المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌باب ما جاء في ذم البخل، والكراهة له - مساوئ الأخلاق للخرائطي

[الخرائطي]

فهرس الكتاب

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوءِ الْخُلُقِ مِنَ الْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ لَعْنِ الْمُؤْمِنِ وَتَكْفِيرِهِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ سَبِّ النَّاسِ وَتَنَاوُلِ أَعْرَاضِهِمْ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْبَذَاءِ، وَالْفُحْشِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّلَاعُنِ وَلَعْنِ الْبَهِيمَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي سَبِّ الرَّجُلِ أَبَاهُ، وَلَعْنِهِ مِنَ التَّغْلِيظِ

- ‌بَابٌ فِيمَنْ تَبَرَّأَ مِنْ أَبِيهِ، وَوَلَدِهِ، وَنَسَبِهِ، وَيُدْعَى إِلَى غَيْرِ مَوَالِيهِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ سَبِّ الْأَمْوَاتِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْكَذِبِ، وَقُبْحِ مَا أَتَى بِهِ أَهْلُهُ

- ‌بَابُ الرَّجُلِ يُوَرِّي عَنِ الْكَذِبِ بِمَعَارِيضِ الْكَلَامِ

- ‌بَابُ مَا يُرَخَّصُ فِيهِ مِنَ الْكَذِبِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الْغِيبَةِ مِنَ الْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي كَفَّارَةِ الْغِيبَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي السَّعْيِ بِالنَّمِيمَةِ مِنَ الْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي عُقُوقِ الْوَالِدَيْنِ، وَتَرْكِ طَاعَتِهِمَا مِنَ التَّغْلِيظِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي قَطِيعَةِ الرَّحِمِ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالتَّغْلِيظِ

- ‌بَابُ ذَمِّ النِّفَاقِ وَالتَّعَوُّذِ بِاللَّهِ مِنْهُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ظُهُورِ النِّفَاقِ وَانْتِشَارِهِ

- ‌بَابٌ فِي ذَمِّ الْغَضَبِ وَمَا يُزِيلُهُ عِنْدَ كَوْنِهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي فَضْلِ الْحِلْمِ، وَكَظْمِ الْغَيْظِ، وَذَمِّ الْغَضَبِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْبُخْلِ، وَالْكَرَاهَةِ لَهُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي سُوءِ الْجِوَارِ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالذَّمِّ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ مِنْ نَقْضِ الْعَهْدِ، وَاللُّجُوءِ إِلَى الْغَدْرِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يُدْخِلُ عَلَى أَهْلِهِ الرِّجَالَ مِنَ الْإِثْمِ وَالْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْمُفَاخَرَةِ بِالْجِمَاعِ، وَإِعْلَانِ مَا يَكُونُ مِنَ الرَّجُلِ إِلَى أَهْلِهِ

- ‌بَابُ مَا فِي اللِّوَاطِ مِنَ التَّغْلِيظِ وَأَلِيمِ الْعَذَابِ

- ‌بَابُ النَّهْيِ عَنْ إِتْيَانِ النِّسَاءِ فِي أَدْبَارِهِنَّ، وَالْكَرَاهَةِ لِذَلِكَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الزِّنَا مِنَ التَّغْلِيظِ وَأَلِيمِ الْعَاقِبَةِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلْمُؤْمِنِ مِنَ الرُّجُوعِ فِي هِبَتِهِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ أَنْ يَتَنَاجَى رَجُلَانِ وَمَعَهُمَا ثَالِثٌ حَتَّى يَكُونُوا أَرْبَعَةً

- ‌بَابُ يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ يُفَرِّقُ بَيْنَ اثْنَيْنِ أَوْ يَدْخُلُ بَيْنَهُمَا حَتَّى يَسْتَأْذِنَهُمَا

- ‌بَابُ يُكْرَهُ مِنْ هِجْرَةِ الرَّجُلِ أَخَاهُ الْمُسْلِمَ فَوْقَ ثَلَاثٍ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي الرَّجُلِ يَتَزَوَّجُ امْرَأَةَ أَبِيهِ مِنَ الزُّورِ وَالْعُقُوبَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي التَّخَطِّي إِلَى ذَوَاتِ الْمَحَارِمِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِثْمِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْعُجْبِ، وَالْكِبْرِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِثْمِ، وَالْوِزْرِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ الْإِضْرَارِ بِالنَّاسِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ظُلْمِ النَّاسِ، وَالتَّعَدِّي عَلَيْهِمْ مِنَ الذَّمِّ، وَمَا يُعْقِبَانِ مِنْ سَخَطِ اللَّهِ وَغَضَبِهِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي نُصْرَةِ الْمَظْلُومِ مِنَ الْفَضْلِ، وَمَا جَاءَ فِي الْقُعُودِ عَنْ نُصْرَتِهِ مِنَ الْوِزْرِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يَسْتَرِقُ مِنَ الْأَرْضِ ظُلْمًا مِنَ الْوِزْرِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ أَعَانَ ظَالِمًا عَلَى مَنْعِ حَقٍّ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَأْخُذَ شَيْئًا لِأَخِيهِ كَأَنْ يُلَاعِبَهُ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ الْإِكْثَارُ مِنْ قَوْلِ زَعَمُوا

