المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌السابع والخمسون من شعب الايمان حسن الخلق - مختصر شعب الإيمان

[أبو القاسم القزويني]

فهرس الكتاب

- ‌الاول من شعب الايمان الايمان بِاللَّه عز وجل

- ‌الثَّانِي من شعب الايمان

- ‌الثَّالِث من شعب الايمان الايمان بِالْمَلَائِكَةِ

- ‌الرَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْقُرْآنِ وَجَمِيع الْكتب الْمنزلَة قبله

- ‌الْخَامِس من شعب الْإِيمَان الْإِيمَان بِأَن الْقدر خَيره وشره من الله عز وجل

- ‌السَّادِس من شعب الايمان الايمان بِالْيَوْمِ الآخر

- ‌السَّابِع من شعب الايمان الايمان بِالْبَعْثِ بعد الْمَوْت

- ‌الثَّامِن من شعب الايمان الايمان بحشر النَّاس بَعْدَمَا يبعثون من قُبُورهم الى الْموقف

- ‌التَّاسِع من شعب الايمان الايمان بِأَن دَار الْمُؤمنِينَ ومأواهم الْجنَّة وَدَار الْكَافرين ومأواهم النَّار

- ‌الْعَاشِر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة الله عز وجل

- ‌الْحَادِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الْخَوْف من الله عز وجل

- ‌الثَّانِي عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب الرَّجَاء من الله عز وجل

- ‌الثَّالِث عشر من شعب الايمان الايمان يُوجب التَّوَكُّل على الله عز وجل

- ‌الرَّابِع عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب محبَّة النَّبِي صلى الله عليه وسلم

- ‌الْخَامِس عشر من شعب الايمان الايمان بِوُجُوب تَعْظِيم النَّبِي صلى الله عليه وسلم وتجبيله وتوقيره

- ‌السَّادِس عشر من شعب الايمان شح الْمَرْء بِدِينِهِ حَتَّى يكون الْقَذْف فِي النَّار احب إِلَيْهِ من الْكفْر

- ‌السَّابِع عشر من شعب الايمان طلب الْعلم

- ‌الثَّامِن عشر من شعب الايمان نشر الْعلم

- ‌التَّاسِع عشر من شعب الايمان تَعْظِيم الْقرَان الْمجِيد بتعلمه وتعليمه وَحفظ حُدُوده واحكامه وَعلم حَلَاله وَحَرَامه وتبجيل اهله وحفاظه واستشعارها يهيج الى الْبكاء من مواعيد الله عز وجل ووعيده

- ‌الْعشْرُونَ من شعب الايمان الطهارات

- ‌الْحَادِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصَّلَوَات الْخمس

- ‌الثَّانِي وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الزَّكَاة

- ‌الثَّالِث وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الصّيام

- ‌الرَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الِاعْتِكَاف

- ‌الْخَامِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْحَج

- ‌السَّادِس وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْجِهَاد

- ‌السَّابِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان المرابط فِي سَبِيل الله عز وجل

- ‌الثَّامِن وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الثَّبَات لِلْعَدو وَترك الْفِرَار من الزَّحْف

- ‌التَّاسِع وَالْعشْرُونَ من شعب الايمان الْخمس من الْمغنم الى الامام وعماله على الْغَانِمين

- ‌الثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْعتْق بِوَجْه التَّقَرُّب الى الله عز وجل

- ‌الْحَادِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الْكَفَّارَات الْوَاجِبَات بالجنايات

- ‌الثَّانِي وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الايفاء بِالْعُقُودِ

- ‌الثَّالِث وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تعديد نعم الله عزوجل وَمَا يجب من شكرها

- ‌الرَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان حفظ اللِّسَان عَمَّا لَا يحْتَاج اليه

- ‌الْخَامِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان الامانات وَمَا يجب فِيهَا من ادائها الى اهلها

- ‌السَّادِس وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم قتل النُّفُوس والجنايات عَلَيْهَا

- ‌السَّابِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان تَحْرِيم الْفروج وَمَا يجب فِيهَا من التعفف

- ‌الثَّامِن وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان قبض الْيَد عَن الاموال

- ‌التَّاسِع وَالثَّلَاثُونَ من شعب الايمان وجوب التورع فِي المطاعم والمشارب والاجتناب عَمَّا لَا يحل مِنْهَا

- ‌الاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملابس والزي والاواني وَمَا يكره مِنْهَا

- ‌الْحَادِي والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم الملاعب والملاهي الْمُخَالفَة للشريعة

