المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌بَابُ السِّين - معجم القواعد العربية - جـ ١

[عبد الغني الدقر]

الفصل: ‌ ‌بَابُ السِّين

‌بَابُ السِّين

ص: 343

السّالِمُ مِنَ الأفعالِ:

-1 تعريفه:

هُوَ ما خَلَتْ أصُولُهُ من الهَمْز والتَّضْعِيفِ نحو "فَهِمَ"

-2 حُكْمُهُ:

إذا أُسْنِدَ للضمائر أو الاسمِ الظَّاهر لا يَتَغَيَّرُ السَّالمُ إذا أُسْنِدَ للضمائرِ أو للاسمِ الظَّاهر فتقول في "فَهِمَ" عندَ إسنادِها لضمير المتكلم "فَهِمتُ ""فَهِمْنَا" كما نقول "فَهِمَ عليٌّ".

سَأْ: اسم صَوتٍ للحمار يُورَدُ به ويُزْجَر (=أسماء الأصوات) .

السّبْتُ: هُوَ آخِرُ أيَّام الأُسْبُوعِ، وسُمِّيَ سَبْتاً - والسَّبْتُ القَطْعُ - لانْقِطَاعِ الأيَّامِ عنده، ويُجمَعُ على "أَسْبُت وسُبُوت".

سُبْحَان: مَعْنَى "سُبْحَان اللَّهِ": بَرَاءَةُ اللَّهِ من السُّوءِ، وتَنْزِيهُهُ عَنْ كُلِّ ما لا يَنْبَغِي أَنْ يُوصَفَ به. وهو في مَوْضِعِ المَصْدَر، وليسَ مِنه فِعلٌ، والأَصْل فيه: أُسَبِّحُ اللَّهَ تسبيحاً. وإنَّما لم يُنَوَّنْ لأنَّهُ ممنوعٌ مِنَ الصَّرْفِ، والمانعُ له: كونُهُ اسْماً عَلَماً لِمَعْنى البَراءَةِ والتَّنْزِيه، وفيه زِيادَةُ الألِفِ والنُّونِ، ويَذْهبُ المَنع بالإِضَافَةِ ومثله: سُبْحَانَك والكافُ فيها مُضافٌ إليه، ولا يَجوزُ رفعُه، وكذلكَ كُلُّ ما لَاَزَمتْه الإِضافة.

سَحَر: السَّحَر: قُبيلَ الصُّبْح، فإذا قلت:"حَفِطتُ سَحَرَ" بغير تنوين فهو معرفَةٌ، إذا أردتَ سَحَرَ لَيْلَتِكَ، ممنوعاً من الصرفِ، للعَلمِيَّةِ والعَدْلِ، وعدلُه عن "السَّحَرِ" وإن تُرِد به سَحَر يَومٍ مَا صَرَفْتَهُ كقولِ اللَّهِ تعالى {إلَاّ آلَ لُوطٍ نَجَّيْنَاهُمْ بسَحَرٍ} (الآية "34" من سورة القمر "54") .

وتقول "سِيرَ على فَرَسِكَ سَحَرَ" فلا تَرْفعْه بالنيابة عن الفاعل لأنه ظرف عير متصرف أي لا يكون إلَاّ ظرفاً فإذا صغَّرتَه صَرَفْتَه أي نَوَّنْتَه تقول: "سِيرَ عَليه سُحَيراً" إذا عَنيت المعرفة، أي إذا عَنَيْتَ سُحَرَ ليلتك، أو إذا دَخَلت عليه الألِفُ والَاّم فيُعربُ بالحركات فيقولون:"هذا السَّحَرُ " وبأعْلَى السَّحَرِ" و "أن السَّحَر خيرٌ لكَ مِنَ أوَّلِ اللَّيل".

سُحْقاً: يقولُ تعالى: {فَسُحْقاً لأصْحَابِ السَّعيرِ} (الآية من "11" من سورة الملك"67") . وإعرابُه مَنْصُوبٌ على المَصْدر من سَحُق سُحْقاً: أي باعَدَهُمْ من رحمَتِه مُبَاعَدَةً.

ص: 344

سِرّاً: هي قَولكَ: "زَيْدٌ يَعْمَلُ سِرّاً" فـ "سِرّاً" مَصدَرٌ مَنصوبٌ في مَوْضِعِ الحَالِ.

