المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الكتابة بالحروف اللاتينية في جاوة - مجلة المنار - جـ ٣٠

[محمد رشيد رضا]

فهرس الكتاب

- ‌المجلد رقم (30)

- ‌المحرم - 1348ه

- ‌فاتحة المجلد الثلاثين

- ‌العيد الذهبيلشيخ الشعراء ونادرة الأدباء ونابغة الفيحاءعبد الحميد بك الرافعي

- ‌مسألة قتل اليهود الأنبياء بغير حقوطريقة الأزهريين في المناقشات والفهم

- ‌اعتذار عن قلة مباحث هذا الجزء

- ‌تعزية في مصاب زميل كريم

- ‌صفر - 1348ه

- ‌أسئلة في إهداء قراءة القرآن للموتى بالأجرة

- ‌فتاوى المنار

- ‌حكم من تبرأ منهن النبي صلى الله عليه وسلمكالنائحات، ومدة الحداد

- ‌الجمع بين مسألة الذكران والإناث في المدارس

- ‌تاريخ حروف الكتابة ومكان العربية منها

- ‌الفريدة العصماء

- ‌ميزانية الأزهر

- ‌الحالة السياسية العامة في مصر

- ‌تطور الإصلاح في الحجاز

- ‌أداء الأمير شكيب لفريضة الحج

- ‌ربيع الأول - 1348ه

- ‌أسئلة من الشيخ محمد علي اليماني

- ‌أسئلة أخرى من صاحب الإمضاء في بيروت

- ‌هل هذه النهضة خاضعة لسلطان العلم

- ‌ماذا يقال عن الإسلام في أوربة(2)

- ‌أنباء العالم الإسلامي

- ‌الرحيق المختوم

- ‌مشروع الاتفاق الجديدبين إنكلترة ومصر

- ‌ربيع الآخر - 1348ه

- ‌مسألة انشقاق القمر

- ‌الاستفتاء في حقيقة الربا

- ‌هل هذه النهضة خاضعة لسلطان العلم

- ‌بيان إلى العالم الإسلاميمن جمعية حراسة المسجد الأقصى

- ‌منشور المندوب السامي في فلسطين

- ‌الآراء في مشروع الاتفاق الجديد

- ‌الأزهر الأزهر والدين في هذا العصر

- ‌جمادى الأولى - 1348ه

- ‌بقية الكلام في أحاديث انشقاق القمر

- ‌ترجمة جديدة للقرآن الكريم

- ‌قواعد الصحة في الإسلام منذ 1348 سنة

- ‌الفتنة في نجد - أسبابها ونتائجها

- ‌جمادى الآخرة - 1348ه

- ‌الاستفتاء في حقيقة الربا

- ‌ملاحظات على كتاب المسيو درمانغامالمُعَنْوَن بحياة محمد

- ‌السيد عبد الباسط فتح اللهوفاته وملخص ترجمته

- ‌فريضة الحجودعاية ملاحدة السياسة الشريفية لتركهابفتاوى يفترونها

- ‌إصلاح الأزهر والمعاهد الدينية

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌شعبان - 1348ه

- ‌جوابنا عن أسئلة الربا في الفتوى الهندية

- ‌أسئلة مختلفة من بيروت

- ‌فتاوى المنار

- ‌السيرة النبويةبقلم المسيو مونته المستشرق السويسري

- ‌مناظرةفي مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات

- ‌مُلك اليهود وهيكلهمومسيحهم والمسيح الحق

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌المجمع المصري للثقافة العلمية

