المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌مآلات الخطاب المدني - مقالات موقع الدرر السنية - جـ ٣

[مجموعة من المؤلفين]

فهرس الكتاب

- ‌حكم الضرب بالدف والطبل وسماعهما

- ‌الشاب المسلم بين السلبية والإيجابية

- ‌ضوابط في زينة المرأة

- ‌مسألة الأخذ من اللحية وتقصيرها

- ‌القراءة الحَدَاثِيَّة للسنة النبوية "عرضٌ ونقد

- ‌وهم المثاقفة

- ‌مشروع التجديد الثقافي .. لماذا

- ‌الصناعة المالية الإسلامية والربح الأخلاقي

- ‌ظاهرة الأغنية الدينية

- ‌أوهام القاعدين عن دعوة المسلمين

- ‌مناقشات حول عمل المرأة والتوسّع فيه

- ‌الأزمة الإقتصادية العالمية…أسباب وحلول

- ‌استخدام التاريخ الميلادي

- ‌الأسماء المركبة: أنواعها وإعرابها .. دراسة نحوية

- ‌هل تعود السينما من جديد

- ‌مفهوم الشرعية الدولية وموقف الإسلام منه

- ‌القراءة التي تصنع التخلف

- ‌الو حدة الإسلامية ضرورة دينية ودنيوية

- ‌علماء الأمة الإسلامية والدور المنتظر منهم

- ‌الوحدة بين الأسس الدينية والمنطلقات السياسية

- ‌واقع الأمة…بشائر ومخاطر

- ‌نقاش علمي مع الشيخ ابن منيع في مسألة الأهلة

- ‌قاعدة في الأعياد

- ‌ما كان لله بقى .. الإخلاص في التأليف

- ‌وجهة نظر مختلفة حول موقف (أردوغان)

- ‌الانتصار لمنهج أهل السنة والجماعة

- ‌جريمة حصار غزة في الفقه الإسلامي

- ‌التغيرات والتداخلات في الاتجاه السلفي

- ‌اتباع الهوى

- ‌المفاهيم العقدية في أحداث غزة

- ‌مذبحة غزة وحوار الأديان

- ‌دماء غزة تغذي شريان الأمة

- ‌يا أصحاب الحجة والبيان…لا تخطئوا العنوان

- ‌أحكام شهر الله المحرم

- ‌قنوت النوازل

- ‌من يحمي حقوق العلماء

- ‌نقض دعاوى من استدل بيُسر الشريعة على التيسير في الفتاوى

- ‌الليبراليون السعوديون: الأقلية الناطقة

- ‌من أسباب الانحراف الفكري قلة الفقه في دين الله

- ‌كيف تكون قارئاً عظيما للكتب

- ‌بحث في حكم إسبال الثياب

- ‌التهنئة بالعام الهجري الجديد

- ‌الاشتغال بالتوافه

- ‌المثقفون العرب .. المزورون العرب

- ‌الحوار بين الأديان (حقيقته وأنواعه)

- ‌الأعياد المحدثة

- ‌مناهج الإسلاميين في مقاومة التغريب

- ‌سمات المرجئة والخوارج وأهل الغلو

- ‌مآخذ على ما يفعله بعض الأئمة في دعاء القنوت

- ‌طلابُ العلمِ والدعاةُ في رمضان

- ‌مآلات الخطاب المدني

- ‌(ملخص) مآلات الخطاب المدني

- ‌اللبراليون الجدد .. عمالة تحت الطلب

- ‌موقف العلامة محمد بن عثيمين من التصوير

- ‌خرافة السر (قراءة تحليلية لكتاب "السر" و"قانون الجذب

- ‌رُؤْيَةٌ شَرْعِيَّةٌ في الجِدَالِ والحِوارِ مع أهْلِ الكِتَاب ِ

- ‌التدين الجديد وأثره في تمرير ثقافة التغريب في مجتمعاتنا

- ‌خدعة التحليل السياسي

- ‌معالم ومنارات في تنزيل أحاديث الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث

