الرئيسية
أقسام المكتبة
المؤلفين
القرآن
البحث 📚
المعرّف باللام من حرف الميم
9110 -
" الماء لا ينجسه شيء. (طس) عن عائشة (ح) ".
(الماء لا ينجسه شيء) ظاهره العموم لكن قد خص بما غير لونه أو ريحه أو طعمه بالإجماع على ذلك، فالحديث مخصص بالإجماع وهو من أدلة من يقول: لا ينجسه إلا ما ذكر وفيه خلاف، وقد حققنا الأقوال في حاشية شرح العمدة وأثبتنا الراجح منها، وفي رسالة: تنبيه الناظر. (طس (1) عن عائشة) رمز المصنف لحسنه، وقال العراقي: الحديث صحيح، وقد أخرجه النسائي من حديث أبي سعيد وفيه قصة.
9111 -
"الماء طهور، إلا ما غلب على ريحه، أو على طعمه"(قط) عن ثوبان (ض).
(الماء طهور، إلا) على (ما غلب على ريحه) بأن أخرجه إلى رائحة ما مازجه (أو على طعمه) أو على لونه فإنه مجمع على ذلك وكأنه تركه صلى الله عليه وسلم لأن ما غير لونه في الأغلب غير ريحه وطعمه. (قط (2) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال مخرجه الدارقطني: لم يرفعه غير رشدين بن سعد وليس بالقوي، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، وقال ابن حجر: فيه رشدين بن سعد متروك، وقال ابن سعد (3): كان صالحًا أدركته غفلة الصالحين فخلط الحديث.
9112 -
"المائد في البحر الذي يصيبه القيء له أجر شهيد، والغريق له أجر
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2093)، والنسائي في السنن الكبرى (49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6641).
(2)
أخرجه الدارقطني (1/ 28)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 15)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5899) والضعيفة (2644).
(3)
انظر: الطبقات الكبرى (7/ 517).
شهيدين. (د) عن أم حرام (ح) ".
(المائد) اسم فاعل من ماد يميد إذا دار رأسه من غثيان سم البحر (في البحر الذي يصيبه القيء) وهو مسافر للجهاد أو الحج (له أخو شهيد، والغريق له أجر شهيدين) إذا كان سفره لذلك ولتجارة وطلب علم يريد بالكل وجه الله تعالى.
(هق د (1) عن أم حرام) رمز المصنف لحسنه، وفيه هلال بن ميمون الرملي (2) قال أبو حاتم: غير قوي.
9113 -
"المؤذن يغفر له مدى صوته، ويشهد له كل رطب ويابس، وشاهد الصلاة يكتب له خمس وعشرون صلاة، ويكفر عنه ما بينهما. (حم د ن هـ حب) عن أبي هريرة (صح) ".
(المؤذن يغفر له مدى صوته) مدى طرق مكان أي غاية ما يبلغه صوته، قيل: لو كانت صحيفة خطاياه تبلغ مقدار ما يبلغ صوته لغفر له، وقيل: يعطى في الجنة قدر مبلغ صوته، وقيل: كناية عن إنها مغفرة واسعة طويلة عريضة (ويشهد له) على أذانه أو بصدقه بما يقوله ويتابعه عليه فالأولى في الآخرة والثاني في الدنيا. (كل رطب ويابس) نام وجماد (وشاهد الصلاة) حاضرها في جماعة (يكتب له خمس وعشرون صلاة) كما أفاده حديث: "صلاة الجماعة تفضل على صلاة الفذ بخمس وعشرين صلاة" وفي لفظ: "بسبع وعشرين" وتقدم وجه الجمع بينهما (ويكفر عنه ما بينهما) هو كحديث: "الصلاة إلى الصلاة كفارة ما بينهما ما اجتنبت الكبائر"(3). (حم د ن هـ حب (4) عن أبي هريرة) رمز المصف
(1) أخرجه أبو داود (2493)، والبيهقي في السنن (4/ 335)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6642).
(2)
انظر المغني (2/ 714)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 177).
(3)
أخرجه مسلم (233).
(4)
أخرجه أحمد (2/ 266)، وأبو داود (515)، والنسائي (2/ 12)، وابن ماجة (724)، وابن حبان =
لصحته إلا أنه قال الصدر المناوي (1): كلهم رواه من حديث أبي يحيى، قال: وأبو يحيى هذا لم ينسب فيعرف حاله.
9114 -
"المؤذن يغفر له مد صوته، وأجره مثل أجر من صلى معه. (طب) عنة أبي أمامة (ح) ".
(المؤذن يغفر له مد) بتشديد الدال من غير ألف بعده، قال أبو البقاء: الجيد عند أهل اللغة مدى (صوته) وأما مد صوته فله وجه وهو يحتمل شيئين:
أحدهما: أن يكون تقديره مسافة مد صوته.
والثاني: أن يكون المصدر بمعنى المكان أي ممتدًا صوته وهو منصوب لا غير قلت: ومعناه ملاق بمعنى مدى صوته.
(وأجره مثل أجر من صلى معه) وفيه فضيلة للمؤذن بالغة جدًّا من الأجر عظيمًا. (طب (2) عن أبي أمامة) رمز الصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه جعفر بن الزبير ضعيف.
9115 -
"المؤذن المحتسب كالشهيد المتشحط في دمه، إذا مات لم يدود في قبره". (طب) عن ابن عمرو" (ض).
(المؤذن المحتسب) هذا قيد في كل مؤذن والمراد به: المزيد بأذانه وجه الله وثوابه (كالشهيد) في الأجر (المتشحط في دمه) المختضب به، زاد في رواية للطبراني:"يتمنى على الله ما يشتهي بين الأذان والإقامة"(إذا مات) المؤذن (لم يُدَوّد) ضبط على البناء للمجهول مشدد الواو. (في قبره) أي لم يقع فيه الدود،
= (1666)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6644).
(1)
انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 463).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 398) رقم (13469)، وانظر المجمع (1/ 326)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6643).
قال القرطبي (1): ظاهر هذا أن المؤذن المحتسب لا تأكله الأرض كالشهيد.
(طب (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، قال الهيثمي: فيه إبراهيم بن رستم (3) ضعفه ابن عدي ووثقه غيره وفيه أيضًا من لا تعرف ترجمته انتهى، قال الشارح: وفيه سالم الأفطس (4)، قال ابن حبان: يقلب الأخبار وينفرد بالمعضلات.
9116 -
"المؤذن أملك بالأذان، والإمام أملك بالإقامة. أبو الشيخ في كتاب الأذان عن أبي هريرة (ح) ".
(المؤذن أملك بالأذان) أي وقت الأذان أمره إليه إذا كان عارفًا عدلًا فلا يستأذن فيه الإِمام (والإمام أملك بالإقامة) فالحق له فيها فلا يقيم حتى يؤاذنه فيها وهذا على جهة الندب لا الإيجاب. (أبو الشيخ (5) في كتاب الأذان عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه.
9117 -
"المؤذنون أطول الناس أعناقًا يوم القيامة. (حم م هـ) عن معاوية (صح) ".
(المؤذنون أطول الناس أعناقًا) بفتح الهمزة، جمع عنق وروي بكسرها أي
(1) تفسير القرطبي (4/ 260).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (12/ 422) رقم (13554)، وفي الأوسط (1221)، وانظر المجمع (2/ 3)، وانظر العلل المتناهية (1/ 390)، وصعفه الألباني في ضعيف الجامع (5900)، والضعيفة (852).
(3)
انظر الكامل في ضعفاء الرجال (1/ 263).
(4)
انظر المغني (1/ 251).
(5)
أخرجه أبو الشيخ في كتاب الآذان كما في الكنز (20963)، وأخرجه ابن عدي في الكامل (4/ 12) وانظر: البدر المنير (3/ 419)، وقال المباركفوري (1/ 513)، ورواه أبو الشيخ من طريق أبي الجوزاء عن ابن عمه وفيه معارك وهو ضعيف، والبيهقي السنن (2/ 19)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5901)، والضعيفة (4669).
أشدهم إسراعًا إلى الجنة مأخوذ من مشي العنق (يوم القيامة) شوقًا إلى رحمة الله لأن المتشوق يمد عنقه إلى ما يتشوق إليه، وقيل: معناه أكثر ثوابًا، من قولهم لفلان عنق من الخير أي قطعة منه وأكثر الناس رجاءًا لأن من رجا شيئًا طال إليه عنقه، وقيل مد العنق كناية عن الفرح كما أن خضوعها كناية عن الحزن، وعلى كل حال فهو فضيلة للمؤذنة. (حم م هـ (1) عن معاوية) ولم يخرجه البخاري، وقال المصنف: إنه متواتر.
9118 -
"المؤذنون أمناء المسلمين على فطرهم وسحورهم. (طب) عن أبي محذورة"(ح).
(المؤذنون أمناء المسلمين على فطورهم وسحورهم)[4/ 306] لأنهم يفطرون عند أذانهم المغرب ويتركون أكلة السحر عند أذانهم الفجر فهو إعلام للمؤذنين أن يتحروا ذلك ويوفون بحق هذه الأمانة فمن قصر في ذلك فهو من الخائنين وفيه ألا يقوم بالأذان إلا عارفًا بالأوقات. (طب (2) عن أبي محذورة) رمز المصنف لحسنه، قال الهيثمي: سنده حسن، وقال ابن حجر: في سنده يحيى الحماني مختلف فيه.
9119 -
"المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم وحاجتهم. (هق) عن الحسن مرسلًا".
(المؤذنون أمناء المسلمين على صلاتهم) على معرفة أوقاتها (وحاجتهم) من فطورهم وسحورهم والأشغال المنوطة بالصلاة ذكره الرافعي قال: وقد يحتج به لندب عدالة المؤذن لأنه سماه أمينًا واللائق بحال الأمين كونه عدلًا انتهى،
(1) أخرجه أحمد (4/ 95)، ومسلم (387)، وابن ماجة (725).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 176) رقم (6743) وانظر المجمع (2/ 2)، والتلخيص الحبير (1/ 183)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6647).
قلت: عدالته أدلتها كثيرة فهي شرط فيه وهذه الأحاديث من أدلتها. (هق (1) عن الحسن مرسلًا) ورواه عنه الشافعي.
9120 -
"المؤمن يأكل في معي واحد، والكافر يأكل في سبعة أمعاء. (حم ق ت هـ) عن ابن عمر (حم م) عن أبي هريرة (م هـ) عن أبي موسى (صح) ".
(المؤمن يأكل في مِعىً) بكسر الميم مقصور منون (واحد) المعنى مذكر لم يسمع من العرب تأنيثه. (والكافر يأكل في سبعة أمعاء) قيل: هو في معى فاللام عهدية، وقيل: عام وهو تمثيل يكون المؤمن يأكل ما يتقوى به ويمسك رمقه ويعينه على الطاعة فكأنه يأكل في معي واحد بخلاف الكافر فإنها لشدة حرصه كأنه يأكل في أمعاء متعددة فالسبعة للتكثير، وقيل فيه غير ذلك، والأظهر هو الثاني، وإنه إعلام بأن هم المؤمن مرضاة ربه تعالى لا التوسع في المأكول فيكفيه القليل وعكسه الكافر فهمه استعمال طيباته في حياته الدنيا. (حم ق ت هـ عن ابن عمر، حم م عن جابر (حم ق هـ) عن أبي هريرة، م هـ (2) عن أبي موسى) قال المصنف رحمه الله: والحديث متواتر.
9121 -
"المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء. (حم م ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(المؤمن يشرب في معي واحد، والكافر يشرب في سبعة أمعاء) هو كالأول في معناه ولا سبيل إلى حمله على ظاهره لأن كم من كافر أقل أكلًا وشربًا من المؤمن
(1) أخرجه البيهقي في السنن (1/ 426)، والشافعي في مسنده (1/ 33)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6646).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 21)، والبخاري (5393)، ومسلم (2061)، والترمذي (1818)، وابن ماجة (3257) عن ابن عمر، وأخرجه أحمد (3/ 333) ومسلم (2601) عن جابر، وأخرجه أحمد (2/ 415)، والبخاري (5396)، ومسلم (2062) عن أبي هريرة، وأخرجه مسلم أيضًا (2062)، وابن ماجة (3258) عن أبي موسى.
وكم من كافر أسلم ولم يتغير حاله في أكله وشربه بعد إسلامه عما كان عليه قبله فالأحاديث مخبرة بشره الكافر وحبه الدنيا وحرصه عليها والمؤمن على خلاف ذلك. (حم م ت (1) عن أبي هريرة).
9122 -
"المؤمن مرآة المؤمن. (طس) والضياء عن أنس (صح) ".
(المؤمن مرآة المؤمن) أي يبصره من نفسه ما لا يراه هو بدونه، وقال الطيبي: المؤمن في إراءة عيب أخيه كالمرآة المجلوة التي تحكي كل ما ارتسم فيها من الصور ولو كان أدنى شيء، والمؤمن ينظر في خلق أخيه ما يتعرف ويلوح له في أموره فيستشف من وراء حاله تعريفات وتلويحات فإذا ظهر منه عيب فادح نافره وإن رجع صادقه، وقيل: معناه كن لأخيك كالمرآة تريه محاسن أحواله وتبعثه على الشكر وتمنعه عن الكبر وتريه قبائح أموره بلين في خفية تنصحه ولا تفضحه، قلت: وهو حث على أن يكون المؤمن لأخيه كذلك.
(طس والضياء (2) عن أنس) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي بعد عزوه للطبراني والبزار: فيه عثمان بن محمَّد من ولد ربيعة بن أبي عبد الرحمن، قال ابن القطان (3): الغالب على حديثه الوهم وبقية رجاله ثقات.
9123 -
"المؤمن مرآة المؤمن، والمؤمن أخو المؤمن: يكف عليه ضيعته، ويحوطه من ورائه. (خد د) عن أبي هريرة".
(المؤمن مرآة المؤمن) في عيوبه الأخلاقية كما أن المرآة لعيوبه الخلقية.
(والمؤمن أخو المؤمن) بنسب الإيمان {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] ووضحه بقوله: (يكف عليه ضيعته) ضيعة الرجل ما جعل الله منه معاشه أي
(1) أخرجه أحمد (2/ 375)، مسلم (2063)، والترمذي (1819).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (2114)، والضياء في المختارة (2186)، وانظر المجمع (7/ 264)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6655).
