الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
منهما خمسون مثقالاً وأنت لو وزنتني بريش ولحمي وعظمي وجميع ما في جوفي ما وفى ذلك بعشرة مثاقيل وقد ندمت على إطلاق الفائت وتأسفت عليه، ثم طار وتركه وفارق بحيلته شركه.
مثل آخر
حكي: أن قطاة تنازعت مع غراب في حفرة يجتمع فيها الماء وادعى كل واحد منهما أنها ملكه فتحاكما إلى قاضي الطير فطلب بينة فلم يكن لأحدهما بينة يقيمها فحكم القاضي للقطاة بالحفرة، فلما رأته قضى لها بها من غير بينة والحال أن الحفرة كانت للغراب قالت أيها القاضي ما الذي دعاك لأن حكمت لي وليس لي بينة وما الذي آثرت به دعوتي على دعوة
الغراب؟ فقال لها قد اشتهر عنك الصدق بين الناس حتى ضربوا بصدقك المثل فقالوا أصدق من قطاة، فقالت له إذا كان الأمر على ما ذكرت فوالله إن الحفرة للغراب وما أنا ممن يشتهر عنه خلة جميلة ويفعل خلافها فقال لها وما حملك على هذه الدعوى الباطلة؟ فقالت ثورة الغضب لكونه منعني من ورودها، ولكن الرجوع إلى الحق أولى من التمادي في الباطل ولأن تبقى لي هذه الشهرة خير لي من ألف حفرة.
سئل إسحاق الموصلي عن عدد الندماء فقال: واحد غمّ واثنان همّ وثلاثة نظام وأربعة تمام وخمسة زحام وستة حمام وسبعة موكب وثماني سوق وتسعة جيش وعشرة نعوذ بالله منهم.
الحكمة من الشعر والأمثال
قال أبو الفتح البستني رضي الله عنه في ذم الزمان الخوان:
ومعنى الزمان على الحقيقة كاسمه
…
فعلام ترجو أنه لا يزمن
ليس الأمان من الزمان بممكن
…
ومن المحال وجود ما لا يمكن
وله رحمه الله تعالى
إذا أحسست من طبعي فتورا
…
ولفظي والبراعة والبيان
فلا ترتب بفهمي إن رقصي
…
على مقدار إيقاع الزمان
الصفي الحلي رحمه الله تعالى
لا غرو أن يصلى فؤادي بعدكم
…
ناراً تؤججها يد التذكار
قلبي إن غبتم يصوّر شخصكم
…
فيه وكل مصور في النار
ولبعضهم
أخاك أخاك من أخا له
…
كساع إلى الهيجا بغير سلاح
وإن ابن عم المرء فاعلم جناحه
…
وهل ينهض البازي بغير جناح
ولآخر
تحمل أخاك على ما به
…
فما في استقامته مطمع
وأنى له خلق واحد
…
وفيه طبائعه الأربع
الإمام الشافعي رضي الله عنه
لوأن بالحيل الغني لوجدتني
…
بنجوم أفلاك السماء تعلقي
لكن من رزق الحجى حرم الغنى
…
ضدان مفترقان أي تفرق
وإذا سمعت بأن محروماً أتى
…
ماء ليشربه فغاص فصدق
أو أن محظوظاً غدا في كفه
…
عود فأورق في يديه فحقق
وله رحمه الله تعالى
عليّ ثياب لو يقاس جميعها
…
بفلس لكان الفلس منهنّ أكثرا
وفيهن نفس لو يقاس ببعضها
…
نفوس الورى كانت أجلّ وأكبرا
وما ضر نصل السيف إخلاق جفنه
…
إذا كان عضباً حيث وجهته برى
دعبل بن علي الخزاعي رحمه الله تعالى
ما أكثر الناس لا بل ما أقلهم
…
الله يعلم أني لم أقل فندا
إني لأفتح عيني حين أفتحها
…
على كثير ولكن لا أرى أحدا
أبو الأسود الدؤلي يخاطب زوجته
خذي العفو مني تستديمي مودتي
…
ولا تنطقي في ثورتي حين أغضب
فإني رأيت الحب في الصدر والأذى
…
إذا اجتمعا لم يلبث الحب يذهب
محمد بن عبد الجبار رحمه الله تعالى
إذا رمت من سيد حاجة
…
فراع لديه الرضا والغضب
فإن التهجم ليل المنى
…
وإن الطلاقة صبح الأرب
ابن نباتة رحمه الله تعالى
ما بال طعم العيش عند معاشر
…
حلو وعند معاشر كالعلقم
من لي بعيش الأغبياء فإنه
…
لا عيش إلا عيش من لم يعلم
