المَكتَبَةُ الشَّامِلَةُ السُّنِّيَّةُ

الرئيسية

أقسام المكتبة

المؤلفين

القرآن

البحث 📚

‌ ‌التنبيه الأول قال المؤلِّف في آخر الصفحة الأولى من مقدمة الطبع، - التنبيهات على رسالة الألباني في الصلاة

[حمود بن عبد الله التويجري]

الفصل: ‌ ‌التنبيه الأول قال المؤلِّف في آخر الصفحة الأولى من مقدمة الطبع،

‌التنبيه الأول

قال المؤلِّف في آخر الصفحة الأولى من مقدمة الطبع، وأول الصفحة الثانية منها ما نصه:"وقد أظهروا إعجابهم بأسلوب الكتاب وطريقة عرضه لهدْي النبي صلى الله عليه وسلم في أعظم ركن من أركان الإسلام، ألا وهو الصلاة". اهـ.

أقول: قد سها المؤلف - عفا الله عنا وعنه - فيما أطلقه من القول بأن الصلاة هي أعظم أركان الإسلام؛ إذ لا بد مِن تقييد ذلك بما بعد الشهادتين، وهذا مما لا خِلاف فيه بين المسلمين.

وفي الصَّحيحَيْن، و"مسند الإمام أحمد"، و"جامع الترمذي"، و"سنن النسائي"؛ عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((بُني الإسلام على خمس: شهادة أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وإقام الصلاة، وإيتاء الزكاة، وحج البيت، وصوم رمضان))، وقد رواه محمد بن نصر المروذي في كتاب الصلاة بلفظ:((بُني الإسلام على خمس دعائم))، والباقي مثله، وفي رواية لمسلم:((بُني الإسلام على خمسة))، والباقي نحوه.

وروى الإمام أحمد، وأبو بكر الآجري: عن جرير بن عبدالله البجلي رضي الله عنه قال: سمعتُ رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول: ((إن الإسلام بني على خمس

))، فذكر مثل حديث ابن عمر رضي الله عنهما.

وفي "المسند"، و"صحيح مسلم"، و"السنن"، عن عمر رضي الله عنه: أنَّ جبريل قال للنبي صلى الله عليه وسلم: أخبرني عن الإسلام؟ قال: ((الإسلام أن تشهد

ص: 4

أن لا إله إلا الله وأن محمدًا رسول الله، وتُقيم الصلاة، وتُؤتي الزكاة، وتَصُوم رمضان، وتحج البيت إنِ استطعت إليه سبيلاً))، قال: صدقت.

ورواه البخاري، ومسلم، وأهل السنن إلا الترمذي، من حديث أبي هريرة رضي الله عنه بنحوه.

ففي هذه الأحاديث كلها الأهم فالأهم، ومن المعلوم بالضرورة أن النبي صلى الله عليه وسلم لم يؤمر في أول البعثة بغير الدعاء إلى التوحيد والإقرار برسالته، وكان على هذا في مدَّة عشر سنين أو نحوها، ثم فرضت عليه الصلوات الخمس بعد، وهذا يدل على الاهتمام بالشهادتين، ويدل على أنهما أعظم أركان الإسلام.

وفي الصحيحين، والمسند، والسنن عن ابن عباس رضي الله عنهما: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم لما بعث معاذًا إلى اليمن قال: ((إنك تأتي قومًا من أهل الكتاب، فادعهم إلى شهادة أن لا إله إلا الله وأني رسول الله، فإن هم أطاعوك لذلك، فأعلمهم أن الله افترض عليهم خمس صلوات في كل يوم وليلة

)) الحديث.

وهذا يدلُّ على الاهتمام بالشهادتين، وأنهما أعظم أركان الإسلام، وقد اختلف العلماءُ في كُفر تارك الصلاة عمْدًا، وحل دمه وماله إذا دعي إلى فعلها فأصرَّ على الترْك، ولم يختلفوا في كُفر تارك الشهادتين أو إحداهما، وحل دمه وماله، والدليل على ذلك ما في الصحيحين، والمسند، والسنن، عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: ((أُمرت أن أقاتلَ الناس حتى يقولوا: لا إله إلا الله، فمَن قال: لا إله إلا الله، فقد عصم مني نفسه وماله إلا بحقه، وحسابه على الله)).

ص: 5

وفي "صحيح مسلم" عنه رضي الله عنه: أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: ((أمرتُ أن أُقاتل الناس حتى يشهدوا أن لا إله إلا الله، ويؤمنوا بي وبما جئت به، فإذا فعلوا ذلك عصموا مني دماءهم وأموالهم إلا بحقها وحسابهم على الله)).

والأحاديث في هذا كثيرة، وكلها تدل على الاهتمام بالشهادتين قبل جميع الواجبات، وتفيد أنها أعظم أركان الإسلام.

وقد أفاد هذان الحديثان وغيرهما من الأحاديث: أن الصلاة من حقوق لا إله إلا الله، بل هي آكد حقوقها بعد الشهادة بالرسالة، وهذا دليل على أن الصلاة ليستْ أعظم أركان الإسلام، وإنما أعظم أركانه الشهادتان، ثم الصلاة بعدهما، وهذا بيِّن - بحمد الله تعالى - ولا خلاف فيه بين المسلمين.

وما وقع من المؤلف - وفَّقنا الله وإياه - فهو - لا شك - سهْو منه، وقلَّ مَن يسْلم من ذلك، ولا معصوم إلا الأنبياء - صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين.

ص: 6