الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الطبقة السابعة والعشرون:
المنصفي 1 بضم أوله محمد بن خليل بن محمد بن طوغان بن عبد الله التركي الدمشقي الحنبلي الحريري الشيخ الزاهد الصالح العابد الحافظ المفيد العلامة شمس الدين أبو عبد الله:
ولد في سنة ست وأربعين وسبعمائة واشتغل كثيرا حتى صار عالما بالفقه على مذهب الإمام أحمد وكان إماما علامة فقيها حافظا متقنا نبيها، سمع على خلائق منهم بعض أصحاب الفخر فمن بعدهم فسمع على محمود بن خليفة المنبجي في سنة ثلاث وستين وعلى عثمان بن يوسف بن عزيز2 والحافظ أبي بكر بن المحب أخذ عنه الكثير، وحرر في الشأن أيما تحرير! أفاد وخرج وأملى على بعض المشايخ، تخرج بالحافظين أبي بكر بن المحب وعبد الرحمن بن رجب، وأجاز له عدة منهم ابن الخباز محمد بن إسماعيل حدث عنه بالقليل من مسموعاته وكانت كثيرة، أفتى مع الانجماع والتقشف وحصل عليه محنة بسبب ما أفتى به ابن تيمية في مسألة الطلاق قال شيخنا الحافظ شهاب الدين أحمد بن حجي: كان فقيها محدثا حافظا قرأ الكثير وحرر وأتقن وألف وجمع، وقال صاحبنا الحافظ شهاب الدين بن حجر: اجتمعت به في دمشق وأعجبني سمته. انتهى. وكانت وفاته عقيب فتنة التتار من عقوبة حصلت له منهم وحريق بالنار بقلعة دمشق فاستمر متألما إلى أن وافاه حمامه في شعبان من سنة ثلاث وثمانمائة -رحمه الله تعالى.
وفيها مات بدمشق القاضي برهان الدين إبراهيم بن النقيب العماد إسماعيل بن إبراهيم المقدسي الحنبلي، والقاضي برهان الدين إبراهيم بن علي السلاوي المالكي3 في
1 قال الطهطاوي: والذي في إنباء الغمر والضوء اللامع. والشذرات أنه معروف بابن المنجنيقي.
2 وصوابه "ابن غدير" بالغين المعجمة والدال المهملة والراء أي المعروف بابن غدير وهو فخر الدين عثمان بن يوسف بن إبراهيم بن أحمد بن يحيى بن عبد الله بن غدير الطائي الدمشقي "المتوفي في جمادى الأولى من سنة 781 عن 86 سنة". وسيأتي ذكره. "الطهطاوي".
3 وفيه اختصار في نسبه وتحريف في نسبته ففي إنباء الغمر برهان الدين أبو سالم إبراهيم بن محمد بن علي التادلي بالمثناة قاضي المالكية بدمشق. توفي في جمادى الأولى من سنة 803 وقد جاوز السعبين؛ لأن مولده كان سنة 732 وقد ولي قضاء الشام سنة 778 إلى هذه المدة عشر مرات يتعاقب هو والقفصي وغيره. اهـ. وذكر مثله صاحب الشذرات وزاد فقال: التادلي بالمثناة الفوقية وفتح الدال المهملة نسبة إلى تادلة من جبال البربر بالمغرب. اهـ. وهي قرب تلمسان وفارس كما في معجم البلدان. "الطهطاوي".
جمادى الأولى، والقاضي بدر الدين أو برهان الدين إبراهيم ابن القاضي شمس الدين محمد بن مفلح الصالحي الحنبلي في شعبان، والشيخ إبراهيم بن القماح الحيسوب، وأحمد بن إبراهيم بن مغيرة1 الكردي الصالحي الهكاري، والشهاب أحمد بن أقبرص2 بن بلغاق بن كنجك الخوارزمي الصالحي3 ومفتي الشام شهاب الدين باب أحمد بن راشد بن طرخان الشافعي شهر بالمَلْكاوي4 في شهر رمضان والسيد شهاب الدين أبو العباس أحمد بن علي بن يحيى بن تميم الحسيني في ربيع الثاني ومولده بها في سنة ست عشرة وسبعمائة، وبالإسكندرية تاج الدين أبو بكر أحمد بن محمد بن أحمد بن عبد الله الإسكندري ويعرف بابن الخراط، وبالقدس المحدث شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد المقدسي شهر بالمهندس5، وبالقاهرة قاضي القضاة موفق الدين أحمد بن نصر الله بن أحمد الكناني الحنبلي في رمضان، وبدمشق الشيخ شهاب الدين أحمد بن يوسف البانياسي الدمشقي المقري، وبالقاهرة قاضي القضاة شهاب الدين أحمد التحريري، وبدمشق المقري شهاب الدين أحمد بن6 الأشرف إسماعيل بن الأفضل
1 والذي في معجم الحافظ ابن حجر وغيره "ابن معتوق" وسيأتي في كلام المؤلف ذكره هكذا عند ذكر وفاة أبي بكر بن إبراهيم بن معتوق الكردي الهكاري الصالحي، وهو أخو أحمد بن إبراهيم المذكور هنا فهما قد توفيا في سنة 803 وهي سنة حصار دمشق، كذا يستفاد من معجم الحافظ ابن حجر في ترجمتيهما وقال في إنباء الغمر: أحمد بن إبراهيم بن عبد الله الكردي الصالحي المعروف بابن معتوق. اهـ. وعلى هذا عول صاحب الضوء اللامع ثم قال: وهو في عقود المقريزي بدون عبد الله. اهـ. وكذا في إنباء الغمر في ترجمة أخيه وعبارته "أبو بكر بن إبراهيم بن معتوق الكردي الهكاري ثم الصالحي"، مات في الحصار أيضًا وقد تقدم ذكر أخيه أحمد. "الطهطاوي".
2 قال الطهطاوي: وفي الضوء اللامع أحمد بن آق برس بالسين المهملة آخره وربما قلبت صادا. اهـ. وكنجك بضم الكاف وسكون النون وضم الجيم بعدها كاف.
3 من مشايخ أبي الفتح المراغي وممن خرج له ابن فهد في "الفتح الرباني في مشيخة أبي الفتح العثماني".
4 بفتح ثم سكون كما سبق من السخاوي.
5 والذي في معجم الحافظ ابن حجر والضوء اللامع وغيرهما شهاب الدين أبو العباس أحمد بن محمد بن أحمد بن محمد بن حسين بن عمر الأيكي الفارسي نزيل بيت المقدس المعروف بابن المهندس وبابن زغلش "وسيأتي ضبطه عند ذكر جده" توفي في شهر رمضان من سنة 803 كما قال المؤلف، وكذا الحافظ ابن حجر في معجمه وفي إنباء الغمر وقيل من التي تليها وقد حكى القولين صاحب المنهج الأحمد وذكره صاحب الشذرات في السنتين وسيأتي ذكر جدّه. "الطهطاوي".
6 قال الطهطاوي: "جاء" في السطر الثاني منها وما يليه "وبدمشق المقرئ شهاب الدين أحمد بن" وبعده بياض وبعده "الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس" وأصله كما يستفاد من إنباء الغمر والضوء اللامع وغيرهما -والله أعلم- "وبدمشق المقرئ شهاب الدين أحمد بن ربيعة الدمشقي وبمدينة تعز الملك الأشرف إسماعيل بن الأفضل العباس" والأول هو الشهاب أحمد بن ربيعة بن علوان الذي انتهت إليه رياسة فن القراآت بدمشق وتوفي بها في شعبان من السنة المذكورة أعني سنة 803 وقد جاوز السبعين. والثاني هو صاحب اليمن الملك الأشرف إسماعيل ابن الملك الأفضل العباس ابن الملك المجاهد علي ابن الملك المؤيد داود ابن الملك المظفر يوسف ابن الملك المنصور نور الدين عمر ابن الأمير علي بن رسول الغساني التركماني اليمني الأصل، وقد توفي بمدينة تعز في ربيع الأول من السنة المذكورة كما قال المؤلف ودفن بمدرسته التي أنشأها بها ولم يكمل الستين، وترجمته وتراجم آبائه مذكورة في كتاب العقود اللؤلؤية في أخبار الدولة الرسولية.
العباس في يوم السبت الثامن عشر من ربيع الأول. وبدمشق الشيخ إسماعيل المغربي المالكي نائب الحكم بها، وأم أبي بكر1 تتر ابنة القاضي عز الدين محمد بن أحمد بن المنجا التنوخية، وبدرالدين حسن بن البهاء محمد بن محمد بن أبي الفتح البعلي والقاضي شرف الدين حسين بن علي بن سرور عرف بابن خطيب الحديثة، والمعمرة أم القاسم خديجة بنت إبراهيم بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن سلطان التغلبية2، وأم يوسف خديجة ابنة الإمام بدر الدين محمد بن أبي بكر بن محمد بن قوام البالسية الصالحية، وخديجة بنت أبي بكر بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك الكردي3 الصالحية، والمعمر نجم الدين داود بن أحمد بن علي بن حمزة البقاعي، وبالقاهرة القاضي بهاء الدين أبو الفتح رسلان بن أبي بكر بن رسلان4 البلقيني في جمادى الثانية، وبدمشق أم أحمد رقية بنت علي بن محمد بن أبي بكر بن مكي الصفدي الصالحية، وزينب بنت العماد أبي بكر بن أحمد5 بن محمد بن
1 والذي في معجم الحافظ ابن حجر والضوء اللامع "أم بكر" وسماها الحافظ في معجمه تتر كما هنا ولكنه سماها في إنباء الغمر ططر فأوردها في حرف الطاء المهملة وقد أوردها صاحب الضوء اللامع في الحرفين وهي أخت المسندة فاطمة الآتي ذكرها فيمن توفوا في هذه السنة -أعني 803- فهما قد توفيتا في سنة واحدة. "الطهطاوي".
2 وهو محرف وأصله "البعلية" ففي معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع خديجة بنت إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن سلطان البعلية ثم الدمشقية وليس في عبارة هذه الكتب تكرير إبراهيم أولًا فلعل ما هنا زيادة من ناسخ، والله أعلم. "الطهطاوي".
3 والذي في معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع وشذرات الذهب "الكوري" وسيأتي للمؤلف ما يوافقه. "الطهطاوي".
4 وهو ابن أخي الحافظ سراج الدين أبي حفص عمر بن رسلان البلقيني. وقد اشتغل بالفقه كثيرا ومهر فيه وشارك في غيره وكان كثير المنازعة لعمه في اعتراضاته على الإمام الرافعي مع الوقار وحسن الأدب، وقد توفي عن سبع وأربعين سنة وذكره الحافظ ابن حجر في إنبائه والتقي المقريزي في عقوده والشمس السخاوي في الضوء اللامع وصاحب الشذرات. "الطهطاوي".
5 وجدها الشهاب أحمد بن محمد بن عباس بن أبي بكر بن جعوان بن عبد الله المعروف بابن جعوان الأنصاري الدمشقي "المتوفى بها سنة 699" من تلاميذ الإمام النووي وكان فقيها شافعيًّا عمدة في نقل المذهب كما ذكره الحافظ الذهبي في العبر. وجعوان بالجيم والعين المهملة والواو والنون كما في طبقات الحفاظ للذهبي وطبقات الشافعية للجمال الإسنوي وكذا في طبقات التاج السبكي الوسطى وقد وقع في طبقاته الكبرى المطبوعة "ابن صفوان" بالصاد المهملة والفاء وهو تحريف مطبعي. "الطهطاوي".
جعوان الأنصاري في شعبان، وبمكة أم الحسين ست الكل بنت أحمد بن محمد الزين القسطلاني في المحرم، وبدمشق المفتي شرف الدين شعبان بن علي بن إبراهيم المصري الدمشقي، وبالقاهرة أم محمود عائشة بنت محمد بن أحمد بن عمر بن سلمان البالسي، وأم صلاح الدين عائشة بنت أبي بكر بن أبي عبد الله بن محمد بن عمر بن قوام البالسي الصالحية، وبدمشق العادل زين الدين عبد الرحمن بن التقي عبد الله بن محمد بن الفخر عبد الرحيم البعلي1، وبالقاهرة زين الدين عبد الرحمن بن محمد بن البرهان إبراهيم الرشيدي المصري وعبد العزيز بن محمد بن محمد بن الخضر الطيبي2 موقع الحكم في ثالث عشر المحرم ولد بها في شهر ربيع الأول سنة ثلاثين وسبعمائة، وبدمشق عبد القادر بن محمد بن علي بن عمر بن نصر الله شهر بابن قمر الدمشقي الفراء سبط الحافظ أبي عبد الله الذهبي، وبالقاهرة القاضي تقي الدين عبد اللطيف بن أحمد بن عمر الإسنوي في ربيع الثاني، وبدمشق التقي عبد الله بن محمد بن أحمد بن الشيخ شمس الدين عبد الله3 المقدسي الصالحي، وعلاء الدين علي بن أحمد بن محمد المرداوي الصالحي في رمضان، والشيخ علي بن أيوب الماحُوزي4 النساج، والشيخ علي بن محمد بن علي الكفرسوسي5 وبالقاهرة الشيخ علاء الدين علي بن محمد بن علي الحنبلي شهر بابن اللحام6 في يوم عيد الأضحى، وبعدن رئيس التجار بدر الدين علي بن يحيى بن جميع في ليلة عيد الفطر، وباللجون قرب صفد القاضي نور الدين علي بن الجلالي يوسف الدميري7
1 وصوابه "عبد الرحمن" كما في معجم الحافظ الذهبي ومعجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع وطبقات الحنابلة وغير ذلك وعبد الرحمن هذا هو المعروف بالفخر البعلبكي وهو فخر الدين أبو محمد عبد الرحمن بن يوسف بن نصر بن أبي القاسم البعلبكي ثم الدمشقي "المتوفى بها سنة 688" وقد سبق ذكر اسمه على الصواب في ترجمة حفيده عبد الرحمن بن محمد بن ذيل الحافظ الحسيني. "الطهطاوي".
2 وهو بالتشديد كما في معجم الحافظ ابن حجر والضوء اللامع أي بتشديد المثناة التحتية المكسورة بعدها باء موحدة نسبة إلى طيبة وهي من بلاد إقليم الغربية بمصر. "الطهطاوي".
3 وصوابه "عبيد الله" بالتصغير كما في معجم الحافظ ابن حجر والضوء اللامع والمنهج الأحمد والشذرات وغيرها. ولذا عُرف التقي عبد الله المذكور بابن عبيد الله. "الطهطاوي".
4 قال السخاوي: بمهملة مضمومة وآخره زاي معجمة.
5 بمهملتين أولاهما مضمومة إلى كفرسوسة قرية بدمشق. معجم البلدان.
6 وهي حرفة أبيه كما في الضوء اللامع وقوله "في يوم عيد الأضحى" مثله في إنباء الغمر وقال المقريزي: في يوم عيد الفطر ومثله في المنهج الأحمد وعلاء الدين المذكور بعلي ثم دمشقي وقدم القاهرة بعد كائنة دمشق العظمى. "الطهطاوي".
7 وهو نور الدين علي بن يوسف بن مكي بن عبد الله الدميري القاهري المالكي المعروف بابن الجلال لقب بأبيه ويعرف جده مكي بابن نصر. وولي نور الدين قضاء المالكية في أوائل سنة ثلاث وثمانمائة بعد ابن خلدون ثم سافر مع العسكر إلى قتال تيمرولنك بحلب فتوفي قبل أن يصل في جمادى الآخرة من السنة المذكورة ودفن باللجون من بلاد نابلس وقد جاوز السبعين كذا يستفاد من إنباء الغمر والضوء اللامع وغيرهما. "الطهطاوي".
المصري المالكي، وبدمشق عمر ابن الحافظ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد الهادي المقدسي في شعبان، وأبو حفص عمر بن محمد بن أحمد بن عمر البالسي الصالحي المكفوف1، والمقري زين الدين عمران بن إدريس بن معمر2 الجلجولي3 ومولده بجلجوليا في سنة أربع وثلاثين وسبعمائة، ومسندة الدنيا أم أحمد فاطمة بنت العز محمد بن أحمد بن محمد بن عثمان بن المنجا التنوخية خاتمة أصحاب القاضي سليمان وطبقته بالإجازة في أحد الربيعين ولها تسعون سنة أو قريب منها، والمعمرة أم محمد فاطمة ابنة المحتسب محمد بن عبد الهادي بن عبد الحميد بن عبد الهادي الصالحية في شعبان وقد عدت الثمانين، وبالقاهرة المفتي زين الدين قطلوبغا الحنفي في جمادى الأولى، وبنهر الفرات غريقا وهو في الأسر قاضي القضاة بمصر صدر الدين محمد بن إبراهيم بن إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن المناوي4 ومولده بالقاهرة في شهر رمضان سنة 742، وبدمشق المحدث شمس الدين محمد بن الظهير بن إبراهيم بن محمد الجزري في شوال، والواعظ شمس الدين وقيل محب الدين محمد بن أحمد بن محمد بن أحمد بن المحب عبد الله المقدسي، ومحمد بن عبد الرحمن بن الحافظ أبي عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي في جمادى الأولى قتيلا ظلما، وبالرملة المحدث بدر الدين أبو البقاء محمد ابن الحافظ عماد الدين إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي في ربيع الآخر، وبدمشق القاضي ناصر الدين محمد ابن القاضي تقي الدين عمر ابن القاضي نجم الدين محمد شهر بابن أبي الطيب كاتب السر بدمشق، وبحلب أمين الدين محمد بن عماد الدين أبو بكر بن أحمد بن أبي الفتح السراج الدمشقي، والقاضي محمد بن بهادر المسعودي الأوحدي الصالحي5، والشمس محمد بن حسن بن عبد الرحيم الصالحي الدقاق، وبغزة المحدث
1 قال الطهطاوي: وصوابه "الملقن" كما في عبارة إنباء الغمر والضوء اللامع والشذرات قال: الحافظ ابن حجر في معجمه وكان يلقن القرآن بالجامع الأموي. اهـ. ومثله في الضو اللامع.