(3)
انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 154).
يجمع عليه أمره الذي يعيش منه (ويحوطه من ورائه) يحفظه في غيبته وبالأولى في حضرته تهذيب عنه من يغتابه ويرد عليه ويوصل إليه بره وإحسانه وينصحه وغير ذلك من شروط أخوة الإِسلام (خد د (1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال العراقي: إسناده حسن.
9124 -
"المؤمن للمؤمن كالبنيان يشد بعضه بعضًا. (ق ت ن) عن أبي موسى (صح) ".
(المؤمن للمؤمن كالبنيان) الحائط والجدار -ويجري على الألسن- أو كالبنيان ولا أعرفه في ألفاظ الحديث (يشد بعضه بعضًا) بتشابك أحجاره كذلك المؤمنون لا يتقوى المؤمن إلا بأخيه من أهل الإيمان فبنيان المؤمن إعانة المؤمنين في أمور الدنيا والدين (ق ت ن (2) عن أبي موسى).
9125 -
"المؤمن من أمنه الناس على أموالهم وأنفسهم، والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب. (هـ) عن فضالة بن عبيد (ح) ".
(المؤمن من أمنه الناس) أي ما من شأنه ذلك (على أموالهم وأنفسهم) وهذه صفة اشتقت له من صفة الإيمان والمراد كامل الإيمان من كان كذلك (والمهاجر) من خرج من دار الكفر إلى دار الإيمان في الأصل [4/ 307] فأخبر الشارع أن الذي يحق له أن يطلق عليه هذا الاسم هو: (من هجر الخطايا والذنوب) وتركها لله تعالى فهو إخبار أن الهجرة من ديار المعاصي لا تتم إلا بالهجرة عن دار معاصي نفسه (هـ (3) عن فضالة بن عبيد) ورواه عنه أيضًا الترمذي، وحسنه ورمز المصنف لحسنه.
(1) أخرجه البخاري في الأدب المفرد (239)، وأبو داود (4918)، وانظر تخريج أحاديث الإحياء (2/ 137)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6656)، والصحيحة (926).
(2)
أخرجه البخاري (481)، ومسلم (2585)، والترمذي (1928)، والنسائي (5/ 79).
(3)
أخرجه ابن ماجة (3934)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6658).
9126 -
"المؤمن يموت بعرق الجبين. (حم ت ن هـ ك) عن بريدة (ح) ".
(المؤمن يموت بعرق الجبين) يعرف موته بذلك وهو علامة إيمانه وذلك أنه لا يموت حتى تأتيه البشرى بحسن منقلبه فعند ذلك يستحي من ربه تعالى ويخجل ويفرح فيعرق جبينه، وقيل: معناه أن المؤمن يهون عليه شدة كرب الموت فلا يجد من شدته إلا قدر ما يعرق من جبينه ويؤيد الأول ما أخرجه الحكيم عن سلمان أنه قال عند موته: سمعت النبي صلى الله عليه وسلم يقول: "ارقب المؤمن عند موته ثلاثًا، فإن رشح جبينه وذرفت عيناه فهو رحمة نزلت به، وإن غط غطيط البكر المخنوق وخمد لونه وأزبد شدقه فهو عذاب"(1). (حم ت ن هـ ك (2) عن بريدة) رمز المصنف لحسنه، وقال الحاكم: صحيح على شرطهما وأقره الذهبي، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح، واعترضه الصدر المناوي (3) بأن قتادة رواه عن عبد الله بن بريدة ولا يعرف له سماع منه كما قاله الترمذي.
9127 -
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف. (حم) عن سهل بن سعد (صح) ".
(المؤمن يألف) غيره ويأنس به لسلامة صدره وحسن خلقه وصلاح طويته.
(ويؤلف) يألفه الناس لحسن حاله وكونه لهم إلفًا (ولا خير فيمن لا يألف) فإنه لسوء خليقته وقبيح طريقته وخبث طويته إلا أن يتركهم إيثارًا لتقواه وانفرادًا بطاعة مولاة وتبعيدًا لشره عنهم (ولا يؤلف) لأنه لا يترك الناس ألفته إلا لقبح
(1) أخرجه الحكيم الترمذي (1/ 414) وقال العراقي في تخريج أحاديث الإحياء (4/ 205): لا يصح.
(2)
أخرجه أحمد (5/ 350)، والترمذي (982)، والنسائي (4/ 6)، وابن ماجة (1452)، والحاكم (1/ 36)، وانظر المجمع (2/ 325)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6665).
(3)
انظر: كشف المناهج والتناقيح (رقم 1155).
حاله ولسوء خلقه ورداءة عشرته (حم (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي: رجال أحمد رجال الصحيح.
9128 -
"المؤمن يألف ويؤلف، ولا خير فيمن لا يألف ولا يؤلف، وخير الناس أنفعهم للناس. (قط) في الأفراد والضياء عن جابر".
(المؤمن يألف ويؤلف) كما سلف (وخير الناس) عند الله (أنفعهم للناس) لأنها تكثر أجوره ويكثر الألفون به ويكثر الألفة بالناس فذكره كالتذييل لما قبله (قط في الأفراد والضياء (2) عن جابر).
9129 -
"المؤمن يغار، والله أشد غيرًا. (م) عن أبي هريرة (صح) ".
(المؤمن يغار) تقدم تفسير المغيرة بأنها الحمية والأنفة (والله أشد غِيَرًا) ضبط بخط المصنف بكسر الغين المعجمة وفتح الياء جمع غيرة، وغيرة الله كراهته انتهاك حرمة فالغيرة من صفات الرب وصفات أهل الإيمان. (م (3) عن أبي هريرة) ونسبه في الفردوس إلى البخاري من حديث أبي سلمة.
9130 -
"المؤمن غِر كريم، والفاجر خب لئيم. (د ت ك) عن أبي هريرة"(صح).
(المؤمن غِر) بكسر المعجمة صفة مشبهة أن يغتر بكل أحد بحسن ظنه وسلامة صدره (كريم) شريف الأخلاق باذل لما عنده (والفاجر) الفاسق (خَب) بفتح المعجمة الخداع أو الساعي بالإفساد بين الناس (لئيم) مظنة لكل
(1) أخرجه أحمد (5/ 335)، وانظر المجمع (10/ 274)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6661) والصحيحة (426).
(2)
أخرجه الدارقطني في الأفراد والضياء (1637)، والطبراني في الأوسط (5787)، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد (8/ 165): فيه علي بن بهرام عن عبد الملك بن أبي كريمة ولم أعرفهما، والقضاعي في مسند الشهاب (129) وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6662)، والصحيحة (426).
(3)
أخرجه مسلم (2761).
شر ومكر فالمؤمن من طبعه الغرارة وقلة الفطنة للشرور وليس ذلك جهلًا منه، والفاجر من عادته الخبث والدهاء والتوغل في معرفة الشر وليس ذلك منه عقلًا، وقيل: المراد أن المؤمن لكرم أخلاقه وشرف طباعه يظهر لمن يخادعه الغرارة ولا يقابله بقبيح ما عرفه من قبيح أمره، والفاجر لوقاحته ولؤم طبعه يعامل بالخداع ويظهر للخداع ما أراد؛ ولذا يقال: إن الكريم وذا الإِسلام ينخدع. (د ت ك)(1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته والحاكم أخرجه من حديث الحجاج بن فُرافصة (2)، ثم قال الحجاج: عابد لا بأس به انتهى، وحكم القزويني بوضعه ورد عليه الحافظ ابن حجر وأطال.
9131 -
"المؤمن بخير على كل حال: تنزع نفسه من بين جنبيه وهو يحمد الله. (ن) عن ابن عباس (ح) ".
(المؤمن بخير) أي يتصل بالخير في جميع أحواله وملابس له (على كل حال: تنزع نفسه) أي روحه (من بين جنبيه وهو يحمد الله) فهو في السراء شاكر وفي الضراء حامد صابر وفي نظائره أحاديث عدة ولذا كان السلف يحمدون الله إذا جاءهم الموت كما قال معاذ رضي الله عنه لما أحس بالموت: مرحبًا بحبيب جاء على فاقة لا أفلح من ندم الحمد لله (ن (3) عن ابن عباس) رمز المصنف لحسنه.
9132 -
"المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد: يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس. (حم) عن سهل بن سعد (ح) ".
(1) أخرجه أبو داود (4790)، والترمذي (1964)، والحاكم (1/ 43)، وانظر أجوبة الحافظ ابن حجر على سراج الدين القزويني على المصابيح في آخر كشف المناهج (5/ 365)، وقال: قد أخرجه الحاكم من طريق عيسى بن يونس عن سفيان الثوري عن حجاج بن قرافصة عن يحيى بن أبي كثير به موصولًا إلخ. وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6653) والصحيحة (935).
(2)
انظر: المغني (1/ 150).
(3)
أخرجه النسائي (4/ 12)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6652).
(المؤمن من أهل الإيمان) أي منزلته منهم: (بمنزلة الرأس من الجسد) فسر هذا التشبيه قوله: (يألم المؤمن لأهل الإيمان) لأجل ما ينزل بهم مما يكرهونه ولأجل ما يأتونه مما لا يرضاه الله خوفًا عليهم من غضب الله (كما يألم الجسد لما في الرأس) وليس من كاملي أهل الإيمان من لا يغضب ويتألم بما يصيب المؤمنين، ويؤخذ منه أن من آذى مؤمنًا أو مؤمنين فإنه ليس من أهل الإيمان إذ من شأنه أن يتأذى بما أصابهم ويتألم فكيف ينزل بهم المكروه والأذية (حم (1) عن سهل بن سعد) رمز المصنف لحسنه.
9133 -
"المؤمن مكفر. (ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(المؤمن مكفر) بفتح الفاء اسم مفعول أصله مكفر عنه أي ذنوبه وخطاياه بما لا يزال يصيبه في الدنيا أو لمغفرة الله تعالى فهو تبشير للمؤمن بأن ذنوبه مكفرة (ك (2) عن سعد) أي ابن أبي وقاص رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: غريب صحيح ما خرجاه لجهالة محمَّد بن عبد العزيز راويه.
9134 -
"المؤمن يسير المؤنة. (حل هب) عن أبي هريرة (ض) ".
(المؤمن يسير المؤنة) قليل الكلفة لنفسه قليل الكلفة على إخوانه لا يكلف أحدا من حاله شيئًا زاد القضاعي في روايته كثير المعونة فهو معوان للإخوان خفيف المؤنة على أهل الإيمان (حل هب (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه؛ لأنه قال أبو نعيم بعد سياق سنده غريب من حديث إبراهيم يريد: ابن
(1) أخرجه أحمد (5/ 340)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6659) والصحيحة (1137).
(2)
أخرجه الحاكم (1/ 58)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6657) والصحيحة (2367).
(3)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 46)، والبيهقي في الشعب (6177)، وانظر الموضوعات لابن الجوزي (2/ 281)، والمصنوع (1/ 155)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5909)، والضعيفة (4673).
أدهم وابن عجلان يريد الذي روى عنه إبراهيم انتهى. وجزم ابن الجوزي بوضعه، وقال محمَّد بن سهل: أحد رواته كان يضع الحديث وتعقبه المصنف بأن له طريقًا أخرى يريد به البيهقي إلا أن فيها ابن لهيعة وغيره كأنه يريد المصنف أنها تخرج الحديث عن الوضع إلى الضعف.
9135 -
"المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم، أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم. (حم خد ت هـ) عن ابن عمر"(صح).
(المؤمن الذي يخالط الناس، ويصبر على أذاهم) أي الذي يألف ويؤلف (أفضل من المؤمن الذي لا يخالط الناس، ولا يصبر على أذاهم) فالحديث دليل على ترجيح الخلطة على العزلة وللناس خلاف طويل كما قاله الغزالي مع أن كلًّا منهما لا تخلو عن غوائل تنفر عنها وفوائد تدعو إليها، وميل أكثر العباد والزهاد إلى العزلة والإنفراد، وميل الشافعي وأحمد إلى خلافه واستدل كل بمذهبه بما يطول، قال: والإنصاف أن الترجيح يختلف باختلاف الناس، فقد تكون العزلة لشخص أفضل والخلطة لآخر أفضل فالقلب المستعد للإقبال على الله، المنتهي لإستغراقه في شهود الحضرة العزلة له أولى والعالم بدقائق الحلال والحرام مخالطته للناس ليعلمهم وينصحهم في دينهم أولى، وهكذا ألا ترى أنه صلى الله عليه وسلم ولّى خالد بن الوليد وعمرو بن العاص وقال لأبي ذر:"إني أراك ضعيفًا وإني أحب لك ما أحب لنفسي، لا تتأمرن على اثنين". (حم خد ت هـ (1) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحافظ في فتح الباري (2): إسناده حسن.
(1) أخرجه أحمد (2/ 43)، والبخاري في الأدب المفرد (388)، والترمذي (2507)، وابن ماجة (4032)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6651)، والصحيحة (939).
(2)
انظر: فتح الباري (10/ 512).
9136 -
"المؤمن أكرم على الله من بعض ملائكته. (هـ) عن أبي هريرة".
(المؤمن كرم على الله من بعض ملائكته) يحتمل أنه أريد به الأنبياء عليهم السلام أو نبينا صلى الله عليه وسلم أو مطلق المؤمن الذي قام بما وجب وباجتناب ما نهي عنه والتكريم يحتمل في كل أمر فيكون أفضل، أو في أمر دون أمر فلا يكون أفضل وللناس نزل في هذه المسألة طويل وعصبيات (هـ (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وهو من رواية أبي المهزم، قال الحافظ العراقي: أبو المهزم (2) تركه شعبة وضعفه ابن معين.
9137 -
"المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال. ابن النجار عن جابر".
(المؤمن أخو المؤمن: لا يدع نصيحته على كل حال) إذ ذلك من شأن الأخ ففيه أن المناصحة من شأن أهل الإيمان وأن من تركها أو لم يقبلها لا يدخل في زمرة الكملة منهم. (ابن النجار (3) عن جابر).
9138 -
"المؤمن لا يثرب عليه شيء أصابه في الدنيا، إنما يثرب على الكافر. (طب) عن ابن مسعود (ض) ".