- ‌مسألة حاطب بن أبي بلتعة رضي الله عنه

- ‌الداعية القدوة والسفر للسياحة

- ‌جريمة بناء الكنائس في الجزيرة العربية

- ‌من مقالات المشرف

- ‌لا لاعتذار البابا

- ‌الفتن إذا أقبلت لا يعرفها إلا القليل وإذا أدبرت عرفها الجميع

- ‌سنة الله فيمن لا يقدر المسلمون على الانتقام منه كمن سب الرسول أو آذاه

- ‌فتاوى واستشارات

- ‌حكم الدعاء بقولهم: (اللهم إني لا أسألك رد القضاء ولكن أسألك اللطف فيه)

- ‌ما الحكم لو صادف العيد يوم الجمعة

- ‌حكم أداء فريضة الحج مع الخشية من الإصابة بأنفلونزا الخنازير

- ‌حكم رقص النساء في الأفراح وغيرها من المناسبات

- ‌حكم السفر لزيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌حكم الاستشهاد بهذين البيتين

- ‌حكم شراء وإهداء ما يسمى البطاقة العائلية للنبي صلى الله عليه وسلم

- ‌هل ينتهي القنوت بانتهاء النازلة

- ‌حكم الجهاد في فلسطين

- ‌حكم تقصير المرأة شعرها

- ‌حكم لبس شماغ البنات

- ‌حكم تشقير الحواجب

- ‌هل الأشاعرة والماتريدية من أهل السنة والجماعة

- ‌حكمُ السَّعْيِ في المسْعى الجديد

- ‌من هم أهل الحديث

- ‌كتاب الشهر [تعريف وتقييم]

- ‌كتاب أسماء الله الحسنى الثابتة في الكتاب والسنة

- ‌إحياء علوم الدين

- ‌مشاهد من المقاصد

- ‌كتاب "الدين والسياسة تمييز لا فصل

- ‌أدلة إثبات أن جدة ميقات

- ‌كتاب فقه العصر

- ‌الأهلة نظرة شمولية ودراسات فلكية

- ‌كتاب المتشددون منهجهم ومناقشة أهم قضاياهم

- ‌الأماكن المأثورة المتواترة في مكة المكرمة - عرض وتحليل

- ‌تصحيح المفاهيم العقدية في الصفات الإلهية

- ‌كتاب: المهدي المنتظر في روايات أهل السنة والشيعة الإمامية دراسة حديثية نقدية

- ‌في الطريق إلى الألفة الإسلامية

- ‌تحرير المرأة في عصر الرسالة

- ‌مفهوم البدعة وأثره في اضطراب الفتوى المعاصرة

- ‌كتاب: المنهجية العامة في العقيدة والفقه والسلوك

- ‌كتاب: افعل ولا حرج

- ‌القول التمام بإثبات التفويض مذهبا للسلف الكرام

- ‌كتاب (أهل السنة الأشاعرة: شهادة علماء الأمة وأدلتهم)

- ‌كتاب الأسبوع [تعريف وتقييم]

