالى، وهؤلاء الشهداء حكمهم أن يغسّلوا ويكفّنوا.

هكذا في كتب الفقه والفتاوي والأحاديث «1» .

شواهد الأشياء:

[في الانكليزية] Arguments ،demonstrations

[ في الفرنسية] Preuves ،demonstrations

اختلاف الأكوان بالأحوال والأوصاف والأفعال كالمرزوق يشهد على الرّازق، والحيّ على المحيي والميّت على المميت، وأمثالها كذا في الاصطلاحات الصوفية.

شواهد التّوحيد:

[في الانكليزية] Arguments for the individual unity

[ في الفرنسية] Preuves de lunite ،individuelle

هي تعينات الأشياء فإنّ كلّ شيء له أحدية بتعيّن خاص يمتاز بها عن كلّ ما عداه كما قيل:

ففي كل شيء له آية تدلّ على أنّه واحد

شواهد الحقّ:

[في الانكليزية] Arguments for the existence of the Creator

[ في الفرنسية] Les Preuves ،de l'existence du Createur

هي حقائق الأكوان فإنّها تشهد بالمكوّن.

(1) بدان كه شهيد بر دو قسم است اوّل شهيد حقيقي وتعريف آن مفصلا گذشت دوم شهيد حكمي وآن بسياراند ودر كتابهاي فتاوي واحاديث مختلف است لهذا براى ضبط واحاطه آنها را از اكثر كتب فقه وفتاوي واحاديث وغيره فراهم آورده درين مقام جمع كرده شد تا كلفت مراجعت به سوى كتب مختلفه نافتد والله مسهل كل امر بدان كه شخص مسلم كه در وبا وطاعون بميرد ويا در تب يا بعلت اسهال يا باستسقا يا بانتفاخ بطن وفات يابد يا بشكستن كشتى وجز آن در آب غرق شود يا زير سقف خانه ويا ديوار يا بنا يا درخت يا سنگ وامثال آنها فوت شود يا در حالت ولادت فرزند ويا در درد زه كه ولد وى بيرون نيامد ويا عقب ولادت از صدمه تولد ولد جانش برود يا در راه سفر حج يا در غربت كه كسى از اقربا واحبا در ان وقت حاضر نباشد ويا در سفر ديگر كه مسنون يا مستحب باشد مانند سفر براى زيارت مسنون روضه متبركه آن حضرت صلى الله عليه وسلم ويا سفر بيت المقدس ويا سفر براى زيارت اولياء ويا شهداء ويا علماء ويا در سفر براى طلب علم دين ويا براى طلب راه خدا بسلوك طريقت وطريق سلوك ويا در شب جمعه ويا در آتش يا در قحط از گرسنگى ويا از تشنگى وامثال آنها بميرد يا درنده از شير وگرگ ومانند آن او را بدرد بخورد ويا مار وكژدم وامثال انها او را بگزد ويا ظالمى او را بكشد در امر معروف ويا نهي منكر بجا آوردن يا راه زنان ويا دزدان او را بكشند يا كسى او را خطاء كشته باشد ويا باقسام ديگر مثل جاري مجري خطا ويا قتل بالتسبيب خلاصه آنكه فعلى كه موجب ديت باشد يا كسى او را زهر داد تا هلاك شد ويا از برق يعنى از برق چنان روشنى افتد كه از هيبت آن جان دهد ويا از آواز رعد كه از صدمه آن جانش برود ويا از افتادن صاعقه ممات يابد ويا در عشق بميرد كه از لوث نيت فسق وفجور پاك باشد وعشق خود را افشا نكند وشخصى كه دوام با وضوء باشد تا آنكه با وضوء توديع حيات نمايد يا در عين حالت نماز وصال يابد پس اين جمله شهيدان حكمي اند كه در روز جزا اجر شهيدان يابد بفضله تعالى وايشان را غسل دادن وكفن پوشانيدن واجب است هكذا في كتب الفقه والفتاوي والاحاديث.

