المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌التاسع والثلاثون من شعب الايمان وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل منها - مختصر شعب الإيمان

[أبو القاسم القزويني]

فهرس الكتاب

- ‌الاول من شعب الايمان الايمان بِاللَّه عز وجل

- ‌الثَّانِي من شعب الايمان

- ‌الثَّالِث من شعب الايمان الايمان بِالْمَلَائِكَةِ

- ‌الرَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْقُرْآنِ وَجَمِيع الْكتب الْمنزلَة قبله

- ‌الْخَامِس من شعب الْإِيمَان الْإِيمَان بِأَن الْقدر خَيره وشره من الله عز وجل

- ‌السَّادِس من شعب الايمان الايمان بِالْيَوْمِ الآخر

- ‌السَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت

- ‌الثَّامِن من شعب الايمان الايمان بحشر النَّاس بَعْدَمَا يبعثون من قُبُورهم الى الْموقف

- ‌التَّاسِع من شعب الايمان الايمان بِأَن دَار الْمُؤمنِينَ ومأواهم الْجنَّة وَدَار الْكَافرين ومأواهم النَّار

- ‌الْعَاشِر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة الله عز وجل

- ‌الْحَادِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الْخَوْف من الله عز وجل

- ‌الثَّانِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الرَّجَاء من الله عز وجل

- ‌الثَّالِث عشر من شعب الايمان الايمان يُوجب التَّوَكُّل على الله عز وجل

- ‌الرَّابِع عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌الْخَامِس عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب تَعْظِيم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وتجبيله وتوقيره

- ‌السَّادِس عشر من شعب الايمان شح الْمَرْء بِدِينِهِ حَتَّى يكون الْقَذْف فِي النَّار احب إِلَيْهِ من الْكفْر

- ‌السَّابِع عشر من شعب الايمان طلب الْعلم

- ‌الثَّامِن عشر من شعب الايمان نشر الْعلم

- ‌التَّاسِع عشر من شعب الايمان تَعْظِيم الْقرَان الْمجِيد بتعلمه وتعليمه وَحفظ حُدُوده واحكامه وَعلم حَلَاله وَحَرَامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى الْبكاء من مواعيد الله عز وجل ووعيده

- ‌الْعشْرُونَ من شعب الايمان الطهارات

- ‌الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصَّلَوَات الْخمس

- ‌الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الزَّكَاة

- ‌الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصّيام

- ‌الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الِاعْتِكَاف

- ‌الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْحَج

- ‌السَّادِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْجِهَاد

- ‌السَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان المرابط فِي سَبِيل الله عز وجل

- ‌الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الثَّبَات لِلْعَدو وَترك الْفِرَار من الزَّحْف

- ‌التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْخمس من الْمغنم الى الامام وعماله على الْغَانِمين

- ‌الثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْعتْق بِوَجْه التَّقَرُّب الى الله عز وجل

- ‌الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْكَفَّارَات الْوَاجِبَات بالجنايات

- ‌الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الايفاء بِالْعُقُودِ

- ‌الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وَمَا يجب من شكرها

- ‌الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان حفظ اللِّسَان عَمَّا لَا يحْتَاج اليه

- ‌الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الامانات وَمَا يجب فِيهَا من ادائها الى اهلها

- ‌السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم قتل النُّفُوس والجنايات عَلَيْهَا

- ‌السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم الْفروج وَمَا يجب فِيهَا من التعفف

- ‌الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان قبض الْيَد عَن الاموال

- ‌التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان وجوب التورع فِي المطاعم والمشارب والاجتناب عَمَّا لَا يحل مِنْهَا

- ‌الاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملابس والزي والاواني وَمَا يكره مِنْهَا

- ‌الْحَادِي والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملاعب والملاهي الْمُخَالفَة للشريعة

- ‌الثَّانِي والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد فِي النَّفَقَة وَتَحْرِيم أكل المَال بِالْبَاطِلِ

- ‌الثَّالِث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد وَنَحْوهمَا

- ‌الرَّابِع والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم اعراض النَّاس وَمَا يجب من ترك الوقيعة فِيهَا

- ‌الْخَامِس والاربعون من شعب الايمان إخلاص الْعَمَل لله عزوجل وَترك الرِّيَاء

- ‌السَّادِس والاربعون من شعب الايمان السرُور بِالْحَسَنَة والاغتمام بِالسَّيِّئَةِ

