الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الخاتمة
مضى الحديث عن فضائل القرآن وحملته وجهود الأمة الإسلامية في حفظه وإتقانه..
وسبق ـ كذلك ـ ذكر الكيفية لحفظ الكتاب العزيز على نحو مفصل بذكر العوامل الضرورية والوسائل الأساسية والثانوية.
وتقدم على إثر ذلك الحديث عن كيفية المحافظة على القرآن من الضياع بعد الحفظ.
وتخلل ذلك كله الحديث عن القرآن كظاهرة فريدة لا يوازن بها شيء من المحفوظات الشعرية أو الأدبية أو غيرها..فهو معجز حتى في حفظ الناس واستظهارهم له.
وهنا بين يدي ختام البحث وددت تقديم توصيات، من وجهة نظري القاصرة، رأيت أنها تسهم في رفع الاهتمام بالقرآن بين مجموع أفراد المسلمين في هذا العصر الذي تكالبت فيه قوى الشر والفساد على الشباب المسلم وخاصة "الناشئين" من فتياننا وفتياتنا.
وتتلخص في الآتي:
1ـ ضرورة الإسراع في إعادة طلاب العلم الشرعي وبعده المدني، إلى حياض القرآن كما كان الحال في سالف عهد المسلمين، وذلك بوضع برامج تخرج الطالب المسلم في المرحلة الإعدادية "المتوسطة" وقد حفظ كتاب الله، ولقد كان الأزهر الشريف يشترط حفظ القرآن الكريم كاملا فيمن يرغب الدراسة به، وعلى هذا المبدأ قامت المناهج الدراسية في الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة وجامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية، والتي قررت اشتراط حفظ أجزاء محددة للقبول في معاهدها وكلياتها والدراسات العليا التابعة لها وغيرها من الجامعات الإسلامية، وإذا كانت بعض الهيئات التعليمية الإسلامية قد غضت الطرف عن هذا الشرط لندرة الحفاظ بين مجموع المتقدمين للالتحاق بها، فليس أقل من أن تتوسع الهيئات المذكورة في الإكثار من المعاهد التي تعنى بحفظ القرآن وتحفيظ كتاب الله للمراحل الثلاث، الابتدائية والإعدادية، والثانوية، تتضافر فيها الدراسة النظامية مع تحفيظ القرآن الكريم، في نسق واحد كما هو الحال في معاهد الأزهر المتخصصة لهذا، ومدارس وزارة المعارف في المملكة العربية السعودية الخاصة بتحفيظ القرآن الكريم.
وإنني واثق تمام الثقة من أنه لو بدئ في التخطيط والتنفيذ على مدى واسع فسيظهر الجيل القرآني بعد "12" عاما من البدء وستثرى الكليات الشرعية أولا والمدنية بعدها بالطلاب الحفظة من حملة الكتاب المجيد.
2ـ ضرورة تشجيع حملة القرآن على مستوى الدولة..وهو عامل مساعد لتحقيق الهدف السابق فتعطي المميزات والأولوية لحافظ القرآن الكريم في أكثر المجالات:
أـ في القبول بالمدارس والجامعات المختلفة.
ب ـ في الوظائف العامة والخاصة.
جـ ـ في الترقيات والعلاوات.
دـ في الشؤون العامة، كالحصول على القروض المالية وتخفيض أجور تذاكر السفر، وغير ذلك. على أن يكون هذا "تمييزا" للفئة القرآنية يقوم على أساس إيماني فيراعى فقط استقامة الإنسان دون غيره من الاعتبارات الأخرى فالقرآن كتاب المسلمين جميعا، وكلهم مندوبون إلى حفظه، وكلهم بدون استثناء مستهدفون من قبل أعداء الإسلام إلى قطع صلتهم به..
وإني أرى أن هذا مطلب شرعي فضلا عن كونه واجبا وطنيا؛ لأن هذا الصنف من العلماء إن أحسن إعدادهم كانوا أول
من ينهض بالأمة من كبوتها التي طالت والأمر يحتاج إلى المخلصين.
وقد أثلج الصدر أمر خادم الحرمين الشريفين الملك فهد بن عبد العزيز ـ حفظه الله ذخرا للإسلام والمسلمين ـ بإعفاء كل سجين يحفظ القرآن الكريم داخل السجن من نصف محكوميته1وهذه مكرمة أخرى تضاف إلى مكرمات خادم الحرمين الشريفين المتعددة، وحرصه وعنايته بكتاب الله العظيم، وفقه الله وسدده.
3ـ إنشاء هيئة قرآنية تحت إشراف رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة يسند إليها شؤون الإشراف الفني وتقديم الخدمات اللازمة لحفظة كتاب الله، على ضوء ووفق الاقتراحين السابقين.
هذا والأمر بعد ذلك للمفكرين من علماء المسلمين، وولاة الأمر السباقين إلى كل خير، فيه صلاح الإسلام والمسلمين.
وفي سبيل الخروج بأفضل النتائج سواء في منهجية البحث أو حول الاقتراحات أود من ذوي الخبرات في مجال حفظ القرآن الكريم، والتربية والتعليم إتحافي بمرئياتهم، وذلك تفضلا عليّ
1 مجلة الدعوة السعودية، عدد20/6/1408هـ، ص8.
وعلى طلاب العلم، ولست أستنكف عن اتباع أحسنها.
هذا وبالله وحده التوفيق، وله الحمد أولا وآخرا، وصلى الله وسلم على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه ومن تبعه.
وكان الفراغ من تبييض مسودات هذا البحث غداة الأربعاء الموافق5/2/1407هـ.
د/عبد الرب نواب الدين
المدينة النبوية