- ‌الثَّانِي والاربعون من شعب الايمان الاقتصاد فِي النَّفَقَة وَتَحْرِيم أكل المَال بِالْبَاطِلِ

- ‌الثَّالِث والاربعون من شعب الايمان ترك الغل والحسد وَنَحْوهمَا

- ‌الرَّابِع والاربعون من شعب الايمان تَحْرِيم اعراض النَّاس وَمَا يجب من ترك الوقيعة فِيهَا

- ‌الْخَامِس والاربعون من شعب الايمان إخلاص الْعَمَل لله عزوجل وَترك الرِّيَاء

- ‌السَّادِس والاربعون من شعب الايمان السرُور بِالْحَسَنَة والاغتمام بِالسَّيِّئَةِ

- ‌السَّابِع والاربعون من شعب الايمان معالجة كل ذَنْب بِالتَّوْبَةِ

- ‌الثَّامِن والاربعون من شعب الايمان القرابين

- ‌التَّاسِع وَالْأَرْبَعُونَ من شعب الْإِيمَان طَاعَة الْأَمر

- ‌الْخَمْسُونَ من شعب الايمان التَّمَسُّك بِمَا عَلَيْهِ الْجَمَاعَة

- ‌الْحَادِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الحكم بَين النَّاس بِالْعَدْلِ

- ‌الثَّانِي وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الامر بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّهْي عَن الْمُنكر

- ‌الثَّالِث وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان التعاون على الْبر وَالتَّقوى

- ‌الرَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الْحيَاء

- ‌الْخَامِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان بر الْوَالِدين

- ‌السَّادِس وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان صلَة الارحام

- ‌السَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حسن الْخلق

- ‌الثَّامِن وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان الاحسان الى المماليك

- ‌التَّاسِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حق السَّادة على المماليك

- ‌السِّتُّونَ من شعب الايمان حُقُوق الاولاد والاهلين

- ‌الْحَادِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان مقاربة اهل الدّين ومودتهم وافشاء السَّلَام بَينهم والمصافحة لَهُم

- ‌الثَّانِي وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان رد السَّلَام

- ‌الثَّالِث وَالسِّتُّونَ من شعب الْإِيمَان عِيَادَة الْمَرِيض

- ‌الرَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان الصَّلَاة على من مَاتَ من اهل الْقبْلَة

- ‌الْخَامِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان تشميت الْعَاطِس

- ‌السَّادِس وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان فِي مباعدة الْكفَّار والمفسدين والغلظة عَلَيْهِم

- ‌السَّابِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الْجَار

- ‌الثَّامِن وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان اكرام الضَّيْف

- ‌التَّاسِع وَالسِّتُّونَ من شعب الايمان السّتْر على اصحاب القروف

- ‌السبعون من شعب الايمان الصَّبْر على المصائب وَعَما تنْزع النَّفس اليه من لذه وشهوة

- ‌الْحَادِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الزّهْد وَقصر الامل

- ‌الثَّانِي وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْغيرَة وَترك المذاء

- ‌الثَّالِث وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الاعراض عَن اللَّغْو

- ‌الرَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان الْجُود والسخاء

- ‌الْخَامِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان رحم الصَّغِير وتوقير الْكَبِير

- ‌السَّادِس وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان اصلاح ذَات الْبَين

- ‌السَّابِع وَالسَّبْعُونَ من شعب الايمان ان يحب الرجل لاخيه الْمُسلم مَا يحب لنَفسِهِ وَيكرهُ لَهُ مَا يكره لنَفسِهِ

الفصل: ‌السابع والخمسون من شعب الايمان حسن الخلق

فَليصل رَحمَه

وَحَدِيث مُحَمَّد بن جُبَير بن مطعم رضي الله عنه فيهمَا ايضا عَن ابيه لَا يدْخل الْجنَّة قَاطع يَعْنِي قطع رحم قلت وَلَا فرق بَين أَن يكون برا أَو فَاجِرًا

‌السَّابِع وَالْخَمْسُونَ من شعب الايمان حسن الْخلق

وَيدخل فِيهِ كظم الغيظ ولين الْجَانِب والتواضع

ص: 114

لقَوْله تَعَالَى وانك لعلى خلق عَظِيم الْقَلَم 4

وَقَوله تَعَالَى والكاظمين الغيظ وَالْعَافِينَ عَن النَّاس وَالله يحب الْمُحْسِنِينَ آل عمرَان 134

