الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلسلة حكم الخلفاء
الخلفاء الراشدون رضي الله تعالى عنه
(أبو بكر رضي الله عنه إنكم في مهل رائه أجل فبادروا في مهل آجالكم قبل أن تقطع آمالكم فتردكم إلى سوء أعمالكم صنائع المعروف تقي مصارع السوء الموت أهون مما بعده وأشد مما قبله ليست مع العزاء مصيبة ولا مع الجزع فائدة ثلاث من كن فيه كن عليه البغي والنكث والمكر. إن الله قرن وعده بوعيده ليكون العبد راغباً وراهباً إن أكيس الكيس التقى وأحمق الحمق الفجور. وخطب رضي الله فقال إن أشقى الناس في الدنيا والآخرة الملوك فرفع الناس رؤوسهم فقال ما لكم يا معشر الناس إنكم لطائعون عجلون إن الملك إذا زهده الله تعالى فيما بين يديه ورغبه فيما في يد غيره وانتقصه شطر أجله وأشرب قلبه الإشفاق فهو يحسد على القليل ويتسخط الكثير ويسأم الرجاء وتنقطع عنه لذة البهاء ولا يستعمل العبرة ولا يسكن إلى الثقة وهو كالدرهم القسي والسراب الخادع جذل الظاهر حزين الباطن فإذا وجبت نفسه ونضب عمره وضحى ظله حاسبه الله فأشد حسابه وأقل عفوه.
(عمر رضي الله عنه كتب لمعاوية إياك والاحتجاب دون الناس واذن للضعيف حتى ينبسط لسانه ويجرئ قلبه وتعهد الغريب فإنه إذا طال حبسه وضاق أدنه ترك حقه وضعف قلبه إذا فاتك خير فأدركه وإذا فاتك شر فاسبقه: إن عليك من الله عيوناً تراك احرص على الموت توهب لك الحياة أطوع الناس لله اشدهم بغضاً لمعصيته كثير القول ينسى بعضه بعضاً وإنما لك ما وعي عنك. حق لميزان يوضع الحق فيه أن يكون ثقيلاً وحق لميزان يوضع فيه الباطل أن يكون خفيفاً. أصلح نفسك يلصح لك الناس.
وكان يقول ليت شعري متى أشفى من غيظي أحين أقدر فيقال لو عفوت أحين أعجل فيقال لو صبرت. اقرأوا القرآن تعرفوا به واعملوا به تكونوا من أهله. ضع أمر أخيك على أحسنه حتى يجيئك ما يغلبك منه. لا تظن بكلمة تخرج من مسلم شراً إذا أنت تجد لها في الخير محلا. من كتم سره كانت الخيرة بيده. من عرض نفسه للتهم فلا يلومن من أساء به الظن. لا تتهاونوا بالحلف فيلهككم الله. استشر في أمرك الذين يخشون الله واحذر صديقك الأمين ولا أمين إلا من خشي الله. تفقهوا قبل أن تسودوا. كل عمل كرهت من أجله الموت
فاتركه ثم لا يضرك متى مت. وكتب لابنه عبد الله أما بعد فإنه من اتقى الله وقاه ومن توكل عليه كفاه ومن أقرضه جزاء فاجعل التقوى عماد قلبك وجلاء بصرك فإنه لا عمل لمن لا نية له ولا أجر لمن لاحسنة له ولا جديد لمن لا خلق له، من أظهر للناس خشوعاً فوق ما في ققلبه فإنه أظهر نفاقاً. لو كان الصبر والشكر بعيرين ما باليت على أيهما ركبت. وخطب بعد أن استفتح فقال أيها الناس إنه والله ما فيكم أقوى عندي من الضعيف حتى آخذ الحق له ولا أضعف عندي من القوي حتى آخذ الحق منه. وخطب فقال أيها الناس ما الجزع مما لا بد منه وما الطمع فيما لا يرجى وما الحيلة فيما سيزول وإنما الشيء من أصله وقد مضت قبل الأصول ونحن فروعها فما بقاء الفرع بعد أصله إنما الناس في هذه الدنيا تنتقل المنايا فيهم وهم نصب المصائب في كل جرعة شرق وفي كل أكلة غصة لا تنالون نعمة إلا بفراق أخرى ولا يستقبل معمر من عمره يوماً غلا بهدم آخر من أجله فإنهم أعوان الحتوف على أنفسهم فأين المهرب مما هو كائن وإنما يتقلب الهارب من قدرة الطالب فما أصغر المصيبة اليوم مع عظم الفائدة غداً وأكثر خيبة الخائب جعلنا وإياكم من المتقين تعلموا النسب ولا تكونوا كنبط السواد إذا س ل أحدكم عن أصله قال من قرية كذا. ثلاث يثني لك الود في صدر أخيك أن تبدأه بالسلام وتوسع له في المجلس وتدعوه بأحب الأسماء إليه. كفى بالمرء غياً ن تكون فيه خلة من ثلاث أن يعيب شيئاً ثم يأتي مثله أو يبدو له من أخيه ما يخفى عليه من نفسه أو يؤذي جليسه فيما لا يعنيه. وخطب الناس فقال: والذي بعث محمداً بالحق لو أن جملاً هلك ضياعاً بشط الفرات خشيت أن يسأل عنه آل الخطاب. وكتب إلى أبي موسى أنه لم يزل للناس وجوه يرفعون حوائجهم فأكرم من قبلك من وجوه الناس وبحسب المسلم الضعيف من العدل أن ينصف في الحكم وفي القسم.
