الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منتدى القراء
فتاة الأمس
! !
حسن بن محمد الرافعي
أنا - يا فتاة الأمس - أعشق صحوتي
…
تيَّاهةً تحيي موات الأمةِ
هي نظرة للحقِّ تدمغ باطلاً
…
أغشى العيون وحال دون الرؤيةِ
أفنيتُ عُمراً في العواطف أبتغي
…
بحراً من الأحلام يُغرق لوعتي
قدمت لي كأساً من الحب الغبي
…
فسكبتُ كأسكِ في قرارة مهجتي
وبنيتُ من نسج الخيال مدينةً
…
فوق السَّحاب وما سكنت مدينتي
وأتيتُ أروي ظمأتي بسرابها
…
فشربتُ من ماء السراب سعادتي
وتداركتني رحمة فهجرتني
…
فبكيت حزناً يا لفرط حماقتي
وَلَكَمْ تعالت من فؤادي صرخةٌ
…
تشكو جراحي من فراق حبيبتي
ولقد رأيتُ الدرب في ظُلم الهوى
…
كَنُجَيْمة لمعت بحالِكِ ظلمتي
هذا هو الدرب القويم وليتني
…
ألفيتُه قبل الضياع وغربتي
فلتعلمي أني نسيتك والهوى
…
ونسيت حباً كاد يصرع همتي
ولتعلمي أني ابتعدتُ عن الغوى
…
ولْتعلمي أني سموتُ بنظرتي
وتركتُ شعرا كان يبعثُهُ النوى
…
وجعلتُ قولَ الحقِّ متنَ قصيدتي
لا.. ليس شوقي اليوم قيد غرامكم
…
شوقي تسامى نحو حُور الجنةِ
أنا إن سكنتُ الأرض مفترِشَ الثرى
…
فهناك قرب النجم تسكن غايتي
أنا مسلم أَأْبَى الهوانَ لديننا
…
أنا إن رضيت الذلَّ أقتل عزتي
أنا مسلم أهوى الجهاد وصادقاً
…
أدعو إلهي أن تحقَّ شهادتي
فسفينتي عبْر الحياة تطوف بي
…
وكتابُ ربي مرشدٌ لسفينتي
إني كتمت اليوم ألف قصيدة
…
وقصرتُها قصراً بجوف قصيدتي
يا بوسنة البُشْنَاق
مطلق عماش العتيبي
يا بوسنة البشناق صبراً
…
فالمهالكُ في ذهابْ
لا يبقى إلا مسلمٌ
…
باقٍ على دينِ الحبيبْ
مهلاً فقد كاد الدخانُ
…
يذوبُ في الأفقِ الخضيبْ
ويصيح أن القائل
…
ين الجائرين بلا قلوبْ
وَيْحَ لهم لم يرحموا
…
طفلاً ولم يَرْثوا لِشِيَبْ
قتلوا النساء حواملاً
…
ومشوا بهنَّ إلى الكروبْ
لا ترتجِي عطفاً من الأوْغ
…
ادِ أصحابِ الصليبْ
رسالة إلى قوم الصمت
عمر محمد أبو عنزة
يا قوم تحية لكم، جراحاتنا لا تعد، فكلما تذكرنا جرحنا في بورما، فتح
الجرح الآخر في سريلانكا، ثم تبعه جرح الهند، ولا أنسى جرح الفلبين،
وسأعرج بعد عودتب من الفلبين على جرح فطاني، ثم أعود لفلسطين الحزينة
وأتركها لأنتقل إلى وسط آسيا، ومنها سأمشي إلى سرايفو المثقلة بالمآسي والفظائع، فهل انتهينا؟ لا، فالمسلمون في كل مكان، ما بين تنصير وتغريب، وتقتيل
وتشريد واغتصاب وتعذيب، أرواح تزهق، أعراض تنتهك، موارد تنهب عيانا
جهارا، وإزاء هذا كله ما زال الصمت، كصمت الحجارة والصخور الصم.
آه يا قوم الصمت آه جعجعوا، ازبدوا، ارعدوا، انطلقوا، لا تبقوا هكذا،
فصمت الحجر قاس، والشجرة ترفض الصمت، فإن احتاجت الماء، عبرت عن
ذلك باصفرار أوراقها فهب زارعها وأعطاها ما تريد، أما الحجر فالصمت الصمت.
لمثل هذا يذوب القلب كمد
…
إن كان في القلب إسلام وإيمان
ولكن:
إذا الإيمان ضاع فلا أمان
…
ولا دنيا لمن لم يحيي دينا
ومن رضي الحياة بغير دين
…
فقد جعل الفناء لها قرينا