المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌رؤيا الشيخ أحمد خادم الحرم الشريف - مجلة الحقائق - جـ ٢٨

[عبد القادر الإسكندراني]

الفصل: ‌رؤيا الشيخ أحمد خادم الحرم الشريف

‌رؤيا الشيخ أحمد خادم الحرم الشريف

اتفق العلماء رضي الله عنهم على أن الكذب من أعظم الذنوب وأقبح المعاصي وأن من أفظعه الكذب على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم بل نقل الإمام العمدة ابن حجر الهيتمي عن الشيخ أبي محمد الجويني أن الكذب عليه صلى الله عليه وسلم كفر وقال ما نصه:

(وقد ذهبت طائفة من العلماء إلى أن الكذب على الله ورسوله كفر يخرج عن الملة قال ولا ريب أن تعمد الكذب على الله ورسوله في تحليل حرام أو تحريم حلال كفر محض وإنما الكلام في الكذب عليهما فيما سوى ذلك وقال الجلال البلقيني جاء الوعيد في أحاديث كثيرة بأن من كذب عليه صلى الله عليه وسلم متعمداً فليتبوأ مقعده من النار وقال العلماء أنها بلغت حد التواتر وقال البزار رواه مرفوعاً نحو من أربعين صحابياً وقال ابن الصلاح أنه حديث بلغ حد التواتر رواه الجم الكثير من الصحابة قيل أنهم يبلغون ثمانون نفساً وجمع الحافظ طرقه في جزء ضخم إلى أن قال: وبلغ بهم الطبراني وابن مندة سبعة وثمانين منهم العشرة) أ. هـ كلام الإمام ابن حجر والحديث الذي أشار إليه نقلاً عن الجلال والبزار وابن الصلاح هو ما أخرجه الشيخان وغيرهما عن أبي هريرة رضي الله تعالى عنه أن رسول الله قال من كذب عليَّ متعمداً فليتبوأ مقعده من النار أي: فليتخذ منزله منها: وأخرج مسلم عنه صلى الله عليه وسلم أن كذباً عليَّ ليس ككذب على أحد فمن كذب علي متعمداً فليتبوأ مقعده من النار. وأخرج أيضاً مسلم عنه صلى الله عليه وسلم من حدث عني بحديث يرى أنه كذب فهو أحد الكاذبين وعند ابن ماجة من حديث علي رضي الله عنه قال قال رسول الله صلى الله عليه وسلم لا تكذبوا علي فإن الكذب علي يولج في النار وعنده أيضاً من حديث أبي هريرة رضي الله عنه من تقول عليَّ ما لم أقل فليتبوأ مقعده في النار وعنده من حديث أبي قتادة رضي الله عنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول على هذا المنبر إياكم وكثرة الحديث عني فمن قال علي فليقل حقاً أو صدقاً ومن تقول علي ما لم أقل فليتبوأ مقعده من النار هذا وإن من أعظم الكذب وأقبحه على سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم النشرة المنسوبة إلى (الشيخ أحمد خادم الحرم الشريف) تلك النشرة التي لم نزل نراها في كل عام بأيدي بعض الجهلة الأغرار يهتم بعضهم بطبعها وبعضهم بنشرها بين الناس وبعضهم بوضعها على الجدران في الأسواق والمجتمعات العامة رغبة بما وعدهم به

ص: 5

صاحب الرؤيا من الوعود التي لا تنطبق على الدين ولا يرضاها مسلم ولو أن هؤلاء العامة أصغوا لأوامر الدين الصحيحة واهتموا بها هذا الاهتمام لخرجوا من ظلمة الجهل إلى نور الهدى والعلم وقد اشتملت هذه النشرة على ثلاث مراء إليك نص الأولى منها مع ما مست الحاجة إلى رده من الأخريين مبيناً في أسفل الصحائف مواضع النقد في ذلك بالأدلة الناصعة قياماً بواجب الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر وحرصاً على عقائد العامة من أن تعبث بها أيدي الدجالين والمخرفين.

