المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌النشاط التنصيري في كردستان العراق - مجلة البيان - جـ ١٥٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌مفتي في الرئاسة

- ‌حقيقة الولائم المنتنةوحرية الفكر المزعومة

- ‌الإجماع عند المفسرينالعناية به ودواعيه وأسباب مخالفتهلدى بعض المفسرين

- ‌شبهات حول حجية السنة النبويةومكانتها التشريعية والرد عليها

- ‌فيهِ خلافٌ بين الفقهاء

- ‌موانع الانتفاع بالعمل يوم القيامة

- ‌فاتحة الملفقضية محسومة

- ‌قصة العلاقة بين الإسلام والنصرانية:التنصير لم يكن غائباً(1 - 2)

- ‌التنصير يغزو العالم الإسلامي

- ‌التنصير في إفريقياالأهداف والوسائل وسبل المواجهة

- ‌النشاط التنصيري في كردستان العراق

- ‌الأديب الإسلاميالدكتور حلمي محمد القاعودفي حوار مع البيان

- ‌هزيع العمر

- ‌أنا الفقير

- ‌نعيم المعالي

- ‌بداية النهاية

- ‌في ظل تجفيف المنابعجامعة الزيتونة تستغيث؛ فهل من منقذ

- ‌سورية بين الحقيقة والخيال

- ‌الاعتداءات الإثيوبية المستمرة على الصومالأهداف وأطماع

- ‌الأقليات المسلمة.. بين آليات الإغاثةوفقه العمل الخيريمسلمو أوكرانيا أنموذجاً

- ‌مرصد الأحداث

- ‌الجميع تحت المجهرأبحاث لها طعم الدم واللحم

- ‌البعد الاقتصادي للشراء

- ‌الحضارة والتحضرالسقوط في التبعية الاصطلاحية

- ‌الغيبة

- ‌تطاوعا ولا تختلفا

- ‌البداية صعبة ولكن

- ‌تعقيب

- ‌يا دعاة الإسلام بشروا وأبشروا

- ‌ردود

- ‌واقعنا بين الـ (كم) والـ (كيف)

الفصل: ‌النشاط التنصيري في كردستان العراق

ملفات

التنصير.. هل أصاب الهدف؟

(1 - 2)

‌النشاط التنصيري في كردستان العراق

د. فرست مرعي الدهوكي

يوجد في كردستان إلى جانب الكرد المسلمين طوائف نصرانية مختلفة مثل

الكلدان والنسطوريين (الآثوريين) والسريان والأرمن، وكانوا يعيشون بسلام

ووئام بمقتضى أحكام الشريعة الإسلامية السمحاء التي تؤكد على احترام أهل الكتاب

عملاً بوصية الرسول العظيم محمد صلى الله عليه وسلم: «من آذى ذمياً فأنا

خصمه» [1] . وكان الجميع يعيشون في ظل الخلافة الإسلامية بدءاً من الخلافة

الراشدة ومروراً بالحقبة الأموية فالعباسية وانتهاءاً بالدولة العثمانية. ولكن الضعف