ص: 1046

شوخي:

[في الانكليزية] Joke

[ في الفرنسية] Plaisanterie

بالفارسية: مزاح. وعند الصوفية كثرة الالتفات لإظهار صور الانفعال «1» .

الشّوق:

[في الانكليزية] Desire

[ في الفرنسية] Desir

بالفتح وسكون الواو حدّه عند أهل السلوك هيجان القلب عند ذكر المحبوب. وقال بعض أهل الرياضة الشّوق في قلب المحبّ كالفتيلة في المصباح والعشق كالدهن في النار.

وقال: عالم الشوق جوهر المحبة والعشق جسمها. قيل من اشتاق إلى الله أنس الله، ومن أنس طرب، ومن طرب وصل، ومن وصل اتّصل، ومن اتّصل طوبى له وحسن مآب.

وسئل أبو علي: ما الفرق بين الشّوق والاشتياق؟ فقال: الشوق يسكن باللقاء والاشتياق لا يزول باللقاء بل يزيد ويتضاعف، كذا في خلاصة السلوك. وأورد في مجمع السلوك: الشوق هو أحد أحوال المحبّة ويحصل لدى المحب. وحدوث الشوق بعد المحبة من المواهب الإلهية، لا علاقة له بالكسب. والشوق من المحبة كالزهد من التوبة، فمتى استقرت التوبة يصبح الزهد ظاهرا، وحين تتمكن المحبة يظهر الشوق «2». قال أبو عثمان: الشّوق ثمرة المحبة، من أحبّ الله اشتاق إلى لقائه. وقال النصرآبادي «3» للخلق كلّهم مقام الشوق لا مقام الاشتياق. ومن دخل مقام الاشتياق هام فيه حتى لا يرى له أثر ولا قرار. وذلك إشارة إلى أنّ الاشتياق أعلى من الشوق، لأنّ الشوق يسكن باللقاء، وأمّا الاشتياق فلا يسكن باللقاء «4» .

الشّيء:

[في الانكليزية] Thing ،object

[ في الفرنسية] Chose ،objet

بالفتح وسكون المثناة التحتانية في اللغة اسم لما يصحّ أن يعلم أو يحكم عليه أو به، موجودا كان أو معدوما، محالا كان أو ممكنا، كذا قال الزمخشري. وأمّا المتكلّمون فقد اختلفوا فيه. فقال الأشاعرة: الشيء هو الموجود فكلّ شيء عندهم موجود كما أنّ كلّ موجود شيء بالاتفاق أعني إنّهما متلازمان صدقا سواء كانا مترادفين أو مختلفين في المفهوم.

ولذا قالوا الشيء الموجود ولم يقولوا بمعنى الموجود، لكن في قرء كمال حاشية الخيالي المشهور أنّ معنى الشيء هو الثابت المتقرّر في الخارج وهو معنى الموجود عند الأشاعرة فإنّ الموجود هو الكائن في الأعيان، وهذا عين المعنى الأول عندهم خلافا للمعتزلة فإنّ الأول عندهم يتناول المعدوم الممكن دون الثاني انتهى. وبالجملة فالمعدوم الممكن ليس بشيء عند الأشاعرة كالمعدوم الممتنع، وبه أي بما ذهب إليه الأشاعرة من أنّه لا شيء من المعدوم بثابت قال الحكماء أيضا؛ فإنّ الماهية لا تخلو عن الوجود الخارجي أو الذهني. نعم المعدوم في الخارج يكون عندهم شيئا في الذهن وأمّا أنّ المعدوم في الخارج شيء في الخارج أو المعدوم المطلق شيء مطلقا أو المعدوم في الذهن شيء في الذهن فكلا. فالشيئية عندهم تساوق الوجود وتساويه وإن غايرته مفهوما لأنّ

(1) شوفى نزد صوفيه كثرت التفات را گويند باظهار صور افعال.

