الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
أحييك والآماق
زار المدينة المنورة حضرة العلامة الفاضل السيد محمد الخضر بن الحسين التونسي وبمناسبة زيارته نظم هذه القصيدة الغراء وأرسل بها إلينا لتنشر قال حفظه الله تعالى:
أحييك والآماق ترسل مدمعاً
…
كأني أحدو بالسلام مودعا
وما أدمع البشرى تموج بوجنة
…
سوى ثغر صب بالوصال تمتعا
وقفت بمغنى كان يا أشرف الورى
…
لطلعتك الحسنى مصيفاً ومربعا
وما استيقنت نفسي لفرط ابتهاجها
…
بإحراز جثماني تجاهك موضعا
يخيل أن العين لم تنفض الكرى
…
وأني ما غادرت بالشام مضجعا
فذا موقف لامست فيه بأخمصي
…
أجل من الدر النضيد وأرفعا
وكم بت قبل اليوم أرجو بلاغه
…
ولكن يد الإقبال تبدي تمنعا
ابث به ما كنت أطويه في الحشا
…
ولم تطرق الشكوى به قط مسمعا
وهب نسيم من معالم هديكم
…
يجيء بريا المسك حيث تضوعا
فذلك مرقى كنت تصدع فوقه
…
بما حاز في أقصى البلاغة موقعا
وذاك مصلى طالما قمت قانتاً
…
لديه وقام الصحب خلفك خشعا
وذي حجرة كان الأمين يؤمها
…
بوحي فكانت للشريعة منبعا
بسطت رجائي في رباها ومن يضع
…
بمزرعها غرس الأماني اطلعا
وهل تذهب الدعوى جفاء بهالة
…
أضاء الهوى من نحوها وتفرعا
إليك رسول الله نشكو الأذى الذي
…
ألم بنا حتى ارتوى وتشبعا
وأعظم ما شق الفؤاد بجسرة
…
وهاج به الأشجان حتى تقطعا
تخاذل حال المسلمين وما أتى
…
من الخطب في أرجائهم وتجمعا
فما شأننا إلا كعقد تناثرت
…
جواهره في سطح أحدب أفزعا
فهذا يحاذي في قضاياه نزعة
…
تخط وراء الحق للناس مرتعا
وهذا يصوغ القول في قالب يرى
…
بجانبه قول الشريعة أوسعا
وذا ناشر بند الضلالة ماسحاً
…
بصبغة دين كي يغر ويخدعا
لقد ضربت أيدي الغرور على الحجى
…
بستر فأضحى بالجمود مقنعا
ونمنا على الآذان نومة جاه
…
بما يضع المستيقظون لنصرعا
ولم نستفق للقوم حتى تحفزا
…
وأوجس كل في نواياه مطمعا
ولم نستفق للقوم إذ كل انتضى
…
ليظفر باستعبادنا السيف مقرعا
ولم نستفق للقارعات تصب في
…
حواشي القرى نهراً من الخسف مترعا
ولم نستفق للقارعات وقد دنت
…
إلى مهجة الإسلام حتى تصدعا
وفي الناس من حاك الإياس بصدره
…
فجرد أفراس السباق وأقلعا
وندب درى صرف الليالي وأنها
…
تزل بأعلام وتونس بلقعا
فقام على جد ينادي بشعبه
…
ليرفأ رتقاً أو يشيد مصنعاً
ألا أننا لم نتق الفتنة التي
…
تصيب أخا العدوان والمتدرعا
يقول أناس إنما الدين عثرة
…
بسابلة العمران يهوي بمن سعى
رمى بهم التقليد في أثر ملحد
…
فلم يكشفوا عن مبسم الحق برقعا
ألم ينظروا في نشأة الدين برهة
…
وكيف تعالى من تحروه مرجعا
تجليت في شعب جرة في عروقه
…
دم الكبر واعتاد التقاليد منزعا
تجليت والبغضاء ترمي صدورهم
…
بنار فاصلتها قلوبا وأضلعا
أخذت تزكيهم وترفع شأوهم
…
إلى أن سمو فوق السماكين مطلعا
وأبلغتنا شرعاً وحقك أنه
…
لا قوم آدابا وأحكم مهيعا
تلقاه منك الراشدون بمدرك
…
سليم وذوق لا يطيق التصنعا
وشدوا به ظهر السياسة فاستوى
…
وكم هجروا جنحاً من الليل ركعا
نكثتنا من الأيدي عرا وثقوا بها
…
وهل يرتجى شعب تخاذل مفزعا
وها أنا ذا أنزلت رحلي (بطيبة)
…
ووافيت في ثوب الحياء مروعا
فلو أنني سابقت في حلبة التقى
…
تقدمني أدنى الخليقة أذرعا
وجاركم يحظى وإن ظعنت به
…
رواحل أمسى بالكرامة متبعا
وذي رحلة أدنت قطوف سعادة
…
ومن يغش أعتاب (الرسول) ترفعا
وروض الأماني عند أول نظرة
…
كحلت بها عين البصيرة أمرعا
عليك سلام الله ما انسجم الحيا
…
وحيا صباح بالضيا وودعا