المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌9 - آداب الصيام: - أحكام الصيام والقيام وزكاة الفطر

[أبو ذر القلموني]

الفصل: ‌9 - آداب الصيام:

‌9 - آداب الصيام:

الأدب الأول: السُّحور. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: «تسحروا فإن في السُّحور بركة» [متفق عليه]. وسبب البركة: أنه يقوي الصائم، وينشطه، ويهون عليه الصيام. («السَّحُور» بالفتح المأكول، و «السُّحور» بالضم المصدر والفعل). يعني: نحن في السُّحور نأكل السَّحور.

بم يتحقق السحور: ويتحقق السحور بكثير الطعام وقليله، ولو بجرعة ماء. وأما وقته:

ص: 24

فمن منتصف الليل إلى طلوع الفجر، والمستحب تأخيره. ولو شك الصائم في طلوع الفجر، فله أن يأكل، ويشرب، حتى يستيقن طلوعه، ولا يعمل بالشك، فإن الله عز وجل جعل نهاية الأكل والشرب التبين نفسه، لا الشك فقال:{وكلوا واشربوا حتى يتبين لكم الخيط الأبيض من الخيط الأسود من الفجر} .

الأدب الثاني من آداب الصيام: تعجيل الفطر: ويستحب للصائم أن يعجل الفطر،

ص: 25

متى تحقق غروب الشمس. ويستحب أن يكون الفطر على رطبات وترًا، فإن لم يجد فعلى الماء، ولم يَرِد تحديد معين لعدد التمر.

الأدب الثالث من آداب الصيام: الدعاء عند الفطر: ثبت أن رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يقول: «ذهب الظمأ، وابتلت العروق، وثبت الأجر إن شاء الله تعالى» [حسن - «كما في «صحيح أبي داود»].

الأدب الرابع من آداب الصيام: الكف عما

ص: 26

يتنافي مع الصيام: ينبغي أن يتحفظ الصائم من الأعمال التي تخدِش صومه، حتى ينتفع بالصيام، وتحصل له التقوى التي ذكرها الله في قوله:{لعلكم تتقون} . روى الجماعة - إلا مسلمًا - عن أبي هريرة، أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:«من لم يَدَع قول الزور والعمل به، فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» («من لم يَدَع» : أي من لم يترك. «قول الزور» : يشمل الأغاني والتمثيليات والنرد.

ص: 27

«فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه» : أي ليس لله إرادة في قبول صيامه، أي: أن الله لا يقبل صيامه).

الأدب الخامس من آداب الصيام: السواك: ويستحب للصائم أن يتسوك أثناء الصيام، ولا فرق بين أول النهار وآخره.

الأدب السادس: الجود ومدارسة القرآن: وهما مستحبان في كل وقت، إلا أنهما آكد في رمضان. روى البخاري عن ابن عباس رضي الله عنهما قال: «كان رسول الله صلى الله عليه وسلم أجود الناس، وكان أجود ما يكون

ص: 28

في رمضان حين يلقاه جبريل، وكان يلقاه في كل ليلة من رمضان فيدارسه القرآن، فلرسول الله صلى الله عليه وسلم أجود بالخير من الريح المرسلة». (أى: في الإسراع والعموم).

الأدب السابع: الاجتهاد في العبادة في العشر الأواخر من رمضان: عن عائشة رضي الله عنها أن النبي صلى الله عليه وسلم: «كان إذا دخل العشر الأواخر أحيا الليل، وأيقظ أهله، وشد المئزر» [متفق عليه]. وفي رواية لمسلم: «كان يجتهد في العشر الأواخر ما لا يجتهد في غيره» .

ص: 29