2 قال الطهطاوي: بالتشديد كما في إنباء الغمر والضوء اللامع والشذرات.
3 بفتح فسكون فضم وبجيمين نسبة إلى جلجوليا بالقرب من رملة على ما ذكره السخاوي في أنساب الضوء اللامع.
4 وصوابه "شمس الدين محمد بن إبراهيم بن محمد بن علي بن الظهير" أي المعروف بابن الظهير الجزري ثم الدمشقي كما يعلم في معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع والشذرات فأبوه إبراهيم والظهير لقب لأحد آبائه عرف هو به. "الطهطاوي".
5 والذي في معجم الحافظ ابن حجر "محمد بن بهادر بن عبد الله المسعودي الصلاحي الدمشقي" ومثله في إنباء الغمر والضوء اللامع بدون ذكر عبد الله بعد بهادر والله أعلم. "الطهطاوي".
شمس الدين محمد بن عثمان بن عبد الله بن شُكر1 شهر بالنبجالي2 البعلي الحنبلي في رمضان وبدمشق الشمس محمد بن علي بن إبراهيم بن أحمد عرف بابن البزاعي3 الصالحي، وبالقاهرة القاضي شمس الدين محمد بن محمد بن المكين إسماعيل المصري المالكي في شهر ربيع الأول، وقاضي القضاة بدر الدين محمد بن أبي البقاء محمد بن عبد البر السبكي الشافعي المصري في شهر ربيع الثاني، وبالإسكندرية قاضيها شرف الدين محمد بن المعين محمد بن البهاء عبد الله بن أبي بكر بن محمد المخزومي شهر بابن الدماميني الإسكندري المالكي، وبتونس عالمها أبو عبد الله محمد بن محمد بن عرفة4 الوَرْغَمي5 التونسي المالكي في جمادى الثانية أو في شهر رجب ومولده بها في سنة ست عشرة وسبعمائة ولم يخلف بعده بها مثله، وبدمشق المعمر بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن عمر بن أبي بكر بن قوام البالسي الصالحي في شعبان، وبالمدينة القاضي بدر الدين محمد بن محمد بن محمد بن مقلد المقدسي الحنبلي، وبالقاهرة القاضي عز الدين محمد بن القطب محمد بن محمد عرف بالشارِمساحي6 المصري، وبدمشق المعمر محب الدين محمد بن محمد بن محمد الصالحي شهر بالوراق، والقاضي تقي الدين محمد بن
1 بضم المعجمة وسكون الكاف على ما ضبطه ابن العماد، وقد يتصحف على بعضهم بالإمام المسند ابن سكر الحنفي المتقدم ذكره.
2 بفتح النون وسكون الموحدة بعدها معجمة كما في الشذرات.
3 بضم الموحدة بعدها زاي خفيفة ثم عين مهملة كذا في معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع وهو نسبة إلى بزاعة بلدة من أعمال حلب، ومن أهل حلب من يقوله بكسر الموحدة وفي القاموس بزاعة كثمامة ويكسر. "الطهطاوي".
4 وقد أسقط المؤلف محمدًا الثالث من نسبه كما في صنع الصلاح الأقفهسي في معجم الجمال بن ظهيرة والبرهان اليعمري في الديباج المذهب والصواب إثباته كما صنع الحافظ ابن حجر في معجمه وفي إنبائه ونبه عليه صاحب الضوء اللامع وقد ذكر الحافظ في الإنباء أنه توفي وله سبع وثمانون سنة، وهذا موافق لما ذكره المؤلف وغير واحد من أن مولده في سنة ست عشرة وسبعمائة وهو قد أخبر بذلك صاحب الديباج المذهب لما اجتمع به بالمدينة المنورة فمن جعل مولده في سنة ست وثلاثين كالشمس بن الجزري لم يصب وإن وجد مثله في معجمه الحافظ ابن حجر، والله أعلم.
"وجاء" في التعليقات في ضبط النجالي "بفتح النون وسكون الموحدة بعدها معجمة" والذي في معجم الحافظ ابن حجر والإنباء والضوء اللامع وشذرات الذهب "بعدها مهملة" فلعل ما هنا سبق قلم والله أعلم.
5 بفتح ثم سكون بعدها معجمة مفتوحة ثم ميم مكسورة ثقيلة نسبة لقبيلة من هوارة. الضوء اللامع.
6 وشارمساح بلدة من إقليم الدقهلية بالديار المصرية قريبة من دمياط. هذا وفي معجم الحفاظ ابن حجر في ترجمة عز الدين محمد المذكور ما نصه: الشارمساحي بمهملتين والراء مكسورة والميم ساكنة والحاء مهملة. اهـ. وكذا قال صاحب الضوء اللامع في ترجمته وقد ذكر الشارمساحي بشين معجمة في نسبة أشخاص آخرين ليس منهم عز الدين محمد المذكور هنا كما يعلم بمراجعته في باب الأنساب. ولا أعلم بلدة من بلاد مصر تسمى سارمساح بسينين مهملتين والله أعلم. "الطهطاوي".
محمد الصالحي الحنفي ويعرف بابن الخراز، وبجب حنين الشمس محمد بن محمود بن محمد بن محمود البزار الصالحي ويعرف بابن الزرندي1 وبدمشق قاضي الحنفية تقي الدين محمد ابن القاضي جمال الدين يوسف بن أحمد بن الحسين الحنفي المشهور بابن الكبري في ذي الحجة، والشيخ شمس الدين محمد الزيلعي الكاتب، وبحلب قاضيها شرف الدين موسى بن محمد بن محمد بن جمعة الأنصاري الشافعي في شهر رمضان، وبالقاهرة قاضي القضاة جمال الدين يوسف بن موسى بن محمد الحلبي الحنفي ويعرف بالملطي في شهر ربيع الثاني وبدمشق أبو بكر بن إبراهيم بن محمد بن إبراهيم بن عبد الله بن أبي عمر عرف بالفرائضي الصالحي، وأبو بكر بن إبراهيم بن معتوق الهكاري الكردي الصالحي، وبالقاهرة شرف الدين أبو بكر ابن الحافظ عبد العزيز ابن القاضي بدر الدين محمد بن إبراهيم بن سعد الله بن جماعة الكناني في جمادى الأولى، وبدمشق العماد أبو بكر بن عبد الله بن العماد، وأبو بكر بن أحمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي الصالحي2، والشيخ تقي الدين أبو بكر بن الجندي الساعاتي الحيسوب، وبحلب الشيخ شرف الدين أبو بكر الداديخي3 الحلبي أحد فضلائها.
ابن زريق 4 محمد بن عبد الرحمن بن محمد بن أحمد بن القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة بن أحمد بن عمر ابن أبي عمر محمد بن أحمد بن قدامة بن مقدام بن نصر بن فتح بن محمد بن حديثة بن محمد بن يعقوب بن القاسم بن إبراهيم بن إسماعيل بن يحيى بن محمد بن سالم بن عبد الله بن عمر بن الخطاب القرشي العمري المقدسي الصالحي الحنبلي الإمام الحافظ ناصر الدين أبو عبد الله:
تفقه وطلب الحديث فمهر في فنونه وتخرج بالحافظ أبي بكر بن المحب وسمع العالي والنازل وانتقى وخرج وأفاد، سمع من الصلاح بن أبي عمر ومن بعده، قال صاحبنا الحافظ أبو الفضل ابن حجر:
1 نسبة لبيت علم كبير من الحنفية بالمدينة لعل أصلهم من زرند وفي الشذرات بالزاي والراء والنون نسبة إلى زرند بلد بأصبهان. اهـ. ومثله في معجم البلدان وعدد السخاوي من ينسب إلى هذا البيت بالمدينة من المشاهير وضبطها بفتحتين وسكون النون.
2 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن العماد أبي بكر ابن أحمد" كما يعلم من معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع.
3 وهو شرف الدين أبو بكر بن سليمان بن صالح الداديخي الأصل الحلبي قاضيها الشافعي أخذ بدمشق عن التاج السبكي والعماد بن كثير وغيرهما والداديخي نسبة إلى داديخ بدالين مهملتين وآخره خاء معجمة وهي قرية من قرى سرمين كما في إنباء الغمر وسرمين من أعمال حلب كما في معجم البلدان. "الطهطاوي".
4 وهو لقب والد جده أحمد ابن القاضي تقي الدين سليمان بن حمزة وهو تصغير أزرق كما في إنباء الغمر والضوء اللامع. "الطهطاوي".
استفدت منه كثيرا وسمع معي على الشيوخ بالصالحية وغيرها ولم أر في دمشق من يستحق اسم الحافظ غيره. انتهى. رتب المعجم الأوسط للطبراني على الأبواب وكذا صحيح ابن حبان، مات في ثالث عشر شهر من رمضان سنة ثلاث وثمانمائة -رحمه الله تعالى.
ابن الملقن عمر بن علي بن أحمد بن محمد بن عبد الله:
عرف بابن النحوي لأن أباه كان عالما به أخذه عنه الأسنائي وغيره فلهذا كان يكتب بخطه عمر بن أبي الحسن النحوي فاشتهر بذلك، في بلاد اليمن الأنصاري الوادي آشي الأندلسي الأصل ثم المصري نزيل القاهر الشافعي الإمام العلامة الحافظ شيخ الإسلام وعلم الأئمة الأعلام عمدة المحدثين وقدوة المصنفين سراج الدين أبو علي خرج والده من بلدة الأندلس إلى بلد التكرور فعلَّم به أهله القرآن العظيم فأنعموا عليه بدنيا طائلة وارتحل إلى القاهرة فاستوطنها وتأهل بها فولد له بها ابنه هذا في يوم السبت الرابع والعشرين من شهر ربيع الأول سنة ثلاث وعشرين وسبعمائة ومات عنه وهو ابن سنة فأوصى به إلى الشيخ عيسى المغربي وكان خيرا صالحا يلقن القرآن العظيم بجامع ابن طولون فتزوج بأمه وتربى في حجره بحيث إنه نسب إليه حتى صار يعرف بابن الملقن وصار علما عليه إلى أن مات فحصل له من جهته خير كثير، أقرأه القرآن ثم عمدة الأحكام وأراد أن يُقرئه في مذهب الإمام مالك فأشار عليه بعض بني جماعته بأن يُقرئه المنهاج1 ففعل وأسمعه على الحافظين أبي الفتح بن سيد الناس والقطب الحلبي واستجيز له من عدة من مصر ودمشق منهم الحافظ المزي، وطلب الحديث في صِغره بنفسه قأقبل عليه وعني به لتوفر الدواعي وتفرغه فإن أنشأ له ربعا أنفق عليه قريبا من ستين ألف درهم فكان يغل له جملة صالحة فسمع الكثير بمصر من جماعة من أصحاب ابن عبد الدائم والنجيب منهم أبو عبد الله بن السراج الكاتب ومحمد بن غالي وعبد الرحمن بن عبد الهادي وأحمد بن كشتغدي والحسن بن السديد وأحمد بن محمد بن عمر الحلبي وأحمد بن علي المشتولي2 ومحمد بن أحمد الفارقي وأبو القاسم الميدومي وإبراهيم بن علي الزرزاري3 وزين الدين أبو بكر بن قاسم الرحبي ولازمه فتخرج به وبالحافظ علاء الدين مغلطاي.
وارتحل في سنة سبعين إلى دمشق فسمع بها من متأخري أصحاب الفخر بن
1 والصواب "بعض بني جماعة" وعبارة الضوء اللامع فأشار عليه ابن جماعة أحد أصحاب أبيه أن يقرئه المنهاج الفرعي فحفظه. اهـ. وعبارة المنهل الصافي فقال له بعض أولاد ابن جماعة: أقرئه المنهاج فأقرأه. اهـ. ولعله العز أبو عمر بن جماعة وهو من شيوخه الذين تفقه هو بهم والله أعلم. "الطهطاوي".
2 نسبة إلى مشتول بمصر بالشين المعجمة والمثناة الفوقية.
3 ترجمة السيوطي في حسن المحاضرة.
البخاري، وكانت عنده عوال كثيرة بحيث ذكر عنه أنه قال: سمعت ألف جزء حديثية، وله الخط المنسوب جود فيه على ابن السراج، تفقه واشتغل في فنون فبرع ودرس وأفتى وصنف وجمع، يقال: إنه قرأ في كِبره كتابا في كل مذهب وإنه أذن له بالإفتاء فيه، وفي رحلته إلى دمشق نوه بذكره التاج السبكي وقرظ له على جزء من تخريج أحاديث الرافعي أطنب في مدحه وكذا على تخريج أحاديث المنهاج واستكتب له عليه الحافظ عماد الدين بن كثير وارتفع قدره واشتهر ذكره وبعد صيته فأشغل الناس قديما ودرس عدة سنين وتصدى للإفتاء دهرا وناب في القضاء عمرا فلما كان من سنة ثمانين تعرض لطلب قضاء القضاة فامتحن بسبب ذلك؛ لأنه في أيام بركة وبرقوق كان مختصا بصحبة برقوق فعينه لقضاء الشافعية فخدع حتى كتب خطه بمال فغضب عليه برقوق وسلمه لشاد الدواوين ثم سلمه الله تعالى ونجاه فخلص فانقطع عن الناس وأقبل على شأنه فأخذ في التصنيف وأكب عليه فكان فريد الدهر في كثرة التصانيف وحسنها بعبارة جليلة حسنة.
وكان يكتب في كل فن سواء أتقنه أو لم يتقنه وكتب الكثير من ذلك بحيث إنه كان أكثر أهل زمانه تأليفا، بلغت مصنفاته في الحديث والفقه وغير ذلك قريبا من ثلاثمائة مؤلف منها "شرح البخاري" في عشرين مجلدا وهو في أوله أقعد منه في آخره بل هو من نصفه الثاني قليل الجدوى1 "والبدر المنير في تخريج أحاديث الشرح الكبير" في ست مجلدات أجاد فيه "وخلاصة البدر المنير في تخريج الأحاديث والآثار الواقعة في الشرح الكبير" و"شرح عمدة الأحكام" و"شرح الأربعين النواوية" و"المقنع" في علم الحديث وكذا "الكافي" له لم يكن فيه بالمتقن ولا له ذوق أهل الفن و"غاية السول في خصائص الرسول" صلى الله عليه وسلم و"أفراد مسلم وأبي داود"2 و"مختصر تهذيب الكمال مع التذييل عليه" من رجال ستة كتب وهي مسند أحمد وصحيح ابن خزيمة وابن حبان ومستدرك الحاكم والسنن للدراقطني والبيهقي "وطبقات المحدثين" و"طبقات القراء" و"طبقات الفقهاء الشافعية" و"طبقات الصوفية" وشرحان للتنبيه كبير وصغير و"تحفة المحتاج إلى أدلة المنهاج" في ثمانية مجلدات "ونهاية المحتاج فيما يستدرك على المنهاج" و"عجالة المحتاج في شرح المنهاج" مجلد و"شرح منهاج البيضاوي" وقد سار بجملة منها رواة الأخبار واشتهر ذكرها في الأقطار.
1 قال ابن حجر في المجمع المؤسس: اعتمد فيه على شرح شيخيه القطب ومغلطاي وزاد فيه قليلا اهـ.
2 وشرح "زوائد مسلم على البخاري" في أربعة أجزاء و"وزوائد أبي داود على الصحيحين" في مجلدين و"زوائد الترمذي على الثلاثة" كتب منه قطعة صالحة و"زوائد النسائي" عليها كتب منه جزءا و"زوائد ابن ماجه على الخمسة" في ثلاثة مجلدات كما جاء في الضوء اللامع وغير.
