المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الطبقة الخامسة والعشرون - لحظ الألحاظ بذيل طبقات الحفاظ

[ابن فهد]

الفصل: ‌الطبقة الخامسة والعشرون

‌الطبقة الخامسة والعشرون

ومن هنا أوائل الطبقة الخامسة والعشرين:

العفيف المطري1 عبد الله بن محمد بن أحمد بن محمد بن خليف بن عيسى بن عساس بن يوسف بن بدر بن علي بن عثمان الأنصاري السعدي العبادي الإمام العلامة الحافظ عفيف الدين أبو السيادة رئيس المؤذنين بالحرم الشريف النبوي: ولد في رابع عشر من شوال سنة ثمان وتسعين وستمائة بالمدينة النبوية، اشتغل وحصل وطلب الحديث فاعتني به وبالتواريخ فحصل منها جملة صالحة، سمع بعدة بلاد منها مكة على الفخر التوزري والرضي الطبري وغيرهما، وبالمدينة الشريفة على جماعة منهم أبوه وبدمشق على أبي بكر بن الشيرازي والقاسم بن عساكر والحجار وعدة وببيت المقدس على جمع منهم زينب بنت سكر، وبمصر على علي بن يوسف الختني2 وأبي الحسن الواني ويونس الدبوسي وغيرهم وببغداد على جمع، وحدث وسمع منه جماعة من الفضلاء منهم شيخنا أبو بكر بن الحسين وسمع من شيخنا الحافظ أبوعبد الله الذهبي وانتقى عليه جزءًا من مروياته وذكره في معجمه فقال: له فهم وذكاء ورحلة ولقاء وأفادني أشياء حسنة مهمة وذكره أيضًا في المعجم المختص فقال: العالم الفاضل المحدث ارتحل في سماع الحديث إلى الحرم ومصر والشام وبغداد وكتب وحصل أفادني أشياء حسنة سمعت منه وانتقيت له جزءًا، امتحن في سنة اثنتين وأربيعن وسبعمائة ونُهبت دارة وأخذ منها ما يبلغ مائة ألف درهم فيما قيل وحبس ثم أطلق ولطف الله تعالى به وقتل خصمه، وقال شيخنا الحافظم أبو زرعة بن العراقي: طلب الحديث وعني به وبالتورايخ وحصل منها جملة صالحة وإنه من أهل الصلاح والتقوى وكرم النفس والإحسان إلى الخلق والإيثار وتلقي أهل الصلاح الواردين إلى المدينة على أتم الوجوه. انتهى3. توفي

1 الدرر الكامنة 2/ 173 "2202".

2 قال الطهطاوي: وهو جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن عمر بن حسين بن أبي بكر الختني ثم المصري "المتوفى بها سنة 731 عن 86 سنة" وهو أحد المسندين الذين كانوا بمصر في زمن واحد ومنهم أبو الحسن الواني ويونس الدبوسي اللذان ذكرهما المؤلف بعده وهما نور الدين أبو الحسن علي بن عمر بن أبي بكر الواني ثم المصري "المتوفى بها سنة 727 عن 92 سنة" وفتح الدين أبو النون يونس إبراهيم بن عبد القوي بن قاسم بن داود الكناني العسقلاني ثم المصري الدبابيسي "المتوفى بمصر سنة 729 عن 92 سنة".

3 قال ابن رافع: جمع كتابًا سماه "الإعلام فيمن دخل المدينة من الأعلام".

ص: 96

في شهر ربيع الأول سنة خمس وستين وسبعمائة رحمه الله تعالى1.

وفيها مات بدمشق ظهير الدين إبراهيم بن علي بن محمد الجزري في المحرم، والشرف الإمام مجد الدين أبو العباس أحمد بن الحسن بن علي بن خليفة الحسيني التاجر في ليلة الأربعاء رابع عشري شهر رمضان ومولده في سنة إحدى وتسعين وستمائة، وبحلب الأمير شهاب الدين أحمد بن محمد بن عمر بن العديم الحلبي وله بضع وستون سنة، والأمير شهاب الدين أحمد بن يعقوب بن عبد الكريم الحلبي2 وكان له نظم حسن، وبدمشق المسند المعمر إسماعيل بن أبي بكر بن أحمد الحراني ثم الدمشقي المشهور بابن سيف في يوم الخميس ثاني جمادى الثانية، وبحلب الأديب عز الدين أبو محمد الحسن بن علي بن الحسن العباسي شُهر بابن البناء وله نحو من تسعين سنة، وبدمشق الشيخة ست الفقهاء ابنة أحمد بن محمد بن علي العباسي الأصبهاني في شعبان، وبالقاهرة طولوباي الناصريةزوج السلطان حسن ثم الأمير يلبغا، وبدمنهور المحدث علم الدين أبو القاسم عبد الرحمن بن نصر الله بن أبي القاسم بن عبد الله بن محمد بن طلايع بن القاسم الكناني الدمنهوري في أواخر المحرم، وشيخ قاسيون الإمام شمس الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن عبد الرحمن بن أبي عمر المقدسي الصالحي الحنبلي3 في يوم الخميس الثاني في جمادى الثانية، بحماة قاضيها نجم الدين عبد الرحيم بن إبراهيم بن هبة الله البارزي الحموي4، وبالمدينة النبوية -على الحالّ بها أفضل الصلاة والسلام- الإمام أبو محمد عبد السلام بن سعيد بن عبد الغالب القيرواني في المحرم وببغداد الشيخ الأديب جمال الدين أبو أحمد عبد الصمد بن إبراهيم بن خليل البغدادي ويعرف بابن الحصري5 في رمضان، وبالقاهرة القاضي صلاح الدين عبد الله بن عبد الله بن إبراهيم عرف بابن البُرُلْسي6.

1 وكانت وفاته بالمدينة المنورة على ما ذكره ابن حجر.

2 كان أحد الأمراء بحلب وقد أثنى عليه ابن حبيب وأرخ وفاته سنة 775 كذا في الدرر الكامنة والله أعلم.

3 قال الطهطاوي: وقد أرخ وفاته في التاريخ المذكور التقي بن رافع في وفياته وصاحب المنهج الأحمد وغيرهما وأما صاحب شذرات الذهب فقد ذكره أولًا فيمن توفوا في السنة المذكورة -أعني سنة 765- ثم ذكره فيمن توفوا في سنة 795 والأول هو الصحيح الذي اعتمده صاحب الدرر الكامنة ولم يذكر غيره.