(المؤمن لا يثرب) من التثريب: وهو اللوم (عليه شيء أصابه في الدنيا) لا يلام على ما ارتكبه من المعاصي التي قد حد عليها في الدنيا أو تاب منها (إنما يثرب على الكافر) فإنه يوبخ ويقرع على ما أسلفه زيادة في نكاله، وفي الفردوس أنه قاله صلى الله عليه وسلم في قضية أبي الهيثم بن التيهان، حين أكل عنده لحمًا وبسرًا ورطبًا
(1) أخرجه ابن ماجة (3947)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5903).
(2)
انظر المغني (2/ 750)، والضعفاء لابن الجوزي (3/ 209)، والضعفاء للنسائي (1/ 110).
(3)
أخرجه ابن النجار كما في الكنز (687)، وانظر كشف الخفاء (2/ 385)، وفيض القدير (6/ 256)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5902).
وماء عذبًا، فقيل: يا رسول الله هذا من النعيم الذي نسأل عنه يوم القيامة؟ فقال: ذلك (1) وعليه فيكون المراد لا يوبخ ولا يقرع على ما ناله من نعيم الدنيا لأنه أطاع وحمد وشكر من أولاه إياها بخلاف [4/ 309] الكافر (طب (2) عن ابن مسعود)، رمز المصنف لضعفه، وفيه عمرو بن مرزوق (3) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: كان يحيى بن سعيد لا يرضاه ووثقه غيره، والكلبي تركه القطان وابن مهدي.
9139 -
"المؤمن كيس فطن حذر. القضاعي عن أنس".
(المؤمن كيس) عاقل (فطن) حاذق والفطنة حدة البصيرة (حذر) عن ارتكاب ما يغضب مولاه، ولا ينافيه ما تقدم من أنه "غر كريم" لما أسلفناه ولما يأتي. (القضاعي (4) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال العامري: حسن غريب، وتعقبه الشارح وقال: ليس في ما زعمه بمصيب بل فيه أبو داود اليمني كذاب، قال في الميزان عن يحيى: كان أكذب الناس ثم سرد له عدة أخبار هذا منها، وقال ابن عدى: أجمعوا على أنه كان وضاعًا.
9140 -
"المؤمن هين لين، حتى تخاله من اللين أحمق. (هب) عن أبي هريرة".
(المؤمن هين) بالتخفيف من الهون: السكينة والوقار (لين) بزنته وقيل يجري التشديد كما يأتي من اللين وهو ضد الخشونة (حتى تخاله) بالخاء
(1) أخرجه الترمذي (2396).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (10/ 210) رقم (10496) وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5908)، والضعيفة (4672) وقال: ضعيف جدًّا.
(3)
انظر المغني (2/ 489).
(4)
أخرجه القضاعي في مسند الشهاب (128)، وانظر الميزان (3/ 307)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5904)، والضعيفة (760): موضوع.
المعجمة: تظنه (من اللين أحمق) تظنه لكثرة لينه غير منتبه لطريق الحق، وفيه أن سهولة الطباع ولطف الأخلاق من صفات أهل الإيمان وضدها من صفات ضدهم (هب (1) عن أبي هريرة)، سكت عليه المصنف، وقال مخرجه عقيب إخراجه: تفرَّد به يزيد بن عياض وليس بقوي، وروى من وجه آخر صحيح مرسلًا انتهى. وفي الضعفاء للذهبي: يزيد بن عياض (2) قال النسائي وغيره: متروك.
9141 -
"المؤمن واه راقع، فالسعيد من مات على رقعة. البزار عن جابر".
(المؤمن واه) اسم فاعل من وهى الثوب إذا بلي خارق لدينه بالذنوب (راقع) لذنبه بالتوبة فهو لا يزال بين الذنب والتوبة قال جار الله: شبهه بمن ويُهي ثوبُه فَيرْقَعه (فالسعيد من مات على رقعة) أي على توبة فكل عبد محتاج إلى التوبة (البزار (3) عن جابر) سكت عليه المصنف، وقال العراقي تبعًا للمنذري: سنده ضعيف وبينه تلميذه الهيثمي فقال: فيه عند الثلاثة سعيد بن خالد الخزاعي (4) وهو ضعيف.
9142 -
"المؤمن منفعة: إن ماشيته نفعك، وإن شاورته نفعك، وإن شاركته نفعك، وكل شيء من أمره منفعة. (حل) عن ابن عمر".
(المؤمن منفعة) بينه بقوله (إن ماشيته نفعك وإن شاورته نفعك) بالإرشاد
(1) أخرجه البيهقي في الشعب (8127)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5907)، والضعيفة (4671).
(2)
انظر المغني (2/ 752).
(3)
أخرجه البزار كما في المجمع (10/ 333)، والطبراني في الأوسط (1867)، وفي الصغير (179)، والبيهقي في الشعب (7123)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 46)، وضعفه العراقي في تخريج الإحياء (8/ 124)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5906).
(4)
انظر المغني (1/ 257).
والتأنيس والاستفادة وغير ذلك (وإن شاركته) في أمر دنياه أو دينه. (نفعك) بالإعانة لك (وكل شيء من أمره منفعة) فصل بعض المنافع ثم أجملها وأفاد أنه لا يكون المؤمن إلا نفعًا بالضار لأهل الإيمان خارج عن رتب كمالهم بل الذي لا نفع فيه لا ينضم إلى شريف مقامهم. (حل (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقد قال مخرجه: غريب بهذا اللفظ تفرد به ليث بن أبي سليم عن مجاهد.
9143 -
"المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة كان حمله ووضعه وسنه في ساعة واحدة كما يشتهي. (حم ت هـ حب) عن أبي سعيد (صح) ".
(المؤمن إذا اشتهى الولد في الجنة) إذا أحب وجود الأولاد. (كان حمله ووضعه وسنه) التي يحب المؤمن أن يكون عليها. (في ساعة واحدة) لأنها دار اللذات فلا ألم بالحمل ولا استكراه لمدته ولا ألم بالوضع، ولا شغلة بتربية الصبي بل يحدثه الله عز وجل (كما يشتهي) في ساعة واحدة، إلا أنه قد ثبت عند العقيلي وغيره أن الجنة لا يكون فيها ولادة، قيل: فالمراد هنا أنه إذا اشتهى المؤمن كان كما ذكر لكنه لا يشتهي ذلك أصلًا.
قال الترمذي: اختلف أهل العلم في هذا فقال بعضهم: في الجنة جماع ولا يكون فيها ولد وهكذا يروى عن طاووس ومجاهد والنخعي.
وقال إسحاق بن إبراهيم: في هذا الحديث إذا اشتهى ولكنه لا يشتهي، ولذا روي في حديث لقيط:"إن أهل الجنة لا يكون لهم ولد"(2).
وقال جماعة: بل فيها الولد إذا اشتهاه الإنسان ورجحه الأستاذ أبو سهل
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 129)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5905).
(2)
أخرجه الترمذي (2563).
الصعلوكي.
قلت: ويؤيده أن أول حديث أبي سعيد عند هناد في الزهد: قلنا: يا رسول الله، إن الولد من قرة العين وتمام السرور فهل يولد لأهل الجنة؟ فقال: "إذا اشتهى
…
" إلى آخره (1).
وأخرجه الأصبهاني في الترغيب عن أبي سعيد الخدري ولم يرفعه قال: "إن الرجل من أهل الجنة يتمنى الولد فيكون حمله ورضاعه وفطامه وشبابه في ساعة واحدة"(2).
وأخرجه البيهقي مرفوعًا بلفظ: "إن الرجل يشتهي الولد في الجنة فيكون
…
" إلخ (3)، وأخرجه الحاكم في التاريخ والبيهقي بلفظ: "إن الرجل من الجنة ليولد له الولد كما يشتهي يكون حمله، وفصاله، وشبابه في ساعة واحدة".
قلت: ولا ينافى ذلك حديث [4/ 310] لقيط السابق، وفيه: غير أنه لا توالد لأن المنفي ترتيب الولادة على الجماع غالبًا كما هو في الدنيا والمثبت هنا حصول الولد عند اشتهائه كما يحصل الزرع عند اشتهائه ولا زرع في الجنة في سائر الأوقات وقد ثبت أن الله تعالى ينشيء للجنة خلقًا يسكنهم فضلها فلا مانع من إنشاء الولد بين أهلها، انتهى كلام الترمذي، وفي حادي الأرواح (4) لابن القيم كلام في ذلك. (حم ت هـ حب (5) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته،
(1) أخرجه هناد في الزهد (93).
(2)
أخرجه ابن حبان (2636) موارد الظمآن.
(3)
أخرجه ابن ماجة (4338)، وأحمد (3/ 9).
(4)
حادي الأرواح (ص 268).
(5)
أخرجه أحمد (3/ 9، 80)، والترمذي (2563)، وابن ماجة (4338)، وابن حبان (7404)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6649).
وفي الميزان تفرَّد به سعيد بن خالد الخزاعي (1)، وقد ضعفه أبو زرعة وغيره.
9144 -
"المؤمنون هينون لينون كالجمل الأنف: إن قيد انقاد، وإذا أنيخ على صخرة استناخ. ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، (هب) عن ابن عمر".
(المؤمنون هينون لينون) بالتخفيف فيهما، قال ابن العربي تخفيفهما للمدح وتثقيلهما للذم، وقيل: هما سواء والأصل التثقيل كميت وميت، والمراد بهما ما سلف قريبًا في المفرد في ما قبل هذا بثلاثة أحاديث. (كالجمل الأنف) بفتح الهمزة وكسر النون أي المأنوف: وهو الذي عقر الجساس أنفه فهو لا يمتنع على قائده للوجع الذي به، يقال أنف البعير: إذا اشتكى أنفه من ألم البرة فهو أنف بالقصر وروي بالمد. قال الزمخشري (2): والأول الصحيح، وقال في شرح المصابيح: المد خطأ، وقد بين الحديث وجه الشبه بقوله:(إن قيد انقاد) أي ينقاد لكل قائد من صغير وكبير ولذا غيرت صيغته. (وإذا أنيخ) طلبت منه الإناخة. (على صخرة استناخ) طاوع من أناخه؛ كذلك المؤمن ينقاد في سبيل الخير لكل قائد ويقعد للخير عند كل قاعد، لا يأنف من الخير حيث وجد ولا يأبى من القعود لحوائج العباد حيث أقعد مع صيانته للدين ومحافظته على الحسوبة عند المعاصي التي لا تكون في المؤمن عندها. (ابن المبارك عن مكحول مرسلًا، هب (3) عن ابن عمر)، وتعقَّبه مخرجه بأن المرسل أصح انتهى، وذلك لأن في المسند عبد اللَّه بن عبد العزيز بن أبي رواد (4) أورده الذهبي في الضعفاء وقال: قال أبو حاتم: أحاديثه منكرة، وقال الجنيد: لا يساوي فلسًا،
(1) انظر الميزان (3/ 195).
(2)
الفائق (1/ 62).
(3)
أخرجه ابن المبارك في الزهد (387) عن مكحول مرسلًا، وأخرجه البيهقي في الشعب (8129)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6669).
(4)
انظر المغني (1/ 345)، وضعفاء العقيلي (2/ 279).
وقال العقيلي في الضعفاء: هذا الحديث من منكرات عبد العزيز لأن عبد الله رواه عن أبيه عبد العزيز.
9145 -
"المؤمنون كرجل واحد: إن اشتكى رأسه اشتكى كله، وإن اشتكى عينه اشتكى كله. (حم م) عن النعمان بن بشير (صح) ".
(المؤمنون كرجل واحد) بينه قوله: (إن اشتكى رأسه اشتكى كله، وإن اشتكى عينه اشتكى كلهـ) هو كما سلف قريبًا "إن المؤمن من أهل الإيمان بمنزلة الرأس من الجسد" يألم المؤمن لأهل الإيمان كما يألم الجسد لما في الرأس، فليس بمؤمن من لا يتألم بما يصاب به المؤمنون ويسعى في دفع ما نزل بهم، كما يسعى في دفع الألم الذي يخاف نزوله به ويسعى في رفعه إن نزل بهم فهذا شأن المؤمن، وفيه أن من أنزل بأهل الإيمان المضرة ليس من المؤمنين بل من لم يتألم لنزولها بأي مؤمن ولم يسع بجهده في دفعها ورفعها فليس بكامل الإيمان.
(حم م (1) عن النعمان بن بشير) وخرجه البخاري بما يقرب من لفظه.
9146 -
"الماهر بالقرآن مع السفرة الكرام البررة، والذي يقرؤه ويتعتع فيه وهو عليه سياق له أجران. (ق د هـ) عن عائشة (صح) ".
(الماهر بالقرآن) الحاذق به الذي لا يتوقف ولا يشق عليه قراءته لجودة حفظه وإتقانه ورعاية مخارج حروفه (مع السفرة) معدود فيهم وهم الملائكة الكتبة جمع سافر: وهو كاتب السفر وهو الكتاب، سموا بذلك لأنهم ينقلون الكتب الإلهية المنزلة إلى الأنبياء (الكرام البررة) جمع بار: المطيعين لله، أي معهم في المقامات الرفيعة في الجنات، وقيل: عامل فعلهم، وقال القاضي (2): الماهر بالقرآن حافظ له أمين عليه يؤديه إلى المؤمنين، يكشف لهم ما التبس
(1) أخرجه أحمد (4/ 271)، ومسلم (2586).
(2)
شرح مسلم (6/ 84 - 85).
عليهم: معدود من عدد السفرة، فإنهم الحاملون لأصله الحافظون له ينزلون به على رسل الله يؤدون إليهم ألفاظه ويكشفون لهم معانيه (والذي يقرؤه ويتعتع) من التعتعة في الكلام: التردد (فيه) لحصر أو عي أو سوء حفظ (وهو عليه سياق، له أجران) أجر لقراءته وآخر لمشقته، ولا يلزم أنه أفضل من الماهر لأن كون الماهر مع السفرة أفضل من الآجرين. (ق د هـ (1) عن عائشة) وقد رواه أهل السنن كلهم.
9147 -
"المتباريان لا يجابان ولا يؤكل طعامهما. (هب) عن أبي هريرة"(ض).