- ‌رمضان - 1348ه

- ‌الاستفتاء في حقيقةالربا

- ‌نظرية داروين والإسلام

- ‌الانتداب في البلدان العربية

- ‌مناظرةفي مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات

- ‌تفسير الشيخ طنطاوي

- ‌عيد الجلوس لملك الحجاز ونجد

- ‌فتنة نجد - عاقبتها

- ‌الاتفاق العربيبين مملكة الحجاز ونجد ومملكة العراق

- ‌كلمة شيخ الأزهر السابقفي حوادث فلسطين

- ‌تهنئة المنار لجريدة الفطرة الإسلامية

- ‌ذو القعدة - 1348ه

- ‌تتمة البحث في حقيقة ربا القرآن

- ‌تحقيق معنى السنة وبيان الحاجة إليها

- ‌مناظرة في مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات

- ‌مشروع فرنسي عظيم الشأن في الحجاز

- ‌مصر والحجازومفسدة عالم جريدة الأهرام

- ‌الكتابة بالحروف اللاتينية في جاوة

- ‌ذو الحجة - 1348ه

- ‌تتمة البحث في حقيقة ربا القرآن

- ‌مناظرة في مساواة المرأة للرجل في الحقوق والواجبات

- ‌تقاريظ للجزء التاسع من التفسير

- ‌تقريظ المطبوعات الجديدة

- ‌أهم حوادث الشرق في هذا العام

- ‌خاتمة المجلد الثلاثين

الفصل: ‌الكتابة بالحروف اللاتينية في جاوة

الكاتب: محمد بسيوني عمران

‌الكتابة بالحروف اللاتينية في جاوة

جاءنا من الأستاذ صاحب الإمضاء من جزيرة (سمبس برنيو) في جاوة ما

يأتي:

إنني لا أعلم ما فائدة استعمال الدولة التركية الكمالية للحروف اللاتينية، أو

استبدالها لها بالحروف العربية في كتابة لغتها، ولعلها ترى أن تعلم الكتابة

بالحروف اللاتينية أسهل من تعلمها بالحروف العربية، وإننا نكتب لغتنا الملاوية

بالحروف العربية واللاتينية معًا؛ ولكن استعمال اللاتينية الآن في جزائر جاوة

وسومطرة وبورنيو من المستعمرات الهولاندية أكثر من استعمال الحروف العربية

(الملاوية) تبعًا للحكومات الهولاندية والتجار الأجانب؛ ولهذا لا تجد جرائد

ومجلات هذه الجزائر الملاوية مكتوبة بالحروف العربية (الملاوية) إلا قليلاً جدًّا

بالنسبة إلى الجرائد والمجلات التي تُكتب بالحروف اللاتينية.

وأما فوائد استعمال الحروف اللاتينية عندنا، فمنها أن لغتنا الملاوية يعرفها

الملايين ممن ليسوا من أهلها كالأوربيين (لا سيما الهولانديين والإنكليز)

والصينيين وغيرهم، وأنها يُتَخَاطب بها فيما بيننا وبينهم من أمور الحكومات

والتجارات وغيرها، وهم لا يقرءون ولا يكتبون اللغة الملاوية إلا بالحروف

اللاتينية، ومنها أننا إذا أردنا أن نُفهمهم حقيقة الدين الإسلامي، وأن نبين لهم آدابه

ومحاسنه بالكتابة مثلاً، فلا يفيدهم ذلك إلا باستعمال الحروف اللاتينية فيها؛ ولهذا

طبعوا ترجمة تفسير سورة (والعصر) للأستاذ الإمام الشيخ محمد عبده باللغة

الملاوية، وترجمة سورة (الفاتحة) من تفسير المنار بالحروف اللاتينية، وأظن

أن ذلك بأمر الأستاذ الشيخ أحمد سور كتي زعيم الإرشاديين في جاوة، وهل توجد

مثل هذه الفوائد عند الدولة التركية الكمالية باستعمال الحروف اللاتينية في كتابة

لغتها؟

ومع ذلك أقول: إن ضرر استعمال الحروف اللاتينية دون العربية (الملاوية)

ظاهر بيِّن بسوء تأثير الاستعمار الذي أحاط بالبلاد من كل جانب، فإن من تعلموا

في مدارس الدولة الهولاندية قلما يكتبون لغتهم الملاوية بالحروف العربية (الملاوية)

