المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

فَمن الْعِبَادَات فِي الصَّوْم {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ - محاسن الشريعة ومساويء القوانين الوضعية

[عطية سالم]

فهرس الكتاب

- ‌محَاسِن الشَّرِيعَة:

- ‌أسس الْإِحْسَان:

- ‌التطبيق الْفعْلِيّ لكَمَال الشَّرِيعَة

- ‌مدْخل

- ‌جلب الْمَنَافِع:

- ‌أمادفع المضار

- ‌أما الْأَدْيَان:

- ‌وَأما حفظ الْعقل:

- ‌وَفِي النّسَب:

- ‌وَفِي الْعرض:

- ‌وَالْمَال:

- ‌أما مَكَارِم الْأَخْلَاق:

- ‌وَفِي وقْعَة:

- ‌وَمن الْمُعَامَلَات:

- ‌أما الشُّمُول:

- ‌أما السماحة فِي الشَّرِيعَة:

- ‌وَمن قواعدها:

- ‌وَمن السماحة:

- ‌الْكَمَال فِي الْقَضَاء الإسلامي

- ‌مدْخل

- ‌أما النَّوْع والمرتبة:

- ‌سلم المحاكم:

- ‌ماكان الْوَضع زمن رَسُول الله صلى الله عليه وسلم

- ‌وَفِي الزَّوْجِيَّة:

- ‌تطور الْأَمر:

- ‌الْكَاتِب والضبط:

- ‌الْكَمَال فِي مَنْهَج الْقَضَاء الإسلامي:

- ‌الْمنْهَج القضائي فِي الْقُرْآن وَالسّنة

- ‌مدْخل

- ‌تطبيق ذَلِك عمليا:

- ‌أما الشُّمُول فِي الحكم:

- ‌مساوىء القانون

- ‌مدْخل

- ‌نشأة القانون:

- ‌تواجد القانون فِي الْبِلَاد الإسلامية

- ‌مدْخل

- ‌عوامل تدعيم القانون وبقائه:

- ‌الطعْن على الشَّرِيعَة:

- ‌اعْتِرَاف بِفضل الشَّرِيعَة:

- ‌أما رجم الزَّانِي أَو جلده:

- ‌قَضِيَّة الْعين

- ‌فَكَانَ تعليقنا:

- ‌موقف القانون مِنْهَا:

الفصل: فَمن الْعِبَادَات فِي الصَّوْم {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ

فَمن الْعِبَادَات فِي الصَّوْم {وَعَلَى الَّذِينَ يُطِيقُونَهُ فِدْيَةٌ طَعَامُ مِسْكِينٍ فَمَنْ تَطَوَّعَ خَيْراً فَهُوَ خَيْرٌ لَهُ} فالحد الْأَدْنَى للفدية عَن الْيَوْم طَعَام مِسْكين. ثمَّ نَدبه إِلَى الزِّيَادَة فِي الْخَيْر وَمن تطوع خيرا فَهُوَ خير لَهُ..

ص: 27

‌وَمن الْمُعَامَلَات:

أَولا فِي الدّين الْحَد الْأَدْنَى إنظار الْمُعسر: {وَإِنْ كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ} ثمَّ يندبه إِلَى مَا هُوَ أحسن: {وَأَنْ تَصَدَّقُوا خَيْرٌ لَكُمْ} .. وَفِي تنصيف الصَدَاق الْمُسلم إِذا وَقعت الْفرْقَة قبل الدُّخُول فتنصيفه حد أدنى: {فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ} ..ثمَّ يندبه إِلَى الْأَحْسَن: {إِلا أَنْ يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَنْ تَعْفُوا أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} .. وَهَذَا كثير وَسَيَأْتِي بَيَانه فِي الحكم وَالْقَضَاء. وَلَعَلَّ فِيمَا تقدم من بَيَان جلب الْمَنَافِع وَدفع المضار والحث على مَكَارِم الْأَخْلَاق مَا يَكْفِي لإِثْبَات كَمَال الشَّرِيعَة بِجَانِب مَا قدمنَا من النُّصُوص الصَّرِيحَة فِي ذَلِك..

وَإِن من أكمل الْأَدِلَّة على كمالها لوجودها مُنْذُ تشريعها بكمالها. لم تحتج إِلَى مَا يكملها وَلم يطْرَأ عَلَيْهَا مَا ينقصها، فقد سايرت السنين والقرون وَلم يسْتَطع معاند أَو موَالِي أَن يسْتَدرك على مَا فِيهَا وَمَا تجرأ إِنْسَان على معارضتها إِلَّا مكابر ومعاند وَهُوَ بمعارضته يعلن عَن جَهله وقصور نظره وَهُوَ فِي عمله أصدق مَا يكون عَلَيْهِ قَول الشَّاعِر: _

كناطح صَخْر يَوْمًا ليوهنها

فَلم يَضرهَا وأوهى قرنه الوعل

بل إِن القوانين الوضعية مَا تمت وَلَا تطورت إِلَّا بِمِقْدَار مَا اقْتَرَبت مِنْهَا واقتبست عَنْهَا. كَمَا فِي أصل نشأة القانون الجرماني فقد كَانَ مِنْهُ قانون العوائد أَخذ من عادات الشّعب الإسباني من بقايا الْفِقْه الْمَالِكِي..

ص: 27