الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الْفَصْلُ الْرَّابِعُ: الْدَّوَافِعُ عَلَى استمرار الْغَضَبِ.
الْفَصْلُ الْخَامِسُ: مسكناتُ الْغَضَبِ.
الْفَصْلُ الْسَّادِسُ: موانعُ الْغَضَبِ.
الْفَصْلُ الْسَّابِعُ: الْفَرْقُ بَيْنَ الْغَضَبِ والْحُزْنِ.
الْفَصْلُ الْثَّامِنُ: الْغَضَبُ الْمَذْمُومُ وَأَنْوَاعُهُ.
الْفَصْلُ الْتَّاسِعُ: الْغَضَبُ الْمَحْمُودُ وَأَنْوَاعُه.
الْفَصْلُ الأَوَّلُ: لَا تَغْضَبْ
.
قَالَ أَبُوحَاتِم ٍ: الْغَضَبُ أَشَدُّ نِكَايَةً في الْعَاقِلِ مِنَ الْنَّارِ في يَبَسِ الْعَوْسَجِ.
وَلَمْ أَرَ في الأَعْدَاءِ حِيْنَ اخْتَبَرْتُهُمْ
…
عَذدُوَاً لِعَقْلِ الْمَرْءِ أَعْدَى مِنَ الْغَضَبِ
وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاء: الْغَضَبُ أَشَدُّ الأَعْدَاءِ؛ لأَنَّهُ أَبْلَغُ نِكَايةً وَأَشَدُّ فَتْكاً وَأَعْجَلُ حَتْفاً.
وَقَدْ قِيْل: الْغَضْبَانُ يَقُولُ مَالَا يَعْلَمُ، وَيَعْمَلُ بِمَا يَنْدَمُ.
قَالَ أَبُو حَاتِم ٍ: الْغَضَبُ بَذْرُ الْنَّدَم ِ، وَتَرْكُهُ أَسْهَلُ مِنْ إِصْلَاح ِمَا يُفْسِدُهُ. وَسُرْعَةُ الْغَضَبِ مِنْ شِيَم ِ الْحَمْقَى.
وَقاَلَ بَعْضُ الْعُقَلَاءِ: إِيَّاكَ وَالْغَضَبَ؛ فَإِنَّهُ يُصَيِّرُكَ إِلى ذُلِّ الاِعْتِذَارِ.
وَقَدْ قِيْل: الْشَّيْطَانُ أَقْدَرُ مَا يَكُونُ عَلَى الإنْسَان إِذَا كَانَ غَضْبَان، يَقُودُهُ إِلى الْشَّطَطِ، وَيُوقِعُهُ فِي الْغَلَطِ.
قَالَ بَعْضُ الْعُلَمَاءِ: مَنْ كَثُرَ غَضَبُهُ، كَثُرَ غَلَطُهُ، وَزَادَ شَطَطُهُ.
وَقاَلَ بَعْضُ الْنُّصَحَاءِ: مَنْ أَطَاعَ غَضَبَهُ قَادَهُ إِلى الْنَّارِ.
وَقَالَ الْحَسَنُ: يَا بْنَ آدَمَ كُلَّمَا غَضِبْتَ وَثَبْتَ يُوْشِكُ أَنْ تَثِبَ وَثْبَةً فَتَقَعَ في الْنَّارِ.
وَقَدْ قِيْل: أَقْرَبُ مَا يَكُونُ الإنْسَان؟ مِنْ غَضَبِ الْرَّحْمَن إِذَا كَانَ غَضْبَان.
عَنَ عَبْدِ اللهِ بْنِ عَمْرٍو رضي الله عنه قَالَ: قُلْتُ: يَا رَسُوْلَ اللهِ: مَاذَا يُبَاعِدُنِي مِنْ غَضَبِ اللهِ؟ قَالَ: (لَا تَغْضَبْ) رَوَاهُ أَحْمَدُ (1).
وَعَنْ جُنْدَبٍ رضي الله عنه: أَنَّ رَسُوْلَ اللهِ صلى الله عليه وسلم حَدَّثَ: أنَّ رَجُلاً قَالَ: وَاللهِ لَا يَغْفِرُ اللهُ لِفُلَانٍ وَإِنَّ الله َتَعَالَى قَالَ: مَنْ ذَا الْذِي يَتَأَلَّى عَلَيَّ أَنْ لَا أَغْفِرَ لِفُلَانٍ فَإِنِّي قَدْ غَفَرْتُ لِفُلَانٍ وَأَحْبَطتُ عَمَلَكَ أَوْ كَمَا قَالَ. رَوَاهُ مُسْلِمٌ (2).
قَالَ أَبُو هُرَيْرَةَ رضي الله عنه: فَوَالْذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَتَكَلَّمَ بِكَلِمَةٍ أَوْبَقَتْ دُنْيَاهُ وَآخِرَتَهُ). رواه ابن حبان وبن المبارك (3).
قُلْتُ: وَالْسَّبَبُ هُوَ الْغَضَبُ.
قَالَ عَطَاءُ ابْنُ أَبِي رَبَاح ٍ: مَا أَبْكَى الْعَالِمَ كَغَضْبَةٍ غَضِبَها أَحْبَطَتْ عَلِيهِ عَمَلَ خَمْسِينَ سَنَةً.
وَعَنْ أَبِي هُرِيْرَةَ رضي الله عنه: أَنَّ رَجُلاً قَالَ: للنَّبي صلى الله عليه وسلم: أَوْصِنِي. قَالَ: (لَا تَغْضَبْ). فَرَدَدَ مِرَارَاً قَالَ: (لَا تَغْضَبْ) رَوَاهُ البُخَارِي (4).
(1) المسند رقم6346ج13ص384.
(2)
صحيح مسلم رقم ج4/ص2023 باب تحريم الكبر 2621.
(3)
صحيح ا بن حبان ج13ص20ومسند ابن المبارك ج1ص20
(4)
صحيح البخاري رقم5651ج9ص74 باب الحذر من الغضب.