المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية - مقالات موقع الدرر السنية - جـ ٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌حكم الضرب بالدف والطبل وسماعهما

- ‌الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية

- ‌ضوابط في زينة المرأة

- ‌مسألة الأخذ من اللحية وتقصيرها

- ‌القراءة الحَدَاثِيَّة للسنة النبوية "عرضٌ ونقد

- ‌وهم المثاقفة

- ‌مشروع التجديد الثقافي .. لماذا

- ‌الصناعة المالية الإسلامية والربح الأخلاقي

- ‌ظاهرة الأغنية الدينية

- ‌أوهام القاعدين عن دعوة المسلمين

- ‌مناقشات حول عمل المرأة والتوسّع فيه

- ‌الأزمة الإقتصادية العالمية…أسباب وحلول

- ‌استخدام التاريخ الميلادي

- ‌الأسماء المركبة: أنواعها وإعرابها .. دراسة نحوية

- ‌هل تعود السينما من جديد

- ‌مفهوم الشرعية الدولية وموقف الإسلام منه

- ‌القراءة التي تصنع التخلف

- ‌الو حدة الإسلامية ضرورة دينية ودنيوية

- ‌علماء الأمة الإسلامية والدور المنتظر منهم

- ‌الوحدة بين الأسس الدينية والمنطلقات السياسية

- ‌واقع الأمة…بشائر ومخاطر

- ‌نقاش علمي مع الشيخ ابن منيع في مسألة الأهلة

- ‌قاعدة في الأعياد

- ‌ما كان لله بقى .. الإخلاص في التأليف

- ‌وجهة نظر مختلفة حول موقف (أردوغان)

- ‌الانتصار لمنهج أهل السنة والجماعة

- ‌جريمة حصار غزة في الفقه الإسلامي

- ‌التغيرات والتداخلات في الاتجاه السلفي

- ‌اتباع الهوى

- ‌المفاهيم العقدية في أحداث غزة

- ‌مذبحة غزة وحوار الأديان

- ‌دماء غزة تغذي شريان الأمة

- ‌يا أصحاب الحجة والبيان…لا تخطئوا العنوان

- ‌أحكام شهر الله المحرم

- ‌قنوت النوازل

- ‌من يحمي حقوق العلماء

- ‌نقض دعاوى من استدل بيُسر الشريعة على التيسير في الفتاوى

- ‌الليبراليون السعوديون: الأقلية الناطقة

- ‌من أسباب الانحراف الفكري قلة الفقه في دين الله

- ‌كيف تكون قارئاً عظيما للكتب

- ‌بحث في حكم إسبال الثياب

- ‌التهنئة بالعام الهجري الجديد

- ‌الاشتغال بالتوافه

- ‌المثقفون العرب .. المزورون العرب

- ‌الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه)

- ‌الأعياد المحدثة

- ‌مناهج الإسلاميين في مقاومة التغريب

- ‌سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو

- ‌مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت

- ‌طلابُ العلمِ والدعاةُ في رمضان

- ‌مآلات الخطاب المدني

- ‌(ملخص) مآلات الخطاب المدني

- ‌اللبراليون الجدد .. عمالة تحت الطلب

- ‌موقف العلامة محمد بن عثيمين من التصوير

- ‌خرافة السر (قراءة تحليلية لكتاب "السر" و"قانون الجذب

- ‌رُؤْيَةٌ شَرْعِيَّةٌ في الجِدَالِ والحِوارِ مع أهْلِ الكِتَاب ِ

- ‌التدين الجديد وأثره في تمرير ثقافة التغريب في مجتمعاتنا

- ‌خدعة التحليل السياسي

- ‌معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث

- ‌مسألة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌الداعية القدوة والسفر للسياحة

- ‌جريمة بناء الكنائس في الجزيرة العربية

- ‌من مقالات المشرف

- ‌لا لاعتذار البابا

- ‌الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا القليل وإذا أدبرت عرفها الجميع

- ‌سنة الله فيمن لا يقدر المسلمون على الانتقام منه كمن سب الرسول أو آذاه

- ‌فتاوى واستشارات

- ‌حكم الدعاء بقولهم: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)

- ‌ما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة

- ‌حكم أداء فريضة الحج مع الخشية من الإصابة بأنفلونزا الخنازير

- ‌حكم رقص النساء في الأفراح وغيرها من المناسبات

- ‌حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الاستشهاد بهذين البيتين

- ‌حكم شراء وإهداء ما يسمى البطاقة العائلية للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل ينتهي القنوت بانتهاء النازلة

- ‌حكم الجهاد في فلسطين

- ‌حكم تقصير المرأة شعرها

- ‌حكم لبس شماغ البنات

- ‌حكم تشقير الحواجب

- ‌هل الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة

- ‌حكمُ السَّعْيِ في المسْعى الجديد

- ‌من هم أهل الحديث

- ‌كتاب الشهر [تعريف وتقييم]