الذي انتاب الدولة العثمانية في أواخر أيامها ومخططات الدول الأوروبية النصرانية

لتقسيمها بعد تسميتها من قِبَل القيصر الروسي (نيقولا) بالرجل المريض هذه

الآمال انتعشت بوجود أقليات نصرانية داخل جسم الدولة العثمانية مما حدا بالقناصل

والرحالة والمبشرين الأوروبيين إلى الاتصال بهذه الطوائف إضافة إلى هذه

الامتيازات التي منحها السلطان سليمان القانوني للإمبراطور الفرنسي فرنسوا الأول

وما تبعها من منحها للإنكليز والروس، كل هذا أدى إلى تدخل الدول الأوروبية في

الشؤون الداخلية للدولة العثمانية. فكانت بريطانيا تحرص على رعاياها

البروتستانت والدروز، وفرنسا تحرص على حماية الكاثوليك من كلدان ومارون؛

بينما حرصت روسيا على حماية الطوائف الأرثوذكسية. وفعلاً بدأت هذه

المخططات تأتي أُكُلَها بتعاون رؤساء هذه الطوائف مع واضعي هذه المخططات من

إنكليز وروس. ففي أثناء الحرب العثمانية الروسية عام 1878م انحاز الآثوريون

إلى جانب الروس ضد دولتهم التي تحميهم. كما انحازوا سابقاً إبان حرب القرم

(1853 1856م) حيث صرح البطريرك الآشوري مار شمعون «عن رغبته

بالوقوف إلى جانب روسيا؛ فقد اقترح البدء بمحادثات موجهة بشكل رئيس نحو

مسألة اتحاد الآشوريين (الآثوريين) بالأرثوذكسية الروسية، ولذا حارب

الآشوريون المقيمون في روسيا في هذه الحرب بشجاعة في صفوف الجيش

الروسي» [2] .

لمحة تاريخية عن ظهور النسطورية:

في هذه الآونة بدأت الإرساليات التبشيرية بالدخول شيئاً فشيئاً إلى مناطق

تمركز الآثوريين والأرمن بقصد إدخالهم في حظيرة الكنيسة الكاثوليكية؛ حيث

اتهموا بالهرطقة والخروج عن دين المسيح عليه السلام إثر مجمع إيفيسس [3]

431 م؛ حيث أعلن نسطوريوس بطريرك القسطنطينية الذي نصبه

الإمبراطور الروماني ثيئو دوسيوس الثاني (408 450م) بطريركاً سنة 428

م أن للسيد المسيح شخصيتين منفصلتين (أقنومين) : أقنوم الإنسان يسوع،

وأقنوم الله، ولا يجوز أن تسمى مريم العذراء أم الله بل هي بشر ولدت المسيح

بالشخصية البشرية، وأن المسيح مات على الصليب كإنسان، وكانت النتيجة أن

أُدين نسطوريوس واعتُبر خارجاً على تعاليم الكنيسة، وبعد أن قضى خمس

سنوات معتكفاً في ديره القديم قرب أنطاكية نفاه الإمبراطور ثيئو دوسيورس الثاني

سنة 436م إلى أعالي مصر؛ حيث توفي سنة 451م [4] . وما أن علم الإمبراطور

الفارسي بما يحدث لنسطوريوس حتى قام باحتواء معارضي الدولة الرومانية

بقيادة بارصوما زعيم الحركة النسطورية؛ حيث توجهوا إلى الدولة الفارسية

الساسانية، ولاقوا ترحيباً من الملك فيروز الأول (459 484م) الذي رأى فيهم

خير أداة لمحاربة الدولة الرومية البيزنطية. وحسب طلب برصوما فقد اعتبر الملك

فيروز النسطورية ديناً لجميع مسيحيي الإمبراطورية الفارسية [5] . وفي عام 496م

اجتمع في العاصمة الفارسية سلوقية (سلمان باك الحالية) جنوب شرق بغداد المجمع

الديني النسطوري، وأعلنت النسطورية ديناً رسمياً للمسيحيين، وانتخب أول

بطريرك نسطوري وهو (باري) . ومنذ ذلك الحين سميت الكنيسة النسطورية

بكنيسة الشرق، وسُمي بطريركها بطريركاً للكنيسة الشرقية [6] .