- ‌السَّابِع والاربعون من شعب الايمان معالجة كل ذَنْب بِالتَّوْبَةِ

- ‌الثَّامِن والاربعون من شعب الايمان القرابين

- ‌التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ من شعب الْإِيمَان طَاعَة الْأَمر

- ‌الْخَمْسُونَ من شعب الايمان التَّمَسُّك بِمَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَة

- ‌الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الحكم بَين النَّاس بِالْعَدْلِ

- ‌الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر

- ‌الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان التعاون على الْبر وَالتَّقوى

- ‌الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الْحيَاء

- ‌الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان بر الْوَالِدين

- ‌السَّادِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان صلَة الارحام

- ‌السَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حسن الْخلق

- ‌الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الاحسان الى المماليك

- ‌التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حق السَّادة على المماليك

- ‌السِّتُّونَ من شعب الايمان حُقُوق الاولاد والاهلين

- ‌الْحَادِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان مقاربة اهل الدّين ومودتهم وافشاء السَّلَام بَينهم والمصافحة لَهُم

- ‌الثَّانِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان رد السَّلَام

- ‌الثَّالِث وَالسِّتُّونَ من شعب الْإِيمَان عِيَادَة الْمَرِيض

- ‌الرَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان الصَّلَاة على من مَاتَ من اهل الْقبْلَة

- ‌الْخَامِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان تشميت الْعَاطِس

- ‌السَّادِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان فِي مباعدة الْكفَّار والمفسدين والغلظة عَلَيْهِم

- ‌السَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الْجَار

- ‌الثَّامِن وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الضَّيْف

- ‌التَّاسِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان السّتْر على اصحاب القروف

- ‌السبعون من شعب الايمان الصَّبْر على المصائب وَعَما تنْزع النَّفس اليه من لذه وشهوة

- ‌الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الزّهْد وَقصر الامل

- ‌الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْغيرَة وَترك المذاء

- ‌الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الاعراض عَن اللَّغْو

- ‌الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْجُود والسخاء

- ‌الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان رحم الصَّغِير وتوقير الْكَبِير

- ‌السَّادِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان اصلاح ذَات الْبَين

- ‌السَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان ان يحب الرجل لاخيه الْمُسلم مَا يحب لنَفسِهِ وَيكرهُ لَهُ مَا يكره لنَفسِهِ

الفصل: ‌التاسع والثلاثون من شعب الايمان وجوب التورع في المطاعم والمشارب والاجتناب عما لا يحل منها

‌التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان وجوب التورع فِي المطاعم والمشارب والاجتناب عَمَّا لَا يحل مِنْهَا

لقَوْله تَعَالَى حرمت عَلَيْكُم الْميتَة وَالدَّم وَلحم الْخِنْزِير وَمَا اهل لغير الله بِهِ والمنخنقة الْآيَة الْمَائِدَة 3

وَقَوله تَعَالَى قل لَا اجد فِيمَا اوحي الي محرما على طاعم يطعمهُ الا ان يكون ميتَة اَوْ دَمًا مسفوحا اَوْ لحم خِنْزِير فَإِنَّهُ رِجْس اَوْ فسقا اهل لغير الله بِهِ الانعام 145

وَقَوله تَعَالَى انما الْخمر وَالْميسر والانصاب والازلام رِجْس من عمل الشَّيْطَان فَاجْتَنبُوهُ الْآيَات الْمَائِدَة 90 92

ص: 76

وَقَوله تَعَالَى يسئلونك عَن الْخمر وَالْميسر قل فيهمَا اثم كَبِير الْآيَة الْبَقَرَة 219 فَأثْبت فِيهَا الاثم

وَقَالَ فِي آيَة اخرى قل انما حرم رَبِّي الْفَوَاحِش مَا ظهر مِنْهَا وَمَا بطن والاثم والبغيي بِغَيْر الْحق الاعراف 33 فَحرم الاثم نصا

وَيُقَال ان الاثم اسْم من أَسمَاء الْخمر وينشده

شربت الاثم حَتَّى ضل عَقْلِي

كَذَاك الاثم يذهب بالعقول

وَلِحَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها فِي الصَّحِيحَيْنِ سُئِلَ رَسُول الله صلى الله عليه وسلم عَن البتع فَقَالَ كل شراب أسكر فَهُوَ حرَام

