الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
سلسلة حكم الخلفاء
حكم عمر بن عبد العزيز رضي الله تعالى عنه
قال رضي الله عنه في خطبة لما ولي الخلافة: أوصيكم بتقوى الله فإن تقوى الله خلف كل شيء وليس من تقوى الله خلف واعملوا لآخرتكم فإنه من عمل لآخرته كفاه الله أمر دنياه وآخرته وأصلحوا سرائركم يصلح الله علانيتكم وأكثروا ذكر الموت وأحسنوا له الاستعداد قبل أن ينزل بكم فإنه هادم اللذات وإني والله لا أعطي أحداً باطلاً ولا أمنع أحد حقاً يا أيها الناس من أطاع الله وجبت طاعته.
وكتب رضي الله عنه إلى عبد الرحمن بن نعيم: إن العمل والعلم قرينان فكن عالماً بالله عاملاً له فإن أقواماً علموا ولم يعملوا فكان علمهم عليهم وبالاً.
وكتب ليه: أما بعد فاعمل عمل رجل يعلم أن الله لا يصلح عمل المفسدين. إن للسلطان أركاناً لا يثبت إلا بها فالوالي ركن والقاضي ركن وصاحب بيت المال ركن والركن الرابع أنا. إن قوام الدين العدل والإحسان. لا يكونن شيء أهم إليك من نفسك فإنه لا قليل من الإثم. وكتب لأهل الشام. . سلام عليكم ورحمة الله أما بعد فإنه من أكثر ذكر الموت قل كلامه ومن علم أن الموت حق رضي اليسير والسلام وخطب الناس بخناصره فقال: أيها الناس إنكم لم تخلقوا عبثاً ولن تتركوا سدى وإن لكن ميعاداً ينزل الله فيه للحكم فيكم والفصل بينكم وقد خاب وخسر من خرج من رحمة الله التي وسعت كل شيء وحرم الجنة التي عرضها السموات والأرض ألا واعلموا أنما الأمان غدا لمن حذر الله وخافه وباع نافذاً بباق وقليلاً بكثير وخوفاً بأمان ألا تون في أسلاب الهالكين وسيخلفها بعدكم الباقون كذلك حتى ترد إلى خير الوارثين وفي كل يوم تشيعون غادياً ورائحاً إلى الله قد قضى نحبه وانقضى أجله فتغيبونه في صدع من الأرض ثم تدعونه غير موسد ولا ممهد قد فارق الأحبة وخلع الأسباب فسكن التراب وواجه الحساب فهو مرتهن بعمله فقير إلى ما قدم غني عما ترك فاتقوا الله قبل نزول الموت وانقضاء مواقعه.
وقال من وصل أخاه بنصيحة له في دينه ونظر له في صلاح دنياه فقد أحسن صلته وأدى واجب حقه فاتقوا الله فإنها نصيحة لكم في دينكم فاقبلوها وموعظة منجية في العواقب فالزموها الرزق مقسوم فلن يغادر المؤمن ما قسم له فأجملوا في الطلب فإن في القناعة سعة
وبلغة وكفافاً. إن أجل الدنيا في أعناقكم وجهنم أمامكم وما ترون ذاهب وما مضى فكأن لم يكن، وكل أموات عن قريب وقد رأيتم حالات الميت وهو يساق وبعد فراغه وقد ذاق الموت والقوم حوله يقولون قد فرغ رحمة الله وعانيتم تعجيل إخراجه وقسمة تراثه ووجهه مفقود وذكره منسي وبابه مهجور كأن لم يخالط أخوان الحفاظ ولم يعمر الديار فاتقوا هول يوم لا نحقر فيه مثقال ذرة في الموازين من عمل على غير علم كان ما يفسد أكثر مما يصلح ومن لم يعد كلامه من عمله كثرت ذنوبه والرضا قليل ومعول المؤمن الصبر وما أنعم الله على عبد نعمة ثم انتزعها منه فأعاضه مما انتزع منه الصبر إلا وكان ما أعاضه خيراً مما انتزع منه (إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) إذا كان في القاضي خمس خصال فقد كمل علم بما كان قبله، ونزاهة عن الطمع، وحلم عن الخصم، واقتداء ومشاورة أهل العلم والرأي وكتب لعدي بن أرطأة أما بعد فقد أمكنتك القدرة على المخلوق فاذكر قدرة الخالق عليك واعلم أن مالك عند الله مثل ما للرعية عندك.
وكتب رضي الله عنه إلى الجراح أنه بلغني أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان إذا بعث جيشاً أو سرية قال اغزوا بسم الله وفي سبيل الله تقاتلون من كفر ولا تغلوا ولا تغدروا ولا تمثلوا ولا تقتلوا امرأة ولا وليداً فإذا بعثت جيشاً أو سرية فمرهم بذلك. وكتب عدي ابن أرطأة له رضي الله عنه إني بأرض كثرت فيها النعم وقد خفت على من قبلي من المسلمين قلة الشكر والضعف عنه فكتب إليه عمر رضي الله عنه أن الله تعالى لم ينعم على قوم نعمة فحمدوه عليها إلا كان ما أعطوه أكثر مما أخذوا منه واعتبر بقول الله تعالى: (ولقد آتينا دواد وسليمان علماً وقالا الحمد لله) فأي نعمة أفضل مما أوتي داود وسليمان.
إبراهيم خليل مردم بك