المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

وتجديد تقويتها في ذاته والالتزام بها من الحلم، وسعة الصدر، - منهج في إعداد خطبة الجمعة

[صالح بن حميد]

الفصل: وتجديد تقويتها في ذاته والالتزام بها من الحلم، وسعة الصدر،

وتجديد تقويتها في ذاته والالتزام بها من الحلم، وسعة الصدر، والتواضع، والصبر، والقوة، والحنو على الناس، وخدمتهم وإظهار الشفقة عليهم، وتجنيبهم الجدل والخصام، وأثر ذلك على عمله ومهمته وقومه لا يخفى إيجابا في الالتزام وسلبا في الخلل والتقصير، والله المستعان.

[مصادر الخطبة]

مصادر الخطبة يتم إعداد الخطب المنبرية وجمع عناصرها من المصادر والمراجع الإسلامية، والكتابات الاجتماعية والتربوية والثقافية، وإليك استعراض إجمالي لبعض هذه المصادر وكيفية الاستفادة منها:

1 -

القرآن الكريم وتفسيره: ويمكن أن تكون الاستفادة في تقديري على طريقين:

أحدهما: باستعراض النصوص القرآنية وجمعها وحسن ترتيبها، وهذا يكون في موضوعات الخطب التي عرض لها القرآن بتفصيل واسع، كالإيمان والتوحيد والتقوى وأحوال القيامة واليوم الآخر والجنة والنار وقصص الأنبياء وأشباه ذلك، فجمع الآيات واستعراضها يعطي تكاملا وشمولا وبيانا لدى السامع، قد لا يدركه لو قرأ الآيات في مواضعها من المصحف.

ص: 38

ويتبع الجمع الاطلاع على تفسير هذه الآيات ألفاظا وإجمالا، ومن ثم الربط بين هذه الآيات، ومن المعلوم أن حسن الربط يعطي مزيد إيضاح وبيان حتى كأن السامع لم يقرأ الآيات من قبل.

ثانيهما: إذا كان موضوع الخطبة مما لم يرد تفصيله في القرآن الكريم ولكن ليستدل له بآيات من القرآن، فهذه يفيد فيها استعراض المعجم المفهرس لألفاظ القرآن الكريم ليكون الاستيعاب أتم وأوفى، فاللفظة ترد في القرآن الكريم على وجوه وتصريفات متعددة، ومن المفيد جدا استعراض هذه الوجوه وتدقيق النظر فيها وربطها بنظائرها، ومراجعة أقوال أهل العلم من المفسرين وغيرهم، ولسوف يجد الخطيب إشارات قرآنية بليغة وفهوما للعلماء دقيقة وأسرارا من المعاني عميقة تجعل خطبته تحتل مكانا مرموقا لدى سامعيه ومتابعيه.

وغني عن البيان أن كتب التفسير تتنوع في تناولها وطرائق تفسيرها، فمنها ما يهتم بالمأثور ومنها ما يعتني بالرأي وفيها اللغوي والإجمالي وغير ذلك من أنواع التفسير في كتب التفسير قديمه وحديثه.

ص: 39

2 -

الحديث الشريف وشروحه: ما قيل في القرآن الكريم يقال في الحديث الشريف فهو المصدر الثاني من مصادر الإسلام، والحديث النبوي أكثر تفصيلا وسعة من القرآن الكريم فهو شارح القرآن ومبينه، وقد حوى من التفصيل والبيان ما زخرت به مدونات السنة يضم إلى ذلك شروح أهل العلم وفهومهم واستنباطاتهم، مما يوفر للخطيب معينا لا ينضب فيما يتوجه إليه من موضوعات.

3 -

مصادر إسلامية قديمة: وهي ما عدا التفسير وشروح السنة من كتب العقائد والأحكام والمواعظ والأخلاق والرقائق وغيرها، يختار منها الخطيب ما يناسب موضوعه تأصيلا واستدلالا وأسلوبا، ويذكر على سبيل المثال مدارج السالكين، وزاد المعاد لابن القيم رحمه الله ومجموع الفتاوى لشيخ الإسلام ابن تيمية والإحياء للغزالي ومختصره، مع ما ينبغي من الحيطة في بعض ما في الكتاب من ملاحظات، وصيد الخاطر لابن الجوزي، وأدب الدنيا والدين للماوردي وروضة العقلاء للبستي، وجامع العلوم والحكم لابن رجب.

ص: 40

4 -

كتب الأدب القديم والحديث: وهذه يعتني بها الخطيب من أجل رقي الأسلوب، وتخير الألفاظ، وانتقاء الكلمات والعبارات الجزلة الأخاذة ذات الوقع المتميز على السامع، ومن هذه الكتب القديمة البيان والتبيين للجاحظ، وصبح الأعشى للقلقشندي، والخطب المنسوبة لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه فأسلوبها متميز والصناعة اللفظية فيه عالية، على ما يتعين على الخطيب من ملاحظة المعاني الصحيحة التي لا تخالف مقاصد الشرع وأصوله.

ومن الكتب الحديثة مؤلفات الرافعي، والخضر حسين، ومحمد محمد حسين، والعقاد، وأحمد حسن الزيات، والسيد أحمد الهاشمي وأمثالها.

5 -

الكتب المؤلفة في الإسلام والقضايا المعاصرة: تزخر الساحة العلمية والأدبية بكتب إسلامية معاصرة جيدة، توفر للخطيب ثروة هائلة في إعداد مواضيعه وبخاصة الاجتماعية منها والتربوية وقضايا العصر وأحداث الوقت، فهي تتحدث بلغة معاصرة جيدة وبمعالجات مناسبة يحسن من الخطيب كثرة المطالعة فيها، وبخاصة كتب المعروفين بحسن إسلامهم، وصحة منهجهم، وسلامة قصدهم، مثل محمد الخضر حسين، وسلسلة دعوة الحق التي تصدرها رابطة العالم الإسلامي وغير ذلك.

ص: 41

6 -

المؤلفات في الخطب: وهي مؤلفات خاصة تشتمل على خطب الجمعة، ألقاها مؤلفوها في مواضيع متنوعة، والسوق المكتبية ملأى بهذا النوع من المؤلفات يجدر بالخطيب وبخاصة في بدايات عمله الخطابي أن يطلع عليها، وهذه المؤلفات غالبا ما تحتوي على مواضيع متشابهة في الطرح من الإيمانيات والمواعظ والقضايا الاجتماعية، مما يتيح للخطيب المبتدئ فرصة المقارنة بين مناهج الخطباء وطرق عرضهم وأساليب طرحهم مما يعينه على رسم خط متميز لنفسه، ولهذا ينبغي الاطلاع على هذه المؤلفات في بدايات الممارسة الخطابية، حتى إذا اشتد عوده واتسعت مداركه ومعارفه استقل بنفسه، وتوجه إلى المصادر الأصلية، فصار ينشئ الخطب ويرسم لنفسه خطا خاصا وطريقا منفردا، ومن المؤلفات في هذا الباب خطب المراغي والبيحاني والشيخ عبد الله خياط، والشيخ محمد بن عثيمين، والشيخ صالح الفوزان، والشيخ محمد بن سبيل.

7 -

الصحف والمجلات: يجدر بالخطيب مواكبة الأحداث ومسايرة الوقائع، ويفيده في ذلك الاطلاع على الصحف والمجلات ليتابع الأحداث المستجدة،

ص: 42