وَحَدِيث ابْن عمر رضي الله عنهما فِي صَحِيح مُسلم كل مُسكر خمر وكل خمر حرَام

ص: 77

وَحَدِيثه فِي الصَّحِيحَيْنِ من شرب الْخمر فِي الدُّنْيَا ثمَّ لم يتب مِنْهَا حرمهَا فِي الاخرة

وَحَدِيث أبي هُرَيْرَة رضي الله عنه فيهمَا أُتِي رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لَيْلَة اسري بِهِ بإيلياء بقدحين من خمر وَلبن فَنظر اليهما ثمَّ اخذ اللَّبن فَقَالَ لَهُ جِبْرِيل عليه السلام الْحَمد لله الَّذِي هداك للفطرة لَو اخذت الْخمر لغوت امتك

ولحديثه فيهمَا وَلَا يشرب الْخمر الشَّارِب حِين يشْربهَا وَهُوَ مُؤمن الحَدِيث

وَبِه انا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن الْحسن قَالَ جَاءَ رجل بنبيذ الى

ص: 78

احب خلق الله إِلَيْهِ افسده يَعْنِي الْعقل

وَقيل لبَعض الْعَرَب لم لَا تشرب النَّبِيذ فَقَالَ وَالله مَا ارضى عَقْلِي صَحِيحا فَكيف أَدخل اليه مَا يُفْسِدهُ

وَعَن الحكم بن هِشَام انه قَالَ لِابْنِ لَهُ يَا بني إياك والنبيذ فَإِنَّهُ قيء فِي شدقك وسلح على عقبك وحد فِي ظهرك وَتَكون ضحكة للصبيان وأسيرا للديان

وَعَن بعض الْحُكَمَاء أَنه قَالَ لِابْنِهِ يَا بني مَا يَدْعُوك الى النَّبِيذ قَالَ يهضم طَعَامي قَالَ وَالله يَا بني هُوَ لدينك اهضم

وَعَن عبد الله بن إِدْرِيس

كل شراب مُسكر كَثِيره

من تَمْرَة اَوْ عِنَب عصيره

فَإِنَّهُ محرم يسيره

إِنِّي لكم من شَره نذيره

وَعَن ابي بكر بن ابي الدُّنْيَا أَنه انشده ابوه

وَإِذا النَّبِيذ على النَّبِيذ شربته

أزرى بِدينِك مَعَ ذهَاب الدِّرْهَم

وأنشدنا الْحُسَيْن بن عبد الرَّحْمَن

ص: 79

.. أرى كل قوم يحفظون حريمهم

وَلَيْسَ لاصحاب النَّبِيذ حَرِيم

إِذا جئتهم حيوك ألفا ورحبوا

وَإِن غبت عَنْهُم سَاعَة فذميم

أَخَاهُم إِذا مَا دارت الكأس بَينهم

وَكلهمْ رث الْوِصَال سؤوم

فَهَذَا ثنائي لم أقل بِجَهَالَة

وَلَكِن بِحَال الْفَاسِقين عليم

وَفِي صَحِيح مُسلم وَغَيره من حَدِيث ابي هُرَيْرَة رضي الله عنه أَيهَا النَّاس إِن الله طيب لَا يقبل إِلَّا طيبا وَإِن الله تَعَالَى امْر الْمُؤمنِينَ بِمَا امْر بِهِ الْمُرْسلين فَقَالَ يَا ايها الرُّسُل كلوا من الطَّيِّبَات وَاعْمَلُوا صَالحا إنى بِمَا تَعْمَلُونَ عليم الْمُؤْمِنُونَ 51

وَقَالَ يَا أَيهَا الَّذين امنوا كلوا من طَيّبَات مَا رزقناكم واشكروا الله إِن كُنْتُم إِيَّاه تَعْبدُونَ الْبَقَرَة 172 ثمَّ ذكر الرجل يُطِيل السّفر أَشْعَث اغبر يمد يَدَيْهِ الى السَّمَاء يَا رب يَا رب ومطعمة حرَام وملبسه حرَام ومشربه حرَام وغذي بالحرام فَأنى يُسْتَجَاب لَهُ

