المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌تقريظ المجلة بقلم العالم الفاضل صاحب الإمضاء نحمدك اللهم إن وفقت للخير - مجلة الحقائق - جـ ٢٤

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌ ‌تقريظ المجلة بقلم العالم الفاضل صاحب الإمضاء نحمدك اللهم إن وفقت للخير

‌تقريظ المجلة

بقلم العالم الفاضل صاحب الإمضاء

نحمدك اللهم إن وفقت للخير سادة، وبلغتهم على رغم عدوهم الحسنى وزيادة، حيث اخترتهم للذب عن شريعة سيد المرسلين، واصطفيتهم لنصر الحق والدين، وجعلتهم مظهراً لكشف الحقائق، ومصدراً لقهر من ناوأهم من كل منافق أو مارق، في زمان فشى فيه الباطل أي فشو، واستعلى فيه الجاهل أي علو، وعتى بفساده وغيه أشد عتو حتى كان الغالب على جل أهله التعطيل، والتمويه والتضليل، وزخرفة الأقاويل، وليس لهم إلى درك الحق من سبيل، ما دام سعيهم في هذه الأباطيل الناشئة عن مجرد الأهواء الشيطانية المصادمة لشريعة خير البرية وظنوا أنهم خلى لهم الوقت عن معارض فجالوا في ميادين ليسوا من أهلها ولا بفرض الفارض وعندما مدوا أيديهم للعب بمسائل الدين ولم يتفكروا في قول سيد الخلق أجمعين (إن الله عند كل بدعة كيد بها الإسلام ولياً من أوليائه يذب عن دينه) الهم الله تبارك وتعالى من لطفه ومزيد عطفه طائفة من أهل الحق ظاهرين على من خالفهم لا يضرهم من نازعهم أو عاندهم قاموا بخدمته حق القيام وألزموهم حدهم والحق يعلو ولا يعلى (وكلمة الله هي العليا)(وإن حزب الله هم الغالبون)(وأنهم لهم المنصورون) لا شك أن الله تعالى أسعدهم بما استعملهم ووجه إليه هممهم حتى حارت بحججهم عقول الخصوم وبهتوا عن الجواب ولم يقدروا على دحضها من سائر الأبواب بل إنما خالفوا ليعرفوا فيا ليتهم سلموا وأنصفوا (يريدون أن يطفئوا نور الله بأفواههم) حسداً ويبغون به شهرة وفخراً وسؤدداً والحسود لا يسود وعليه الوبال يعود كلا والله لا يمكنهم الله تعالى من إطفاء نوره وإنما يبكتهم ببدو الحق وظهوره قال تعالى وهو العليم بما يمكرون (هو الذي أرسل رسوله بالهدى ودين الحق ليظهره على الدين كله ولو كره الكافرون) والعجب ممن يدافع الحقائق وينازع وهو غير ذائق والسكوت بمثله حري ولائق إذ لا قدم له في تلك الدقائق والرقائق وإنما هو مولع بنقل الغث والسمين من كل كذب ومين كما هو شأن الذين يدعون التمدن والعرفان ولم يتحققوا بحقيقة ما عليه أهل الإيمان وإنما هم أهل هذيان وبهتان لو عرفوا مقدارهم وما هم صائرون إليه ما تجاسروا على ما ليس من شأنهم التجاسر عليه ولكن يعدهم ويمنيهم الشيطان فيطلقون عنان اللسان لظنهم أنهم ظفروا بشيء

ص: 31

من الفضائل وهم منها محرومون في العاجل والآجل ألم يعلموا أن المرء ابن دينه لا ابن هواه وأن شرفه وكرامته عند ربه بتقواه ولكن لا حول ولا قوة إلا بالله.

يقضي على المرء في أيام محنته

حتى يرى حسناً ما ليس بالحسن

فإلى الله تعالى نضرع وإليه أكف الذل نرفع متوسلين بالحبيب المشفع صلى الله تعالى عليه وعلى آله وصحبه ذوي المقام الأرفع أن يعلي همة أهل هذه (المجلة) وأن يدفع بهم عن افسلام كان مضلة وأن يؤيدهم بتأييده ويسددهم بتسديده وأن يديم لهم الارتقاء لذرى المجد والعلياء وأن يوفقنا وإياهم والمسلمين لمتابعة سيد المرسلين والتمسك بحب الله المتين وما عليه من الأئمة المجتهدين وتابعيهم بإحسان إلى يوم الدين وأن يسلكنا وإياهم طريق أهل الله في الأحوال والأقوال والأفعال إنه هو الكريم ذو الأفضال وله الشكر والحمد على سائر نعمه من قبل ومن بعد

محمد عارف المحملجي

ص: 32