(المتباريان) من المباراة وهي المعارضة وهما هنا [4/ 311] من يتعارضان في فعل الطعام مغالبة (لا يجابان) إذا دعيا لحضور الطعام (ولا يؤكل طعامهما) لأنهما صنعاه لوجه محضور فلا يعانان عليه بل يعاقبان بالهجر وعدم الإجابة، ومن هنا كره البعض حضور الولائم فقيل له: كان السلف يحضرونها فقال: كانوا يدعون للمؤاخاة والمواساة وأنتم تدعون للمباهاة والمكافأة. (هب (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لضعفه.
9148 -
"المتحابون في الله على كراسي من ياقوت حول العرش. طب) عن أبي أيوب (صح) ".
(المتحابون في الله) يكونون (على كراسي من ياقوت حول العرش) أكرمهم الله لإكرامهم فيه أحبابه وحبهم لأجله (طب (3) عن أبي أيوب) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه البخاري (4937)، ومسلم (798)، وأبو داود (1454)، والترمذي (2904)، والنسائي (5/ 20)، وابن ماجة (3779).
(2)
أخرجه البيهقي في الشعب (6068)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6671) والصحيحة (626).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 150) رقم (3973)، والبيهقي في الشعب (9000)، وانظر الميزان =
وقال الهيثمي: فيه عبد الله بن عبد العزيز وقد وثق على ضعف كثير انتهى، وأورده في الميزان من حديثه وقال: قال البخاري منكر الحديث، وقال أبو حاتم: لا يشتغل به، والنسائي: ضعيف، وابن حبان: اختلط آخرًا فاستحق الترك انتهى، وقال العلائي: لا بأس بإسناده.
9149 -
"المتشبع بما لم يعط كلابس ثوبي زور. (حم ق د) عن أسماء بنت أبي بكر، (م) عن عائشة (صح) ".
(المتشبع) الذي يظهر أنه شبعان وليس بشبعان أو المتكلف إسرافًا في الأكل وزيادة على الشبع ومن الأول أخذ هذا اللفظ في الحديث وأريد هنا كما قاله النووي: الذي يظهر أنه حصل له فضيلة وليست بحاصلة (كلابس ثوبي زور) وهو من يزور على الناس فيلبس لباس ذوي التقشف ويتزيا بزي أهل الزهد والصلاح والعلم وليس هو بتلك الصفة وأضاف الثوبين إلى الزور لأنهما لبسا لأجله فالإضافة لأدنى ملابسة والتثنية اعتبارًا بالرداء والإزار، وفيه تحريم ادعاء ما ليس له من الفضائل وبالفعل أو القول. (حم ق د عن أسماء بنت أبي بكر، م عن عائشة)(1)، قالت: جاءت امرأة إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فقالت: إن لي زوجًا وضرة وأني أتشبع من زوجي أقول أعطاني وكساني كذا وهو كذب فذكره.
9150 -
"المتعبد بغير فقه كالحمار في الطاحون. (حل) عن واثلة".
(المتعبد بغير فقه) في عبادته من سنة ولا كتاب (كالحمار في الطاحون) يتعب نفسه ولا يدري ماذا يعمل ولا لمن يعمل، وفيه ذم للجهل وأهله بليغ وحث
= (4/ 138)، والمجمع (10/ 277)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5910): موضوع.
(1)
أخرجه أحمد (6/ 345)، والبخاري (5219)، ومسلم (2130)، وأبو داود (4997) عن أسماء، وأخرجه مسلم (2129) عن عائشة.
على تعلم العلم، وتقبيح للاشتغال بالعبادة مع الجهل. (حل (1) عن واثلة) سكت عليه المصنف وهو من رواية محمَّد بن إبراهيم بن العلاء الدمشقي الزاهد، قال في الميزان عن ابن عدي: إنه كذاب، وقال ابن حبان: لا يحل الرواية عنه إلا للاعتبار كان يضع الحديث وساق له أخبارًا هذا منها، وقال ابن الجوزي: حديث لا يصح، محمَّد بن إبراهيم وضاع، وتعقبه المصنف بأن له متابعًا.
9151 -
"المتم الصلاة في السفر كالمقصر في الحضر. (قط) في الأفراد عن أبي هريرة".
(المتم الصلاة) الرباعية (في السفر كالمقصر في الحضر) فكما أنه يحرم القصر في الحضر يحرم الإتمام في السفر وبه أخذ من أوجب القصر في السفر (قط (2) في الأفراد عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف، وقال ابن الجوزي في التحقيق (3): فيه بقية مدلس وشيخ الدارقطني أحمد بن محمَّد بن مغلس كان كذابًا.
9152 -
"المتمسك بسنتي عند فساد أمتي له أجر شهيد (طس) عن أبي هريرة"(ح).
(المتمسك بسنتي) طريقتي التي أنا عليها في شريعتي (عند فساد أمتي) وهو
(1) أخرجه أبو نعيم في الحلية (5/ 219)، وانظر الميزان (6/ 33)، والمجروحين (2/ 301) ، الموضوعات (1/ 262)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5911)، والضعيفة (782): موضوع.
(2)
أخرجه الدارقطني في الأفراد (5570) وقال: غريب من حديثه عنه تفرد به بقية بن الوليد عن أبي يحيى المدني عنه، والديلمي في الفردوس (6605)، وانظر العلل المتناهية (1/ 443)، والدارية في تخريج أحاديث الهداية (1/ 213)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5912).
(3)
انظر: التحقيق في أحاديث الخلاف (1/ 495 رقم 767 و 768).
ابتداعها البدع وهجرها السنن (له أجر شهيد) وفي رواية البيهقي: "مائة شهيد"، وذلك أنه لا يتمسك بالسنة عند الفساد إلا من صبر على الأذى وكيد العدا وآثر الأخرى على الأولى، فكم من اتبع السنة أو دعا إليها من جهلة المبتدعة من الإيذاء والرمي بكل داهية ما ينال به من الله أجر الشهيد أو يقعد به مقاعد السعداء والحمد لله إذ كنا ممن دعا إلى السنة ونفي البدعة سرًّا وجهرًا حضرًا وسفرًا وأوذينا وعودينا ونسب إلينا كل فرية ورد الله كيد كل كائد في نحوه ولينصرن الله من ينصره، ويأبى الله إلا أن يتم نوره (طس (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه محمَّد بن صالح العدوي لم أجد من ترجمه وبقية رجاله ثقات.
9153 -
"المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي كالقابض على الجمر. الحكيم عن ابن مسعود".
(المتمسك بسنتي عند اختلاف أمتي) بالابتداع (كالقابض على الجمر) في مشقة التمسك بالسنة لأنه يؤذى ويعادى ولا غرو فإنه خليفة الأنبياء ووارث علمهم وقد نالوا من الأذى في ذات الله ما هو معروف فلمن تابعهم خصه [4/ 312] وارث من ذلك. (الحكيم الترمذي (2) عن ابن مسعود).
9154 -
"المجالس بالأمانة. (خط) عن علي".
(المجالس بالأمانة) أي الجلساء أمناء على أحاديث بعضهم بعضًا لا يفشوا بها وأمناء على جلسائهم يناصحونهم ولا يغشونهم، وفيه حث على مجالسة أهل الديانة ومجانبة أهل الخيانة، وفيه أنه لا ينبغي للجليس أن يسمع أو يرى في
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5414)، وانظر المجمع (1/ 172)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5913)، والضعيفة (327).
(2)
أخرجه الحكيم في نوادر الأصول (1/ 119)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6676).
المجلس ما يحرم إلا نهى فاعله وإلا فهو خيانة. (خط (1) عن علي) ورواه ابن ماجة بهذا اللفظ من حديث جابر سكت عليه المصنف، وقال العامري في شرح الشهاب: حديث صحيح وتبعه الحضرمي اليمني، وقال الحافظ ابن حجر في الفتح: سنده ضعيف.
9155 -
"المجالس بالأمانة إلا ثلاث مجالس: سفك دم حرام، أو فرج حرام، أو اقتطاع مال بغير حق. (د) عن جابر (ح) ".
(المجالس بالأمانة) لا يفشي ما وقع فيها (إلا ثلاثة مجالس) إذا اتفق فيها أمور وجب إفشاؤها (سفك دم حرام) ولو بالجراحة ولم يبلغ القتل (أو فرج حرام) وطئه زنًا أو لواطًا (أو اقتطاع مال) أخذه. (بغير حق) قيل: المراد من قال في المجلس: أريد قتل فلان، أو الزنا بفلانة، أو أخذ مال فلان؛ فإنه لا يجوز للمستمعين حفظ سره بل يجب إفشاؤه دفعًا للمفسدة، وقيل: إنه إذا حضر مجلسًا فيه منكر يستره إلا أن يكون أحد هذه الثلاثة والأول أقرب. (د (2) عن جابر رمز) المصنف لحسنه، وقال المنذري: ابن أخي جابر مجهول، يريد الذي رواه عن جابر، قال: وفيه أيضًا عبد الله بن نافع الصائغ (3) روى له مسلم وفيه كلام.
9156 -
"المجاهد من جاهد نفسه في الله (ت حب) عن فضالة بن عبيد (ح) ".
(المجاهد) حقيقة (من جاهد نفسه) على فعل الطاعات ومنها الجهاد في سبيل الله وعلى ترك المنكرات وبالجملة فكل طاعة لا تتم إلا بجهاد النفس (ت
(1) أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (14/ 23)، والقضاعي في الشهاب (3)، وأخرجه أحمد (3/ 342) عن جابر بن عبد الله، وانظر فتح الباري (11/ 82)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6678).
(2)
أخرجه أبو داود (4869)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5914).
(3)
انظر المغني (1/ 360)، والضعفاء للنسائي (1/ 64).
حب (1) عن فضالة بن عبيد) رمز المصنف لحسنه وقال العلائي: هذا حديث حسن وإسناده جيد ورواه أحمد والطبراني.
9157 -
"المحتكر ملعون. (ك) عن ابن عمر (صح) ".
(المحتكر) الذي يحفظ الطعام ترقبا للغلاء. (ملعون) لأنه يريد بالعباد السوء ويحب ما نالهم من المشقة وفيه تحريم الاحتكار وتقدم فيه: "من احتكر" الكلام. (ك (2) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: صحيح، واستدرك عليه الذهبي، وقال: قلت: علي بن سالم (3) ضعيف.
9158 -
"المحرمة لا تنتقب، ولا تلبس القفازين. (د) عن ابن عمر (صح) ".
(المحرمة) صفة لمحذوف أي المرأة للحج أو للعمرة (لا تنتقب) لا تضع النقاب على وجهها لأن فيه إحرامها كما أن إحرام الرجل في رأسه ولا يلزم من ذلك جواز إبرازها وجهها كما استدل بذلك من قال بجواز رؤية وجه الأجنبية لما حققناه في حواشي ضوء النهار في كتاب الحج وفي اللباس (ولا تلبس القفازين) بقاف مضمومة ففاء مشددة ثوب على اليدين يحشى بنحو قطن ففيه تحريم لبسها لهما. (د (4) عن ابن عمر) رمز المصنف لصحته وهو في البخاري بلفظ: "لا تنتقب المرأة المحرمة ولا تلبس القفازين".
9159 -
"المحروم من حرم الوصية. (هـ) عن أنس".
(المحروم) من خير الآخرة (من حرم الوصية) قاله صلى الله عليه وآله وسلم لما قيل له: مات فلان، قال:"أليس كان عندنا آنفًا" قالوا: مات فجأة، فذكره،
(1) أخرجه الترمذي (1621)، وابن حبان (11/ 5)(4706)، وأحمد (6/ 20)، والطبراني في الكبير (18/ 309) رقم (797)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6679).
(2)
أخرجه الحاكم (2/ 11)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5915).
(3)
انظر المغني (2/ 448)، والضعفاء لابن الجوزي (2/ 194).
(4)
أخرجه البخاري (1826)، وأبو داود (1825)، والترمذي (833).
وفيه تعظيم شأن الوصية، وهي واجبة لمن له أو عليه دين مسنونة في حق غيره (هـ (1) عن أنس بن مالك) سكت عليه المصنف وضعفه المنذري لأن فيه درست بن زياد البزار قال في الكاشف (2): وهاه أبو زرعة عن يزيد الرقاشي وقد مر ضعفه.
9160 -
"المختلعات هن المنافقات. (ت) عن ثوبان (ض) ".
(المختلعات) صفة لمحذوف أي النساء أو الزوجات اللائي يطلبن الخلع من الأزواج (هن المنافقات) أريد بالنفاق هنا كفران العشير فإن غالب من تطلب الخلع والطلاق كافرة لحق الزوج (ت (3) عن ثوبان) رمز المصنف لضعفه قال الترمذي في العلل: سألت عنه محمدًا -يعني البخاري- فلم يعرفه.
9161 -
"المختلعات والمتبرجات هن المنافقات. (حل خط) عن ابن مسعود".
(المختلعات) المراد من ليس بداخلات تحت قوله تعالى: {إِلَّا أَنْ يَخَافَا أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَإِنْ خِفْتُمْ أَلَّا يُقِيمَا حُدُودَ اللَّهِ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا فِيمَا افْتَدَتْ بِهِ} [البقرة: 229] فإن هؤلاء مأذون لهن في الخلع (والمتبرجات) المظهرات الزينة للأجانب (هن المنافقات) فيه حصر النفاق عليهن مبالغة. (حل خط (4) عن ابن مسعود) رواه أبو يعلى عن أبي هريرة بلفظه.
(1) أخرجه ابن ماجه (2700)، وانظر: الترغيب والترهيب (4/ 169)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5916).
(2)
انظر الكاشف (1/ 384).
(3)
أخرجه الترمذي (1186)، وانظر علل الترمذي للقاضي (1/ 174)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6681).
(4)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (8/ 376) وقال: غريب، وأخرجه أبو يعلى (6237) عن أبي هريرة، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5917).
9162 -
"المدبر من الثلث. (هـ) عن ابن عمر (ح) ".
(المدبر) هو المملوك الذي تعلق عتقه بموت سيده عتقه: (من الثلث) من التركة سبيله سبيل الوصية ولفظ الحديث في الفردوس معزوًا لابن ماجة: "المدبر لا يباع ولا يوهب وهو حر من الثلث"(هـ (1)[4/ 313] عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه، وقال ابن حجر: روي مرفوعًا وموقوفًا والصحيح وقفه وأما رفعه فضعيف وذلك لأن فيه علي بن ظبيان العبسي، قال في الميزان عن أبي حاتم: متروك وعن ابن معين: كذاب خبيث.