وهم أكثر من يقرؤون ويكتبون، بل يكتبون ويقرؤون باللاتينية، وإن كانوا

يعرفون الملاوية، ولو تركت الحروف العربية الملاوية بالمرة كتابة وقراءة لكان

ضرره أكبر على أهل ملايو؛ فإن جميع الكتب الدينية والآداب المحمدية وغيرها

مطبوعة بالحروف العربية (الملاوية) وأن اللغة العربية يتعذر أن تكتب باللاتينية

إلا قليلاً، فكيف تكتب إذن آيات القرآن والأحاديث النبوية باللاتينية؟ ثم إن ذلك

خسران عظيم على أهل ملايو؛ فإنه يضيع عليهم علم ورثوه من آبائهم الأولين،

وهو علم الكتابة بهذه الحروف العربية (الملاوية) الذي هو من أكبر العلوم، وبه

يخرج الإنسان من الأمية.

هذا وإني أرى أنه ينبغي لنا أهل ملايو أن نعرف ونستعمل الحروف اللاتينية

في ضرورياتنا كما نعرف ونستعمل الحروف العربية الأصلية والملاوية؛ ولكن لا

يحسن، بل لا يجوز لنا أن نترك الحروف العربية (الملاوية) مستبدلين اللاتينية

بها، كما لا يحسن لنا أن نستعمل الملاوية فقط دون اللاتينية؛ فإن ذلك ضروري

لبعض أمورنا الدنيوية التي تكون عونًا لأمورنا الدينية، وخير لنا أن نأخذ عن أهل

أوربا أو غيرهم ما هو نافع لنا في ديننا ودنيانا، وأن نترك ما هو ضار لنا في

ديننا ودنيانا.

سمبس 14 رمضان سنة 1348 الموافق 13 فبراير سنة 1930

...

...

...

... محمد بسيوني عمران

(المنار)

ما كان لكاتب هذه الرسالة، وهو ممن يقرءون المنار منذ سنين

كثيرة أن يظن أن الترك الكماليين قد آثروا الحروف اللاتينية على الحروف العربية

في كتابة لغتهم لأجل سهولة التعليم بها، فقد بيَّنا في المنار أن سبب هذا الإيثار

إبعاد شعبهم عن دين الإسلام، وقطع كل صلة كانت تربطهم به مهما يكن في ذلك

من المضار الأخرى كإضاعة ما تعب فيه علماؤهم وأذكياؤهم في ترقية هذه اللغة،

وتأليف المصنفات الكثيرة بها في جميع العلوم والفنون العصرية في مدة ثمانين سنة،

ودفن الدفاتر والسجلات الكثيرة التي تحفظ تاريخهم السياسي والاجتماعي

والحربي، ومحاولة ما لا يستطيعون من خلق شعب جديد ملحد بما يشبه التكوين

الذاتي الذي لا ثبوت له في أي نوع من أنواع الحيوان أو الحشرات، ليس له من

العلاقة بالماضي إلا لفظ (تورك) والحروف اللاتينية لا تعبر عن لغتهم تعبيرًا

صحيحًا، فهي مضيعة لها لا مسهلة لتعلمها، والأمر على خلاف ذلك في لغة

الملايو، وإننا نجزم مع هذا بأن أهل هذه اللغة إذا عملوا برأي الكاتب في الجمع

بين كتابتها بالحرفين العربي واللاتيني فإنه ينتهي الأمر بإماتة الثاني للأول،

ويضيعون دينهم الذي هو خير لهم في الدنيا والآخرة من لغتهم بأي حرف كُتبت،

وما ذكره من فائدة نشر الدين وغيره مما يريدون إطلاع حكامهم وغيرهم عليه فهو

يحصل بقيام أفراد به في كل مدينة كبيرة، ولا يتوقف على تعليم هذه الحروف

لجميع أولادهم، نعم إذا كان يمكنهم أن يجعلوا تعليم اللغة العربية إجباريًّا ويعمموها

فإن كتابة الملاوية حينئذٍ بالحروف اللاتينية لا تضرهم، فليتدبروا الأمر قبل أن

يغلبوا عليه.

_________

ص: 718