ولبعضهم:
إذا رأيت أخا في حال عسرته
…
مواصلاً لك ما في ودّه دخل
فلا تمنّ له أن يستفيد غنى
…
فإنه بانتقال الحال ينتقل
ولآخر:
ألم تعلمي أن الغنى يجعل الفتى
…
سنيا وأن الفقر بالمرء قد يزري
فما رفع النفس الوضيعة كالغنى
…
ولا وضع النفس الرفيعة كالفقر
ابن الرومي رحمه الله تعالى:
إذا أعسرت بعد اليسر يوماً
…
فلا تجزع وكن عبدا شكورا
فإن المرء كالأشجار طبعا
…
فطورا تكتسي ورقا وطورا
له رحمه الله تعالى:
إذا زاد فقر المرء قلّ محبه
…
وعاداه من أضحى له في الملاء أهلا
وإن زاد معه المال مال لحبه
…
جميع أعاديه وقالوا له أهلا
له رحمه الله تعالى:
قالوا ترى الفقر نقصا قلت واعجبي
…
الفقر فخري مقال المصطفى فيه
إن يعتر النقص أرباب الكمال فلا
…
كان الكمال ولا كانت أهاليه
أبو الطيب المتنبي رحمه الله تعالى:
وما ليل بأطول من نهار
…
يظل بلحظ حسادي مشوبا
ولا موت بأبغض من حياة
…
أرى لهم معي فيها نصيبا
وما أحسن ما قال منها:
عرفت نوائب الحدثان حتى
…
لو انتسبت لكنت لها نسيبا
له رحمه الله تعالى:
أبدو فيسجد من بالسوء يذكرني
…
ولا أعاتبه صفحا وأهوانا
وهكذا كنت في أهلي وفي وطني
…
إن النفيس عزيز حيثما كانا
له رحمه الله تعالى:
وأنا الذي اجتلب المنية طرفه
…
فمن المطالب والقتيل القاتل
أنعم ولذ فللأمور أواخر
…
أبدا إذا كانت لهن أوائل
للهو آونة تمر كأنها
…
قُبَل يزوّدها حبيب راحل
جمح الزمان فما لذيذ خالص
…
مما يشوب ولا سرور كامل
وقال منها:
وإذا أتتك مذمتي من ناقص
…
فهي الشهادة لي بأني كامل
له رحمه الله تعالى:
إذا غامرت في شرم مروم
…
فلا تقنع بما دون النجوم
فطعم الموت في أمر حقير
…
كطعم الموت في أمر عظيم
ومنها:
وكم من عائب قولاً صحيحاً
…
وآفته من الفهم السقيم
ولكن تأخذ الأذهان منه
…
على قدر القرائح والعلوم
وله من قصيدة غراء:
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
…
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة
…
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
…
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
قلت: لما أن ذكرت هذه الأبيات وددت أنأذكر القصيدة كلها لما اشتملت عليه من المعاني السنية وهي من غرر قصائده التي مدح بها سيف الدولة، قال رحمه الله تعالى:
واحرّ قلباه ممن قلبه شبم
…
ومن بجسمي وحالي عنده سقم
أنى أكتم حبا قد برى جسدي
…
وتدعى حب سيف الدولة الأمم
إن كان يجمعنا حب لغرته
…
فليت أنا بقدر الحب نقتسم
قد زرته وسيوف الهند مغمدة
…
وقد نظرت إليه والسيوف دم
فكان أحسن خلق الله كلهم
…
وكان أحسن ما في الأحسن الشيم
فوت العدوّ الذي يممته ظفر
…
في طيه أسف في طيه نعم
قد ذاب عنك شديد الخوف واصطنعت
…
لك المهابة ما لا تصنع البهم
ألزمت نفسك شيئاً ليس يلزمها
…
أن لا تواريهم أرض ولا علم
أكلما رمت جيشاً فانثنى جريا
…
تصرفت بك في آثاره الهمم
عليك هزمهم في كل معترك
…
وما عليك بهم عار إذا انهزموا
أما ترى ظفرا خلوا سوى ظفر
…
تصافحت فيه بيض الهند واللمم
يا أعدل الناس إلا في معاملتي
…
فيك الخصام وأنت الخصم والحكم
أعيذها نظرات منك صادقة
…
أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم
وما انتفاع أخي الدنيا بناظره
…
إذا استوت عنده الأنوار والظلم
أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي
…
وأسمعت كلماتي من به صمم
أنام ملئ جفوني عن شواردها
…
ويسهر الخلق جراها ويختصم
وجاهل مده في جهله ضحكي
…
حتى أتته يد فراسة وفم
وإذا رأيت نيوب الليث بارزة
…
فلا تظننّ أن الليث يبتسم
ومهجة مهجتي من همّ صاحبها
…
أدركتها بجواد ظهره حرم
رجلاه في الركض رجل واليدان يد
…
وفعله ما تريد الكف والقدم
ومرجف صرت بين الجحفلين به
…
حتى ضربت وموج الموت ملتطم
فالخيل والليل والبيداء تعرفني
…
والضرب والطعن والقرطاس والقلم
صحبت في الفلوات الوحش منفردا
…
حتى تعجب منى القور والأكم
يا من يعز علينا أن نفارقهم
…
وجداننا كل شيء بعدكم عدم
ما كان أخلقنا منكم بتكرمة
…
لو أن أمركم من أمرنا أمم
إن كان سركم ما قال حاسدنا
…
فما لجرح إذا أرضاكم ألم
وبيننا لو علمتم ذاك معرفة
…
إن المعارف في أهل النهى ذمم
كم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم
…
ويكره الله ما تأتون والكرم
ما أبعد العيب والنقصان من شيمي
…
أنى الثريا وذات الصيب والهرم
ليت الغمام الذي عندي صواعقه
…
يزيلهن إلى من عنده الديم
أرى النوى تقتضيني كل مرحلة
…
لا تستقل بها الوحادة الرسم
لئنم تركن ضميرا عن ميامننا
…
ليحدثن لمن ودعته ندم
إذا ترحلت عن قوم وقد قدروا
…
أن لا تفارقهم فالراحلون هم
شر البلاد مكان لا صديق به
…
وشر ما يكسب الإنسان ما يصم
وشر ما قنصته راحى قنص
…
شهب البزاة سواء فيه والرخم
بأيّ لفظ تقول الشعر زعنفة
…
تجوز عندك لا عرب ولا عجم
هذا عتابك إلا أنه مقة
…
قد ضمن الدرّ إلا أنه كلم
وقال يرثي جدته لأمه، وهذه القصيدة قد اشتملت على بدائع الأمثال:
ألا لا أرى الأحداث حمدا ولا ذما
…
فما بطشها جهلاً ولا كفها حلما
إلى مثل ما كان الفتى مرجع الفتى
…
يعود كما أبدى ويكرى كما أرمى
لك الله من مفجوعة بحبيبها
…
قتيلة شوق غير ملحقها وصما
أحنّ إلى الكأس الذي شربت به
…
وأهوى لمثواها التراب وما ضما
بكيت عليها خيفة في حياتها
…
وذاق كلانا ثكل صاحبه قدما
ولو قتل الهجر المحبين كلهم
…
مضى بلد باق أجدت له صرما
منافعها ما ضر في نفع غيرها
…
تغذى وتروى ان تجوع وان تظما
عرفت الليالي قبل ما صنعت بنا
…
فلما دهتني لم تزدني بها علما
أتاها كتابي بعد يأس وترحة
…
فماتت سروراً بي فمت بها غما
حرام على قلبي السرور فإنني
…
أعد الذي ماتت به بعدها سما
تعجب من خطى ولفظي كأنما
…
ترى بحروف السطر أغربة عصما
وتلثمه حتى صار مداده
…
محاجر عينيها وأنيابها سحما
رقى دمعها الجاري وجفت جفونها
…
وفارق حبي قلبها بعد ما أدمى
ولم يسلها إلا المنايا وغنما
…
أشد من السقم الذي أذهب السقما
طلبت لها حظاً ففاتت وفاتني
…
وقد رضيت بي لو رضيت لها قسما
وأصبحت أستسقي الغمام لقبرها
…
وقد كنت أستسقي الوغى والقنا الصما
وكنت قبيل الموت أستعظم النوى
…
فقد صارت الصغرى التي كانت العمى
هبيني أخذت الثأر فيك من العدى
…
فكيف بأخذ الثأر فيك من الحمى
وما انسدت الدنيا عليّ لضيقها
…
ولكن طرفا لا أراك به أعمى
فوا أسفي أن لا أكب مقبلاً
…
لرأسك والصدر الذي مليا حزما
وأن لا ألاقي روحك الطيب الذي
…
كأنّ ذكى المسك كان له جسما
ولو لم تكوني بنت أكرم والد
…
لكان أباك الضخم كونك لي أما
لئن لذ يوم الشامتين بيومها
…
لقد ولدت مني لآنافهم رغما
