المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب شهادات يعتز يها المسلمون - التعليم في بلاد المسلمين

[عبد الفتاح بن سليمان عشماوي]

الفصل: ‌باب شهادات يعتز يها المسلمون

‌باب شهادات يعتز يها المسلمون

شهادات يعتز بها المسلمون

يظن بعض علماء النفس والتربية. والاجتماع - المحدثين- أن القرآن الكريم لا ينهض بالإنسانية ولا يصلح إلا للترغيب والترهيب والعبادة فقط.

وإلى هؤلاء وأمثالهم أسوق بعض الآراء. لبعض المستشرقين المنصفين. الذين كتبوا عن الحضارة الإسلامية والتشريع الإسلامي. والقرآن الكريم. ونبي الإسلام. صلى الله عليه وسلم ما لم يكتبه أبناء الإسلام. ذلك أنهم أعرضوا فجهلوا. وغيرهم طلب فعلم.

يقول الأستاذ (فينى) : "إن القرآن ليس كتابا دينيا فقط، بل هو كتاب علم وآداب وسياسة واجتماع حتى أنه يرشد الإنسان إلى وظائفه اليومية".

ويقول الأستاذ (ادوار جيبون) :"إن القرآن معترف به من حدود الاوفيانوس الأطلنطيكي إلى نهر الكانج: إنه الدستور الأساسي. ليس لأصول الدين فحسب بل للأحكام الجنائية والمدنية والشرائع التي عليها مدار الحياة البشرية وترتيب شئونهم".

ص: 29

وينفي (ريتشارد وود) ما يقال عن القرآن من أنه حائل دون النهوض بالإنسان والارتقاء بفكره وحياته فيقول: "إن القرآن يتضمن أحكام الدين وفي الوقت نفسه يتضمن الأمور المدنية والشئون السياسية".

ويقول (ريتشارد وود) نفسه:"إن كثيرا من المستشرقين يزعمون أن المسلمين لن يتقدموا ما داموا مقيدين بنصوص القرآن التي لا تتلاءم- بزعمهم- مع المعارف والفنون الحديثة.

وهذا وهم باطل نشأ عن الجهل بمقاصد القرآن. ويكفي برهانا على بطلانه. تاريخ صدر الإسلام وعناية علماء العرب بالعلوم والفنون ودراستهم لكتب الحكماء الأقدمين.

وخير رد على ما يقال من أن القرآن الكريم كان مقصورا على حالات العرب الساذجة. قول الدكتور (بنوة) الفرنسي: "إن نصوص آي الكتاب الموحى به إلى محمد منذ ما يزيد على ثلاثة عشر قرنا تتناسب وأحداث مباديء العلوم العصرية- وكان من جراء هذه الملاحظات أن آمنت نهائيا".

ص: 30

وقول الكنت ادوارد كيوجا: "إن القرآن يتضمن بين دفتيه كل ما تحتاج إليه الإنسانية. في ارتقائها وكمالها المعنوي".

وقول الدكتور رتين: "إن دين محمد قد أكد منذ الساعة الأولى لظهوره. أنه دين عام يصلح لكل جنس وصنف. ولكل عقل وعصر- ولكل درجة من درجات الحضارة".

وبعد فقد أوردنا هذه الشهادات والاعترافات من مؤلفات بعض المستشرقين لنكون أبلغ حجة وأسلم موقف تجاه أباطيل زملائهم ومفترياتهم عن القرآن الكريم. وأنه جاء بتعاليم محدودة تتفق مع حالة العرب الأولى الساذجة. فهل نعود لتعود أيامنا؟ فلن يصلح آخرنا إلا بما صلح به أولنا نرجو هذا. وبالله التوفيق.

وصلى اللهم على سيدنا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين

ص: 31