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَتَكَلَّمَ بِكَلَامٍ يَعْتَذِرُ مِنْهُ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنْ رَدِّ قَبُولِ الْعُذْرِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَصْحَبَ الْأَشْرَارَ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ مِنَ التَّنَابُزِ بِالْأَلْقَابِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَنْ يُعْطِي الْعَطِيَّةَ وَيَمُنُّ بِهَا مِنَ الْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ عُقُوبَاتِ الْمَمْلُوكِينَ، وَالْمُثْلَةِ بِهِمْ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْكَرَاهَةِ وَالْإِثْمِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلْعَبِيدِ مِنَ الْإِبَاقِ، وَمَا فِي ذَلِكَ مِنَ الْإِثْمِ

- ‌بَابُ مَا يُذْكَرُ مِنْ قَذْفِ الْمُحْصَنَاتِ

- ‌بَابُ مَا جَاءُ فِيمَا يُكْرَهُ مِنَ اللَّعِبِ بِالنَّرْدِ، وَالشَّطْرَنْجِ وَغَيْرِهَا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ مِنَ الِاسْتِمَاعِ إِلَى حَدِيثِ قَوْمٍ وَهُمْ لَهُ كَارِهُونَ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْحَسَدِ وَالتَّعَوُّذِ بِاللَّهِ مِنْهُ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُرَخَّصُ مِنَ الْحَسَدِ قَوْلُ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم: «لَا حَسَدَ إِلَّا فِي اثْنَتَيْنِ»

- ‌بَابٌ فِيمَا جَاءَ فِي عِلْمِ النُّجُومِ، وَالْأَنْوَاءِ، وَالتَّكَهُّنِ، وَالتَّطَيَّرِ مِنَ الْكَرَاهَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُسْتَحَبُّ أَنْ يُقَالَ عِنْدَ الطِّيَرَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ مِنْ طَرْحِ الْأَذَى فِي الطَّرِيقِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَطَّلِعَ فِي دَارِ قَوْمٍ بِغَيْرِ إِذْنِهِمْ

- ‌بَابُ ذِكْرِ مَنْ يُرَخِّصُ فِي دُخُولِ الْحَمَّامِ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلنِّسَاءِ مِنْ دُخُولِ الْحَمَّامِ

- ‌بَابٌ فِيمَا يُكْرَهُ لِلْمَرْءِ أَنْ يَمْثُلَ لَهُ الرِّجَالُ قِيَامًا

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ مِنَ السَّفَرِ يَوْمَ الْجُمُعَةِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ مِنَ الْأَجْرَاسِ فِي الْأَسْفَارِ وَالرِّفَاقِ

- ‌بَابُ مَا جَاءَ فِيمَا يُكْرَهُ لِلْمُسَافِرِ إِذَا قَدِمَ مِنْ سَفَرِهِ أَنْ يَطْرُقَ أَهْلَهُ لَيْلًا

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلْمَرْءِ أَنْ يُسَافِرَ وَحْدَهُ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ السَّلَامُ عَلَى الرَّجُلِ وَهُوَ يَبُولُ

- ‌بَابُ مَا يُكْرَهُ لِلرَّجُلِ أَنْ يَقُولَ لِأَخِيهِ الْمُسْلِمِ: وَيْلَكَ

الفصل: ‌باب ما جاء في ذم البخل، والكراهة له

‌بَابُ مَا جَاءَ فِي ذَمِّ الْبُخْلِ، وَالْكَرَاهَةِ لَهُ

ص: 164

341 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ الْخُتُلِّيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ مَسْلَمَةَ الْقَعْنَبِيُّ، وَحَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ زَيْدٍ الْفَرَائِضِيُّ، ثنا أَبُو يَعْقُوبَ الْحُنَيْنِيُّ، قَالَا: ثنا دَاوُدُ بْنُ قَيْسٍ، عَنْ عُبَيْدِ اللَّهِ بْنِ مِقْسَمٍ، عَنْ جَابِرِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ أَهْلَكَ مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، حَمَلَهُمْ عَلَى أَنْ سَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ»

ص: 164

342 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا يَعْقُوبُ بْنُ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الزُّهْرِيُّ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ عَجْلَانَ، عَنْ سَعِيدِ بْنِ أَبِي سَعِيدٍ الْمَقْبُرِيِّ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِيَّاكُمْ وَالشُّحَّ، فَإِنَّهُ دَعَا مَنْ كَانَ قَبْلَكُمْ، فَسَفَكُوا دِمَاءَهُمْ، وَدَعَاهُمْ

⦗ص: 165⦘

فَاسْتَحَلُّوا مَحَارِمَهُمْ، وَدَعَاهُمْ فَقَطَعُوا أَرْحَامَهُمْ»