- ‌خزانة الكتب لعامي 1431هـ - 1432ه

- ‌العقيدة الواسطية

- ‌معالم ومنارات في تنزيل نصوص الفتن والملاحم وأشراط الساعة على الوقائع والحوادث

- ‌صفات الله عز وجل الواردة في الكتاب والسنة

- ‌الفكر الليبرالي تحت المجهر الشرعي

- ‌التربية الجماعية في الإسلام

- ‌فقه الفتن - دراسة في ضوء نصوص الوحي والمعطيات التأريخية لسلف الأمة

- ‌الإسلام الذي يريده الغرب - قراءة في وثيقة أمريكية

- ‌الأحكام الشرعية للنوازل السياسية

- ‌نوازل العقار- دراسة فقهية تأصيلية لأهم قضايا العقار المعاصرة

- ‌التمايز العادل بين الرجل والمرأة في الإسلام

- ‌جلاء الظلمة في التحذير من سيادة الشعب والأمة

- ‌نظرية السيادة وأثرها على شرعية الأنظمة الوضعية

- ‌موقف الاتجاه العقلي الإسلامي المعاصر من قضايا الولاء والبراء

- ‌ مجلة التأصيل للدراسات الفكرية المعاصرة

- ‌ اختيارات شيخ الإسلام ابن تيمية الفقهية

- ‌أحكام الطواف بالبيت الحرام

- ‌مشكل لباس الإحرام

- ‌المبالغة في التيسير الفقهي

- ‌المرأة والحقوق السياسية في الإسلام

- ‌ولاية المرأة في الفقه الإسلامي

- ‌الحقيقة المفقودة

- ‌كفاية النبيه شرح التنبيه في فقه الإمام الشافعي

- ‌شبهات المبتدعة في توحيد العبادة

- ‌التشيع في البحرين - تاريخه - اهدافه

- ‌المناسبات الموسمية بين الفضائل والبدع والأحكام

- ‌التحفة في أحكام العمرة والمسجد الحرام

- ‌من فقه رمضان والصيام - آداب وأحكام

- ‌مسائل صلاة الليل

- ‌تعظيم قدر الصلاة

- ‌تفسير شيخ الإسلام ابن تيمية الجامع لكلام الإمام ابن تيمية في التفسير

- ‌شرح العقيدة الطحاوية

- ‌سنن الله في الأمم من خلال آيات القرآن الكريم

- ‌إتحاف القاري بالرد على مبيح الموسيقى والأغاني - رد علمي مؤصل على الجديع

- ‌الاستثمار وضوابطه في الفقه الإسلامي

- ‌قراءة في الاستراتيجية الغربية لحرب الإسلام بعد الحادي عشر من سبتمبر 2001م

- ‌نقد التسامح الليبرالي

- ‌الاستثمار وضوابطه في الفقه الإسلامي

- ‌التجارة الإلكترونية وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌اعتبار مآلات الأفعال وأثرها الفقهي

- ‌ملاحم آخر الزمان عند المسلمين وأهل الكتاب وآثارها الفكرية

- ‌كل بدعة ضلالة - قراءة ناقدة وهادئة لكتاب مفهوم البدعة وأثره في اضطراب الفتاوى المعاصرة

- ‌حركة التشيع في الخليج العربي - دراسة تحليلية نقدية

- ‌آفاق الاستثمار في الجهات الخيرية

- ‌البحرين بركان على جزيرة

- ‌تحرير المرأة عند العصرانيين - كتاب (تحرير المرأة في عصر الرسالة) أنموذجاً

- ‌خزانة الكتب لعامي 1430 - 1431ه

- ‌ظاهرة التأويل الحديثة في الفكر العربي المعاصر

- ‌تدوين علم العقيدة عند أهل السنة والجماعة

- ‌التفسير السياسي للقضايا العقدية في الفكر العربي

- ‌المراكز الإسلامية في أمريكا الشمالية نشأتها - أنشطتها والأحكام الفقهية المتعلقة بها

- ‌ابن عربي عقيدته وموقف علماء المسلمين منه

- ‌أحكام الكتب في الفقه الإسلامي

- ‌دراسة وتحقيق قاعدة الأصل في العبادات المنع

- ‌أحكام الدف في الفقه الإسلامي - دراسة فقهية مقارنة

- ‌الضوابط الشرعية لوقف العمل بنصوص القرآن والسنة

- ‌السرقة الإلكترونية

- ‌نظرية الوسائل في الشريعة الإسلامية

- ‌مواقف المعارضة في عهد يزيد بن معاوية

- ‌قراءة في خطاب النهضة إشكالات وتساؤلات

- ‌الجامع لأحكام الحج والعمرة

- ‌الموسوعة الميسرة لقاصد مكة المكرمة

- ‌النوازل في الحج

- ‌تفسير القرآن العظيم

- ‌حركة التغريب في السعودية .. تغريب المرأة أنموذجًا

- ‌الفتيا المعاصرة دراسة تأصيلية تطبيقية في ضوء السياسة الشرعية

- ‌حكم تقنين الشريعة الإسلامية

- ‌منهج أهل السنة والجماعة في تدوين علم العقيدة (إلى نهاية القرن الثالث الهجري)