ولقد تعرضت الكنيسة النسطورية بمرور الزمن إلى أحداث لغير صالحها أدت

إلى توقف نموها وازدهارها؛ بل تقلصها واضمحلالها بعد أن بلغت أوسع انتشار

لها في منطقة الشرق؛ حيث كانت الفرقة النصرانية الوحيدة التي تبشر بأفكارها

وسيادتها في منطقة الشرق الأدنى. وكانت أول صدمة شهدتها هي اكتساح المغول

لها والفتك بها. ثم كان الانقسام في كنيستها بفعل الإرساليات التبشيرية الكاثوليكية

التي أرسلها باباوات روما في القرن السادس عشر صدمة كبيرة لها، فانضم أكثر

النساطرة القاطنين في الموصل وفي القرى الواقعة في السهول المجاورة المحيطة

بها كتكليف - كارامليس - باقوفة - قرقوش - القوش إلى الكنيسة الكاثوليكية

مندفعين بمغريات مشجعة من أسقفية أخوية الكرمليين الفرنسية فيما بين النهرين

برئاسة جان ردفال الذي أسس دعائم لنفسه منذ عام 1622م، وهكذا تكونت طائفة

جديدة باسم الكلدان المتحدين لهم كنيستهم الخاصة بهم، فنصَّب البابا أنوسنت

الحادي عشر عليها بطريركاً سنة 1681م هو المار يوسف الأسقف النسطوري

لديار بكر الذي كان قد اختلف مع بطريرك النساطرة. وبعد حوالي مئة عام انشق

المار إيليا الأسقف النسطوري في منطقة الموصل على الكنيسة النسطورية، وصبأ

إلى المذهب الكاثوليكي، وانضم إلى طائفة الكلدان المتحدين.

أما النساطرة في منطقة جبال هكارى في كردستان تركيا فبقوا صامدين

متمسكين بالكنيسة النسطورية وبطقوسها؛ وهم الذين حافظوا عليها وكانت لغتهم

السريانية، فانفصلوا عن الموصل التي صبأت إلى الكثلكة، وأسسوا كرسياً

بطريركياً مستقلاً وراثياً بزعامة البطريرك المار شمعون الثالث عشر (1660

1700م) ، فاتخذ هذا البطريرك قرية قوجانس في سنجق هكارى مركزاً

لبطريركيته بزعامته الدينية والدنيوية بعد أن كان مقرهم الأصلي في قصبة القوش

القريبة من مدينة الموصل. وصار هذا اللقب (المار شمعون) يطلق على كل من

يتولى البطريركية على النساطرة [7] ، ولم يقتصر التحوُّل عن النسطورية على

نساطرة منطقة الموصل والقرى المجاورة من السهول، بل شمل أيضاً النساطرة في

شمال إيران (أجزاء من كردستان إيران) . ففي سنة 1898م انضم عدد من

النساطرة في شمال إيران إلى الكنيسة الأرثوذكسية الروسية على يد المطران (مار

يونان) من سوبورغان وأورمية. وتأسس مركز روسي للتبشير بين النساطرة في

أورمية.

قيام الحرب العالمية الأولى وخيانة النسطوريين للدولة العثمانية:

قامت الحرب العالمية الأولى إثر قيام أحد الطلبة الصربيين بقتل ولي عهد

إمبراطورية النمسا والمجر في مدينة سراييفو، وعقب ذلك أعلنت ألمانيا والنمسا

والمجر الحرب على صربيا وتبعتها إنكلترا وفرنسا وروسيا في الحرب على دول

المحور. وبعد ثلاثة أيام من هجوم الأسطول التركي الألماني على الموانئ الروسية

أي في 2 تشرين الثاني 1914م شنت القوات البرية العثمانية هجوماً على مدينة

قارص العثمانية المحتلة، بتاريخ 10 تشرين الثاني 1914 م أرسل القنصل الروسي

في مدينة «وان» ثلاثة رجال استطلاع محملين برسالة إلى بنيامين مار شمعون

في مقره بقرية قوجانس. وقد عاد هؤلاء الثلاثة محملين برسالة من البطريرك يؤكد

فيها جاهزيته لإعلان التمرد ضد الدولة العثمانية. ولكن بشرط تعرض روسي على

منطقة باشقلعة وديز لكي يلتحم الآثوريون مع القوات الروسية الغازية. وفي اليوم

نفسه توجهت تشكيلات آثورية من إيران إلى منطقة «ميركا وار» لتعزيز

الدفاعات الروسية بوجه الهجمات العثمانية [8] وهكذا خان الآثوريون العهد هذه

المرة مثل المرات السابقة في حروب الدولة العثمانية المتتالية مع عدوها اللدود

روسيا. وقد شارك المرتزقة الأرمن والآثوريون بقيادة بطرس آغا مع القوات

الروسية في حرق مئات القرى الكردية وتدميرها في منطقة هكارى وأورمية،

وأدت هذه الأعمال الوحشية إلى قتل وتشريد لحوالي مليون كردي. وحين انسحبت

القوات الروسية من كردستان تحت ضغط القوات العثمانية وظهور ثورة أكتوبر

الاشتراكية عام 1917م سلمت أسلحتها للمرتزقة الآثوريين، كما قامت القنصلية

الفرنسية في إستانبول بدعم القوات الآثورية وتمويلها، ووصلت قوة القوات

الآثورية بقيادة المار شمعون إلى حد مكنهم من السيطرة على مدينة أورمية وما

حولها في كردستان إيران، واغتصب المسلحون الآثوريون المئات من النساء

الكرديات داخل أورمية. وحين تكاملت استعدادات القوات الآثورية بدأت الأوساط

الآثورية في لندن وباريس تدعو إلى إنشاء كيان قومي لهم في كردستان [9] .

إسكان النسطوريين في كردستان العراق ومحاولات إنشاء كيان خاص

بهم:

وفي أعقاب مؤتمر القاهرة الاستعماري الذي عقد في آذار 1921م برئاسة

ونستون تشرشل وزير المستعمرات البريطاني شكلت من كتائب الآثوريين قوة

خاصة سميت: «الليفي» مهمتها مساندة القوات البريطانية في إخماد انتفاضة

الشعب العراقي بعربه وكرده إثر انتفاضة الكرد في سنة 1919م وثورة العشرين

العراقية عام 1920م. كما قام الإنكليز في الوقت نفسه بإسكان الآثوريين في

المناطق الكردية في منطقة العمادية وعقرة ودهوك وديانا، وقاموا بترحيل الكرد

إلى مناطق أخرى. كما كان الآثوريون يتحينون الفرص للانتقام من المسلمين في

العراق حيث قاموا بارتكاب مذبحة بشرية في مدينة كركوك بتاريخ 4 أيار 1924م.

وقد سبق هذه المذبحة قيام الآثوريين بارتكاب مذبحة أخرى في مدينة الموصل

بتاريخ 15 آب 1923م، كل هذه الأمور أدت إلى خلق حالة نفور بين الشعب

العراقي وبين هؤلاء الدخلاء الذين كانوا يتحينون الفرص لإقامة وطن قومي لهم

على أرض كردستان حيث قاموا بتمردهم الشهير في شهر آب 1933م في منطقة

سميل، ولكن القوات العراقية بقيادة اللواء بكر صدقي ومساندتها من العشائر

العربية والكردية في المنطقة أدت إلى إخفاق مخططاتهم. وهم الآن يعيدون إحياء

هذه المناسبة سنوياً في 8 آب حيث يعتبرونها «يوم الشهيد الآثوري» [10] .

وقد ظل حلم إنشاء دولة مسيحية في كردستان (شمال العراق) يراود الأجيال

الجديدة. ولكن القشة التي قصمت ظهر البعير هي مجيء حزب البعث عام 1968م

إلى السلطة في بغداد تحت زعامة ميشيل عفلق الذي اتبع سياسة شوفينية تجاه

الشعب الكردي المسلم وأعطى النصارى مجالاً واسعاً للقيام ببناء مراكزهم الثقافية

والاجتماعية ثم السياسية؛ حيث ولد في خضم هذه الظروف الحرجة حزب بيت

النهرين عام 1976م أعقبه ظهور الحركة الديمقراطية الآشورية وقاموا بتوزيع

الأدوار، حيث يتشدد حزب بيت النهرين، فيما يناور ويعتدل حزب الحركة

الديمقراطية الآشورية في طرح مطالب النصارى، وبهذا التكتيك تمكنوا من خلق

ظروف مناسبة لهم في منطقة كردستان حيث دخلت الحركة الديمقراطية الآشورية

في الجبهة الكردستانية، ولدينا وثيقة ناطقة باسمهم تثبت أنهم لا زالوا يتمسكون

بحملهم القديم، فيقول المدعو ق. ب. ماتفييف (بارمتي) في كتابه:

(الآشوريون والمسألة الآشورية) في الصفحة 177 ما نصه: «بالرغم من أنه

لا يوجد بهذا الصدد لدى قادة المؤتمرات وجهة نظر محددة واحدة فيطلب

المكسيماليون المغالون (المتطرفون) تأسيس دولة آشور المستقلة على الأراضي

الواقعة في شمال العراق، بينما يريد المعتدلون دولة آشورية ذات حكم ذاتي (على

مثال الحكم الذاتي الكردي) ضمن إطار الحكومة العراقية. ويعتبر كلاهما مهمة

تأسيس الدولة الآشورية أمراً واقعياً، ويأمل الطرفان تحقيق ذلك في غضون القرن

الجاري [11] .

