الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المنتدى
إن الجهاد إلى الإله مُحبَّبُ
محمد محمد صديق
قلبي على نار الأسى يتقلّبُ
…
ومدامعي بغزارةٍ تتصبّبُ
لَهَفى على الأرض المقدسة التي
…
قد دنِّست! وجراحُها تتلهبُ
قد بحّت الأصواتُ، حيث دماؤها
…
أضحت على أرض المهانة تُسكبُ
فدعت بصيحةِ غارقٍ في حزنه
…
يا أمتي! حربُ المروءة تَنشبُ
يا أُمّتي! حِيَل اليهود تنوّعت
…
فمتى إلى استرداد نصرٍ ندْأبُ؟
إن الدناءة في اليهود سجيّةٌ
…
وَهُمُ إلى طمْس الفضيلةِ أقربُ
أين السّلام وقد مضت سَنواته
…
عبثاً؟ وفينا فرقةٌ وتحزّبُ
هبّوا إلى نيْل المعالي كلِّها
…
إن الجهاد إلى الإله مُحبَّبُ
فالبسْنَةُ الخضراءُ أُحرق زرعُها
…
حقداً، ومن كأس المذلة تشربُ
وقضيةُ الألبان جَرحٌ نازفُ
…
ظهرت لنا، وعلى الجبين تقطُّبُ
أَوَ ندَّعي شرفَ العلا بكرامةٍ
…
مهدورةٍ وعن التفاخر نخطبُ؟
أنَّى لمن فقد الشجاعةَ وثبتةٌ
…
أنَّى له خيلٌ أصيلٌ يرْكبُ؟
إنِّي لأرجو أن تعودَ عزيمةٌ
…
مفقودةٌ وإباؤها المترقّبُ
المنتدى
راية واحدة لا رايات
محمد بن سعيد الغامدي
روى البخاري ومسلم عن جابر رضي الله عنه قال: «غزونا مع
النبي صلى الله عليه وسلم وقد ثار معه ناس من المهاجرين حتى كثروا، وكان من
المهاجرين رجل لعّاب فكسع أنصارياً، فغضب الأنصاري غضباً شديداً حتى
تداعوا، وقال الأنصاري: يا للأنصار، وقال المهاجر: يا للمهاجرين، فخرج
النبي صلى الله عليه وسلم فقال:» ما بال دعوى الجاهلية «ثم قال:» ما
شأنهم؟ «فأخبر بكسعة المهاجري للأنصاري فقال:» دعوها فإنها
خبيثة « [1] .
وهذه القصة ذكرها بعض أهل السير في أحداث غزوة بني المصطلق في
السنة الخامسة أو السادسة للهجرة.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية:» فهذان الاسمان (المهاجرون والأنصار)
اسمان شرعيان جاء بهما الكتاب والسنة، وسمَّاهما الله بهما، وانتساب الرجل إلى
المهاجرين والأنصار انتساب محمود عند الله وعند رسوله، ليس من المباح الذي
يقصد به التعريف فقط، ثم هذا لما دعا كل واحد منهما طائفته منتصراً بها أنكر
النبي صلى الله عليه وسلم ذلك وسمَّاها دعوى الجاهلية « [2] .
لقد بنى النبي صلى الله عليه وسلم صرح الإسلام العظيم على هذا الإخاء
الراقي حتى أصبح الناس في زمنه أمة واحدة ينصر بعضها بعضاً تحت راية واحدة
هي راية الإسلام لا غير.
ولقد آن للمسلمين اليوم أن يرجعوا إلى ما بناه نبيهم محمد صلى الله عليه
وسلم، وأحق من يفعل ذلك هم الدعاة إلى الله - تعالى - إن راموا العز والنصر
والتمكين؛ فإن الفرقة لن تجلب نصراً وإنما هو الخذلان. قال - تعالى -:
[وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ وَاصْبِرُوا إِنَّ اللَّهَ
مَعَ الصَّابِرِينَ] (الأنفال: 46) .
(1) رواه البخاري (3518، 4905، 4907) ، ومسلم، (2584) .
(2)
اقتضاء الصراط المستقيم، لشيخ الإسلام، ص 71.