وكان -رحمة الله تعالى عليه- له فوائد جمة ويستحضر غرائب وهو من أعذب الناس لفظا وأحسنهم خلقا وأجملهم صورة وأفكههم محاضرة كثير المروءة والإحسان والتواضع والكلام الحسن لكل إنسان كثير المحبة للفقراء والتبرك بهم مع التعظيم الزائد لهم، عقد مجلسا للإملاء فأملى المسلسل بالأولية ثم عدل إلى أحاديث خراش وأضرابه من الكذابين فرحا بعلو الإسناد وهذا مما يعيبه أهل الإسناد، يرون أن الهبوط أولى من العلو إذا كان من رواية الكذابين لأنه كالعدم، وقد وصفه الأئمة بالحفظ، من ذلك أن الحافظ صلاح الدين العلائي كتب له على كتابه "جامع التحصيل في رواية المراسيل" من تأليفه: قرأ عليّ هذا الكتاب الشيخ الفقيه الإمام العالم المحدث الحافظ المتقن سراج الدين شرف الفقهاء والمحدثين فخر الفضلاء، وكتب شيخنا الحافظ أبو الفضل العراقي طبقة في آخر فوائد تمام فيها: وسمع الشيخ الإمام الحافظ سراج الدين، ووقف صاحبنا الحافظ أبو الفضل بن حجر على ترجمة صاحبنا الحافظ أبي الطيب الفاسي له وفيها: وليس في علم الحديث كالماهر فانتقد ذلك وكتب ما يدل على مهارته فيه، وذكره قاضي صفد العثماني في "طبقات الفقهاء" فقال: أحد مشايخ الإسلام صاحب المصنفات التي ما فتح على غيره بمثلها في هذه الأوقات، وقال شيخنا الحافظ برهان الدين سبط ابن العجمي: حفاظ مصر أربعة أشخاص وهم من مشايخي البلقيني وهو أحفظهم لأحاديث الأحكام والعراقي وهو أعلمهم بالصنعة والهيثمي وهو أحفظهم للأحاديث من حيث هي وابن الملقن وهو أكثرهم فوائد في الكتابة على الحديث. انتهى. ومن العجيب أن كلًّا منهم ولد قبل الآخر بسنة سوى الهيثمي فإن مولده بعدهم بمدة ومات كلٌّ منهم قبل الآخر بسنة فأولهم ابن الملقن1 ثم البلقيني ثم العراقي ثم الهيثمي.
قال شيخنا الحافظ برهان الدين: وحُكي لي أن الشيخ بهاء الدين بن عقيل حكى له عن قيم مسجد النارنج2 بالقرافة أن الشيخ عز الدين بن عبد السلام كان يخرج إلى المسجد المذكور يوم الأربعاء ومعه "نهاية إمام الحرمين" فيمكث بالمسجد يوم الأربعاء ويوم الخميس ويوم الجمعة إلى قبيل الصلاة فينظر في هذا الوقت النهاية قال: الشيخ بهاء الدين وأنا أستبعد ذلك فقال الشيخ سراج الدين البلقيني: ولا أستبعد لأن الشيخ عز الدين لا يشكل عليه منها شيء ولا يحتاج إلى أن يتأمل منها إلا شيئا قليلا أو ما هذا معناه وأنا أنظر مجلدا في يوم واحد، قال شيخنا برهان الدين: فذكرت هذه الحكاية لشيخنا سراج الدين بن الملقن فقال لي عقيب ذلك: أنا نظرت مجلدين من الأحكام للمحب الطبري في يوم
1 ولد ابن الملقن سنة 723 وتوفي سنة 804 والبلقيني ولد سنة 724 وتوفي سنة 805 والعراقي ولد سنة 725 وتوفي سنة 806 والهيثمي توفي سنة 807. "الطهطاوي".
2 يصفه المقريزي في خططه ويقول سمي مسجد النارنج لأن نارنجه لا ينقطع أبدا.
واحد، وحدث ابن الملقن بالكثير من مروياته، سمع منه الأئمة والفضلاء وكان كثير الكتب جدا فاحترق غالبها قبل موته وكان ذهنه سليما عند ذلك1 فحجبه ولده الإمام نور الدين علي إلى أن مات في ليلة الجمعة السادس عشر من شهر ربيع الأول سنة أربع وثمانمائة بالقاهرة -رحمة الله تعالى عليه.
وفيها مات بمصر المسند المكثر شهاب الدين أحمد بن حسن بن محمد بن محمد بن زكريا شهر بالسويداوي المقدسي ثم المصري في تاسع شهر من ربيع الآخر وله ثمانون سنة، وبدمشق قاضي الحنابلة تقي الدين أحمد بن صلاح الدين محمد بن شرف الدين محمد بن زين الدين التنوخي الحنبلي، وبالقاهرة القدوة شهاب الدين أحمد بن محمد بن محمد عرف بابن الناصح المصري في رمضان، وبدمشق المسندة أم عبد الله وأم أحمد أسماء بنت أحمد بن محمد بن عثمان الحلبي الصالحي في المحرم، وخليل بن أحمد المعروف بابن زبا2 شاهد القيمة، وبالقدس القاضي تقي الدين صالح بن خليل بن سالم الغزي، وبدمشق التقي عبد اللطيف ابن الحافظ قطب الدين3 عبد الكريم بن عبد النور بن منبه الحلبي المصري في شهر ربيع الثاني والمقرئ عبد الله البشيتي4 ومقرئ القاهرة فخر الدين عثمان الضرير5 وبدمشق علاء الدين علي بن عبيد بن داود المرداوي الحنبلي في جمادى الثانية ونور الدين علي بن غازي بن علي بن أبي بكر بن عبد الملك شهر بالكوري6 الصالحي في شوال، وناصر الدين محمد بن إبراهيم بن محمد الأرموي الصالحي، وبمصر نجم الدين محمد بن علي بن نجم الدين محمد بن عقيل البالسي ثم
1 قال ابن العماد: كان ابن الملقن جمّاعة للكتب ثم احترق غالبها قبل موته وكان ذهنه مستقيما قبل أن تحترق كتبه ثم تغير حاله بعد ذلك، وهو ممن كان تصنيفه أحمد من تقريره.
2 هكذا في الأصل ورأيت بخط ابن حجر في "إنباء الغمر": خليل بن علي بن أحمد بن أبي زبا الشاهد المصري. اهـ. وفي الفهرست الأوسط لابن طولون ضبط الزاي المعجمة بالضم والموحدة بالفتح عند ذكر راو آخر والظاهر أنه تصحيف على المصنف وابن حجر لأن السخاوي يقول عنه: خليل بن علي بن أحمد بن بوزبا بضم الموحدة وسكون الواو وفتح الزاي بعدها موحدة مفتوحة. اهـ. وترجمه المقريزي وابن حجر والسخاوي.
3 وقد سقط منه اسم أبيه لأنه عبد اللطيف بن محمد ابن الحافظ قطب الدين
…
إلخ. كما في معجم الحافظ ابن حجر والضوء اللامع وغيرهما وعبارة إنباء الغمر زين الدين عبد اللطيف بن تقي الدين محمد ابن الحافظ قطب الدين عبد الكريم
…
إلخ ومثله في الشذرات فتنبه لذلك. "الطهطاوي".
4 بفتح الموحدة وكسر الشين المعجمة وتحتية وفوقية نسبة إلى بشيت قرية بفلسطين. ابن العماد.
5 وهو فخر الدين عثمان بن عبد الرحمن بن عثمان المخزومي البلبيسي ثم القاهري الشافعي المقرئ الضرير إمام الجامع الأزهر. وقد انتهت إليه الرياسة في فن القراآت وعاش ثمانين سنة. "الطهطاوي".
6 بضم الكاف ثم راء مهملة. الضوء اللامع.
المصري، وبالقاهرة المحدث شمس الدين أبو جعفر محمد بن محمد بن عمر السكري1 المدني في جمادى الثانية، وبدمشق الشيخ جمال الدين يوسف بن حسين الكردي نزيل دمشق، وبمصر أبو البركات الخطيب المالكي -رحمة الله تعالى عليهم.
قرأت على الإمام العلامة أبي الحسن علي بن أحمد بن محمد بن سلامة وسمعت على شيخ الإسلام الحافظ أبي حامد محمد بن عبد الله المخزومي المكيان قالا: أخبرنا الإمام أبو علي عمر بن علي بن أحمد والعلامة بهاء الدين أبو البقاء محمد بن عبد الله بن2 يحيى الأنصاريان ح وشافهنا بعلو درجة الشيخ المعمر الداعي إلى الله تعالى إبراهيم بن محمد الدمشقي بالمسجد الحرام غير مرة قالوا: أخبرنا أبو المحاسن يوسف بن محمد بن نصر بن قاسم العدني3 قال شيخنا في كتابه قال: أخبرنا أبو عيسى عبد الله بن عبد الواحد بن علاق الأنصاري قال: أخبرتنا أم عبد الكريم فاطمة بنت سعد الخير بن محمد بن سهل الأنصاري قالت: أخبرنا الحافظ أبو البركات عبد الوهاب بن المبارك بن أحمد الأنماطي قال: أخبرنا القاضي أبو عبد الله محمد بن علي الدامغاني قال: أخبرنا أبو الحسين أحمد بن محمد بن أحمد جعفر4 بن حمدان الفقيه الحنفي قراءة عليه في ذي القعدة سنة ثلاث وعشرين وأربعمائة قال: أخبرنا أبو بكر هو محمد بن أحمد بن يعقوب قال: حدثنا أبو يزيد هارون بن عيسى بن المسكين البلدي بها قال: حدثنا
1 وصوابه "البسكري" ففي معجم الحافظ ابن حجر المحدث الرحال شمس الدين أبو جعفر محمد بن محمد بن عمر بن عنقة بفتح المهملة والنون والقاف البسكري بفتح الموحدة وسكون المهملة. مات بالقاهرة في جمادى الآخرة من سنة أربع وثمانمائة. اهـ. ومثله في إنباء الغمر والضوء اللامع وهو نسبة إلى بسكرة وهي بلدة بالمغرب وفي ضبطها خلاف يعلم من معجم البلدان ولب اللباب. "الطهطاوي".
2 وصوابه "ابن عبد البر" كما جاء في الدرر الكامنة وغيرها في ترجمته وفي معجم الحافظ ابن حجر وإنباء الغمر والضوء اللامع في ترجمة ولديه قاضي قضاة الديار المصرية بدر الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد البر السبكي المعروف بابن أبي البقاء "المتوفى بالقاهرة سنة 803" وقاضي قضاة الشام علاء الدين أبي الحسن علي بن محمد بن عبد البر السبكي ثم الدمشقي "المتوفى بها سنة 809" وكما جاء في الشذرات في ترجمته وترجمة ابنه الأول. وتقدم للمؤلف ذكره على الصواب "الطهطاوي".
3 وصوابه "المعدني" كما ذكروه في أسانيد جزء أبي الحسين القدوري وهو جمال الدين أبو المحاسن يوسف بن محمد بن نصر بن أبي القاسم المعدني الحنبلي "المتوفى سنة 745 عن 95 سنة" وقد روى السراج ابن الملقن الجزء المذكور عنه بسنده إلى القجوري الذي ذكره المؤلف "والمعدني" بفتح الميم وسكون العين وكسر الدال المهملتين نسبة إلى المعدن وهو بلد بين عبادان وأسعرد كما في الدرر الكامنة وقرية من قرى زوزن من نواحي نيسابور كما في معجم البلدان. "الطهطاوي".
4 وصوابه "أحمد بن جعفر" وأبو الحسين هذا هو المعروف بالقدوري شيخ الحنفية بالعراق "المتوفى ببغداد سنة 428 عن 66 سنة". "الطهطاوي".
الحسين بن عرفة1 قال: حدثنا عبدة بن سليمان الكلابي قال: حدثنا صالح بن صالح الهمداني عن عاصم بن أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عال المرادي رضي الله عنه فقال لي: ما جاء بك؟ فقلت: أطلب العلم فقال: إن الملائكة لتبسط أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يعمل وسألته عن المسح على الخفين فقال: كنا نمسح على عهد رسول الله-صلى الله عليه وسلم ثلاثة أيام ولياليهن للمسافر وللمقيم يوم وليلة.
وأخبرناه عاليا بدرجتين أبو حامد الحافظ سماعا قال: أخبرنا محمد بن عبد الغني قال: أخبرنا علي بن عيسى قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم قال: أخبرنا محمد بن إبراهيم ح وأنبأناه بعلو درجة عن هذا وعن الذي قبله بثلاث العلامة أبو بكر العثماني وغيره إذنا عن أحمد بن نعمة أن جعفر بن علي أنبأه قالا: أخبرنا أحمد بن محمد الحافظ قال جعفر أذنا إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا القاسم بن الفضل قال: أخبرنا علي بن محمد بن بشران قال: حدثنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا سعدان بن نصر ح قال القاسم: وأخبرنا الفضل بن عبيد الله قال: أخبرنا عبد الله بن جعفر قال: حدثنا محمد بن عاصم قال: سمعت سفيان بن عيينة يقول عن عاصم ين أبي النجود عن زر بن حبيش قال: أتيت صفوان بن عسال المرادي فقال: لي: ما جاء بك؟ قلت: جئت ابتغاء العلم. قال: فإن الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضًا بما يطلب. قلت: حاكَ في صدري أو في نفسي المسح على الخفين بعد الغائط والبول وكنتَ امرأً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهل سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم في ذلك شيئا؟ قال: نعم، كان عليه الصلاة والسلام يأمرنا إذ كنا سفرا أو مسافرين أن لا ننزع خفافنا ثلاثة أيام ولياليهن إلا من جنابة ولكن من غائط أو بول أو نوم للمسافر وللمقيم يوم وليلة. أخرجه الترمذي بتمامه عن محمد بن يحيى بن أبي عمر وقال: حسن صحيح والنسائي قصة المسح فقط عن قتيبة وكذا ابن ماجه عن أبي بكر بن أبي شيبة ثلاثتهم عن سفيان به فوقع لنا بدلا لهم عاليا ولله الحمد.
البُلْقيني 2 عمر بن رسلان بن نصير بن صالح- وهو أول من سكن بلقين 3 من
1 وصوابه "الحسن بن عرفة" وهو صاحب الجزء المشهور وسيأتي ذكره على الصواب. "الطهطاوي".
2 بضم الموحدة وسكون اللام وكسر القاف كما ذكره السخاوي وغيره.
3 وصوابه "بُلقينة" بضم الباء الموحدة وسكون اللام وكسر القاف كما في القاموس والمشهور على الألسنة فتح القاف ورجحه محشي القاموس وهي بلدة بإقليم الغربية من الديار المصرية قريبة من المحلة الكبرى قال صاحب القاموس: منها علامة الدنيا صاحبنا عمر بن رسلان. "الطهطاوي".
أجداده- ابن أحمد بن أحمد بن محمد بن شهاب بن عبد الخالق بن محمد بن مسافر الكناني العسقلاني الشافعي إمام الأئمة وعلم الأمة:
حاز كل الفخر وهو أعجوبة الدهر خاتمة المجتهدين ومن دان لفضله كل عالم من أئمة الدين شيخ الوقت وحجته وإمامه ونادرته فقيه الزمان بالاتفاق وشيخ الإسلام على الإطلاق أعلم أهل عصره بجميع العلوم وأدراهم بالمنطوق والمفهوم مفتي الأنام وملك العلماء الأعلام عون الإسلام والمسلمين وحجة الله تعالى على خلقه أجمعين أبو حفص سراج الدين مولده في ليلة الجمعة الثاني عشر من شعبان سنة أربع وعشرين وسبعمائة بغربي أرض مصر ببلقينة فنشأ بها وحفظ القرآن العظيم وله من العمر سبع سنين وحفظ في الفقه المحرر وفي الأصول مختصر ابن الحاجب وفي القراآت الشاطبية وفي النحو الكافية لابن مالك، وقدم مصر في سنة سبع وثلاثين مع والده وله اثنتا عشرة سنة فعرض بها محفوظاته على علماء الوقت فبهرهم بذكائه وسرعة إدراكه وعاد إلى بلده فلما كان في سنة ثمان وثلاثين رجع مع أبيه غلى القاهرة وقد ناهز الاحتلام فاستوطنها وسكن الكاملية مدة.
وكان في أول قدومه طلب من ناظرها بيتا فاعتل عليه ولم يعطه شيئا فقرئت قصيدة في مدح الناظر وهو حاضر فلما انتهت قراءتها أعاد عليه السؤال في البيت مما أنعم1 له به فقال له: قد حفظت هذه القصيدة من المنشد في مرة وأطلب بيتا فلا أجاب إليه! فقال الناظر له: إن كنت حفظتها أعطيتك البيت فسردها في الحال فبادر له ببيت في الدور الثاني فوق باب الميضأة وأقام به مدة ثم انتقل إلى بيته المعروف به بقرب الصهريج الذي بها وولي بها عند القاضي عز الدين بن جماعة نقابة الحديث وواظب على حضور الدرس بالقاهرة وأكب على الاشتغال في فنون العلم والفقه والأصول والفرائض والنحو حتى فاق رفقاءه ثم أقبل على الحديث وحفظ متونه ورجاله فحاز من ذلك علما جما حتى أربى على أقرانه وصار أحفظ أهل زمانه لمذهب الشافعي رضي الله عنه فاشتهر بذلك، وطبقة شيوخه متوفرة ولم تر العيون أحفظ منه خصوصا لأحاديث الأحكام والفقه، وطلب الحديث فسمع منه الكثير غالبه بغير اعتناء من ذلك على أحمد بن محمد بن عمر الحلبي آخر أصحاب الكمال الضرير وأبي الحسن بن السديد2 ومحمد بن عالي وأحمد بن كشتغدي والخطيب أبي
1 قال الطهطاوي: ولعل الصواب "فما أنعم".