(2)

ودر مجمع السلوك مىرد يكى از احوال محبت شوق است كه نزد محب حادث شود وحدوث شوق بعد از محبت از مواهب الهيه است كسب را درو دخلى نيست شوق از محبت همچون زهد از توبه است چون توبه قرار ميگيرد زهد ظاهر ميگردد وچون محبت قرار گيرد شوق ظاهر مى شود.

(3)

هو إبراهيم بن أحمد بن محمد بن أحمد بن محمدية النيسابوري النصرآبادي، أبو القاسم. توفي عام 367 هـ/ 977 م.

زاهد، واعظ، شيخ الصوفية وشيخ المحدثين، له عدة مصنفات. التبصير في الدين 133.

(4)

وآن اشارت است بر آنكه اشتياق اعلى از شوق است كه شوق بلقاء سكون مى گيرد واشتياق بلقاء سكون نمى گيرد.

ص: 1047

مفهوم الشيئية صحّة العلم والإخبار عنه. فإنّ قولنا السواد موجود مفيد فائدة معتدّة بها دون السواد شيء. وقال الجاحظ والبصرية والمعتزلة الشيء هو المعلوم ويلزمهم إطلاق الشيء على المستحيل مع أنّهم لا يطلقون عليه لفظ المعلوم فضلا عن الشيء، وقد يعتذر لهم بأنّ المستحيل يسمّى شيئا لغة، وكونه ليس شيئا بمعنى أنّه غير ثابت لا يمنع ذلك. ولذا قالوا المعدوم الممكن شيء بمعنى أنه ثابت متقرّر متحقّق في الخارج «1» منفكا عن صفة الوجود. ويؤيّده ما وقع في البيضاوي في تفسير قوله أَلَمْ تَعْلَمْ أَنَّ اللَّهَ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «2» في أوائل سورة البقرة من أنّ بعض المعتزلة فسّر الشيء بما يصحّ أن يوجد وهو يعمّ الواجب والممكن ولا يعمّ الممتنع. وقال الناشئ أبو العباس «3» الشيء هو القديم وفي الحادث مجاز. وقال الجهمية هو الحادث. وقال هشام بن الحكيم هو الجسم.

وقال أبو الحسين البصري والنصيبيني من المعتزلة البصريين هو حقيقة في الموجود مجاز في المعدوم، وهذا قريب من مذهب الأشاعرة لأنّه ادّعى الاتحاد في المفهوم، ودعواهم أعمّ من ذلك كما مرّ، والنزاع لفظي متعلّق بلفظ الشيء وأنّه على ماذا يطلق. والحقّ ما ساعدت عليه اللغة، والظاهر مع الأشاعرة، فإنّ أهل اللغة في كل عصر يطلقون لفظ الشيء على الموجود حتى لو قيل عندهم الموجود شيء تلقّوه بالقبول. ولو قيل ليس بشيء قابلوه بالإنكار. ولا يفرقون بين أن يكون قديما أو حادثا جسما أو عرضا. ونحو وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ وَلَمْ تَكُ شَيْئاً «4» ينفي إطلاق الشيء على المعدوم. ونحو وَاللَّهُ عَلى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ «5» ينفي اختصاصه بالقديم. ونحو وَلا تَقُولَنَّ لِشَيْءٍ إِنِّي فاعِلٌ ذلِكَ غَداً «6» ينفي اختصاصه بالجسم. وقول لبيد:

ألا كلّ شيء ما خلا الله باطل وكلّ نعيم لا محالة زائل ينفي اختصاصه بالحادث، هكذا يستفاد من شرح المواقف وحاشيته للمولوي عبد الحكيم في بيان أنّ المعدوم شيء أم لا، وغيرهما كحواشي الخيالي. والشيء عند المحاسبين هو العدد المجهول المضروب في نفسه في باب الجبر والمقابلة.

الشّيبانية:

[في الانكليزية] Al -Shaibaniyya (sect)

[ في الفرنسية] Al -Chaibaniyya (secte)

بالمثناة التحتانية فرقة من الخوارج الثعالبة أصحاب شيبان بن سلمة «7» ، قالوا بالجبر ونفي القدرة الحادثة كذا في شرح المواقف «8» .

