المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المشاكل النفسية الخاصة بالأطفال وكيفية علاجها: - محو الأمية التربوية - جـ ٨

[محمد إسماعيل المقدم]

الفصل: ‌المشاكل النفسية الخاصة بالأطفال وكيفية علاجها:

هناك وسائل كثيرة جدًا قد يلجأ إليها الطفل لينتزع الاعتراف من الوالدين يحاول أن ينتزع الاعتراف به ككيان وإنه إنسان جدير بالاعتبار وبالتالي إذا لم تشبع هذه الحاجة يحصل إنه يسلك مسالك مزعجة فمن أجل هذا لا بد أن نفهم هذه السلوكيات ونعرف الدوافع النفسية من ورائها عايزين نتعامل مع المرض ليس مع العرض ننظر ما هو السبب العميق وراء أصول هذه السلوكيات مثلاً العناد هو وسيلة هو يقول لك نحن هنا أنا بني آدم مستقل لازم تحترموني أو تعتبروني أو تعترفوا بي ككيان فعملية العناد هو وسيلة من وسائل إثبات الذات لأن أنت قصرت في توفير الاحتياج للاعتبار فالعناد طبعًا له نوعان فيه عناد إيجابي وعناد سلبي فتجد الطفل يحصل معارضة دائمًا مع رغبات الوالدين أو معارضة بصورة متخفية إنه مثلاً ظهر إن هو نسي أو لا يسمع الكلام أو يظهر عملية التمرد.

‌المشاكل النفسية الخاصة بالأطفال وكيفية علاجها:

ومن ضمن الأساليب التخريبية إنه يخرب في الأشياء المحيطة به وهدفه إثارة الانتباه إليه يعني لا يوجد من يحس به ولا مهتم به فبالتالي هدفه إنه يصرف الانتباه عن طريق التخريب لأنه يلاحظ أن هذه الحاجات هي التي تجعلهم يهتموا به ويلتفتوا إليه ولا ينشغلوا عنه ممكن لما يلاقي إن الوالدين يغتاظوا جدًا لما يمتنع عن الأكل سيبدأ يقلل الأكل ويترك الطعام لأنه يلاقي إن هذا يثير اهتمامهما ويقلقهم فأيضًا يريد يسرق الاهتمام بأن يفعل الأشياء التي ينتزع بها هذا الاهتمام ممكن الصراخ والبكاء أيضًا لأن الهدف يكون مثل أن يقول لهم اعتبروني كيان موجود فاهتموا بي أو يمكن يتم عن طريق إزعاج الضيوف أو الناس الأجانب في البيت لأنه يرى هذه أعظم حاجة تزعج الأسرة أن يلجأ إلى أساليب مزعجة أمام الضيوف أو في الأماكن العامة أمام الناس أحيانًا حتى يشبع الحاجة إلى الاعتراف والاعتراف به ككيان يبدأ يكذب لكن كذب خيالي فيدعي بأنه حقق أشياء كثيرة ليحصل على هذا الاعتبار أو التقدير ممن حوله.

ص: 14

فهذه السلوكيات ينبغي أن نتعاون معها على ظاهرها لأن ممكن مشاكل نفسية كثير جدًا تكون لأنه يلفت الانتباه إليه تأتأة في الكلام تبول لا إرادي حاجات كثير يعملها لأنه يريد الاهتمام يلاقي أن هذه الأشياء تجعله محط الاهتمام وهم مقصرين أساسًا في الاهتمام به واعتباره فبالتالي يعمل أساليب دفاعية من أجل أن يسرق هذا الاهتمام وهو محور الاهتمام حتى ولو بالأشياء المزعجة للمربين فهذه الأشياء لا ينبغي أن تواجه بالتجاهل ولا بالضرب ولا بالعقاب لأن بهذه الأساليب تستفحل وتتطور أكثر لكن في نفس الوقت الاعتدال مطلوب في كل شيء صحيح مطلوب إن يكون فيه اهتمام ولا بد إشباع الحاجات إلى الاعتبار التقدير والاحترام به ككيان لكن الخطأ أن نبالغ في هذا حتى يصبح الطفل محور الاهتمام داخل الأسرة إذا زدنا في عملية الاعتبار بطريقة مبالغ فيها فهذا يجعله ينشأ على الدلال الزائد وينمي فيه الأنانية وهذا أيضًا يؤثر على الآباء.

