الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
9 -
إذا كان يحرص على أن يكلمك ويعطيك رأيه إذا كان يفرح يعانقك كل هذه علامات تدل على أنه يحبك وأنه يعرف أنك تحبه.
الحاجة إلى الطمأنينة:
يأتي بعد ذلك الحاجة إلى الطمأنينة والحاجة إلى الطمأنينة لها ارتباط بموضوع الأمان الذي تكلمنا عن في بداية الكلام.
الطمأنينة حاجة نفسية أساسية لا تستقيم حياة الإنسان بدونها؛ فإذا افتقدها الإنسان ظهرت عليه العلامات السلبية؛ مثل: السرقة، المخاوف، والالتصاق الشديد بأحد الأبوين، وظهرت سلبيته أكبر كلما افتقد المألوف من حيائه ضعفًا وانطواءًا على الذات، وتهربًا من مواجهة الواقع. ويحصل فيها حاجة أسسها القلق الانفصامي لا بد أن ندرك أن الطمأنينة حاجة من الاحتياجات الأساسية للطفل.
أعداء الطمأنينة في حياة الطفل:
لا بد أن نعرف ما هي أعداء الطمأنينة في حياة الطفل فانعدام الطمأنينة له أسباب:
أولاً: وهو أول شيء يهدد الشعور بالأمان والطمأنينة الخلافات والنزاعات بين الأب والأم.
فالجو المشحون بالخصام وكثرة النزاعات والتوتر الدائم يحول بين الطفل وتحقيق الطمأنينة في حياته فأهم أسباب الانحراف لدى الكبار وهو أنه لم يكن يشعر بالطمأنينة في طفولته بسبب الخصام الدائم بين الأم والأب؛ فالطفل حتى يحقق الطمأنينة يعتمد أساسًا على الوئام بين الأب والأم، فكلما أحس أنهما غير مطمأنين افتقد الثقة بنفسه وابتعد عن إشباع حاجات الطمأنينة.
النزاعات الزوجية جزءٌ من طبيعة البشر وليس العيبُ فيها، إنما العيبُ ألا يعرف الزوجان كيف يختلفان اختلافًا صحيحًا يعني يتعاركان مع بعضهما بطريقة صحيحة، وأهم شيء حتى يكون صحيحًا أن الأولاد يشعران بهذه الخلافات بقدر ما استطاعا، فضلاً عن استعمال الأطفال كسلاح في هذا الصراع بين الطرفين، وهذا يدمر الأطفال المقصود أن يتعلم الزوجان فن إدارة الخلاف، وممكن في هذه الحالة في فن
إدارة الخلاف، حتى لو اطلع الأطفال على هذا الخلاف ما دام بأصول فنية وعلمية هذا سوف يفيدهم في التعامل ومواجهة النزاعات.
ويقول بعض علماء النفس: أن الانفصال يكون في بعض الأحيان أسلم للطفل من الحياة بين والدين متنازعين ومتشاجرين، والأم التي دائمًا تطلب الطلاق، والطفل يحس بعدم الاستقرار وعدم الأمان، أو الأب الذي يهدد بالطلاق، وكل المشاكل ما تكثر فهذا يحرم الطفل بالأمان وحق الطمأنينة.
ثانيًا: من أسباب عدم وجود الطمأنينة وقلة الحدود، وعدم وجود ضوابط وقواعد وحدود فيحصل التفاهم بين الوالدين مع أبناءهما، وليس هناك حدود بين الشيء اللائق والغير اللائق في السلوكيات تجد الطفل في عالم لا يعرف الحدود ولا المعايير وفي ضياع ينتج عنه فقدان للأمن والطمأنينة. وكما قلنا من قبل من ضمن احتياجات الطفل أنه محتاج إلى سلطة ضابطة تضبط سلوكه.
الالتزام بالقوانين والقواعد المتفق عليها دينيًا واجتماعيًا وأسريًا يشبع عنده الشعور بالطمأنينة، وأكثر الشباب قلقًا هم الذين ترعرعوا في بيوت لا تعرف الحدود ولا الضوابط والقواعد؛ لأن الحدود والضوابط كيف تعطي الإحساس بالطمأنينة؛ لأنها تعطي أنه هناك اهتمام من الأب بأبنائه لأنه يضع هذه الحدود لحمايتهم ومصلحتهم أيضًا الاستقالة الوالدية، مثلما يفعل الموظف الذي يقدم استقالته من العمل نفس الشيء الأب يستقيل من وظيفته الوالدية مثلما قلنا من قبل غير موجود بالخدمة غير متاح استقالة استقال من العملية التربوية فينشغل عن الأبناء بظروف الحياة؛ فهذا طبعًا يعطي الأبناء الشعور بقلة الأمن والطمأنينة.