- ‌كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة

- ‌إحياء علوم الدين

- ‌مشاهد من المقاصد

- ‌كتاب "الدين والسياسة تمييز لا فصل

- ‌أدلة إثبات أن جدة ميقات

- ‌كتاب فقه العصر

- ‌الأهلة نظرة شمولية ودراسات فلكية

- ‌كتاب المتشددون منهجهم ومناقشة أهم قضاياهم

- ‌الأماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة - عرض وتحليل

- ‌تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية

- ‌كتاب: المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية دراسة حديثية نقدية

- ‌في الطريق إلى الألفة الإسلامية

- ‌تحرير المرأة في عصر الرسالة

- ‌مفهوم البدعة وأثره في اضطراب الفتوى المعاصرة

- ‌كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك

- ‌كتاب: افعل ولا حرج

- ‌القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام

- ‌كتاب (أهل السنة الأشاعرة: شهادة علماء الأمة وأدلتهم)

- ‌كتاب الأسبوع [تعريف وتقييم]

- ‌خزانة الكتب لعامي 1431هـ - 1432ه

- ‌العقيدة الواسطية

- ‌معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث

- ‌صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة

- ‌الفكر الليبرالي تحت المجهر الشرعي

- ‌التربية الجماعية في الإسلام

- ‌فقه الفتن - دراسة في ضوء نصوص الوحي والمعطيات التأريخية لسلف الأمة

- ‌الإسلام الذي يريده الغرب - قراءة في وثيقة أمريكية

- ‌الأحكام الشرعية للنوازل السياسية

- ‌نوازل العقار- دراسة فقهية تأصيلية لأهم قضايا العقار المعاصرة

- ‌التمايز العادل بين الرجل والمرأة في الإسلام

- ‌جلاء الظلمة في التحذير من سيادة الشعب والأمة

- ‌نظرية السيادة وأثرها على شرعية الأنظمة الوضعية

- ‌موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء

- ‌ مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة

- ‌ اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية الفقهية

- ‌أحكام الطواف بالبيت الحرام

- ‌مشكل لباس الإحرام

- ‌المبالغة في التيسير الفقهي

- ‌المرأة والحقوق السياسية في الإسلام

- ‌ولاية المرأة في الفقه الإسلامي

- ‌الحقيقة المفقودة

- ‌كفاية النبيه شرح التنبيه في فقه الإمام الشافعي

- ‌شبهات المبتدعة في توحيد العبادة

- ‌التشيع في البحرين - تاريخه - اهدافه

- ‌المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام

- ‌التحفة في أحكام العمرة والمسجد الحرام

- ‌من فقه رمضان والصيام - آداب وأحكام

- ‌مسائل صلاة الليل

- ‌تعظيم قدر الصلاة

- ‌تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير

- ‌شرح العقيدة الطحاوية

- ‌سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم

- ‌إتحاف القاري بالرد على مبيح الموسيقى والأغاني - رد علمي مؤصل على الجديع

- ‌الاستثمار وضوابطه في الفقه الإسلامي

- ‌قراءة في الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م

- ‌نقد التسامح الليبرالي

- ‌الاستثمار وضوابطه في الفقه الإسلامي

- ‌التجارة الإلكترونية وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌اعتبار مآلات الأفعال وأثرها الفقهي

- ‌ملاحم آخر الزمان عند المسلمين وأهل الكتاب وآثارها الفكرية

- ‌كل بدعة ضلالة - قراءة ناقدة وهادئة لكتاب مفهوم البدعة وأثره في اضطراب الفتاوى المعاصرة

- ‌حركة التشيع في الخليج العربي - دراسة تحليلية نقدية

- ‌آفاق الاستثمار في الجهات الخيرية

- ‌البحرين بركان على جزيرة

- ‌تحرير المرأة عند العصرانيين - كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) أنموذجاً

- ‌خزانة الكتب لعامي 1430 - 1431ه

- ‌ظاهرة التأويل الحديثة في الفكر العربي المعاصر

- ‌تدوين علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة

- ‌التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي

- ‌المراكز الإسلامية في أمريكا الشمالية نشأتها - أنشطتها والأحكام الفقهية المتعلقة بها

- ‌ابن عربي عقيدته وموقف علماء المسلمين منه

- ‌أحكام الكتب في الفقه الإسلامي

- ‌دراسة وتحقيق قاعدة الأصل في العبادات المنع

- ‌أحكام الدف في الفقه الإسلامي - دراسة فقهية مقارنة

- ‌الضوابط الشرعية لوقف العمل بنصوص القرآن والسنة

- ‌السرقة الإلكترونية

- ‌نظرية الوسائل في الشريعة الإسلامية

- ‌مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية

- ‌قراءة في خطاب النهضة إشكالات وتساؤلات

- ‌الجامع لأحكام الحج والعمرة

- ‌الموسوعة الميسرة لقاصد مكة المكرمة

- ‌النوازل في الحج

- ‌تفسير القرآن العظيم

- ‌حركة التغريب في السعودية .. تغريب المرأة أنموذجًا

- ‌الفتيا المعاصرة دراسة تأصيلية تطبيقية في ضوء السياسة الشرعية

- ‌حكم تقنين الشريعة الإسلامية

- ‌منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة (إلى نهاية القرن الثالث الهجري)