9163 -
"المدبر لا يباع ولا يوهب، وهو حر من الثلث. (قط هق) عن ابن عمر".
(المدبر لا يباع ولا يوهب، وهو حر من الثلث) هو دليل من قال: لا يباع وأجازه آخرون، وقالوا: الحديث ضعيف (قط هق (2) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف، وقال: مخرجه لم يسنده غير عبيدة بن حسان وهو ضعيف وإنما هو من قول ابن عمر، قال: ولا يثبت مرفوعًا ورواته ضعفاء.
9164 -
"المدعي عليه أولى باليمين، إلا أن تقوم عليه البينة. (هق) عن ابن عمرو (ح) ".
(المدعي عليه) إذا أنكر (أولى باليمين) أي هي حق عليه واجب (إلا أن تقوم عليه البينة) فإنه لا يمين لأنها بدل عنها (هق (3) عن ابن عمرو) رمز
(1) أخرجه ابن ماجة (2514) قال البوصيري (3/ 96): هذا إسناد ضعيف، وانظر التلخيص الحبير (4/ 215)، والميزان (5/ 164)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5918): موضوع.
(2)
أخرجه الدارقطني (4/ 138) وقال: هذا هو الصحيح موقوف وما قبله لا يثبت مرفوعا، والبيهقي في السنن (10/ 314)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5919): موضوع.
(3)
أخرجه البيهقي في السنن (10/ 256)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6682).
المصنف لحسنه.
9165 -
"المدينة حرم آمن. أبو عوانة عن سهل بن حنيف".
(المدينة) النبوية. (حرم آمن) بالمد صفة لحرم وروى بغير مد وسكون الميم أي ذات أمن أي من الطاعون أو من الدجال أو من أن يصاد صيدها ويعضد شجرها فهي كمكة في حرمتها (أبو عوانة (1) عن سهل بن حنيف).
9166 -
"المدينة خير من مكة (طب هق) في الأفراد عن رافع بن خديج".
(المدينة خير من مكة) لأنها مهاجره صلى الله عليه وسلم ومهبط الوحي وأرض الإِسلام ومحل أنصار الله وفيها قبره صلى الله عليه وسلم والخلاف بين العلماء فاش في تفضيل أحد البلدين على الآخر. (طب قط (2) في الأفراد عن رافع بن خديج) سكت عليه المصنف وفيه محمَّد بن عبد الرحمن بن أبي رواد ضعفه ابن عدي وقال الأزدي: لا يكتب حديثه ثم أورد له هذا الخبر، قال في الميزان عقيبه: قلت: هو ليس بصحيح وقد صح في مكة خلافه.
9167 -
"المدينة قبة الإِسلام، ودار الإيمان، وأرض الهجرة، ومتبوأ الحلال والحرام. (طس) عن أبي هريرة".
(المدينة قبة الإِسلام، ودار الإيمان) لأن ظهوره كان منها الظهور الحقيقي الذي كان بعده الجهاد ولأن فيها أمن أهل الإِسلام. (وأرض الهجرة) لأنها مهاجره صلى الله عليه وسلم. (ومتبوأ الحلال والحرام) لأن منها خرجت الأحكام وظهر دين
(1) أخرجه أبو عوانة (3/ 239، 240)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6686).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 288) رقم (4450)، والدارقطني في الغرائب والأفراد (2057 أطرافه)، وابن عدي في الكامل (6/ 190)، والبخاري في التاريخ (476)، وانظر الميزان (6/ 233)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5920).
الإِسلام (طس (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وقال الهيثمي: فيه عيسى بن ميناء قالون (2) وحديثه حسن وبقية رجاله ثقات، قال ابن حجر في تخريج المختصر وتفرد به قالون راوي نافع وهو صدوق عن عبد الله بن نافع وفيه لين وشيخ ابن نافع هو المثنى واسمه سليمان بن يزيد الخزاعي (3) وهو ضعيف والحديث غريب جدًّا سندًا ومتنًا.
9168 -
"المراء في القرآن كفر. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(المراء في القرآن) أي الشك في كونه كلام الله. (كفر) وقيل: الخوض فيه: بأنه قديم أو محدث فإنه أدى إلى سفك الدماء وتكفير العباد بعضهم لبعض أو يتتبع الآيات المتشابهات ليدفع بعضه ببعض ويتطرق إليه القدح والطعن وغير ذلك، بل من حق الناظر في الآيات الإيمان بها في علمه من معانيها حمدا لله عليه وما جهله وكّل علمه إلى الله وقد أخرجه أيضًا أحمد من حديث أبي هريرة وفيه الزيادة:"فما عرفتم فاعملوا به وما جهلتم فردوه إلى عالمه". (د ك (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
9169 -
"المرء في صلاة ما انتظرها. عبد بن حميد عن جابر"(صح).
(المرء في صلاة ما انتظرها) أي يؤجر مدة انتظاره للصلاة أجر من هو في صلاة. وتقدم. (عبد بن حميد (5) عن جابر) رمز المصنف لصحته.
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (5618)، وانظر المجمع (3/ 298)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5921)، والضعيفة (761).
(2)
انظر: المغني (2/ 502).
(3)
سبق.
(4)
أخرجه أبو داود (4603)، وأحمد (2/ 300)، والحاكم (2/ 223)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6687). والصحيحة (2419).
(5)
أخرجه عبد بن حميد (1052)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6688)، والصحيحة (2368).
9170 -
"المرء كثير بأخيه. ابن أبي الدنيا في الإخوان عن سهل بن سعد".
(المرء كثير بأخيه) أي في الدين أو النسب فإنه يعضده على أموره، قال العسكري أراد أنه وإن كان الرجل قليلًا في نفسه بتفرده فإنه يكثر بأخيه إذا ظاهره على الأمر وساعده عليه فكان قليلًا حين انفراده كثيرًا عند اجتماعه بأخيه فهو كحديث:"اثنان فما فوقهما جماعة"(1) وفيه اتخاذ الإخوان الذين هم على الخير أعوان وإلا فالإخوان الخوان ضرهم أكثر من نفعهم للإنسان:
وما أكثر الإخوان حين تعدهم
…
ولكنهم في النائبات قليل (2)
(ابن أبي الدنيا (3) في الإخوان عن سهل بن سعد) ورواه القضاعي وقال شارحه العامري: إنه غريب.
9171 -
"المرء مع من أحب (حم ق 3) عن أنس (ق) عن ابن مسعود (صح) ".
(المرء مع من أحب) يحشر معهم وينزل في الآخرة منازلهم إن أحب أهل الخير لحق بهم أو أهل الشر عد من جملتهم وهو [4/ 314] أيضًا في دار الدنيا ينسب إلى من يحبه ويقاربه ويواصله:
عن المرء لا تسأل وسل عن قرينه
…
فكل قرين بالمقارن يقتدي (4)
والحديث حث على حب الأخيار والاتصال بالأبرار وتجنب الأشرار والأغيار والإنسان حيث وضع نفسه يدرك سعده في الدارين ويحسه، والخير ينجذب في الأخيار، والشرير يأرز إلى الأشرار والحديث عظيم في باب الرَّجاء
(1) أخرجه ابن ماجة (972).
(2)
هذا البيت المنسوب إلى طرفة بن العبد (ت86 - 160هـ).
(3)
أخرجه ابن أبي الدنيا في الإخوان (24) والقضاعي في مسند الشهاب (186)، والديلمي في الفردوس (6625)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5922)، والضعيفة (1895).
(4)
هذا البيت منسوب للإمام الشافعي (ت 150 - 204).
ولذا قال أنس: ما فرحوا بعد الإِسلام بشيء كفرحهم بهذا الحديث. (حم ق 3 عن أنس. ق (1) عن ابن مسعود) قال: جاء رجل إلى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: كيف تقول في رجل أحب قومًا ولما يلحق بهم فذكره، قال العلائي: الحديث مشهور أو متواتر لكثرة طرقه وعده المصنف في الأحاديث المتواترة.
9172 -
"المرء مع من أحب، وله ما اكتسب. (ت) عن أنس".
(المرء مع من أحب، وله ما اكتسب) من صالحات الأعمال فيه إشارة إلى أنه لا بد من الأعمال الصالحة لتلحقه بالصالحين وأنه لا ينفع الحب بلا عمل ثم ليعلم أن المراد بالحب المأذون فيه شرعًا فمن أحب عيسى عليه السلام وجعله لله ولدا فما أحبه ولا هو معه وكذلك من أحب عليًّا عليه السلام حب الغلاة. (ت (2) عن أنس).
9173 -
"المرأة لآخر أزواجها (طب) عن أبي الدرداء (خط) عن عائشة (ض) ".
(المرأة لآخر أزواجها) أي تكون في الآخرة لآخر زوج في الدنيا، قال البيهقي: ولذا حرم أزواجه صلى الله عليه وسلم على المؤمنين لأنهن أزواجه في الآخرة وحديث: "إن المرأة في الجنة تكون لأحسن أزواجها في الدنيا أخلاقًا"(3) لا ينافي هذا لأن ذي الأخلاق الحسنة لا يفارق أهله إلا بالموت إذ من حسن الخلق الصبر على المرأة المخلوقة من ضلعة عوجاء. (طب عن أبي الدرداء. قط (4) عن عائشة)
(1) أخرجه أحمد (3/ 104)، والبخاري (3688)، ومسلم (2639)، وأبو داود (5127)، والترمذي (2386)، والنسائي (11178) عن أنس، وأخرجه البخاري (6168)، ومسلم (2640) عن عبد الله بن مسعود.
(2)
أخرجه الترمذي (2386)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5923).
(3)
أخرجه عبد بن حميد (1212).
(4)
أخرجه الطبراني في المعجم الكبير (4/ 270)، وفي الأوسط (3130) عن أبي الدرداء، وأخرجه الخطيب في تاريخه (9/ 228) عن عائشة، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6691) =
رمز المصنف لضعفه، وقال العراقي: إسناده ضعيف.
9174 -
"المرأة عورة، فإذا خرجت استشرفها الشيطان. (ت) عن ابن مسعود (صح) ".
(المرأة عورة) العورة سوءة الإنسان وكلما يستحي منه كني بها عن وجوب الاستتار (فإذا خرجت استشرفها الشيطان) أصل الإشراف وضع الكف فوق الحاجب في رفع الرأس لينظر، والمراد أن الشيطان يرفع بصره إليها ليغويها أو يغوي بها فيوقع أحدهما أو كلاهما في الفتنة ويحتمل أن يراد به شيطان الإنس وهو الفاسق فإنه إذا رآها بارزة طمح بنظره إليها فأغواها وغوى، فما دامت في خدرها لا يطمع الشيطان فيها وفي إغواء الناس بها فإذا خرجت طمع وأطمع لأنها من حبائله، وهو حث للنساء لزوم البيوت. (ت (1) عن ابن مسعود) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: حسنٌ غريبٌ.
9175 -
"المرض سوط الله في الأرض، يؤدب به عباده. الخليلي في جزء من حديثه عن جرير البجلي".
(المرض سوط الله في الأرض؛ يؤدب به عباده) على ما ارتكبوه فما أصابهم من مصيبة فبما كسبت أيديهم، ولا ينافيه ما فيه من الأجور لأنها على الصبر لا على نفس الألم وأما الألم فإنه تكفير للذنوب. (الخليلي (2) في جزء من حديثه عن جرير البجلي).
9176 -
"المريض تحات خطاياه كما يتحات ورق الشجرة. (طب) والضياء عن أسد بن كرز (صح) ".
= والصحيحة (1281).
(1)
رواه الترمذي (1173)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6690).
(2)
أخرجه الخليل كما في الكنز (6690)، وفيض القدير (6/ 267)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5927).
(المريض تحات خطاياه) أصله تتحات (كما يتحات ورق الشجرة) في رواية: "في يوم عاصف" فهو عقوبة على الذنوب ومذهب لها .. (طب والضياء (1) عن أسد بن كرز) رمز المصنف لصحته.
9177 -
"المِزْرُ كله حرام: أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره. (طب) عن ابن عباس (ض) ".
(المِزْرُ) بكسر الميم ثم زاي ثم راء نبيذ يتخذ من نحو ذرة وبر وشعير. (كله حرام: أبيضه وأحمره وأسوده وأخضره) أي بأي لون تلون فإنه حرام (طب (2) عن ابن عباس) رمز المصنف لضعفه.
9178 -
"المستبان ما قالا فعلى الباديء منهما حتى يعتدي المظلوم. (حم م د ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(المستبان) الذي يسب كل واحد منهما الآخر (ما قالا) أي إثم قولهما (فعلى الباديء منهما) لأنه مسبب السبب والداعي إلى تلك المخاصمة لأن من أجابه فاعل لما جاز له من الانتصار فليس عليه شيء بل الإثم على البادي لما قاله وتسبب به إلى شغل أخيه بالكلام والجواب (حتى يعتدى المظلوم) بأن يجاوز حد الجزاء ويخارف في الإجابة ويتكلم بما لا يحل فيشارك البادي في الإثم، وقيل: المعنى إذا سبه فرد عليه كان كفافًا فإن زاد [4/ 315] بالغضب والتعصب كان ظالمًا (حم م د ت (3) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
9179 -
"المستبان شيطانان يتهاتران ويتكاذبان. (حم خد) عن عياض بن
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (6/ 235) رقم (6086)، والضياء في المختارة (1428)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5928).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (11/ 101) رقم (11176)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6693)، وضعفه في الضعيفة (4675).
(3)
أخرجه أحمد (2/ 235)، ومسلم (2587)، وأبو داود (4894)، والترمذي (1981).
حمار (صح) ".
(المستبان شيطانان متهاتران) كل منهما ينتقص صاحبه ويرميه بالباطل من الهتر وهو الباطل من القول، وقيل يتقاولان ويتقابحان في القول من الهتر بالكسر الباطل والسقط من الكلام (ويتكاذبان) أي من شأنهما ذلك لأنه يولد الغضب بينهما كل قبيح فيكذب كل واحد منهما على الآخر ويرميه بكل باطل، وهو تحذير من المسابة وإنها وإن جازت مقابلة الكلمة القبيحة بمثلها لكن غالب حال العبد أن لا يقتصر على ما أذن له فيه، وما أصدق هذا الحديث في المتهاجين من الشعراء. (حم خد (1) عن عياض بن حمار) قال: قلت: يا رسول الله رجل من قومي سبني وهو دوني عليّ بأس أن أنتصر فذكره، رمز المصنف لصحته، وقال العراقي: إسناده صحيح.