(1) بمعنى

في الخارج (- م).

(2)

البقرة/ 106.

(3)

هو عبد الله بن محمد الناشئ الأنباري، أبو العباس. توفي بمصر عام 293 هـ/ 906 م. شاعر مجيد، يعدّ من طبقة البحتري وابن الرومي. عالم بالأدب والدين والمنطق. وله عدة تصانيف جميلة. الأعلام 4/ 118، تاريخ بغداد 10/ 92، وفيات الأعيان 1/ 263.

(4)

مريم/ 9.

(5)

البقرة/ 284.

(6)

الكهف/ 23.

(7)

هو شيبان بن سلمة السدوسي الحروري. توفي عام 130 هـ/ 748 م. رأس الفرقة الشيبانية من الخوارج، كان يقول بالتشبيه، وله مخاريق كثيرة. الأعلام 3/ 180، الطبري 9/ 102، ابن الأثير 5/ 143، المقريزي 1/ 355، الملل والنحل 145.

(8)

فرقة من الخوارج الحرورية، أتباع شيبان بن سلمة السدوسي. خالفوا الإمام علي بن أبي طالب وقاتلوه وناصبوه العداء، وسمّوا بالنواصب، كانوا يقولون بالتشبيه. كما كانت لهم ثورات كثيرة. الملل والنحل 145، كنز العلوم واللغة 593، الطبري 9/ 102، المقريزي 1/ 355، التاج 1/ 487.

ص: 1048

الشّيخ:

[في الانكليزية] Sheik ،chief ،guide ،master

[ في الفرنسية] Cheikh ،chef ،guide ،maitre

بالفتح وسكون المثناة التحتانية وبالفارسية: پير وخواجه شيوخ اشياخ جمع شيخه بالكسر وفتح الياء شيخان مشيخة شيوخاء كذلك كذا في الصراح «1» . وفي جامع الرموز في كتاب الصلاة في فصل وسنّ للمحتضر المشايخ بالياء جمع المشيخة بفتح الميم.

والشين إمّا مكسورة مع سكون الياء أو ساكنة مع فتحها هي اسم جمع فإنّ الأشياخ والشيوخ جمع للشّيخ، وهو من خمسين أو إحدى وخمسين أو أحد وستين إلى آخر العمر. وقد يعبّر به عمّا يكثر علمه لكثرة تجاربه ومعارفه.

وفيه في كتاب الصوم والشيخ الفاني من جاوز عمره خمسين سمّي به لفناء قواه أو للقرب منه انتهى. وفي البرجندي ناقلا من النهاية الشيخ الفاني هو الذي يزداد كلّ يوم ضعفه إلى موته وإلّا لا يكون شيخا فانيا. والشيخان عند الفقهاء الحنفية يراد بهما أبو حنيفة وأبو يوسف سمّيا بذلك لأنّهما استاذان لمحمّد رحمهم الله.

والمحدّثون يطلقون الشيخ على من يروى عنه الحديث كما يستفاد من كتب علم الحديث، وقد سبق في المقدمة أنّ المحدّث هو الأستاذ الكامل وكذا الشيخ والإمام. والشيخ عند السّالكين هو الذي سلك طريق الحقّ وعرف المخاوف والمهالك، فيرشد المريد ويشير إليه بما ينفعه وما يضرّه. وقيل الشيخ هو الذي يقرّر الدين والشّريعة في قلوب المريدين والطالبين. وقيل الشيخ الذي يحبّ عباد الله إلى الله ويحبّ الله إلى عباده وهو أحبّ عباد الله إلى الله. وقيل: الشيخ هو الذي يكون قدسى الذات فاني الصفات. وقد قال الشيخ قطب الدين بختيار أوشي: الشيخ هو الذي يزيل صدأ حبّ الدنيا وغير ذلك من قلب المريد، وذلك بقوّة فراسته الباطنية حتى لا يبقى في صدره شيء من الكدر والغلّ والغش والفحش وزخارف الدنيا. وقال السّيد محمد الحسيني گيسودراز: ليس بشيخ من يسير على الماء أو يطير في الهواء، وما يأمر به يتحقّق، ويلاقي رجال الغيب، ولا يأكل الطعام ولا يتناول الشراب، بل الشيخ هو من تنكشف له الأرواح في القبور ويلاقي أرواح الأنبياء وتتجلّى عليه الأفعال والصفات الإلهية، وقد طوى من سيره العقبات. وهذا المعنى هو نقد الوقت، ومن يتّخذه خليفة له يجب أن يتّصف بهذه الأوصاف، ويقول صاحب مجمع السلوك:

الشيخ عندنا هو المستقيم على أمر الشرع سواء كان موافقا لما قاله كلّ من الشيخ قطب الدين والسيّد محمد أو لا «2» . والمشيخة هي الدلالة والخفارة «3» في الطريق وشرطه أن يكون عالما بكتاب الله وسنة رسوله عليه السلام، وليس كلّ عالم بأهل للمشيخة، بل ينبغي أن يكون موصوفا بصفات الكمال ومعرضا عن حبّ الدنيا والجاه وما أشبه ذلك، ويكون قد أخذ

(1) ورد سابقا.

(2)

شيخ قطب بختيار اوشي فرمود شيخ آنست كه بقوت نظر باطن زنگار دنيا وجز آن از دل مريد ببرد تا هيچ كدورتى از غل وغش وفحش وآلايش دنيا در سينه او نماند. سيد محمد حسيني گيسو دراز ميفرمايد آنكه بر آب يا هوا رود وآنچهـ بگويد همان شود واز مردان غيب ملاقي شود نه طعام خورد نه شراب شيخ نباشد شيخ آن باشد كه برو كشف ارواح وقبور شود وملاقات ارواح انبيا شود وتجلي افعال وصفات وظهور ذات بود از عقباتها گذشته اين معني نقد وقت باشد وآن را كه او خليفه گيرد بايد كه بدين صفات متصف باشد. صاحب مجمع السلوك گويد كه شيخ نزد ما همون باشد كه مستقيم بر شرع باشد آنچهـ شيخ قطب الدين وسيد محمد ميگويند باشد يا نباشد.

(3)

الخفارة (م).

ص: 1049

هذا الطريق النقيّ عن شيخ محقّق تسلسلت متابعته إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم وارتاض بأمره رياضة بالغة من قلة الطعام والكلام والمنام وقلّة الاختلاط مع الأنام وكثرة الصوم والصلاة والصدقة ونحو ذلك. وبالجملة يكون متخلّقا بخلق النبي عليه السلام. ولا يصلح للتربية والمشيخة المجذوب فإنّه وإن ذاق المقصود لكنه لم يذق الطريق إلى الله، وكذا لا يصلح للمشيخة السّالك فقط فالصّالح لها إمّا المجذوب السّالك وهو أعلى وأليق وإمّا السالك المجذوب. وفي الاصطلاحات الصوفية الشيخ هو الإنسان الكامل في العلوم الشريعة والطريقة والحقيقة، البالغ إلى حدّ التكميل فيها لعلمه بآفات النفوس وأمراضها وأدوائها ومعرفته بدوائها «1» وقدرته على شفائها والقيام بهداها إن استعدت ووقفت لاهتدائها انتهى.

فائدة:

إذا وصل المريد إلى الشيخ ينبغي أن يحتاط ويجتهد في معرفة الشيخ أنّه هل يصلح للشيخية أم لا فإنّ أكثر الطالبين هلكوا في هذا المنزل بل هلاك عموم الناس كان بالاقتداء بالأئمة المضلّة؛ وطريقه أن يتفحّص أنّه مستقيم على الشرع وعلى الطريقة والحقيقة. فإن كان مبتدئا يعرف ذلك من أفواه الناس ومن أحوال الجماعة الذين يقتدون به ويحبّونه ولا ينكرون عليه، فإن علم أنّه لا ينكرون عليه علماء زمانه وبعض العلماء يقتدون به وأكياس الناس من الشيوخ والشبان يبايعونه ويرجعون إليه في طلب الطريقة والحقيقة يعلم أنّه ماهر في ذلك فيقتدي به ويعتقد في قلبه أنّ لا شيخ له غيره ولا يوصله إلى الله إلّا هذا، وهذا يسمّى توحيد المطلب وأنّه ركن عظيم. اعلم أنّ وجود الشيخ في حال كان الشيخ قريبا وعلى قيد الحياة وموصوفا بما ذكر، وأمّا إذا كان بعيدا ولا يمكن الوصول إليه فيجوز أن يتّخذ (المريد) لنفسه شيخا آخر لتربيته ومصاحبته حتى لا يقع في الهلاك، ويجب أن لا يكون هذا الشيخ أي شيخ التربية والمصاحبة مخالفا للشيخ الكبير حتى لا يقع المريد في تناقض وخلل مع شيخه الأصلي البعيد. وكذلك جائز للمريد بعد وفاة شيخه أن يتوجّه إلى شيخ آخر من أجل الإرشاد والتربية. وأمّا إذا كان هذا الشيخ غير موصوف بما ذكر فيجوز للمريد مع وجود ذلك الشيخ أن يتجه بإرادته نحو شيخ آخر «2» . فقد ذكر في فتاوى الصوفية يجوز للمريد أن يكون له المشايخ في الصحبة والإرادة والإرشاد.

ولا يجب عليه أن يتخذ شيخا واحدا البتة ولا يتجاوز عنه. قال وقد باحثت في هذه المسألة مع أهلها فاستقرّ الأمر على ذلك فصارت مسئلة المريد مسئلة التلميذ، وللاقتداء يختار الأفضل منهم، وهو كالأب الحقيقي وغيره كالرضاعي «3». وفي فصوص الآداب: إذا تابع شخص جاهل شخصا آخر جاهلا أو مبتدعا، أو كان متصفا بأدنى صفة من صفات البدع، وأظهر ميلا إليه، أو لبس الخرقة المزردة من يده، فيجب عليه أن يعود لخدمة الشيخ الحقيقي ويجدّد الإرادة له، وأن يتناول الخرفة منه حتى لا يضلّ. وقال الشيخ قوام الحق: بناء

(1) ومعرفته بدوائها (- م).

(2)

بدان كه يكى بودن شيخ در صورتيست كه شيخ قريب باشد وزنده باشد وموصوف بما ذكر باشد واما اگر بعيد بود ورسيدن نتواند روا بود كه شيخ تربيت وصحبت ديگرى را بگيرد تا در هلاكت نيفتد اما بايد كه پير تربيت وصحبت مخالف آن پير ارادت نباشد تا مريد را با پير ارادت خللى نيفتد وكذلك بعد ممات پير نيز روا بود كه از بهر ارشاد وتربيت به ديگرى توجه نمايد واما اگر موصوف بما ذكر نباشد روا بود كه با وجود آن پير ارادت پير تربيت ديگرى را بگيرد.

(3)

فقد ذكر في فتاوى

كالرضاعي (- م).

ص: 1050

على فتوى العلماء العارفين بالله: على الأتباع الذين ظنوا ببعض الشيوخ كمال المتابعة والاقتداء بالطريقة، فمتى رأوهم حائدين عن السنن المرضية للعلماء من أهل الاقتداء فواجب عليهم من باب التزام الطريقة أن يعودوا عن الاقتداء بهؤلاء، وأن يتوجّهوا نحو الشيخ الحقّاني حتى يرزقهم الله درجة الكمال، كذا في مجمع السلوك.

فائدة:

اعلم أنّ الشيوخ الأربعة عند الصوفية هم عبارة عن أربعة أشخاص استلموا خرقة الخلافة في مقام الفقر من سيدنا على بن أبي طالب، وهو قد استلمها من رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم منحها لهم وهم على الترتيب: أولهم: سيدنا الحسن ثم أخوه سيدنا الحسين ثم الكميل بن زياد ثم الحسن البصري.

