الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السادسة والعشرون:
ابن بَرْدِس 1 إسماعيل بن محمد بن بردس بن نصر بن بردس بن رسلان الحنبلي البعلبكي حافظها الإمام علاء الدين أبو الفدا:
مولده بها في الثامن عشر من جمادى الثانية سنة عشرين وسبعمائة حدث عن والده وأبي الفتح اليونيني ومحمد بن الخباز وسمع من جمع من المسندين وأجاز له أحمد بن علي بن مسعود وأبو العباس الحجار والقاسم بن عساكر ومحمد بن الزراد وعدة، روى عنه طائفة منهم ابنه العلامة تاج الدين والحافظ أبو حامد بن ظهيرة والجلال محمد بن أحمد الخطيب وعلي بن محمد بن خليل، وكان إماما عالما حافظا مكثرا صالحا كثير الديانة حسن الخلق لطيف البشر غزير المروءة مع الصاينة مفيدا انتفع به جمع كثير، وله المؤلفات الحسنة2 منها نظم نهاية ابن الأثير، ونظم طبقات الحفاظ للذهبي، مات في سنة ست وثمانين وسعبمائة ببعلبك.
وفيها مات بطرابلس برهان الدين إبراهيم بن عيسى الخليلي3 مفيد البادرائية، وبالقاهرة قاضيها علم الدين سليمان بن خالد بن نعيم البساطي المالكي، وبالقدس الأمير قشتمر4 الدوادار الأشرفي، وبالقاهرة القاضي تقي الدين عبد الرحمن بن محمد بن يوسف ناظر الجيش بمصر في ذي الحجة وكاتب السر بها أوحد الدين عبد الواحد بن إسماعيل الحنفي، وبمكة قاضيها الإمام كمال الدين أبو الفضل محمد بن أحمد بن عبد العزيز العقيلي النويري وهو متوجه من الطائف إلى مكة وبها ولد في شعبان سنة اثنتين وعشرين وسبعمائة، وبالقاهرة الشمس محمد بن صديق بن محمد التبريزي المعروف بصائم الدهر، وبدمشق القاضي نور الدين محمد بن عبد الله بن أحمد الهكاري الشافعي، والمحدث أمين
1 بفتح الموحدة وسكون الراء وكسر الدال كما يؤخذ من القاموس وشرحه، وابنه المسند نور الدين أبو الحسن علي بن إسماعيل الحنفي يعرف أيضًا بابن بردس، وهو من الثلاثة الذين استدعاهم الملك الظاهر جقمق إلى مصر لعلو إسنادهم، وقد ترجمه ابن طولون في "أربعين الأربعين" ترجمة وافية. وكذلك أخوه التاج يعرف بابن بردس أيضًا. انظر الدرر الكامنة 1/ 220 "955".
2 يقول ابن حجر عن المترجم: إنه تشاغل بالحديث ونظم في علومه.
3 والذي في إنباء الغمر وشذرات الذهب "الحلبي" وهو أحد فقهاء الشافعية. وجاء بعده "مفيد البادرائية" بالفاء وصوابه "معيد" بالعين المهملة ففي إنباء الغمر والشذرات كان معيدا بالبادرائية وبذلك اشتهر. "الطهطاوي".
4 وفيه تحريف مطبعي وصوابه "طشتمر" بالطاء كما في عبارة الإنباء والمنهل الصافي ويدل لذلك ترتيب المؤلف الأسماء على حروف المعجم. "الطهطاوي".
الدين محمد بن علي بن الحسن شهر بالأَنَفي1 المالكي في شوال، وبالقاهرة قاضيها صدر الدين محمد بن علي بن منصور الدمشقي الحنفي في شهر ربيع الأول، والعلامة الشيخ أكمل الدين محمد بن محمود الحنفي2 شيخ الشيخونية ومدرسها في رمضان، وبدمشق الشمس محمد بن مكي العراقي المقيم بجويرة الرافضي مقتولًا على الرفض3 وشيخ الشافعية ببغداد العلامة شمس الدين ويدعى شمس الأئمة محمد بن يوسف بن علي الكرماني البغدادي في المحرم.
قرئ على الحافظ أبي حامد محمد بن عبد الله بن ظهيرة المخزوي وأنا أسمع قيل له: أخبرك الإمام أبو محمد إسماعيل بن محمد بن بردس الحنبلي وابو عبد الله محمد بن محمد بن محمد بن أبي بكر الكردي بقراءتك عليهما ببعلبك؟ فأقر به قالا: أخبرنا أبو الفتح موسى بن محمد بن أحمد اليونيني قراءة عليه قال الكرماني وأنا في الرابعة4 قال: أخبرنا أبي ح وشافهنا عاليا بدرجة المعمر ملحق الأحفاد بالأجداد إبراهيم بن محمد الصوفي بالمسجد الحرام غير مرة عن أبي الحسن علي بن إسماعيل بن إبراهيم المخزومي قال: أخبرنا أبو العشائر فراس بن علي العسقلاني قالا: أخبرنا أبو طاهر بركات بن إبراهيم الخشوعي5 قال: أخبرنا هبة الله بن أحمد بن محمد الأكفاني قال: أخبرنا محمد بن مكي بن عثمان الأزدي قال: أخبرنا أبو مسلم محمد بن أحمد بن علي البغدادي الكاتب قال: أخبرنا أبو القاسم البغوي قال: حدثنا أبو نصر عبد الملك بن عبد العزيز النسائي التمار قال: حدثنا حماد بن سلمة عن أبي الورقاء عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه قال: قال رسول الله-صلى الله عليه وسلم، ح وأخبرنا بهذا لعلو وأحسن متصلًا بالسماع الحاكم أبو عبد الله القرشي قال: أخبرنا عمر بن الحسن المزي قال: أخبرنا ابو عبد الله محمد بن عبد المؤمن
1 بفتحات قاله ابن العماد في الشذرات ونقل ابن حجر عن ابن عشائر أنه قال في حق الأنفي:
وشي صنعاء وروض أنف
من صناعات كتاب الأَنَفي
أيها الحبر وودي صادق
أنت في قلبي فقل لي أنا في
2 المعروف بالبابرتي نسبة إلى بابرت بكسرالباء الثانية وهي بلدة من بلاد الروم كما في معجم البلدان، وتسمى الآن "بايبورد" لا إلى بابرتي بالفتح قرب بغداد وإن توهم ذلك الشيخ عبد الحي اللكنوي وغيره.