ص: 345

سَعْدَيْكَ: مَعْنَاهُ: أَسْعَدَكَ اللَّهُ إسْعَاد اً بعدَ إسْعَاد، وقال إبنُ الأثير: أَيْ سَاعَدتْ طَاعَتُكَ مُسَاعَدَةً بعد مُسَاعَدَةٍ، وإسْعَاداً بعد إسْعَادٍ، ولهذَا ثُنِّيَ وهُوَ من المَصَادرغَير المُتَصَرِّفَةِ المَنْصُوبةِ بِفعلٍ لا يَظْهَرُ في الاسْتِعْمال وهي مُلازِمَةٌ للإضافة. (=الإضافة 10/3) .

ص: 346

سَقْياً: مصدرٌ نَائِبٌ عن فِعْله تقولُ: "سَقْياً لك" والأَصلُ: سَقَاكَ اللَّهُ سَقْياً.

سلاماً: معناها: المُبارَأَة والمُتَاركة نحو قولِه تعالى: {وإذا خَاطَبَهُم الجَاهِلُون قَالوا سَلاماً} (الآية "63"من سورة الفرقان "52") . تأويله: المُتَاركة، أي لاخَيرَ ولا شَر بيننا وبينكم وإعْرابُه: مَصْدرٌ مَنْصُوبٌ بفعل مَحذُوف، ويجوزُ رفعُه على تقدير أَمْري سَلامٌ وكذلِكَ كلُّ. ما لا تَلْزَمُه الإضَافَةُ يَصح فيه الوَجْهَان، النَّصبُ والرفع.

ص: 347

سَمْعاً وطاعَةً: مَصْدَرَانِ مَنْصُوبَانِ بتَقْدِيرِ فِعْلٍ أي سَمِعْتُ سَمْعَاً وأَطَعْتُ طَاعَةً. ويجوزُ "سَمْعٌ وطاعَةٌ" على حَذْفِ المُبْتَدأ، أو التَّقدير:

أمْري سَمْعٌ وطاعَةٌ، أو على حذفِ الخَبَرِ، والتقديرُ: عِنْدِي سَمْعٌ وطَاعَةٌ.

ص: 348

سِنُون وبابه: مُلْحَقٌ بجَمْع المذكر السالم. (=جمع المذكر السالم 8)

ص: 349

سَوَاء:

(1)

تكونُ بمعنى مُسْتَوٍ، ويُوصَفُ بها المكانُ بمعنى أَنَّهُ نَصَفٌ بينَ مَكانَيْنِ والأَفْصَحُ فيهِ حِينَئِذٍ أنْ يُقْصَرَ مع الكَسرِ نحو:{مَكَاناً سِوىً} (الآية "58"من سورة طه "20") . وفي (سِوى) قرأ ابن عامر وعاصم وحمزة "سُوى" بضم السين والباقون بكسرها.

وهو أحدُ الصفاتِ التى جاءتْ على" فِعَل " كقولهم: "مَاءٌ رِوىً" و "قوْمٌ عِدىً" وقد تُمَدُ مع الفَتحِ نحو "مَرَرْت برَجُلٍ سَواءٍ والعَدَم".

(2)

وبمَعْنَى الوَسَط فَتُمَدُّ نحو قوله تعالى: {في سَواءِ الجَحِيم} . (الآية "55"من سورة الصافات "37") .

(3)

وبمَعْنى التَّام فَتُمَدُّ أيضاً كقولكَ: "هَذَا دِرْهَمٌ سَواءٌ".

(4)

وبِمَعْنى مَكان أو غَيْرَ على خِلاف في ذلك، فتُمد مع الفتح وتُقصَر مع الضَّم ويجوزُ الوجهان مع الكسر. وتقع هذه صفةً وإستِثنَاءً كما تَقَع غير.

(=سوى) .

هَذَا، ويخبر بـ "سَواء" بمعنى مُستَوٍ عنِ الواحِدِ، فما فوقه نحو:{لَيْسُوا سَواءً} (الآية (113) من سورة آل عمران "3") .

(5)

سَواءٌ للتَسْوية: ويأتي بعدَها هَمْزُة التسوية، ولابد مع همز التسوية من" أمْ " نحو:{سَواءٌ عَلَيْهِمْ أَأَنْذَرْتَهُمْ أمْ لَمْ تُنْذِرْهُمْ} (الآية "113"من سورة البقرة "2") . ويُؤَوَّلُ ما بَعْدَ هذه الهمزةِ بمَصْدرٍ وتقديره هُنا: إنُذارُكَ وعَدَمهُ سَوَاءٌ عليهم، على أنها مبتدأ وسَوَاءٌ خبرٌ مُقَدَمٌ.