2 والصواب "الحسن بن السديد" بحذف كلمة أبي كما في عبارة الحافظ ابن حجر في معجمه وإنبائه وكما عبر المؤلف فيما سبق له في الصفحة "114" والصفحة "198" أو "أبي محمد الحسن بن السديد" وهو بدر الدين أبو محمد الحسن بن محمد بن عبد الرحمن بن علي بن أبي البركات بن أبي الفوارس المعروف بابن السديد الإربلي ثم الدمشقي "المتوفى سنة 748 من 90 سنة". "الطهطاوي".
الفتح الميدومي والعلامة شمس الدين محمد بن القماح وأبي إسحاق بن القطبي والأستاذ أبي حيان وإسماعيل بن إبراهيم التفليسي وابن شاهد الجيش وشمس الدين بن عدلان ونجم الدين الأسواني وزين الدين الكناني1 وأبي الحرم القلانسي وشمس الدين الأصبهاني وعبد الرحمن بن يوسف المزي وأبي نعيم أحمد بن عبيد الأسعردي وغازي وعيسى ابن الملك المغيث عمر بن العادل أبي بكر بن محمد بن أبي بكر بن أيوب وأحمد بن عبد المؤمن الدمياطي وعبد العزيز بن عبد القادر بن أبي الدر الربعي وغيرهم.
وأجاز له من دمشق عدة منهم الحافظان المزي والذهبي ومحمد بن محمد بن الحسن بن سلمة وأبو العباس أحمد بن علي الجزري ومحمد بن إسماعيل بن إبراهيم ومحمد بن بُصْخان2 وكان كثير البحث في وقت السماع بحيث إنه لم يخل وصفه في غالب الطباق بأنه كان كثير الحديث في السماع وصار هذا له ديدنًا حتى إن مجالس تسميعه لا تخلو من ذلك، وتفقه وبرع وتفنن في علوم، حضر دروس شيخ الإسلام تقي الدين السبكي في الفقه وبحث معه فيه وأخذ عن شيوخ عصره كالشيخ شمس الدين بن عدلان ونجم الدين بن الأسواني والإمام العلامة بهاء الدين بن عقيل وانتفع به كثيرا وتزوج بابنته وناب عنه في القضاء واختص به.
وقرأ في الأصول والمعقولات على الشيخ شمس الدين الأصبهاني وأذن له بالإفتاء هو وجماعة غيره وأخذ النحو والتصريف والأدب عن الأستاذ أبي حيان، وحج في سنة أربعين وزار المسجد الأقصى ثم حج في سنة تسع وأربعين وتصدر للإقراء فقرأ عليه خلائق وانتفعوا به حتى أن أكثر الفضلاء بالديار المصرية الآن من الفقهاء الشافعية وتلامذته وتلامذة تلامذته، وكان أول ما ولي من المناصب إفتاء دار العدل رفيقا للإمام بهاء الدين السبكي في شهر ربيع الثاني سنة خمس وستين ولما أنشئت الحجازية والبديرية درس بهما وكذا البدرية الخروبية جعله صاحبها متصدرا بها فاستمر في جميع ذلك وولي تدريس الخشابية المشهورة
1 قد حرفه كثير منهم من يقول الكناني بنونين ومنهم من يقول الكنتاني بنونين بينهما مثناة فوقية والصواب الكتاني بمثناة فوقية مشددة ونون واحدة لأن أباه كان تاجرا في الكتان من مصر إلى الشام كما في طبقات الجمال الإسنوي. "الطهطاوي".
2 وهو المقرئ المشهور الذي جرى بينه وبين الذهبي ما هو معروف حيث ترجمه الذهبي بما لا يتفق ومقداره في العلم فلما اطلع ابن بصخان على ذلك كتب على هامش الكتاب وعلى خلال أسطر الذهبي ما ردّ به عليه وأصبح خط الذهبي بصورة لا يقرأ معها. فلما رآه الذهبي انزعج من ذلك وضرب على الترجمة بجملتها وكتب في آخر ترجمته في معجمه: محوته من ديوان القراء. فكأن الذهبي بيده المحو والإثبات وعنده أم الكتاب وبصخان بالموحدة والصاد المهملة والخاء المعجمة كما في الدرر الكامنة لابن حجر.
بزاوية الإمام الشافعي رضي الله عنه بجامع عمرو بن العاص رضي الله عنه من مصر نحوا من ثلاثين سنة مع المنازعة فيها فاستمرت معه، وتولى قضاء دمشق عوضا عن التاج السبكي فقدمها على البريد بكرة نهار الأحد ثامن عشري شهر رجب سنة تسع وستين فصلى بالناس الظهر بجامع بني أمية وتوجه منها إلى العادلية ومعه الناس فلما كان صبح يوم الاثنين لبس الخلعة ومضى إلى جامع بني أمية فقُرئ تقليده بالمقصورة ورجع إلى العادلية فقضى فيها بين الناس وفي أول يوم من شعبان درس وفي ثالثه يوم الجمعة خطب بجامع بني أمية وصلى إمامًا الجمعة وفي سادسه يوم الاثنين حضر دار الحديث الأشرفية فتكلم في عدة فنون بعبارة فصيحة بليغة كلاما مفيدا محررا كثيرا بصوت عال عجيب وأسلوب غريب بحيث إنه أبهر من معه من فضلاء المصريين والشاميين مما سمعوا منه ومن جودة إيراده وإصداره مع تودد وتأدب حسن فلم ينازعه واحد منهم في منطوق ولا مفهوم وأقروا له بالتقدم في العلوم، ودمشق إذ ذاك غاصة بالأئمة الفضلاء، واستمر على قضائها إلى أن طلب إلى الديار المصرية فتوجه إليها في عامه يوم الاثنين التاسع من ذي القعدة ومعه جمع ممن شنع على التاج السبكي ليحاققوه عند السلطان ثم كر راجعا إلى دمشق فقدمها في أول يوم من صفر سنة سبعين.
وقدم التاج السبكي وقد تولى خطابة الجامع وعدة تداريس فأنف البلقيني من ذلك وتوجه في عاشر الشهر على البريد إلى القاهرة فصرف عن قضاء دمشق في سابع عشر ربيع الثاني بالتاج السبكي وتولى بجامع ابن طولون تدريس المالكية والتفسير وكذا المدرسة الظاهرية البرقوقية لما فتحت وغير ذلك لما كان في شعبان سنة ثلاث وسبعين تولى قضاء العساكر بحكم وفاة البهاء السبكي ثم تركه لولده بدر الدين محمد1 في شعبان سنة تسع وسبعين وذلك أن الأمير طشتمر الدوادار عينه لولاية القضاء بالديار المصرية بعد قتل الملك الأشرف شعبان ولم يبق إلا أن يلبس فبذل بدر الدين بن أبي البقاء مالًا وتولى فأنف البلقيني من الجلوس تحته لحداثة سنه وأقبل على الإفتاء والتدريس وعمل الميعاد فعظم عند الخاصة العامة بذلك قدره وبعد صيته وانتشر في الآفاق ذكره بحيث إن السلطان لم يكن يعقد مجلسا إلا به ويقتدي برأيه وإشارته ودارت عليه الفتوى بحيث إنها كانت تأتيه من أقطار الأرض البعيدة وكان موفقا فيها يجلس للكتابة عليها من بعد صلاة العصر إلى الغروب من رأس القلم2 غالبا إلى أن صار يضرب به المثل في العلم ولا تركن النفس إلا إلى فتواه
1 وهو بدر الدين أبو اليمن محمد أكبر أولاد السراج البلقيني وقد توفي في حياة أبيه في سنة 791 عن 35 سنة. "الطهطاوي".
2 يعني من حفظه بلا احتياج إلى مراجعة كتاب.
وكان لا يأنف من تأخير الفتوى عنده إذا أشكل عليه منها شيء إلى أن يحقق أمرها من مراجعة الكتب لئلا يلام في الفتوى1 بأن قيل يغير رأيه عما يفتي به وما ذاك إلا لسعة علمه، رحل إليه الطلبة من الآفاق الشاسعة للقراءة عليه فانتفعوا به وتخرج به خلائق لا يحصون.
وخضع له الأئمة من المفسرين والمحدثين والفقهاء والأصوليين والنحويين وتلمذوا له لما بدا لهم من كثرة محفوظه لا سيما لنصوص الشافعي رضي الله عنه والمعرفة التامة بهذه العلوم مع الذهن السليم والذكاء الذي على كبر السن لا يريم ولولا أن نوع الإنسان مجبول على النسيان لكان معدوما فيه فلم يكن في الحفظ وقلة النسيان من يماثله بل ولا من يدانيه بحيث إنه لم يمت حتى كان قصارى الماهر في العلم أن ينسب نفسه إليه ويتبجح بالقراءة عليه وكان عظيم القراء وعين أهل الإسلام وعالمهم وإمامهم ومعلمهم ويعولون عليه في كل المهمات الدينية ولا يستغنون عنه في الأمور الدنيوية يفزع إليه في حل المشكلات فيحلها ويقصد لكشف المعضلات فيكشفها ولا يمهلها، كان الشيخ بهاء الدين بن عقيل يقول: أحق الناس2 والفتيا في زمانه وقد كتب له الأستاذ أبو حيان وله من العمر دون العشرين: قرأ عليّ الشيخ الفقيه العالم المفن سراج الدين عمر البلقيني جميع الكافية في النحو قراءة بحث وتفهم وتنبيه على ما أغفله الناظم فكان يبادر إلى حل ما قرأه عليّ من مشكل وغيره فصار بذلك إماما ينتفع به في هذا الفن العربي مع ما منحه الله تعالى من علمه بالشريعة المحمدية بحيث نال في الفقه وأصوله الرتبة العليا وتأهل للتدريس والقضاء والفتيا على مذهب ابن إدريس رضي الله عنه.
وقال شيخنا الحافظ برهان الدين سبط بن العجمي: كان فيه من قوة الحافظ وشدة الذكاء ما لم يشاهد في مثله، أخبرني في رحلتي الأولى إلى القاهرة بمدرسته أنه لما قدم شرف الدين ابن قاضي الجبل الحنبلي نزل في قصر بشتك فدعاه شخص إلى الجيزة وحضرت معه في جماعة من علماء القاهرة منهم بدر الدين الزركشي وابن العنبري والطُنبذي3 فلما صلينا العشاء قال لي شرف الدين ابن قاضي الجبل: يا سراج الدين أينا أحفظ أنا أم أنت؟ فقلت له: سبحان الله! أنتم كذا وكذا -أتواضع له- فقال: استحضر أنا
1 وعبارة الحافظ ابن حجر في معجمه وكان ينقم عليه في الفتوى تغير رأيه عما يفتي به وما كان ذلك إلا لسعة دائرته في العلم. "الطهطاوي".
2 وأصله "يقول هو أحق الناس" كما في عبارة البهاء بن عقيل التي نقلها عنه الحافظ ابن حجر وغيره. "الطهطاوي".
3 بضم الطاء والموحدة بينهما نون ساكنة آخره معجمة نسبة إلى طنبذا قرية بمصر. شذرات الذهب.
وأنت فقلت له: إن أنا استحضرت شيئا يعني حديثا تذكر له طرقه وكذا بالعكس لكن اذكر أنت على حدة وأنا كذلك. فقال ابن قاضي الجبل: اذكر أنت. فأخذت أذكر أحاديث معللة1 من أول أبواب الفقه وما زلت أذكر إلى أن طلع الفجر وقد وصلت إلى كتاب النكاح، فقام ابن قاضي الجبل وقبل بين عيني وقال: يا سراج الدين ما رأيت بعد الشيخ -يعني شيخ الإسلام تقي الدين بن تيمية- أحفظ منك2.
وقال شيخنا الحافظ برهان الدين الحلبي أيضًا: ذكر لي يوما أنه كان يحفظ صفحة من المحرر في الفقه للرافعي وهو كتابه من وقت ابتداء فلان الأعمى لشخص سماه بصلاة العصر إلى فراغه منها قال: وكانت صلاة خفيفة لم يكن يطول فيها، وقال أيضًا: لما كنا نسمع عليه بالقاهرة سنن الدراقطني أو سنن ابن ماجه -الشك مني- سألني شخص بحضوره عن حديث مر في القراءة أهذا صحيح أم لا فقلت للقارئ اذكر السند فذكره فإذا فيه عطية العوفي فقلت له: اتفقوا على تضعيف هذا فقال: الشيخ ليس كذلك فذكرت أنا قول الذهبي فيه فقال الشيخ: قد حسن له الترمذي حديثا فقلت: له أين؟ فقال: بعد
…
3 في حديث: "يا عليّ لا يحل لأحد يجنب في هذا المسجد غيري وغيرك" ثم قام في المجلس فجاء بمختصر المنذري لسنن أبي داود فكشف منه شيئا ثم قال: أنا أحفظ هذا الكتاب ثم قال: هو دبوس شافٍ.
وحكى ولده قاضي القضاة جلال الدين أن والده كان يلقي الحاوي دروسا في أيام يسيرة من أعجبها أنه ألقاه في ثمانية أيام، وذكر بعض فضلاء الشام عنه أنه قال: إذا كان أخذ يدرس بالقاهرة أبقى ثلاث ليال وأربع ليال ما أنام أطالع على المكان الذي يدرس فيه. انتهى. وكان -رحمه الله تعالى- واسع العلم بحرا لا يجارى ولا تكدره الدلاء وحافظا لا يكاد يفوته من علوم البشر إلا ما لا خير فيه، دينا خيرا وقورا حليما مهابا4 سريع البادرة قريب الرجوع كثير التلطف سريع البكاء في الميعاد مع الخشوع لا يفتر عن الاشتغال والإشغال وكان يسرد مناسبة أبواب الفقه في قريب الكراس ويطرز ذلك بشواهد وفوائد بحيث إن سامعه يقضي أنه مستحضر فروع المذهب جميعا، اجتهد في آخر عمره واختار مسائل فانفرد بعلوم شتى ودارت عليه الفتوى وكانت العلماء في جميع الأقطار يعترفون له بالعلم والحفظ مع كثرة
1 وعبارته المنقولة عنه في معجم الحافظ ابن حجر "فشرعت من أول أبواب الفقه أذكر الحديث وما يناسبه من تصحيح وتضعيف إلى أن طلع الفجر
…
إلخ". "الطهطاوي".
2 وكان ابن قاضي الجبل ممن يتذرع بكل وسيلة إلى إطراء شيخه.
3 بياض في الأصل.
4 وصوابه "مهيبا". "الطهطاوي".
الاستحضار وأنه طبقة وحده يفوق جميع العلماء الكائنين في زمانه بل إن بعضهم يفضله على بعض من تقدمه من الشافعية وقد وصفه بالتفرد قديما محمد بن عبد الرحمن العثماني قاضي صفد في طبقاته فقال: هو شيخ الوقت وإمامه وحجته انتهت إليه. شيخ الفقه في وقته وعلمه كالبحر الزاخر ولسانه أحجم الأوائل والأواخر. وقد مات العثماني قبله بعدة أعوام، ومع سعة علمه لم يرزق ملكة في التأليف.
قال شيخنا الحافظ برهان الدين الحلبي: اجتمعت به في رحلتي الأولى إلى القاهرة في سنة ثمانين فرأيته إماما لا يجاري أكثر الناس استحضارا لكل ما يلقي من العلوم وقد حضرت عنده عدة دروس مع جماعة من أرباب المذاهب الأربعة فيتكلم على الحديث الواحد من بعد طلوع الشمس وربما أذن الظهر في الغالب وهو لم يفرغ من الكلام عليه ويفيد فوائد جليلة لأرباب كل مذهب خصوصا المالكية وكان بعض فضلائهم يقرأ عليه في مختصر مسلم للقرطبي وممن كان يحضر عنده الإمام نور الدين بن الجلال1 وكان أفقه أهل القاهرة يومئذ في مذهب مالك وكان يستفيد منه وكذا جمع سواه من أرباب المذاهب الأربعة واستفدت منه فوائد جمة في التفسير والحديث والفقه والأصول وعلقت من فوائده أشياء وهو أجل من أخذت عنه العلم وسمعت عليه الحديث وكان بي حفيًّا. انتهى. حدث بالكثير من مروياته.
والذي وجد من مؤلفاته: قطعة على البخاري بلغ فيها إلى أثناء كتاب الإيمان أطال النفس فيه جدا جاء في مجلد فلو قدر إكماله لبلغ مائتي مجلد لكنه لا يسلم من تكرير وشرحان على الترمذي أحدهما صناعة والآخر فقه و"ترتيب كتاب الأم" وليس فيه كبير أمر لم يتعب عليه و"محاسن الإصلاح وتضمين علوم الحديث لابن الصلاح" وليس هو على قدر رتبته في العلم و"الفوائد المحضة على الرافعي والروضة" كتب منه كثيرا ولم يوجد منه متواليا غير مجلدين وتصحيح على الربع الأخير من المنهاج في خمس مجلدات توسع فيه جدا وأطال النفس وكان من حقه أن يكون شرحا فلما فرغ منه شرع في الربع الثالث وكتب عليه مجلدا واحدا واختصر اللباب للمحاملي بلغ فيه إلى النفقات وزاد عليه استدراك ضوابط وتصحيح مسائل فجاء الربع الثاني منه قدر الأول مرتين ولو كمل الثالث لكان قدر الأولين.
