المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌أقوال العلماء في التمثيل - مجلة الحقائق - جـ ١٦

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌أقوال العلماء في التمثيل

‌أقوال العلماء في التمثيل

3

تحت هذا العنوان ننشر ما يرد إلينا من أقوال علماء الإسلام وفتاويهم في سائر

الأقطار ليظهر حكم الله تعالى في هذه المسألة الخطيرة

الجواب الثامن للعالم العلامة الفقيه صاحب الإمضاء

بسم الله الرحمن الرحيم

أما بعد فلما طالعت الجزء الثامن من مجلة الحقائق صادفت فيها سؤالأً عن حكم التمثيل في الشرع هل هو محظور أم لا ثم رأيت في الجزء الثالث منها جوابين عن هذا السؤال أحدهما بالتفضيل والآخر بالإجمال واستصوبت ما فيهما جزى الله صاحبيهما خير الجزاء وأنا أقول بقولهما وأعيد كلامها اتباعاً لقول القائل:

أعد ذكر نعمان لنا إن ذكره

هو المسك ما كررته يتضوع

أعلم أن من الناس من يحسن التمثيل المذكور ويقول أنه حكاية وقعة تاريخية تشويقاً إلى اقتحام مثلها أو تنفيراً عن اتيان ما يماثلها ويعد من محاسنه الاتعاظ والاعتبار وإيقاظ العقول والأفكار.

فأقول مستعيناً بالله تعالى أن هذا الملعب الذي يجرونه في أكثر المواضع خال عن المنافع بل هو داعٍ إلى المعاصي والمنكرات يقضي أهل الفساد به الشهوات.

ولو سلمنا أن فيه بعضاً من المنافع فمضراته شتى ومفاسده لا تحصى والعبرة في مثل هذا شرعاً بالأغلب والأكثر نفعاً أو فساداً فإن الخمر والميسر يشتملان على بعض المنافع الدنيوية كما أشير إلى ذلك بقوله تعالى (وإثمهما أكبر من نفعهما) فمن منافع الخمر تشجيع الجبان وتقوية الطبيعة والجنان وتسلية الأحزان وتسخية البخلاء ومن منافع الميسر كسب المال من غير كد وتعب ولا معاناة هم ونصب ومع هذا حرمهما الله تعالى على عباده لكثرة مفاسدهما الدينية والدنيوية فإذا كان الذي نفعه منصوص عليه في القرآن الكريم حراماً لغلبة مفاسده فلأن يكون التمثيل الذي نفعه موهوم لكثرة فجوره أولى.

فمن مفاسد التمثيل أنه عبارة عن لعب محدث بصورة مخصوصة وكل لعب حرام قال عليه الصلاة والسلام كل شيء يلهو به الرجل باطل إلَاّ ثلاثاً رميه بقوسه وتأديب فرسه

ص: 23

وملاعبته مع أهله فإنهن من الحق.

ومنها أنه يشتمل على الملاهي المحرمة والغناء الحرام. واستماع الملاهي معصية والجلوس عليها فسق. قال في التاتارخانية التغني واستماع الغناء حراماً خصوصاً إذا كان مقروناً بألحان الفساق أو بالآلات المحرمة. عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: ما رفع أحد عقيرته إلا بعث الله له شيطانين على منكبيه يضربان بأعقابهما على صدره حتى يمسك.

ومنها ظهور الغلمان المرد على مسارح التمثيل بصورة تستميل قلوب الفساق إليهم.

ولا ريب أن النظر إلى الأمر بالشهوة حرام قال في التاتارخانية لا يحل للرجل النظر إليه عن شهوة وأما لا بها فلا بأس به ولهذا لا يؤمر بالنقاب.

ومنها أنه يكون في الأكثر بعد العشاء الذي يكره بعده الحديث الخالي عن ذكر الله أخرج البخاري من حديث أبي برزة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يكره النوم قبل العشاء والحديث بعدها أي المحادثة بعد العشاء خوف السهر وغلبة النوم بعده فيفوت قيام الليل أو الذكر أو الصبح نعم لا كراهة فيما فيه مصلحة للدين. أهـ قسطلاني.

فعلى العلماء أن يبينوا للناس تحريمه وعلى الآباء أن يمنعوا أبنائهم عن مثل هذه الأحوال الضارة.

نعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا والله الهادي إلى سبيل الصواب وإليه المرجع والمآب.

عبد الله أديب المعروف

مدرس قضاء عينتاب

ببيرام زاده

الجواب التاسع للعالم المفضال صاحب الإمضاء

إنَّ السؤال المدرج في العدد الثاني من مجلتكم الجليلة سبقني إلى الجواب عنه جمع من أهل الفضل والنبل وبما أجاب به العالمان الفاضلان العلامة الشيخ عارف أفندي المنير والفهامة الشيخ محمد أفندي القاسمي أجيب طالباً من الله العون والظفر القريب وأن يلهمنا في كل الأحوال إلى كل قول مصيب والسلام ختام أيها السادات الأعلام.

ص: 24

عينتاب

خوجه زاده فخر الدين العينتابي

الجواب العاشر للعالم الجليل صاحب الإمضاء

سلام الله عليكم وبركاته. اطلعت في الجزء 4 من ج 2 على ما أجاب به السادة العلماء عن بدعة التمثيل. وكان بنفسي أن أتطفل على هذه المائدة لكني توقفت من الشرط الذي شرطه (رائد الحقيقة) وصرح به وهو طلب الحكم من (العلماء المتنورين) وما أنا منهم. لأن (الرائد) يعني بالعلماء المتنورين ليس من نقلتم عنهم بل الذين ساحوا في مصر وأوربا فتنورت عقولهم بأكل الميتة والمخنوقة ولحم الخنزير. وحضور محافل الرقص والتمثيل وما أشبه ذلك. فهؤلاء الذين يرضى (الرائد) بحكمهم ليس من قضوا حياتهم في العلوم الدينية ووقفوا عند ما أحلّ الله وحرم وما ذاقوا من المدنية الأوروبية طعماً. فعبثاً تحاولون إقناع من لا يرى الحق حقاً والباطل باطلاً (ومن لم يجعل الله له نوراً فما له من نور).

المدينة المنورة

مختار المؤَيد

ص: 25