ومما يجدر ذكره أن الطائفة النسطورية حاولت الحصول على الحكم الذاتي

من الحكومة العراقية وتخصيص مدينة دهوك عاصمة إقليمية لهم أسوة باتفاق الحكم

الذاتي الذي عقد بين الحكومة العراقية وقيادة الحركة الكردية بزعامة البارزاني عام

1970م، والوثيقة المتعلقة بهذا الأمر بقيت طي الكتمان من الجانبين الحكومي

والنسطوري خوفاً من إثارة الرأي العام الكردي.

نشاط الإرساليات الأوروبية التنصيرية بُعيد

حرب الخليج الثانية 1991م:

وهكذا جرت الأمور إلى أن حدثت انتفاضة آذار عام 1991م وما أعقبها من

الهجرة المليونية للشعب الكردي وعودته إلى أرضه؛ حيث بدأ الإعلام العالمي

(الغربي) يركز على القضية الكردية، وبدأت المنظمات (الإنسانية) بالدخول شيئاً

فشيئاً إلى منطقة كردستان الآمنة، وهكذا دخلت عشرات المنظمات إلى كردستان

أمثال: منظمة شلترناو انترناشنال وهي منظمة أمريكية، ومنظمة كاريتاس

الكاثوليكية، ومنظمة الكنائس العالمية، ومنظمة مساعدة الشعوب المضطهدة،

ومنظمة العالم بحاجة، ومنظمة رعاية الكرد، ومنظمة الفريق الطبي الأمريكي،

ومنظمة الهجرة الدولية، ومنظمة الصليب الأحمر السويدي، ومنظمة الكنيسة

الأسقفية الإنجيلية، ومنظمة كير الأسترالية، ومنظمة الشركاء العالميين

وغيرها [12] . وأخذت هذه المنظمات توزع الطحين والأرز والزيوت على الكرد

مع كتب تنصيرية كالأناجيل وكتب تخص حياة السيد المسيح عليه السلام من

وجهة نظر الكنيسة، وبعض الكتب التي تلقي ظلالاً من الشك والريبة حول

صحة القرآن الكريم والأحاديث النبوية الشريفة. كما بدأت هذه المنظمات تتوغل

شيئاً فشيئاً داخل النسيج الاجتماعي للمجتمع الكردي المسلم، وأخذت تحث الشباب

المراهق على الهجرة وترك كردستان فارغة تعبث بها المنظمات كيفما تشاء، وهكذا

تسابق مئات الشباب نحو الالتحاق بمنطقة سلوبي التركية تمهيداً لنقلهم إلى الولايات

المتحدة وكندا وأستراليا ودول أوروبية أخرى.