وله تصانيف عدة لطاف نحو من عشرين منها "فتح الله تعالى بما لديه في بيان المدعي والمدعى عليه" و"الفتح الموهب في الحكم بالصحة والموجب" و"إظهار المستند في تعدد الجمعة في البلد" و"طي العبير لنشر الضمير" و"الجواب الوجيه في تزويج الوصي السفيه".
1 وهو قاضي المالكية نور الدين علي بن الجلال يوسف الدميري القاهري المتقدم ذكره. "الطهطاوي".
و"التدريب" وله حواشٍ على الروضة جمعها شيخنا الحافظ ولي الدين العراقي في مجلدين و"الأجوبة المرضية عن المسائل المكية" سأله عنها شيخنا الحافظ أبو حامد بن ظهيرة، وكان -رحمه الله تعالى- يتعانى نظم الشعر ولم يكن بذلك الناهض لقلة وزنه وركاكته وكان ينشده في مواعيده وكان من اللائق به الإعراض عنه صيانة لمجلسه منه وأن ينسب إليه، وله همة عالية في مساعدة أتباعه وأصحابه وسعد بسعادته جماعة من أقاربه، وأنجب أولاده البدر ثم الجلال ثم العلم وانتشرت ذريته ومات -رحمة الله عليه- قبل صلاة العصر بنحو ثلثي ساعة من نهار الجمعة العاشر من ذي القعدة الحرام سنة خمس وثمانمائة بالقاهرة ولم يخلف بعده مثله.
وفيها مات بمكة الشيخ شهاب الدين أحمد بن محمد بن عثمان الخليلي المقدسي المقري1 في صفر، وبدمشق التقي أحمد بن محمد بن عيسى بن حسن الياسوفي الدمشقي المعروف بالثوم2 وبالقاهرة القاضي تاج الدين أبو البقاء بهرام بن عبد الله بن عبد العزيز الدميري المالكي في جمادى الآخرة، وببلد الخليل قاضيه سعد الدين بن إسماعيل بن يوسف3 النووي الشافعي الدمشقي في جمادى الأولى، وبدمشق الشيخ سلمان بن عبد الحميد بن محمد بن مبارك البغدادي الدمشقي الحنبلي، وبمكة السيد الشريف وجيه الدين عبد الرحمن بن أبي الخير محمد بن أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحسني الفاسي المالكي في ذي القعدة، وبدمشق التقي عبد الله بن خليل بن الحسن بن طاهر4 الحرستاني الصالحي المؤذن، وبمكة الشيخ تاج الدين عبد الوهاب ابن الشيخ عبد الله بن أسعد بن علي اليافعي في يوم الأحد رابع شهر رجب ومولده في سنة ثمان وخمسين وسبعمائة5، وبدمشق المسندة أم عمر كلثوم ابنة الحافظ تقي الدين
1 ولعله "الغزي" لأنه مقدسي الأصل نزيل غزة كما ذكره الحافظ ابن حجر في ترجمته من معجمه وإنباء الغمر وذكر أنه اجتمع به في مسجده الذي بناه بغزة وكان منقطعا به مقبول القول في أهلها ولم يذكر أنه كان مقرئا وكذا صاحبا الضوء اللامع والشذارت والله أعلم.
2 بضم المثلثة كما في شذرات الذهب.
3 والذي في معجم الحافظ ابن حجر والإنباء له تقديم يوسف على إسماعيل وكذا في الضوء اللامع والله أعلم. "الطهطاوي".
4 ومثله في إنباء الغمر للحافظ ابن حجر والذي في معجمه والضوء اللامع عبد الله بن خليل بن أبي الحسن بن طاهر بالمعجمة ابن محمد بن خليل بن عبد الرحمن الحرستاني ثم الدمشقي الصالحي الحنبلي. "الطهطاوي".
5 والذي ذكره الحافظ في الإنباء أنه ولد سنة خمسين وصرح بأنه توفي عن خمس وخمسين سنة وتبعه في ذلك صاحب الضوء اللامع قال: وقول المقريزي في عقوده عن خمس وأربعين سنة غلط. اهـ. وممن صرح بأنه توفي عن خمس وخمسين سنة صاحب الشذرات. "الطهطاوي".
محمد بن رافع بن أبي محمد السلامي المصري الدمشقي، وقاضي الحنابلة بها شمس الدين محمد بن محمد بن محمود الصالحي الحنبلي1 وبمكة الشيخ غياث الدين محمد بن إسحاق بن أحمد الأبرقوهي الشيرازي في يوم الاثنين تاسع عشري جمادى الأولى ومولده في خمس وعشرين وسبعمائة، وبدمشق قاضيها علم الدين محمد بن القاضي شمس الدين محمد عرف بابن القصبي2 الدمشقي المالكي في المحرم، وبالإسكندرية الشيخ شمس الدين محمد بن يوسف الإسكندري المالكي، وبالقاهرة الأديب نور الدين محمود بن محمد بن إبراهيم الدمشقي عرف بابن هلال الدولة3، وبمصر رحلتها ومسندتها أم عيسى مريم ابنة الإمام شهاب الدين أحمد ابن قاضي القضاة شمس الدين محمد بن إبراهيم الأذرعي الحنفي4 في جمادى الأولى ولها خمس وثمانون سنة تقريبا، وبالقاهرة الشيخ نور الدين أبو بكر الحنفي عرف بالتاجر.
أخبرنا فقيه الحجاز وحافظه الحاكم أبو أحمد بن أبي عمر القرشي قال: أخبرنا عمر بن رسلان الشافعي شيخ الإسلام بقراءتي عليه بالقاهرة قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن علي بن سنان قراءة عليه وأنا أسمع ح وقرأت عاليا بدرجة على الإمام أبي اليمن محمد بن أحمد الطبري قلت له: أنبأك عدة منهم أبو الطاهر إسماعيل بن إبراهيم بن أبي بكر التفليسي
1 والذي في إنباء الغمر شمس الدين محمد بن أحمد بن محمود النابلسي ثم الصالحي الحنبلي ولي قضاء الحنابلة بدمشق إلى آخر كلامه ومثله في عقود المقريزي وتبعهما صاحب الضوء اللامع. وفي الشذرات شمس الدين محمد بن محمد بن أحمد بن محمود النابلسي إلى آخر كلامه. "الطهطاوي".
2 والذي في إنباء الغمر والضوء اللامع والشذرات ابن القفصي وهو بفتح القاف وسكون الفاء بعدها صاد مهملة نسبة إلى قفصة وهي بلدة بالمغرب قريبة من القيروان. وكان جده واسمه أيضًا محمد قد قدم دمشق في سنة 719 وناب في الحكم. وقد توفي علم الدين بدمشق وهو على قضاء المالكية بها في المحرم من السنة التي ذكرها المؤلف أعني سنة 805 ولم يكمل الستين وقد ذكره القاضي علاء الدين الحلبي في ذيل تاريخ حلب وكذا الحافظ في الإنباء وذكر والده قبله فقال: ناصر الدين محمد بن محمد بن أحمد بن سليمان القفصي حضر على الحجار في الرابعة سنة 728 وهو والد القاضي علم الدين القفصي الذي ولي قضاء المالكية بدمشق إحدى عشرة مرة، توفي سنة 784. "الطهطاوي".
3 وهو محمود بن محمد بن إبراهيم بن محمد بن عبد المجيد بن هلال الدولة واسمه عمر بن منير الحارثي الدمشقي. أخذ عن صلاح الدين الصفدي وغيره وسمع من إبراهيم بن الشهاب محمود وأجازت له زينب بنت الكمال كما في إنباء الغمر والشذرات. "الطهطاوي".
4 هو زين الدين أبو بكر بن محمد بن عبد الله بن مقبل القاهري الحنفي المعروف بالتاجر ناب في الحكم عن القضاء بالقاهرة إلى أن توفي في ذي الحجة من السنة عن نحو ثمانين سنة. قرأ صحيح البخاري إلى سنة ثمانين وسبعمائة خمسا وتسعين مرة وقرأه بعد ذلك مرارا كثيرة كما نقله عنه البرهان الحلبي. "الطهطاوي".
قالوا: وابن سنان أخبرنا أبو العباس أحمد بن علي بن يوسف الدمشقي سماعا عليه قال: أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن علي بن مسعود البوصيري قال: أخبرنا أبو صادق مرشد بن يحيى بن القرشي1 المديني قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن الحسين بن الطفال2 قال: أخبرنا أبو الحسين3 محمد بن عبد الله بن زكريا قال: حدثنا أبو عبد الرحمن أحمد بن شعيب بن علي الحافظ قال: أخبرنا محمد بن منصور قال: حدثنا سفيان هو ابن عيينة قال: حدثنا الزهري عن سعيد عن أبي هريرة رضي الله عنه يبلغ به النبي صلى الله عليه وسلم قال: "إذا كان يوم الجمعة كان على كل باب من أبواب المسجد ملائكة يكتبون الناس على منازلهم الأول فالأول فإذا فرغ الإمام طويت الصحف واستمعوا الخطبة فالمهجر إلى الصلاة كالمهدي بدنة والذي يليه كالمهدي بقرة ثم الذي يليه كالمهدي كبشًا" ثم ذكر الدجاجة والبيضة كذا في هذه الرواية: "فإذا فرغ الإمام"، الصواب ما ورد في غيرها وهو:"فإذا جلس الإمام" وفي بعضها "فإذا خرج الإمام" يعني من بيته إلى المسجد أو الجامع، والحديث صحيح أخرجه مسلم عن عمرو الناقد ويحيى بن يحيى وابن ماجه عن سهل بن أبي سهل وهشام بن عمار أربعتهم عن سفيان بن عيينة به فوقع لنا بدلا لهما عاليا ولله الحمد والمنة.
العراقي عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن بن أبي بكر بن إبراهيم الكردي الرازياني ثم المصري الشافعي الإمام الأوحد العلامة الحجة الحبر الناقد عمدة الأنام حافظ الإسلام فريد دهره ووحيد عصره من فاق بالحفظ والإتقان في زمانه وشهد له بالتفرد في فنه أئمة عصره وأوانه زين الدين أبو الفضل:
قدم أبوه من بلده رازيان من عمل إربل إلى القاهرة صغيرا فنشأ بها وخدم عدة من الفقراء منهم الشيخ تقي الدين القنائي4 وكان مختصا
1 والذي رأيته في طبقات الحفاظ وتاريخ ابن خلكان وشذرات الذهب وعدة كتب "ابن القاسم" ولعل ما هنا محرف عنه. وهو مسند مصر أبو صادق مرشد بن يحيى بن القاسم المديني ثم المصري إمام الجامع العتيق بها "المتوفى سنة 517 عن سن عالية". "الطهطاوي".
2 بفتح الطاء المهملة وتشديد الفاء نسبة إلى بيع الطفال نيسابوري الأصل سكن مصر شيخ ثقة مكثر صدوق مقري ذكره ابن السمعاني في الأنساب.
3 وصوابه "أبو الحسن" كما جاء في كلام غير واحد. وهو القاضي أبو الحسن محمد بن عبد الله بن زكريا بن حبويه النيسابوري ثم المصري "المتوفى بها سنة 366 عن 93 سنة" وهو أحد رواة سنن النسائي عنه. وحبويه بفتح الحاء المهملة وضم الباء الموحدة المشددة وسكون الواو وفتح المثناة التحتية أبو بفتح الحاء المهملة والباء الموحدة المشددة والواو وسكون المثناة التحتية.
"وجاء" في التعليقات "نسبة إلى بيع الطفال" وهو بضم الطاء أو فتحها وتخفيف الفاء طين يابس يشوى ويؤكل وهو غير الطفل بالفتح وهو الطين الأصفر المعروف بمصر. "الطهطاوي".
4 وهو السيد الشريف تقي الدين أبو البقاء محمد بن ضياء الدين أبي الفضل جعفر بن العارف بالله تعالى عبد الرحيم بن أحمد بن حجون القناوي رضي الله عنه وعن أولاده وأحفاده وقد توفي تقي الدين المذكور بالقاهرة في جمادى الأولى من سنة 728 عن ثلاث وثمانين سنة كما في طبقات الجمال الإسنوي والدرر الكامنة والطالع السيعد وغيرها. "الطهطاوي".
بخدمته فشاهد منه كرامات جمة ومكاشفات عدة منها أنه لما تأهل وحملت زوجته ربما كانت تشتهي الشيء فتستحي من ذكره له فكان الشيخ تقي الدين يأمره به فيأتي به إليه فيتناول منه القليل ثم يرسل به إليها فلما جاءها المخاض واشتد بها الطلق جاءه يسأله الدعاء وإقامة خاطره معها فقال: لا بأس عليها تلد عبد الرحيم أو ولدت عبد الرحيم فكر إليها راجعا فوجدها قد تخلصت ووضعته، وكان ذلك في اليوم الحادي والعشرين من جمادى الأولى سنة خمس وعشرين وسبعمائة بين مصر والقاهرة بمنشأة المهراني على شاطئ النيل المبارك. وكان يحضر إلى الشيخ تقي الدين1 فيلاطفه ويبره ويكرمه فتوفي والده وهو في الثالثة من عمره2 وكان كثير الكون بعد ذلك عند الشيخ وكان يتوقع أن يكون حضر عليه شيئا تبعا لبعض أهل الحديث فإنهم كانوا يترددون إليه للسماع عليه لأنه كان سمع على أصحاب السلفي لكنه لم يقف على شيء من ذلك وقصارى ما حضره قديما على قاضي القاضاة تقي الدين الإخنائي3 المالكي والأمير سنجر الجاولي وغيرهما في صغره قبل طلبه بنفسه ساعات نازلة وحفظ القرآن العظيم وله من العمر ثماني سنين وأقدم ما وجد له من السماع في سنة سبع وثلاثين وحفظ التنبيه واشتغل في العلوم وكان أول اشتغاله في القراآت والعربية فأول من أخذ عنه ذلك جماعة منهم الشيخ ناصر الدين محمد بن سمعون والشيخ برهان الدين إبراهيم بن لاجين الرشيدي والشهاب أحمد بن يوسف السمين والسراج عمر بن محمد الدمنهوري وكان متشوقا للأخذ عن الأستاذ أبي حيان والاجتماع به فبلغه عنه سوء خلق وحط على الفقراء فغير عزمه عن ذلك غيرة للفقراء لصحبته إياهم وخدمته لهم فحصل له بذلك العناية التامة وانهمك في علم القراآت حتى نهاه عن ذلك قاضي القضاة عز الدين بن جماعة فقال له: إنه علم كثير التعب قليل الجدوى وأنت متوقد الذهن
1 وعبارة صاحب الضوء اللامع وتكرر إحضار أبيه له عند الشيخ تقي الدين فكان يلاطفه ويكرمه وعادت بركته عليها. اهـ. وقال في عبارة أخرى: وكان كثير الكون مع أبيه عند التقي المشار إليه. "الطهطاوي".
2 لم يذكر هذا الحافظ ابن حجر في ترجمته من معجمه ولا إنبائه وكذا صاحب الضوء اللامع بل في كلامه ما ينافيه فقد ذكر في ترجمته أن والده أسمعه في سنة سبع وثلاثين من الأمير سنجر الجاولي والقاضي تقي الدين الإخنائي المالكي وغيرهما ثم قال: ولو كان أبوه ممن له عناية لأدرك بولده السماع من مثل يحيى بن المصري آخر من روى حديث السلفي عاليا. اهـ. بل الذي توفي والحافظ العراقي في الثالثة من عمره هو الشيخ تقي الدين القناوي كما يعلم مما ذكرنا وبهذا يعرف ما في قول المؤلف وكان كثير الكون بعد ذلك عند الشيخ فتنبه لذلك والله أعلم. "الطهطاوي".
3 بالكسر نسبة لإخنا مقصورة بلدة بقرب إسكندرية من الغربية.
فينبغي صرف الهمة إلى غيره وأشار عليه بالاشتغال في علم الحديث فأقبل حينئذ عليه وطلب بنفسه وذلك في سنة اثنتين وأربعين.