3 بل على انحلال العقيدة واعتقاد مذهب النصيرية واستحلال الخمر الصرف وغير ذلك من القبائح على ما ذكره ابن العماد في الشذرات.
4 ولعل الصواب "قال: الكردي" وهو ثاني شيخي الحافظ أبي حامد بن ظهيرة المذكورين وهو بعلبكي لا كرماني قال الحافظ بن حجر في معجمه في ترجمته: وهو آخر من حدث عن القطب موسى ابن الشيخ أبي عبد الله اليونيني. اهـ. وكان يقول في الرواية عنه حضورًا وإجازة. "الطهطاوي".
5 مات جدّه وهو في الصلاة فنسب إلى الخشوع، ذكره ابن حجر في "نزهة الألباب في الألقاب" ومثله في "وفيات الأعيان".
قال: أخبرتنا شرف النساء بنت أحمد بن علي بن عبد الله سماعا عليها ببغداد قالت: أخبرني أبو الحسن الآبنوسي حضورا قال: أخبرنا أبو الغنائم محمد بن محمد بن الحسن بن أبي عثمان الدقاق قال: أخبرنا أبو محمد عبد الله بن عبيد الله بن يحيى قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله الحسين بن إسماعيل المحاملي املاءً قال: حدثنا يعقوب بن إبراهيم قال: حدثنا السهمي قال: حدثنا فائد أبو الورقاء عن عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: "من قال: لا إله إلا الله وحده لا شريك له أحدًا صمدًا لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوًا أحد كتب الله له ألف ألف حسنة" زاد السهمي فقال: "ومن زاد زاده الله تعالى" أبو الورقاء هو فائد قال الذهبي في الميزان: تركه أحمد والناس وروى عباس عن يحيى ضعفه وقال ابن عدي: مع ضعفه يكتب حديثه والله تعالى أعلم.
ابن عشائر 1 محمد بن علي بن محمد بن محمد بن هاشم بن عبد الواحد بن أبي حامد عبد الله بن أبي المكارم عبد المنعم السلمي الحلبي الشافعي الإمام العلامة الحافظ المتقن رئيس حلب وخطيبها ومؤرخها وحافظها ناصر الدين أبو المعالي:
سمع بها من جماعة منهم الصلاح عبد الله بن المهندس وارتحل إلى دمشق فسمع بها من متأخري أصحاب الفخر علي بن البخاري أحمد وغيرهم في سنة سبع وستين، وله ذيل على تاريخ حلب لابن العديم وله نظم رائق، ذكره شيخنا الحافظ أبو زرعة فيمن أخذ عن والده من الحفاظ فقال: والحافظ ذو الفنون ناصر الدين أبو المعالي محمد بن علي بن عشائر. انتهى2. مات -رحمه الله تعالى- بمصر في ليلة الأربعاء سادس عشري شهر ربيع الثاني سنة تسع وثمانين وسبعمائة ودفن من الغد بتربة الصوفية.
وفي هذه السنة توفي بدمشق الشهاب أبو بكر أبو أحمد بن أحمد بن أبي بكر بن طرخان بن محمود الأسدي السويدي ثم الصالحي في سلخ شعبان، وبالقاهرة الفقيه شهاب الدين أحمد بن أبي القاسم بن شعيب الإخميمي المصري الشافعي، وبصالحية دمشق خليل بن فرج بن سعيد الإسرائيلي المعروف بالقلعي، وبدمشق عائشة بنت عبد الرحيم بن محمد بن إبراهيم بن جماعة في شهر ربيع الأول، وبحلب قاضيها أبو زيد عبد
1 الدرر الكامنة 4/ 54 "4217".