- ‌آراء أبي الحسن السبكي الاعتقادية - عرض ونقد في ضوء عقيدة السلف الصالح

- ‌بدعة إعادة فهم النص

- ‌الانتخابات وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌منهج الشيخ ابن باز في الفقه والفتوى

- ‌الغلو في التكفير بين أهل السنة والجماعة وغلاة الشيعة الاثني عشرية

- ‌مكانة الكتب وأحكامها في الفقه الإسلامي

- ‌اليسوعية والفاتيكان والنظام العالمي الجديد

- ‌المصالحات والعهود في السياسة الشرعية

- ‌ولاية الفقيه وتطورها

- ‌شرح مختصر الطحاوي

- ‌الأوسط من السنن والإجماع والاختلاف

- ‌الدرر البازية في الرد على الانحرافات العقدية والشرعية

- ‌نخب الأفكار في تنقيح مباني الأخبار في شرح معاني الآثار

- ‌قوادح الاستدلال بالإجماع

- ‌الصهيونية النصرانية دراسة في ضوء العقيدة الإسلامية

- ‌مناهج الفكر العربي المعاصر في دراسة قضايا العقيدة والتراث

- ‌الأعياد المحدثة وموقف الإسلام منها

- ‌تكوين المفكر - خطوات عملية

- ‌أثر التحول المصرفي في العقود الربوية

- ‌إضاءات في طريق العلم

- ‌خزانة الكتب

- ‌الإيجاز في بعض ما اختلف فيه الألباني وابن عثيمين وابن باز

- ‌الاختلاط تحرير وتقرير وتعقيب

- ‌اختيارات الشيخ ابن باز الفقهية وآراؤه في قضايا معاصرة

- ‌معيار البدعة - ضوابط البدعة على طريقة القواعد الفقهية

- ‌الاختلاط بين الجنسين

- ‌حقيقة الليبرالية وموقف الإسلام منها

- ‌شبهات عصرانية مع أجوبتها

- ‌الحوثية في اليمن في ظل الأطماع المذهبية والتحولات الدولية

- ‌العلامة المحدث المباركفوري ومنهجه في كتابه تحفة الأحوذي بشرح جامع الترمذي

- ‌مصادر التلقي وأصول الاستدلال العقدية عند الإمامية الاثني عشرية عرض ونقد

- ‌نقد الليبرالية

- ‌دراسات في أهل البيت النبوي

- ‌شعاع الذكرى في أسماء الله وصفاته الحسنى وأثرها في حياة العبد

- ‌الشجرة الزكية في أنساب بني هاشم

- ‌العمولات المصرفية حقيقتها وأحكامها الفقهية

- ‌إفادة الأنام بذكر أخبار بلد الله الحرام مع تعليقه المسمى بإتمام الكلام

- ‌الكلام على حديث ابن عمر في فضل زيارة قبر النبي صلى الله عليه وسلم

- ‌المسائل المستجدة في نوازل الزكاة المعاصرة

- ‌أحكام العبادات المترتبة على طلوع الفجر الثاني دراسة فقهية تأصيلية موازنة

- ‌الأحاديث المشكلة الواردة في تفسير القرآن (عرض ودراسة)

- ‌تجديد الدين (مفهومه وضوابطه وآثاره)

- ‌التنوع المشروع في صفة الصلاة

- ‌الآراء الشاذة في أصول الفقه، دراسة استقرائية نقدية

- ‌تصحيح أحاديث المستدرك بين الحاكم النيسابوري والحافظ الذهبي

- ‌الصوفية في حضرموت نشأتها أصولها آثارها (عرض ونقد)

- ‌دليل الأفكار للمؤسسات التطوعية - مراكز الأحياء أنموذجا

- ‌التعامل مع غير المسلمين أصول معاملتهم واستعمالهم دراسة فقهية

- ‌الإمام محمد بن عبدالوهاب وأئمة الدعوة النجدية وموقفهم من آل البيت عليهم السلام