والاستقالة تأخذ صورًا مقنعة لأنه لا يقدمه استقالة ليستقيل لكنها تأخذ صورة مقنعة ويوهم نفسه أنه قائم بالواجب، فلما يقوم بعمل عملية التفويض مثلما تخلّى هو عن عملية التربية، يفوض المسئولية أي الخادمة تقوم هي برعاية الأبناء، أو إما يفوض التليفزيون أنه يعلم الأولاد، أو الكمبيوتر لكي يلهيهم باللعب وكذا وكذا، وكذلك الواجبات السريعة موجود حتى دور الأم لكي تقوم بالاعتناء
بالطعام وكذا وكذا ليس متوفر كأن دور الآباء ينحسر في دفع المصاريف، وتوفير الأموال فقط. أما الاحتياجات الأخرى فلا تراعى.
ممكن الاستقالة تكون بطريقة خطيرة أن الأب يتنازل للأبن الأكبر الأب يفوض في التربية الابن الأكبر، فالابن الأكبر يتعامل معاهم أنه يمارس دور الأب وتحدث مشاكل لا تنتهي بالذات بعد وفاة الأب.
ثالثًا: من أسباب انعدام الطمأنينة غياب المشاعر الإنسانية؛ فالطفل يحتاج للشعور بالطمأنينة، والدفء الأسري، وشحنات العاطفة من الأب والأم، وتبادل المشاعر والمشاركة الوجدانية في الفرح والحزن من ضمن الأشياء التي تؤثر في إحساس الطفل بالطمأنينة أو إشباع الطمأنينة، فيحصل برمجة الطفل من الوالدين؛ لأن الشعور الداخلي عن الآباء ينتقل إلى الأبناء سبب الاحتكار المستمر، لما يسمعوا الأولاد من الأب والأم دائمًا أنهما خائفين من المستقبل، خائفين من الفقر خائفين من الميزانية لا تكفي، كثرة الكلام عن هذه الأشياء يحصل أه ينتقل إليهم ويؤثر في شعورهم بالطمأنينة، الكلام الكثير على الفقر، الكلام الكثير على الخوف، الخوف على المستقبل، والخوف على الحياة والكوارث وغيرها والزلازل والفيضانات.
وطبعًا الإعلام يؤدي دور خطير جدًا في زلزلة الشعور بالطمأنينة وبالذات لما الأطفال يروا الحوادث التي حدثت في بعض البلدان وفي غزة وما يحدث بالذات للأطفال فيظلوا دائمًا خائفين، وفي طفل في مرة وهو ساكن قريب من البحر فيقول في مرة لأنه دائمًا لم يكن يعرف ينام بالليل كان يعاني معاناة شديدة جدًا لأنه خائف ليأتي اليهود بمركب ويضربوا صواريخ من البحر وتأتي على السرير الخاص به مثلاً فاللأسف في بعض الأحيان بنعرضهم لمساحة من الإرهاب أو التخويف هو لا يحتملها ولا يستطيع أن يتكيف معها فهذا يؤثر على عدم إشباع الحاجة إلى الطمأنينة.
رابعًا: من الأشياء التي تؤثر على الإحساس بالطمأنينة التغيير المستمر في الأساليب الوالدية والتعامل معها، فهم لا يستطيعون أن يعبروا سلوك الأبناء كيف يكون فليس هناك سياسة تربوية بينهما موحدة وصارمة ومحددة؛ فالولد عبارة عن فأر تجارب كل واحدًا وتعطي الأم نصيحة تذهب لتطبقها معها بغض النظر هل النصيحة علمية أو غير علمية أو خرافة وغير ذلك؛ فيجعلوه فأر تجارب فيتعلم فيه كل ما يجمعه أو يرصده من الأساليب التربوية فأي أسلوب تربوي حتى يؤتى ثماره يحتاج إلى وقت ليس بالقصير وكل فترة الأساليب تتغير هذا يؤدي لإرباك الطفل، والتأثير على شعوره بالطمأنينة.
ونختم الكلام بالوسائل التي تحقق الطمأنينة.
1 -
الرفق والليونة:
أول الوسائل التي تشبع الطمأنينة الرفق والليونة في التعامل مع الأبناء.
2 -
اجتناب الشدة والقسوة وكثرة المحاسبة:
الذي يجلس ليرصد كل تصرف وينتقد كل كلمة ولا يريد أن يتركه في حاله ليس هناك أي حرية فبالتالي هذا أيضًا يفقد من الطفل الشعور بالحرية والطمأنينة لأن كل شيء متوقع رد فعله على الفور وبعض الآباء يظن أن هذه الوسوسة اهتمام وتربية وهذا خطأ فليس كل شيء تنتقده وتضغط عليه فيه.
3 -
البحث المستمر عن وسائل إدخال البهجة والسرور على الطفل:
سواء كانت وسائل معنوية كالمداعبة والملاطفة والابتسام والسلام والضم أو وسائل مادية كالهدايا واللعب وما يشتهونه دون إسراف هذا كله تعبير عن الحب أيضًا.
4 -
الاهتمام المستمر بالطفل وتفقده دائمًا:
عن طريق متابعة أخباره والاهتمام بشئونه ومشاركة أفراحه وأحزانه.