ص: 164

343 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ رَجَاءٍ الْجَزَرِيُّ، ثنا مَعْقِلُ بْنُ عُبَيْدِ اللَّهِ الْجَزَرِيُّ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ الْمُنْكَدِرِ، قَالَ: كَانَ يُقَالُ: «إِذَا أَرَادَ اللَّهُ بِقَوْمٍ شَرًّا أَمَّرَ عَلَيْهِمْ شِرَارَهُمْ، وَجَعَلَ أَرْزَاقَهُمْ بِأَيْدِي غَلَائِهِمْ»

ص: 165

344 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ صَالِحٍ، ثنا هُشَيْمٌ، عَنْ صَالِحِ بْنِ رُسْتُمَ الْمُزَنِيِّ، قَالَ: حَدَّثَنِي شَيْخٌ، مِنْ بَنِي تَمِيمٍ، قَالَ: خَطَبَنَا عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ رَحْمَةُ اللَّهِ عَلَيْهِ، فَقَالَ:" أَلَا إِنَّهُ سَيَأْتِي عَلَى النَّاسِ زَمَانٌ عَضُوضٌ، يَعَضُّ الْمُؤْمِنُ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ، وَلَمْ يُؤْمَرْ بِذَلِكَ، قَالَ اللَّهُ تبارك وتعالى: {وَلَا تَنْسَوَا الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ} [البقرة: 237] "

ص: 165

345 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ، ثنا عَمْرُو بْنُ خَالِدٍ الْحَرَّانِيُّ، أنبا ابْنُ لَهِيعَةَ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ هُبَيْرَةَ، أَنَّ عَبْدَ اللَّهِ بْنَ عَمْرٍو قَالَ:" أَيُّهُمَا أَشَدُّ: الْبُخْلُ، أَوِ الشُّحُّ؟ "، فَاخْتَلَفُوا، فَقَالَ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ عَمْرٍو:«الشُّحُّ أَشَدُّ مِنَ الْبُخْلِ، الشَّحِيحُ يَشِحُّ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ فَيَحْبِسُهُ، وَيَشِحُّ عَلَى مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ حَتَّى يَأْخُذَهُ، وَإِنَّ الْبَخِيلَ عَلَى مَا فِي يَدَيْهِ»

ص: 165

346 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، قَالَ: حَدَّثَنِي الْحَسَنُ بْنُ حَمَّادٍ الْكُوفِيُّ، ثنا إِسْحَاقُ بْنُ مَنْصُورٍ السَّلُولِيُّ، عَنْ هُرَيْمِ بْنِ سُفْيَانَ الْبَجَلِيِّ، عَنْ بَيَانٍ، عَنِ الشَّعْبِيِّ، قَالَ:" مَا أَدْرِي أَيُّهُمَا أَبْعَدُ غَوْرًا فِي جَهَنَّمَ: الْبُخْلُ أَوِ الْكَذِبُ "

ص: 166

347 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، وَأَبُو قِلَابَةَ عَبْدُ الْمَلِكِ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، قَالَا: ثنا أَبُو نُعَيْمٍ الْفَضْلُ بْنُ دُكَيْنٍ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، ثنا فَرْقَدٌ السَّبَخِيُّ، عَنْ مُرَّةَ بْنِ شَرَاحِيلَ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ، قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ بَخِيلٌ، وَلَا خِبٌّ، وَلَا خَائِنٌ، وَلَا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ» . وَقَالَ أَبُو قِلَابَةَ: «جَبَّارٌ، وَلَا بَخِيلٌ، وَلَا خَائِنٌ، وَلَا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ»

ص: 166

348 -

حَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ الْبَزَّازُ، ثنا يَزِيدُ بْنُ هَارُونَ، أنبا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، عَنْ فَرْقَدٍ السَّبَخِيِّ، عَنْ مُرَّةَ الطَّيِّبِ، عَنْ أَبِي بَكْرٍ الصِّدِّيقِ رضي الله عنه قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 167⦘

«لَا يَدْخُلُ الْجَنَّةَ خِبٌّ، وَلَا بَخِيلٌ، وَلَا مَنَّانٌ، وَلَا سَيِّئُ الْمَلَكَةِ»

ص: 166

349 -

حَدَّثَنَا يَمُوتُ بْنُ الْمُزَرِّعِ، ثنا عِيسَى الطَّهْمَانِيُّ، ثنا أَبُو زَيْدٍ الْأَنْصَارِيُّ، قَالَ:" وَقَفَ أَعْرَابِيٌّ بِأَبِي الْأَسْوَدِ الدُّؤَلِيِّ، وَهُوَ عَلَى دُكَّانٍ لَهُ عَلَى بَابِ دَارِهِ، يَأْكُلَ تَمْرًا، فَقَالَ: أَصْلَحَكَ اللَّهُ، شَيْخٌ زَهْمٌ، غَابِرُ مَاضِينَ، وَوَافِدُ مُحْتَاجِينَ، أَكَلَهُ الدَّهْرُ، وَأَذَلَّهُ الْفَقْرُ، فَاغْرُ سَيْفًا ضَعِيفًا " فَنَاوَلَهُ أَبُو الْأَسْوَدِ تَمْرَةً، فَرَمَى بِهَا الْأَعْرَابِيُّ فِي وَجْهِهِ، ثُمَّ قَالَ لَهُ: جَعَلَهَا اللَّهُ حَظَّكَ مِنْ حَظِّكَ عِنْدَهُ، وَأَلْجَأَكَ إِلَيَّ كَمَا أَلْجَأَنِي إِلَيْكَ، لِيَبْلُوَكَ بِي كَمَا بَلَانِي بِكَ "