- ‌آراء أبي الحسن السبكي الاعتقادية - عرض ونقد في ضوء عقيدة السلف الصالح

- ‌بدعة إعادة فهم النص

- ‌الانتخابات وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌منهج الشيخ ابن باز في الفقه والفتوى

- ‌الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية

- ‌مكانة الكتب وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد

- ‌المصالحات والعهود في السياسة الشرعية

- ‌ولاية الفقيه وتطورها

- ‌شرح مختصر الطحاوي

- ‌الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف

- ‌الدرر البازية في الرد على الانحرافات العقدية والشرعية

- ‌نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

- ‌قوادح الاستدلال بالإجماع

- ‌الصهيونية النصرانية دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية

- ‌مناهج الفكر العربي المعاصر في دراسة قضايا العقيدة والتراث

- ‌الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها

- ‌تكوين المفكر - خطوات عملية

- ‌أثر التحول المصرفي في العقود الربوية

- ‌إضاءات في طريق العلم

- ‌خزانة الكتب

- ‌الإيجاز في بعض ما اختلف فيه الألباني وابن عثيمين وابن باز

- ‌الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب

- ‌اختيارات الشيخ ابن باز الفقهية وآراؤه في قضايا معاصرة

- ‌معيار البدعة - ضوابط البدعة على طريقة القواعد الفقهية

- ‌الاختلاط بين الجنسين

- ‌حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها

- ‌شبهات عصرانية مع أجوبتها

- ‌الحوثية في اليمن في ظل الأطماع المذهبية والتحولات الدولية

- ‌العلامة المحدث المباركفوري ومنهجه في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

- ‌مصادر التلقي وأصول الاستدلال العقدية عند الإمامية الاثني عشرية عرض ونقد

- ‌نقد الليبرالية

- ‌دراسات في أهل البيت النبوي

- ‌شعاع الذكرى في أسماء الله وصفاته الحسنى وأثرها في حياة العبد

- ‌الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم

- ‌العمولات المصرفية حقيقتها وأحكامها الفقهية

- ‌إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام

- ‌الكلام على حديث ابن عمر في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المسائل المستجدة في نوازل الزكاة المعاصرة

- ‌أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني دراسة فقهية تأصيلية موازنة

- ‌الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن (عرض ودراسة)

- ‌تجديد الدين (مفهومه وضوابطه وآثاره)

- ‌التنوع المشروع في صفة الصلاة

- ‌الآراء الشاذة في أصول الفقه، دراسة استقرائية نقدية

- ‌تصحيح أحاديث المستدرك بين الحاكم النيسابوري والحافظ الذهبي

- ‌الصوفية في حضرموت نشأتها أصولها آثارها (عرض ونقد)

- ‌دليل الأفكار للمؤسسات التطوعية - مراكز الأحياء أنموذجا

- ‌التعامل مع غير المسلمين أصول معاملتهم واستعمالهم دراسة فقهية

- ‌الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة النجدية وموقفهم من آل البيت عليهم السلام

- ‌الرواة المختلف في صحبتهم ممن لهم رواية في الكتب الستة

- ‌المدخل إلى علم المختصرات- المختصرات الفقهية نموذجا

- ‌الفتوى المعاصرة ما لها وما عليها

- ‌صوت المرأة - بحث فقهي

- ‌الأحاديث الواردة في شأن السبطين الحسن والحسين

- ‌ثم أبصرت الحقيقة - دراسة موضوعية لأبرز نقاط الخلاف السني الشيعي

- ‌قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية - دراسة نقدية في ضوء الإسلام

- ‌أحكام المجاهرين بالكبائر

- ‌الموسوعة الشعرية للكاتب والأديب والواعظ

- ‌موقف ابن تيمية من الصوفية

- ‌القمار حقيقته وأحكامه

- ‌فلسطين - دراسات منهجية في القضية الفلسطينية

- ‌الغيرة على المرأة

- ‌فقه المتغيرات في علائق الدولة الإسلامية بغير المسلمين

- ‌موقف الصحابة من الفرقة والتفرق

- ‌المقاطعة الاقتصادية تأصيلها الشرعي واقعها والمأمول لها

- ‌تعليم تدبر القرآن الكريم أساليب عملية ومراحل منهجية

- ‌الأحكام الفقهية المتعلقة بالداخل في الإسلام جمعاً وتوثيقاً ودراسة

- ‌عدالة الصحابة رضي الله عنهم عند المسلمين

- ‌وقت الرمي أيام التشريق

- ‌كيف نفهم التيسير? وقفات مع كتاب (افعل ولا حرج)