وقيل: إنّ خرقة الفقر إنّما أعطاها سيدنا علي للحسن البصري ومنه ظهرت أربع عشرة عائلة (طريقة). وقيل: إنّ الخرقة وصلت من الإمام علي إلى شخصين فقط هما: الحسن البصري وكميل بن زياد. كذا في مرآة الأسرار «1» .

شيدا:

[في الانكليزية] Passionate ،foolish

[ في الفرنسية] Passionne ،fou

بالفارسية بمعنى مجنون وشيطان وعاشق.

وعند الصوفية يسمّون به أهل الجذب وصاحب الشوق «2» .

الشّيطان:

[في الانكليزية] Satan ،devil

[ في الفرنسية] Satan ،diable

بالفتح وسكون المثناة التحتانية مأخوذ من شطن شطونا أي بعد بعدا، وزنه فيعال [فيقال]«3» ، سمّي الشيطان شيطانا لبعده من الله.

وقيل مأخوذ من شاط شيطا أي هلك هلاكا.

فعلى هذا وزنه فعلان. ووجه التسمية ظاهر وقد سبق معناه في لفظ الجن ويجيء في لفظ المفارق أيضا. وفي مجمع السلوك أمّا الشيطان فهو نار غير صافية ممتزجة بظلمات الكفر تجري من ابن آدم مجرى الدّم انتهى. اعلم أنّهم اختلفوا في معنى قوله تعالى شَياطِينَ الْإِنْسِ وَالْجِنِ «4» على قولين. القول الأول أنّ الشياطين كلّهم ولد إبليس إلّا أنّه جعل ولده قسمين فأرسل أحد القسمين إلى وسوسة الإنس والقسم الآخر إلى وسوسة الجنّ. فالقسم الأوّل شياطين الإنس والثاني شياطين الجنّ. والقول الثاني أنّ الشياطين كلّ عات متمرّد من الإنس والجنّ. ولذا قال عليه السلام لأبي ذرّ: «هل

(1) وفي فصوص الآداب اگر كسى از ناداني خود بجاهل يا بمبتدع ويا به كسى كه درو اندك صورت بدعتى باشد متابعت كرده وبا او ارادت آورده يا از دست او خرقه باطل پوشيده باشد بايد كه باز بخدمت شيخ بحق رود وتجديد ارادت كند واز دست او خرقه پوشد تا گمراه نشود. شيخ قوام الحق ميفرمايد بفتوى علماء بالله مقتديانى كه بظن كمال متابعت واقتداء بطريقت كرده بودند چون بعلامات ومعامله گمان متابعت علماء طريقت ومشغولي بغير سنن ايشان معلوم شد كه اهل اقتدا نبودند واجب است از روي طريقت كه از اقتداى ايشان بازآيند وبشيخ حقاني متوجه شوند تا حق تعالى كمال روزى كند كذا في مجمع السلوك* فائدة* بدان كه چهار پير نزد صوفيه عبارتست از چهار شخص كه حضرت علي كرم الله وجهه خرقه خلافت فقر كه أو لا از رسول صلى الله عليه وسلم به او رسيده بد به ايشان ارزاني فرمود اوّل حضرت امام حسن دوم حضرت امام حسين سيوم خواجه كميل بن زياد چهارم خواجه حسن بصري. وقيل خرقه فقر را حضرت علي تنها بحسن بصري داد واز وى چهارده خانواده ظاهر شد.

وقيل خرقه آن حضرت بدو كس رسيد حضرت حسن بصري وخواجه كميل بن زياد كذا في مرآة الاسرار.

(2)

شيدا: نزدشان اهل جذبة وصاحب شوق را گويند.

(3)

فيقال (+ م).

(4)

الأنعام/ 112.

ص: 1051

تعوذن بالله من شرّ شيطان الإنس والجنّ. قال:

قلت: هل للإنسان شيطان؟ قال: نعم هو أشرّ من شياطين الجنّ» «1» وهذا قول ابن عباس كذا في التفسير الكبير.