4 قال الطهطاوي: وقد أرخ وفاته في هذه السنة 774 وهو المعتمد كذا في النسخة التي بيدي من الدرر الكامنة ولعل فيه تحريفًا والصواب في جمادى الآخر من سنة 764 وإلا فالتقي بن رافع قد توفي في جمادى الأولى من سنة 774 كما ذكره غير واحد فكيف يؤرخ وفاة من توفي في جمادى الآخرة منها.

5 هكذا بالحاء والصاد المهملتين والذي في الدرر الكامنة وشذرات الذهب والمنهج الأحمد والسحب الوابلة "الخضري" بالخاء والضاد والمعجمتين والله أعلم. "الطهطاوي".

6 والذي في الدرر الكامنة "ابن الشريشي" وفي كتاب الأنساب والقاموس أنه بضم الموحدة والراء مع ضم اللام المشددة وهو المتعارف.

ص: 97

المالكي في ليلة السبت خامس عشري صفر ومولده في سنة تسع وتسعين وستمائة، وبدمشق الشريف أبو بكر عبد المنعم بن محمد بن محمد الحسني في ثالث عشر جمادى الثانية ومولده في سنة أربع وثمانين وستمائه، وبداريا1 أبو عمرو عثمان بن نصر الداراني في رجب، والشيخ عز الدين أبو عمرو عثمان بن الأنباري في مستهل جمادى الأولى، وبالنيرب من غوطة دمشق المسند أبو حفص عمر بن محمد بن أبي بكر بن أبي النور الشحطبي في ليلة الجمعة خامس عشري شوال، وبالمدينة الشريفة -على الحالّ بها أفضل الصلاة والسلام- الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد العزيز شُهر بحده الجبرتي2 ثم المدني كان مباشرا بالحرم النبوي ثم جعل به ناظرا، وبظاهر دمشق المسند ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن أزبك الخازندار الحنفي3 في يوم الثلاثاء تاسع عشر من رجب، وبالقاهرة القاضي تاج الدين محمد بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن السلمي المناوي في سادس من ربيع الثاني، وبسفح قاسيون الأصيل عز الدين أبو المفاخر محمد بن سالم بن أبي الدرر عبد الرحمن الدمشقي في ثاني عشري صفر، وبالإسكندرية ناصر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أبي عمرو الإسكندري ناصر الدين أبو المحرم، وبدمشق بدر الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الرحمن بن مظفر الهمذاني ثم الدمشقي في ليلة الخميس سابع شوال، وبالصالحية الشيخ أمين الدين محمد بن عبد القادر بن بركات بن أبي الفضل البعلي الصالحي في يوم الجمعة تاسع عشري شهر رجب، وبالقاهرة القاضي شمس الدين محمد بن عبد المعطي بن سالم عرف بابن السبع الشافعي، وبطرابلس الشيخ محب الدين محمد بن علي بن مسعود عرف بابن الملاح الطرابلسي.

1 قرية كبيرة مشهورة من قرى دمشق بالغوطة والنسبة إليها داراني على غير قياس. معجم البلدان، وضرب الحوطة.

2 بفتح الجيم وسكون الموحدة وفتح الراء على ما ذكره السخاوي في أنساب الضوء، وفي تاريخ الجبرتي عند ترجمة والده بيت من الشعر في مرثيته لا يستقيم إلا بإسكان الراء على ما هو الجاري على الألسنة فليحرر.

3 وقد أرخ وفاته أبو جعفر بن الكويك في مشيخته في رجب من سنة 766 ولذا قال صاحب الدرر الكامنة: توفي في رجب من سنة خمس أو ست وستين وسبعمائة. "الطهطاوي".

"وجاء" في التعليقات "أن الجبرتي بفتح الجيم وسكون الموحدة وفتح الراء على ما ذكره السخاوي في أنساب الضوء اللامع" ثم ذكر ذلك الشمس السخاوي في باب الأنساب من الضوء اللامع فقد قال: الجبرتي نسبة إلى جبرة بفتح ثم سكون وراء مفتوحة ثم هاء تأنيث. ا. هـ. وقد رأيت له في ترجمة سلطان المسلمين بالحبشة ما نصه "أصلهم فيما قيل من قريش فرحل من شاء الله من سلفهم من الحجاز حتى نزل بأرض جبرة المعروفة الآن بجبرت فسكنها" ا. هـ. والنسبة مراعى فهيا ما هو المعروف الآن كما يفيده كلام الحافظ الذهبي في كتاب المشتبه.

ص: 98

الشافعي، وببيت الآبار1 الخطيب شمس الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر بن عبد الله بن عمر الآباري في ليلة الاثنين مستهل شهر رمضان وله سبعون سنة، وبالقاهرة المسند المكثر فتح الدين أبو الحرم محمد بن محمد بن أبي الحرم بن أبي طالب بن عبد الجبار القلانسي الحنبلي في ليلة الرابع من جمادى الأولى ومولده في العشر الأخير من ذي الحجة سنة ثلاث وثمانين وستمائة، والشيخ الصالح محمد بن وفا الشاذلي صاحب الأتباع والمعتقدين في العشر الأخير من ربيع الثاني، وبسفح قاسيون الإمام نور الدين محمد بن أبي بكر بن عمر بن أبي بكر 2 بن قوام البالسي3 الصالحي في سلخ ربيع الآخر أو مستهل جمادى الأولى ومولده في سنة سبع عشرة وسبعمائة.

أخبرنا سيدي والدي أبو النصر محمد بن محمد بن العلوي -رحمة الله تعالى عليه- مشافهة والإمام العلامة شمس الدين محمد بن محمود بن محمد بن عمر بن فخر الدين الخوارزمي الحنفي أنه لم يكن سماعًا وغير واحد قالوا: أخبرنا أبو السعادة عبد الله بن محمد بن أحمد الأنصاري ح وأخبرنا عاليًا بدرجة إبراهيم بن محمد بن أبي بكر المؤذن قالا: أخبرنا أبو العباس أحمد بن أبي طالب الدمشقي بها قال: المؤذن وأنا حاضر، زاد الأنصاري فقال: والمعمرة أم محمد زينب بنت أحمد بن سكر ببيت المقدس. قالا: أخبرنا عبد الله بن عمر الحريمي4 قال: أخبرنا عبد الأول بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن عبد العزيز قال: أخبرنا عبد الرحمن بن أحمد الأنصاري قال: حدثنا عبد الله بن محمد البغوي قال: حدثنا العلاء بن موسى الباهلي قال: حدثنا الليث بن سعد بن نافع عن ابن عمر رضي الله عنهما عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "لا يقيمن أحدكم الرجل من مجلسه ثم يجلس فيه"5.

1 بيت الآبار جمع بئر قرية يضاف إليها كورة من غوطة دمشق والنسبة إليها آباري من غير رد إلى المفرد.