كما قامت المنظمات الأجنبية بتهريب السجاير الأجنبية والسموم البيضاء إلى

داخل كردستان قادمة من تركيا وقبرص، وأخذ الخبراء والفنيون والباحثون

المرتبطون بمراكز الدراسات والجامعات بالدخول إلى كردستان حيث أصبحت حقلاً

لتجاربهم. ومما زاد الطين بلة أن بعض هذه المنظمات تقوم بمنح مئتي دولار

شهرياً لكل سيدة تقوم بفتح صالون حلاقة. أضف إلى هذا أن عدد البارات

والحانات قد زاد زيادة ملحوظة عما كانت عليه قبل الانتفاضة. كما قام نصارى

دهوك بفتح مكتبة ينبوع الحياة قرب دير مريم العذراء وتم تزويدها بكتب تنصيرية

قادمة من دول أوروبا كألمانيا وسويسرا ولوكسمبورغ وتركيا بقصد إدخال

الشبهات والشك في عقليات الشباب الكردي، كما تم تزويد هذه المكتبة بأشرطة

الكاسيت والفيديو، كالكاسيت الخاص بالسيد المسيح وآباء الكنيسة. ويقوم هناك

تنسيق تام بين منظمة WIN (العالم بحاجة) والمكتبة بواسطة المدعو يوسف متى

وهو مسيحي من أهالي الموصل يشرف على مكتبة ينبوع الحياة ويقوم بتزويدها

بالتوجيهات اللازمة بخصوص العمل التنصيري. فعند ارتياد بعض الشباب لهذه

المكتبة يقوم طاقم المكتبة المؤلف من أربعة أشخاص وهم: المدعو ألبرت عوديشو

المسؤول عن المكتبة يساعده ثلاثة أشخاص آخرون: هم كل من المدعو غالب وهو

مسيحي كلداني من أهالي دهوك، وكريم وأنويا وهما مسيحيان آثوريان بمنحه

بعض الكتب الصغيرة مع بعض الهدايا التي تصور السيد المسيح إلهاً أو ابن إله،

وهذه الهدايا عبارة عن بوست كارت ملون ومزركش بحيث يؤثر في القارئ

ومكتوب عليه بلغة عربية جميلة مع ترجمة باللغة الإنكليزية إضافة إلى إهدائه

نسخة من كتاب العهد الجديد أو إحدى الأناجيل مثل لوقا المطبوع باللغات العربية

والكردية باللهجتين الكرمانجية الشمالية والجنوبية وبالحرفين العربي واللاتيني.

وإذا رأى طاقم المكتبة من هؤلاء الشباب ميلاً إلى دراسة المطبوعات النصرانية

فإنهم يقومون بإسداء عبارات الترحيب والمجاملة الزائدة تمهيداً لإدخاله في مشيئة

الرب حسب مصطلحهم. بعد هذه الفترة يقومون بزرع بذور الشك في عقله

وتقريب بعض المفاهيم النصرانية إلى ذهنه كالقربان وهو عبارة عن صلب السيد

المسيح لغفران ذنوب البشر؛ وهذا ما يعاكس المصطلح الإسلامي وينافيه بصورة

تامة. بعد هذا يزود ببعض المطبوعات الأخرى مثل كتاب (عصمة التوراة

والإنجيل) حيث يؤكدون على صحة الكتاب المقدس بعهديه القديم والجديد.

ويشيرون من طرف خفي إلى تناقض بعض آيات القرآن الكريم من الناحية

الإعرابية أو اللغوية، ومدى صحة جمعه في عهد الخليفة الراشد عثمان بن عفان

رضي الله عنه ويستأنسون في هذا المجال ببعض الدراسات الشاذة حول القراءات

القرآنية، أو ما كتبه بعض المنحرفين عن الإسلام كأمثال محيي الدين بن عربي في

كتابه:» فصوص الحكم «بخصوص الروح والسيد المسيح، وبعض مؤلفات

الشيعة الخاصة بتحريف القرآن. بعدها يسلم هذا الشاب إلى المدعو يوسف متى

لكي يزوده ببعض الكتب الأخرى الأشد خطراً وبعض أشرطة التسجيل والفيديو

كاسيت، وهذا الشخص يتلقى الدعم من الكنيسة الأسقفية الإنجيلية التي مقرها في

نيويورك، ومن منظمة WIN (العالم بحاجة) المكونة من أربعة أشخاص هم

المدعو أندريه وهو فرنسي تعلم اللغة العربية أثناء وجوده في أقطار المغرب العربي،

والثاني ناجي وهو مصري قبطي يجيد الإنكليزية بطلاقة وكان قد عاش في

السعودية لفترة طويلة وهو ملمٌّ ببعض ما في الكتب الإسلامية كالتفاسير وما كتب

في علوم القرآن كالإتقان للسيوطي، والثالث هو المدعو توفيق وهو مسيحي لبناني،

والرابع سيدة كبيرة السن وهي معلمة، وهؤلاء الأربعة يترددون على المدعو

يوسف متى وعلى مكتبة ينبوع الحياة يومياً. إن أغلب مطبوعات هذه المكتبة تأتي

من سويسرا وألمانيا ولوكسمبرغ ومن مكتبة إستانبول في تركيا، ولهذه المكتبة

تنسيق مع المركز الثقافي الآشوري ومع نادي نوهدرا إضافة إلى الحركة

الديمقراطية الآشورية وحزب بيت النهرين [13] .