2 قال ابن حجر: كان حسن الخط جدًّا جيد الضبط والشعر والتذكر مشاركا في العلوم وله تعاليق وتخاريج ومجاميع مفيدة وكان بليغا مفوها وكان سريع الحفظ جدا حتى قيل: إنه حفظ الأنعام وهو شابّ من مرة واحدة وكان متسع الحال من الدنيا مع الرياسة التامّة وكان يكتب في الاستدعاآت:
للسائلين أجزت ذلك لافظًا
…
ومعظمًا لشرائع وشعائر
واسمي الشهير محمد بن علي بـ
…
ـن محمد بن محمد بن عشائر
الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الحفيد الشهير بابن رشد1 السجلماسي المالكي، وبطيبة القاضي تاج الدين عبد الواحد بن عمر بن عباد المدني المالكي المعروف بالخراز أو في التي بعدها، والأديب فخر الدين2 علي بن الحسين بن علي المعروف بالعز الموصلي صاحب البديعية المشهوة، وبدمشق المسند أبو الحسين3 علي بن عمر بن عبد الرحيم بن بدر الجزري الصالحي ويكنى أيضًا بأبي الهول وبه اشتهر في يوم السبت تاسع عشر ربيع الأول، وببعلبك الشريف علاء الدين4 بن محمد بن أبي الحسن البعلي، وبالقاهرة الشمس محمد بن علي بن عمر بن خالد بن عبد المحسن بن نشوان بن عبد الله المخزومي المعروف بابن الخشاب المصري في ثاني شعبان وبها ولد في شهر رمضان سنة عشر وسبعمائة، والشيخ أمين الدين محمد البلقاوي5 المعروف بالجلوني، وقاضي العسكر بها شمس الدين محمد المشهور بالقرمي، وبمكة بركتها الشيخ موسى بن عبد الصمد6 المراكشي المالكي نزيل الحرمين الشريفين في المحرم.
أنشدنا حافظ الحجاز شيخ الإسلام به الجمال محمد بن عبد الله القرشي قال: أنشد الإمام أبو المعالي محمد بن علي بن محمد السلمي لنفسه وكتب بهما إلى القاضي شرف الدين الحنبلي -رحمه الله تعالى-:
أيا سيدًا لولاه في أرض جلق
…
لما راقني فرع بدوحتها أصلا
ولولا اشتراك بين نفسك والذي
…
تسلمي له ما ارتحت للشرف الأعلى
وبه قال: وأنشدني أيضًا لنفسه وكتب بهما إلى القاضي نجم الدين المعري -رحمة الله عليهما- وقد طلب منه الكمال لعبد الغني:
مولاي أطراف ما حويتم
…
تهذيبه مفخر الرجال
1 والذي في إنباء الغمر المعروف بالحفيظ ابن رشد وفي الشذرات المعروف بالحفيد ابن رشيد. "الطهطاوي".
2 وصوابه "عز الدين" كما في الدرر الكامنة وإنباء الغمر وخزانة الأدب وغيرها ولذا عرف بالعز الموصلي كما قاله المؤلف وغيره. "الطهطاوي".
3 والذي في إنباء الغمر وشذرات الذهب "أبو الحسن علي
…
إلخ" وقد اشتهر بأبي الهول أكثر من اشتهاره باسمه."الطهطاوي".
4 واسمه علي كما في إنباء الغمر.
5 نسبه إلى البلقاء كورة من أعمال دمشق.
6 وهو موسى بن علي بن عبد الصمد والد الحافظ جمال الدين محمد بن موسى المراكشي الآتية ترجمته وقد قال المؤلف هناك: محمد بن موسى بن علي بن عبد الصمد بن محمد بن عبد الله
…
إلخ ومثله في إنباء الغمر وغيره.
لا زلت من فضلك المرجى
…
بي احتياج إلى الكمال
وبه قال: وأنشدني أيضًا لنفسه يخاطب الشيخ عليًّا البناء المحدث -رحمه الله تعالى:
يا أيها الصالح بين الورى
…
لو قارن الأعمال إخلاص
حاضر ودع فكري وشيطانه
…
فالفكر يا بناء غواص
الياسوفي 1 سليمان بن يوسف بن مفلح بن أبي الوفاء المقدسي الدمشقي الشافعي الإمام العلامة الحافظ الناقد الفقيه جمال الحفاظ والمحدثين وأوحد الأعلام الفقهاء السابقين ذو الفنون في العلوم صدر الدين أبو الربيع وأبو الفضل:
قرأ القرآن العظيم بمدرسة الشيخ أبي عمر بسفح قاسيون وحفظ التنبيه وبرع في المذهب وقرأ في المعقول واشتغل في علم الحديث فبرع فيه وكان يتوقد ذكاءً، حفظ مختصر ابن الحاجب الأصلي في مدة يسيرة كل يوم دائمًا مائتي سطر، سمع بدمشق من محمد بن أبي بكر بن السيوفي2 وابن أميلة3 وست العرب بنت محمد بن الفخر علي بن البخاري وعدة، وبحلب والقاهرة، وعني بهذا الشأن فبرز فيه على الأقران، جمع وخرج وأفاد وتكلم على الرجال فأجاد وخرج لكل من ابن أميلة والصلاح بن أبي عمر مشيخة ولغيرهما، وكان -رحمه الله تعالى- عالما بجميع الأنواع العالي والنازل وأسماء الرجال وطبقاتهم والجرح والتعديل مع الزهد والقناعة بالكفاف والإيثار لإخوانه، ناظرا في العواقب حريصا على إسداء الجميل مثابرا على فعل الخير يلوذ به الكثير من أهل الديانة ويلجأ إليه طلبة العلم، وكان -رحمة الله عليه- من محاسن الدهر لم تر العيون في بابه مثله قضى عمره في عبادة الله سبحانه وتعالى وطاعته، ولي التدريس بعدة أماكن ثم أعرض عن غالبها، وكان -تغمده الله برحمته- سهل العارية للكتب
1 الدرر الكامنة 2/ 173 "1870".
