الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
الثَّانِي عشر التَّبْعِيض نَحْو {وَقَالُوا كونُوا هودا أَو نَصَارَى} نَقله ابْن الشجري عَن بعض الْكُوفِيّين وَالَّذِي يظْهر لي أَنه إِنَّمَا اراد معنى التَّفْصِيل السَّابِق فَإِن كل وَاحِد مِمَّا قبل أَو التفصيلية وَمَا بعْدهَا بعض لما تقدم عَلَيْهِمَا من الْمُجْمل وَلم يرد أَنَّهَا ذكرت لتفيد مُجَرّد معنى التَّبْعِيض
تَنْبِيه
التَّحْقِيق أَن أَو مَوْضُوعَة لأحد الشَّيْئَيْنِ أَو الْأَشْيَاء وَهُوَ الَّذِي يَقُوله المتقدمون وَقد تخرج إِلَى معنى بل وَإِلَى معنى الْوَاو وَأما بَقِيَّة الْمعَانِي فمستفاده من غَيرهَا وَمن الْعجب أَنهم ذكرُوا أَن من مَعَاني صِيغَة افْعَل التَّخْيِير وَالْإِبَاحَة ومثلوه بِنَحْوِ خُذ من مَالِي درهما أَو دِينَارا أَو جَالس الْحسن أَو ابْن سِيرِين ثمَّ ذكرُوا أَن أوتفيدهما ومثلوا بالمثالين الْمَذْكُورين لذَلِك وَمن الْبَين الْفساد هَذَا الْمَعْنى الْعَاشِر وأو فِيهِ إِنَّمَا هِيَ للشَّكّ على زعمهم وَإِنَّمَا اسْتُفِيدَ معنى التَّقْرِيب من إِثْبَات اشْتِبَاه السَّلَام بالتوديع إِذْ حُصُول ذَلِك مَعَ تبَاعد مَا بَين الْوَقْتَيْنِ مُمْتَنع أَو مستبعد
وَيَنْبَغِي لمن قَالَ إِنَّهَا تَأتي للشرطية أَن يَقُول وللعطف لِأَنَّهُ قدر مَكَانهَا وَإِن وَالْحق أَن الْفِعْل الَّذِي قبلهَا دَال على معنى حرف الشَّرْط كَمَا قدره هَذَا الْقَائِل وَأَن أَو على بَابهَا وَلكنهَا لما عطفت على مَا فِيهِ معنى الشَّرْط دخل الْمَعْطُوف فِي معنى الشَّرْط
أَلا بِفَتْح الْهمزَة وَالتَّخْفِيف
على خَمْسَة أوجه
أَحدهَا أَن تكون للتّنْبِيه فتدل على تحقق مَا بعْدهَا وَتدْخل على الجملتين
نَحْو {أَلا إِنَّهُم هم السُّفَهَاء} {أَلا يَوْم يَأْتِيهم لَيْسَ مصروفا عَنْهُم} وَيَقُول المعربون فِيهَا حرف استفتاح فيبينون مَكَانهَا ويهملون مَعْنَاهَا وإفادتها التَّحْقِيق من جِهَة تركيبها من الْهمزَة وَلَا وهمزة الِاسْتِفْهَام إِذا دخلت على النَّفْي أفادت التَّحْقِيق نَحْو {أَلَيْسَ ذَلِك بِقَادِر على أَن يحيي الْمَوْتَى} قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ ولكونها بِهَذَا المنصب من التَّحْقِيق لَا تكَاد تقع الْجُمْلَة بعْدهَا إِلَّا مصدرة بِنَحْوِ مَا يتلَقَّى بِهِ الْقسم نَحْو {أَلا إِن أَوْلِيَاء الله} وَأُخْتهَا أما من مُقَدمَات الْيَمين وطلائعه كَقَوْلِه
105 -
(أما وَالَّذِي لَا يعلم الْغَيْب غَيره
…
ويحيي الْعِظَام الْبيض وَهِي رَمِيم)
وَقَوله
106 -
(أما وَالَّذِي أبكى وأضحك وَالَّذِي
…
أمات وَأَحْيَا وَالَّذِي أمره الْأَمر)
وَالثَّانِي التوبيخ وَالْإِنْكَار كَقَوْلِه
107 -
(أَلا طعان أَلا فرسَان عَادِية
…
إِلَّا تجشؤكم حول التنانير)
وَقَوله
108 -
(أَلا ارعواء لمن ولت شبيبته
…
وآذنت بمشيب بعده هرم)
وَالثَّالِث التَّمَنِّي كَقَوْلِه
109 -
(أَلا عمر ولى مستطاع رُجُوعه
…
فيرأب مَا أثأت يَد الغفلات)
وَلِهَذَا نصب يرأب لِأَنَّهُ جَوَاب تمن مقرون بِالْفَاءِ
وَالرَّابِع الِاسْتِفْهَام عَن النَّفْي كَقَوْلِه
110 -
(أَلا اصطبار لسلمى أم لَهَا جلد
…
إِذا أُلَاقِي الَّذِي لاقاه أمثالي)
وَفِي هَذَا الْبَيْت رد على من أنكر وجود هَذَا الْقسم وَهُوَ الشلوبين
وَهَذِه الْأَقْسَام الثَّلَاثَة مُخْتَصَّة بِالدُّخُولِ على الْجُمْلَة الاسمية وتعمل عمل لَا التبرئة وَلَكِن تخْتَص الَّتِي لِلتَّمَنِّي بِأَنَّهَا لَا خبر لَهَا لفظا وَلَا تَقْديرا وبأنها لَا يجوز مُرَاعَاة محلهَا مَعَ اسْمهَا وَأَنَّهَا لَا يجوز إلغاؤها وَلَو تَكَرَّرت أما الأول فَلِأَنَّهَا بِمَعْنى أَتَمَنَّى وأتمنى لَا خبر لَهُ وَأما الْآخرَانِ فَلِأَنَّهَا بِمَنْزِلَة لَيْت وَهَذَا كُله قَول سِيبَوَيْهٍ وَمن وَافقه وعَلى هَذَا فَيكون قَوْله فِي الْبَيْت مستطاع رُجُوعه مُبْتَدأ وخبرا على التَّقْدِيم وَالتَّأْخِير وَالْجُمْلَة صفة ثَانِيَة على اللَّفْظ وَلَا يكون مستطاع خَبرا أَو نعتا على الْمحل ورجوعه مَرْفُوع بِهِ عَلَيْهِمَا لما بَينا
وَالْخَامِس الْعرض والتحضيض ومعناهما طلب الشَّيْء لَكِن الْعرض طلب بلين والتحضيض طلب بحث وتختص أَلا هَذِه بالفعلية نَحْو {أَلا تحبون أَن يغْفر الله لكم} {أَلا تقاتلون قوما نكثوا أَيْمَانهم} وَمِنْه عِنْد الْخَلِيل قَوْله
11 -
(أَلا رجلا جزاه الله خيرا
…
يدل على محصلة تبيت)
وَالتَّقْدِير عِنْده أَلا تروني رجلا هَذِه صفته فَحذف الْفِعْل مدلولا عَلَيْهِ بِالْمَعْنَى