ص: 167

350 -

سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى الْمُؤَدِّبَ يَقُولُ: " وَفَدَ عَلَى أَنُوشِرْوَانَ حَكِيمُ الْهِنْدِ، وَفَيْلَسُوفُ الرُّومِ، فَقَالَ لِلْهِنْدِيِّ: تَكَلَّمَ. فَقَالَ: يَا خَيْرَ النَّاسِ، مَنْ أَلْقَى سَخِيًّا، وَعِنْدَ الْغَضَبِ وَقُورًا، وَفِي الْقَوْلِ مُتَأَنِّيًا، وَفِي الرِّفْعَةِ مُتَوَاضِعًا، وَعَلَى كُلِّ ذِي رَحِمٍ مُشْفِقًا. وَقَامَ الرُّومِيُّ، فَقَالَ: مَنْ كَانَ بَخِيلًا وَرِثَ عَدُوُّهُ مَالَهُ، وَمَنْ قَلَّ شُكْرُهُ لَمْ يَنَلِ النَّجَاحَ، وَأَهْلُ الْكَذِبِ مَذْمُومُونَ، وَأَهْلُ النَّمِيمَةِ يَمُوتُونَ فُقَرَاءَ، فَمَنْ لَمْ يَرْحَمْ سُلِّطَ عَلَيْهِ مَنْ لَا يَرْحَمُهُ "

ص: 167

351 -

وَسَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ، أَوْ غَيْرَهُ يَقُولُ:" قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: غَائِصُ الْفَهْمِ عِنْدَ إِمْكَانِهَا، وَكِلِ الْأُمُورَ إِلَى وَلِيِّهَا، وَلَا تَحْمِلْ عَلَى نَفْسِكَ هَمَّ مَا لَمْ يَأْتِكَ، وَلَا تَعِدَنَّ عِدَةً لَيْسَ فِي يَدَيْكَ وَفَاؤُهَا، وَلَا تَبْخَلَنَّ بِالْمَالِ عَلَى نَفْسِكَ، فَكَمْ مِنْ جَامِعٍ لِبَعْلِ حَلِيلَتِهِ " فَقُلْتُ: هَذَا الْكَلَامُ الْأَخِيرُ لِمُحَمَّدِ بْنِ بَشِيرٍ فَقَالَ:

[البحر البسيط]

كَمْ مَانِعٍ نَفْسَهُ لَذَّاتِهَا حَذَرًا

لِلْفَقْرِ لَيْسَ لَهُ مِنْ مَالِهِ ذُخْرُ

إِنْ كَانَ إِمْسَاكُهُ لِلْفَقْرِ يَحْذَرُهُ

فَقَدْ تَعَجَّلَ فَقْرًا قَبْلَ يَفْتَقِرُ

ص: 167

352 -

أَنْشَدَنِي الْعَبَّاسُ بْنُ الْفَضْلِ الرَّبْعِيُّ لِمَحْمُودٍ الْوَرَّاقِ: «

[البحر المتقارب]

تَمَتَّعَ بِمَالِكَ قَبْلَ الْمَمَاتِ

وَإِلَّا فَلَا مَالَ إِنْ أَنْتَ مُتَّا

شَقِيتَ بِهِ ثُمَّ خَلَّفْتَهُ

لِغَيْرِكَ بُعْدًا وَسُحْقًا وَمَقْتَا

فَجَادَ عَلَيْكَ بِزَوْرِ الْبُكَا

وَجُدْتَ لَهُ بِالَّذِي قَدْ جَمَعْتَا

وَأَعْطَيْتَهُ كُلَّ مَا فِي يَدَيْكَ

وَخَلَّاكَ رهْنًا بِمَا قَدْ كَسَبْتَا

»

ص: 168

353 -

سَمِعْتُ أَبَا مُوسَى عِمْرَانَ بْنَ مُوسَى يَقُولُ: قَالَ هِشَامُ بْنُ عَبْدِ الْمَلِكِ، وَقَدْ نَظَرَ إِلَى وَلَدِهِ يَبْكُونَ بِحَضْرَتِهِ:«جَادَ هِشَامٌ عَلَيْكُمْ بِالدُّنْيَا، وَجُدْتُمْ عَلَيْهِ بِالْبُكَاءِ، تَرَكَ لَكُمْ مَا جَمَعَ، وَتَرَكْتُمْ عَلَيْهِ مَا اكْتَسَبَ، مَا أَعْظَمَ مُنْقَلَبَ هِشَامٍ إِنْ لَمْ يَعْفُ اللَّهُ عز وجل»