ص: 80

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث النُّعْمَان بن بشير رضي الله عنه إِن الْحَلَال بَين وَإِن الْحَرَام بَين وَبَين ذَلِك مُشْتَبهَات لَا يعلمهَا كثير من النَّاس فَمن اتَّقى الشُّبُهَات فقد اسْتَبْرَأَ لعرضه وَدينه وَمن وَقع فِي الشُّبُهَات وَقع فِي الْحَرَام كَالرَّاعِي يرْعَى حول الْحمى يُوشك ان يَقع فِيهِ أَلا وَإِن لكل ملك حمى وَحمى الله فِي الارض مَحَارمه

وَفِي الصَّحِيحَيْنِ من حَدِيث ابي هُرَيْرَة إِنِّي لانقلب الى أَهلِي فأجد التمرة سَاقِطَة على فِرَاشِي أَو فِي بَيْتِي فأرفعها لاكلها ثمَّ اخشى أَن تكون من الصدفة فألقيها

ص: 81

وَفِي صَحِيح البُخَارِيّ عَن عَائِشَة رضي الله عنها قَالَت كَانَ لابي بكر غُلَام يخرج لَهُ الْخراج وَكَانَ ابو بكر يَأْكُل من خراجه فجَاء يَوْمًا بِشَيْء فَأكل مِنْهُ ابو بكر فَقَالَ لَهُ الْغُلَام أَتَدْرِي مَا هَذَا فَقَالَ ابو بكر رضي الله عنه وَمَا هُوَ قَالَ كنت تكهنت لإِنْسَان فِي الْجَاهِلِيَّة وَمَا أحسن الكهانة إِلَّا أَنِّي خدعته فلقيني فَأَعْطَانِي بذلك فَهَذَا الَّذِي أكلت مِنْهُ قَالَت فَأدْخل ابو بكر يَده فقاء كل شَيْء فِي بَطْنه

وَعَن زيد بن أسلم أَن عمر بن الْخطاب رضي الله عنه شرب لَبَنًا فأعجبه فَقَالَ للَّذي سقَاهُ من أَيْن لَك هَذَا اللَّبن فَأخْبرهُ انه ورد على مَاء قد سَمَّاهُ فَإِذا نعم من نعم الصَّدَقَة وهم يسقون فحلبوه لي من أَلْبَانهَا فَجَعَلته فِي سقائي وَهُوَ هَذَا فَأدْخل عمر يَده فاستقاءه

وَعَن عَليّ رضي الله عنه فِي طيب مطعمه انه كَانَ يجاء بخبزه فِي جراب من الْمَدِينَة

أَنبأَنَا الْبَيْهَقِيّ بِإِسْنَادِهِ عَن بشر بن الْحَارِث قَالَ قَالَ يُوسُف

ص: 82

ابْن اسباط إِذا تعبد الشَّاب يَقُول إِبْلِيس انْظُرُوا من ايْنَ مطعمه فَإِن كَانَ مطعمه مطعم سوء قَالَ دَعوه لَا تشتغلوا بِهِ دَعوه يجْتَهد وَينصب فقد كفاكم نَفسه

وَعَن حُذَيْفَة المرعشي انه نظر الى النَّاس يتبادرون الى الصَّفّ الاول فَقَالَ يَنْبَغِي ان يتبادروا الى أكل خبز الْحَلَال

وَعَن الفضيل بن عِيَاض قَالَ سُئِلَ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن فضل الصَّفّ الاول فَقَالَ انْظُر كسرتك الَّتِي تاكل من ايْنَ تأكلها وصل فِي الصَّفّ الاخير

وَعنهُ أَيْضا انْظُر درهمك من أَيْن هُوَ وصل فِي الصَّفّ الاخير

وَعَن سري السَّقطِي انه كَانَ لَا يَأْكُل من بقل السوَاد وَلَا من ثمره وَلَا من شَيْء يعلم انه مِنْهُ ويشدد فِي ذَلِك وَكَانَ غَايَة فِي الْوَرع

ص: 83

وَمَعَ ذَلِك قَالَ كنت بطرسوس وَكَانَ معي فِي الدَّار فتيَان يتعبدون وَكَانَ فِي الدَّار تنور يخبزون فِيهِ فانكسر التَّنور مضملت بدله من مَالِي فتورعوا أَن يخبزوا فِيهِ

وَعنهُ قَالَ كَانَ أَبُو يُوسُف الغسولي يلْزم الثغر ويغزو فَكَانَ إِذا غزا مَعَ النَّاس ودخلوا بِلَاد الرّوم أكل اصحابه من ذَبَائِحهم وفواكههم وَهُوَ لَا يَأْكُل فَيُقَال لَهُ يَا أَبَا يُوسُف أتشك انه حَلَال فَيَقُول لَا فَيُقَال لَهُ فَكل من الْحَلَال فَيَقُول إِنَّمَا الزّهْد فِي الْحَلَال