وكان أول من قرأ عليه الشهاب أحمد بن البابا ثم أخذ علم الحديث عن الشيخ علاء الدين بن التركماني الحنفي وبه تخرج انتفع فسمع عليه وعلى ابن شاهد الجيش صحيح البخاري وعلى ابن عبد الهادي صحيح مسلم وعلى أبي الفتح الميدومي جملة وهو أعلى من أخذ عنه مع أنه كان يمكنه أن يسمع من عدة من أصحاب النجيب ممن هو أكثر سماعا من الميدومي وأخذ عن جماعة من مشايخ مصر والقاهرة كمحمد بن علي القطرواني ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وابن الأكرام محمد بن عبد الله بن أبي البركات النعماني وابني الرفعة وعلي بن أحمد بن عبد المحسن1 ومحمد بن أبي القاسم الفارقي ومظفر العطار وأحمد بن محمد الرصدي والقاضي فخر الدين بن مسكين وأبي الحرم القلانسي وأبي الحسن العُرْضي2 ومحمد بن أحمد بن أبي الربيع الدَّلاصي3 وأبي القاسم أخي الحافظ أبي الفتح اليعمري وجمع من أصحاب الفخر بن البخاري ونحوهم، ورحل فسمع بعدة بلاد من ذلك بدمشق عن عدة من لقي بها أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ومحمد بن إسماعيل الحموي وابن الخباز محمد بن إسماعيل قرأ عليه صحيح مسلم في ستة مجالس متوالية قرأ في آخر مجلس منها أكثر من ثلث الكتاب وذلك بحضور الحافظ زين الدين بن رجب وهو معارض بنسخته ومحمد بن موسى الشقراوي4 وابن قيم الضيائية عبد الله بن محمد بن إبراهيم المقدسي وأبي بكر بن عبد العزيز بن أحمد بن رمضان ومحمد بن محمد بن عبد الغني الحراني ويحيى بن عبد الله بن مروان الفارقي وحديثه عزيز وشيخ الإسلام تقي الدين السبكي وأخذ عنه علم الحديث فذكره في درسه معظما له على شأنه
1 وعبارة غيره "وابن الرفعة علي بن أحمد بن عبد المحسن" وهو الصواب الموافق لما في الدرر الكامنة. وجده فخر الدين عبد المحسن بن الرفعة بن أبي المجد العدوي هو الذي أنشأ خارج القاهرة الجامع المعروف بجامع ابن الرفعة كما في خطط المقريزي. وهو غير النجم ابن الرفعة الفقيه الشافعي المشهور. وقد ذكر الحافظ في الدرر الكامنة والد علي المذكور فقال: شرف الدين أحمد بن عبد المحسن بن الرفعة بن أبي المجد العدوي ولد سنة 644 وسمع من النجيب وغيره وحدث وسمع منه بعض شيوخنا ومات في ربيع الآخر من سنة 731 وأبوه هو الذي بنى جامع ابن الرفعة بحكر الزهري ظاهر القاهرة بباب الخلق. اهـ. باختصار وهذا باعتبار حالة القاهرة في ذلك الزمان. وسبق للمؤلف كلام يتعلق بحفيد الفخر بن الرفعة المذكور هل اسمه علي أو أحمد وذكرنا هناك ما يؤيد الأول والله أعلم بحقيقة الحال. "الطهطاوي".
2 نسبة إلى عرض بضم العين المهملة وسكون قرية من قرى بالس. الضوء اللامع.
3 نسبة إلى دلاص بالفتح بلدة بمصر. معجم البلدان.
4 نسبة إلى شقراء من ضياع زرع ذكره ابن رجب على ما في ذيل اللب.
ونوه بذكره ووصفه بالمعرفة والإتقان والفهم فقال له الحافظ عماد الدين بن كثير: أنا أستبعد منه تخريج حديث ابن عباس رضي الله عنه ما في الوضوء بالشمس1 ومن تعظيمه له أنه لما قدم القاهرة في سنة ست وخمسين أراد أهل الحديث السماع عليه فامتنع من ذلك وقال: لا أسمع إلا بحضوره وكان غائبا في الإسكندرية فمات قبل أن يصل ولم يحدثهم.
وفي هذه الرحلة كتب2 عنه الحافظ عماد الدين بك كثير، وبحلب على الإمام جمال الدين إبراهيم بن الشهاب محمود وسلميان بن إبراهيم بن المطوع وعبد الله بن محمد بن المهندس وعدة وبحماة جماعة منهم قاضيها عبد الرحيم بن إبراهيم بن البارزي3 وعبد الله بن داود بن سليمان السلمي وبحمص من عمر بن أحمد بن عمر النقبي وغيره، وبطرابلس من جمع منهم عثمان الأعزازي4 والعلامة صدر الدين محمد بن أبي بكر بن عباس الخابوري، وبصفد من عمر بن حمزة بن يونس وست الفقهاء بنت أحمد بن محمد العباسي وغيرهما، وببعلبك من خلق منهم أحمد بن عبد الكريم بن أبي بكر وعبد القادر بن علي بن السبع وأحمد بن علي بن الحسن بن عمرون، وبنابلس من إبراهيم بن عبد الله بن أحمد الزيباوي ومحمد بن عثمان بن عبد الرحمن بن عبد المنعم بن نعمة وغيرهما، وببيت المقدس من جماعة منهم طاهر بن أحمد وقاسم بن سليمان الأذرعي وإبراهيم الزيبوي أيضًا والحافظ صلاح الدين العلائي فانتفع به ولازمه وأخذ عنه علم الحديث فنوه بذكره وعظم شأنه ووصفه بالفهم والمعرفة والإتقان والحفظ، وبالخليل من القيمري خليل بن عيسى المقري وغيره، وبغزة من جماعة منهم محمد
1 روى البيقهي في سننه من حديث خالد بن إسماعيل عن هشام عن أبيه عن عائشة سخنت ماءًا في الشمس فقال النبي صلى الله عليه وسلم: "يا حميراء لا تفعلي فإنه يورث البرص" قال ابن عدي: خالد يضع الحديث على الثقات، قال الذهبي: تابع خالدا أبو البحتري وهب بن وهب وهو غير مؤتمن، وعن عمر بن الخطاب رضي الله عنه موقوفا:"لا تغتسلوا بالماء المشمس فإنه يورث البرص" أخرجه الشافعي في الأم من طريق إبراهيم بن يحيى عن صدقة بن عبد الله وإبراهيم ضعفه الجمّ الغفير ووثقه الشافعي وصدقة ضعيف قال السيوطي: وأخرجه الدارقطني من طريق أخرى عن عمر حسنها المنذري وغيره وفي تخريج الشرح الكبير لابن حجر: ولحديث عمر الموقوف هذا طريق أخرى رواه الدارقطني من حديث إسماعيل بن عياش وساقه ثم قال: وإسماعيل صدوق فيما يروي عن الشاميين ومع ذلك لم ينفرد به بل تابعه عليه أبو المغيرة عن صفوان أخرجه ابن حبان في الثقات في ترجمة حسان. اهـ. وورد من حديث ابن عباس أخرجه عن صفوان أخرجه ابن حبان في الثقات في ترجمة حسان. اهـ. وورد من حديث ابن عباس أخرجه قاضي المارستان من مشيخته بسند منقطع واهٍ، وحديث الماء المشمس مما ينفيه ابن تيمية نفيا باتا ويمشي وراءه ابن كثير وفي "التعقب الحثيث لما ينفيه ابن تيمية من الحديث" ترى مفصل ما أجملناه هنا.
2 قال الطهطاوي: والصواب "وكتب عن".
3 قال السخاوي: يقال: إنها نسبة لباب أبرز ببغداد وخفف لكثرة دوره. اهـ.
4 بالمعجمتين من أعمال حلب معروف.
وسليمان ابنا سالم بن عبد الناصر، وبالإسكندرية من محمد بن محمد بن أبي الليث وابن البوري1 محمد بن أحمد بن عبد الله2 وعدة، وبمكة المشرفة من الإمام خليل المالكي والفقيه أحمد بن قسام بن عبد الرحمن الحرازي والشهاب الحنفي أحمد بن علي بن يوسف وغيرهم، وبالمدينة المنورة من العفيف المطري عبد الله بن محمد بن أحمد وجماعة.
وهم بالرحلة إلى تونس لسماع الموطأ رواية يحيى بن يحيى على روايته3 بعلو خطيب الزيتونة بها فلم يتفق له ذلك، وقد خرج لنفسه أربعين بلدانية لم تكمل بلغ بها ستة وثلاثين بلدا قرأ عليه العشرة الأول منها شيخنا الحافظ أبو حامد بن ظهيرة في سنة أربع وسبعمائة4 ومن وقت أن ارتحل إلى الشام في سنة أربع وخسمين مكث مدة لا تخلو له سنة في الغالب من الرحلة في الحج أو طلب الحديث ففي سنة خمس وخمسين جاور مكة في الرجبية وحج واجتمع بالعلائي أيضًا ولازمه وفي سنة ست وخمسين ارتحل إلى الإسكندرية وفي سنة ثمان وخمسين ارتحل إلى دمشق ثم رحل إليها ثالثا في سنة تسع وخمسين وفي هذه النوبة جال في طلب الحديث غالب البلاد التي بها الرواية حتى وصل إلى حلب وهم بالارتحال منها إلى بغداد فعاقه عن ذلك خوف الطريق مع قلة الرواة هنالك، وفي سنة خمس وستين رحل بأولاده إلى الشام فأسمعهم بها وفي مدة إقامته في وطنه لم يكن لهم هم سوى السماع والتصنيف والإفادة فتوغل في ذلك حتى إن غالب أوقاته أو جميعها لا يصرفها في غير الاشتغال في العلوم وكان -رحمه الله تعالى- إماما مِفَنًّا حافظا ناقدا متقنا، قرأ بالروايات السبع وبرع بالحديث متنا وإسنادا وشارك في الفضائل وصار المشار إليه في الديار المصرية بالحفظ والإتقان والمعرفة تفقه بعدة منهم الشيخ عماد الدين محمد بن إسحاق البلبيسي والإمام جمال الدين عبد الرحيم بن الحسين5 الإسنوي وعنه
1 نسبة إلى بورة بالضم قرية من عمل دمياط.
2 قال الطهطاوي: وصوابه "ابن هبة الله" كما يعلم من كتاب المشتبه للحافظ الذهبي والدرر الكامنة وغيرهما وتقدم ذكره على الصواب وهبة الله هذا هو أبو القاسم هبة الله بن معد بن عبد الكريم القرشي الدمياطي المعروف بابن البوري نسبة إلى بور بلدة قرب دمياط ينسب إليها السمك البوري، وقد انتقل إلى الإسكندرية ودرس بمدرسة السلفي وتوفي بها سنة 599. وأما حفيده المذكور هنا فهو جمال الدين محمد بن أحمد بن هبة الله المعروف كسلفه بابن البوري الإسكندري "المتوفى بها سنة 767 عن 88 سنة" كما ذكره الحافظ في الدرر الكامنة قال: وحدثنا عنه شيخنا العراقي. اهـ. ولعله محمد بن محمد بن أحمد بن هبة الله بتكرير محمد كما وجدته في ثبت الشهاب بن الكلوتاتي والله أعلم.
3 ولعله "على راويه". "الطهطاوي".
4 وصوابه "وثمانمائة" كما هو ظاهر. "الطهطاوي".
5 وصوابه "ابن الحسن" وهو والد الجمال الإسنوي. "الطهطاوي".
أخذ علم الأصول وعن الشيخ شمس الدين محمد بن أحمد بن عبد المؤمن بن اللبان وكان الإسنوي يستحسن كلامه في ذلك ويصغي إلى مباحثه فيه ويقول: إن ذهنه صحيح لا يقبل الخطأ، وكان يثني على فهمه ويمدحه بذلك وذكره في ترجمة الحافظ أبي الفتح ابن سيد الناس فقال: وشرح قطعة من الترمذي -يعني ابن سيد الناس- في نحو مجلدين وقد شرع في إكماله حافظ الوقت زين الدين العراقي إكمالا مناسبا لأصله. انتهى.
وحضر دروس الشيخ شمس الدين محمد بن عدلان شيخ الشافعية في زمانه وتميز في ذلك ووضع شيئا على الحاوي وكان قد حفظ أكثره في اثني عشر يوما ثم مله فتركه وقيل إنه حفظ جميعه في خمسة عشر يوما وحبب إليه هذا الفن فانهمك فيه وصرف أوقاته إليه حتى غلب عليه وصار مشهورا به فتقدم فيه وانتهت إليه رياسته في البلاد الإسلامية مع المعرفة والإتقان والحفظ بلا ريب ولا ميرة بحيث إنه لم يكن له فيه نظير في عصره شهد له بالتفرد فيه عدة من حفاظ عصره منهم السبكي والعلائي والعز بن جماعة وابن كثير والإسنائي فكانوا يبالغون في الثناء عليه بالمغفرة، وقد سبق كلام بعضهم وكان لديه فنون من العلم منها القراآت والفقه وأصوله والنحو واللغة والغريب وكان له ذكاء مفرط وسرعة حافظة من الإلمام أربعمائة سطر في يوم واحد.
قال القاضي عز الدين بن جماعة: كل من يدعي الحديث في الديار المصرية سواه فهو مدّعٍ، وكان يراجعه فيما يهمه ويشكل عليه ومصنفه في تخريج أحاديث الرافعي مشحون في حواشيه بخطه يسأل من الشيخ عبد الرحيم عنه، وقال: الحافظ تقي الدين بن رافع وهو بمكة في سنة ثلاث وستين وقد مر به الشيخ عبد الرحيم: ما في القاهرة محدث إلا هذا والقاضي عز الدين بن جماعة، فلما بلغه وفاة القاضي عز الدين وهو بدمشق قال: ما بقي الآن بالقاهرة محدث إلا الشيخ زين الدين العراقي، وكان الشيخ جمال الدين الأسنائي يحث الناس على الاشتغال عليه وعلى كتابة مؤلفاته وينقل عنه في مصنافته فمن ذلك أنه قال في كتابه:"الهداية إلى أوهام الكفاية" في كتاب الصداق عقيب كلام له: وسألت عنه صحابنا الشيخ زين الدين العراقي حافظ العصر، وقال ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة: إنه حكي له أن الإمام جمال الدين بن هشام سأله عن شيء من علم الحديث فقال له: كأنه كذا ثم إنه لقيه بعد ذلك فقال: الذي سألتموني عنه هو كما ذكرت لكم فقال له: من حين قلت لي كأنه كذا تحققته، وحضر بدرسه في ألفية الحديث1 من أولها إلى آخرها الإمام شهار الدين أحمد بن النقيب بعد
1 والشهاب أحمد بن النقيب المذكور هو الشهاب أبو العباس أحمد بن لؤلؤ القاهري الشافعي المعروف بابن النقيب صاحب مختصر الكفاية ونكت التنبيه وتصحيح المهذب "المتوفى سنة 796 عن 67 سنة" وهو من طبقة شيوخ الحافظ العراقي إن لم يكن منهم. "الطهطاوي".
كتابته لها في شرحها1 له أنه قال: إن الحافظ أبا محمود المقدسي سمع منه شيئا في سنة خمس وأربعين وولع بتخريج أحاديث الإحياء وله من العمر قريب من العشرين سنة.
وكان -رحمه الله تعالى- صالحا خيرا دينا ورعا عفيفا صينا متواضعا حسن النادرة والفكاهة منجمعا ذا أخلاق حسنة منور الشيبة جميل الصورة كثير الوقار قليل الكلام إلا في محل الضرورة فإنه يكثر الانتصار تاركا ما لا يعنيه طارحا للتكلف شديد الاحتراز في الطهارة بحيث إنه يناله بسببها مشقة شديدة لا يصده عن ذلك مرض ولا غيره، وكان لا يلبس إلا ما يتيقن طهارته بأن يطهره بيده أو يطهره له صاحبه شيخنا الحافظ أبو الحسن الهيثمي لا يعتمد في ذلك أصلا على غيره، وله في ذلك أحوال عجيبة لا يخل في حضر ولا سفر ولا في صحة ولا مرض ولم يكن يخرجه الاحتياط في ذلك إلى الوسوسة وكان -رحمه الله تعالى- شديد التواضع لا يرى له على أحد فضلا كثير الحياء ليس بينه وبين أحد شحناء حليما واسع الصدر طويل الروح لا يغضب إلا لأمر عظيم ويزول في الحال، ليس عنده حقد ولا غش ولا حسد لأحد ولا يواجه أحدا بما يكره ولو آذاه وعاداه مع صدعه بالحق وقوة نفسه فيه لا يأخذه في الله لومة لائم، إذا قام في أمر لا يرده عنه أحد لا يقوم شيء دونه، لا يهاب سلطانا ولا أميرا في قول الحق وإن كان مرًّا، يتشدد في موضع الشدة ويلين في موضع اللين وكان -رحمه الله تعالى- كثير التلاوة إذا ركب وافر الحرمة والمهابة نقي العرض ماشيا على طريقة السلف الصالح في المواظبة على قيام الليل وصيام الأيام البيض من كل شهر والست من شوال والجلوس في محله بعد صلاة الصبح مع الصمت إلى أن ترتفع الشمس فيصلي الضحى وعلى الإسماع والإقراء والتدريس والتصنيف، وكان -رحمه الله تعالى- له وظائف من تدريس وتصدير وخطابة ومواعيد وغير ذلك بالقاهرة وحج مرات وجاور بالحرمين الشريفين وولي القضاء والخطابة مع الإمامة في المدينة الشريفة -على الحالِّ بها أفضل الصلاة والسلام.
وكان -رحمه الله تعالى- ذو فضائل جمة من مكارم الأخلاق ومحاسن الشيم والآداب ذا وضاءة ظاهرة وشكالة حسنة كأن في وجهه مصباحا من رآه علم أنه رجل صالح، له المؤلفات المفيدة المشهورة في علم الحديث والتخاريج الحسنة من ذلك "إخبار الأحياء بأخبار الإحياء" في أربع مجلدات فرغ من تسويده في سنة إحدى وخمسين وسبعمائة قرأ عليه شيئا من الحافظ عماد الدين بن كثير وقد بيض منه نحوًا من خمسة وأربعين كراسا
1 ولعله وفي شرحها له
…
إلخ لأن هذا كلام مستقل غير مرتبط بما قبله وقد قدمنا كلام الحافظ العراقي هذا عند ترجمة الحافظ أبي محمود المقدسي المذكور. "الطهطاوي".