ص: 168

354 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ الْجُنَيْدِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ سِنَانٍ الْبَاهِلِيُّ، ثنا مُوسَى بْنُ عَلِيِّ بْنِ رَبَاحٍ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مَرْوَانَ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، عَنِ النَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم، قَالَ:«شَرُّ مَا فِي الرَّجُلِ شُحٌّ هَالِعٌ، وَجُبْنٌ خَالِعٌ»

ص: 168

355 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا أَحْمَدُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ يُونُسَ، ثنا أَيُّوبُ بْنُ عُتْبَةَ، قَاضِي الْيَمَامَةِ، عَنِ الْفَضْلِ بْنِ بَكْرٍ الْعَبْدِيِّ، عَنْ قَتَادَةَ، عَنْ أَنَسٍ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:

⦗ص: 169⦘

" ثَلَاثٌ مُهْلِكَاتٌ: شُحٌّ مُطَاعٌ، وَهَوًى مُتَّبَعٌ، وَإِعْجَابُ الْمَرْءِ بِنَفْسِهِ "

ص: 168

356 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا فُضَيْلُ بْنُ عَبْدِ الْوَهَّابِ، ثنا مُحَمَّدُ بْنُ زَيْدٍ، عَنْ جُوَيْبِرٍ، عَنِ الضَّحَّاكِ، فِي قَوْلِهِ تبارك وتعالى:{إِنَّا جَعَلْنَا فِي أَعْنَاقِهِمْ أَغْلَالًا} [يس: 8] قَالَ: «الْبُخْلُ، أَمْسَكَ اللَّهُ تبارك وتعالى أَيْدِيَهُمْ عَنِ النَّفَقَةِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ، فَهُمْ لَا يُبْصِرُونَ الْهُدَى»

ص: 169

357 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا إِسْمَاعِيلُ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ زُرَارَةَ الرَّقِّيُّ، ثنا ضَمْرَةُ بْنُ رَبِيعَةَ، قَالَ: سَمِعَ عَبْدُ الْكَرِيمِ أَبُو أُمَيَّةَ، رَجُلًا يَقُولُ: الشَّحِيحُ أَعْذَرُ مِنَ الظَّالِمِ. فَغَضِبَ، وَقَالَ:«أَقْسَمَ رَبُّكَ تبارك وتعالى أَنْ لَا يُجَاوِرَهُ بَخِيلٌ»

ص: 169

358 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا الْوَلِيدُ بْنُ شُجَاعٍ، ثنا يَحْيَى بْنُ الْيَمَانِ، عَنْ زَمْعَةَ بْنِ صَالِحٍ، عَنْ سَلَمَةَ بْنِ وَهْرَامَ، عَنْ شُعَيْبٍ الْجِبَائِيِّ قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى لَمَّا خَلَقَ الْجَنَّةَ، َشَقَّقَ أَنْهَارَهَا، وَأَهْدَلَ ثِمَارَهَا، وَزَخْرَفَهَا، اتَّكَأَ فِيهَا، وَقَالَ: وَعِزَّتِي، لَا يُجَاوِرُنِي فِيكِ بَخِيلٌ "

ص: 170

359 -

حَدَّثَنَا فَضْلُ بْنُ الْعَبَّاسِ الرَّازِيُّ، ثنا أُمَيَّةُ بْنُ بِسْطَامٍ، ثنا يَزِيدُ بْنُ زُرَيْعٍ، عَنْ رَوْحِ بْنِ الْقَاسِمِ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، ح، وَحَدَّثَنَا أَبُو قِلَابَةَ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ الرَّقَاشِيُّ، ثنا رَوْحٌ، ثنا شُعْبَةُ، عَنِ الْعَلَاءِ بْنِ عَبْدِ الرَّحْمَنِ، عَنْ أَبِيهِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:«إِنَّ النَّذْرَ لَا يَرُدُّ مِنَ الْقَدْرِ شَيْئًا، إِنَّمَا يُسْتَخْرَجُ بِهِ مِنَ الْبَخِيلِ»

ص: 170

360 -

حَدَّثَنَا أَخِي أَحْمَدُ بْنُ جَعْفَرِ بْنِ مُحَمَّدٍ، ثنا الْحَسَنُ بْنُ عَرَفَةَ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مُحَمَّدٍ الْوَرَّاقُ، عَنْ يَحْيَى بْنِ سَعِيدٍ، عَنْ عَبْدِ الرَّحْمَنِ الْأَعْرَجِ، عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: «إِنَّ الْبَخِيلَ بَعِيدٌ مِنَ اللَّهِ عز وجل، بَعِيدٌ مِنَ النَّاسِ، بَعِيدٌ مِنَ الْجَنَّةِ، قَرِيبٌ مِنَ النَّارِ، وَلَجَاهِلٌ سَخِيُّ أَحَبُّ إِلَى اللَّهِ عز وجل مِنْ عَابِدٍ

⦗ص: 171⦘

بَخِيلٍ، وَإِنَّ أَدْوَى الدَّاءِ الْبُخْلُ»