أيضًا بعض الآباء من أجل إشباع الرغبة في الاعتبار التي يحتاجها الطفل يطلبون منه أداء أدوار الذين هم أكبر منه سنًا من أجل أن يمدحوه ويحس إنه أنجز حاجة كبيرة جدًا فممكن يكلفوه بأشياء أو وظائف هي وظيفة من هو أكبر منه سنًا أو ألعاب لا تناسب قدرته فطبعًا هذه الأشياء التي تكون فوق طاقته فلا يقدر أن ينجزها لأنها فوق طاقته وبالتالي يصاب بخيبة الأمل والإحباط وقلة الثقة بالنفس فلن يقدر أن ينجز أشياء فلا بد أن تراعى قدراته العقلية لا أن تحفظه كلام فوق قدراته العقلية يبقى مجرد ببغاء أو جهاز تسجيل يتكلم لكن هو كلام كبير جدًا عليه وأنا عاقل وأتكلم أنا بالتفصيل في حاجة ولكن لن ينفع أن أتكلم فيها بصورة جزئية أكيد لما تأتي الفرصة بعد هكذا من أجل أن تفهموني صح لما يجيبوا الطفل ويحفظوه خطبة تُقال في ساعة، هذا تكليف له بما فوق طاقته.

خطأ أن تمدح الطفل الرزين بعض الشيء ويظلوا يمدحوه أمام الذاهب والآتي أنه عاقل وأنه راجل وكذا بمعنى أنه يحاولوا يحملوه فوق طاقته ويمدحوه بأنه عاقل، هو عاقل هل المهم بالنسبة لسنه فبالنسبة لسنه دعه يعش سنه طفولته لا تفرض عليه أسلوب الكبار.

ص: 15

أكثر ناس تدفع الثمن في هذه الحكاية هم أولاد الشيوخ؛ لأنه نتيجة عدم احترام حدود الطفل كطفل يحرم من طفولته.

يقولون: أنت ابن الشيخ فلان وتعمل كذا أنت ابن الشيخ فلان وتلعب فطبعًا عبء شديد جدًا ولا يوجد رحمة عند الإخوة الذين يعملوا هكذا.

مثال: كانت ابنتي كانت عندها خمس سنوات تقريبًا في رمضان كانت تصر تريد أن تأتي تصلي القيام معانا قبل الفجر فكنت أشفق عليها طبعًا الصلاة طويلة إما أني أقصر الصلاة وإما هي تتكلف فوق طاقتها، وفي النهاية بعد إلحاح شديد قلت لها إني موافق تصلي في المسجد بس بشرط لما تتعبي تجلسي فاتفقنا هذا الاتفاق إن أول ما تتعب تجلس في الصلاة فذهبت إلى المسجد وما شاء الله أخوات كبار جدًا الأخوات من بداية الصلاة جلسن من أول الصلاة ولم يستفتحوا حتى بركعتين من بداية الصلاة وهي ظلت قائمة فمرت الصلاة فبدأت تتعب فجلست احترامًا للاتفاق الذي أبرمناه فجلست في الصلاة طفلة صغيرة مجرد ما سلمت من الصلاة ثارت عليها الأخوات تقريبًا كلهن أنت بنت فلان وتجلسين في الصلاة؟

فما أريد أن أقوله: هذا مثال حي أن ما أقصده ما لا تفرحوا بالطفل الذي تكلفه فوق طاقته لازم يأخذ حقه في الطفولة ويعيشها كطفولة لأنك تقول له هذا عاقل هذا عاقل فيريد أن يعيش دور العاقل وهو في قرارة نفسه ليس بعاقل ما زال بداخله طفل ينمو.

فبالتالي سيقمع نفسه في أشياء كثيرة جدًا يفعلها ويرى أنها سيقولون أنها تتعارض مع العقل سيتكلف دورًا ليس متوائمًا أو متناسقًا مع طبيعته كطفل وبالتالي يحرم من حقه في أن يعيش طفولة عادية يلعب ويمرح ويلهو هذه كلها حقوق للطفل أن يعيش فلا تفرح أنك تقعد تكتم نفسه وتقنعه وتقول له أنت عاقل عاقل فيخاف أنه يخالف هذا الأمر ويسلك سلوكه الطفولي الطبيعي فلا يقولون عليه عاقل.

ص: 16