المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌[الصفات المكتسبة] الصفات المكتسبة وهي صفات ينالها الخطيب بالدراسة والمران والدربة - منهج في إعداد خطبة الجمعة

[صالح بن حميد]

الفصل: ‌ ‌[الصفات المكتسبة] الصفات المكتسبة وهي صفات ينالها الخطيب بالدراسة والمران والدربة

[الصفات المكتسبة]

الصفات المكتسبة وهي صفات ينالها الخطيب بالدراسة والمران والدربة ويمكن تفصيل ذلك فيما يلي:

1 -

القراءة والاطلاع والتحصيل الكافي من العلم: لا بد للخطيب صاحب الموهبة الفطرية من تهذيب فطرته هذه وصقلها بالعلم والدراسة ويتركز ذلك في عدة مسارات:

(أ) علوم القرآن والسنة: وهذا هو لب بضاعته، والسبيل إلى تحقيق عنايته، ينضم إلى ذلك إلمام بالسيرة وتاريخ الأمة وأئمتها ودراية بأحكام الشريعة، وقد تحسن العناية بأنواع من العلوم التي تفيد في معرفة أحوال الأمم وسنن الله في التغيير كالعلم بمناشئ الأمم ومراحل التاريخ وعلم الأخلاق والنفس والاجتماع.

(ب) الإكثار من الاطلاع على الكلام البليغ والنظر في أقوال البلغاء متأملا في مناحي التأثير وأسرار البلاغة متذوقا جمال الأسلوب وحسن التعبير، فهذا مما يشحذ القريحة ويذكي الفطنة.

(ج) تحصيل ثروة كثيرة من الألفاظ والأساليب، فالخطيب يحتاج إلى عبارات وأساليب متنوعة للمعنى الواحد ليتمكن من

ص: 32

إيصال المعنى لطبقات السامعين ورفع السآمة عن نفوسهم، ولا يخدمه في ذلك إلا ثَرَّة لغوية ثرة من أجل أن يأخذ بنواصي البيان، فيلقي جملا تثير خيال النفس، وتهز مشاعر الوجدان، فتنشط الأسماع وتشرئب الأعناق وتتفتح القلوب للعبارات المحكمة والمعاني المتقنة، وبهذا ينطلق اللسان، ويظهر البيان، وتتشنف الأسماع.

2 -

الدربة والمران: الخطابة ملكة لا تتكون في دفعة واحدة بل إنها معاناة وممارسة ومران، وإذا كانت الخطابة فكرة وأسلوبا وإلقاء محكما فإن المران ينبغي أن ينتظمها كلها. ففي باب الفكرة عليه أن يتعود ضبط أفكاره ووزن آرائه وحسن الربط بينها ليأخذ بعضها برقاب بعض ويوصل بعضها إلى بعض بتسلسل منطقي مرتب.

وفي باب الأسلوب -كما سبق- الإحاطة بالقول البليغ وحفظ كثير من عيونه وحسن استخدامها.

أما الإلقاء -فكما سبق أيضا- يجمل بالخطيب إجادة الدقة في مخارج الحروف وحسن أدائها بترسل وتخير نبرات الصوت الملائمة انخفاضا وارتفاعا غير هياب ولا وجل.

ص: 33