9180 -
"المستحاضة تغتسل من قُرء إلى قُرء. (طس) عن ابن عمرو (ض) ".
(المستحاضة) وهي التي حدثها دائم. (تغتسل) للحيض. (من قُرء إلى قُرء) ولا تغتسل لدم الاستحاضة وان أوجب تجديد الوضوء لكل صلاة إن وقتت، ولأحكامها تفاصيل معروفة. (طس (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه بقية ومضى أنه يدلس.
9181 -
"المستشار مؤتمن. (4) عن أبي هريرة (ت) عن أم سلمة (هـ) عن ابن مسعود".
(1) أخرجه أحمد (4/ 162)، والبخاري في الأدب (426)، وانظر: تخريج أحاديث الإحياء (3/ 79)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6696).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (426)، وانظر المجمع (1/ 281)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6699).
(المستشار) الذي يطلب منه الرأي في الحادثة، وحقيقة المشورة استخراج صواب رأيه واستئناف الكلمة من قولهم، شار العسل استخرجه من موضعه وأخلصه (مؤتمن) استأمنه من أهله للاستشارة بما أفضاه إليه من سره وطلبه من وجه الرأي فيه، فيجب عليه أن يتحرى له وجه الصواب ولا يشير عليه إلا بما يفعله لنفسه لو كائنا لحادثة معه ثم يحفظ سره وما أخبره به، وإن لم يجد رأيًا فلا يتكلف ما لا يعرف صوابه. (4 عن أبي هريرة، ت عن أم سلمة، هـ (1) عن ابن مسعود) وهو متواتر كما قاله المصنف.
9182 -
"المستشار مؤتمن: إن شاء أشار، وإن شاء لم يشر. (طب) عن سمرة (ح) ".
(المستشار مؤتمن) أخذ المشورة من صفات أهل الإيمان {وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ} [الشورى: 38]، ويقال: المشاورة حصن من الندامة وزين وسلامة ونعم المؤازرة المشاورة (إن شاء أشار) بما يراه صوابًا. (وإن شاء لم يشر) لأنه لا يجب عليه إلا أن الأولى له إن كان ذا رأي أن يشير على أخيه من باب التعاون على البر والتقوى. (طب (2) عن سمرة) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الهيثمي: رواه الطبراني في الأوسط من طريقين في أحدهما إسماعيل بن موسى وهو ضعيف، وفي الأخرى عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك، وقال ابن الجوزي: حديث لا يثبت.
(1) أخرجه أبو داود (5128)، والترمذي (2822)، وابن ماجة (3745) عن أبي هريرة، وأخرج الترمذي (2823) عن أم سلمة، وأخرجه ابن ماجه (3746) عن ابن مسعود، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6700).
(2)
أخرجه الطبراني في الكبير (7/ 219) رقم (6914)، وفي الأوسط (5879)، وانظر المجمع (8/ 96)، وانظر كذلك العلل المتناهية (2/ 2/ 746، 747)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5930) وقال: ضعيف جدًّا.
9183 -
"المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليشر بها هو صانع لنفسه. (طس) عن علي (ح) ".
(المستشار مؤتمن، فإذا استشير فليشر) وجوبًا إن أشار (بما هو صانع لنفسه) لأن الدين النصيحة وأنه يجب على المؤمن أن يرى لأخيه ما يراه لنفسه.
(طس (1) عن علي) رمز المصنف لحسنه إلا أنه قال الطبراني عقيب إخراجه: لم يروه إلا عبد الرحمن بن عيينة البصري انتهى. قال الحافظ ابن حجر: لولاه لكان الحديث حسنًا لأن رجاله موثقون إلا هو فلم أر له ذكرًا إلا في هذا الحديث والمستغرب آخره انتهى.
9184 -
"المسجد بيت كل مؤمن. (حل) عن سلمان".
(المسجد بيت كل مؤمن) أي من شأن المؤمن أن يبادر إلى المسجد ويعاوده ويلازمه ويصونه كما يصنعه في بيته، قال الطبري: فيه أنه لا بأس بالإقامة فيه والأكل والشرب والانتفاع فيما يحل وهو كحديث السبعة وفيه: "رجل معلق قلبه بالمساجد". (حل (2) عن سلمان) سكت عليه المصنف. وقال مخرجه بعد ذكر قصة غريبة: لم نكتبه إلا من حديث صالح المري وصالح ضعيف انتهى؛ ورواه الطبراني والقضاعي بسند ضعيف لكن قال السخاوي: له شواهد كحديث أبي نعيم "المساجد مجالس الكرام"(3) فقول العامري: شارح الشهاب صحيح خطأ صريح.
9185 -
"المسجد الذي أسس على التقوى مسجدي هذا. (م ت) عن أبي
(1) أخرجه الطبراني في الأوسط (2195)، وأحمد في العلل ومعرفة الرجال (2/ 481 رقم 3157)، وأبو الشيخ في الأمثال (29). وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5931).
(2)
أخرجه أبو نعيم (6/ 176)، والطبراني في الكبير (6/ 254) رقم (6143)، والقضاعي (72)، والبيهقي في الشعب (2950)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6702)، والصحيحة (716).
(3)
أخرجه أبو نعيم (5/ 123).
سعيد (حم ك) عن أبي (صح) ".
(المسجد الذي أسس على التقوى) الذي وصفه الله بهذا (مسجدي هذا) يشير إلى مسجد المدينة وإلى هذا ذهب جماعة، وقال الآخرون: إنه مسجد قباء ولا ينافيه هذا الحديث؛ لأنه إذا كان مسجد قباء بتلك الصفة فمسجده أولى، وقال الحافظ العراقي في شرح الترمذي: الأصح أنه مسجد المدينة، وأطال في تقرير ذلك، ولابن القيم في الهدي (1):[4/ 316] كلام وجه به أن كلًّا من المسجدين متصف بتلك الصفة (م ت عن أبي سعيد. حم ك (2) عن أبي).
9186 -
"المسك أطيب الطيب. (م ت) عن أبي سعيد (صح) ".
(المسك) المعروف في الأطياب. (أطيب الطيب) قيل: يجوز كونه حكمًا شرعيًّا وكونه إخبارًا عاديًا. (م ت (3) عن أبي سعيد).
9187 -
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده. (م) عن جابر (صح) ".
(المسلم) الكامل الإِسلام. (من سلم المسلمون) اللام الداخلة على المسلم للجنس كما عرف في الأصول والمعاني فالمراد جنس المسلم لا الجماعة منهم (من لسانه) فإنها مصدر كل خير وشر (ويده) فإنه التفسير بالأقوال أو الأفعال والأول للأول والثاني للثاني، وتقدم الكلام فيه مرارًا (م (4) عن جابر) وقد أخرجه البخاري من حديث ابن عمر كما ذكره المصنف نفسه في الدرر.
(1) زاد المعاد (1/ 376).
(2)
أخرجه مسلم (1398)، والترمذي (3099) عن أبي سعيد الخدري، وأخرجه أحمد (5/ 116)، والحاكم (2/ 334) عن أبي بن كعب.
(3)
أخرجه مسلم (2252)، والترمذي (991)، والنسائي في المجتبى (1905).
(4)
ومسلم (41)، وأخرجه أخرجه البخاري (10) عن ابن عمرو.
9188 -
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم. (حم ت ن ك) عن أبي هريرة".
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمؤمن) الكامل إيمانه (من أمنه الناس على دمائهم وأموالهم) تقدم هذا كله عدة مرات (حم ت ن ك (1) عن أبي هريرة) وفي رواية الحاكم زيادة: "والمجاهد من جاهد نفسه في طاعة الله والمهاجر من هجر الخطايا والذنوب".
9189 -
"المسلم أخو المسلم. (د) عن سويد بن حنظلة (ح).
(المسلم أخو المسلم) مأخوذ من الآية {إِنَّمَا الْمُؤْمِنُونَ إِخْوَةٌ} [الحجرات: 10] فلكل مسلم على أخيه حقوق الأخوة وقد سلفت في حرف الحاء المهملة مفصلة. (د (2) عن سويد بن حنظلة) وفي نسخة الشارح: ابن الحنظلية، وقال: وفي نسخة ابن حنظلية وهو صحابي معروف رمز المصنف لحسنه وهو في البخاري وله قصة.
9190 -
"المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه. (خ د ن) عن ابن عمرو (صح) ".
(المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده) يدخل فيه أذيته بالقلم كتابة.
(والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه) كما سلف فإنه لا يتم أن يكون مهاجرًا وإن خرج من دار الكفر بل هجرته للمعاصي يعد بها مهاجرًا ولو كان في منزله فإنها لم تجب الهجرة عن دار الكفر إلا ليترك المعاصي فليهاجر العبد عن دار فسق نفسه وفجوره. (خ د ن (3) عن ابن عمرو) ولم يخرجه مسلم.
(1) أخرجه أحمد (2/ 163)، والترمذي (2627)، والنسائي (8/ 104)، والحاكم (1/ 10)، وابن حبان (180) وصححه الألباني في صحيح الجامع (6710).
(2)
أخرجه أبو داود (3256)، وأخرجه البخاري (2442)، ومسلم (2580) عن ابن عمر.
(3)
أخرجه البخاري (10)، وأبو داود (2481)، والنسائي (8/ 105).
9191 -
"المسلم مرآة المسلم: فإذا رأى به شيئًا فليأخذه. ابن منيع عن أبي هريرة".
(المسلم مرآة المسلم: فإذا رأى به شيئًا) مما يكره نقاه في ثوبه أو بدنه (فليأخذه) ثم يريه إياه كما ورد في خبر آخر (ابن منيع (1) عن أبي هريرة) سكت عليه المصنف وفيه يحيى بن عبيد الله (2) قال الذهبي: غير ثقة.
9192 -
"المسلمون إخوة لا فضل لأحد على أحد إلا بالتقوى. (طب) عن حبيب بن خراش (ح) ".
(المسلمون إخوة) جمعهم تسب الإِسلام (لا فضل لأحد على أحد) بنسب ولا شرف (إلا بالتقوى) فالتقي له الفضل على غيره، ولا تعرف التقى إذ التقى محلها القلب فلا ينبغي أن يحتقر مسلم مسلمًا. (طب (3) عن حبيب بن خراش) بالخاء المعجمة آخره شين معجمة رمز المصنف لحسنه، وقال الهيثمي: فيه عبد الرحمن بن عمرو بن جبلة وهو متروك.
9193 -
"المسلمون شركاء في ثلاث: في الكلأ، والماء، والنار. (حم د) عن رجل (ح) ".
(المسلمون شركاء في ثلاث) لا يختص بها أحد دون أحد (في الكلأ) الذي ينبت في الموات (والماء) ماء السماء والعيون والآبار التي لا مالك لها (والنار) الحطب الذي يحتطب من المباح أو الحجارة التي يورى بها النار أو النار
(1) أخرجه ابن منع كما في المطالب العالية (2734)، والبخاري في الأدب المفرد (239)، والديلمي في الفردوس (6587)، وضعفه الألباني كما في ضعيف الجامع (5933)، والسلسلة الضعيفة (1889)، وقال: ضعيف جدًّا.
(2)
انظر المغني (2/ 738).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 25) رقم (3547)، وانظر المجمع (8/ 84)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5934)، والضعيفة (4677): موضوع.
نفسها، قال البيضاوي: الاشتراك في النار أنه لا يمنع من الاستصباح بها والاستضاءة بضوئها لكن للموقد أن يمنع أخذ جذوة منها وقد تكرر هذا مرارًا.
(حم د (1) عن رجل) من المهاجرين رمز المصنف لحسنه.
9194 -
"المسلمون على شروطهم. (د ك) عن أبي هريرة (صح) ".
(المسلمون على شروطهم) التي تقع بينهم الجائزة شرعًا فيجب الوفاء بها (د ك (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، قال الذهبي: لم يصححه: يعني الحاكم.
9195 -
"المسلمون عند شروطهم، ما وافق الحق من ذلك. (ك) عن أنس وعائشة (صح) ".
(المسلمون عند شروطهم، ما وافق الحق) هذا تقييد للأول (من ذلك) إشارة إلى الشرط وهو كحديث: "كل شرط ليس في كتاب الله فهو باطل". (ك (3) عن أنس وعائشة) رمز المصنف لصحته، وفيه عبد العزيز بن عبد الرحمن الجزري البالسي عن خصيف عن عطاء، قال أحمد عبد العزيز: أحاديثه كذب موضوعة، وقال الذهبي في المهذب (4): هو واهٍ، وقال ابن القطان (5): خصيف ضعيف، وقال ابن حجر: رواه الحاكم والبيهقي عن أنس وهو واهٍ وعن عائشة وهو واهٍ.
9196 -
"المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ (طب) عن رافع بن خديج
(1) أخرجه أحمد (5/ 364)، وأبو داود (3477)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6713).
(2)
أخرجه أبو داود (3594)، والحاكم (2/ 49)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6714).
(3)
أخرجه الحاكم (2/ 49)، والبيهقي في السنن (7/ 249)، والدارقطني (3/ 27)، وانظر فتح الباري (4/ 452)، والتلخيص الحبير (3/ 23)، والتحقيق في أحاديث الخلاف (2/ 177)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6716).
(4)
انظر: المهذب في اختصار الكبير (11394).
(5)
انظر: بيان الوهم والإيهام (3/ 426).
(ض) ".
(المسلمون عند شروطهم فيما أُحِلَّ) أي فيما أحله الله لا فيما حرمه (طب (1) عن رافع بن خديج) رمز المصنف لضعفه، وقال الهيثمي: فيه حكيم بن جبير وهو متروك، وقال أبو زرعة: محله الصدق.
9197 -
"المشّاؤون إلى المساجد في الظلم أولئك الخواضون في رحمة الله. (هـ) عن أبي هريرة (ح) ".