وصل فيها إلى أواخر الحج. قرأ عليَّ1 ذلك ابنه شيخنا الحافظ أبو زرعة أحمد وينتهي ذلك إلى قوله الحديث الثامن والعشرين وقال صلى الله عليه وسلم: "لم يصبر على شدتها ولأوائها أحد إلا كتب له2 شفيعا يوم القيامة" وبعد ذلك خمس ورقات من التبييض لم يقرأها ثم اختصره في مجلد ضخم سماه "المغني عن حمل الأسفار في الأسفار في تخريج ما في الإحياء من الأخبار" فاشتهر وكتب منه نسخ عديدة وسارت به الركبان إلى الأندلس وغيرها من البلدان فبسبب ذلك تباطأ الشيخ عن إكمال تبييض الأصل وشرع قبل ذلك في مصنف متوسط بين المطول والمختصر فذكر فيه أشهر أحدايث الباب سماه "الكشف المبين عن تخريج أحياء علوم الدين" كتب منه شيئا يسيرا وحدث ببعضه قرأه عليه شيخنا نور الدين الهيثمي و"تقريب الأسانيد وترتيب المسانيد" في الأحكام ثم اختصره في نحو نصف حجمه وشرح قطعة صالحة من الأصل في رقيب من مجلد ثم أكمله ولده شيخنا الحافظ أبو زرعة بعده والألفية المسماة بالتبصرة والتذكرة" في علم الحديث.
وشرع في شرح مطول عليها كتب منه نحوًا من ست كراريس ثم تركه وعمل عليها شرحا متوسطا شاع في أيدي الناس وذاع و"التقييد والإصلاح3 لما أطلق وأغلق من كتاب ابن الصلاح" و"النجم الوهاج في نظم المنهاج" يعني في الأصول للبيضاوي أَلْف بيتٍ وثلاثمائة وسبع وستين بيتا وله نكت عليه بيّن فيها حكمة مخالفته لعبارة المنهاج والتنبيه على دقائق ذلك بلغ فيه إلى أثناء الباب الخامس في الناسخ والمنسوخ وقد شرح هذا النظم كاملا ابنه شيخنا الحافظ ولي الدين ومنظومة في غريب القرآن العزيز ألف بيت "والدرر السنية في نظم السير الزكية" ألف بيت ونظم الاقتراح لابن دقيق العيد في أربعمائة وسبعة وعشرين بيتا وشرح منه مواضع متفرقة ابنه شيخنا الحافظ أبو زرعة وذيل على الميزان ثم لم يبيضه وذيل على ذيل العبر للذهبي من سنة إحدى وأربعين إلى سنة ثلاث وستين وذيل عليه ابنه شيخنا الحافظ ولي الدين و"الأحاديث المخرجة في الصحيحين التي تكلم فيها بضعف وانقطاع" لم يبيضه لكونه ذهب من المسودة كراسان "وإحياء القلب الميت بدخول البيت" و"المورد الهني في المولد السني" و"محجة القرب إلى محبة العرب" وكتاب في المرسل سماه "الإنصاف" وهو من آخر ما صنف قرأه عليه الحافظ شهاب الدين بن حجر و"قرة العين بوفاء الدين" وهو آخر مؤلفاته حدث به مرارا و"الاستعاذة بالواحد من إقامة جمعتين في مكان واحد" و"ترجمة الإسنائي" و"تفضيل زمزم على كل ماء قليل زمزم" ومسألة الشرب
1 قال الطهطاوي: ولعله "قرأ عليه ذلك".
2 قال الطهطاوي: وفيه تحريف مطبعي وصوابه "إلا كنت له" كما هو لفظ الحديث.
3 قال الطهطاوي: وصوابه "والإيضاح".
قائمًا والجواب عن سؤال يتضمن تاريخ تحريم الربا و"فضل حراء" و"طرق حديث: "من كنت مولاه فعلي مولاه" و"الكلام على حديث التوسعة يوم عاشوراء" و"الكلام على صوم ست من شوال" و"مسالة قص الشارب" و"أجوبة ابن العربي" و"الكلام على حديث الموت كفارة لكل مسلم" و"الكلام على الأحاديث التي تكلم فيها بالوضع وهي في مسند الإمام أحمد" و"الكلام على مسألة السجود لترك القنوت" و"مشيخة القاضي ناصر الدين بن التونسي" و"ذيل مشيخة القاضي أبي الحرم القلانسي" تخريج ابن رافع و"أربعون تساعية للميدومي" و"أربعون عشارية" لنفسه أملاها بالمدينة بين القبر والمنبر وهي أول أماليه و"مشيخة لابن القاري عبد الرحمن" و"تخريج أحاديث منهاج البيضاوي" و"أربعون بلدانية انتخبها من صحيح ابن حبان و"معجم مشتمل على تراجم جماعة من أهل القرن الثامن" غالبهم شيوخ شيوخه وفيهم من شيوخه و"أربعون تساعية" و"عشرون ثمانية" كلاهما من رواية البياني1 و"الكلام على الحديث الوارد في أقل الحيض وأكثره" و"ترتيب من له ذكر تخريج أو تعديل في بيان الوهم والإيهام" لابن القطان على حروف المعجم، وما لم يكمل "تكملة شرح جامع الترمذي" لابن سيد الناس وهي من باب ما جاء أن الأرض كلها مسجد إلا المقبرة والحمام إلى قوله في أثناء كتاب البر والصلة باب ما جاء في الستر على المسلمين ثلاثة عشر مجلدا خرج من ذلك إلى أثناء الصيام قريبا من ست مجلدات، قرأ عليه ابنه شيخنا الحافظ أبو زرعة من ذلك بحثا وتدبرا بحضرة جماعة نحوا من خمس مجلدات انتهاؤها في أثناء باب ما جاء في الصوم بالشهادة و"أطراف صحيح ابن حبان" بلغ فيه إلى أول النوع الستين من القسم الثالث وكذا رجاله سوى ما في التهذيب بلغ فيه نظير أطرافه و"رجال سنن الدارقطني" سوى ترجمة ما في التهذيب بلغ فيه2.
الكل مسودة و"أربعون بلدانية" لم تكمل بقي عليه منها أربعة بلدان قرأها عليه الحافظ3 أبو حامد ابن ظهيرة، وشرع في الإملاء من سنة خمس وتسعين إلى أن مات فأملى أولًا أشياء مفرقة ثم على الأربعين للنواوي ثم على أمالي الرافعي ثم شرع يملي من تخريج المستدرك فكتب منه إلى أثناء كتاب الصلاة قريبا من مجلد ثلاثمائة مجلس ومجلس
1 "جاء" في السطر السابع منها "كلاهما من رواية البياني" قد ذكر الحافظ ابن حجر في الدرر الكامنة ترجمة لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن إبراهيم بن محمد بن أبي بكر بن إبراهيم بن يعقوب بن إلياس الأنصاري الخزرجي البياني المعروف بابن إمام الصخرة الدمشقي المقدسي نزيل القاهرة "المتوفى بها سنة 766 عن 80 سنة" قال فيها وخرج له ابن رافع مشيخة وذيل عليها شيخنا العراقي وخرج له فهرست مروياته بالسماع والإجازة. اهـ. والظاهر أنه هو المراد في عبارة المؤلف خلافا لما في التعليقات. والله أعلم. "الطهطاوي".
2 كذا في الأصل.
3 وقد تقدم أنه قرأ عليه العشرة الأولى منها. "الطهطاوي".
واحد، وذلك من أول السادس عشر بعد المائة إلى آخر السادس عشر بعد الأربعمائة لكن الثامن بعد الأربعمائة أملاه فيما يتعلق بغلاء السعر وتغيير السكة وغير ذلك مما كان حدث وذلك في شهر ربيع الآخر سنة خمس وثمانمائة والثالث عشر بعده أملاه فيما يتعلق بطول العمر وختمه بقصيدة تزيد على عشرين بيتا منها قوله:
بلغت في ذا اليوم سن الهرم
…
تهدم العمر كسيل العرم
والرابع عشر والخامس عشر أملاهما من الأحاديث العشاريات الستين التي خرجها له الحافظ أبو الفضل ابن حجر من مسموعاته صلة للأربعين التي خرجها هو لنفسه والسادس عشر فيما يتعلق بالاستسقاء ختمه بقصيدة أولها:
أقول لمن يشكو توقف نيلنا
…
سلِ الله يمدده بفضل وتأييد
وآخرها:
وأنت فغفار الذنوب وساتر الـ
…
ـعيوب وكشاف الكروب إذا نودي
وفي أثناء ذلك استسقى به أهل الديار المصرية فصلى بهم وخطبهم بخطبة بليغة ضمنها أحاديث المجلس المذكور وغيرها فرأوا البركة بعد ذلك من تراجع الأشياء بعد اشتدادها ولم تظل حياته بعد ذلك، وقد انتهت إليه رياسة الحديث ودرس بعدة أماكن وأفتى وحدث كثيرا بالحرمين ومصر والشام وأفاد وتكلم على العلل والإسناد ومعاني المتون وفقهها فأجاد وقُصد من مشارق الأرض ومغاربها فرحل إليه للأخذ عنه والسماع الجمّ الغفير الكبير منهم والصغير فلازموه وانتفعوا به وكتب عنه جميع الأئمة من العلماء والأعلام والحفاظ ذوي الفضل والانتقاد مع الدين والورع والصيانة والعفاف والتواضع والعبادة والمروءة، ومحاسنه جمة توفي -تغمده الله برحمته- في ليلة أو يوم الأربعاء ثامن من شعبان المكرم سنة ست وثمانمائة بالقاهرة المعزية.
وفيها مات بمكة مسند الدنيا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق بن إبراهيم بن يوسف الدمشقي الصوفي المؤذن شهر بالرسام1 في ليلة
…
2 سادس عشر من شوال وله ست وثمانون سنة، وبصالحية دمشق أبو العباس أحمد بن داود بن إبراهيم بن داود القطان في شهر رجب، وبمصر المسند شهاب الدين أحمد بن علي بن محمد بن علي بن ضرغام شهر بابن سكر3 البكري الحنفي، وفي زبيد شيخ الصوفية بها الشيخ إسماعيل بن إبراهيم
1 وهي صنعة أبيه ولذا قالوا له ابن الرسام، وربما قيل له الرسام كما جاء في كلام المؤلف. وجاء بعد ذلك "في ليلة" وبعده بياض وأصله "في ليلة الأحد" كما في عبارة الضوء اللامع. "الطهطاوي".
2 بياض في الأصل.
3 بضم السين المهملة وفتح الكاف المشددة على ما في شذرات الذهب.
الجبرتي، وبصالحية دمشق عبد الله بن عثمان عرف بابن1 وبطابة الشيخ عبد الله بن المغربي المالكي وشهر بالدكالي2 المدرس بالمسجد النبوي، وبالقاهرة قاضي القضاة الحنابلة نور الدين علي بن خليل عرف بالحكري المصري، وبمصر شمس الدين أبو بدر الدين محمد بن حسين3 بن علي شهر بالفرسيسي المصري الصوفي في شهر رجب وله سبع وثمانون سنة4، وأبو حيان محمد بن فريد الدين حيان ابن الأستاذ أبي حيان محمد بن يوسف، وبطيبة السيد أبو الخير محمد بن الشريف عبد الرحمن بن أبي الخير الفاسي، وبالقاهرة قاضي القضاة ناصر الدين محمد بن محمد بن عبد الرحمن شهر بابن الصالحي5 المصري الشافعي في المحرم، وبمصر سعد الدين محمد بن محمد بن محمد بن حسن المصري الصوفي، وبالقاهرة المحدث شرف الدين أبو الفضل محمد بن محمد بن أبي بكر بن عبد العزيز عرف بالقدسي في شوال، وبطرابلس شمس الدين محمد6 ابن الشيخ يوسف بن إبراهيم بن عبد الحميد القدسي، وبالقاهرة أبو بكر بن قاسم بن عبد المعطي الخزرجي المكي نزيل مصر7، وبعدن قاضهيا رضي الدين أبو بكر بن محمد عرف بالحبيشي العدني الشافعي معزولًا عن القضاء.
كتب لنا حافظ الوقت زين الدين أبو الفضل عبد الرحيم بن الحسين بن عبد الرحمن المصري منها وسمعت على الإمام أبي حامد محمد بن عبد الله المخزومي بمكة قالا: أنبأنا الحافظ العلامة أبو سعيد خليل بن كيكلدي بن عبد الله العلائي: قال الأول مشافهة إن لم يكن سماعا قال: أخبرنا الحافظ أبو عبد الله محمد بن أحمد بن عثمان الذهبي بقراءتي قال: أخبرنا الحافظ أبو الحجاج يوسف بن عبد الرحمن بن يوسف المزي قال: أخبرنا محمد بن
1 جاء في السطر الرابع منها "عبد الله بن عثمان عرف بابن" وبعده بياض وهو عبد الله بن عثمان بن حمية بفتح الحاء المهملة وكسر الميم وتشديد التحتية الصالحي العطار كذا في معجم الحافظ ابن حجر وقال صاحب الضوء اللامع: هو عبد الله بن عثمان بن محمد الصالحي العطار ويعرف بابن حمية بفتح المهملة
…
إلخ ثم قال: ذكره شيخنا في معجمه وإنبائه وتبعه المقريزي في عقوده فجعل جده حمية. "الطهطاوي".
2 نسبة إلى دكالة بلد بالمغرب بفتح الدال المهملة والكاف المشددة وباللام ذكره ابن العماد في الشذرات.
3 وصوابه "ابن حسن" وهو والد الشمس الفرسيسي كما نبهنا عليه فيما مر وتقدم في كلام المؤلف غير مرة.
4 سبق أنه كتب إلى المؤلف سنة 7، يقول الأستاذ المسند السيد أحمد رافع الطهطاوي: فلعل الكتابة منه للمؤلف كانت في سنة ست أو قبلها والله أعلم.
5 من الصالحية التي بظاهر القاهرة كذا في إنباء الغمر وقال المقريزي: نسبة إلى الصالحية من منازل الرمل بطريق الشام. "الطهطاوي".
6 وقيل توفي في صفر من سبع وثمانمائة كذا في معجم الحافظ ابن حجر وقد ذكره في إنبائه في السنتين وتبعه المقريزي في عقوده في الثانية. "الطهطاوي".
7 وكان يعرف عند أهلها بالفقيه الحجازي كذا في إنباء الغمر. "الطهطاوي".
عبد الخالق بن محمد بن طرخان قال: أخبرنا الحافظ أبو الحسن علي بن المفضل المقدسي ح وأذن لنا عاليا بثلاث درجات المعمر أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن صديق عن المعمر أبي العباس أحمد بن أبي طالب بن نعمة أن أبا الفضل جعفر بن علي أنبأه قالا: أخبرنا الحافظ أبو طاهر أحمد بن محمد بن أحمد السلفي: قال جعفر أذنا قال: أخبرنا الحافظ أبو الغنائم محمد بن علي النرسي قال: أخبرنا الحافظ أبو نصر علي بن هبة الله بن ماكولا ح وشافهنا عاليا عن هذا بدرجتين وعن الذي قبله بخمس درجات الفقيه العلامة أبو بكر الحسين1 بن عمر المدني بالمسجد الحرام عن أحمد بن إدريس بن محمد بن مزيز أن صفية بنت عبد الوهاب بن علي القرشي أذنت له عن أبي الفرج مسعود بن الحسين بن القاسم2 بن الفضل الثقفي قال: أنبأنا وقال ابن ماكولا: حدثني الحافظ أبو بكر أحمد بن علي بن ثابت بن أحمد بن مهدي قال: حدثني الحافظ أبو حازم العبدُوّي3 قال: حدثنا أبو عمرو بن مطر قال: حدثنا إبراهيم بن يوسف الهسنجاني4 قال: حدثنا أبو الفضل بن زياد صاحب أحمد بن حنبل يعني قال: حدثنا أحمد بن حنبل قال: حدثنا زهير بن حرب قال: حدثنا يحيى بن معين قال: حدثنا علي بن المديني قال: حدثنا عبيد الله بن معاذ قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت: "كان أزواج رسول الله صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة". وأذن لنا عاليا عن هذه الرواية بأربع درجات وعن الأولى بتسع درجات الحافظ العلامة أبو الفضل عبد الرحيم من مصر في كتابه وأبو بكر العثماني سماعا عليه بالمسجد الحرام قالا: أخبرنا
1 وصوابه "أبو بكر بن الحسين" كما مر في كلامه غير مرة، وهو الزين المراغي واسمه كنيته على المشهور كما سنذكره -إن شاء الله تعالى. الطهطاوي".
2 وصوابه "ابن الحسن" كما في كلام غير واحد، وفي هذا السند رواية أبي الفرج مسعود الثقفي المذكور عن الحافظ أبي بكر أحمد بن علي بن ثابت
…
إلخ الذي هو الخطيب البغدادي وقد طعن الحافظ أبو موسى المديني في إجازة الخطيب البغدادي له وكذا الحافظ ابن النجار في ذيل تاريخ بغداد وجزما بأنها باطلة افتعلها بعض الطلبة وراحت على مسعود ولما تحقق له بطلانها تورع عنها كما هو مبسوط في كتابي "إرشاد المستفيد" والله أعلم. "الطهطاوي".