رؤيا الشيخ أحمد خادم الحرم الشريف التي رأى بها النبي

صلى الله عليه وسلم في المنام

روي عنه قال أنني كنت ليلة الجمعة في اليوم الثاني والعشرين من شهر صفر الخير سنة 1327 هجرية بينما كنت مضطجعاً على وضوء كامل وبعد قراءة القرآن الكريم تفكرت في أحوال هذه الدنيا الدنية وما احتوت عليه من المهالك الفظيعة المخالفة للشريعة إذ غفلت قليلاً فأتاني سيد البشر خير كل أنثى وذكر خاتم المرسلين وأفضل النبيين سيدنا (محمد صلى الله عليه وعلى آله وأصحابه أجمعين) فقال لي يا أحمد أخبر أمتي فقد أخذتني عليهم الرأفة والشفقة وقد أودعت عندك هذه الوصية المباركة فاحفظها وبلغها تنل بها الثواب الجزيل عند ربك الجليل (وقد قال صلى الله عليه وسلم من حفظ على أمتي حديثاً من أمر دينها بعثه الله يوم القيامة ووجهه كالبدر ليلة تمامه كيف لا وقد أوصاني بهذه الوصية مشافهة وهي من أهم شيء فقمت من النوم مستبشراً بهذه الرؤيا الحسنة لعلمي بقوله صلى الله عليه وسلم من رآني فقد رآني حقاً فإن الشيطان لا يتمثل بي فحفظت ما ألقاه علي صلى الله عليه وسلم وهو هذا يا أحمد أفهم أمتي أنهم قد أكثروا المعاصي والذنوب فأخاف عليهم أن يموتوا على غير الإيمان وقد استحييت من الله عز وجل وهو يقول لي يا محمد لأبدلن وجوههم وأعذبهم عذاباً شديداً فقلت يا رب أمهمهم حتى أنذرهم وأبلغهم وأحذرهم من عذابك وعقابك (نعوذ بالله من عذابه وعقابه فإن لم يتوبوا فافعل ما شئت يا رب إنك على ما تشاء قدير يا أحمد إنهم قد سلب إيمانهم من كثرة الزنا وشرب الخمر وأكل الربا والرشوة ولعب القمار واتباع الشهوات وعدم وفاء الكيل والميزان والغيبة والنميمة ومنع الزكاة وشهادة الزور وبغض الفقراء والمساكين وترك الصلاة والتسبيح

ص: 6

والعبادات وقد اشتغلوا بحب الدنيا وجمع الذهب والفضة وتبديل الآخرة بالدنيا يا أحمد إن تارك الصلاة ملعون لا تسلموا عليه وإن مات لا تزوروه ولا تمشوا بجنازته يا أحمد قيام الساعة قريب وهذا محقق لا ريب فيه ولا تكذيب فتغلق أبواب التوبة وتطلع الشمس من مغربها وقد تزايدت الناس في الطغيان والعصيان والكذب والزور والعدوان فأوصل وصيتي إليهم وبلغهم رسالتي قبل أن تأتيهم الساعة بغتة وهم لا يشعرون ومن أوصل وصيتي هذه من بلد إلى بلد كان رفيقي في الجنة وكنت له شفيعاً في المحشر ومن اطلع عليها ولم يخبر بها الناس كان وجهه مسوداً يوم القيامة وكنت له خصيماً في يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من أتى الله بقلب سليم)

ما مست الحاجة إلي رده من بقية كلامه

(قال: ومن كذب ولم يصدق بها يعني الوصية فهو ملعون ثم ملعون ثم معلون وقال: من بعد ألف وثلاثمائة وأربعين سنة يخرجن النساء من بيوتهن إلى الأسواق من غير إذن أزواجهن) وقال وبعد ألف وثلاثمائة وخمسين ينزل من السماء مطر كبيض الدجاج. وقال: وبعد ألف وثلاثمائة وسبعين تغيب الشمس ثلاثة أيام. وقال: وبعد ألف وأربعمائة يظهر المسيح والدجال. وقال: فما كان والله والله والله وآيات الله وأمانة أنها مكتوبة بقلم القدرة. وقال: ومن كان عنده ثلاثة دراهم واستأجر بهم وكتب هذه الوصية وكان مذنباً وعليه فرض صيام غفرت ذنوبه ببركة هذه الوصية.

ص: 7