2 "جاء" في السطر العاشر منها والذي يليه "محمد بن أبي بكر بن السيوفي" وصوابه "السوقي" ففي إنباء الغمر وشذرات الذهب "عز الدين محمد بن أبي بكر بن علي السوقي الصالحي أحد المسندين بدمشق. ولد سنة إحدى أو اثنتين وثمانين وستمائة وتوفي بالصالحية في ربيع الأول أو إحدى الجماديَيْن من سنة 773" اهـ. وفي الدرر الكامنة عز الدين محمد بن أبي بكر بن علي بن أبي محمد بن عبد الله بن طارق السوقي الأصل الصالحي المعروف بالسوقي نسبة إلى سوق بوادي بردي. اهـ. أي بلدة بوادي نهر بردي بنواحي دمشق.
3 هو مسند العصر أبو حفص عمر بن حسن بن مزيد بن أميلة بن جمعة بن عيذاب المراغي ثم الحلبي ثم الدمشقي ثم المزي المشهور بابن أميلة ولد سنة تسع وتسعين وستمائة وتوفي في سنة ثمان وسبعين وسبعمائة.
قال الطهطاوي: والذي في الدرر الكامنة "ابن عبدان" بباء موحدة ودال مهملة ونون. وفي إنباء الغمر "ابن عبد الله" والله أعلم، وقد ولد ابن أميلة سنة تسع وسبعين وليس سنة تسع وتسعين كيف وقد أسمع على الفخر بن البخاري المتوفى سنة تسعين وستمائة؟!، وقد حرره في الدرر الكامنة أنه ولد سنة تسع وسبعين.
كثير الضيافات وإطعام الطعام، محسنا لجميع الناس خصوصا طلبة الحديث والعلم والغرباء لا سيما الحجازيين بالمال والكتب والجاه، قال شخينا الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي: ذاكرت الإمام شهاب الدين المَلْكاوي1 بكتاب المهمات للإسنوي فأخبرني أن الشيخ صدر الدين الياسوفي يكتب من رأسه خيرا من هذا أو مثله، الشك من شيخنا، وقال شيخنا الحافظ أبو زرعة في ترجمة والده، ومن الآخذين عنه الحافظ مفيد الشام صدر الدين أبو الربيع سليمان بن يوسف الياسوفي انتهى، امتحن في آخر عمره بسبب الإحسان إلى الغرباء وذلك أن أبا هاشم أحمد بن البرهان محمد بن إسماعيل "الظهاري"2 كان بدمشق وكان الشيخ صدر الدين يحسن إليه ويعظمه فأفتى على السلطان برقوق وكان يتكلم في سلطنته ويحرض الناس على اتباع أمر الخليفة فنمَّ به إلى نائب القلعة فأمر بالقبض عليه فأُخذ وأقر أنه كان عنده من طلبة العلم وسئلوا: من تألفون؟ فقالوا: الشيخ صدرالدين يعرفنا وهو يحسن إلينا فطلب من مجلس الحديث وصعد به إلى القلعة فاعتقل بها ولم يزل بها حتى مات في ليلة السبت الثالث والعشرين من شعبان المكرم سنة تسع وثمانين وسبعمائة3 وصُلِّي عليه بعد الزوال من الغد في دمشق ودفن بمقابر الصوفية ولم يخلف بدمشق بعده في مجموعه مثله -رحمه الله تعالى- وإيانا.
ابن سند 4 محمد بن موسى بن محمد بن سند بن تميم اللخمي المصري ثم الدمشقي المالكي الإمام الحافظ شمس الدين أبو عبد الله:
ولد بدمشق في يوم الخميس الثامن من شهر ربيع الأول سنة تسع وعشرين وسبعمائة وسمع بها من محمد بن عمر السلاوي وعبد الرحيم بن أبي اليسر والبدر أحمد بن محمد بن الجوخي والحافظ أبي عبد الله الذهبي وأحمد بن المظفر النابلسي ومحمد بن إسماعيل بن الخباز وأخته زينب وعمتها نفيسة وفاطمة بنت العز وعدة، وارتحل إلى مصر فسمع بها من مظفر العطار وأبي الفتح الميدومي وابن الوضاح وطائفة واشتغل فحصل وتميز وبرع، أجازه الحفاظ صلاح الدين العلائي بالإفتاء وأخذ العربية عن التاج المراكشي وأذن له في إقرائها، وكان رحمه الله تعالى إماما مفتيا جهد في هذا الشأن واجتهد5 وحرر الرجال وأسماءهم وانتقى وانتقد،
1 بفتح ثم سكون، قاله السخاوي.
2 وهو داعٍ من دعاة المذهب الظاهري لا بإقامة الحجة والبرهان فقط بل بحد السيف والسنان، معروف في التاريخ بإثارة الفتن والقلاقل في هذا السبيل قال أبو المحاسن في المنهل الصافي عند ترجمته: نشأ بالقاهرة وصحب سعيدا النحوي فأماله إلى مذهب الظاهر على طريقة ابن حزم وغيره من المبتدعة وبرع في ذلك.
3 قال ابن حجر: سمعت ابن البرهان "المذكور" يقول: إن الياسوفي لما قبض عليه حصل له فزع شديد أورثه الإسهال فاستمر به إلى أن مات في القلعة مظلومًا مبطونًا شهيدًا. اهـ. رحمه الله.
4 الدرر الكامنة 4/ 167 "4727".