- ‌الرواة المختلف في صحبتهم ممن لهم رواية في الكتب الستة

- ‌المدخل إلى علم المختصرات- المختصرات الفقهية نموذجا

- ‌الفتوى المعاصرة ما لها وما عليها

- ‌صوت المرأة - بحث فقهي

- ‌الأحاديث الواردة في شأن السبطين الحسن والحسين

- ‌ثم أبصرت الحقيقة - دراسة موضوعية لأبرز نقاط الخلاف السني الشيعي

- ‌قضايا المرأة في المؤتمرات الدولية - دراسة نقدية في ضوء الإسلام

- ‌أحكام المجاهرين بالكبائر

- ‌الموسوعة الشعرية للكاتب والأديب والواعظ

- ‌موقف ابن تيمية من الصوفية

- ‌القمار حقيقته وأحكامه

- ‌فلسطين - دراسات منهجية في القضية الفلسطينية

- ‌الغيرة على المرأة

- ‌فقه المتغيرات في علائق الدولة الإسلامية بغير المسلمين

- ‌موقف الصحابة من الفرقة والتفرق

- ‌المقاطعة الاقتصادية تأصيلها الشرعي واقعها والمأمول لها

- ‌تعليم تدبر القرآن الكريم أساليب عملية ومراحل منهجية

- ‌الأحكام الفقهية المتعلقة بالداخل في الإسلام جمعاً وتوثيقاً ودراسة

- ‌عدالة الصحابة رضي الله عنهم عند المسلمين

- ‌وقت الرمي أيام التشريق

- ‌كيف نفهم التيسير? وقفات مع كتاب (افعل ولا حرج)

- ‌منهج التيسير المعاصر دراسة تحليلية

- ‌رموز الكنوز في تفسير الكتاب العزيز

- ‌التوضيح لشرح الجامع الصحيح

- ‌نوازل الزكاة دراسة فقهية تأصيلية لمستجدات الزكاة

- ‌أحكام فن التمثيل في الفقه الإسلامي

- ‌الدعاء وأحكامه الفقهية

- ‌التميز التربوي والإيماني في البلد الأمين مكة

- ‌أحكام الأهلة والآثار المترتبة عليها

- ‌الدعاء في خطبة الجمعة حكمه وصوره

- ‌التعامل المشروع للمرأة مع الرجل الأجنبي في ضوء السنة

- ‌الاتجاهات المعاصرة في دراسة السنة النبوية في مصر وبلاد الشام

الفصل: ‌مآلات الخطاب المدني

بسم الله الرحمن الرحيم

‌مآلات الخطاب المدني

إبراهيم السكران

[email protected]

مدخل:

عشية وداع التسعينات حَفَل الداخل الإسلامي من خلال مطبوعاته وندواته الخاصة بنقاش غزير ومعالجات متنوعة حول "الحاجة إلى التجديد" و "مشروعية المراجعة" وكان ثمة ترحيب متلهف بأية أطروحات أو استضافات في هذا السياق، وكانت تلك الأطروحات في مجملها أطروحات منتمية تتحاكم للمعايير الشرعية وتطرح "التجديد" مستهدفة تعزيز الحضور الإسلامي وامتداده إلى مناطق جديدة، لا التجديد بهدف إزاحة المحتوى الديني أو تقليص وجوده.

إلا أنه وبعد أحداث سبتمبر 2001م بدأت نغمة الخطاب التجديدي تتغير حميميتها وإن بقيت تدور ضمن شروط الداخل الإسلامي، ولم يعلن سقوط بغداد مطلع العام 2003م إلا وقد سقطت كثير من رايات الانتماء وانسحبت كثير من تلك الأصوات التجديدية من الداخل الإسلامي إلى معسكر مختلف تماماً.

صحيح أنه لا تزال هناك شخصيات تجديدية تحتفظ برزانتها الشرعية واستقلالها السياسي وينتصب أمامها المرء بإجلال صادق -وهم كثير ولله الحمد- إلا أننا يجب أن نعترف وبكل وضوح أنه قد تطور الأمر بكثير من أقلام الخطاب المدني إلى مآلات مؤلمة تكاد عيون المراقب تبيض من الحزن وهو يشاهد جموحها المتنامي.