مشروع تنصير كردستان:

وندرج أدناه بعض المعلومات بخصوص تنصير الكرد من قِبَل وحدة التبشير

العالمي (Gbba I Mission Unit) والكنيسة البروتستانتية، وهي عبارة عن

مذكرة لفهم شهادات أقليات الشعوب المسلمة. تبدأ هذه الدراسة بمقدمة حول تغلغل

الإرساليات التبشيرية في منطقة كردستان، حيث يحددها التقرير سنة 1851م

عندما أبحر صاموئيل أودلي ري (Samuel Audley Rhra) إلى كردستان.

ويذكر بأن هدف هذه الكنيسة في النهاية: هو الوصول إلى جميع البشر، ونحن

نضع أنفسنا جنوداً لهذا الهدف. ثم يذكر التقرير الأهداف الأولية للتبشير بعنوان:

(خواطر لفهم أعمال المبشرين بين الأقليات القومية الإسلامية) . ويتطرق إلى

الأهداف الأولية: حول تشكيل فريق عمل من المبشرين للوصول إلى أهداف

التنصير بحلول سنة 2000م. وتدعم أعمال هؤلاء من قِبَل الكنائس والمؤسسات

التبشيرية العالمية.

ويسرد التقرير أسماء أعضاء الفريق وهم كل من:

1 -

بوب بلين كوي Bob Blinco.

2 -

بيل كوبس Bill Koops.

3 -

تيري بوس Teri Busse.

4 -

تيريزا ستلينكر Teresa Sullenger.

5 -

روث تيسدال Ruth Teasdale.

ومن ثم أضيف إليهم أشخاص آخرون للوصول إلى هدف مؤسسة (دعم

متطوعي التبشير للكنيسة البروتسانتية) Presby Terian Frontier Mission

Fand.

أما المدخل الاستراتيجي لفريق العمل فيتضمن الواجبات الآتية:

1 -

تعلم اللغة (من قِبَل أعضاء الفريق) ويقصد بها اللغتين العربية

والكردية.

2 -

بيع المواد لهم وإقامة أعمال تجارية معهم.

3 -

تدريس اللغة الإنجليزية لغة ثانية.

4 -

إيجاد أعمال صغيرة في منطقة الشرق الأوسط.

ومن الكتب التي وضعت للتدريس هي:

Kenneth Cragg (نداء المئذنة) ، The Call of the Minaret.

Montgomery Watt (محمد: النبي ورجل الدولة) Muhannad: Prophet and Statment.

Phil Parshall (الجسور إلى الإسلام) ، Bridges to Islam.

C. Marsten Speight (الإسلام من الداخل) Islam from Within.

Phil Parshall (طرق جديدة لتنصير المسلمين) ، New Pathin Muslim Evangclism.

Parvinder (عيسى والقرآن) Jesus and the Quran.

وهذه المطبوعات يمكن الحصول عليها عن طريق الاتصال بمعهد زويمر الواقع في ولاية Aladend في الولايات المتحدة الأمريكية [14] .

الميزانية المخصصة اسم المنظمة بالمليون دولار أمريكي للإرساليات مؤتمر المعمدانية الجنوبيين 169.3

الخارجية الرؤيا العالمية 131.7

اجتماعات الإله Assemblies of God 84.3

السبتيون 70.2

جمعية ويكلف لترجمة الإنجيل الدولية 59.1

كنيسة الإله 52

مجلس الكنائس الوطني 47.3

منظمة ماب الدولية 36.3

(*) نقلاً عن: كتاب لمحات عن التنصير في إفريقيا الدكتور عبد الرحمن السميط

- البيان -

إحصائية عن المنظمات اسم المنظمة

...

...

عدد

...

...

التنصيرية

... مؤتمر المعمدانيين الجنوبيين

... 3839

البروتستانتية

... الإرساليات الخارجية

الأمريكية

... شباب ذوي رسالة

...