تغرب لا مستعظما غير نفسه
…
ولا قابلاً إلا لخالقه حكما
يقولون لي ما أنت في كل بلدة
…
وما تبتغي ما أبتغي جلّ أن يسمى
كأن بنيهم عالمون بأنني
…
جلوب إليهم من معادنه اليتما
وما الجمع بين الماء والنار في يدي
…
بأصعب من أجمع الجدّ والفهما
ولكنني مستنصر بذبابه
…
ومرتكب في كل حال به الغشما
وجاعله يوم اللقاء تحيتي
…
وإلا فلست السيد البطل القرما
إذا قلّ عزمي عن مدى خوف بعده
…
بأبعد شيء ممكن لم يجد عزما
وإني لمن قوم كأن نفوسنا
…
بها أنف أن تسكن اللحم والعظما
كذا إذا نادينا إذ شئت فاذهب
…
ويا نفس زيدي في كرائهها عزما
فلا عبرت بي ساعة لا تعزني
…
ولا صحبتني مهجة تقبل الظلما
أبو إسحق إبراهيم العزي رحمه الله تعالى:
قالوا تركت الشعر قلت ضرورة
…
باب السماحة والملاحة مغلق
خلت الديار فلا كريم يرتجى
…
منه النوال ولا مليح يعشق
ومن العجائب انه لايشترى
…
ويخان فيه مع الكساد ويُسرق
أحمد الأرجائي رحمه الله تعالى:
تقصد أهل الفضل دون الورى
…
مصائب الدنيا وآفاتها
كالطير لا يحبس من بينها
…
إلا التي تطرب أصواتها
الشيخ محمد المنوفي رحمه الله تعالى:
عتبت على دهري بأفعاله التي
…
أضاق بها صدري وأفنى بها جسمي
فقال ألم تعلم بأن حوادثي
…
إذا أشكلت رُدّت لمن كان ذا علم
الصفي الحلي رحمه الله تعالى:
لما رأيت بني الزمان وما بهم
…
خلّ وفيّ للشدائد أصطفي
أيقنت أن المستحيل ثلاثة
…
الغول والعنقاء والخلّ والوفي
سيدي السيد الجليل الفاضل العلامة الحلاحل بن زين العابدين جمل الليل المدني رعاه الملك الغني:
عناء هذا الدهر ما أكثره
…
وهمه الوابل ما أغزره
إن سرّ يوماً ساء عشراوان
…
أبدي ابتساما قط ما كرره
شيمته الغدر وأبناؤه
…
أغدر منه ويح ما أغدره
فلا ترم خلا وفياً فتحصي
…
ل الذي تهواه ما أعسره
رب صديق خلته صادقا
…
يبدي لك الخلة والكركره
إن رمت منه ممسكا موثقا
…
وجدته في شكله كالكره
الشيخ عبد الغني النابلسي رحمه الله تعالى:
شربنا دخان التتن لا عن مودّة
…
لها بل هو الممقوت عند اولى الحجى
ولكن عفريت الهموم بصدرنا
…
عصانا فدخنا عليه ليخرجا
ولبعضهم في المعنى:
لقد عنفوني في الدخان وشربه
…
فقلت دعوا التعنيف فالأمر أحوجا
ألا إن عفريت الهموم بصدرنا
…
مقيم فدخّنّا عليه ليخرجا
ومما نحن فيه قول الصاحب الأديب الفاضل الأريب محمد المدني الزللي المدني لا زال في عيش هني:
يميل فؤادي للدخان وشربه
…
وأصبو إليه صبوة الواله الصب
لأخفى دخاناً قد أبانته زفرة
…
تلهب من نيران وجد شوق قلبي
وله دام مجده:
فلو أنا إذا متنا تركنا
…
لكان الموت راحة كل حي
ولكنا إذا متنا بعثنا
…
ونسأل بعد ذا عن كل شي
أبو عبد الله الحميدي:
لقاء الناس ليس يفيد شيئاً
…
سوى الهذيان من قيل وقال
فأقلل من لقاء الناس إلا
…
لأخذ العلم أو إصلاح حال
العباس بن الأحنف:
تحمل عظيم الذنب ممن تحبه
…
وإن كنت مظلوماً فقل أنا ظالم
فإنك إن لم تغفر الذنب في الهوى
…
تفارق من تهوى وانفك راغم
علي بن حزم الظاهري:
لئن أصبحت مرتحلا بجسمي
…
فقلبي عندكم أبداً مقيم
ولكن للعيان لطيف معنى
…
لذا طلب المعاينة الكليم
أبو منصور الديلمي الأعور:
صدودك عني ولا ذنب لي
…
يدل على نية فاسدة
فقد وحياتك مما بكيت
…
خشيت على عيني الواحدة
ولولا مخافة أن لا أراك
…