وَلِحَدِيث عبد الله بن عَمْرو رضي الله عنهما فِي الصَّحِيحَيْنِ ان رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لم يكن فَاحِشا وَلَا متفحشا وَقَالَ ان من خياركم احسنكم اخلاقا

وَفِي رِوَايَة ان من احبكم الي احسنكم اخلاقا

وَلِحَدِيث عَائِشَة رضي الله عنها فِي الصَّحِيحَيْنِ ايضا انها قَالَت مَا خير رَسُول الله صلى الله عليه وسلم بَين امرين الا اخذ ايسرهما مَا لم يكن اثما فَإِن كَانَ اثما كَانَ ابعد النَّاس مِنْهُ وَمَا انتقم رَسُول الله صلى الله عليه وسلم لنَفسِهِ الا ان

ص: 115

تنتهك حُرْمَة الله فينتقم لله بهَا

وَبِه انبأنا ابو بكر الْبَيْهَقِيّ قَالَ

وَمعنى حسن الْخلق سَلامَة النَّفس نَحْو الأرفق الأحمد من الْأَفْعَال وَقد يكون ذَلِك فِي ذَات الله تَعَالَى وَقد يكون فِيمَا بَين النَّاس وَهُوَ فِي ذَات الله عز وجل ان يكون العَبْد منشرح الصَّدْر بأوامر الله ونواهيه بِفعل بِفعل مَا فرض عَلَيْهِ طيب النَّفس بِهِ سلسا نَحوه وَيَنْتَهِي عَمَّا حرم عَلَيْهِ رَاضِيا بِهِ غير متضجر مِنْهُ ويرغب فِي نوافل الْخَيْر وَيتْرك كثيرا من الْمُبَاح لوجهه تَعَالَى وتقدس اذا راى ان تَركه اقْربْ الى الْعُبُودِيَّة من فعله مُسْتَبْشِرًا لذَلِك غير ضجر مِنْهُ وَلَا متعسر بِهِ وَهُوَ فِي الْمُعَامَلَات بَين النَّاس ان يكون سَمحا لحقوقه لَا يُطَالب غَيره بهَا ويوفي مَا يجب لغيره عَلَيْهِ مِنْهَا فَإِن مرض وَلم يعد اَوْ قدم من سفر فَلم يزر اَوْ سلم فَلم يرد عَلَيْهِ اَوْ ضاف فَلم يكرم اَوْ شفع فَلم يجب اَوْ احسن فَلم يشْكر اَوْ دخل على قوم فَلم يُمكن اَوْ تكلم فَلم ينصت لَهُ اَوْ اسْتَأْذن على صديق فَلم يُؤذن لَهُ اَوْ خطب فَلم يُزَوّج اَوْ استمهل الدّين فَلم يُمْهل اَوْ استنقص مِنْهُ فَلم ينقص وَمَا اشبه ذَلِك وَلم يغْضب وَلم يُعَاقب وَلم يتنكر من حَاله حَال وَلم

ص: 116

يستشعر فِي نَفسه انه قد جفي واوحش وانه لَا يُقَابل كل ذَلِك اذا وجد السَّبِيل اليه بِمثلِهِ بل يضمر انه لَا يعْتد بِشَيْء من ذَلِك ويقابل كلا مِنْهُ بِمَا هُوَ احسن وافضل واقرب الى الْبر وَالتَّقوى واشبه بِمَا يحمد ويرضى ثمَّ يكون فِي ايفاء مَا يكون عَلَيْهِ كَهُوَ فِي حفظ مَا يكون لَهُ فَإِذا مرض اخوه الْمُسلم عَاده وان جَاءَ فِي شَفَاعَة شفعه وان استمهله فِي قَضَاء دين امهله وان احْتَاجَ مِنْهُ الى معونته اعانه وان استسمحه فِي بيع سمح لَهُ وَلَا ينظر الى ان الَّذِي يعامله كَيفَ كَانَت مُعَامَلَته اياه فِيمَا خلا وَكَيف يُعَامل النَّاس انما يتَّخذ الاحسن اماما لنَفسِهِ فينحو نَحوه وَلَا يُخَالِفهُ

والخلق الْحسن قد يكون غريزة وَقد يكون مكتسبا

وانما يَصح اكتسابه مِمَّن كَانَ فِي غريزته امثل مِنْهُ فَهُوَ يضم باكتسابه اليه مَا يتممه

وَمَعْلُوم فِي الْعَادَات ان ذَا الراي يزْدَاد بمجالسة أولى الاحلام

ص: 117