الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الحقائق المؤلمة
لحضرة الشاعر المجيد عبد الرحيم أفندي قليلات
بلادي وهل يجدي لديك التذمر
…
وما فيك إلا الجاهل المتكبر
هجرتك أعواماً وكلي عواطف
…
ولكن دار الذل تهجي وتهجر
وراقبت عن بعد الطلول وقربها
…
مصارعة الدورين والكون ينظر
فلم ير من هذا سوى الضر والأذى
…
ولم يبدِ من ذا بعد إلا التحير
أجل إن قومي يدهش الدهر غيهم
…
ويعي الليالي جهلهم والتجبر
يقولون ذا الحر الغيور وكلهم
…
أرقاء حب الذات لم يتحررا
يقولون دين الله يفضي بذا وذا
…
وجلهم عن منهج الدين مدير
يقولون لا نبغي اليهود وأن رأوا
…
سنا صفرة الدينار حالاً تخيبروا
ففي الفولة التعساء حينا تفآلوا
…
وسرعان ما زيح الغطا فتطيروا
وفي معضلات الغور غاروا وغيروا
…
واغروا وغروا غيرهم وتغيروا
وعن فكرة الأرض المدورة انثنوا
…
ولما بدا الدينار داروا ودوروا
على رسلكم يا قوم فالكل أصفر
…
وصاحب ذا المشروع ما عاش أصفر
ولكن جل الصحف فيكم تلونت
…
وما من صحا في كذا يتطور
فمن قبل مصفر وبالأمس زرق
…
وذا اليوم مخضر ومن بعد أحمر
وأعرب من ذا خوضهم في مسائل
…
وما ينهم في كنهها متنور
فكل بأبواب القضا متشرع
…
وكل بحل المشكلات مفكر
وكل بآداب الكتابة مبدع
…
وكل من بنت الخيال مسيطر
وكل على صرح الخطابة مصقع
…
وكل على صرح السياسة منبهر
وفي الفقه كلٌ عالم متنطع
…
وفي النحو كل بارع متقعر
وكل قريب بالعيوب ملوث
…
وكل غريب طاهر ومطهر
وكل غني بيننا ذو زعامة
…
وكل فقير مجرم متقهقر
يطبل هذا قصد تنفيذ مآرب
…
فنرقص تشجيعاً له ونرمز
مطاليب أترك وعرب وأرمن
…
وحال لها قلب النهى يتفطر
وتشكيل أحزاب وتفريق وحدة
…
فما هذه الفوضى وماذا التهور
غدونا بأفواه الأجانب مضغه
…
وكلهم يشكوا ولا نحن نشكر
ألا قل لذي الإصلاح قد بلغ الزبي
…
سيول الشقا في القوم فليتدبروا
عن الرأي العام