المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌المطلب الرابع: الخلاف في وقوع الاشتقاق والآراء في أصل المشتقات - من ذخائر ابن مالك في اللغة مسألة من كلام الإمام ابن مالك في الاشتقاق

[ابن مالك]

الفصل: ‌المطلب الرابع: الخلاف في وقوع الاشتقاق والآراء في أصل المشتقات

ونهق، وهتن وهتل، وثلب وثلم، وَيُطلق على هَذَا النَّوْع أَحْيَانًا الْإِبْدَال اللّغَوِيّ1.

الرَّابِع: الِاشْتِقَاق من الُكُبَّار:

وَهُوَ أَخذ كلمة من كَلِمَتَيْنِ أَو أَكثر مَعَ تناسب الْمَأْخُوذ والمأخوذ مِنْهُ فِي اللَّفْظ وَالْمعْنَى مثل: عبشمي وعبدري فِي عبد شمس وَعبد الدَّار، وبسمل وسبحل قَالَ بِسم الله وَسُبْحَان الله، وَكثير من الْعلمَاء يُسَمِّيه بالنحت2.

1 تنظر دراسات فِي فقه اللُّغَة لصبحي الصَّالح ص 210 وتصريف الْأَسْمَاء للطنطاوي ص 39، والمدخل فِي علم النَّحْو وَالصرْف ص 55، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 39.

2 تنظر المراجع السَّابِقَة، وَتَقْدِيم عبد السَّلَام هَارُون لكتاب الِاشْتِقَاق لِابْنِ دُرَيْد ص 28، وَفِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 134، والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 125.

ص: 317

‌الْمطلب الرَّابِع: الْخلاف فِي وُقُوع الِاشْتِقَاق والآراء فِي أصل المشتقات

.

أَولا: الْخلاف فِي وُقُوعه:

اخْتلفت الآراء فِي وُقُوع الِاشْتِقَاق فِي اللُّغَة الْعَرَبيَّة فَقَالَ الْخَلِيل بن أَحْمد

ت (170هـ) وسيبويه (ت180هـ) وَجمع غفير من أَئِمَّة الْعَرَبيَّة: إِن بعض الْكَلم مُشْتَقّ وَبَعضه غير مُشْتَقّ، وَقَالَت طَائِفَة من الْمُتَأَخِّرين اللغويين إِن كل الْكَلم مُشْتَقّ، وَنسب هَذَا القَوْل إِلَى سِيبَوَيْهٍ والزجاج (ت 311هـ) .

وَقَالَ فريق ثَالِث - وَصفهم السُّيُوطِيّ بالنظار1 إِن الْكَلم كُله أصل

1النظار هم أَصْحَاب النّظر والجدل، تنظر التعريفات للجرجاني ص 207 وَينظر المزهر 1/348.

ص: 317

، وَالرَّاجِح هُوَ الأول1.

ثَانِيًا: الآراء فِي أصل المشتقات:

تباينت آراء الْعلمَاء قَدِيما وحديثاً فِي أصل المشتقات، فَذهب جُمْهُور الْبَصرِيين: إِلَى أَن الْمصدر هُوَ أصل المشتقات، وَقد احْتَجُّوا لرأيهم بأدلة أوصلها بعض الْعلمَاء إِلَى الْعشْرَة، وَقد اخْتَار أَكثر الْمُتَقَدِّمين والمتأخرين رَأْيهمْ.

وَقَالَ الْكُوفِيُّونَ: إِن الْفِعْل هُوَ أصل المشتقات، وأوردوا على ذَلِك عدَّة أَدِلَّة، وَقد حاول بعض الْمُحدثين تاييد رَأْيهمْ2.

وَهَذَا الْخلاف وأدلة الْفَرِيقَيْنِ وردودهم مَبْسُوط فِي كثير من كتب الصّرْف بِخَاصَّة وَكتب النَّحْو بعامة وَلَا يَتَّسِع الْمقَام هُنَا لتفصيله3.

1 ينظر همع الهوامع 2/212، 213، والمزهر 1/348، وَالْعلم الخفاق ص 98، 101 والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 16.

2 ينظر فِي أصُول النَّحْو لسَعِيد الأفغاني ص 141.

3 ينظر الْكتاب 1/12، وَالْأُصُول 1/162، والإيضاح فِي علل النَّحْو ص 56، والتكملة لأبي عَليّ ص 507، وَشرح الْكتاب للسيرافي 1/54، وأسرار الْعَرَبيَّة ص 171، والإنصاف الْمَسْأَلَة 28، والتبيين 143 وَشرح التسهيل لِابْنِ مَالك 2/178، وَشرح الكافية للرضى 2/192 وبدائع الْفَوَائِد 1/27، والأشباه والنظائر 1/56، والمدخل إِلَى علم النَّحْو ص 58،60 وفِي أصُول اللُّغَة لسَعِيد الأفغاني ص 141 والاشتقاق وأثره فِي النمو اللّغَوِيّ ص 121.

ص: 318