5 يقول ابن حجر: وقد ذيل على العبر للذهبي بعد ذيل الحسيني رأيته بخطه ذيل فيه إلى قرب الثمانين فقط وخرج لنفسه أربعين متباينة الإسناد وخرج لغيره.
كتب بخطه الكثير فأحسن وخرج لنفسه ولغيره فأجاد وأتقن ورتب أجزاءً على حروف الهجاء من أسماء أصحابها، وله محاضرات فكهة لطيفة وأخلاق حسنة شريفة، وحدث سمع منه شعبان بن علي المقري وعمر بن يوسف النابلسي والشيخ مساعد وجماعة، ناب في القضاء، وولي مشيخة الحديث بمواضع وابتلي بآخره بنسيان واختلاط وذلك من قبل النساء فيما قيل1 نسأل الله تبارك وتعالى السلامة والعافية، وكانت وفاته بدمشق في ليلة الاثنين السادس من صفر سنة اثنتين وتسعين وسبعمائة -رحمه الله تعالى.
وفيها مات بدمشق الخواجا برهان الدين إبراهيم بن محمد بن إسماعيل بن حماد الحراني الأصل ثم الدمشقي في شهر ربيع الآخر، وبمكة قاضيها العلامة شهاب الدين أحمد بن ظهيرة المخزومي الشافعي في شهر ربيع الأول، وبطابة قاضيها أبو العباس أحمد بن عبد الله بن فرحون المالكي وبزبيد الفقيه شهاب الدين أبو العباس أحمد بن موسى بن علي، وبدمشق الشيخ شرف الدين إسماعيل بن حاجي الأردني2 الحنفي نزيل دمشق وزين الدين عبد الرحمن ابن الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي، وغزة قاضيها علاء الدين أبو الحسن علي بن خلف بن كامل3 بن عطاء الله الغزي في شهر ربيع الثاني أو في جمادى الأولى ومولده في سنة تسع وسبعمائة، والإمام زين الدين عمر بن مسلم بن سعيد القرشي خطيب دمشق معتقلا في ذي الحجة، وبالقاهرة شمس الدين محمد بن أحمد المصري عرف بالرفَّاء4 وبدمشق المسند فخر الدين محمد بن أحمد بن عمر بن محبوب الصالحي في ربيع الأول، وباليمن قاضيه العلامة جمال الدين محمد بن عبد الله بن أبي بكر الرَّيمي5 الشافعي وبالقاهرة المسند صلاح الدين أبو عبد الله محمد بن محمد بن عمر البلبيسي في النصف الأول من المحرم أو في سابع شهر
1 وفي الدرر الكامنة، وفي أواخر عمره تغير ذهنه ونسي غالب محفوظاته حتى القرآن ويقال: إن ذلك كان عقوبة له لكثرة وقيعته في الناس عفا الله عنه. اهـ. وفي الشذرات: كان شافعيًّا ثم صار مالكيًّا ومات وهو شافعي وهو القائل:
الحافظ الفرد إن أحببت رؤيته
…
فانظر إليَّ تجدني ذاك منفردا
كفى بهذا دليلا أنني رجل
…
لولاي أضحى الورى لم يعرفوا سندا
اهـ. وكأنه كان يتقلب مع مذاهب من ينوب عنه من القضاة، قال ابن العماد: وهو آخر من ذكرهم الذهبي في المعجم المختص وفاةً.
2 والذي في الدرر الكامنة "الأزدي" ولعله الصواب لأنه بغدادي نزل دمشق في حدود سنة "770" وأقام بها إلى أن توفي. وفي كلام المؤلف أنه حنفي والذي في إنباء الغمر والشذرات أنه من علماء الشافعية. "الطهطاوي".
3 ومثله في إنباء الغمر والذي في نسخة الدرر الكامنة التي بيدي "علي بن خلف بن خليل بن عطاء الله" ومثله في الشذرات والله أعلم. "الطهطاوي".
4 بالفاء المشددة وكان يقال له أيضًا حمامة الحرم لكثرة مجاورته به كما في شذرات الذهب وإنباء الغمر.
5 بفتح الراء بعدها تحتانية ساكنة نسبة إلى ريمة ناحية باليمن على ما ضبطه ابن العماد في شذرات الذهب.
رمضان ومولده بمصر في سنة خمس وسبعمائة، وبدمشق الإمام شمس الدين محمد الصرخدي، والقاضي شرف الدين يعقوب الأقصرائي1 الحنفي في ذي الحجة، وبحلب الشرف أبو بكر محمد بن يوسف الحراني ثم الحلبي في العشر الأول من ذي الحجة وولد بها في شهور سنة خمس عشرة وسبعمائة.
