المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أثر الإيمان بالقضاء والقدر في سلوك المؤمنين: - كيف تعامل الإسلام مع الوباء والبلاء

[محمد مهدي قشلان]

الفصل: ‌أثر الإيمان بالقضاء والقدر في سلوك المؤمنين:

‌أثر الإيمان بالقضاء والقدر في سلوك المؤمنين:

إنَّ أروع وأكمل ما يُميَّز به المؤمن عن غيره إيمانهُ الجازمُ بقضاء الله وقدره، فهو يعتقد أنه لا يقع شيءٌ في كون الله إلا ما يقدره ويريده الله، وأن كل ما في الكون من رزق وحياة وسعادةٍ وشقاءٍ وموت، كلها تحضع لقدر الله وقضائه، فالله قدر مقادير العباد قبل أن يخلقهم، وجفت الصحف بما قدَّره الله، كل ذلك من المسلَّمات عند المؤمن، والإيمان بذلك هو بلسم الحياة الذي يزيل الأسى والحزن؛ فإن العبد إذا رضي لحكمة الله التامة في قضائه وقدره، كان مرتاح البال، مطمئن النفس، ثابت القلب، صابراً عند الشدائد والكرب، لا يحيد عن مراد الله، يعيش دائماً مستذكراً ومستحضراً قول رَسُولُ الله:«عَجَباً لأمْرِ الْمُؤْمِنِ إِنَّ أَمْرَهُ كُلَّهُ لَهُ خَيْرٌ، وَلَيْسَ ذَلِكَ لأِحَدٍ إِلَاّ للْمُؤْمِن: إِنْ أَصَابَتْهُ سَرَّاءُ شَكَرَ فَكَانَ خَيْراً لَهُ، وَإِنْ أَصَابَتْهُ ضَرَّاءُ صَبَرَ فَكَانَ خيْراً لَهُ» . (رواه مسلم).

وإنَّ مما قضاه الله وأمضاه ظهور مرض خفي خطير صار حديث الناس، وسبَّبَ قلقاً وخوفاً عند كثيرٍ منهم، أعني مرض (كورونا)

(1)

نسأل الله السلامة والعافية لنا ولجميع المسلمين، واسمحوا لي في هذه الدقائق المباركة أن أضع النقاط على الحروف، وأن أسميَ الأشياء بأسمائها، أجول بحضراتكم بين وقفات أربعة، بين الشريعة والعلم، فما أحوجنا لمثل هذه الوقفات الإيمانية في وقت كثر فيه الرُّهاب والهلع والخوف والفزع

(1)

فيروس كورونا المرتبط بمتلازمة الشرق الأوسط التنفسية (تُعرف اختصارًا MERS-CoV أو EMC/2012)، هو فيروس ذو حمضٍ نووي ريبوزي مفرد الخيط، إيجابي الاتجاه ينتمي لجنس فيروسات كورونا بيتا، تؤدي الإصابة بفيروس كورونا الشرق الأوسط في العادة إلى التهاب قناة التنفس العلوية وبأعراض مشابهة للإنفلونزا مثل العطاس، والسعال، وانسداد الجيوب الأنفية، وإفرازات مخاطية من الأنف مع ارتفاع درجة حرارة الجسم لتصل إلى حوالي 39 درجة خلال 24 ساعة من بدء الأعراض، وأيضًا قد يؤدي إلى إصابة حادة في الجهاز التنفسي السفلي، والالتهاب الرئوي. بالإضافة إلى التأثير على الجهاز التنفسي فإن فيروس كورونا الشرق الأوسط قد يؤدي إلى فشل الكلى مع احتمال عالي للوفاة.

[من أعراضه]

سعال: قيء (في بعض الحالات). إسهال (في بعض الحالات).حمى. التهاب رئوي حاد. عطاس.

[طريقة الانتقال]

ينتقل المرض نتيجة استنشاق الرذاذ التنفسي من المريض، أو عن طريق الأسطح الملوثة، مثل المخدات (الوسائد) والألحفة (الشراشف) وغيرها.

[مصدر الفيروس]

إلى الآن لم يعرف مصدر هذه السلالة الفيروسية الجديدة لكن هناك العديد من الاحتمالات منها: قد يكون الفيروس أحد فيروسات كورونا التي تصيب الحيوان في الأصل ونتيجة لإصابة الإنسان به أصبح الفيروس تحت ضغط مما أدى إلى تكيفه وأصبح الفيروس قادراً على إصابة الإنسان وبالتالي قدراته الإضافية تمثلت في القدرة على إصابة خلايا الكلى بدلاً من إصابة الجهاز التنفسي فقط، يعتقد أن الخفافيش هي مصدر الفيروس الأساسي ولكن لم يثبت بشكل قطعي. ا. هـ (موسوعة ويكيبيديا)

[فترة حضانة الفيروس]

حسب الدراسات ففترة حضانة فيروس كورونا الشرق الأوسط يعتقد أنها في الغالب تكون 5.5 يومًا وتتراوح ما بين 1.9 يومًا الي 14.7 يوماً.

ويمكن للفيروس الاحتفاظ بقدرته الإمراضية خارج جسم الإنسان لمدة ستة أيام في بيئة سائلة وثلاث ساعات على الأسطح الجافة وذلك حسب الدراسات

ص: 4