- ‌منهج التيسير المعاصر دراسة تحليلية

- ‌رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز

- ‌التوضيح لشرح الجامع الصحيح

- ‌نوازل الزكاة دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة

- ‌أحكام فن التمثيل في الفقه الإسلامي

- ‌الدعاء وأحكامه الفقهية

- ‌التميز التربوي والإيماني في البلد الأمين مكة

- ‌أحكام الأهلة والآثار المترتبة عليها

- ‌الدعاء في خطبة الجمعة حكمه وصوره

- ‌التعامل المشروع للمرأة مع الرجل الأجنبي في ضوء السنة

- ‌الاتجاهات المعاصرة في دراسة السنة النبوية في مصر وبلاد الشام

الفصل: ‌الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية

‌الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية

د. أحمد بن عبد الرحمن القاضي

الحمد لله الأول، والآخر، الظاهر، والباطن؛ الأول فليس قبله شيء، والآخر فليس بعده شيء، والظاهر فليس فوقه شيء، والباطن فليس دونه شيء. والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء، وسيد المرسلين سيدنا محمد وعلى اله وصحبه وسلم، الحمد لله القائل في محكم التنزيل:(اقرأ باسم ربك الذي خلق؛ خلق الإنسان من علق).

أما بعد:

فإن (الإيجابية) و (السلبية) كلمتان شاع استعمالهما في الأزمنة الأخيرة استعمالاً كثيراً على كافة المستويات؛ يستعملهما الصحفيون، والمؤلفون، وعامة الناس، فتجدهم يقولون هذه (ظاهرة إيجابية) وتلك (ظاهرة سلبية) و (فلان إيجابي) و (فلان سلبي). ولا نعلم لهاتين الكلمتين مدلولاً شرعي، لكن كما قيل: لا مشاحة في الاصطلاح. فالألفاظ أوعية للمعاني.

الإيجابية: تحمل معاني التجاوب، والتفاعل، والعطاء، والمساهمة، والاقتراح البنَّاء. والشخص الإيجابي: هو الفرد، الحي، المتحرك، المتفاعل مع الوسط الذي يعيش فيه.

والسلبية: تحمل معاني التقوقع، والانزواء، والبلادة، والانغلاق.

والشخص السلبي: هو الفرد البليد، الذي يدور حول نفسه، لا تتجاوز اهتماماته أرنبة أنفه، ولا يمد يده إلى الآخرين، ولا يخطو إلى الأمام.

وهذا التصنيف، أمر مشهور في القديم والحديث، فإن الله قسم الأخلاق، كما قسم الأرزاق. لكن الذي يهمنا، في هذا المقام، واقع الشباب المسلم الذين انتظموا في سلك الدعوة إلى الله، وحُسبوا من شباب الصحوة الإسلامية، فقد يصاب الشاب بداء السلبية، ويفقد مزية الإيجابية دون أن يشعر. تضمه حلقة ذكر، فيظن نفسه إيجابياً ويرى أقرانه في الشوارع، لا يشهدون ما يشهد، فيقول: هؤلاء سلبيون، وأنا الإيجابي.

فلا يسوغ أن نخدع أنفسنا، ونغش ذواتنا، بل علينا أن نتأكد بصورة حقيقيةٍ، من واقعنا وحالنا.

إننا حين نرصد هاتين الظاهرتين (الإيجابية)، و (السلبية)، في حياة المؤمنين، فإننا نجد أمثلة نادرة لقوم منَّ الله تعالى عليهم بالإيمان الفاعل، المتحرك، الذي نسميه في مصطلحنا المعاصر (الإيجابية). ومن تلكم الأمثلة:

أولاً: قصة مؤمن القرية

قال: الله عز وجل: "وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ رَجُلٌ يَسْعَى قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ" لنتأمل حال هذا الرجل الداعية، من خلال عدة وقفات:

الوقفة الأولى: (وَجَاء مِنْ أَقْصَى الْمَدِينَةِ) جاء من مكان بعيد؛ لم يمنعه بُعد المكان أن يأتي ليبلغ دعوته، وينشر معتقده، فقد جاء من أقصا المدينة! فلم يقل: الشُّقة بعيدة، والمسافة طويلة، والأمر صعب، بل اطرح جميع هذه المعوقات. هذه واحدة.

والوقفة الثانية: إنه جاء (يَسْعَى) ولم يأتي ماشياً! فإن ما قام في قلبه من الحماس، والحمية، والحركة، والرغبة، في نقل ما عنده إلى الآخرين، حمله على أن يسعى.

الوقفة الثالثة: (من أقصا المدينة) وعادةً، لا سيما في الأزمنة السابقة، لا يسكن أقصا المدينة إلا بسطاء الناس، وضعفاؤهم، وفقراؤهم، فلم يمنعه ما هو عليه من شظف العيش ودنو المنزلة الاجتماعية، من أن يجهر بدعوته.