أخبرنا الحافظ أبو حامد محمد بن عبد الله المكي بها عن الحافظ أبي عبد الله محمد بن موسى ح وقرأت بعلو درجة على الحاكم أبي بكر بن الحسين المدني بمكة المشرفة قالا: أخبرنا الخطيب أبو الفتح محمد بن محمد المصري بها قال: أخبرنا ابو الفضل عبد الرحيم بن يوسف الموصلي وأبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن مناقب الحسيني قالا: أخبرنا أبو حفص عمر بن محمد بن طبرزد قراءة عليه ونحن نسمع قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن محمد الشيباني قال: أخبرنا أبو طالب محمد بن إبراهيم البزار قال: أخبرنا أبو بكر الشافعي قال: حدثنا محمد بن موسى القرشي قال: حدثنا عبد الملك بن عمر وقال: حدثنا عبد الله بن جعفر عن سعد بن إبراهيم قال: سألت القاسم عن رجل له ثلاثة مساكن فأوصى بثلث كل مسكن فقال: لا يجمع له في سكن واحد؛ أخبرتني عائشة رضي الله عنها أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: "من عمل عملًا ليس له أمرنا فهو ردٌّ" أخرجاه في الصحيحين فرواه مسلم عن عبد بن حميد وإسحاق بن إبراهيم كلاهما عن عبد الملك بن عمرو فوقع لنا بدل منه عاليا ولله المنة.
ابن رجب 2 عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن عبد الرحمن بن الحسن 3 بن محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي ثم الدمشقي الحنبلي الإمام الحافظ الحجة والفقيه العمدة أحد العلماء الزهاد والأئمة العباد مفيد المحدثين واعظ المسلمين شهاب الدين أبو العباس 4 أو أبو الفرج:
سمع خلقًا منهم أبو الحرم محمد بن محمد بن محمد القلانسي
1 وقد يقال: السرائي نسبة إلى سراي بفتح المهملتين وبعد الألف تحتانية مدينة ببلاد الدشت "وراء القوقاز" بشين معجمة ضبطها البقاعي في ترجمة العلامة محب الدين محمد بن أحمد الأقصرائي كما في ذيل اللب.
2 الدرر الكامنة 2/ 195 "2277".
3 والصواب إسقاط كلمة ابن التي بين رجب وعبد الرحمن لأن جده هو عبد الرحمن ورجب لقب له ففي الدرر الكامنة في ترجمته "عبد الرحمن بن أحمد بن رجب" واسمه عبد الرحمن ابن الحسن
…
إلخ. اهـ. وفيها -في ترجمة جده في حرف العين المهملة- عبد الرحمن بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي لقبه رجب. اهـ. وفيها -في ترجمة جده في حرف الراء- رجب بن الحسن بن محمد بن أبي البركات مسعود البغدادي أبو البقاء جد الشيخ زين الدين واسمه عبد الرحمن وقيل له رجب لكونه ولد في رجب. توفي في صفر من سنة 742. اهـ. وفي المنهج الأحمد عبد الرحمن بن أحمد بن رجب بن عبد الرحمن بن الحسن الشهير بابن رجب لقب جده عبد الرحمن. اهـ. وكذا في شذرات الذهب والسحب الوابلة. "الطهطاوي".
4 والمعروف الذي جاء في كلام غير واحد أن لقبه زين الدين وكنيته أبو الفرج قال: صاحب المنهج الأحمد ولقَّبه الشيخ شمس الدين محمد بن عبد القادر النابلسي بجمال الدين. اهـ. وأما هذان فهما لقب وكنية أبيه المقرئ المحدث أحمد بن رجب المتوفى سنة 774 أو في التي قبلها كما في الإنباء أو في التي بعدها كما في السحب الوابلة، والله أعلم. "الطهطاوي".
ومحمد بن إسماعيل الخباز وإبراهيم بن داود العطار1 وأبو الفتح محمد بن إبراهيم الميدومي2 وجماعة، حدث فروى عنه جماعة، له المؤلفات السديدة والمصنفات المفيدة3 منها شرح على صحيح البخاري لم يكمل وصل فيه إلى كتاب الجنائز وعلى الجامع للحافظ أبي عيسى الترمذي وذيل على كتاب طبقات الفقهاء الحنابلة للقاضي أبي الحسين4 محمد بن الفراء، كان -رحمه الله تعالى- إماما ورعا زاهدا مالت القلوب بالمحبة إليه وأجمعت الفرق عليه كانت مجالس تذكيره الناس عامة نافعة وللقلوب صادعة مات -رحمه الله تعالى- في شهر رجب أو شهر رمضان سنة خمس وتسعين وسبعمائة بدمشق5 قال الحافظ شمس الدين محمد بن أبي بكر الدمشقي: حدثني من حفر لحده أنه جاءه قبل أن يموت بأيام فقال: احفر لي لحدا وأشار إلى البقعة التي دفن فيها فحفرت له فلما فرغت نزل في القبر واضطجع فيه فأعجبه وقال: هذا جيد ثم خرج فوالله ما شعرت بعد أيام إلا وقد أُتيَ به ميتا محمولًا في نعشه فوضعته في ذلك اللحد وواريته فيه رحمه الله وإيانا6.
1 قال الطهطاوي: وقع مثله في الدرر الكامنة والرد الوافر وكلام من قلدهما وصوابه "داود بن إبراهيم العطار" إذ هو الذي سمع منه الحافظ ابن رجب وأبوه لما قدما إلى دمشق في سنة 744. وهو المحدث المكثر جمال الدين أبو سليمان داود بن إبراهيم بن داود بن يوسف بن سليمان بن سالم بن مسلم بن سلامة المعروف بابن العطار الدمشقي "المتوفى سنة 752 عن 87 سنة" وهو أخو علاء الدين أبي الحسن علي بن العطار صاحب الإمام النووي وكان أبوهما إبراهيم عطارًا يلقب بموفق الدين ولا تعلم له رواية وكان جدهما داود طبيبًا.
2 نسبة إلى ميدوم قرية بمصر من أعمال البهنساوية.