وكان إذا استعمل العمال خرج معهم يشيعهم فيقول إني لم أستعملكم على أمة محمد صلى الله عليه وسلم على أشعارهم ولا على أبشارهم وإنما استعملتكم عليهم لتقيموا بهم الصلاة وتقضوا بينهم بالحق وتقسموا بينهم بالعدل.
أشقى الولاة من شقيت به رعيته: أعقل الناس أعذرهم للناس: لا تؤخر عمل يومك لغدك. أكثروا من العيال فإنكم لا تدرون بما ترزقون: من لم يعرف الشر كان جديراً أن يقع فيه:
احتفظ من النعم احتفاظك من المعصية فوالله لهي أخوفهما عندي عليك أن تستدرجك وتخدعك: ليس لأحد عذر في تعمد ضلالة حسبها هدى ولا ترك حق حسبه ضلالة: الدنيا أجل محتوم وأمل منتقص وبلاغ إلى دار غيرها وسير إلى الموت فرحم الله امرء فكر في أمره ونصح نفسه وراقب ربه واستقال ذنبه من يأس في شيء استغنى عنه.
(عثمان رضي الله عنه خطب يوم بويع له بالخلافة فقال: أيها الناس اتقوا الله فإن الدنيا كما أخبر الله عنها لهو ولعب وزينة وتفاخر الآية فخير العباد فيها نمن عصم واعتصم بكتاب الله وقد وكلت من أموركم عظيماً لا أرجو العون عليه إلا من الله ولا يوفق للخير إلا هو وما توفيقي إلا بالله عليه توكلت وإليه أنيب وقال في خطبة: ألا وإن الدنيا خضرة قد شهيت إلى الناس ومال إليها كثير منهم فلا تركنوا إلى الدنيا ولا تثقوا بها فإنها ليست بثقة واعلموا أنها غير تاركة غلا من تركها. وخطب وهي آخر خطبة فقال: إن الله عز وجل إنما أعطاكم الدنيا لتطلبوا بها الآخرة ولم يعططموها لتركنوا إليها إن الدنيا تفنى والآخرة تبقى فلا تبطرنكم الفانية ولا تشغلنكم عن الباقية فآثروا ما يبقى على ما يفنى فإن الدنيا منقطعة وإن المصير إلى الله اتقوا الله جل وعز فإن تقواه جنة من بأسه ووسيلة عنده واحذروا من الله الغير والزموا جماعتكم ولا تصيروا أحزاباً (واذكروا نعمة الله عليكم إذ كنتم أعداء فألف بين قلوبكم فأصبحتم بنعمته أخوانا).
إن لكل شيء آفة ولكل نعمة عاهة وإن آفة هذا الدين وعاهة هذه النعمة عيابون طعانون يرونكم ما تحبون ويسرون ما تكرهون طعام مثل النعام يتبعون أول ناعق: يكفيك من الحاسد أن يغتم وقت سرورك ونظر إلى قبر فبكى وقال هو أول منازل الآخرة وآخر نازل الدنيا فمن شدد عليه فما بعد أشد ومن هون عليه فما بعده أهون.
لها بقية
إبراهيم خليل مردم بك