كثير من تلك الطاقات الشبابية المفعمة التي بدأت مشوارها بلغة دعوية دافئة أصبحت اليوم -ويالشديد الأسف- تتبنى مواقف علمانية صريحة، وتمارس التحييد العملي لدور النص في الحياة العامة، وانهمكت في مناهضة الفتاوى الدينية والتشغيب عليها، وانجرت إلى لعب دور كُتّاب البلاط فأراقت كرامتها ودبجت المديح، وأصبحت تتبرم باللغة الإيمانية وتستسذجها وتتحاشى البعد الغيبي في تفسير الأحداث، بل وصل بعضهم إلى التصريح باعتراضات تعكس قلقاً عميقاً حول أسئلة وجودية كبرى، واستبدلت هذه الشريحة بمرجعية "الدليل" مرجعية "الرخصة" أينما وجدت بغض النظر هل تحقق المراد الإلهي أم لا؟ وتحولت من كونها مهمومة بتنمية الخطاب الإسلامي إلى الوشاية السياسية ضده، والتعليق خلف كل حدث أمني بلغة تحريضية ضد كل ما هو "إسلامي"، وغدت مولعة بالربط الجائر بين أحداث العنف والمؤسسات الدعوية، وبالغت في الاستخفاف بكل منجز تراثي، وتحتفي بالأدبيات الفرانكفونية في إعادة التفسير السياسي للتراث وأنه حصيلة صراعات المصالح وتوازنات القوى وليس مدفوعاً بأية دوافع أخلاقية أو دينية، بل ووصل بعضهم إلى اعتياد اللمز في مرويات السنة النبوية وخصوصاً مصادرها ذات الوزن التاريخي واعتبارها مصدر التشوش الاجتماعي المعاصر.

وفي مقابل كل هذا الإجحاف في طرف النص والتراث والمؤسسات الإسلامية تجد اللغةَ الناعمةَ البشوشة في التعامل مع خصوم الحل الإسلامي، وحقهم في الحرية والتعبير، والتفهمَ الودودَ للدراسات التجديفية والروايات العبثية، والتصفيقَ المستمرَّ لكل ما هو "غربي" بطريقة لا يفعلها الغربي ذاته، وعَرْضَ الأعلام الغربية بلغة تفخيمية وَقُورة، وإسقاطَ التجارب العلمانية في التاريخ الأوروبي على مجتمعنا بشكل لا يليق بشاب مسلم -كصراع الكنيسة مع العلم والثورة الفرنسية وعصر الأنوار ونحوها- والتركيز على أخطاء المقاومة أكثر من أخطاء المحتل، والمطالبة المستمرة بمواجهة المشروع العسكري الغربي بورود السلام الغاندية .. إلى آخر سلسلة التطورات الموجعة والتي سنشير لها في المناقشات القادمة.

ص: 248

ويستطيع المراقب بكل بساطة أن يقرأ في الخط البياني لهذه المضاعفات المتنامية دور التابلويد الإلكتروني في تصعيد هذا الانحراف، بمعنى أن أكثر هذه التورمات تضخمت داخل هذا الخطاب في سياق التفاعلات الحادة والاستفزاز المتبادل مع المنتديات الإنترنتية المتخصصة في الإسفاف والتجني، والمتقنعة بلبوس الاحتساب الفكري، بحيث صار الخطاب المدني الجديد تدفعه مشاعر النكاية والعناد ضد البغي الإلكتروني إلى الإمعان في مناقضة الرؤية الإسلامية، ولا أظن عاقلاً ينتقم مِنْ ربِّ خصمه لكن هذا ما جرى للأسف!

على أية حال .. أظن أن أبسط مقتضيات الوفاء والحب لهؤلاء الشباب هو المبادرة بالمصارحة بمخاطر هذه التطورات، علَّنا نستعيد وعينا في زحام السجال، ونستيقظ من أن تتجارى بنا مغاضبة الخصوم ومشاحنة الفرقاء إلى خدش علاقتنا بالله ورسوله وخسارة رأسمالنا الحقيقي.