الوقفة الرابعة: "قَالَ يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ" كلمة ً صريحةً، واضحةً، صرخ بها بين ظهراني قومه. ولربما كان هذا الإنسان قبل أن يمن الله تعالى عليه بالإيمان، لا يقوى أن يرفع طرفه إلى الملأ من قومه، مما يجد في نفسه من الشعور بالذلة والمهانة، فهو ليس

ص: 6

من علية القوم، يعيش في قصر في قلب البلد، لا وإنما يعيش في ضواحيه، وأطرافه وكما قال بعض المفسرين: أنه كان يعمل (إسكافاً) وهي مهنة بسيطة دنيئة. لكن الإيمان الذي وقر في قلبه، حمله على أن يشعر بعزة الإيمان، واستعلائه، فيصيح بين ظهراني قومه، قائلاً:"يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ"، دون سابق ممارسة، واعتياد. وإنما يتكلم الإنسان، ويمتلك الشجاعة الأدبية، لما يقوم في قلبه من الإيمان العميق بالحق الذي يعتقده. فلماذا نتلجلج أحياناًً؟ ولماذا نتلكأ؟ ولماذا نحجم؟ إن هذا ناتج عن ضعف الإيمان، وبرودة المعاني التي نعتقدها، أما إذا حَيَت في قلوبنا هذه المعاني، فإنها ستظهر على فلتات اللسان، وحركة الأبدان، للتعبير عنها.

الوقفة الخامسة: "اتَّبِعُوا مَن لَاّ يَسْأَلُكُمْ أَجْرًا وَهُم مُّهْتَدُونَ": هاهو يناظرهم، ويجادلهم، ويشير إلى بعض نقاط الخلاف بين قومه وبين أولئك الرسل الكرام الذين أرسلوا إليهم، ثم يسوق الحجج العقلية، والفطرية، فيقول:"وَمَا لِي لَا أَعْبُدُ الَّذِي فَطَرَنِي وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ أَأَتَّخِذُ مِن دُونِهِ آلِهَةً إِن يُرِدْنِ الرَّحْمَن بِضُرٍّ لَاّ تُغْنِ عَنِّي شَفَاعَتُهُمْ شَيْئًا وَلَا يُنقِذُونِ إِنِّي إِذًا لَّفِي ضَلَالٍ مُّبِينٍ إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ"

هذا مثال لمؤمن حمله إيمانه الحق الصادق، على أن يجهر بدعوته، لا يجمجم، ولا يهمهم، وإنما يأتي بها صريحة، واضحة، بينة، في منتديات الناس. إيمان فاعل، إيمان ناشط، إيمان واعٍ؛ يدرك تبعاتها، وآثارها، وما سوف تجر عليه من مسؤوليات، لكن ذلك لم يمنعه ولهذا قال ذلك الكلام بين ظهراني قومه، ونادى بملأ فيه:"إِنِّي آمَنتُ بِرَبِّكُمْ فَاسْمَعُونِ " فقتله قومه شر قتله، حتى ذكر بعض التابعين الذين يروون عن أهل الكتاب أن قومه وطئوه بأقدامهم حتى قضوا عليه، وقيل أنه قطعوه إرباً.

ولكن القصة لم تنتهِ عند هذا الحد! يظل الإيمان الفاعل يحمل صاحبه على النصح للآخرين، قائماً، فبعد أن بُشِّر:"قِيلَ ادْخُلِ الْجَنَّةَ قَالَ يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ"! سبحان الله! حتى بعد الموت، والفوز بالجنة، لا يزال في قلبه الشعور بالرغبة في العطاء، الرغبة في البذل، والنصح للآخرين. ولم يشأ أن يتشفى بهم، أو يجعل ذلك ذريعةً للنيل منهم، وإنما تمنى من سويداء قلبه أن يعلم قومه بعاقبته، لعل ذلك يحملهم على أن يقبلوا نصحه. قال قتادة: لا تلقى المؤمن إلا ناصحا، لا تلقاه غاشا؛ لَمَّا عاين من كرامة الله. وقال ابن عباس: نصح قومه في حياته بقوله: "يَا قَوْمِ اتَّبِعُوا الْمُرْسَلِينَ"، وبعد مماته في قوله:" يَا لَيْتَ قَوْمِي يَعْلَمُونَ. بِمَا غَفَرَ لِي رَبِّي وَجَعَلَنِي مِنَ الْمُكْرَمِينَ"رواه ابن أبي حاتم. قال ابن كثير، رحمه الله:(ومقصوده: أنهم لو اطلعوا على ما حصل من هذا الثواب، والجزاء، والنعيم المقيم، لقادهم ذلك إلى اتباع الرسل، فرحمه الله ورضي عنه، فلقد كان حريصا على هداية قومه)

ثانياً: قصة الطفيل بن عمرو الدوسي رضي الله عنه:

ص: 7

كان يتحاشى، ويحاذر أن يسمع كلام النبي صلى الله عليه وسلم، بسبب تحذير قريش. فلما سمعه، وأدرك صدقه، بعقله، وثاقب نظره، وفطرته السليمة، آمن. ولكن الرجل لم يكتم إيمانه في قبيلته (دوس)، ولم ينكفئ على نفسه، دون أن يكون له أثر. وإنما طلب من النبي صلى الله عليه وسلم أن يجعل له آية. فلما أقبل على قومه، جعل الله له نورا ً بين عينيه. فسأل الله تعالى أن تكون في غير هذا الموضع، حتى لا يظنها قومه مُثله. فكانت في رأس سوطه. فلما جاءه أبوه قال: إليك عني، ما أنا منك، ولا أنت مني! وصنع ذلك مع زوجه، وقبيلته. فقالوا: ماذا أصابك؟ قال: إني ءامنت بالله، فإما أن تؤمنوا بما آمنت به، أو أفارقكم. فلم يزل بهم حتى وافقوه. وقدم على النبي صلى الله عليه وسلم عام خيبر، ومعه سبعون من قبيلته دوس! رجل واحد يأتي بسبعين رجلاً، منهم أبو هريرة!