2 والذي في الدرر الكامنة والشذرات "محمد بن أبي بكر بن محمد بن عمر

إلخ" فأبوه هو أبو بكر بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسي ويلقب بنجم الدين وله ترجمة في الدرر جاء فيها أنه ولد سنة 690 وتوفي في سنة 746 وجده هو محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسي وله ترجمة في الدرر جاء فيها أنه ولد سنة 630 وتوفي سنة 718 وأنه حدث عن بعض أصحاب ابن طبرزذ. "الطهطاوي".

3 بلدة بين حلب والرقة وينسب إليها كثيرون من أهل العلم.

4 وهو المعروف بالمعيد لكونه كان معيدًا بدرس الحنفية ليلبغا بمكة وكان إمام مقام الحنفية بحرمها وتوفي بها في جمادى الأولى من سنة 813 وقد جاوز الثمانين وقد ذكره المؤلف في معجمه. "الطهطاوي". نسبة إلى الحريم الطاهري وكان من لجأ إليه أمن فسمي بالحريم.

5 رواه البخاري في الاستئذان باب 31-33، ومسلم في السلام حديث 27، 29، 31.

ص: 99

الشهاب المقدسي 1 أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم بن هلال بن تميم بن سرور المقدسي الإمام الحافظ شهاب الدين:

ولد في سنة أربع عشرة وسبعمائة، وسمع الكثير من أصحب ابن عبد الدائم وابن علاق والنجيب والطبقة وعني بهذا الشأن فجمع وضبط وبرع ورحل وأفاد ودرس بعد العلائي بالتنكزية وحدث، وسمع منه جماعة من الفضلاء، ذكره الذهبي في معجمه المختص فقال: الإمام المحدث طالب مفيد سريع القراءة سمع الكثير وقرأ كتبًا بالقدس ومصر ودمشق، قرأ عليَّ كتاب ابن ماجه وقال شيخنا الحافظ أبو زرعة: أخذ عن والدي بالقاهرة وله عشرون سنة2 في سنة خمس وأربعين وسبعمائة. انتهى. توفي في بيت المقدس في سنة خمس وستين وسبعمائة3.

كتب إلى الإمام المحدث برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي قال: أخبرنا أبو الحافظ أبو محمود ح وشاقهنا بعلو درجة القاضي أبو الخير محمد بن أحمد بن أحمد بن محمد المكي بها قالا: أخبرنا المقري أبو العباس أحمد بن علي بن حسن الحنبلي قال شيخنا كتابة قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن عبد الهادي بن يوسف سماعًا عليه في الرابعة قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي قال: أخبرنا أبو سعد الحسين بن الحسن العائذي وأبو مسلم عبد الرحمن بن عمر السمعاني ومحمد بن عبد الملك وأبو الحسن المبارك بن عبد الجبار بن الطيوري قالوا: أخبرنا أبو علي الحسن بن أحمد بن إبراهيم بن شاذان قال: أخبرنا أبو بكر أحمد بن سليمان بن أيوب العباداني قال: حدثنا علي بن حرب الطائي قال: حدثنا سفيان -يعني ابن عيينة- ووكيع قال: حدثنا وقال ابن عيينة: عن هشام بن عروة عن أبيه عن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله عز وجل لا يقبض العلم انتزاعًا ينتزعه من الناس ولكن يقبض العلماء فإذا لم يبقَ عالم اتخذ الناس رؤوسًا جهالًا فسُئِلوا فأفتوا بغير علم فضلوا وأضلوا" 4 حديث صحيح متواتر عن هشام بن عروة رواه عنه جمع كثير يبلغ ستمائة فيما حكاه بعضهم، والله سبحانه وتعالى أعلم.

أبو المحاسن الحسيني 5 محمد بن علي بن الحسن بن حمزة بن محمد بن

1 الدرر الكامنة 1/ 143 "620".

2 أي ولوالدي من العمر عشرون سنة وقد قال الحافظ العراقي في شرح ألفيته: وسمع من صاحبنا العلامة أبو محمود أحمد بن محمد بن إبراهيم المقدسي وسنه عشرون سنة، سنة خمس وأربعين وسبعمائة، ثم قال: وهذا من رواية الأكابر عن الأصاغر. "الطهطاوي".

3 قال ابن حجر: شرع في شرح سنن أبي داود.

4 رواه البخاري في العلم باب 24. ومسلم في العلم حديث 13.

5 الدرر الكامنة 4/ 38 "4151".

ص: 100

ناصر بن علي بن الحسين بن إسماعيل بن الحسين بن أحمد بن إسماعيل بن محمد بن إسماعيل بن جعفر الصادق بن محمد الباقر بن علي زين العابدين بن الحسين بن علي بن أبي طالب، الدمشقي الشافعي شمس الدين أبو المحاسن:

مولده في شعبان سنة خمس عشرة وسبعمائة وسمع من جماعة من الأعيان منهم محمد بن أبي بكر بن عبد الدائم ومحمد وزينب ولدا إسماعيل بن إبراهيم الخباز والمزي والذهبي وعدة من أصحاب ابن عبد الدائم وغيره منهم أبو الفتح الميدومي وأحمد بن علي الجزري وزينب بنت الكمال وخلق يجمعم معجمه الذي خرجه لنفسه، وكان رضي النفس حسن الأخلاق من الثقات الأثبات إمامًا مؤرخا- حافظًا له قدر كبير طلب بنفسه فقرأ وبرع وتميز وحفظ وأفاد وكتب بخطه الكثير وخرج وانتقى، وجمعت له مؤلفات حسنة مطولة ومختصرة منها "العرف الذكي في النسب الزكي" و"الاكتفاء في الضعفاء" و"الإلمام في دخول الحمام" وأسامي رجال الكتب الستة، ومسند الإمام أحمد، وذيل على العبر للذهبي وكذا على طبقات الحفاظ له واختصر الأطراف للمزي1؛ وكان شاهد المواريث بدمشق، ذكره الذهبي في معجمه المختص وأثنى عليه، مات -رحمه الله تعالى- بدمشق في يوم الأحد سلخ شعبان أو مستهل شهر رمضان المعظم قدره سنة خمس وستين وسبعمائة ودفن بسفح قاسيون.