ولا سيما أن هذا الخطاب الجديد خطاب نشط ومتنامٍ في أوساط الشباب المولعين بالثقافة وذوي المنزع الفكري، ويحظى بحفاوة المؤسسات الإعلامية من صحف وفضائيات وغيرها، حيث ستظل فرص الشاشة والعمود الصحفي مشهداً خلاباً لا تقاومه غريزة تحقيق الذات المتوقدة بداية العمر فيرضخ المثقف/الشاب لشروطها ليحتفظ بها.

هذه المشهد الأليم يفرض قراءته وتأمله، ومن ثم تحليل الفروض الداخلية لهذا الخطاب التي قادته إلى هذه المآلات الموحشة، بهدف إرضاء الله سبحانه وتعالى، وتواصياً بالحق مع كثير من متابعي هذا الاتجاه، وتعزيزاً للثقة الدعوية في الأوساط التربوية والعلمية للاتجاه الإسلامي أمام سلاطة هذا الخطاب وتجريحه المستمر ودعايته المضادة، ونشاطه في التعبئة الإعلامية وتأليب المؤسسات الأمنية ضد العمل الدعوي والتربوي الإسلامي.

والواقع أن هذا الخطاب المدني الجديد يصفه بعض مراقبيه بتصنيفات لا يرضاها منتجو هذا الخطاب ويعدونها "شتيمة خصوم" أكثر من كونها "تصنيفاً إجرائياً" لذلك آثرنا أن نقفز هذه التصنيفات، ونتعرف إلى هذا الخطاب من خلال معجم مفاهيمه المحورية التي تشكل نسيجه الخاص، كمفهوم الحضارة والانفتاح والآخر والتسامح والنسبية والاستنارة والنهضة والمواطنة والأنسنة ونبذ الأدلجة والإقصاء والوصاية والتسييس والدوغمائية والراديكالية

الخ

حيث تحولت هذه المفاهيم من أدوات دلالية محضة إلى "لافتات فكرية" تدفع باتجاهٍ مشترَك ذي قسمات خاصة، حيث تم شحنها بدلالات جديدة ضمن سياق سجالنا المحلي بحيث صارت تحمل مضموناً مذهبياً مترابطاً أكثر من كونها مجرد تقنيات تفسيرية حرة.

ولم نتجاوز تلك التصنيفات إلا بهدف تحاشي اللبس وسوء الفهم، إذ غرضنا هاهنا الاجتهاد في تقديم مناقشة علمية مختصرة للشبكة المفاهيمية التي تغذي هذا الخطاب وتمده بمنظوره الخاص، وليس هدف هذه الورقة النقدية -يعلم الله ذلك- التجريح والإيذاء، أو إسقاط شخصيات بعينها، أو الانحياز لجبهة ما، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفقنا للتجرد ويعيننا على تجنب الهوى والتحامل.

ومما يعنينا الإشارة إليه هنا بشكل خاص أننا تجاوزنا التمثيل أو ذكر شخصيات بعينها من هذا الخطاب؛ تفادياً للتعميم، ذلك أننا سنناقش تصورات عامة يتفاوت كتّاب هذا التيار تفاوتاً كبيراً في تبنيها والاقتراب أو الابتعاد عنها، فمستقلٌ مِنْ هذه الظواهر ومستكثر، فحشر الأسماء وإقحامها في سياق واحد يوهم اشتراكها في التفاصيل، الأمر الذي يتناقض مع فريضة القسط ومقتضيات الإنصاف.

وقد قسمت هذه الورقة إلى جزأين:

أولهما: في قياس علاقة هذا الخطاب المدني بأصول الوحي.

والجزء الثاني: في قياس علاقة هذا الخطاب المدني بالفكر الحديث.

ص: 249

فهذا هو الجزء الأول منهما وسيتبعه بإذن الله الجزء الثاني، ونبتدئ الجزء الأول بعرض موجز حول السياق التاريخي لهذه الظاهرة، وهذا هو أوان الشروع في المقصود.

