المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌إيمان من لم يؤمن بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم - مجمل أصول أهل السنة - جـ ٢

[ناصر العقل]

فهرس الكتاب

- ‌ القاعدة الثالثة منهج تلقي الدين

- ‌تابع قواعد في أصول التلقي ومنهج الاستدلال

- ‌قاعدة التسليم لأحاديث الرسول والعمل بها

- ‌قاعدة فهم نصوص الكتاب والسنة

- ‌قاعدة الإحداث في الدين

- ‌قاعدة التسليم المطلق للنصوص الشرعية

- ‌قاعدة تعارض العقل مع النقل

- ‌قاعدة الألفاظ الشرعية والألفاظ المجملة والبدعية

- ‌الأسئلة

- ‌ضابط الألفاظ الشرعية

- ‌حلاوة العمل ولذته

- ‌حكم الاستدلال بالقرآن على الاكتشافات العلمية

- ‌مفهوم التعارض بين العقل والنقل

- ‌الفرق بين قول: الدين مصلح وقول: الدين صالح

- ‌إيمان من لم يؤمن بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌بطلان دعوى عصمة الأولياء

- ‌حكم الإشارة عند قراءة آيات وأحاديث الصفات

- ‌حكم القول بأن الله موجود في كل مكان

- ‌الاستدلال بالأدلة العقلية على الأحكام الشرعية

- ‌حكم دس الشبه على العوام عند تفسير القرآن

- ‌قاعدة عصمة الأمة وعصمة الأفراد

- ‌الأسئلة

- ‌حقيقة السلفية

- ‌مفهوم حديث: (فآواه الله)

- ‌دخول الأعمال في مسمى الإيمان

- ‌حكم أخذ أحكام الشرع من المنامات

- ‌الفرق بين البدعة والسنة الحسنة

الفصل: ‌إيمان من لم يؤمن بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم

‌إيمان من لم يؤمن بشهادة النبي صلى الله عليه وسلم

‌السؤال

إذا كان شخص فاسد العقيدة بحيث يؤمن بشهادة أن لا إله إلا الله ولا يؤمن بشهادة أن محمداً رسول الله، فهل عقيدته صحيحة؟ وهل يصلى عليه؟ وهل يصح الاستدلال بقوله صلى الله عليه وسلم:(من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من قلبه دخل الجنة)؟

‌الجواب

هذا السؤال يذكرنا بأصل من الأصول الضرورية وهو أنه لا بد أن نأخذ بمنهج الاستدلال السليم في الاستدلال بالنصوص خاصة في القطعيات، وهذه القضية على درجتين: درجة التفصيل ودرجة الإجمال، فإذا جاء الأمر مجملاً فلا بد أن نفسره بما يفصله، فمثلاً: النبي صلى الله عليه وسلم ذكر أن من أركان الإيمان: الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله، أليس أفضل الرسل وأقربهم رسول هذه الأمة هو محمد صلى الله عليه وسلم؟ إذاً: الذي ادعى أنه يشهد أن لا إله إلا الله ولا يشهد أن محمداً رسول الله إذا ادعى أنه مؤمن لا نقل: إنه مؤمن، لأنه خرج بهذه القاعدة القطعية في حديث جبريل عليه السلام وهو محل إجماع، وأيضاً أركان الإسلام الركن الأول ركن واحد وهو شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمداً رسول الله، صار كله ركن، فلا يستقم هذا بدون ذاك.

أما قول النبي صلى الله عليه وسلم: (من قال: لا إله إلا الله مخلصاً من قبله دخل الجنة)، فهذا معلوم بالضرورة؛ لأنه لا يمكن أن تستقيم لا إله إلا الله على الوجه الشرعي المقبول الصحيح إلا إذا شهد العبد أن محمداً رسول الله، وأن من مقتضيات ولوازم وضرورات لا إله إلا الله: طاعة الله في الاستجابة لأمر رسوله صلى الله عليه وسلم، فهذه متضمنة لهذه، بل حتى أن شهادة محمد رسول الله تستلزم أيضاً أركان الإسلام الأخرى.

فعلى هذا نقول: إن هذا مفسر بذاك، فلا يتوقع، بل لا يمكن أن يقول الإنسان: لا إله إلا الله، أو يقول: أنا مؤمن بالله ويدعي الإسلام إذا لم يشهد أن محمداً رسول الله، وإذا لم يفعل ذلك فإنه لم يدخل في الإسلام ولا يعد مسلماً، وتطبق عليه أحكام غير المسلمين.

ص: 15