ابن المجد 2 محمد بن محمد بن عيسى بن محمود بن عبد الضيف بن أبي عبد الله الأنصاري الشافعي البعلبكي قاضيها وابن قاضيها تقي الدين أبو الفضل:

ولد في شهر رجب سنة إحدى وسبعمائة، دأب واجتهد في الطلب وكان من العلماء الراسخين والأئمة الحفاظ المعتبرين وتفقه وبرع وتميز وأفتى ودرس، وولي قضاء طرابلس وحمص وبعلبك، وعبر إلى بغداد ومصر تاجرًا، روى عن محمد بن شرف وعيسى المطعم والقاضي سليمان وأبي بكر بن عبد الدائم وإسماعيل بن مكتوم ووزيرة، وجمع، وخرج له بعض الطلبة مشيخة، روى عنه الحافظ أبو المحاسن الحسيني وأبو محمد بن الشرايحي والعماد إسماعيل بن بردس وجماعة، توفي ببعلبك في ثالث عشر أو سابع عشر من المحرم سنة ثمان وستين وسبعمائة.

وفيها مات بدمشق الإمام معين الدين سليمان بن علي بن أحمد بن القونوي الحنفي في ليلة الاثنين الثالث عشر من ذي القعدة، وبالقاهرة الإمام نجم الدين عبد

1 وله أيضًا: التذكرة في رجال العشرة، قال الحافظ ابن ناصر الدين الدمشقي: خرج لنفسه معجمًا يشتمل على خلق كثير وكان إمامًا حافظًا مؤرخًا له قدر كبير. ا. هـ. وقد بسطنا ترجمته في صدر هذه الذيول.

2 الدرر الكامنة 4/ 128 "4547".

ص: 101

الجليل بن سالم بن عبد الرحمن الرويسوني1 -وهي من أعمال نابلس- الحنبلي في شهر ربيع الأول، والشيخ سراج الدين عبد اللطيف بن محمد بن عبد الباقي شُهر بابن الشامية له تسع وستون سنة، وبمكة الإمام العارف شيخ الوقت صاحب الأحوال والكرامات عفيف الدين أبو السيادة وأبو محمد عبد الله بن أسعد بن علي بن سليمان بن فلاح اليافعي اليمني المكي الشافعي2 في ليلة الأحد والعشرين من جمادى الآخرة ومولده تقريبًا في سنة ثمان وتسعين وستمائة ببلاد اليمن، وبحماة قاضيها أمين الدين عبد الوهاب بن أحمد بن وهبان الدمشقي الحنفي عن نحو من أربعين سنة، وبدمشق المحدث الزاهد نور الدين أبو الحسن علي بن الحسين بن علي شُهر بالبناء المصري في ليلة الأربعاء ثالث شوال، وبالقاهرة الشيخ الصالح أبو الحسن علي الدميري في العشرين من المحرم، والقاضي شرف الدين عيسى بن الزنكلوني الشافعي في سابع عشري شهر رمضان وكان مُعَمَّرًا ولد في سنة ثلاث وثمانين وستمائة والعلامة إمام أهل الأدب جمال الدين أبو بكر محمد بن محمد بن محمد بن الحسن بن صالح بن علي بن يحيى بن طاهر بن محمد بن الخطيب أبي يحيى عبد الرحيم بن نباتة الفارقي الجزامي3 المصري بالبيمارستان المنصوري في ليلة الثلاثاء محمد بن عبد الله شهر بابن المهتار الدمشقي في ليلة الجمعة ثالث ذي القعدة، والشيخ عز الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن سعد الله بن أبي محمد بن محمد السلام بن عمر الحافظ تقي الدين بظاهر دمشق في يوم الأربعاء الرابع عشر من ذي الحجة، وبالقاهرة الأمير الكبير سيف الدين يلبغا الخاصكي مقتولًا في يوم الأربعاء الثاني من ربيع الثاني، وبالقرافة من مصر الشيخ يوسف بن عبد الله بن عمر بن علي بن

1 نسبة إلى رويسون وهي من أعمال نابلس كما قال المؤلف وكذا في الشذرات والمنهج الأحمد والسبل الوابلة، لم يذكرها صاحب معجم البلدان وإنما ذكر ريسون بفتح الراء وقال: إنها قرية بالأردن وكذا صاحب القاموس. "الطهطاوي".

2 مؤلف "مرهم العلل المعضلة في دفع الشبه والرد على المعتزلة" و"الشاش المعلم لكتاب المرهم" يلخص فيه "تبيين كذب المفرتي فيما نسب إلى الإمام أبي الحسن الأشعري" لابن عساكر. ويزيد في رجاله، ولقد ترجم فيه ما يبلغ مائة إمام من أئمة الأشعرية، وله أيضًا التاريخ المشهور وغير ذلك سوى ما ألف في التصوف.

3 قال الطهطاوي: وصوابه "الحذاقي" بحاء مهملة مضمومة وذال معجمة مخففة وقاف بعد الألف نسبة إلى حذاقة بطن من قضاعة كما في تاريخ ابن خلكان في ترجمة الخطيب أبي يحيى عبد الرحيم بن نباته الجد الأعلى للمذكور هنا.

ص: 102

خضر الكردي شهر بالعجمي وبالكُوراني1 في يوم الأحد النصف من جمادى الأولى وفخر الدين الزويغة2 وزيز يلبغا السابق ذكره في العشر الأخير من جمادى الآخرة بعد عقوبة شديدة، وبحلب القاضي جمال الدين أبو بكر بن عمر بن عبد العزيز بن أبي جرادة الحلبي الحنفي في المحرم وله نيف وستون سنة، وبوادي الأخضر على مرحلتين من تبوك الشيخ الصالح أبو الحسن بن محمد بن إبراهيم الدمشقي البياني القطان في سابع المحرم، وببغداد الإمام محيي الدين محمد بن عبد الله بن محمد بن علي بن حماد بن ثابت بن العاقولي البغدادي الشافعي في رابع عشري شهر رمضان وأم عبد الرحيم بنت السلطان الملك العاقولي الناصر محمد بن قلاوون زوج الأمير منكلي بغا الفخري.

أبو ذر بن الخطيب 3 محمد بن محمد بن عبد الرحيم بن عبد الوهاب بن علي بن أحمد بن عقيل السلمي البعلبكي الإمام الحافظ تقي الدين:

ولد في سنة تسع وسبعمائة، وكان إمامًا متفننًا ذا عربية ولغة كاتبًا مع صلاح ودين، سليم القلب حسن المعاشرة حدث عن جماعة منهم والده4 وأبو بكر بن عنترة وأبو العباس الحجار وأسماء بنت صصري وسمع من المزي والذهبي وجمع من المحدثين، ناب في الحكم ببلده وخطب بجامعها وكتب الكثير بخطه المنسوب، مات ببعلبك في يوم الجمعة السابع من ذي القعدة الحرام سنة اثنتين وسبعين وسبعمائة ودفن بمقبرة باب سطحا.