ص: 170

361 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ جَابِرٍ الضَّرِيرُ، ثنا أَبُو حُذَيْفَةَ يَعْنِي مُوسَى بْنَ مَسْعُودٍ، ثنا سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ، عَنْ مَنْصُورٍ، عَنْ رِبْعِيِّ بْنِ حِرَاشٍ، عَنْ أَبِي ذَرٍّ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ:" إِنَّ اللَّهَ تبارك وتعالى يُبْغِضُ ثَلَاثَةً: الشَّيْخَ الزَّانِيَ، وَالْبَخِيلَ الْمَنَّانَ، وَالْمُقِلَّ الْمُخْتَالَ "

ص: 171

362 -

حَدَّثَنَا مُحَمَّدُ بْنُ عُمَرَ الدُّولَابِيُّ، ثنا أَبُو الْيَمَانِ الْحَكَمُ بْنُ نَافِعٍ، أنبا شُعَيْبُ بْنُ أَبِي حَمْزَةَ، ثنا أَبُو الزِّنَادِ عَبْدُ اللَّهِ بْنُ ذَكْوَانَ الْمَدِينِيُّ، أَنَّ عَبْدَ الرَّحْمَنِ بْنَ هُرْمُزٍ، حَدَّثَهُ أَنَّهُ سَمِعَ أَبَا هُرَيْرَةَ، يُحَدِّثُ أَنَّهُ سَمِعَ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَقُولُ: «مَثَلُ الْمُنْفِقِ وَالْبَخِيلِ كَمَثَلِ رَجُلَيْنِ عَلَيْهِمَا جُبَّتَانِ مِنْ حَدِيدٍ، مِنْ لَدُنْ ثَدْيِهِمَا إِلَى تَرَاقِيهِمَا، فَأَمَّا الْمُنْفِقُ فَلَا يُنْفِقُ شَيْئًا إِلَّا سُبِغَتْ، أَوْ رُكِزَتْ عَلَى جِلْدِهِ، حَتَّى تُخْفِيَ بَنَانَهُ، وَتَعْفُوَ أَثَرَهُ، وَأَمَّا الْبَخِيلُ فَلَا

⦗ص: 172⦘

يُرِيدُ أَنْ يُنْفِقَ شَيْئًا إِلَّا لَزِمَتْ كُلُّ حَلْقَةٍ مَكَانَهَا، فَهُوَ يُوَسِّعُهَا وَلَا تَتَّسِعُ»

ص: 171

363 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ، ثنا مُسْلِمُ بْنُ إِبْرَاهِيمَ، ثنا صَدَقَةُ بْنُ مُوسَى، ثنا مَالِكُ بْنُ دِينَارٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ غَالِبٍ، عَنْ أَبِي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم: " خَصْلَتَانِ لَا يَجْتَمِعَانِ فِي مُؤْمِنٍ: سُوءُ الْخُلُقِ وَالْبُخْلُ "

ص: 172

364 -

سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدُ بْنُ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ، يُنْشِدُ لِبَعْضِهِمْ فِي ذَمِّ الْبُخْلِ: «

[البحر الطويل]

أَلَا لَيْتَ شِعْرِي يَا آلَ خَاقَانَ هَلْ لَكُمْ

إِذَا مَا سُئِلْتُمْ نِعْمَةَ اللَّهِ شَاكِرُ

فَأَمَّا وَأَنْتُمْ لَابِسُونَ ثِيَابَهَا

فَمَا لَكُمْ وَالْحَمْدُ لِلَّهِ ذَاكِرُ

»

ص: 172

365 -

سَمِعْتُ أَبَا الْعَبَّاسِ مُحَمَّدَ بْنَ يَزِيدَ الْمُبَرِّدَ، يَقُولُ: قِيلَ لِمَيْمُونِ بْنِ مِهْرَانَ: فُلَانٌ أَعْتَقَ كُلَّ مَمْلُوكٍ لَهُ. فَقَالَ: «يَعْصُونَ اللَّهَ تبارك وتعالى مَرَّتَيْنِ، يَبْخَلُونَ بِهِ وَهُوَ فِي أَيْدِيهِمْ، حَتَّى إِذَا صَارَ لِغَيْرِهِمْ أَسْرَفُوا فِيهِ»

ص: 172

366 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، قَالَ: ثنا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنِ ابْنِ كَعْبِ بْنِ مَالِكٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم قَالَ لِبَنِي سَاعِدَةَ:«مَنْ سَيِّدُكُمْ؟» ، قَالُوا: جَدُّ بْنُ قَيْسٍ. قَالَ: «بِمَ سَوَّدْتُمُوهُ؟» ، قَالُوا: إِنَّهُ أَكْثَرُنَا مَالًا، وَإِنَّا عَلَى ذَلِكَ لَنَزِنُهُ بِالْبُخْلِ. فَقَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم:«وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الْبُخْلِ» ، قَالُوا: فَمَنْ سَيِّدُنَا؟ قَالَ: «بِشْرُ بْنُ الْبَرَاءِ بْنِ مَعْرُورٍ»