لما كان في تركها فائدة
وما أحسن قول القائل:
لست أدري ماذا أقول ولكن
…
أشتهي من عريض جاهك نفعا
والفتى إن أراد نفع أخيه
…
فهو يدري في نفعه كيف يسعى
وصدق القائل وأجاد:
إن كنت منبسطاً سميت مسخرة
…
أو كنت منقبظاً قالوا به ثقل
وإن تواصلهم قالوا به طمع
…
وإن تفارقهم قالوا به ملل
ابن طباطبا رحمه الله تعالى:
لله أيام اللقاء كأنما
…
كانت لسرعة سيرها أحلاما
لو دام عيش مسرة لأخي الهوى
…
لأقام لي ذاك السرور وداما
يا عيشنا المفقود خذ من عيشنا
…
عاما ورد من الصبا أياما
وأجاد القائل:
إذا ما روى الإنسان أخبار من مضى
…
فتحسبه قد عاش من أول الدهر
وتحسبه قد عاش آخر دهره
…
إلى الحشر إن أبقى جميلاً من الذكر
فقد عاش كل الدهر من عاش عالما
…
كربما حليماً فاغتنم أطول العمر
الشيخ حسن البوريني رحمه الله تعالى:
الناس نحو معادهم ومعاشهم
…
يسعون في الإصباح والإمساء
وأنا الذي أسعى للذة نظرة
…
من وجهك المذري ببدر سماء
والناس يخشون الصدود وإنما
…
أخشى سلمت شماتة الأعداء
علي الباخرزي:
قالت وقد فتشت عنها كل من
…
لاقيته من حاضر أو بادي
أنا في فؤادك فارم طرفك نحوه
…
ترنى فقلت لها وأين فؤادي
وله أيضاً:
فلا تحسبوا إبليس علمني الخنى
…
فانى منه بالفضائح أبصر
وكيف يرى إبليس معشار ما أرى
…
وقد فتحت عينان لي وهو أعور
الشيخ أحمد الخفاجي رحمه الله تعالى:
يا رب قد جرعتني كأس النوى
…
وشغلت قلبي بالغزال النافر
وحجبته عن ناظري فامنن به
…
يا ذا العلى أو فامحه من خاطري
أولا فخذ روحي إليك تريحني
…
الموت أهون من حبيب هاجر
السيد عبد الرحيم العباسي رحمه الله تعالى:
لست عن ود صديقي سائلاً
…
غير قلبي فهو يدري وده
فكما أعلم ما عندي له
…
فكذا أعلم مالي عنده
الشيخ إسماعيل المقري الزبيدي:
ما قضاه الإله لا بد منه
…
فعلام هذا العريض الطويل
إن لله في الأنام مرادا
…
وسوى ما أراده مستحيل
رب أمر يضيق ذرعك منه
…
لك فيه إلى النجاة سبيل
وله أيضاً:
ونحن أناس نحفظ الوعد للوفا
…
وينسى الفتى منا الجزيل إذا أعطى
وطالبنا عنا بعيد وإن دنا
…
ومطلوبنا منا قريب وإن شطا
ولله رد القائل:
إنما العيش خمسة فاغتنمها
…
واسمعنها نصيحة من صديق
من سلاف وعسجد وشباب
…
وزمان الربيع والمعشوق
السيد العلامة هاشم بن يحيى الشامي اليمني:
ما قلت إلا الحق يا معنفي
…
صدقت إن الحب لا يليق بي
فهل ترى عندك لي من حيلة
…
لآخذ قلبي من يدي معذبي
صلاح الدين الصفدي رحمه الله تعالى:
ما ابصرت عيناي أحسن منظر
…
فيما ترى من سائر الأشياء
كالشامة الخضراء فوق الوجنة ال
…
حمراء تحت المقلة السوداء
الإمام الشبلي رحمه الله تعالى:
عودوني الوصال والوصل عذب
…
ورموني بالصدّ والصد صعب
زعموا حين أعتبوا الجرم
…
فرطحبي لهم وما ذاك ذنب
لا وحسن الخضوع عند التلاقي
…
ما جزا من يحب إلا يحب
لبعض الفضلاء:
إن الغصون إذا قومتها اعتدلت
…
ولا يلين إذا قومته الخشب
قد ينفع الأدب الأحداث في مهل
…
وليس ينفع في ذي شيبة أدب
ولبعضهم في المحلاف الكذوب:
مواعيدك لي برق
…
ومن ذا يلحظ البرقا
فهبني صرت كمونا
…
بلا ماء فكم أبقى
ولله در القائل:
أربعة مذهبة
…
لكل هم وحزن
الماء والقهوة وال
…
خضرة والوجه الحسن
وما أحسن قول ابن القواس رحمه الله تعالى
رام الحسود فراقنا
…
وسعى ينمّ بشينه
بالله عنى قل له