الشّيطانية:

[في الانكليزية] Al -Shaitaniyya (sect)

[ في الفرنسية] Al -Chaitaniyya (secte)

فرقة من غلاة الشيعة منسوبة إلى محمد بن النعمان «2» الملقّب بشيطان الطّاق قال إنّه تعالى نور غير جسماني، ومع ذلك هو على صورة إنسان. وإنّما يعلم الأشياء بعد كونها كذا في شرح المواقف «3» .

الشّيعة:

[في الانكليزية] The Shiites

[ في الفرنسية] Les chiites

بالكسر وسكون المثناة التحتانية فرقة من كبار الفرق الإسلامية وهم الذين شايعوا عليا، وقالوا إنّه الإمام بعد رسول الله صلى الله عليه وسلم بالنّصّ الجلي أو الخفي، واعتقدوا أنّ الإمامة لا تخرج عنه وعن أولاده، وإن خرجت فبظلم أو تقيّة منه، أو من أولاده. وهم اثنتان وعشرون فرقة يكفّر بعضهم بعضا. أصولهم ثلاث فرق: غلاة وزيدية وإمامية. أمّا الغلاة فثمانية عشر السبائية والكاملية والبيانية والمغيرية والجناحية والمنصورية والخطّابية والغرابية والذّميّة والهشامية والزّرارية واليونسية والشّيطانية والزّرامية «4» والمفوّضة والبدائية والنصيرية والإسماعيلية. وأمّا الزيدية فثلاث فرق الجارودية والسّليمانية والبتيرية، كذا في شرح المواقف «5» .

شيوه:

[في الانكليزية] Style ،manner

[ في الفرنسية] Style ،manie're

بالفارسية أسلوب، طريقة. وهي عند الصوفية أقل درجات الجذب في بعض الأحوال، فحينا تكون وحينا لا تكون «6» .

(1) قال الرسول عن ابي ذر: «هل تعوذون بالله من شر شيطان الإنس والجن» . سنن النسائي، كتاب الاستعاذة، ح (5507)، 8/ 277، بلفظ نعوذ بالله من شر شياطين الإنس والجن.

(2)

هو محمد بن علي بن النعمان بن ابي طريفة البجلي، ابو جعفر الاصول الكوفي. الملقب بشيطان طاق. توفي نحو 60 هـ/ نحو 777 م. فقيه مناظر من غلاة الشيعة. رأس الفرقة الشيطانية. كانت له اباطيل وطامات كثيرة له عدّة كتب. الاعلام 6/ 271، خطط المقريزي 2/ 348، لسان الميزان 5/ 300، اللباب 2/ 42، فرق الشيعة 78، سفينة البحار 1/ 333.

(3)

فرقة من غلاة الشيعة، عدّها المقريزي من فرق المعتزلة، أتباع محمد بن علي بن النعمان الملقّب بشيطان طاق. كانت لهم بدع وطامات حول صفات الله وخاصة علم الله تعالى. المقريزي 2/ 348، فرق الشيعة 78، الوافي 4/ 104، لسان الميزان 5/ 300، الفرق بين الفرق 71، مقالات الاسلاميين 1/ 107.

(4)

الرزامية (م).

(5)

من الفرق الإسلامية الكبيرة، وقد سموا بذلك لتشيّعهم للامام علي رضي الله عنه، ثم انقسموا إلى: إمامية، إسماعيلية، زيدية وغلاة. وكل واحدة من هذه الفرق الأربع انقسمت إلى فرق عديدة. وقد ذكرتها جميع كتب الفرق والمقالات والسير والتاريخ. التبصير 27، مروج الذهب 3/ 220، مقالات الإسلاميين 1/ 132، الفرق بين الفرق 29، الملل 146.

(6)

شيوه: نزد صوفيه اندك جذبه را گويند در بعضى احوال كه گاه بود وگاه نبود.

ص: 1052