وجاء في التعليقات "إن العبدوي بضم الدال وتشديد الواو للمحدثين
…
إلخ" ولا داعي لتشديد الواو على الأول بل هي مخففة عند المحدثين وعند النحاة جميعا والاختلاف بينهما في ضم الدال وفتحها فقط.
3 بضم الدال وشدة الواو للمحدثين وبفتحها وخفة للنحاة على ما جاء في المغني للشيخ محمد طاهر الفتني.
4 بكسر الهاء والسين المهملة وسكون النون وفتح الجيم وفي آخرها النون نسبة إلى قرية من قرى الري والمشهور بالانتساب إليها أبو إسحاق إبراهيم بن يوسف بن خالد الهسنجاني الرازي المتوفى سنة إحدى وثلثمائة على ما ذكره ابن السمعاني في الأنساب.
أبو الفرج عبد الرحمن بن محمد بن عبد الحميد بن عبد الهادي المقدسي قال: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي قال: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن علي بن محمد بن صدقة الحراني قال: أخبرنا أبوعبد الله محمد بن الفضل بن أحمد الصاعدي الفُراوي1 قال: أخبرنا أبو الحسين عبد الغافر بن محمد بن عبد الغافر الفارسي قال: أخبرنا أبو أحمد محمد بن عيسى بن محمد الجَلودي2 قال: أخبرنا أبو إسحاق إبراهيم بن محمد بن سفيان النيسابوري ح وشافهنا بعلو درجة عن هذه وعن الطريق الأولى بعشر درجات إبراهيم بن محمد عن أبي النون يونس بن عبد القوي [عن ابن المقير عن محمد بن ناصر السلامي] أن أبا القاسم عبد الرحمن بن [أبي عبد الله محمد بن منده] أنبأه عن الحافظ [أبي بكر محمد بن عبد الله الجوزقي] أن أبا الحسن مكي بن عبدان النيسابوري أنبأه: قالا: حدثنا أبو الحسين مسلم بن الحجاج بن مسلم القشيري قال: وحدثني عبد الله بن معاذ العنبري3 قال: حدثنا أبي قال: حدثنا شعبة عن أبي بكر بن حفص عن أبي سلمة بن عبد الرحمن قال: دخلت على عائشة وأنا أخوها من الرضاعة فسألتها4 عن غسل النبي صلى الله عليه وسلم من الجنابة فدعت بإناء قدر الصاع فاغتسلت وبيننا وبينها ستر فأفرغت على رأسها ثلاثا قالت رضي الله عنها: "وكان أزواج النبي صلى الله عليه وسلم يأخذن من رؤوسهن حتى يكون كالوفرة" حديث صحيح اتفق الشيخان عليه من حديث شعبة بن الحجاج فرواه مسلم كما سقناه والبخاري عن عبد الله بن محمد عن عبد الله بن عبد الصمد وأخرجه النسائي
1 بضم الفاء وتخفيف الراء، وقد تكرر ذكر هذه النسبة في الذيول.
2 بفتح الجيم نسبة إلى سقيفة الجلود عند باب أبي الربيع بالقيروان، وإن ذكره المقريزي في المقفى على ما في ذيل اللب، وقيل نسبة إلى الجلود بصيغة الجمع لبيعها.
3 "جاء" والذي في صحيح مسلم "حدثني عبيد الله بن معاذ العنبري" فالواو في عبارة المؤلف ليست في عبارة الصحيح ولا معنى لها. و"عبد الله" في عبارته صوابه "عبيد الله" بالتصغير وهو كذلك في تهذيب التهذيب وغيره وقد ذكره المؤلف على الصواب في السند الذي قبل هذا. "الطهطاوي".
4 وهذه العبارة تفيد أمرين "الأول" أن أبا سلمة بن عبد الرحمن أخو عائشة من الرضاعة وليس كذلك بل هو ابن أختها من الرضاعة أرضعته أم كلثوم بنت أبي بكر "والثاني" أنه الذي سأل عائشة عن الغسل وليس كذلك بل السائل هو أخوها من الرضاعة الذي دخل معه عليها فالصواب "قال: دخلت على عائشة أنا وأخوها من الرضاعة فسألها
…
إلخ" كما هو نص عبارة صحيح مسلم وصحيح البخاري، وأخوها من الرضاعة الذي سأل هو عبد الله بن يزيد البصري وقيل كثير بن عبيد الله الكوفي والله أعلم. "وجاء" في التعليقات "أن أبا أحمد الجلودي راوي صحيح مسلم بفتح الجيم نسبة إلى سقيفة الجلود
…
إلخ" والذي يظهر أن المقريزي ذكر هذا في نسبة شخص آخر وإلا فهذا نيسابوري لا قيرواني والصواب أنه بضم الجيم نسبة إلى سكة الجلوديين بنيسابور الدارسة كما حققه القاضي عياض في الغنية والإمام النووي في شرح مسلم وجزم به الحافظ الذهبي في كتاب المشتبه صاحب القاموس وقال الحافظ ابن حجر في تبصير المنتبه: إنه الحق. "الطهطاوي".
عن محمد بن عبد الأعلى عن خالد كلاهما عن شعبة فوقع لنا بدلا لهما في شيخي شيخيهما وموافقة لمسلم في روايته الأولى وقد وقع لنا فيها مسلسلا بالأئمة الحفاظ وفيه لطيفة من رواية الأقران بعضهم عن بعض، والله سبحانه وتعالى أعلم.
أبو الحسن الهيثمي 1 علي بن أبي بكر بن سليمان بن أبي بكر بن عمر بن صالح المصري الشافعي الإمام الأوحد الزاهد الحافظ نور الدين أبو الحسن:
ولد في شهر رجب سنة خمس وثلاثين وسبعمائة فلما كان قبيل الخمسين صحب الحافظ أبا الفضل العراقي ولازمه أشد ملازمة إلى أن بلغ حمامه فخدمه وانتفع به وصاهره على ابنته فرزق منها أولادا وحصل له بركته فسمع معه غالب مسموعاته وكتب الكثير من مصنفاته وربما سمع الشيخ أحيانا بقراءته، وأشار عليه بجمع ما في مسند الإمام أحمد من الأحاديث الزائدة على الكتب الستة فأعانه بكتبه وأرشده إلى التصرف في ذلك فلما فرغ من تسويده حرر له2 الشيخ وهو كبير الفائدة وسماه "غاية المقصد في زوائد أحمد" ثم حبب إليه هذا التخريج فخرج "البحر الزخار في زوائد البزار" و"المقصد في زوائد أبي يعلى" الموصلي و"مجمع البحرين في زوائد المعجمين" و"البدر المنير في زوائد المعجم الكبير" ثم جمع الكل محذوف الإسناد في الكلام عليها بالصحة والضعف في مؤلف واحد وسماه "مجمع الزوائد ومنبع الفوائد" وله أيضًا "موراد الظمآن لزوائد ابن حبان" و"بغية الباحث عن زوائد الحارث" ورتب ثقات ابن حبان ترتيبا جيدا على ما فيها من الخلل وثقات العجلي والأحاديث المسندة في حليلة الأولياء للحافظ أبي نعيم فمات وهي مسودة فبيض نحو ربعها الحافظ أبو الفضل ابن حجر.
وكان -رحمه الله تعالى- عليه إماما عالما حافظا ورعا زاهدا متقشفا متواضعا خيرا هينا لينا سالكا3 سليم الفطرة شديد الإنكار للمنكر كثير الاحتمال محبا للغرباء وأهل الدين والعلم والحديث كثير التودد إلى الناس مع العبادة والاقتصاد والتعفف وكان -رحمه الله تعالى- من محاسن القاهرة ومن أهل الخير، غالب أوقاته في اشتغال وكتابة كثير التلاوة بالليل والتهجد وكان تغمده الله تعالى برحمته استحضاره كثيرا للمتون يجيب عنها بسرعة فيعجب ذلك شيخنا الحافظ زين الدين العراقي وربما رجح في حفظ المتون عليه، سمع بالقاهرة الخطيب أبا الفتح الميدومي ومحمد بن إسماعيل ابن الملوك وأحمد بن الرصدي وعبد الرحمن بن عبد الهادي ومحمد بن عبد الله النعماني وجماعة، وارتحل إلى دمشق مصاحبا للحافظ أبي الفضل
1 بفتح المثلثة؛ قاله السخاوي في أنساب الضوء اللامع.
2 قال الطهطاوي: ولعله "حرره" أو "حرر له".
3 ولعله "ساكنا" بالكاف والنون كما في عبارة الحافظ ابن حجر في معجمه وهو المناسب لما قبله من الصفات. "الطهطاوي".
العراقي فسمع بها أحمد بن عبد الرحمن المرداوي ومحمد بن إسماعيل الخباز وعدة وسمع ببيت المقدس والإسكندرية، توفي رحمة الله تعالى عليه في ليلة الثلاثاء التاسع والعشرين من شهر رمضان المعظم قدره سنة سبع وثمانمائة بالقاهرة ولم يخلف بعده مثله.
وفي هذه السنة مات بدمشق محيي الدين أبو اليسر أحمد بن التقي عبد الله ابن قاضي القضاة بدر الدين محمد الأنصاري الصالحي عرف بابن الصائغ، والمحدث بدر الدين أبو حمزة أنس بن علاء الدين علي بن محمد بن أحمد بن سعيد الأنصاري الدمشقي في رجب، وبالقاهرة الرئيس كريم الدين عبد الكريم بن أحمد بن عبد العزيز المشهور بحده1 المصري، ومسندها جمال الدين أبو المعالي عبد الله بن عمر بن علي بن مبارك عرف بالحلاوي2 الهدي في صفر عن تسع وسبعين سنة، والخطيب جمال الدين عبد الله بن محمد بن برهان الدين إبراهيم بن عبد الله بن لاجين شهر بالرشيدي المصري في رجب، وقاضي العسكر عبد الله الأردبيلي3، وقاضي حلب عبد الله النحريري المالكي، والمفتي شرف الدين عبد المنعم البغدادي الحنبلي، والقاضي نور الدين علي ابن الشيخ سراج الدين عمر بن أبي الحسن علي بن أحمد الأنصاري، وعلي بن محمد بن وفا الشاذلي الصوفي، وعيسى بن حجاج الشاعر، والضياء محمد بن الجمال محمد بن سالم بن علي بن إبراهيم الحضرمي المكي في شعبان، وناصر الدين محمد بن صلاح الدين صالح بن السفاح الحلبي، وبصفد شمس الدين محمد بن عبد الرحمن المشهور بالصيني4 المدني الشافعي، وبالقاهرة العدل المؤرخ ناصر الدين محمد بن عبد الرحيم بن علي بن الحسن عرف بابن
1 وصوابه "المشهور بجده" بالجيم لأنه كان يعرف بابن عبد العزيز كما في الضوء اللامع قال الحافظ ابن حجر في معجمه: وهو جد بنائي لأمهن وقال في الإنباء: وهو جد أولادي لأمهم. اهـ. وليس منهم ابنه بدر الدين أبو المعالي محمد بن حجر؛ فإن أمه أم ولد تركية كما في الضوء اللامع فعبارة المعجم أضبط. "الطهطاوي".
2 بمهملة ولام خفيفة كما في الشذرات.
3 وصوابه "عبيد الله" ففي الإنباء جلال الدين عبيد الله بالتصغير ابن عبد الله الأردبيلي الحنفي قدم القاهرة فولي قضاء العسكر ودرس بمدرسة أم الأشرف بالتبانة. اهـ. وقال صاحب الضوء اللامع الجلال: عبيد الله بن عوض بن محمد الشرواني الأصل الأردبيلي المولد ثم القاهري الحنفي ثم قال: وتسمية والده بعبد الله سهو فقد قرأت بنسبه بخطه بل ذكره شيخنا على الصواب في ترجمة جده لأمه الجمال يوسف الأردبيلي من الدرر الكامنة. "الطهطاوي".
4 وصوابه "الصبيبي" بصاد مهملة مضمومة وباءين موحدتين بينهما مثناة تحتية ساكنة نسبة إلى الصبيبة وهي قرية من قرى الشام كانت بها قلعة، وهو شمس الدين محمد بن الزين عبد الرحمن بن محمد بن أبي بكير الصبيبي المدني الشافعي "المتوفى بصفد سنة سبع وثمانمائة وقد بلغ الخمسين" وقد ذكره الحافظ ابن حجر في إنباء الغمر والشمس السخاوي في الضوء اللامع. "الطهطاوي".
الفرات1 المصري الحنفي في ليلة عيد الفطر، وبمكة المشرفة المسند أبو الطيب محمد بن عمر بن علي بن عمر السحولي2 المكي في يوم التروية، وبالقاهرة سراج الدين أبو الطيب محمد بن عز الدين أبي اليمن محمد بن عبد اللطيف بن الكويك الربعي، وبدمشق القاضي شمس الدين محمد بن3 شهر بابن عباس الغزي الشافعي.
أذن لنا الإمام الحافظ نور الدين أبو الحسن علي بن أبي بكر بن سليمان الهيثمي المصري في كتابه منها والعلامة أبو الطاهر محمد بن يعقوب اللغوي الشيرازي مشافهة وسمعت على العلامة الحاكم أبي حامد محمد بن عبد الرحمن الأنصاري المدني ويعرف بالمطري قالوا: أخبرنا أبو عبد الله محمد بن إسماعيل بن إبراهيم بن الخباز الأنصاري قال: أبو حامد أذنا زاد والأول فقالا: والخطيب أبو الفتح محمد بن محمد بن إبراهيم الميدومي البكري قال: أبو حامد كتابة قال: أخبرنا أبو الفرح عبد اللطيف بن عبد المنعم بن علي الحراني ح وقال ابن الخباز: أخبرنا أبو العباس أحمد بن عبد الدائم بن نعمة المقدسي حضورا: قالا: أخبرنا أبو الفرج عبد المنعم بن عبد الوهاب الحراني ببغداد قال: أخبرنا أبو القاسم علي بن أحمد بن محمد بن بيان قال: أخبرنا أبو الحسن محمد بن محمد بن محمد بن مخلد قال: أخبرنا إسماعيل بن محمد الصفار قال: حدثنا الحسن بن عرفة قال: حدثنا إسماعيل بن عباس عن محمد بن زياد الألهاني4 عن أبي راشد الحُبْراني5 قال: أتيت عبد الله بن عمرو -رضي الله
1 له تاريخ كبير يقال: إنه مائة مجلد بيض منها من الأواخر عشرين مجلدا وفي ضمن ما بيضه تاريخ المائة الثامنة والسابعة والسادسة، في الخزانة التيمورية العامرة بمصر ثمانية عشر جزءا منه، وهو كثير النقل من زبدة الفكرة في تاريخ الهجرة للأمير بيبرس المنصوري لا البندقداري كما ظن ابن خلدون. وهذا أيضًا تاريخ حافل في عشرين مجلدا كاد أن لا يوجد منه أجزاء متتابعة فيما نعلم من دور الكتب.
2 ضطبه ابن العماد بضم المهملتين، وفي معجم البلدان: سحول بضم أوله وآخره لام، قبيلة من اليمن وقرية بها.
3 وجاء في السطر السادس منها وما يليه "شمس الدين محمد بن" وبعده بياض وبعده "شهر بابن عباس الغزي" وهو كما في إنباء الغمر والضوء اللامع شمس الدين محمد بن عباس بن محمد بن حسين بن محمود المشهور بابن عباس الصلتي ثم الغزي. ولي قضاء القدس وغزة وبعلبك وحمص وحماة ثم قضاء الشافعية بدمشق. "الطهطاوي".
4 الألهاني بنون هو محمد بن زياد. على ما ذكره ابن خطيب الدهشة في مشكل الأنساب، وهو بفتح الهمزة وسكون اللام وبنون إلى الألهاني أخي همدان كما في المغني للشيخ محمد طاهر الفتني.
5 الحبراني بالحاء المهملة والباء المعجمة بواحدة، جماعة من أهل الشام منهم أبو راشد الحبراني ذكره الحافظ عبد الغني الأزدي في مشتبه النسبة، والمهملة مضمومة والموحدة ساكنة كما في التقريب، ونسبة إلى حبران بن عمرو كما في المغني للشيخ محمد طاهر الفتني الهندي.
عنهما- فقلت له: حدثنا بما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم فألقى إليّ صحيفة وقال: هذا ما كتب لي رسول الله صلى الله عليه وسلم فنظرت فإذا فيها: "أن أبا بكر الصديق -رضوان الله عليه- قال: يا رسول الله علمني ماذا أقول إذا أصبحت وإذا أمسيت. فقال عليه الصلاة والسلام: "يا أبا بكر، قل: اللهم فاطر السموات والأرض عالم الغيب والشهادة لا إله إلا أنت رب كل شيء ومليكه أعوذ بك من شر نفسي ومن شر الشيطان وشركه، وأن أقترف على نفسي سوءًا أو أجره إلى مسلم" أخرجه الترمذي في جامعه عن الحسن بن عرفة العبدي فوافقناه بعلو ولله الحمد والمنة.