ص: 173

367 -

حَدَّثَنَا أَبُو عُبَيْدِ اللَّهِ حَمَّادُ بْنُ الْحَسَنِ بْنِ عَنْبَسَةَ الْوَرَّاقُ، ثنا أَبُو عَامِرٍ الْعَقَدِيُّ، ثنا شُعْبَةُ، عَنْ عَبْدِ الْمَلِكِ بْنِ عُمَيْرٍ، قَالَ: سَمِعْتُ مُصْعَبَ بْنَ سَعْدٍ يَقُولُ: كَانَ سَعْدٌ يُعَلِّمُنَا هَذَا الدُّعَاءَ، وَيَذْكُرُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:«اللَّهُمَّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ مِنَ الْبُخْلِ، وَأَعُوذُ بِكَ مِنَ الْجُبْنِ، وَأَعُوذُ بِكَ أَنْ أُرَدَّ إِلَى أَرْذَلِ الْعُمُرِ»

ص: 173

368 -

حَدَّثَنَا أَبُو زَيْدٍ عُمَرُ بْنُ شَبَّةَ بْنِ عُبَيْدَةَ النُّمَيْرِيُّ، ثنا سَالِمُ بْنُ نُوحٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، وَحَدَّثَنَا سَعْدَانُ بْنُ يَزِيدَ، ثنا عَلِيُّ بْنُ عَاصِمٍ، عَنِ الْجُرَيْرِيِّ، جَمِيعًا قَالَا: عَنْ أَبِي الْأَحْمَسِ، قَالَ: لَقِيتُ أَبَا ذَرٍّ فَقُلْتُ: أَبَا ذَرٍّ مَا حَدِيثٌ بَلَغَنِي أَنَّكَ مُحَدِّثُهُ عَنْ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم؟ قَالَ: مَا

⦗ص: 174⦘

هُوَ؟ فَإِنِّي لَا أَخَالُنِي أَكْذِبُ عَلَى رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم. قُلْتُ: بَلَغَنِي أَنَّكَ تَقُولُ: «ثَلَاثَةٌ يَشْنَؤُهُمُ اللَّهُ تبارك وتعالى» . قَالَ: قُلْتُهُ وَسَمِعْتُهُ. قُلْتُ: فَمَنِ الَّذِينَ يَشْنَأُ؟ قَالَ: «التَّاجِرُ أَوِ الْبَيَّاعُ الْحَلَّافُ، وَالْفَقِيرُ الْمُخْتَالُ، وَالْبَخِيلُ الْمَنَّانُ»

ص: 173

369 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، أنبا عَبْدُ الرَّزَّاقِ، أنبا مَعْمَرٌ، عَنِ الزُّهْرِيِّ، عَنْ عُمَرَ، عَنْ مُحَمَّدِ بْنِ جُبَيْرِ بْنِ مُطْعِمٍ، أَنَّ أَبَاهُ، أَخْبَرَهُ، أَنَّهُ كَانَ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم حِينَ قَفَلَ مِنْ غَزْوَةِ حُنَيْنٍ، فَلَقِيَهُ الْأَعْرَابُ يَسْأَلُونَهُ، فَاضْطَرُّوهُ إِلَى سِدْرَةٍ، فَخَطِفَتْ رِدَاءَهُ، وَهُوَ عَلَى رَاحِلَتِهِ، فَقَالَ:«رُدُّوا عَلَيَّ رِدَائِي، فَلَوْ فَاءَ اللَّهُ عَلَيَّ بِمِثْلِ عَدَدِ هَذِهِ الْعِضَاهِ لَقَسَمْتُهُ بَيْنَكُمْ، ثُمَّ لَا تَجِدُونَنِي بَخِيلًا، وَلَا جَبَانًا، وَلَا كَذَّابًا»

ص: 174

370 -

حَدَّثَنَا عَلِيُّ بْنُ حَرْبٍ، ثنا عَبْدُ الْحَمِيدِ، عَنِ الْأَعْمَشِ، عَنْ مُجَاهِدٍ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ ضَمْرَةَ، عَنْ كَعْبٍ قَالَ: مَا مِنْ صَبَاحٍ إِلَّا وَقَدْ وُكِّلَ بِهِ مَلَكَانِ يُنَادِيَانِ: «اللَّهُمَّ اجْعَلْ لِمُمْسِكٍ تَلَفًا»

ص: 174

371 -

حَدَّثَنَا أَحْمَدُ بْنُ مَنْصُورٍ الرَّمَادِيُّ، ثنا عَبْدُ اللَّهِ بْنُ صَالِحٍ، وَابْنُ بُكَيْرٍ، أَنَّ اللَّيْثَ، حَدَّثَهُمَا، قَالَ: حَدَّثَنِي عَقِيلٌ، عَنِ ابْنِ شِهَابٍ، قَالَ: أَخْبَرَنِي

⦗ص: 175⦘

عَبْدُ اللَّهِ بْنُ خَارِجَةَ بْنِ زَيْدِ بْنِ ثَابِتٍ، أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم دُعِيَ إِلَى رَجُلٍ مِنْ بَنِي سَلَمَةَ تُوُفِّيَ، فَلَمَّا حَضَرَ سَأَلَهُ، فَأَثْنَى عَلَيْهِ خَيْرًا فِي عَفَافِهِ، وَجَوَازِهِ، مِنْ رَجُلٍ مَسِيكٍ، فَقَالَ:«يَا بَنِي سَلَمَةَ، وَأَيُّ دَاءٍ أَدْوَى مِنَ الشُّحِّ صَلُّوا عَلَى صَاحِبِكُمْ»