وفيها توفي بنابلس المسند المعمر برهان الدين إبراهيم بن عبد الله بن أحمد الزيباوي النابلسي في رجب أو شعبان، وبالقاهرة برهان الدين أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم بن العراقي في رجب ومولده في العشر الأخير من شهر رمضان سنة تسع وأربيعن وسبعمائة، وبصالحية دمشق الفاضل الأصيل شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن عبد الله بن عمر بن عوض شهر بابن

1 بضم الكاف نسبة إلى كوران من بلاد الأكراد كما في "اليانع الجني في أسانيد المحدث عبد الغني" وغيره وإليها ينسب عدة من العلماء المشاهير، ووهم السخاوي في أنساب الضوء وقيد الكاف بالفتح.

2 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن قروينة" كما في الدرر الكامنة وتاريخ ابن إياس بالقاف والراء والواو والمثناة التحتية والنون وهو فخر الدين ماجد الوزير القبطي كان ظالمًا جماعًا للمال مستطيلًا على الأكابر بجاه يبغا ويقال: إنه كان يحمل لخزانة يلبغا في كل يوم ألف دينار برسم سماطه. وكان يعاند القاضي عز الدين بن جماعة في الأمور الشرعية، وبعد قتل يلبغا أذيق أنواع العذاب حتى مات كما هو مبسوط في كتب التاريخ.

3 الدرر الكامنة 4/ 115 "4475".

4 قال الطهطاوي: وهو بدر الدين محمد خطيب بعلبك "المتوفى سنة 743" وابنه أبو ذر سبط شرف الدين أبي الحسين اليونيني وقد ذكره الحافظ ابن ناصر الدين في بديعة البيان لقبه فيها بالجلال.

ص: 103

المحب1 المقدسي الصالحي في ليلة الاثنين مستهل رجب ومولده في سنة أربع وتسعين وستمائة، وبثغر الإسكندرية شهاب الدين أحمد بن محمد عرف بابن نبيه العمري الحنفي في رجب أو شعبان وقد قارب السبعين وفي أيام منى العدل شهاب الدين أحمد بن يحيى بن إسحاق شهر بابن قاضي زرع الشيباني الدمشقي، وبدمشق الأمير سيف الدين جرجي في ليلة الأحد سلخ صفر، وبالقاهرة الإمام بدر الدين حسن بن محمد بن صالح القدسي النابلسي الحنفي2 في شهر جمادى الثانية، وبدمشق الشيخ رضي الدين أبو الفرج عبد الرحمن بن عبد الله بن عبد الرحمن عرف بابن الرحبي الدمشقي الحنفي في يوم الثلاثاء سادس المحرم، وبالقاهرة شيخ الشافعية العلامة جمال الدين أبو محمد عبد الرحيم بن الحسين3 بن علي بن عمر بن علي بن إبراهيم الأموي الإسنوي الشافعي في ليلة الأحد الثاني عشر من جمادى الأولى، وبدمشق الشيخ جمال الدين عبد الله بن عمر بن عامر بن الخضر بن ربيع المشهور بابن قاضي الكرك العامري الغزي الشافعي وله نيف وخمسون سنة، وبالصالحية المدرس الأصيل فخر الدين أبو عمر وعثمان بن عبد الكريم يحيى بن محمد بن علي المعروف بابن المزكي القرمسي الدمشقي في ليلة الأربعاء الرابع عشر من ربيع الأول، وبظاهر دمشق المسند أبو الحسن علي بن إسماعيل بن العباس بن قريش4 البعلبكي في ليلة عيد الفطر، وبالصالحية المسند الأصيل أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن عبد الرحمن بن مؤمن5 الصوري ثم الصالحي في العشر الأخير من جمادى الثانية، وبالمدينة النبوية القاضي نور الدين أبوالحسن علي بن يوسف بن الحسن بن محمد بن محمود الزرندي الحنفي في السابع من ذي الحجة وبالقاهرة نائب السلطنة بها الأمير علاء الدين على المارديني الناصري وله بضع وستون سنة، والشيخ سراج الدين أبو حفص عمر بن الحسن بن محمد بن عبد العزيز عرف بابن الفرات وله ست وثمانون سنة، وبالصالحية الخطيب شرف الدين قاسم بن محمد بن غازي.

1 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "بابن المحتسب".

2 قال الطهطاوي: وصوابه "الحنبلي" كما في الدرر الكامنة والشذرات وقد ذكره صاحب المنهج الأحمد في تراجم أصحاب الإمام أحمد وصاحب السحب الوابلة على صرائح الحنابلة.

3 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن الحسن" كما في الدرر الكامنة وطبقات الشافعية للتقي ابن قاضي شهبة وبغية الوعاة وحسن المحاضرة وشذرات الذهب.

4 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن إلياس من قرمز" بالميم والزاي كما في الدرر الكامنة وثبت الجلال السيوطي وغيرهما.

5 قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة والشذرات والمنهج الأحمدي والسحب الوابلة "ابن عبد المؤمن".

ص: 104

شُهر بابن الحجازي التركماني الصالحي في يوم الأحد الثالث والعشرين من صفر، وبحلب الشيخ الجليل نور الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن علي بن بشر الحراني ثم الحلبي في سابع عشر المحرم ومولده في سنة ست وسبعمائة، وبدمشق المسند المعمر شمس الدين محمد بن حمد بن عبد المنعم بن حمد بن البيع الحراني ثم الدمشقي في العشر الأوسط ويقال: في النصف من شهر ربيع الآخر، وببيت لِهْيا1 من نواحي دمشق الخطيب شمس الدين محمد بن عبد الله بن مالك بن مكنون العجلوني في ليلة الأحد الثامن عشر من جمادى الأولى، وبدمشق الإمام بدر الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن إبراهيم المشهور بابن الكردي الدمشقي الشافعي في يوم الثلاثاء الحادي عشر من شهر رمضان، والشيخة وسناء بنت "عبد الرحمن المقدسي" في سابع عشر جمادى الأولى، وبظاهر دمشق نقيب المتعممين شرف الدين أبو بكر بن عبد الدايم بن عبد الحميد بن أبي القاسم الدُّنَيْسِري2 المارديني ثم الدمشقي في يوم الأربعاء الثامن من شهر رمضان، وولد في سنة أربع وتسعين وستمائة بدمشق المحروسة.

