الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
في طرابلس
هو النصر معقودُ برايتنا الحمرا
…
على أنه في الحرب آيتنا الكبرى
حليفان من نصر مبين وراية
…
به وبها تعلو على غيرنا قدرا
لئن أدبر التليان عند كفاحنا
…
فخذ لهم من سيف سطوتنا عذرا
فإنا لقوم إن نهضنا لحادث
…
من الدهر أفزعنا بنهضتنا الدهرا
ندك هضاب الأرض حتى نثيرها
…
غباراً على أعدائنا ينثر الذعرا
ونأكل هول الموت حتى كأننا
…
نلوك به ما بين أضراسنا تمرا
فسل جيش (قاناوا) بنا كيف قومت
…
شفار مواضينا خدودهم الصعرا
وكيف دحرنا فلولواً كأننا
…
وإياهم أسد الشرى تطرد الحمرا
وكم قد نثرنا بالسيوف جماجماً
…
نظمنا بها فوق الثرى للعدى شعرا
وما جزعي للحرب يحمي وطيسها
…
ولكن لأرواح بها قتلت صبرا
لك الله يا قتلى طرابلس التي
…
بها حكم التليان أسيافهم غدرا
أداموا بها قتل النفوس نكاية
…
إلى أن أصاروا كل بيت بها قبرا
ولما أحاط المسلمون بجيشهم
…
فعاد الفضاء الرحب في عينه شبرا
تقهقر يبغي في الديار تحصناً
…
فقربها من خشية الموت واستذرى
وقد ظل ينكي أهلها من تغيظ
…
فيقتلهم صبراً ويرهقهم عسرا
فأوسعهم بالسيف ضرباً رقابهم
…
وآنافهم جدعاً وأجوافهم بقرا
وماضرَّ (قاناوا) اللعين لو أنه
…
تقحم في الهيجاء عسكرنا المجرا
أيحجم عنا هارباً بعلوجه
…
ويبغي بقتل الأبرياء له فخرا
وهل حسبوا قتل النساء شجاعة
…
وقد تركوا عند الرجال لهم ثأرا
لقد شجعوا والموت ليس له يد
…
ولم يشجعوا والموت يطعنهم شزرا
يعز على أسيافنا اليوم أنها
…
تقارع قوماً هم بقرع العصا أحرى
ولم تك لولا الحرب تعلو سيوفنا
…
رؤوساً نرى ملء القحوف بها عهرا
ومن مبكيات الدهر أو مضحكاته
…
لدى الناس حر لم يكن خصمه حرا
لئن أيها القتلى أريقت دماؤكم
…
فما ذهبت عند العدى بعدكم هدرا
سنثأر حتى تسأم الحرب ثأرنا
…
ونقتل عن كل امريء أنفساً عشرا
وإني ليغشاني إذا ما ذكرتكم
…
لواعج هم ترتمي في الحشا جمرا
على أن قرص الشمس عند غروبها
…
يذكرني تلك الدماء إذا احمرا
فأبكي تجاه الغرب والبدر لائح
…
من الشرق حتى أبكي الشمس والبدرا
ويا أهل هاتيك الديار تحية
…
توفيكم الشكر الذي يرأس الشكرا
فقد قمتم للحرب دون بلادكم
…
تذودون عن أحواضها البغي والنكرا
وثرتم أسوداً في الوغى يعربية
…
إذا كل سيف في براثنها ظفرا
تراها لدى الحرب العوان مشيحة
…
تهمهم حتى تنطق الفتكة البكرا
ولو أن كفي تستطيع تناوشاً
…
فتبلغ في أبعادها الأنجم الزهرا
لرتبت منها في السماء قصيدة
…
لكم واتخذت البدر في رأسها طغرى
وخلدتها آياً لكم سرمدية
…
مدائحها تستوعب الكون والدهرا
يقولون أن العصر عصر تمدن
…
فما باله أمسى عن الحق مزورا
إلى الله أشكو في الورى جاهلية
…
يعدون فيها من تمدنهم عصرا
أتتنا بثوب العلم تمشي تبخترا
…
فإن أظهرت حلواً فقد أبطنت مرا
لقد ملك الإفرنج أمر مراكش
…
وقد ملكوا من قبها تونساً قهرا
ففاجأنا التليان من أجل ملكهم
…
لكي يسلبونا في طرابلس الأمرا
وقالوا ألم تأت الفرنجة تونساً
…
وهذي جيوش الإنجليز أتت مصرا
فخلوا لنا ما بين هذي وهذه
…
وإلا قسرناكم على تركها قسرا
فقلنا لهم إنا أحق بملكها
…
فقالوا ولكن زند قوتنا أورى
أهذا هو العصر الذي يعونه
…
فسحقاً ودفراً له دفراً
الأستانة
معروف الرصافي