فلو لم يكن من فضائله، رضي الله عنه، إلا أن أسلم على يديه أبو هريرة، رضي الله عنه، لكفى. كفى أن أبا هريرة، أكثر الصحابة رواية عن رسول الله صلى الله عليه وسلم، حسنة من حسنات هذا المؤمن الفاعل النشيط، الذي وقر الإيمان في قلبه، فظهر على أعماله وسلوكه.

وصف الظاهرة

اسمحوا لي الآن بعد عرض هذين المثلين الإيجابيين، أن أعرض لوصف مظاهر السلبية، التي صارت تتفشى في مجتمعات كثير من الشباب الصالحين هذه الأوقات. فقد كان الشباب في مطلع هذه الصحوة المباركة، فيهم من القوة، والبذل، والتضحية، بالأوقات، والحماس للدعوة إلى الله عز وجل، ما هو مضرب المثل. وكانوا قلة يواجهون باللوم، والتقريع، وإطلاق ألقاب السوء عليهم. فلم يزالوا صابرين، ناصحين، باذلين، حتى فتح الله على أيديهم، وكثر المهتدون بسببهم. ثم بتنا نرى جموعاً من الشباب، يحبون الخير، ويشهدون مجالسه، ولكنهم أقل عطاءً، وأضعف إنتاجاً، وأثرهم في المجتمع ضعيف. أصيبوا بداء (السلبية).

وهذه الظاهرة تنشأ عبر خطوات؛ فتجد الشاب يعيش في مرحلة ما قبل الاستقامة حياةً ممتلئة، فعالة، مؤثرة، تضج بالعطاء، والحيوية، والذهاب، والإياب، والانشغال، لكن في مجال الباطل، والغفلة، واللهو؛ رحلات متتابعة، سفريات، وزيارات، ومشاريع كثيرة جداً. ثم يلتزم الشاب، ويجد طعم الراحة الإيمانية، وتتساقط عنه همومه، وإشكالاته، ويحس بالخفة النفسية. وهذه مرحلة طبيعية، وفرح إيماني صحيح. لكن بعضهم يسيطر عليه شعور بالانسحاب من الحياة العامة، والعيش في جو مغلق محدود، لا يتناسب من حيث العطاء مع وضعه السابق، إذا به يعود منغلقاً على نفسه، مطأطأ الرأس، خافت الصوت، لا ينتج، ولا يبذل. ويصدق عليه المثل القائل:(جبَّار في الجاهلية خوار في الإسلام)

ثم تجد أن هذا الشاب الذي أصيب بهذا الداء داء (السلبية) يطمئن نفسه ببعض المسكنات، فيقول: هاأنذا أساهم مع الشباب في حضور بعض الأنشطة، وهاأنذا أحضر مناسبات الخير، وإذا دعيت أجبت. ويعتقد أنه بهذه المساهمات المحدودة، البسيطة قد أدى ما عليه. يشعر بالاكتفاء، والامتلاء. وهذا في الحقيقة داء.

ليس المقصود أن تكون رقما فقط،، كلا! إنك حينما اهتديت إلى الله عز وجل، بات المطلوب منك أن تحمل غيرك، كما حملك غيرك، وأن تكون فاعلاً، مؤثراً، كما كنت قبل ذلك، لا أن تملأ المجالس، ويكون دورك فقط الدور الحضوري.

ص: 8

ثم لا يلبث صاحبنا أن تنشأ عنده اهتمامات جانبية، تافهة، تكون هي شغله الشاغل. وقد يتعدى الأمر إلى خطر أكبر، فيقع في الفتور، إذا طال عليه الأمد كما قال الله عز وجل:"أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَن تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ وَلَا يَكُونُوا كَالَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِن قَبْلُ فَطَالَ عَلَيْهِمُ الْأَمَدُ فَقَسَتْ قُلُوبُهُمْ وَكَثِيرٌ مِّنْهُمْ فَاسِقُونَ"الحديد"، فيقسو قلبه، وتموت أحاسيسه، وانفعالاته الإيمانية، ولا يستجيب لما كان يستجيب له من قبل. وربما أفضى به ذلك إلى الردة، والانتكاسة، كما نسمع بين الوقت والآخر: إن فلاناً أصابه شيء، وانتكس والعياذ بالله.