3 قال ابن حجر: وله القواعد الفقهية أجاد فيه وخرج لنفسه مشيخة مفيدة واللطائف في وظائف الأيام.
4 وهو ابن القاضي أبي يعلى الكبير وفي الأصل طامات ينسبها إلى الإمام أحمد، وهو وأخوه أبو خازم وأبوهما أبو يعلى الكبير وابن أبي خازم أبو يعلى الصغير هم ممن تسببوا في وصم المذهب الحنبلي بما هو بريء منه من التشبيه وأصر أناس بعدهم على خطتهم تقليدا لهم واغترارا بطول باعهم في فروع المذهب مع أنهم ليسوا ممن يعول عليهم في المعتقد -سامحهم الله.
5 ودفن بالباب الصغير جوار قبر الشيخ أبي الفرج عبد الواحد بن محمد الشيرازي ثم المقدسي المتوفى سنة 486 كما في الشذرات وهذا الشيرازي هو الذي نشر المذهب الحنبلي بين المقادسة والدمشقيين ولم يكن يعرف قبله لا في بلاد القدس ولا في بلاد الشام.
6 وحكى ابن حجر قصة الحفار بقوله "ويقال" ولعل ذلك منه جريٌ على طريقة أهل الحديث في رواية المجهول؛ لأن الحفار مجهول عينا ووصفا إلا عند الراوي عنه. وقال ابن حجر في "إنباء الغمر في أبناء العمر": ولد ببغداد سنة ست وثلاثين وسبعمائة وكان صاحب عبادة وتهجد، ونُقم عليه إفتاؤه بمقالات ابن تيمية ثم أظهر الرجوع عن ذلك فنافره التيميون فلم يكن مع هؤلاء ولا مع هؤلاء، تخرج به غالب أصحابنا الحنابلة بدمشق. اهـ. عن خط ابن حجر، وعند ابن رجب بعض نزعات إلى شواذ ابن القيم وشيخه في مؤلفاته وإن أظهر الرجوع عنها فلعل ذلك فيما ألّفه قبل فتطالع كتبه على حيطة.
وفي سنة خمس وتسعين مات ببعلبك الصارم أبو إسحاق إبراهيم بن خليل بن عبد الله بن محمود بن يوسف بن تمام البعلي الشرايحي شهر بابن شمول1 في النصف من المحرم، وبدمشق الإمام شهاب الدين أحمد بن إبراهيم الكتبي الصالحي الحنفي، وقاضيها الإمام شهاب الدين أحمد بن صالح بن أحمد المعروف بالزهري في ثامن المحرم، والشهاب أبو العباس أحمد بن عبد الغالب بن محمد بن عبد القاهر بن محمد بن ثابت بن عبد الغالب بن هامان بن علي بن عيسى الماكِسيني2 الأنصاري في يوم الثلاثاء التاسع من شهر ربيع الأول وبها ولد في شهر رمضان سنة عشر وسبعمائة3، والإمام شهاب الدين أحمد بن عمر عرف بابن هلال الإسكندري المصري في صفر وببيت المقدس أم محمد أسماء ابنة الحافظ صلاح الدين خليل بن كيكلدي العلائي في النصف الثاني من شوال، وأختها أَمة الرحيم زينب في تاسع من شوال، وبدمشق الحاج سلميان بن داود بن سليمان المزي ويعرف بالعاشق في صفر، وبالقاهرة علاء الدين علي بن قاضي المدينة محمد بن عبد المعطي عرف بابن السبع الكناني في رمضان، والشيخ الإمام علاء الدين علي بن محمد الأقفهسي المصري الشافعي في شوال، وببلد الخليل الشيخ عمر بن محمد بن يعقوب4 البغدادي عرف بالمجرد5 في ذي الحجة، وبدمشق فاطمة بنت تقي الدين الجعبري الدمشقية، وبالقاهرة الخطيب نجم الدين محمد بن إبراهيم بن عبد الرحمن بن جماعة في ذي القعدة، وبمكة إمام مقام
1 وصوابه "بابن سَمَوْءَل" كما في إنباء الغمر؛ لأنه من بني السموأل كما جاء في ترجمة ابنه الجمال عبد الله وابنته أم عبد الله عائشة من الضوء اللامع.
2 نسبة إلى ماركسين بكسر الكاف بلد بالخابور.
3 وقد ذكر مثله الحافظ في الدرر الكامنة وقال: رأيت ذلك بخطه. اهـ. ووقع في النسخة التي بيدي من إنباء الغمر أنه ولد سنة عشرين وسبعمائة والصواب الأول بدليل ما في الإنباء بعد ذلك من أنه توفي في ربيع الأول من سنة 795 وله خمس وثمانون سنة. "الطهطاوي".