(المشّاؤون إلى المساجد في الظلم) جمع ظلمة إلى الصلاة أو اعتكاف أو أي طاعة (أولئك الخواضون في رحمة الله)[4/ 317] لما قاسوه من قصد بيوت الله في الساعات المظلمة وإيثار ذلك على السكون في البيوت والدعة (هـ (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لحسنه، وقال مغلطاي في شرح أبي داود (3): حديث ضعيف لضعف أبي رافع الأنصاري (4) المزني البصري أحد رواته، فإنه وإن قال فيه البخاري مقارب الحديث فقد قال أحمد: منكر الحديث انتهى.
9198 -
"المصائب والأمراض والأحزان في الدنيا جزاء. (ص حل) عن مسروق مرسلًا".
(المصائب والأمراض) عطف خاص على عام (والأحزان) كذلك ويحتمل أنه لا سيما مصيبة لأنه يتفرع عنها: (في الدنيا جزاء) على الأعمال يبين {وَمَا
(1) أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 275) رقم (4404)، وانظر المجمع (4/ 205)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6715).
(2)
أخرجه ابن ماجة (779)، وانظر العلل المتناهية (1/ 407)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5936). والضعيفة (3059).
(3)
أظنه ابن ماجه بدل أبي داود، لأن كلام مغلطائي هذا في شرح مغلطائي لابن ماجه (1/ 1295).
(4)
انظر المغني (1/ 80).
أَصَابَكُم مِّن مُّصِيبَةٍ فَبِمَا كَسَبَتْ أَيْدِيكُمْ} وتقدَّم مرارًا. (ص حل (1) عن مسروق مرسلًا) قال أبو نعيم: عزيز من الحديث الفضيل -يريد ابن عياض- ما كتبته إلا من هذا الوجه.
9199 -
"المصيبة تبيض وجه صاحبها يوم تسود الوجوه. (طس) عن ابن عباس".
(المصيبة) إذا صبر العبد عليها ورضي (تبيض وجه صاحبها) يكون له نورًا يظهر عليه علامة على رضا الله عنه (يوم تسود الوجوه) وعرف من الكتاب العزيز {وَأَمَّا الَّذِينَ ابْيَضَّتْ وُجُوهُهُمْ فَفِي رَحْمَةِ اللهِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ} [آل عمران 107](طس (2) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وضعَّفه المنذري، وقال الهيثمي: فيه سليمان بن مرقاع (3) منكر الحديث.
9200 -
"المضمضة والاستنشاق سنة، والأذنان من الرأس. (خط) عن ابن عباس".
(المضمضة والاستنشاق سنة) طريقة من طرق الوضوء وليس المراد بها المقابل للعرض لأنه اصطلاح لا يفسر به الحديث بل هي أعم من ذلك (والأذنان من الرأس) فيمسحان كمسحه فليسا من الوجه ولا هما عضوان مستقلان. (خط (4) عن ابن عباس) سكت عليه المصنف، وفيه محمَّد بن محمَّد
(1) أخرجه سعيد بن منصور في السنن (700)، والروياني (1447)، والقضاعي (298)، وأبو نعيم (8/ 119)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6717)، وانظر السلسلة الضعيفة (2924).
(2)
أخرجه الطبراني في الأوسط (4622)، وانظر الترغيب والترهيب (4/ 144)، والمجمع (2/ 291)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5937)، والضعيفة (4678).
(3)
انظر المغني (1/ 283).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخ بغداد (6/ 384)، والدارقطني (1/ 99)، وانظر التلخيص الحبير (1/ 101)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5938).
الباغندي (1) أورده الذهبي في الضعفاء وقال ابن عدي: أرجو أنه كان لا يتعمد الكذب وسويد بن سعيد (2) منكر الحديث والقاسم بن غصن ضعفه أبو حاتم وغيره وإسماعيل بن مسلم البصري (3) قال الذهبي: إنه واهٍ مجمع على ضعفه انتهى. ورواه الدارقطني من هذا الوجه فنبَّه على ما فيه، وقال الغرياني في حاشية مختصر الدارقطني: فيه القاسم بن غصن ضعفه أبو حاتم ووثقه غيره وعنه سويد بن سعيد له مناكير وضعَّفه النسائي، وقال ابن حجر: الحديث ضعيف.
9201 -
"المطلقة ثلاثًا ليس لها سكنى ولا نفقة. (ن) عن فاطمة بنت قيس (صح) ".
(المطلقة ثلاثًا ليس لها سكنى ولا نفقة) في مدة العدة وعلله في بعض طرق الحديث إنما يجبان عليه ما كانت له عليها الرجعة وإليه ذهب جماهير وفيها خلاف قديم في زمن عمر بن الخطاب، واستوفى ابن القيم في الهدي النبوي (4) الكلام فيه بما لا مزيد عليه. (ن (5) عن فاطمة بنت قيس) رمز المصنف لصحته وأخرجه مسلم بزيادة "إنما السكنى والنفقة لمن تملك الرجعة".
9202 -
"المعتدي في الصدقة كمانعها. (حم د ت هـ) عن أنس (ح) ".
(المعتدي في الصدقة) بأن يعطيها غير مستحقها وقيل الساعي يأخذ خيار المال فيؤدي إلى منع رب المال الصدقة في السنة الأخرى (كمانعها) في بقائها في ذمته أو في أنه لا ثواب له (حم د ت هـ (6) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال
(1) انظر المغني (2/ 629).
(2)
انظر المغني (1/ 290).
(3)
انظر المغني (1/ 87).
(4)
انظر: زاد المعاد (5/ 226).
(5)
أخرجه مسلم (1480)، والنسائي (6/ 74).
(6)
أخرجه أبو داود (1585)، والترمذي (646)، وابن ماجة (1808)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6719).
الترمذي: غريب من هذا الوجه، وقد تكلم أحمد في سعد بن سنان انتهى، وطعن فيه غير واحد من الأئمة.
9203 -
"المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض. (هـ) عن أنس (ض) ".
(المعتكف يتبع الجنازة، ويعود المريض) ولا يخل ذلك باعتكافه فإن له ذلك إن اشترطه وإلا فلا، وتمام الحديث:"وإذا خرج لحاجة قنع رأسه حتى يرجع". (هـ (1) عن أنس) رمز المصنف لضعفه، قال الذهبي في عنبسة بن عبد الرحمن (2) أحد رواته: قال أبو حاتم: يضع الحديث، ورواه عنه هياج بن بسطام (3) قال أحمد: هياج متروك الحديث.
9204 -
"المعتكف يعكف الذنوب، ويجري له من الأجر كأجر عامل الحسنات كلها. هـ (هب) عن ابن عباس (ضعيف) ".
(المعتكف يعكف الذنوب) يمنعها ويدفعها يقال اعتكفته عن حاجته منعته عنها. (ويجري له من الأجر) حال عكفته (كأجر عامل الحسنات كلها) وهذا أجر عظيم وفضل جسيم (هـ هب (4) عن ابن عباس) كتب عليه المصنف ضعيف.
9205 -
"المعروف باب من أبواب الجنة، وهو يدفع مصارع السوء. أبو الشيخ عن ابن عمر".
(المعروف باب من أبواب الجنة) فعله يدخل بابًا من أبوابها أو أن فيها بابًا يعرف بالمعروف (يدفع مصارع السوء) وتقدم تفسير المعروف وما فيه من
(1) أخرجه ابن ماجة (1777)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5939): موضوع.
(2)
انظر ضعفاء النسائي (1/ 76)، والمغني (2/ 494).
(3)
انظر ضعفاء النسائي (1/ 104)، وضعفاء ابن الجوزي (3/ 178).
(4)
أخرجه ابن ماجه (1781)، والبيهقي في الشعب (3964)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5940).
الأجور (أبو الشيخ (1) عن ابن عمر) سكت عليه المصنف. وفيه محمد بن القاسم الأزدي (2)، قال الذهبي في الضعفاء: كذبه أحمد والدارقطني عن عنبسة وهو متهم.
9206 -
"المعكر طرف من الظلم. (طب حل) والضياء عن حبشي بن جنادة (صح) ".
(المعكر) بالعين المهملة الساكنة وهو: المطل واللي (طرف من الظلم) من الموسر لحديث: "مطل الموسر ظلم" فلا يحل للموسر [4/ 318] فإن الظلم محرَّم لا يباح. (طب حل والضياء (3) عن حبشي بن جنادة) رمز المصنف لصحته.
9207 -
"المغبون لا محمود ولا مأجور. (خط) عن علي (طب) عن الحسن (ع) عن الحسين".
(المغبون) في ما باعه أو شراه إلا (محمود) لم يقصد الإحسان إلى من عامله فيحمد (ولا مأجور) لأنه لا نية له والأعمال بالنيات، والحديث تحذير عن الغبن وأنه ليس من صفات أهل الكمال. (خط عن علي، طب عن الحسن، ع (4) عن الحسين)، والحديث بجميع طرقه ضعيف، في الأول أحمد بن طاهر
(1) أخرجه ابن عدي في الكامل (5/ 262)، والديلمي في الفردوس (6646)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5941)، والضعيفة (4680).
(2)
انظر المغني (2/ 625).
(3)
أخرجه الطبراني في الكبير (4/ 17) رقم (3516)، وأبو نعيم (4/ 346)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5942)، والضعيفة (4681).
(4)
أخرجه الخطيب في تاريخه (4/ 212) عن علي بن أبي طالب، والطبراني في الكبير (3/ 83) رقم (2732) عن الحسن، وأبو يعلى (6783) عن الحسين، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5943)، والضعيفة (674).
البغدادي (1): ضعيف، وفي الثاني محمد بن هشام (2): ضعيف وبقية رجاله ثقات، وفي الثالث: أبو هاشم العباد، قال الذهبي: لا يكاد يعرف.
9208 -
"المغرب وتر النهار، فأوتروا صلاة الليل. (طب) عن ابن عمر (ح) ".
(المغرب وتر النهار) سميت نهارية لأنها عقيب النهار وإلا فهي ليلية (فأوتروا صلاة الليل) بالوتر المسنون. (طب (3) عن ابن عمر) رمز المصنف لحسنه ..
9209 -
"المقام المحمود: الشفاعة. (حل هب) عن أبي هريرة (صح) ".
(المقام المحمود) الذي ذكره الله في قوله {عَسَى أَنْ يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مَّحْمُودًا} [الإسراء: 79](الشفاعة) العظمى فإنها إذا أطلقت فهي المتبادرة لأنها أعظم الشفاعات وقد فصلها الحديث الطويل ذكره المصنف في الذيل. (حل هب (4) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
9210 -
"المقيم على الزنا كعابد وثن. الخرائطي في مساويء الأخلاق وابن عساكر عن أنس (ض) ".
(المقيم على الزنا) المداوم عليه في الإثم (كعابد وثن) في الجملة وإن لم يبلغ عذابه عذابه (الخرائطي في مساويء الأخلاق وابن عساكر (5) عن أنس) رمز
(1) انظر ضعفاء بن الجوزي (1/ 74). والميزان (1/ 234).
(2)
انظر الميزان (8/ 188).
(3)
أخرجه الطبراني في الصغير (1081)، والأوسط (8414)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6720)، والصحيحة (2814).
(4)
أخرجه أبو نعيم (8/ 372)، والبيهقي في الشعب (299)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6721) والصحيحة (2369).
(5)
أخرجه ابن عساكر (21/ 243)، والخرائطي في مساويء الأخلاق (477)، وانظر الترغيب =
المصنف لضعفه وضعَّفه المنذري وذلك لأن فيه إبراهيم بن الهيثم أورده الذهبي في الضعفاء (1) وقال الأزدي: متروك.
9211 -
"المكاتب عبد ما بقي عليه من مكاتبته درهم (د) عن ابن عمرو (ح) ".
(المكاتب عبد) له أحكامه (ما بقي عليه من مكاتبته) من مال الكتابة (درهم) فيه أنه لا يغنو منه بقدر ما أدى وهو قول أكثر وفيه خلاف معروف. (د (2) عن ابن عمرو) رمز المصنف لحسنه وصححه الحاكم.
9212 -
"المكثرون هم الأسفلون يوم القيامة. الطيالسي عن أبي ذر (ح) ".
(المكثرون) من الدنيا (هم الأسفلون يوم القيامة) لطول الحساب وترقب العقاب وعدم القيام بحق رب الأرباب وقد قيده حديث الأمن قال: هكذا وهكذا. (الطيالسي (3) عن أبي ذر) رمز المصنف لصحته وهو في الصحيحين بمعناه.
9213 -
"المكر والخديعة في النار. (هب) عن قيس بن سعد).
(المكر والخديعة في النار) أي صاحبهما (هب (4) عن قيس بن سعد) سكت
= والترهيب (3/ 190)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5944)، والصحيحة (4128).
(1)
انظر المغني (1/ 299).
(2)
أخرجه أبو داود (3926)، والبيهقي في السنن (10/ 324)، والترمذي (1260)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6722).
(3)
أخرجه الطيالسي (446)، وأخرجه البخاري (6443)، ومسلم (94) بمعناه.
(4)
أخرجه البيهقي في الشعب (5268)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6825)، والصحيحة (1057).
عليه المصنف وفي الميزان: في سنده لين وذلك لأن فيه أحمد بن عبيد (1)، قال ابن معين: صدوق له مناكير والجراح بن مليح، قال الدارقطني: ليس بشيء ووثقه غيره، وخالف الذهبي فقال في الكبائر: سنده قوي.
9214 -
"المكر والخديعة والخيانة في النار (د) في مراسيله عن الحسن مرسلًا".
(المكر والخديعة والخيانة) قال الراغب: المكر والخديعة متقاربان وهما اسمان لكل فعل يقصد فاعله في باطنه خلاف ما يقتضيه ظاهره (في النار) صاحبها. (د (2) ك في مراسيله عن الحسن مرسلًا).
9215 -
"الملحمة الكبرى وفتح القسطنطينية وخروج الدجال في سبعة أشهر". (حم د ت هـ ك) عن معاذ (صح) ".