وربما ابتلي هذا الإنسان السلبي، بمرض آخر خطير، وهو (حب النقد) و (توزيع التهم) و (الانشغال بتجريح الآخرين). فإنك، غالباً، لا تجد من يشتغل بالنقد، والتجريح، والوقيعة في الناس، ولاسيما الدعاة، والعلماء، إلا الفارغين. فالفارغون الذين ليس عندهم عمل، ولا دعوة، ولا طلب علم، ولا حسبة، شغلهم الشاغل أن يتكئ أحدهم على أريكته، ويشير بأصبعه السبابة، قائلاً: هذا صح، وهذا خطأ! وفلان أصاب، وفلان أخطأ! وربما لم يبلغ بعد أن يحسن تلاوة الفاتحة، أو يحفظ باباً من العلم.

السلبية في البيت

ففي البيت، ليس له تميز، ولا أثر؛ لا يأمر بالمعروف، ولا ينهي عن المنكر. وربما قصر في الحقوق الواجبة عليه من البر والصلة. لا يميز أهله بينه، وبين أخيه غير المستقيم، بل قد يفوقه بعض إخوانه في نفع أهله. وربما لا يقوم بتعليمهم ما يتعلم، ولا يجلب لهم الأشرطة، ولا الكتيبات، ولا يجلس معهم، ولا يحدثهم بأحاديث إيمانية، ولا يناصحهم ولا يسألهم عن ماجريات أمورهم. فهذا لاشك أنه نوع من السلبية.

وليستذكر كل واحد الآن، ماذا يصنع في بيته؟ هل أنت شعلة مضيئة؟ هل أنت زهرة فواحة، تنشر أريجها، وعبقها في كل ركن من أركان البيت؟ ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم:(خيركم، خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي) رواه الترمذي. فلماذا نحرص على الخير خارج بيوتنا، ونهمل بيوتنا، وهي ألصق بنا، وأولى ببرنا، وعطائنا؟! لا شك أن هذا يكشف خللاً في التربية، والتدين.

السلبية مع الزملاء

في المدرسة، أو الكلية، تجد علاقة هذا الإنسان المصاب بداء السلبية، مع زملائه علاقةً عادية في أحسن أحوالها، لا قدوة، ولا أخلاق، ولا تميز. فالمفترض في من يحمل بين جنبيه إيماناً دافقاً، أن يكون بين زملائه، الذين هم أصلاً مهيئون لطلب العلم، داعية، ومذكراً، وأن يباشرهم، ويتعرف على أحوالهم، ويدعوهم إلى الله، ويربيهم، ويتبادل معهم الخبرات، والمعلومات. يعطي هذا شريطاً، ويهدي لهذا كتيباً، ويتفقد حال هذا، ويزور ذاك في بيته. إلى غير ذلك من صور التفاعل الإيجابي، لا أن يقعد ويحتل كرسياً في الفصل، دون أن يكون له أثر. وربما اجتاح الميدان غيره من دعاة السوء، واللهو، والعبث، فصاروا هم المقدمين، الذين لهم الكلمة النافذة، الذين يوجهون مناشط الفصل، ومناشط المدرسة، وبرامج الكلية، وهو يتفرج، لا يحرك ساكناً، لا يقدم ولا يؤخر. كما قيل:

ويقضى الأمر حين تغيب تيم ولا يستأذنون وهم شهود

سائل نفسك: حين تكون عضواً في جمعية النشاط المدرسي، أو برامج النشاط التي تقام في الكليات، والجامعات، هل أنت تقدم الأفكار، والاقتراحات، والملاحظات، والمبادرات؟ فإن هذا لون من ألوان التفاعل والإيجابية، أم تكتفي بالحضور الصامت؟

السلبية في المسجد والحي

ص: 9

تجد هذا الشاب الموصوف بالسلبية، لا ثقل له بين جماعة مسجده، ولا اعتبار. نكرة من النكرات، لا يعرفه أحد! لأنه لا يبذل نفسه، ولا يسعى في حاجة المسجد، ولا يساعد جماعته، ولا يعظ، ولا ينصح، بل يأتي ليصلي، ثم ينصرف سريعاً، كأنه عابر سبيل. بل إنك تجد أحيانا ً بعض العامة يبذل في هذا المجال بذلاً عظيما؛ إذا جاء شهر رمضان، رأيت طائفة من الناس يشتغل في تهيئة المسجد، لصلاة التراويح، والعناية بالصوت، والإضاءة، وغير ذلك، وصاحبنا لا ناقة له، ولا جمل.