ص: 350

سِوَى: مِنَ الظُّرُوفِ الَاّزِمَةِ المَكَانِيَّة ولا تَخْرُجُ عن الظَّرفِيَّةِ إلاّ في الشعر (وهذا مذهب الخليل وسيبويه وجمهور من البصريين) كقول الفَنْد الزِّمَّاني:

ولمْ يَبْقَ سِوَى العُدْوا

نِ دِنَّاهُمْ كَمَا دَانُوا

(الشَاهدُ: وُقوع "سِوَى" فاعلاً، مثلَ غير) .

والشَّائِعُ: (وهو مذهب ابن مالك ومن تبعه) أنَّ "سِوَى" كـ "غَير" مَعْنىً وإعْراباً، فَتخْرُج عن النَّصْب إلى الرَّفْعِ والجَرِّ.

وقيل (وهو قول الروماني والعكبري) : تُسْتَعْمَلُ ظَرْفاً غَالِباً وكـ و "غَيْر" قَلِيلاً - وهَذَا القَوْلُ أَعْدَلُ (كما يقول الصبان) .

الفرْقُ بين "سِوى " و "غير": تُفارقُ "سِوَى"" غَيْر" في ثلاثةِ أمُورٍ:

(أحدُها) إعرابُهُما عَلى رأي جمهور البصريين.

(الثاني) أنَّ المُستَثْنَى ب"غَيْر" قَد يُحذَفُ إذا فُهِم المَعْنى نحو: " ليس غَيْرُ". (بضم الراء وفتحها بالتنوين انظر"ليس غير") .

(الثالث) أن "سِوى" تقعُ صِلَةً للمَوْصُول في فَصيح الكلامِ بخلاف "غَيْر" نحو "جاء الذي سِواك "وهذا دليلُ الجمهور على أَنَّها من الظُروفِ الَاّ زمَة.

ص: 351

سَوْفَ: هي حرْفُ اسْتِقْبَالٍ مثل السين (=السين)، وقيل: أوْسَعَ منها اسْتِقبالاً وتَنْفَرِدُ عن السينِ بدُخولِ اللَاّمِ عَليها نحو: {وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى} (الآية "5" من سورة الضحى"93") . ويجبُ أن تَلْتَصِقَ بفِعْلِها وقَدْ تُفْصَلُ بالفِعلِ المُلْغَىِ. كقوله:

وَمَا أَدْرِي وسَوْفَ إخَالُ أَدْري

أَقَوْمٌ آلُ حِصْنٍ أَمْ نِسَاءُ

وقد يُضْطَّر الشاعرُ، فيَقدِّم الاسمَ، وقَدْ أَوْقَعَ الفِعلَ على شَيْءٍ من سَبَبِه، لم يَكُن حَدُّ إعْرَابِ الاسم، إلَاّ النصْبَ، وذلكَ نحو:"سَوْفَ زَيْداً أضْرِبُهُ" فالهاءُ هنا من سببه، ولو قُلْتَ:"سَوْفَ زَيْداً أَضْرِب" لم يَحسُن، لأنَّ "سَوف" إنما وُضِعَتْ للأفعال.

ص: 352

سيّ: اسمٌ بمنزلةِ "مِثْل" وَزْناً ومعنًى، وتَثْنِيَتُهُ "سِيَّان" وَتَسْتَغْنِي بالتَّثنيةِ عَنِ الإِضافة بل استَغْنَوْا بتثنيته عن تثنية سواء، فلم يقولوا: سَواءَان إلَاّ شَاذَّا كقَولِ الشاعر:

فَيَا رَبِّ إنْ لَمْ تَقْسِمِ الحُبَّ بينَنَا

سَواءَينَ فاجْعَلْنِي على حبِّها جَلْدا

و"سِيّ" جزءٌ من "ولا سِيَّما".

ص: 353

السِين: حَرْفٌ يختصُّ بالمضارع، ويخلِّصُهُ للاسْتِقْبال، وهي حرفُ "تَنْفِيس "ومَعْناه: التَّوْسِيع وأَوْضَح من ذلك قولُ الزَّمْخَشَري بأنها "حَرْفُ استقبال".

ص: 354