عبد القادر القرشي 3 عبد القادر بن محمد بن محمد بن نصر الله بن سالم بن أبي الوفاء القرشي الحنفي الإمام العلامة الحافظ محيي الدين أبو محمد:

مولده في العشرين من شعبان سنة ست وتسعين وستمائة وسمع من أبي الحسن بن الصواف والعماد بن السكري وأبي العباس الحجار وأم محمد وزيرة والشريف عز الدين الحسيني والرشيد بن المعلم والحسن بن عمر الكردي والواني والختني والعلم محمد بن النصير بن أمين الدولة والشريف علي بن عبد العظيم المرسي والكمال عبد الرحيم المنشاوي وأبي الحسن بن قريش والرضي الطبري وخلق، أجاز له الحافظ الدمياطي وتفقه وبرع وأفتى ودرس، وصنف وجمع، من ذلك "طبقات الفقهاء الحنفية" و"تخريج أحاديث الهداية"4 وحدث وسمع منه الحفاظ والفضلاء ومات بالقاهرة سنة خمس وسبعين وسبعمائة.

1 قال: ياقوت في معجم البلدان: "بيت لهيا بكسر اللام وسكون الهاء وياء وألف مقصورة كذا يتلفظ به، والصحيح "بيت الآلهة، وهي قرية مشهورة بغوطة دمشق

والنسبة إليها بتلهي

ا. هـ. وفي "ضرب الحوطة على جمع الغوطة للحافظ ابن طولون" بيت الآلهة هي حارة من دمشق شرقيها

وعليها بساتين وأرض كثيرة، وقع بها حديث كثير وآخر من حدث بها شيخنا المحيوي النعيمي وخرج منها جماعة من أهل الحديث. ا. هـ.

2 قال الطهطاوي: نسبة إلى دنيسر بضم ففتح وكسر السين المهملة، وهو مضبوط هكذا بالقلم في معجم البلدان والذي في القاموس "دنيسر" بضم الدال وفتح النون والسين. ا. هـ. وقد تقدم ذلك.

3 الدرر الكامنة 2/ 238 "2474".

4 "وله الحاوي في بيان آثار الطحاوي" يخرج فيه أحاديث معاني الآثار ويبين من أسندها من الستة وغيرهم، =

ص: 105

وفيها في البحر المالح بجزيرة قريبة من السويس أو الطور قاضي المدينة الشريفة بدر الدين إبراهيم بن أحمد بن عيسى بن الخشاب وله سبع وسبعون سنة، وبمصر الأمير ألجاي اليوسفي زوج أم الأشرف صاحب مصر غريقًا، وباليمن الأمير فخر الدين زياد بن أحمد الكاملي غيلة، وبظاهر دمشق زينب بنت قاسم بن أحمد الدبابيسي ولها نحو من تسعين سنة بتقديم التاء، وبعدن قاضيها الفقيه جمال الدين محمد بن عيسى اليافعي، وبالقاهرة العلامة أرشد الدين أبو الثنا محمود بن قطلوشاه السرائي الحنفي وله ست وثمانون سنة.

أخبرنا الحافظ أبو حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزومي فيما قرئ عليه وأنا أسمع قال: أخبرنا الإمام أبو محمد عبد القادر بن محمد القرشي قال: أخبرنا الشريق أبو الحسن علي بن عبد العظيم بن سليمان الزينبي1 ح أنبأنا عاليًا بدرجة الإمام أبو اليمن محمد بن أحمد الطبري عن يحيى بن يوسف قالا: أخبرنا المسند عبد الوهاب بن ظافر بن علي قال ابن يوسف أذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد قال: أخبرنا أبو غالب محمد بن الحسين بن أحمد الكرجي فيما قرأته عليه ببغداد غير مرة قال: أخبرنا أبو بكر محمد بن عمر بن بكر النجار المقري قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن يحيى النيسابوري المزكي قال: حدثنا أبو عبد الله محمد بن وكيع بن الشرقي قال: حدثنا محمد بن أسلم قال: حدثنا يزيد بن هارون قال: حدثنا همام عن قتادة عن صفي بنت شيبة عن عائشة -رضي لله عنهما- قالت: "كان رسول الله-صلى الله عليه وسلم يتوضأ بمقدار المد ويغتسل بقدر الصاع" حديث رجاله محتج بهم في الصحيحين أخرجه ابن ماجه في كتابه عن أبي بكر بن أبي شيبة عن يزيد بن هارون فوقع لنا بدلا له عاليًا ولله الحمد والمنة.

السرمري 2 يوسف بن محمد بن مسعود بن محمد بن علي بن إبراهيم العبادي ثم

= ومنه يستمد البدر العيني في شرحه الكبير على معاني الآثار كثيرًا وله "الوسائل في تخريج أحاديث خلاصة الدلائل""والدرر المنيفة في الرد على ابن أبي شيبة فيما أورده على أبي حنيفة" في باب من مصنفه، "والمصنف" أحوج ما يكون الفقيه إليه من الكتب الجامعة للمسانيد والمراسيل وفتاوى الصحابة والتابعين ابن أبي شيبة على أبي حنيفة". وللمترجم أيضًا "تهذيب الأسماء الواردة في الهداية والخلاصة" مفيد جدا في بابه، وبيان أوهام صاحب الهداية "والعناية في تخريج أحاديث الهداية" وشرح الخلاصة ومختصر في علوم الحديث و"الاعتماد في شرح الاعتقاد" وكتاب في المؤلفة قلوبهم وعمل الوفيات من سنة مولده إلى سنة ستين وله غير ذلك.

1 وهو موافق لما في الدرر الكامنة وقد تقدم للمؤلف في الصفحة "157" المرسي وهو موافق لما في ذيل معجم الحافظ ابن حجر له ولعل لقلم الناسخ دخلًا في أحدهما، والله أعلم. "الطهطاوي".

2 نسبة إلى "سُرَّ مَنْ رأى" وأما ضبط بعضهم بالقلم المسريري كما ينقله أبو العباس العجمي في ذيل اللب فوهم. انظر الدرر الكامنة 4/ 292 "5282".

ص: 106

العقيلي نزيل دمشق الحنبلي الإمام العلامة الحافظ جمال الدين أبو المظفر:

ولد بسرمرا في سابع عشري شهر رجب سنة ست وتسعين وستمائة وأخذ عن الأئمة والمسندين من شيوخ العراق كالصفي عبد المؤمن بن عبد الحق وأبي الثناء محمود بن علي الدقوقي وغيرهما وسمع بدمشق من جماعة وأجاز له أبو العباس أحمد بن أبي طالب الحجار وعدة سواه. روى عنه جماعة منهم ابنه إبراهيم وكان عمدة ثقة ذا فنون إمامًا علامة له مصنفات عدة في أنواع كثيرة نثرا ونظما خرج وأفاد وأملى رواية وعلما، ومن مؤلفاته "غيث السحابة في فضل الصحابة" و"عمدة الدين في فضل الخلفاء الراشدين" و"عنقود1 اللآلي في الأمالي" و"نشر القلب الميت بنشر فضل أهل البيت" و"تخريج الأحاديث الثمانيات" و"عجائب الاتفاق وغرائب ما وقع في الآفاق" و"الأربعون الصحيحة فيما دون أجر المنيحة" و"شفاء الآلام في طب أهل الإسلام" وغير ذلك2 مات رحمه الله في يوم السبت الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة ست وسبعين وسبعمائة.