سائل نفسك: حين تكون منتمياًً لحلقة تحفيظ القرآن في المسجد، هل أنت على صلة بزملائك، تناصحهم، وترشدهم، وتثبتهم، وتحضهم على المواصلة في الحفظ؟ وسائل نفسك: ما هو دورك حيال قضايا المجتمع؟ أنت عضو في هذا المجتمع، عضو في هذا البلد، هل تشعر بالاهتمامات على المستوى العام؟ وهل تحاول أن تصلح إذا سمعت بمنكر، فتسعى في إزالته بالطرق المناسبة؟ وإذا سمعت بمعروف شاركت فيه وأيدت؟ أم أنك تكتفي فقط بتلقي الأخبار، وتحليلها وينتهي دورك؟

أسباب السلبية

لماذا يقع بعض الشباب في السلبية؟ ما هو السبب الذي جرهم إلى ذلك، مع أن المنطلق كان صحيحا؟ هذا يرجع في الحقيقة إلى عدة أسباب منها:

أولاً: عدم الفهم الصحيح للعقيدة الإسلامية:

كأن يتصور أن الدخول في عقد الإيمان، يعني أن يكون حاله حال دراويش الصوفية، الذين يقبعون في الزوايا، والتكايا. ولا ريب أن هذا فهم خاطئ أساساً. فالعقيدة الإسلامية عقيدة تقوم على الإيمان الصحيح بالله عز وجل، وما يقتضي ذلك من الدعوة إليه، والصبر على الأذى فيه. قال تعالى:"إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَتَوَاصَوْا بِالْحَقِّ وَتَوَاصَوْا بِالصَّبْرِ " وتواصوا: صيغة مفاعلة، أي أوصى بعضهم بعضاً. فعلى كل واحد أن يصحح معتقده، ويفهم دينه على الوجه الصحيح.

ثانياً: اعتقاد الإنسان أن من شروط الإيجابية حصول الكمال:

وهذا عذر مشهور يعلق عليه كثير من الناس تقصيرهم، وتقاعسهم. يقول أحدهم: ومن أنا حتى أفعل كذا، ويتواضع، ويتمسكن، ويقول ما عندي من العلم، وما عندي من الإيمان، وما عندي من التقوى، حتى أفعل كذا، وكذا! هذا ليس تواضعاً شرعياً، وإنما هو تواضع بارد مذموم. نعم لا تتكلم بما لا تعلم، بل تكلم بما تعلم. ولو تأملت لوجدت أن ما تعرف خيراً كثيراً، تملك أن تدعو إليه. وفي نفس الوقت، اسعَ لتكميل علمك، وعملك، وكلما زاد علمك وعملك زادت مسئوليتك، وفضلك.

ثالثاً: دعوى أن المبادرة، مدعاة للرياء:

هذه حيلة شيطانية، تحول بين الإنسان وبين العمل الصالح. إذا صلحت نيتك الأولى لم يضرك ما قد يقع من ثناء الناس، أو حصول مغنم، بادر في هذا المشروع الطيب، وكن رأساً فيه، فإذا رأيت من هو أولى منك، فكن عوناً له. ولكن لا يجوز أن ينظر بعضنا إلى بعض، ونقول:(من يعلق الجرس)؟ كل منا مطالبٌ أن يعمل قدر وسعه، فلا يتعلل الإنسان بهذه العلل المقعدة.

رابعاً: التربية الرخوة:

قد يتربى بعض الشباب على منهج تطغى فيه الوسائل على الغايات، فلا يتربى على منهج جاد، بل يُنشَّأ على برامج خفيفة، بسيطة، ليس فيها حزم، ولا صبر، ولا جلد، ولا ثني ركب. لابد من الصبر، والمصابرة في تحصيل العلم، والتربية، والدعوة.

كثير من الشباب يدخل في سلك الصالحين بواسطة ما يسمى (الأناشيد الإسلامية) والبرامج المشوقة، والجذابة، وأنا لا أعترض على التدرج، بشرط أن يكون هذا الأسلوب أسلوباً ملتزماً بالضوابط الشرعية، ولمرحلة مؤقتة. ولا يجوز بحال، أن يُستمَر عليه، وأن يكبر الشاب وهو لا يعيش إلا على صدح الأناشيد، والمسرحيات، والرياضة، والسباحة، والرحلات، ونحو ذلك، ويستثقل حضور مجالس العلم، وحفظ كتاب الله. إن هذا المنهج الرخو يخرِّج أفراداً لا يقوون بعد ذلك على المواصلة، ويكونون سلبيين، ولا يملكون رؤيةً واضحة. فيجب أن نفرق بين الوسائل والغايات. هذا في الحقيقة منافٍ للمنهج النبوي في التربية. المنهج النبوي منهج جاد، متين، قوي، وفي نفس الوقت ميسر، رفيق.

الختام

لابد أن نفتش في أنفسنا، لعل بعض الشباب، لازال يعيش على ذكريات الطفولة! قد كبرت يا عبد الله!

قد رشحوك لأمر لو فطنت له فاربأ بنفسك أن ترعى مع الهمل

هذه كلمات، أرجوا أن تنبه أذهانكم إلى هذه القضية الخطيرة وأن يراجع كل امرئ نفسه ويرى حظه من القيام بأمر الإيمان. فمن وجد خيراً فليحمد الله، ومن وجد غير ذلك، ففي العمر متسع، فارجع، وصحح المسار من جديد.

هذا، واسأل الله سبحانه وتعالى للجميع التوفيق، والهدى، والسداد.

وصلى الله، وسلم، وبارك، على عبده، ونبيه محمد، وعلى آله، وصحبه، أجمعين.

ص: 10