الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
لها ورقات كلين الرياط
…
خضر بأطرافها طالعة
وإذا ناله ذو سقام أبل
…
ولم يخش من بعده واقعة.
الخس
وما أدراك ما الخس بارد رطب أشد من الهندبا ترطيبا وأوفى في التطفئة، وتسكين العطش نصيبا، مبرد للبطن منوم، مدر للبول إذا عليه دوم، وإذا طبخ فهو أكثر في الغذاء، وإذا أكل كما قلع غير مغسول وافق من يشتكي من معدته أذى، وينفع من الحمرة والورم الحار، وليكثر من أكله من معدته تولد المرار.
قال ابن البيطار: ولم أجد شيئا من البقول يداوى به السهر غيره، والخلط المتولد منه بارد رطب لا يوازي بقل خيره، إذ ليس يعرض له رداءة الاستمرار كما يعرض لسائر البقول، والبطن معه لا هو مطلق ولا هو معقول، وهو يهيج للإنسان بشهوة المأكول، وينفع من اللدغ العارض في المعدة، ومن حرقة المثانة التي هي من خلط صفراوي متولد في السعال الذي لا نفث معه، وهو من مادة رقيقة تنجلب من الرأس الدمعة، ويغزر اللبن ويذهب اليرقان، ويسكن حرارة الرأس والهذيان، ويسكن وجع الثدي، وهو دواء لاختلاف المياه والأرضين والهواء، وإن أكل بالخل سكن المرار والصداع المتولد عن صفراوي البخار، وإذا عجن بمائه دقيق الشعير سكن الورم الحار من العين، والإكثار من أكله يضعف البصر ويكسبه الغشاوة والعين والغيم، وبزره يسكن وجع الصدر ولدغة العقرب والهوام، وإذا شرب قطع شهوة الجماع والاحتلام. وفيه يقول الشاعر:
أتاني الغلام قبيل الطعام
…
وقد حم جسمي بخس نضير
كقضب اللجين بأطرافها
…
لمبصرها عذبان الحرير
الرجلة
وما أدراك ما الرجلة فيها حديث ضعيف بلا نزاع، (أن فيها شفاء من سبعين داء أدناه الصداع) ، (وأنه صلى الله عليه وسلم دعا لها بالبركة وحيث شاءت نبتت) . وذلك حين داوى بها قرحة
برجله فبرئت، فلذلك تسميها الأطباء البقلة المباركة واللينة والحمقاء أسماء متشاركة، باردة في الثالثة رطبة في الثانية، كثيرة المنافع في الحاضرة والبادية، عظيمة البركات تمنع المواد المخلبة والنزلات، لا سيما على المرارة والحرارة مائلات، مع أنها تغير هذه المواد وتحيل منها المزاج، وكم لها من أثر حسن في العلاج، تقمع الصفراء جدا، وتبدل من الحرارة بردا وتبرد تبريدا شديدا. وهي من أنفع الأشياء كلها لمن يجد في المعدة والكبد لهيبا وتوقيدا، أكلا لها، وشربا لمائها، ووضعا على فم المعدة، وما دون الشراسيف بإزائها. وتشفي من الضرس العارض في الأسنان، ومن قرحة الأمعاء وحرقتها إذا أكلها الإنسان. ومن الفضول أن يصل إلى المعدة بالسيلان، ومن نفث الدم من الصدر والقيء والإسهال، ومن نزف النسوان ومن الأوجاع والقروح في الكلى والمثانة. وتنفع المحرورين وأصحاب الحميات الحادة وتزيد في الباه والمني والأمزجة الحارة اليابسة المادة. ومن قال أنها تضعف شهوة الجماع فهو من المبرودين بلا نزاع. وضمادها ينفع من الصداع وأورام العين وغيرها، ومن الحمرة والتهاب المعدة والمثانة وحرق النار وضيرها، وعصارتها تنفع من الحميات والبواسير وحب القرع شربا، ومن بثور الرأس وصداعه غسلا وصبا. وقد ينفع في أدوية الرحم وفي أخلاط الأكحال، وإذا حقن به غير مغلي نفع من انصباب المرة الصفراء إلى الأمعاء وأمسك ما حدث عنها من الإسهال. وبزرها ينفع من القلاع والحر في أفواه الأطفال. ويشفي من الحصا ويدر البول ويسهل طبعا، وإذا قلى أمسك الطبيعة وقوى الأمعاء. وإذا دلك بالرجلة الثأليل قلعها بالخاصية قلعا، ومن وضعها في فراشه لم يرى حلما ولا مناما وضعا. وهي في الجملة صالحة