وفيها مات بحلب الرئيس كمال الدين إبراهيم بن أحمد بن إبراهيم بن عبد الله بن المنعم شُهر بابن أمين الدولة3 الحلبي في ليلة الأحد ثامن شهر جمادى الأولى ومولده فيه من سنة خمس وتسعين وستمائة، وبالقاهرة الشيخ إبراهيم الزبيدي، والفقيه المسند شهاب الدين أحمد بن حسن بن أبي بكر الرهاوي الحنفي فجأة، وبدمشق قاضي القضاة شرف الدين أبو العباس أحمد بن الحسين بن سليمان بن فزارة الكفري4 الحنفي عن خمس

1 قال الطهطاوي: ولعله "وعقود اللآلئ" ثم رأيته كذلك في الشذرات وكشف الظنون.

2 ونظم عدة أراجيز في جملة فنون، أخذ عنه ابن رافع وذكره في معجمه وقال: كان يذكر أن تصانيفه بلغت مائة، قال ابن ناصر الدين: ومن مؤلفاته نظمًا "كتاب الحمية الإسلامية في الانتصار لمذهب ابن تيمية". اهـ. يعارض فيها القصيدة البائية المشهروة لابن السبكي وقد وفاه الكيل بعض أفاضل الشافعية من أهل العصر.

3 قال الطهطاوي: وهو لقب جده الأعلى هبة الله محمد والد عبد المنعم الذي ذكره المؤلف في آخر نسبه.

4 قال الطهطاوي: ومثله في الدرر الكامنة ومواضع من أنبار الغمر وكذا في شذرات الذهب في ترجمته وترجمة حفيديه تقي الدين أبي الفتح عبد الله بن الجمال يوسف بن الشرف أحمد الكفري "المتوفى سنة 803" وزين الدين أبي هريرة عبد الرحمن بن الجمال يوسف بن الشرف أحمد الكفري "المتوفى سنة 809" وهو نسبة إلى كفرية بفتح الكاف والفاء وكسر الراء والتشديد المثناة التحتية قرية من قرى الشام كما في معجم البلدان فهو كطبري في النسبة إلى طبرية. والذي في معجمه الحافظ ابن حجر في ترجمة حفيديه المذكورين "الكفيري" وهو بالتصغير كما في أنساب الضوء اللامع وهو يفيد أن اسم القرية المذكورة "كفيرة" وقيل هي "كفريية" بفتح الكاف وسكون الفاء وفتح الراء والمثناة التحتية الأولى والثانية المشددة والظاهر أن النسبة على هذا "كَفْرَيِيّ" بفتح الكاف وسكون الفاء والراء وكسر المثناة التحتية الأولى بعدها ياء النسبة التي حذفت لها الياء المشددة المماثلة لها كما هو المقرر في باب النسبة. وقال صاحب الجوهر المضية في ترجمة القاضي شهاب الدين الحسن بن سليمان بن فزارة والد الشرف أحمد المذكور هنا: "الكفريي" بفتح الكاف وسكون الفاء بعدها راء ولم يزد على ذلك مع رسمه له بياءين بعد الراء والظاهر أن مراده ما ذكرناه، والله أعلم.

ص: 107

وثمانين سنة، وبحماة قاضي القضاة شهاب الدين أبو العباس أحمد بن عبد اللطيف بن أيوب الحموي الشافعي وله بضع وسبعون سنة، وبدمشق الإمام أبو العباس أحمد بن محمد بن محمد بن علي الأصبحي العفاني1 عن بضع وستين سنة، وبالقاهرة الإمام الأديب شهاب الدين أبو العباس أحمد بن يحيى بن أبي بكر بن عبد الواحد عرف بابن أبي حجلة التلمساني2 في مستهل ذي الحجة الحرام ومولده في سنة خمس وعشرين وسبعمائة، وبتبريز القان أويس ابن الشيخ حسن بن حسين بن آقيغا بن أيلكان ابن بنت أرغون بن أبغا بن هولاكو صاحب تبريز وبغداد وله نيف وثلاثون سنة، وبالقاهرة الأمير عز الدين أيدمر الدوادار الناصري عن نيف وستين سنة، والإمام بدر الدين حسن بن علي بن إسماعيل القونوي المصري الشافعي في سابع عشر من شعبان، وبنواحي سلمية كبير آل الفضل الأمير حيار بكسر الحاء المهملة وفتح الياء آخر الحروف ابن مهنا بن عيسى بن مهنا بن ماتع بن حديثة بن غضية بن فضل بن ربيعة وله بضع وستون سنة، وبالقاهرة الشيخة زيبت بنت عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الحموي، والمسندة سكينة بنت علي بن عبد الكافي بن علي بن تمام السبكي، وبحلب الشيخ أبو طالب عبد الرحمن بن عبد الكريم بن محمد بن العجمي في ثالث عشر من صفر، وبالقاهرة مسندها أبو الفرج عبد الرحمن بن علي بن محمد بن هارون عرف بابن القاري3 الثعلبي بالثاء المثلثة والعين المهملة في النصف من ذي القعدة، وبدمشق السيد الفاضل جمال الدين أبو محمد

1 قال الطهطاوي: وقد أصلح في بيان الخطأ والصواب "بالعناني" وهو موافق لما في نسخة بغية الوعاة المطبوعة وأنا أظن والله أعلم أنه "العنابي" بضم العين المهملة وتشديد النون وبموحدة بعد الألف نسبة إلى العنابة بظاهر دمشق وإن كان أندلسي الأصل رحل إلى مصر ولازم أبا حيان واشتهر بصحبته وبرع في زمنه ثم تحول إلى دمشق وتوفي بها في المحرم من السنة التي ذكرها المؤلف. ثم رأيته كذلك في عدة مواضع من طبقات النحاة واللغويين المنسوبة إلى ابن قاضي شهبة الموجودة بالخزانة التيمورية العامرة بالقاهرة ووجدته في نسخة مخطوطة قديمة من بغية الوعاة بالخزانة المذكورة أدام الله النفع بها مضبوطا فيها بما ذكرنا فلله الحمد.

2 قال ابن حجر: قرأت بخط الشيخ شمس الدين القطان أن ابن أبي حجلة كان يقول للشافعية: إنه شافعي، وللحنفية: إنه حنفي، وللمحدثين: إنه محدث. اهـ. قال ابن العماد: كان حنفي المذهب حنبلي الاعتقاد. اهـ.