قسمات الانقلاب المعياري:

آل الخطاب المدني -ضمن ديناميكية تطوراته المؤلمة التي أشرنا إليها- إلى حالة انقلاب معياري، حتى بتنا اليوم وكأننا نشهد "إعادة تقييم" جذرية وشاملة تمس العناصر الجوهرية لرؤيتنا الفكرية، فأمامنا اليوم حالة انقلاب حاد في "جدول القيم" لا نستطيع أن نغض أبصارنا عنها أو أن نتجاهلها، حتى أصبح "هرم الأولويات" يقف مقلوباً على رأسه!

لقد طالت هذه الانقلابات المفاهيمية: الموقف من التراث، والموقف من الغرب، والموقف من المؤسسات الدعوية، والموقف من خصوم الحل الإسلامي، والموقف من واقع مجتمعنا المعاصر، والموقف من الدولة العربية الحديثة

بما يعني أن إبرة البوصلة الفكرية قد فقدت قوتها المغناطيسية السابقة تماماً، وكأن دخان سبتمبر قد مد ذراعه إلينا وقلب ساعة الرمل ليعيد دبيبنا إلى الوراء.

لقد تم إنزال التراث من كابينة القيادة إلى قفص الاتهام! فبعد أن كانت هذه الشريحة الشبابية تنظر إلى "التراث الإسلامي" باعتباره النموذج المشع الذي تستلهم منه المثل والقيم وينتصب أمامه المرء بسكينة الانتماء، أصبح بعض هؤلاء الشباب ينظرون إلى التراث باعتباره ألبوم التصرفات البدائية المخجلة الذي لا يجب أن يُفتح إلا مع ابتسامة اعتذار، مع استخفاف عميق بمواقف رجالاته وأعلامه.

وفي أحسن الأحوال أصبح لا يُقبل من التراث الإسلامي الضخم أيُّ دور إلا أن يزودنا بالأسانيد والحيثيات التي تؤكد نتائج "عصر الأنوار" ليس إلا!

ولذلك يدعو كثير من منتجي هذا الخطاب إلى قراءة "نصوص الوحي" ونصوص "التراث الإسلامي" قراءة مدنية، بمعنى قراءة "موجهة" تبحث داخل هذه النصوص عن أية مضامين تدعم "المدنية" ثم تؤَوِّل ما يتعارض معها، وتصبح فرادة الفقيه داخل هذا الاتجاه تابعة لقدرته في توفير الغطاء الشرعي لمنتجات الحضارة وبحسب إمكانياته في تأويل ما يتعارض معها وتخريجه بشتى المخارج، بدل أن تكون الدعوة إلى قراءة الوحي قراءة "صادقة" تتجرد للبحث الدقيق عن المراد الإلهي!

بمعنى آخر: تحويل الوحي من "حاكم على الحضارة" إلى مجرد "محام عن منتجاتها" يبررها ويدافع عنها ولا يُقبل منه دورٌ غير ذلك! وليس يخفى أن الحكم نوع من السيادة، أما المحاماة عن الغير فحالة تبع يقاس نجاحها بإمكانيات التبرير والتسويغ.

والسؤال المؤلم الذي يفرض نفسه هاهنا: ما هي المساهمة الحقيقية التي يمكن أن نقدمها للعالم إذا كان قصارى ما نقوله للغرب هو إن ممارساتكم وسلوكياتكم يمكن تخريجها على بعض الأقوال الفقهية لدينا، أو يحتمل أن تدل عليها بعض الأدلة؟ هم يمارسون هذه الممارسات قبل أن يعرفونا أصلاً.

كما قفزت صورة الغرب من شارع الانحطاط إلى منصة الأستاذ القديس الذي لا يراجع فيما يقول، وإذا لم نقتنع بما يقوله فذلك لعيب في فهمنا نحن لا لعيب فيه هو لا سمح الله!

وبعد أن كان بعض هؤلاء الشباب يتشرفون بالانتماء للاتجاه الإسلامي ويبرزونه كهوية شخصية في الحياة العامة، أصبح بعضهم ينظر إليه باعتباره عبأً على المجتمع ليس يبهجهم كثيراً تناميه وتغلغله الاجتماعي!

ص: 250