…
هذا الجنون بعينه
ويعجبني قول بعضهم:
وإني وإن أخرت عنكم زيارتي
…
لعذر فإني في المحبة أول
فما الود تكرار الزيارة دائماً
…
ولكن على ما في القلوب المعوّل
وما ألطف قول الصنوبري:
بالذي ألهم تعذيبي
…
ثناياك العذابا
والذي ألبس خديك
…
من الورد نقابا
والذي صير حظي
…
منك هجرا واجتنابا
ما الذي قالته عينا
…
ك لقلبي فأجابا
ابن تميم الشاعر رحمه الله تعالى:
لك الخير كم صاحبت في الناس صاحبا
…
فما نالني منهم سوى الهم والعنا
وجربت أبناء الزمان فلم أجد
…
فتى منهم عند المضيق ولا أنا
وله أيضاً:
من كان يرغب في حياة فؤاده
…
وصفائه فيلينأ عن هذا الورى
فالماء يصفو إن نأى فإذا دنا
…
منهم تغير لونه وتكدرا
ولله در القائل:
كنا إذا جئنا لمن قبلكم
…
أنصف الترحيب بعد القيام
والآن صرنا حين نأتيكم
…
نقنع منكم بلطيف الكلام
لا غير الله بكم خشية
…
من أن يجيء من لا يرد السلام
وأجاد القاضي الأرجاني بقوله:
زماننا هذا خرا
…
وأهله كما ترى
ومشيهم جميعهم
…
إلى ورا إلى ورا
أبو العلاء المعري رحمه الله تعالى:
ولما رأيت الجهل في الناس فاشيا
…
تجاهلت حتى قيل إني جاهل
فواعجبا كم يبدي الفضل ناقص
…
ووا أسفي كم يظهر النقص فاضل
إذا وصف الطائي بالبخل ما در
…
وعيّر قسا بالفهامة باقل
وقال السها للشمس أنت خفية
…
وقال الدجى يا صبح لونك حائل
وطاولت الأرض السماء سفاهة
…
وفاخرت الشهب الحصا والجنادل
فيا موت زر إن الحياة ذميمة
…
ويا نفس جدى إن دهرك هازل
ابن العفيف التلمساني رحمه الله تعالى:
أعلل بالمنى قلبي لعلي
…
أفرج بالأماني الهم عني
وأعلم أن وصلك لا يرجى
…
ولكن لا أقلّ من التمني
لبعضهم:
ألا يا نفس أن ترضي بقوت
…
فأنت عزيزة أبدا غنيه
دعي عنك المطامع والأماني
…
فكم أمنية جلت منيه
ابن صرد:
سافر تنل رتب المفاخر والعلى
…
كالدر سار فصار في التيجان
وكذا هلال الأفق لو ترك السرى
…
ما فارقته معرة النقصان
ابن التعاويذي رحمه الله تعالى:
وقد مدحتكم على جهل بكم
…
وظننت فيكم للصنيعة موضعا
ورجعت بعد الاختبار أذمكم
…
فأضعت في الحالين عمري أجمعا
ابراهيم الحصري رحمه الله تعالى:
أرى أولاد آدم أبطرتهم
…
حظوظهم من الدنيا الدنيه
فلم بطروا وأولهم منى
…
إذا افتخروا وآخرهم منيه
لبعضهم وأجاد:
لا تثق من آدمي
…
في وداد بصفاء
كيف ترجو منه صفوا
…
وهو من طين وماء
ابن الساعاتي الأديب:
لا يغرنك التودد من قوم
…
فإن الوداد منهم نفاق
والقلوب الغلاظ لا ينزع الأحقاد منها إلا السيوف الرقاق
شهاب الدين محمد الشاعر:
أحبانا هل لي إليكم وقد نأت
…
بي الدار من بعد البعاد رجوع
وهل شمس هذا الأنس بعد فراقنا
…
يكون لها بعد الغروب طلوع
صلاح الدين الصفدي:
ولما تراءينا الهلال بدا لنا
…
محيا حبيب لم يغب قط عن فكري
فقلت عجيب أن يرى البدر هكذا
…
تماماً ونحن الآن في أول الشهر
وما أحسن قول بعضهم:
قالت لترب وهي معها منكره
…
لوقفتي هذا الذي نراه من
قالت فتى يشكو الهوى متيما
…
قالت بمن قالت بمن قالت بمن
وأجاد القائل:
عرضت على الخباز نحو المبرد
…
وكتبا حسانا للخليل بن أحمد
ورؤيا ابن سيرين وخط ابن مقلة
…
وتوحيد جهمان وفقه محمد
وناشدته شعر الكميت وجرول
…
بغنة لحن للقريض بن معبد
فلم يغن عني كل ما قد ذكرته
…
سوى درهم ناولته كان في يدي
وما أعظم قول القائل:
ومالي حاجة التجريب إني
…
عرفت الناس معرفة صحيحة
رأيت ودادهم كذبا وزورا
…
ودينهم مداهنة صريحة
الخليل بن أحمد النحوي رحمه الله تعالى:
بلغا عني المنجم أني
…
كافر بالذي قضته الكواكب
عالم أن ما يكون وما كا
…
ن قضاء من المهيمن واجب
الشيخ عبد الله بن رشيد الدين السعيدي:
نسب الناس للحمامة حزنا
…
وأذاها في الشجو ليست هنالك
خضبت كفها وطوقت الجيد
…
وغنت وما الحزين كذلك
وله عفا الله عنه:
لقد قال لي إذ رحت من خمر رقه
…
أحث كؤوسا من ألذ مقبل
بلثم شفاها أو برشف رضابها
…
تنقل فلذات الهوى في التنقل
ويطربني قول ولادة بنت المستكفي الأموي عفا الله عنها:
ترقب إذا جن الظلام زيارتي
…
فإني رأيت الليل أكتم للسر
وبي منك ما لو كان بالبدر لم ينر
…
وبالليل لم يظلم وبالنجم لم يسر
عفيف الدين التلمساني:
لا تلم صبوتي فمن حب يصبو
…
إنما يرحم المحب المحب
كيف لا يوقد النسيم غرامي
…
وله في خيام ليلى مهب
الشيخ علاء الدين رحمه الله تعالى:
خرجنا للتنزه ذات يوم
…
وسرنا بالمراكب فوق ماء
فنحن وفلكنا والماء نحكي
…
نجوماً في بروج في سماء
الأمير علي بن المقرب العيوني:
أقول وقد فكرت في أمر خلتي
…
وأمري وحال الأرذلين وحالي
ألا ليتني قد كنت خدنا مخادنا
…
لخيط نعام بالفلا ورئال
ولم أك عافرت اللئام ولم أنط
…
حبال خسيس منهم بحبالي
فلم أر منهم غير خب يمدّ لي
…
لسان محب من طوية قالي
إذا جئت فداني وأبدى بشاشة
…
ولاحظني منه بعين جلالي
وإن غبت أدنى ساعة من لحاظه
…
تمحل في غيبتي بمحال
السيد الأديب محسن بن الحسن بن القاسم بن أمير المؤمنين الصنعاني رضي الله تعالى عنه:
من لي ومن لك في خل أخي ثقة
…
يزداد قربا إذا زدناه تبعيدا
إذا اشتدت له دار الجفاء بنا
…
دار الوفاء وأشاد الودّ تشييدا
وله رضوان الله عليه:
يا مالك الملك جد بعفو
…
يمحو جميع الذنوب محوا
ولا تكلني إلى فعالي
…
فلست للنار رب أقوى
وارحمني الله حين لالي
…
منك تعاليت رب مأوى
وقل فلان أتى بذنب
…
أثقل من يذبل ورضوى
لكن أتى راجياً رضائي
…
فقد تجاوزت عنه عفوا
فالعفو والجود من صفاتي
…
فأعطوه ما يرتجي ويهوى
ويطربني قول السيد البليغ محسن بن المتوكل على الله الصنعاني رضي الله عنه:
خليلي ما لليل يبعث أشجاني
…
خليلي ضاق الليل بالدنف العاني
خليلي لا والله ما أنا صادق
…
إذا لم أمت وجدا على الرشأ الغاني
خليلي ما للبرق من أيمن الحمى
…
يذكرني عهدي القديم وأوطاني
خليلي قد مل السمير توجعي
…
فهل نحو هاتيك الديار تدلاني
خليلي لي فيها فؤاد فقدته
…
غداة سرى عني الحبيب وخلاني
وله سلام الله عليه:
إن كنت تسأل عن حالي وعن شاني
…
فكل حين أروى الأرض من شانى
وطائر البان لا يغررك سجعته
…
ما طائر البان يحوي مثل أشجاني
لو كان مثل ما وشى الجناح ولا
…
أضحى ولوعا بتغريد وألحان
ولا حلى الجيد بالطوق العجيب
…
حكت أنامله أغصان مرجان
ولله در القائل:
ولا تسأل الدهر إنصافاً فتظلمه
…
ولا تلمه فلم يخلق لإنصاف
خذ ما تشا وخلّ الهم ناحية
…
لا بد من كدر فيه ومن صافى
وما أعظم قول القائل:
إن الصفا في شرب كل مودة
…
لم يخل من كدر لمن هو وارد
فإذا صفا لك من زمانك واحد
…
فهو المراد وأين ذاك الواحد
ولله در من قال:
رأيت الناس قد مالوا
…
إلى من عند فضه
ومن لا عنده فضه
…
فعنه الناس منفضه
ولآخر مثله:
رأيت الناس قد ذهبوا
…
إلى من عنده ذهب
ومن لا عنده ذهب
…
فعنه الناس قد ذهبوا
الإمام الشافعي رضي الله عنه:
قالوا سكت قد خوصمت قلت لهم
…
عن الجاوب لباب الشر مفتاح
والصمت عن جاهل أو أحمق شرف
…
وفيه أيضاً لصون العرض إصلاح
أما ترى الأسد تُخشى وهي صامتة
…
والكلب يَخشى لعمري وهو نباح
ولله در من قال:
وقيل محب المرد يدعى بلائط
…
ويدعى بزان من يحب الغوانيا
فأحببت أهل الذقن مني تعففا
…
فلا أنا لوطي وأنا زانيا
وأجاد القائل:
بالله قل لي يا فتى انني
…
أسأل منك الآن رد الجواب
لو لم أشق هذا وهذا وذا
…
بأي شيء كنت أملا الكتاب
ولبعضهم وأجاد:
أكرم طبيبك إن أردت دواءه
…
وكذا المعلم إن أردت تعلما
إن المعلم والطبيب كلاهما
…
لا ينصحان إذا هما لم يكرما
وقال آخر ولله دره:
ليس في الكتب والدفاتر علم
…
إنما العلم في صدور الرجال
من يطلب العلوم فريدا
…
دون شيخ فإنه في ضلال
نشوان بن سعيد رحمه الله تعالى:
قال الطبيب لقومي حين جس يدي
…
هذا فتاكم ورب البيت مسحور
فقلت قد قاربت في صفتي
…
عين الصواب فهلا قلت مهجور
وما أحسن قول القائل:
إذا هممت بكتمان الهوى نطقت
…
مدامعي بالذي أخفى من
فإن أبح أفتضح من غير منفعة
…
وغن كتمت فدمعي غير منكتم
ولكن إلى الله أشكو ما اكابده
…
من طول وجد ودمع غير منصرم
ولبعضهم:
النار آخر دينار نطقت به
…
والهم آخر هذا الدرهم الجاري
والمرء ما دام مشغوفاً بحبهما
…
معذب القلب بين الهم والنار
الشيخ نجيب الدين العاملي رحمه الله تعالى:
مالي على هجرك من طاقة
…
ولا إلى وصلك لي مقدرة
لكنني ما بين هذا وذا
…
فرطت في دنياي والآخرة
وما ألطف قول بهاء الدين زهير رحمه الله تعالى:
أما تقرر أنا
…
فلم تأخرت عنا
وما الذي كان حتى
…
حللت ما قد عقدنا
ولم يكن لك عذر
…
ولو يكون علمنا
ولا تلمنا فإنا
…
قلنا وقلنا وقلنا
وقد أتيناك زحفا
…
فأين تهرب منا
فانظر لنفسك فيما
…
قد كان منك ودعنا
وقال أيضاً:
لا تلمني أو فلمني
…
فيك ظلم وتجني
لا تسابقني بعتب
…
ما بذا تخلص مني
لا تغالطني وحق
…
الله لا يكذب ظني
لا تقل إني وإني
…
ليس هذا القول يغني
أيها العاتب ظلما
…
يا حبيبي لك أعني
أنا لا أسأل عمن
…
هو لا يسأل عني
إن تردني فبهذا الشر
…
ط أولا لا تردني
واسترح بالله من هـ
…
ذا التجني وأرحني
لا يخفاك أيها المتأمل في كتابي هذا أن أكثر أدباء هذا العصر استحسنوه وأجروه مجرى الأمثال في أقوالهم ومالت إليه أرباب الغرام حتى استشهد بما جاء فيه قوله عفا الله عنه:
عمر الله خليلا
…
جاءنا عليه السلام
وسقى عهد حبيب
…
لا أسميه الغمام
إن أنا مت لفرط ال
…
حب فيه لا ألام
ما يقول الناس عني
…
أنا صب مستهام
عاذلي إن حبيبي
…
حسن فيه الغرام
سمه لمتني فيه
…
يطيب فيه الملام
لا تسل في الحب غيري
…
أنا في الحب إمام
لي فيه مذهب
…
يتبعني فيه الأنام
أيها العاذل إن العش
…
ق من بعدي حرام
أغرام ما بقلبي
…
أم حريق أم ضرام
كل نار غير نار الش
…
وق برد وسلام
ويعجبني قوله:
أن أمري لعجيب
…
ما ترى أعجب منه
كل أرض لي فيها
…
غائب أسأل عنه
أين من يشكو من البي
…
ن كما أشكو منه
ولله در القائل:
ثلاث من الدنيا إذا ما تحصلت
…
لشخص فلا يخشى من الضر والضير
غنى عن بنيها والسلامة منهم
…
وصحة جسم ثم خاتمة الخير
تم الكتاب بعون الملك الوهاب.