وَعَن السّري قَالَ رجعت من بعض الْمَغَازِي فَرَأَيْت فِي طريقي مَاء صافيا وَحَوله عشب من حشيش قد نبت فَقلت فِي نَفسِي يَا سري إِن كنت يَوْمًا أكلت أكله حَلَال وشربت شربة حَلَال فاليوم فَنزلت عَن دَابَّتي فَأكلت من ذَلِك الْحَشِيش وشربت من ذَلِك المَاء فَهَتَفَ بِي هَاتِف سَمِعت الصَّوْت وَلم أر الشَّخْص يَا سري بن الْمُغلس فالنفقة الَّتِي بلغتك الى هَا هُنَا من أَيْن هِيَ فقصر إِلَيّ نَفسِي

وَرُوِيَ عَن بَعضهم أَنه كَانَ يطْلب الْحَلَال فاستدل عَلَيْهِ فَدلَّ على الْحسن الْبَصْرِيّ بِالْبَصْرَةِ فسافر اليه من بِلَاده الْبَعِيدَة فَقَالَ لَهُ

ص: 84

الْحسن إِنَّنِي رجل واعظ أكل من هَدَايَا النَّاس وضيافاتهم لكنني أدلك على رجل بِبِلَاد سجستان ترَاهُ فِي مزرعته لَهُ بقرة قد جعل لَهَا فِي اُحْدُ طريقيها تبنا وشعيرا وَفِي الاخر مَاء فَإِذا وصلت الى التِّبْن وَالشعِير عرضهما عَلَيْهَا وَإِذا وصلت الى المَاء عرضه عَلَيْهَا فَقَالَ فَتوجه الرجل اليه فَوَجَدَهُ كَذَلِك فَسلم عَلَيْهِ وقص عَلَيْهِ حَاله فَبكى الرجل وَقَالَ قد صدقك الامام ابو سعيد لَكِن زَالَ ذَلِك عني بِسَبَب ان الْبَقَرَة عبرت ذَات يَوْم أَرض جاري وَقد اشتفلت عَنْهَا بعلاتي فَعَادَت الى أرضي وقوائمها ملطخة بطينها وَاخْتَلَطَ ذَلِك بطين أرضي فَصَارَت شُبْهَة عد اليه ليدلك على غَيْرِي وَبكى

وَعَن ابي عبد الله بن الْجلاء قَالَ اعرف من اقام بِمَكَّة ثَلَاثِينَ سنة لم يشرب من مَاء زَمْزَم غلا مَا استقاه بركوته ورشائه وَلم يتَنَاوَل من طَعَام جلب من مصر شَيْئا

وَعَن بشر بن الْحَارِث الحافي بن عبد الرَّحْمَن قَالَ سَمِعت الْمعَافى عمرَان يَقُول كَانَ عشرَة فِيمَن مضى من أهل الْعلم ينظرُونَ الْحَلَال الشَّديد لَا يدْخلُونَ بطونهم إِلَّا مَا يعْرفُونَ أَنه من الْحَلَال وَإِلَّا استفوا التُّرَاب ثمَّ عد بشر إِبْرَاهِيم بن أدهم وَسليمَان الْخَواص وَعلي بن فُضَيْل بن عِيَاض وَأَبا مُعَاوِيَة الاسود ويوسف بن أَسْبَاط

ص: 85

ووهيب بن الْورْد وَحُذَيْفَة شَيخا من أهل حران وَدَاوُد الطَّائِي وعد بشر عشرَة

وَعَن يحيى بن معِين الْمُحدث

المَال يذهب حلَّة وحرامة

يَوْمًا وَتبقى فِي غَد آثامه

لَيْسَ التقي بمتق لإلهه

حَتَّى يطيب شرابه وَطَعَامه

ويطيب مَا تحوي وتكسب كَفه

وَيكون فِي حسن الحَدِيث كَلَامه

نطق النَّبِي لنا بِهِ عَن ربه

فعلى النَّبِي صلَاته وَسَلَامه

وَسُئِلَ سُفْيَان الثَّوْريّ عَن الْوَرع فَأَنْشد

إِنِّي وجدت فَلَا تظنوا غَيره

هَذَا التورع عِنْد هَذَا الدِّرْهَم

ص: 86