4 والذي في الدرر الكامنة وإنباء الغمر للحافظ ابن حجر أن اسم أبيه نجم فإنه قال: فيهما عمر بن نجم بن يعقوب البغدادي نزيل الخليل يعرف بالمجرد قال: في الدرر ولد ببغداد سنة 712 وسكن بلد الخليل وحدث عن الحجار. سمع منه البرهان سبط بن العجمي محدث حلب سنة ثمانين. اهـ. أي في رحلته الأولى التي كانت في سنة ثمانين وسبعمائة لا في الثانية التي كانت في سنة ست وثمانين وعبارة الضوء اللامع في ترجمة البرهان سبط بن العجمي المذكور وسمع بالخليل من نزيله عمر بن النجم بن يعقوب البغدادي المعروف بالمجرد. اهـ. فلعل محمد في عبارة المؤلف محرف عن نجم ويجوز أن النجم لقب أبيه محمد، والله أعلم. هذا ولم يذكر الحافظ في الدرر تاريخ وفاته وأما التاريخ الذي ذكره فظاهر أنه لسماع البرهان المذكور منه لا لوفاته حتى يكون مخالفًا لما ذكره المؤلف كما يفهم من صنيع صاحب التعليقات. وذكر في الإنباء أنه توفي في ذي الحجة من سنة 795 كما قال: المؤلف والمجرد بفتح الراء المشددة كما وجده مضبوطًا بالقلم في الإنباء. "الطهطاوي".
5 وفي الدرر الكامنة بخط البقاعي عمر بن نجم بن يعقوب المجرد البغدادي المعروف بالهدمي ولد سنة 712 ومات سنة 780.
إبراهيم الخليل محب الدين أبو البركات بن أحمد بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم1 بن أبي بكر بن محمد بن إبراهيم الطبري في ذي القعدة وبها مولده في سنة سبع وعشرين، وبدمشق القاضي أمين الدين محمد بن محمد بن أحمد بن علي الدمشقي الحنفي عرف بابن الأدمي فجأة، وبالقاهرة الشيخ صلاح الدين محمد بن محمد بن سالم الحنبلي ويعرف بالأعمى2 مدرس الظاهرية الحديثة بالقاهرة، والصلاح محمد بن محمد بن علي الزفتاوي3 المصري في صفر عن اثنتين وتسعين سنة، وبالرملة القاضي شمس الدين محمد بن يحيى بن سليمان المالكي في المحرم، وبدمشق الشيخ شرف الدين محمود بن جمال الدين أبي بكر بن كمال الدين أحمد شهر بابن الشَّرِيشي4 الشافعي مدرس البادرائية في صفر، وببلد الخليل موسى بن أحمد بن منصور العبدري5 المغربي المالكي في جمادى الآخرة، وبالقاهرة قاضي القضاة ناصر الدين نصر الله بن أحمد بن محمد بن أبي الفتح بن هاشم بن إسماعيل بن إبراهيم بن نصر الله الكناني العسقلاني الحنبلي في شعبان، والأديب زين الدين أبو بكر بن عثمان بن عبد الله بن العجمي وبتعز قاضي الأقضية ركن الدين أبو بكر بن يحيى بن عجيل.
1 واسمه محمد وهو حفيد الرضي الطبري. وما ذكره المؤلف من أنه توفي في سنة 795 موافق لما ذكره الحافظ ابن حجر في ذيل معجمه وفي الإنباء وهو الصواب. وأما ما وُجد في نسخة الدرر الكامنة التي بيدي من أنه توفي سنة 765 ففيه تحريف من قلم ناسخ قطعًا بدليل ما ذكره الحافظ في الإنباء ونصه "اجتمت به وصليت خلفه مرارا" اهـ. وما ذكره في ذيل معجمه بعد ذكر ولادته في سنة سبع وعشرين وسبعمائة وذكر شيوخه ونصه "سمعت منه وصليت خلفه مرارا وكنت أحب سماع تلاوته وكانت وفاته في ذي القعدة من سنة خمس وتسعين وسبعمائة" اهـ. ومعلوم أن الحافظ ابن حجر ولد سنة 773 فلو كانت وفاة هذا في سنة 765 لما كان الحافظ أدركه فتنبه. "الطهطاوي".
2 وصوابه "بابن الأعمى" كما جاء في إنباء الغمر وشذرات الذهب والمنهج الأحمد والسبل الوابلة. وهو المقدسي الأصل المصري درس بالظاهرية الجديدة "البرقوقية" وبمدرسة السلطان حسن وتوفي بالقاهرة في ربيع الأول من السنة التي ذكرها المؤلف -أعني سنة 795. "الطهطاوي".
3 والذي في معجم الحافظ ابن حجر أنه توفي في أواخر سنة 794 عن 91 سنة. "الطهطاوي".
4 نسبة إلى شريش بفتح الشين المعجمة وكسر الراء والياء المثناة والشين المعجمة مدينة من كورة شذونة بالأندلس كما في المعجم، وإليها ينسب شارح المقامات وجماعة من قرابته ممن ذكرهم المصنف.
5 والذي في إنباء الغمر وشذرات الذهب "العبدوسي" وقد توفي موسى المذكور ببلد الخليل كما قال المؤلف بزاوية الشيخ عمر المجرج كما في الإنباء والشذرات.
"وجاء" في السطر الأخير منها "قاضي القضاة ناصر الدين نصر الله بن أحمد
…
إلخ" وما ذكره من أنه توفي في شبعان من سنة خمس وتسعين وسبعمائة موافق لما في معجم الحافظ ابن حجر والإنباء له والمنهج الأحمد وشذرات الذهب قال الحافظ في معجمه: اجتمعت به مرارا وأجاز لي ولم يتفق لي أن أسمع عليه شيئًا. اهـ. وقال في الإنباء: أجاز لي بعد أن قرأت عليه شيئًا. اهـ. فما في نسخة الدرر الكامنة التي بيدي من أنه توفي سنة 765 فيه تحريف من قلم ناسخ قطعًا. "الطهطاوي".