الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
بسم الله الرحمن الرحيم
فاتحة السنة الثانية
يا من مننت علينا بخدمة (الحقائق) أوزعنا شكر نعمائك. ويا من ألهمتنا الرشد أفض علينا من جزيل آلائك. وصل وسلم على نبيك محمد المبعوث بالبيضاء النقية. والسمحاء الحنيفية. وارض عن آله وأصحابه المتبعين هديه. والمقتفين آثاره.
وبعد فقد اجتازت مجلتنا (الحقائق) عامها الأول وهاهي على رأس عامها الثاني تحمد الله على أن جعل الثبات في نصرة الحق رائدها والتفاني في خدمة الدين وجهتها.
أنشئت هذه المجلة لغرض هو كل عصر أسمى ما يتطلبه أصحاب العقول السليمة. خصوصاً في هذا العصر الذي انتشرت فيه البدع وتظاهر أهلها وأخذ أهل الزيغ يفتنون العامة عن دينهم باسم المدينة الغربية، وشبه الفنون العصرية. وإن كان منها ما يضاد مبادئ الأديان ونواميس العمران. ويوهمونهم أن الغربيين وصلوا إلى ما وصلوا إليه بترك الائتمار بأوامر الدين.
دعانا هذا الغرض السامي (خدمة الدين) إلى إنشاء هذه الصحيفة لنقوم بهذا الواجب الكفائي. ولم نتكل في المساعدة الأعلى وعد الله تعالى بنصرة من ينصره. وأنا لنشكر من تفضلوا بآرائهم وكتاباتهم جزاهم الله خيراً.
وأملنا أن يكثر سواد المؤازرين في هذا العام لأن أهل العلم والدين كثيرون ويدهم العليا. وكلمتهم النافذة وكنا حينما نسمع تأففهم من الحالة الحاضرة وقيام أهل البدع بنشر ضلالاتهم على صفحات الصحف وانحياز كثير من أهل الصحف لهذا الفريق نظن أنهم سيكونون عوناً لنا على هذا المشروع الذي أنشئ على ما يحبون من نشر السنة، وقمع البدعة فلم نر من كثير منهم إلا مدحاً للمشروع والقائمين. به وضناً بما يجب من المساعدة الفعلية. ونحن على مثل اليقين من مساعدتهم لهذا العمل المبرور في دوره الثاني حقق الله الآمال.
ولم نتمكن في سنتنا الماضية من التوسع في جميع مباحث المجلة التي نوهنا عنها في الخطبة. وخصوصاً مبحث الأخلاق الذي يجب صرف مزيد العناية إليه ذلك لأنه عرض لنا لزوم الرد على كثير من البدع الحادثة في الدين فضاق نطاق المجلة عن الإسهاب في بقية المواضيع على أننا ما أغفلنا مبحثاً مما نوهنا به فكتبنا في التوحيد. واللغة العربية.
والأخلاق. والأسئلة والأجوبة. والانتقاد. والتاريخ. والأدبيات. سنتوسع إن شاء الله في عامنا الثاني في هذه المباحث سيما الأخلاق ورد البدع الحادثة. لأنه بهذين النوعين يتحقق مبدأ المجلة من خدمة الدين. والمسلمون لا يعوزهم في عروجهم لمعارج الرقي إلا التخلق بأخلاق الدين. ونبذ البدع الحادثة التي يدسها في الدين أعداؤه باسم الإصلاح. وعملاً بسنة الرقي عمدنا عدا عن التوسع في المباحث إلى توسيع حجم المجلة وإتقان طبعها وتصحيحها. وستكون إن شاء الله عاملة على سنن الرقي التدريجي يوماً فيوماً.
ولم نزد في قيمة الاشتراك الزهيدة شيئاً ليسهل تناول (الحقائق) على كل محب للاستفادة. ولأن الربح المادي ليس له حظ من النظر في هذا المشروع. وأصحابه بعيدون عن تجارة الصحف والانتفاع منها.
واعتمدنا في تأييد الحق. وتزييف البطل. على البرهان الساطع. والدليل القاطع. ونرغب إلى من يريد انتقاد المجلة أن يجعل سلاحه البرهان. لا السفه والبهتان.
ونكرر رجاءنا لأهل العلم والفضل أن لا يضنوا علينا بنصائحهم وآرائهم وانتقاد ما يرون في المجلة من مظان الخطأ (ويرحم الله من أهدى إلى عيوبي) وإننا نرتاح إلى الانتقاد العادل أكثر من تحبيذ العمل والإطراء بالمدح.
وفي الختام نطلب من الله تعالى أن تكون (الحقائق) في عامها الجديد أكثر تجويداً للمباحث. وإقداماً في نصرة الحقيقة. وفائدة للقراء وأن يجعل هذا العمل خالصاً لوجهه الكريم. ويرد عنه تحامل الجاهلين. وكيد المتفرجين. إنه جزيل العطاء. مجيب الدعاء.