المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌دمار الحياة.. أم حياة الدمار - مجلة البيان - جـ ١٦٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌تغيير الصورة بالفعل لا بالقول

- ‌«الخسار» الاستراتيجي

- ‌جهود علماء الدعوة السلفية بنجدتجاه النوازل والأحداث

- ‌الحكم الظاهر على أهل الكبائر

- ‌تعظيم الآثار رؤية شرعية(2 - 2)

- ‌الحاجة إلى نشأة فرع جديد في علوم الدعوة

- ‌نحو إدارة دعوية واعية

- ‌الحواجز المصطنعة

- ‌حوار مع فضيلة الشيخ عبد المجيد الزندانيجاءنا صندوق النقد الدولي بالجوع والربا وتحطيم الإنتاج

- ‌ثبت بطلان الجبرية (الجينية)

- ‌معاذ الله ما كانوا أباة

- ‌قِمَّةُ التَّمَرُّدِ

- ‌كيف نتعامل مع الألفاظ المجملة

- ‌إندونيسيا بين أمل الصعود وخطر التفكك

- ‌جذور التيارات الفكرية في الحياة السياسية الإسرائيلية

- ‌بركان البلقان والدور الأمريكي المشبوه(2 - 2)

- ‌تطورات الأحداث في مورو

- ‌مرصد الأحداث

- ‌دمار الحياة.. أم حياة الدمار

- ‌صورتان

- ‌الشريعة

- ‌ماذا يُراد بأمتنا العربية والإسلامية؟الاستعمار النفسي في ثوبه الجديد

- ‌وإذا مرضت فهو يشفين

- ‌مسابقة اللجنة التعليمية في المنتدى الإسلاميلعام 1422ه

- ‌أفلا يتدبرون القرآن

- ‌إن الجهاد إلى الإله مُحبَّبُ

- ‌راية واحدة لا رايات

- ‌درب النصر

- ‌من رسائل القر اء

- ‌ردود

- ‌هل ما يقوم به الفلسطينيون عنف

الفصل: ‌دمار الحياة.. أم حياة الدمار

الباب المفتوح

‌دمار الحياة.. أم حياة الدمار

؟ !

أحمد عبد الله السعد

من كان يظن في يوم من الأيام أن تصبح اليابان رائدة التقدم وراعية النهضة

الصناعية بعدما تعرضت للدمار الشامل بسبب قنبلة (هيروشيما) التي حولتها في

لحظة إلى مقبرة جماعية في مدينة أشباح، وغابة من الأنقاض موحشة ظلت تعيش

فيها اليابان دمار الحياة ردحاً من الزمن؟

ومنذ تلك اللحظة وحتى الآن يعيش أبناء اليابان روح التحدي والعزيمة؛

ليصنعوا من دمار الحياة حياة جديدة، ومن المقبرة الجماعية جنة مشيدة!

ولا غرو أن تستمد أمة من دمار حياتها الحياة، ومن ذلها وهوانها ذخيرة

المجد والسؤدد؛ فرُبَّ ضارة نافعة! !

ولكن الأغرب من ذلك وأعجب أن تصنع أمة من مدخرات خيرها ونعيمها

حياة الدمار لا دمار الحياة..!

فحين تسترخص الأمة أعز مقوماتها في القيم والمبادئ، وتنتقض فيها

الأخلاق والمثل انتقاض اللآلئ من العقد البالي؛ فقد عاشت - واللهِ - حياة الدمار!

وحين تتحول نواة الخير في قلوب شباب الأمة وفتياتها إلى مجمع للشر الهادر

والشهوانية المقيتة، فيغدو الرجل بلا رجولة، وتصبح ربات الخدور والطهر

يمشين في الأسواق وأماكن اللهو، كأنهن في أرض مسبعة بلا أب ينهر أو راع

يبصر، فحينها وحينها تعيش الأمة حياة الدمار!

وحين تهمّش عقول المجتمع - بكل طبقاته - فينظر إلى ماجن الأفلام،

ويسمع لساقط الكلمات في الفضائيات والإذاعات، وتنفق لذلك الأموال وتهدر له

الأوقات، فتُسلَب كرائم المروءة، ويُستكثر حياء مَنْ في قلبه ذرة حياء، فعندئذ

تعيش الأمة حياة الدمار!

وحين تُضيَّع كوادر المستقبل، فلا يرعى الآباء أبناءهم بالتربية والإصلاح،

والنصح والإرشاد، ويُتركون هكذا يتأثرون بمعطيات البيئة، ويختلط فيهم ذكاء

الفطرة بخبث المراهقة، فقد زرعوا في أرض الأمة نباتاً شيطانياً، وقدموا لها

معولاً هدَّاماً يقوِّض بناءها.

إنه نداء صادق من عمق أعماق الفؤاد، أنقله باللسان وإن ملّ، وأكتبه بالبنان

وإن كَلّ، وأردد صداه في نفسي ثم فيك أيها اللبيب! كما يتردد خفق الجنان في

صدري فأقول:

أيها العقلاء! أناشدكم باسم سلائق العروبة وخلائق الإسلام! أوقفوا حياة

الدمار؛ فإنني أخشى أن تنقلب موازين الخير فينا كما انقلبت في الأولين؛ فتصبح

معالم الخير شراً! ويغدو الطهر عهراً، وحماية الذمار وصمة عار، فيقال فينا كما

قيل فيهم: [أَخْرِجُوا آلَ لُوطٍ مِّن قَرْيَتِكُمْ إِنَّهُمْ أُنَاسٌ يَتَطَهَّرُونَ](النمل: 56) .

ص: 107