ص: 174

372 -

حَدَّثَنَا إِبْرَاهِيمُ بْنُ الْجُنَيْدِ، ثنا أَبُو ظُفُرٍ، ثنا جَعْفَرُ بْنُ سُلَيْمَانَ الضُّبَعِيُّ، عَنْ عَبْدِ الصَّمَدِ بْنِ مَعْقِلِ بْنِ مُنَبِّهٍ، عَنْ عَمِّهِ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: " كَانَ عَابِدٌ مِنْ بَنِي إِسْرَائِيلَ يَعْبُدُ اللَّهَ دَهْرًا فِي صَوْمَعَتِهِ، فَعَفَّ وَزَهِدَ، حَتَّى شَكَتْهُ الشَّيَاطِينُ إِلَى إِبْلِيسَ، فَقَالُوا: فُلَانٌ قَدْ أَعْيَانَا، لَا نُصِيبُ مِنْهُ شَيْئًا. قَالَ: فَانْتَدَبَ لَهُ إِبْلِيسُ بِنَفْسِهِ، فَأَتَاهُ فَضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: أَنَا ابْنُ سَبِيلٍ، افْتَحْ لِي حَتَّى آوِيَ اللَّيْلَةَ فِي دَيْرِكَ. قَالَ لَهُ الْعَابِدُ: هَذِهِ قُرًى مِنْكَ غَيْرُ بَعِيدٍ، صِلْ إِلَى بَعْضِهَا فَأْوِ فِيهَا. قَالَ: اتَّقِ اللَّهَ، وَافْتَحْ لِي، فَإِنِّي أَخَافُ اللُّصُوصَ، وَأَخَافُ السِّبَاعَ. قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَفْتَحُ لَكَ. فَسَكَتَ إِبْلِيسُ، ثُمَّ ضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: افْتَحْ لِي. قَالَ: مَنْ هَذَا؟ قَالَ: الْمَسِيحُ. قَالَ: إِنْ تَكُنِ الْمَسِيحَ، فَلَيْسَ لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قَالَ: قَدْ بَلَّغْتَ رِسَالَاتِ رَبِّكَ، فَمَوْعِدُكَ الْآخِرَةُ. فَسَكَتَ إِبْلِيسُ، ثُمَّ ضَرَبَ دَيْرَهُ، فَقَالَ: افْتَحْ. فَقَالَ: مَنْ أَنْتَ؟ قَالَ: أَنَا إِبْلِيسُ. قَالَ: مَا أَنَا بِالَّذِي أَفْتَحُ لَكَ. قَالَ إِبْلِيسُ: لَكَ اللَّهُ وَلَكَ وَلَكَ. وَجَعَلَ يُعَاهِدُهُ لَا أَعْمَلُ لَكَ فِي مَضَرَّةٍ أَبَدًا، افْتَحْ.

⦗ص: 176⦘

قَالَ: فَنَزَلَ، فَفَتَحَ لَهُ الْبَابَ، فَصَعِدَ إِبْلِيسُ فَجَلَسَ بَيْنَ يَدَيْهِ، فَقَالَ: سَلْنِي عَمَّا شِئْتَ أُخْبِرْكَ. قَالَ: مَا لِي إِلَيْكَ حَاجَةٌ. قَالَ: فَقَامَ إِبْلِيسُ فَوَلَّى. قَالَ: فَنَادَاهُ: أَقْبِلْ، قَدْ بَدَا لِي أَنْ أَسْأَلَكَ. قَالَ: أَيُّ شَيْءٍ أَعْوَنُ لَكُمْ فِي هَلَكَةِ بَنِي آدَمَ؟ قَالَ: السُّكْرُ، فَإِنَّهُ إِذَا سَكِرَ ابْنُ آدَمَ لَمْ يَمْتَنِعْ مِنَّا مِنْ شَيْءٍ نُرِيدُهُ، ثُمَّ لَعِبْنَا بِهِ كَمَا يَلْعَبُ الصِّبْيَانُ بِالْكُرَةِ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: وَالْحِدَّةُ، لَوْ أَنَّ ابْنَ آدَمَ بَلَغَ مِنْ عِبَادَتِهِ مَا يُحْيِي الْمَوْتَى بِإِذْنِ اللَّهِ، مَا يَئِسْنَا أَنْ نُصِيبَهُ فِي بَعْضِ غَضَبِهِ. قَالَ: وَمَاذَا؟ قَالَ: الْبُخْلُ. قَالَ: فَنَأْتِي ابْنَ آدَمَ، فَنُقَلِّلُ نِعْمَةَ اللَّهِ عِنْدَهُ، وَنُكَثِّرُ مَا فِي أَيْدِي النَّاسِ عِنْدَهُ، حَتَّى يَبْخَلَ بِحَقِّ اللَّهِ فِي مَالِهِ فَيَهْلِكَ "

ص: 175