... 2506

جمعية ويكلف الدولية لترجمة الإنجيل

2269

...

إرسالية القبائل الجديدة

...

1807

كنيسة المسيح

...

...

1717

اجتماعات الإله A ssenbies of God

1530

كنائس المسيح

...

...

982

اتحاد النصارى والإرساليات

... 917

منظمة تيم

...

...

872

السبتيين

...

...

... 842

زمالة الإنجيل المعمدانية الدولية

... 734

(*) نقلاً عن: كتاب لمحات عن التنصير في إفريقيا الدكتور عبد الرحمن السميط

- البيان -

_________

أكبر 10 منظمات تنصيرية بريطانية

(الدخل والأوقاف)

اسم المنظمة

...

...

الدخل

... الأوقاف

مجلس كنيسة إنجلترا

Church commisson of England

257 مليون جنيه 2381 مليون جنيه إسترليني

جمعية برناردو للأطفال Bernardo

77.2 مليون جنيه

174 مليون جنيه إسترليني

العون المسيحي Chirstian Aid

... 7،43 مليون جنيه 3،17 مليون جنيه إسترليني

جيش الخلاص (العمل الاجتماعي)

3،43 مليون جنيه

80.3 مليون جنيه إسترليني

salivation army (social work)

جيش الخلاص (صندوق الوقف)

33.1 مليون جنيه

165 مليون جنيه إسترليني

S. Army (Trust fund)

...

فريق الكنيسة للإسكان

...

40.7 مليون جنيه 283 مليون جنيه إسترليني

Church Housing Group

...

جمعية الإنجيل Bible Socitey

... 34.4 مليون جنيه

7.85 مليون جنيه إسترليني

جمعية الشبان المسيحيين

...

30.6 مليون جنيه 4.97 مليون جنيه إسترليني

Young christian Men Assoc

كنيسة المسيح وقديسي اليوم الآخر

25.9 مليون جنيه

9.57 مليون جنيه إسترليني

Church of christ and later day saint tear

صندوق منظمة تير

...

... 24.7 مليون جنيه

9.45 مليون جنيه إسترليني

(*) نقلاً عن: كتاب لمحات عن التنصير في إفريقيا الدكتور عبد الرحمن السميط

- البيان -

_________

(1)

رواه الخطيب البغدادي، في التاريخ وهو ضعيف، ضعفه الألباني في ضعيف الجامع

برقم 5314.

(2)

الآشوريون والمسألة الآشورية ق ب ماتفييف (بارمتي) ترجمة: ح د أ.

(3)

إيفيسس: مدينة يونانية قديمة تقع بقاياها بالقرب من قرية سلجوق في مقاطعة أزمير التركية.

(4)

دائرة المعارف البريطانية، 1965، 15، 74، ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، ص 95، 96.

(5)

ملامح من التاريخ القديم، أحمد سوسه.

(6)

تاريخ الآثوريين، تأليف ك ماتفييف ومار يوحنا، ترجمة أسامة نعمان عن الروسية،

ص 11 12.

(7)

ملامح من التاريخ القديم ليهود العراق، ص 126 127، الآشوريون والمسألة الآشورية، ص 65 66.

(8)

الآشوريون والمسألة الآشورية، ق ب ماتفييف (بارمتي) ترجمة ح د أ، ص 84.

(9)

إسماعيل آغا سمكو، ثعلب السياسة الكردية ورائدها في البراغماتية، الدكتور عثمان علي، مجلة نالاي ئيسلام، العدد: 3، ص 16، 17.

(10)

ينظر بهذا الصدد المنشورات الصادرة عن الحركة الديمقراطية الآشورية والمركز الثقافي الآشوري.

(11)

الآشوريون والمسألة الآشورية، ص 177.

(12)

ملف المنظمات الأجنبية في محافظة دهوك في كردستان العراق.

(13)

بحث ميداني قام به الباحث من خلال تجواله على الأحزاب والهيئات والمنظمات والكنائس النصرانية في محافظة دهوك في كردستان العراق.

(14)

مختصر وثيقة سرية باللغة الإنجليزية حصل عليها الباحث من أحد العاملين الكرد في إحدى هذه المنظمات.

ص: 68