(الملحمة الكبرى) أي القتل الكبير (وفتح القسطنطينية) على أهل الإِسلام. (وخروج الدجال) يكون جميع ذلك: (في سبعة أشهر) يتبع بعض هذه الفتن بعضًا وآخرها خروج الدجال فلا ينافيه أنها تبقى أربعين سنة على بعض الروايات أو الأقوال لأن هذا معرفة مبدأ خروجه. (حم د ت هـ ك (3) عن معاذ) رمز المصنف لصحته واستغربه الترمذي، وقال المناوي فيه أبو بكر بن مريم الغساني الشامي (4)، قال الذهبي: ضعفوه.
9216 -
"الملك في قريش، والقضاء في الأنصار، والأذان في الحبشة، والأمانة في الأزد. (حم ت) عن أبي هريرة (صح) ".
(1) انظر الميزان (1/ 259).
(2)
أخرجه أبو داود في مراسيله (165)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6726).
(3)
أخرجه أحمد (5/ 234)، وأبو داود (4295)، والترمذي (2238)، وابن ماجة (4092)، والحاكم (4/ 426)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5945).
(4)
انظر ضعفاء النسائي (1/ 115)، والمجروحين (3/ 146).
(الملك في قريش) هذا حكم قدري أو شرعي، وعليهما وقع الخلاف في هل للإمامة منصب أو لا؟ (والقضاء في الأنصار) كأن المراد في بعض من الأزمنة وإلا فقد ثبت أنهم يقلون، ويحتمل أنه زمنه صلى الله عليه وسلم. (والأذان في الحبشة) لأن منهم بلالًا، ويحتمل أن مراده أن أوائل هذه الأمور كانت لهؤلاء، أو أنهم أحق بها إن وجدوا. (والأمانة في الأزد) قال النووي في التهذيب (1): يعني اليمن. (حم ت (2) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته، وقال الترمذي: وقفه أصح.
9217 -
"المنافق لا يصلي الضحى، ولا يقرأ:{قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} .
(فر) عن عبيد الله بن جراد".
(المنافق) من صفاته (لا يصلي الضحى) لأنه لا تدعوا في صلاته إلا إيمان صادق في القلب لأنها ليست مما ينافق بها لخفائها على كثير من الناس بخلاف الفرائض (ولا يقرأ: {قُلْ يَا أَيُّهَا الْكَافِرُونَ} وهذا إخبار بأن من سمات المنافق أن لا يفعل هذين الأمرين وفيه حث عليهما. (فر (3) عن عبيد الله بن جراد) بلفظ الحيوان المعروف، سكت عليه المصنف وفيه يعلى بن الأشدق (4)، قال الذهبي: قال البخاري: [4/ 319] لا يكتب حديثه.
9218 -
"المنافق يملك عينيه يبكي كما يشاء. (فر) عن علي".
(المنافق) من صفاته. (يملك عينيه) أي دمعهما. (يبكي كما يشاء) لا لرهبة ولا مخافة بل تساعده عيناه ابتلاء له ولتمكن النفاق في قلبه وهذا أمر إلهي لا
(1) انظر: تهذيب الأسماء واللغات (1/ 66).
(2)
أخرجه أحمد (2/ 346)، والترمذي (3936)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6729)، والصحيحة (1084).
(3)
أخرج الديلمي في الفردوس (6621)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5946)، والضعيفة (4682).
(4)
انظر المغني (2/ 760).
يعلل. (فر (1) عن علي) سكت عليه المصنف، وفيه علي بن عبد الله بن محمد بن علي أمير المؤمنين عن أبيه عن جده، قال الذهبي: وعيسى متروك وراويه عنه إسحاق بن محمد الفروي (2) وهو من رجال البخاري، إلا أن في الضعفاء للذهبي عن أبي داود أنه واهٍ.
9219 -
"المنتعل راكب. ابن عساكر عن أنس".
(المنتعل راكب) كالراكب لأنه يخفف عنه مشقة المشي انتعاله كما يخفف عن الراكب. (ابن عساكر عن أنس)، ورواه الديلمي وأبو الشيخ (3).
9220 -
"المنتعل بمنزلة الراكب. سمويه عن جابر".
(المنتعل بمنزلة الراكب) بيان للتشبيه في الأول. (سمويه (4) عن جابر).
9221 -
"المنحة مردودة والناس على شروطهم ما وافق الحق. البزار عن أنس (ح) ".
(المنيحة مردودة) لصاحبها: وهي شاة أو ناقة أو غيرهما يعطاها الإنسان ينتفع بفوائدها. (والناس على شروطهم) مقرون عليها. (ما وافق الحق) كما سلف قريبًا. (البزار (5) عن أنس) رمز المصنف لحسنه، وقال الذي الهيثمي: فيه محمد بن عبد الرحمن البيلماني وهو ضعيف جدًّا.
(1) أخرجه ابن عساكر (28/ 44)، والديلمي في الفردوس (6620)، وضعفه الألباني في ضعيف الجامع (5947)، والضعيفة (4683) وقال: ضعيف جدًّا.
(2)
انظر المغني (1/ 73).
(3)
أخرجه ابن عساكر في تاريخ دمشق (28/ 44) والديلمي في الفردوس (6697)، وابن حيان في طبقات المحدثين (3/ 622)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6731).
(4)
أخرجه أحمد (3/ 337)، وأبو داود (4133)، وابن عبد البر (18/ 183)، والعقيلي في الضعفاء (1/ 221)، وعزاه في الكنز (41614) لسمويه، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6730).
(5)
أخرجه البزار كما في الكنز (16334)، وانظر تخريج أحاديث الهداية (2/ 182)، والمجمع (4/ 86)، وانظر: كذلك: البدر المنير (7/ 16)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6732).
9222 -
"المهدي من عترتي، من ولد فاطمة. (د هـ ك) عن أم سلمة (صح) ".
(المهدي) الموعود به في عدة أحاديث. (من عترتي، من ولد فاطمة) وفي رواية: "من ولد العباس" ولا ينافي هذا الاحتمال أنَّ أمه من ولده وكونه من ولد الحسن أو الحسين فيه أحاديث أخر وفيه أن أولاد فاطمة عترته صلى الله عليه وسلم. (د هـ ك (1) عن أم سلمة) رمز المصنف لصحته وفيه علي بن نفيل، قال في الميزان: لا يتابع عليه ولا يعرف إلا به، وقال أبو حاتم: لا بأس به.
9223 -
"المهدي من ولد العباس عمّي. (قط) في الأفراد عن عثمان".
(المهدي من ولد العباس عمّي) تأويله ما سلف ولا منافاة. (قط (2) في الأفراد عن عثمان) سكت عليه المصنف وقال ابن الجوزي: فيه محمد بن الوليد المقري، قال ابن عدي: يضع الحديث ويصله ويسرق ويقلب الأسانيد، وقال ابن أبي معشر: هو كذاب.
9224 -
"المهدي منا أهل البيت يصلحه الله في ليلة. (حم هـ) عن علي (ح) ".
(المهدي منا أهل البيت) هذا أعم من الأولين على تفسير أهل البيت بمن يحرم عليهم الصدقة، ويلاقي الأول على تفسيرهم بالحميسة ومن تناسل من فاطمة. (يصلحه الله في ليلة) أي يتم له الأمر ويظهره على من ناوئه في ليلة واحدة
(1) أخرجه أبو داود (4284)، وابن ماجة (4086)، والحاكم (4/ 557)، وانظر الميزان (3/ 126)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6734).
(2)
أخرجه الدارقطني في الغرائب والأفراد (211 أطرافه)، والديلمي في الفردوس (6666)، وانظر: العلل المتناهية (2/ 855)، والكامل (6/ 285)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (4955)، والضعيفة (80): موضوع.
لتكون من خوارق أحواله. (حم هـ (1) عن علي) رمز المصنف لحسنه وفيه قيس العجلي، قال في الميزان عن البخاري: فيه نظر وساق له هذا الخبر.
9225 -
"المهدي مني: أجلى الجبهة، أقنى الأنف، يملأ الأرض قسطًا وعدلًا كما ملئت جورا وظلما، يملك سبع سنين. (د ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(المهدي مني) متصل نسبه بنسبي أو من أهلي (أجلى الجبهة) بالجيم محسر الشعر من مقدم رأسه (أقنى الأنف) طويلة. (يملأ الأرض قسطا) وعدلا عطف تفسيري (كما ملئت جورًا وظلمًا) فيه أنه يعم الأرض ملكه وأنه لا يظهر إلا وقد ملئت الدنيا جورا وظلما وعطفه على الجور تفسيري أيضًا (يملك سبع سنين) زاد في رواية: "أو ثمان أو تسع"(د ك (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، قال الحاكم: صحيح، ورده الذهبي بأن فيه عمران القطان ضعيف ولم يخرج له مسلم.
9226 -
"المهدي رجل من ولدي: وجهه كالكوكب الدري. الروياني عن حذيفة".
(المهدي رجل من ولدي: وجهه كالكوكب الدري) المنسوب إلى الدر لفرط إضاءته وإنارته، واعلم أن أخبار خروج المهدي متواترة، وقال السمهودي: يتحصل من مجموع ما ثبت من الأخبار أنه من ولد فاطمة، وفي أبي داوود: أنه من ولد الحسن، والسر فيه أن الحسن ترك الخلافة لله شفقة على الأمة فجعل القائم بالخلافة بالحق عند شدة الحاجة وامتلاء الأرض ظلمًا من
(1) أخرجه أحمد (1/ 84)، أخرجه ابن ماجه (4085)، وانظر: الميزان (7/ 155)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6735) والصحيحة (2371).
(2)
أخرجه أبو داود (4285)، والحاكم (4/ 557)، وأورده ابن الجوزي في العلل المتناهية (2/ 859) رقم (1243)، وحسنه الألباني في صحيح الجامع (6736).
ولده، وهذه سنة الله في عباده أنه يعطي المرء الذي ترك شيئًا لله أفضل مما ترك أو ذريته، وقد بالغ الحسن في ترك الخلافة، ونهى أخاه عنها وتذكر ذلك ليلة مقتله، فترحم على أخيه، وما روي أنه من ذرية الحسين فضعيف جدًّا.
فائدة: حديث: "لا مهدي إلا عيسى" لا يعارض هذه الأخبار، كما قال القرطبي: أن المراد لا مهدي كاملًا معصومًا إلا عيسى. (الروياني (1) عن حذيفة) سكت عليه المصنف، وقال ابن حمدان الرازي: حديث باطل انتهى؛ وفيه محمد بن إبراهيم الصوري قال في الميزان: عن الخلال: روى رواد خبرًا باطلًا أو منكرًا في ذكر المهدي ثم ساق هذا الخبر، وقال: هذا باطل.
9227 -
"الموت كفارة لكل مسلم. (حل هب) عن أنس".
(الموت كفارة لكل مسلم) لما يلقاه من الآلام والأوجاع وجاء أنه يشدد عليه الموت تكفيرا لذنوبه. (حل هب (2) عن أنس) سكت عليه المصنف، وقال ابن العربي: حديث صحيح، وقال ابن العرابي في أماليه: ورد من طرق يبلغ به درجة الحسن وقد جمع العراقي طرقه في جزء والذي يصح في ذلك خبر البخاري: "الطاعون كفارة لكل مسلم"(3).
9228 -
"الملائكة شهداء الله في السماء، وأنتم شهداء الله في الأرض. (ن) عن أبي هريرة (صح) ".
(الملائكة شهداء الله) على أعمال عباده (في السماء، وأنتم شهداء الله في
(1) أخرجه الروياني كما في الكنز (38663)، وانظر الميزان (6/ 37)، والعلل المتناهية (2/ 858)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5948) موضوع، وفي الضعيفة (4684): باطل.
(2)
أخرجه أبو نعيم في الحلية (3/ 121)، والبيهقي في الشعب (9885)، وقال الألباني في ضعيف الجامع (5950)، والضعيفة (4685): موضوع.
(3)
أخرجه البخاري (2830)، ومسلم (1916).
الأرض) تقدم مرارًا (ن (1) عن أبي هريرة) رمز المصنف لصحته.
9229 -
"الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها. (د حب ك) عن أبي سعيد (صح) ".
(الميت يبعث في ثيابه التي يموت فيها) قيل: في أعماله لتصريح الأخبار بأنهم يحشرون عراة، وقيل: بل هو على ظاهره ولا ينافيه حديث: الحشر عراة؛ لأن البعض يحشر كاسيًا أو يخرجون من قبورهم في ثيابهم ثم تتناثر عنهم (د حب ك (2) عن أبي سعيد) رمز المصنف لصحته، وقال الحاكم: على شرطهما، وأقرَّه الذهبي.
9230 -
"الميت من ذات الجنب شهيد (حم طب) عن عقبة بن عامر (صح) ".
(الميت من ذات الجنب) داء معروف (شهيد) في الأحكام الأخروية (حم طب (3) عن عقبة بن عامر) رمز المصنف لصحته، وقال الهيثمي فيه عندهما معًا: ابن لهيعة.
9231 -
"الميت يعذب في قبره بما نيح عليه. (حم ق ن هـ) عن عمر (صح) ".
(الميت يعذب في قبره بما نيح عليه) تقدم وتقدم تأويله (حم ق ن هـ (4) عن عمر).
(1) أخرجه النسائي (4/ 50)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6728).
(2)
أخرجه أبو داود (3114)، وابن حبان (7316)، والحاكم (1/ 340)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6739).
(3)
أخرجه أحمد (4/ 157)، والطبراني في الكبير (17/ 318) رقم (881)، وانظر المجمع (2/ 317)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6738).
(4)
أخرجه أحمد (1/ 41)، والبخاري (1292)، ومسلم (927)، والترمذي (1002)، والنسائي (4/ 16)، وابن ماجة (1593).
9232 -
"الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما، ويضع آخرين. البزار عن نعيم بن هماز".
(الميزان بيد الرحمن، يرفع أقواما، ويضع آخرين) أي كل كائن بيده تعالى يعز من يشاء ويدل من يشاء كل ذلك على وفق حكمته فمن أهله لأمر أقامه فيه ومن سلب عليه أمر لا يقيمه فيه غيره (البزار (1) عن نعيم بن هماز) بتشديد الميم، آخره زاي، سكت عليه المصنف، وقال الهيثمي: رجاله رجال الصحيح.
(1) أخرجه البزار كما في مجمع الزوائد (7/ 211)، وابن أبي عاصم في السنة (779)، والطبراني في الشاميين (1233)، وانظر الميزان (1/ 84)، وصححه الألباني في صحيح الجامع (6737).