3 قال الطهطاوي: مثله في ذيل معجم الحافظ ابن حجر والذي في الدرر الكامنة له أنه توفي في أواخر سنة 772 ولعل فيه تحريفًا من ناسخ والله أعلم.

ص: 108

عبد الله بن محمد بن أحمد الحسني النيسابوري الشافعي وهو من أبناء السبعين، وقاضي القضاة علاء الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عبد الله بن أبي الفتح بن هاشم الكناني الحنبلي في أواخر السنة وله بضع وستون سنة، وبالقاهرة الشيخ زين الدين أبو الحسن علي بن محمد بن علي بن عمر ويعرف بالأيوبي الأصبهاني، وبدمشق القاضي علاء الدين أبو الحسن علي بن عثمان بن أحمد الزرعي الشافعي وله خمس وثمانون سنة، وبالقاهرة الشيخ سراج الدين أبو حفص عمر بن عبد العزيز بن محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني ومولده بمصر في سنة عشرين وسبعمائة، وسراج الدين عمر بن البابا، وبدمشق القاضي أمين الدين محمد بن إبراهيم بن علي بن أحمد بن علي بن يوسف بن إبراهيم1 شهر بابن عبد الحق الدمشقي الحنفي وله بضع وستون سنة، وبمكة مسندها الشيخ الصالح جمال الدين أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عبد الله بن محمد بن عبد المعطي بن مكي بن طراد الأنصاري الخزرجي في تاسع عشر من شهر رجب ومولده بها في سادس من صفر سنة اثنتين وسعبمائة، وبدمشق شيخ القراء الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن علي عرف بابن اللبان عن نيف وستين سنة، وبالقاهرة القاضي علم الدين محمد بن أحمد بن محمد أبي بكر الأخنائي، والشيخ محب الدين محمد بن إسماعيل بن أبي بكر الزنكلوني، وبدمشق العلامة جمال الدين أبو عبد الله محمد بن الحسن بن محمد بن عمار شهر بابن قاضي الزبداني الحارثي الدمشقي في سنة ثمان وثمانين وستمائة، وبالقاهرة العلامة شمس الدين محمد بن عبد الرحمن بن علي عرف بابن الصايغ الحنفي في ثاني عشر شعبان، والشيخ كمال الدين2 محمد بن عبد الرحيم بن عبد الباقي السبكي الشافعي، وبحلب الشيخ شمس الدين محمد بن عبد الله بن عبد الحق الحلبي الصوفي3 في يوم الخميس خامس عشر شعبان ومولده قبل السبعمائة، وبالقاهرة القاضي تقي الدين أبو عبد الله محمد بن عبد الله بن علي بن عبد القادر عرف بابن الأطرباني وولد في سنة اثنتين وسعبمائة، وقاضي القضاة صدر الدين محمد بن عبد الله بن

1 والذي في الدرر الكامنة أنه توفي سنة 775 والله أعلم.

2 وقد جعل الحافظ في الدرر الكامنة اسم جده "عبد الله" فقال: كمال الدين أبو البركات محمد بن عبد الرحيم بن عبد الله السبكي ثم قال: عني بالحديث وقرر مدرس الحديث بالشيخوني بعناية ابن عمته بهاء الدين السبكي إلى آخر كلامه.

3 وقد جعل الحافظ في الدرر الكامنة وذيل معجمه اسم جده "عبد الباقي" فقال: فيهما أبو الفضل محمد بن عبد الله بن عبد الباقي بن عبد الأحد الحلبي ثم قال: وكان أبوه خادم الصوفية في حلب ثم قال: سمع منه جمال الدين بن ظهيرة وتوفي في نصف شعبان من سنة 776. اهـ. ولا أظن أن هذا غير الذي ذكره المؤلف والله أعلم.

ص: 109

علي بن عثمان بن مصطفى المعروف بابن التركماني المارديني الحنفي في ليلة الجمعة ثالث ذي الحجة ومولده في رابع عشر شهر رجب سنة ثلاث وأربعين وسبعمائة، والقاضي فتح الدين أبو الفتح محمد بن علي بن محمد بن عبد الله بن عبد الظاهربن نشوان بن عبد الظاهر بن بجدة السعدي الجزامي المصري، والقاضي شرف الدين محمد بن محمد بن أحمد أحد موقعي الإنشاء، ومحمد بن محمد بن محمد بن عبد القوي الكناني الموقت في يوم الثلاثاء خامس عشري شهر رمضان، وولد في خامس عشري جمادى الثانية سنة ثلاث وتسعين وستمائة، والمسند نور الدين محمد بن محمد بن محمد بن يوسف عرف بابن العلاف، ومقدم المماليك السلطانية الأمير سابق الدين مثقال الأنوكي، ونائب السلطنة بالديار المصرية الأمير سيف الدين منجك1 في التاسع عشر من ذي الحجة وله بضع وستون سنة، ورئيس التجار بمصر ناصر الدين2 بن مسلم الكارمي المالكي، وبظاهر القاهرة الشيخ الإمام أبو القاسم اليمني الشافعي، وبالقاهرة شرف الدين يحيى بن أبي جابر المغربي السابق ذكر أبيه آنفًا، وأحد موقعي الإنشاء تاج الدين

3 بن الموصلي، والقاضي عز الدين ابن قاضي القضاة تقي الدين أحمد المقدسي الحنبلي، وفتح الدين بن النبيه القُطُوري4 والشيخ الفاضل سعد الدين العجمي الشافعي، وفخر الدين بن البرلسي أحد موقعي الإنشاء4 التبريزي الشافعي.

1 جد أمراء البيت المنجكي بالشام أصحاب الخيرات والعمائر بها وأخو بيبغا أروس صاحب الوقائع المعروفة في التاريخ على ما يستفاد من الدرر والمنهل والضوء وغيرها.

2 "جاء" في السطر الأول منها "ورئيس التجار بمصر ناصر الدين" وبعده بياض وبعده "ابن مسلم" وهو ناصر الدين محمد بن مسلم بضم الميم وفتح السين المهملة وتشديد اللام ابن أحمد البالسي الأصل المصري التاجر الشهير "المتوفى في السنة المذكورة -أعني سنة 776" كان كثير الصدقات على الفقراء وهو صاحب المدرسة المسلمية بالقسطاط وكانت من أحسن المدارس وقد أفرد لها مالًا ووقف عليها دورًا وأرضًا بناحية قليوب وشرط أن يكون فيها مدرس مالكي وآخر شافعي ومؤدب أطفال كما في خطط التقي المقريزي وغيرها. "الطهطاوي".

3 بياض في الأصل.

4 بالقاف والضمتين آخرها راء على ما ضبطه السخاوي.

ص: 110